ألا يحق لنا أن نفرح ..ونطرب لما يصيب أعداءنا من بأس شديد من الله القوي المتين ؟؟؟
تباكى ..وحزن .. الكثير من الكتاب و منهم كاتب فلسطيني أشهد له بالجرأة ..والشجاعة ..والحصافة في الرأي – غير أن هذه المرة خانته الفكرة وابتعد عن جادة الصواب بل طغى واستنكر وندد بالذين فرحوا لما أصاب العم سام من دمار وخراب في الأيام الماضية .. ووصفهم بالأغبياء والحمقى وما شابهه من أوصاف .. وقرر وأكد على أن أبناء العم سام ..مساكين ..مغلوب على أمرهم ..برءاء مما تفعله حكومتهم .. وأن أفراداً عديدين منهم سواء كانوا يهوداً أو نصارى يؤيدون قضايانا ويدافعون عنا .. فلا يستحقون أن نفرح بهذا العقاب الإلهي بهم ..إنهم مظلومون مثلنا فعلينا أن نساعدهم ونقف إلى جانبهم ...
إنه – لا شك - مخلوق طيب ..بسيط ..ساذج ..ومن أمثاله – للأسف – كثير في مجتمعنا المسلم تغيب عنهم أبسط صفات الكائنات البشرية ..والأنكى ..والأغرب أنهم يجهلون حقيقة كونية :
أن الإسلام جاء للكائنات البشرية وليس للحجر أو الشجر أو الحيوان أو الملائكة .. ليتعامل معها بغرائزها ونوازعها وعواطفها ومشاعرها وأحاسيسها كما هي ...
إنه جاء ليحسن ..ويهذب الصفات البشرية فقط .. وليس ليلغيها أو يقمعها أو يكبتها ..
إنه جاء لإدارة شؤون الحياة وليس الممات أو الآخرة ..غير أن بعض المتفيقهين ..والمستعلمين ..والمستخلقين ..والمتفلسفين .. والمتثيقفين يريدون .. بل يدعون المسلمين إلى أن يكونوا على صورة مغايرة لصورة البشر ..يترفعون ..ويتنزهون عن ممارسة سلوك البشر مدعين بدعوى ما أنزل الله بها من سلطان :
أنه إذا مارس المسلمون سلوك البشر الطبيعي من حب وكراهية ..وفرح وحزن ..وقتل وحرب .. وثأر وانتقام .. فما الفرق بينهم وبين بقية البشر غير المسلمين ؟؟؟
يا لسوء التفكير ..يا للعتاهية ..يا للجهالة ..يا لللإنحراف والشذوذ عن الطريق الرباني الذي أمرنا به..
أتريدوننا يا هؤلاء الطيبون .. المشفقون ..الرؤوفون ..الرحماء بأعدائكم ..أن نغير جلدنا ونتحول إلى فصيل آخر غير فصيل البشر ؟؟؟
ألم يأتكم الخبر من رب البشر والحجر عن أعدائكم كم هم يفرحون ويطربون ويرقصون إذا أصابتكم سيئة أو داهية أو نكبة ..ألم تسمعوا ما قاله ربكم :
إن تمسسكم حسنة تسؤهم ..وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ..
ثم ألم يأتكم الخبر الثاني من رب البشر والحجر والشجر عما يريده رب العالمين من المسلمين أن يحسوا ويشعروا به من نشوة وغبطة .. وفرح وسرور ..وانشراح صدر حين قتل أعدائهم والتنكيل بهم .. اسمعوا إذن أيها الغافلون إلى قول ربكم :
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم .. ويشف صدور قوم مؤمنين .. ويذهب غيظ قلوبهم ...
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم .. ويشف صدور قوم مؤمنين .. ويذهب غيظ قلوبهم ...
أبعد هذا التقرير الإلهي عن طبيعة .. وتكوين .. وتشكيل .. وهندسة العواطف والمشاعر البشرية سواء كانت مسلمة أو كافرة ..وأحاسيسها التي تختلج في دمائها .. وتسري في حناياها وعروقها ، والتي تتجلى بالفرح والسرور والحبور لدى فريق منها ، حينما يصيب الفريقَ الآخر مصائبُ الدهر ونوائبه ..
أبعد هذا يحق لأبي العتاهية أن يطلب من المسلمين أن يكبتوا مشاعرهم .. ويلغوا إنسانيتهم بفرية كاذبة نكراء .. وحجة متهافتة ..بليدة :
أن أبناء العم سام يختلفون عن حكومتهم المجرمة القاتلة ...
ونسي أبو العتاهية وأضرابه أن الحكومات في البلاد الديموقراطية لا تأت على ظهر دبابة ، ولا بإنقلاب عسكري ولا بالوراثة - كما هو في بلادنا العربية - ..وإنما الشعب ..ثم الشعب هو الذي يختارها وينصبها ..وهو الذي يرضى عن سياسياتها وبرامجها .. وهو الذي يغيرها ويبدلها إذا غضب عليها ..
فالشعب والحكومة في البلدان الديموقراطية شىء واحد .. وجهان لعملة واحدة .. فإذا اعتبرنا الحكومة مجرمة فالشعب مجرم أيضاً .. ولو ظهر على السطح بضعة مخلوقات ناشزة تعربد خارج جوقة الأوركسترا الحاكمة ..للتضليل وخداع أبي العتاهية أن هؤلاء مساكين يناصرون قضايانا العادلة .. وهب أن هؤلاء صادقون مخلصون .. فهل لديهم القدرة للتغيير والتأثير في سياسة الحكومة ... بالتأكيد لا .. إذن لا يسمنون ولا يغنون من جوع ...
إذن الشعب الأمريكي والأوربي متواطؤون مع حكوماتهم يحملون الحقد والبغض والكراهية لنا .. وكلهم بأجمعهم مجرمون متعطشون لسفك دمائنا ..والرقص على جثث أشلائنا .. وهذا ما أكده لنا ربنا العليم الخبير وحذرنا منه .. ولكن أبو العتاهية وأضرابه لا يقرؤون قول ربنا :
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمةً ...يرضونكم بأفواهم وتأبى قلويهم ..وأكثرهم فاسقون ..
ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..
هل نسينا ما فعله الصرب بأهلنا في البوسنة من قتل وذبح حينما سيطروا وبتأييد من هيئة المجرمين المتحدة ؟؟؟
وهل نسينا ما فعله الأمريكيون بالعراق كيف يجمعون السجناء عرايا في كتل بعضها فوق بعض وهم يغنون ويرقصون ؟؟؟
وهل نسينا ما فعله النصارى الأسبان حينما تغلبوا على المسلمين في الأندلس في محاكم التفتيش ؟؟؟ وما فعله الصليبيون قديما وحديثاً بنا ؟؟؟
وهل لو أن عُشر معشار ما يحصل في سورية .. حصل لليهود أو النصارى في بقعة من الكرة الأرضية ..هل كانت تسكت الشعوب الأمريكية والأوربية .. كما هي الآن ساكتة ..نائمة ؟؟؟
وهل ؟؟؟ وهل ؟؟؟
تاريخ طويل من الحقد الأسود البغيض ..يسيطر ..ويهيمن ..ويعشعش في قلوب وصدور أعدائنا الصليبيين واليهود والمجوس والبوذيين والباطنيين وكل غير المسلمين بلا استثناء ..
إنهم ينقمون علينا ..ويكرهوننا ..ويبغضوننا ..لأننا آمنا بالله الواحد الأحد ..
هذا هو ذنبنا الوحيد .. الفريد ..أننا موحدون ..ومتطهرون ..وقديما قالوا ولا يزالون يقولون :
وما كان جواب قومه إلا أن قالوا : أخرجوهم من قريتكم .. إنهم أناس يتطهرون ..
وصدق الله العظيم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق