Translate

الأحد، 30 ديسمبر 2018

Egyptian-monuments.jpg













الاثنين، 24 ديسمبر 2018

اقوى علاج لتفتيت حصوات الكلي والحالب


30 جرام عرق سوس
30 جرام ميرامية
30 جرام شمر
30 جرام حبة البركة
30 جرام بذر بقدونس
30 جرام بذر كرفس
30 جرام بذر خله بلدى
30 جرام شعير
30 جرام حلفا بر
30 جرام زيتونة بني اسرائيل
تطحن الاعشاب جيدا وتأخذ ملعقة من الاعشاب علي كوب ماء مغلي محلي بالعسل قبل الاكل بنصف ساعه ثلاث مرات يوميا ولمدة 15 يوم كامله
تنتهي المشكله تماما ان شاءالله والطريقة مجربة مني مع اضافة بعض الاعشاب لعمل توسعة للحالب
خالص تحياتي وتقديري
الحاج احمد صلاح حجازي

الأحد، 23 ديسمبر 2018

حقيقة ” نادي الروتاري ” واهدافة التي يسعى اليها



الروتاري :
هي مؤسسة دولية ينتمي في عضويتها ما يزيد على اثنين وعشرين ألف ناد، ومنتشرة في أنحاء العالم الحر بحوالي (160 دولة)، كما أن يبلغ عدد أعضاء النادي مليون عضواً نتيجة إحصاء 1986، حيث أن هذه النوادي تعمل في حقل خدمات الاجتماعية، كما أن لها بعض القوانين واللوائح داخلية، لكل نادي على حدا، ويشرف على هذا وزارة الشؤون الاجتماعية.
ما هي نوادي الروتاري:
لقد بدأ نادي الروتاري منذ عام 1905، الذي قام بتأسيسه رجل مجهول الهوية ولم تعرف عنه الحكومة الروتارية في ولاية ايلينوي الأمريكية، حتى وقتنا هذا إذا كان يهودي أو نصارى، ومن المعروف بأن هذا التجاهل عن عمد منه حتى يجذب إليه اليهود والنصارى للعمل على تكون عصبة حول هذا الرجل، كما أن ظن الكثير بأنه لا دين له على الإطلاق.
نشأة النادي الروتاري :
قد تم إنشاء أول نادي له في مصر المحروسة في عام 1929، وفي نفس الأسبوع الذي أنشأ فيه أول نادي للروتاري في فلسطين المحتلة، وفي عام 1986 أصبح يوجد في مصر (22) نادي يملكون حوالي 100 عضواً، أما في فلسطين فقد بلغ عدد الأندية إلى 44 نادي، وتضو 1500 عضواً، وعلى الرغم من أن هذه الأندية تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية في مصر، إلا أن هذه التابعة لا تتعدى حدود الشكل الرسمي فقط،.
هي مؤسسة دولية لأندية الروتاري الصهيونية، في مدينة ايفانستون في ولاية ايلينوي في أمريكا، ولا يستطيع واحد من الأندية، على أن يغير في أي لائحة التنظيم، أو يقوم بالضم أي عضو أو يفتح أي نادي من النوادي الحديثة، إلا من خلال إذن أو تصريح أو مذكرات وتقارير، الوافية لكل عضو من الأعضاء، والمكان المناسب والظروف الاجتماعية والسياسية، وما مدى اتساع النادي لقبول الأعضاء، والتي لم ينضم إلى مجلس الإدارة منذ إنشائها فرد واحد مسلم، وهذا القول يحفز الحكومة الروتارية، للقيام بتعين أحد المسلمين في مجلس الإدارة عن قريب حتى يشارك اليهود والصلبين في تحطيم الأديان ودعم الصهيوني في مستوى العالم.
ويجتمع كل أعضاء النادي مرة واحدة كل أسبوع بمعنى أن أندية الروتاري تقوم بعقد حوالي 22 اجتماع في الأسبوع، وحوالي 90 اجتماع على مدار الشهر، وفي وجبة الطعام التي يلتفت حولها تتوالي كل عضو في سداد قيمتها نقداً عند دخول لصالة الاجتماع تتراوح ما بين 10 إلى 15 جنيه.
أهداف النادي :
1- يتمسك كل عضو من الأعضاء بدينه.
2- يحترم كل عضو  الأديان الأخرى، وأن يكون ولائه الأول والأخير لوطنه، وعن طريق الصفة الدولية للروتاري.
3- يقوم بالعمل على تحسين العلاقات بين كافة الشعوب.
4- نشر السلام بين دول العالم، من خلال تبادل زيارات الأعضاء في نواديهم أو في عمل بعثات طويلة وقصيرة.
مظاهر خطورة تلك  النوادي :
1- تتظاهر النوادي بنشاطاتها الظاهرية كمصيدة تخفى بها أهدافها الحقيقة.
2-  أهم صفات المنظمة هو التخطيط الدقيق، ويعملون في سرية تامة في جمع كافة المعلومات.
3- يعملون على التعرف عل أسرار كل مهنة عن طريق لقائتهم ممل يعطيهم القدرة في التحكم في الأسواق المحلية، كما أن يساعدهم أيضاً في التدخل في الشؤون الاقتصادية، لكل بلد.
4- يقوم الأعضاء بجمع المعلومات التي تتعلق بالشؤون السياسية والدينية لكل بلد، الذي يعلمون فوق أرضها، ويقوموا بإرسالها إلى مركز المنظمة العالمي التي تقوم بفرزها وتحليلها وتحديد الخطط التي تناسب حيالها.
5-  يقومن بتقسيم المنظمة التي يعملون بها، على أن يكون لكل قسم نشاطه الخاص به.
6-  يتميزون بالغموض الشديد في كتم أسرارهم ووسائلهم والموارد المستخدمة.
7- تطلق مجالس إدارات مناطق الليونز إجراءات أمن مشددة تحيط بها.
8-  يرددون دوماً على ألسنتهم بأن الدين لله والوطن للجميع.
9-  اعتقاد الإسلام لديهم يقف على مساواة بين الديانات السماوية الأخرى، أما في الحقيقة فهما يكيدون له أكثر مما يكيدون لغيره.
10-  يذكرون دائماً في دعواتهم على أهمية مكانة إسرائيل وشعبها، كما أنهم يقومون بنشر أفكار صهيونية في عقول الأعضاء.
11-  يقيمون منحين لآخر الحفلات المختلطة ماجنة راقصة، تحت بند أنها حفلات خيرية وتطوعية.
12- كما أن قد أصدر المجمع الفقهي في دورته الأولى التي قد عقدة في مكة المكرمة في تاريخ 10 من رمضان لسنة 1398هـ قرار يبن فيه أن مبادئ الماسونية والروتاري تختلف تماماً مع قواعد الدين والإسلام.

الخميس، 20 ديسمبر 2018

شاحنة النفايات

📝يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي"#الأجرة".
وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح.
💨🚗انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا
وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل وكاد أن يصطدم بتلك السيارة.
الغريب في الموقف
أن سائق السيارة الأخرى "#الأحمق" أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا!!
فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوَّح له بالإعتذار والابتسامة !!
استغربتُ من فعله😳وسألته:
لماذا تعتذر منه وهو المخطئ ؟
هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صِدام ؟
هنا لقَّنني سائق التاكسي درساً أصبحت أسميه فيما بعد:
قاعدة "شاحنة النفايات"
قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات تدور في الأنحاء مُحَمَّلة بأكوام النفايات "المشاكل بأنواعها الإحباط الغضب الفشل وخيبة الأمل"
وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب فلا تجعل من نفسك مكبّاً للنفايات !!
لا تأخذ الأمر بشكل شخصي فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك وادع الله أن يهديهم ويفرِّج كَربَهم وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل
البيت أو في الطريق
في #النهاية🌹
الأشخاص الناجحون لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات أن تستهلك يومهم وأعصابهم وتفكيرهم ..!!
👌لذلك اشكر من يعاملونك بلطف ..
فهم الزهرات الجميلة في الحياة ..
وادع لمن يسيؤون إليك ..
فهم بحاجة للرحمة والشفقة ..
وافعل هذا وذاك لوجه الله سبحانه ونيل الأجر ..
وتذكر دائماً أن حياتك محكومة بما تفعله
وبكيفية تقبلك وتفسيرك لما يجري حولك..
💮قال تعالى...
(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

البابية


ثانيا: البابية


 زعيم البابية
زعيم البابية الأول هو علي بن محمد رضا الشيرازي ولد في سنة 1235هـ في بلدة شيراز جنوبي إيران، مات أبوه وهو طفل فكفله خاله ويلقب بالميرزا، وقد نسب بعضهم أسرته إلى آل البيت وهذا غير صحيح، والذين أطلقوا عليه هذه النسبة إنما أطلقوها لشيء يريدونه في أنفسهم، لكي يطبقوا الروايات التي تذكر أن المهدي يكون من آل البيت. أي ومحمد علي الشيرازي من أهل البيت وهو المهدي المنتظر حسب خرافاتهم، ولم يلتفتوا إلى أن اسم المهدي محمد بن عبد الله كما ثبت بالسنة المطهرة، ووالده الشيرازي يسمى محمد رضا، وأمه فاطمة بيكم، وقد توفي والده وهو صغير فقام بكفالته خاله ويسمى الميرزا علي .
وحين بلغ السادسة من عمره عهد به خاله إلى رجل يسمى الشيخ عابد- وهو أحد تلامذة الرشتي- لتعليمه في مدرسته التي سماها (قهوة الأنبياء والأولياء)، وبعد أن حصل على قسط قليل من التعلم عزف عن مواصلة التعليم، فأشركه خاله في التجارة ببيع الأقمشة، وتفنن فيها مع خاله الآخر الميرزا محمد.
وكان قد بلغ السابعة عشر من عمره فاتصل به أحد دعاة الرشتية ويسمى جواد الكربلائي الطباطبائي، وبدأ يلقي في مسامعه أفكار الشيخية عن المهدي المنتظر ويوهمه بأنه ربما يكون هو نفسه- أي علي محمد الشيرازي- المهدي المنتظر لظهور علامات تدل على ذلك- حسب زعمه- فوقع الشيرازي في فخه وترك التجارة ومال إلى قراءة كتب الصوفية التي زادته هوساً، ومارس شتى الرياضات، حتى إنه كان- كما قيل عنه- يقف في حر الظهيرة المحرقة تحت أشعة الشمس على سطح البيت مكشوف الرأس عاري البدن مستقبلاً قرص الشمس، حتى كان يعتريه الذهول والوجوم، وتأثر عقله، وكان الكربلائي ملازماً له يحرضه على هذا المسلك. فأشفق عليه خاله وأرسله إلى النجف وكربلاء للاستشفاء بزيارة المشاهد التي يقدسونها هناك، إلا أنه في كربلاء بدأ يتردد على مجالس كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية، وكان الرشتي أيضاً قد وقع اختياره على الميرزا ليجعل منه المهدي المنتظر، فكان يبشر أتباعه ومريديه وتلاميذه باقتراب الأوان لظهور المهدي ودنو قيام القائم المنتظر، ويشير إلى الميرزا علي محمد ويبالغ في إكرامه، وكثيراً ما يردد شعراً:
يا صغير السن يا رطب البدن      يا قريب العهد من شرب اللبن

(15)
و بعد موت كاظم الرشتى سنة1259? – 1843م رحل على محمد الشيرازى إلى شيراز فلحق به حسين البشروئى كبير التلامذة وأقنعه أن كاظم الرشتى كان يشير إلى أن على محمد رضا الشيرازى يمكن أن يكون هو الباب وأن البشروئى هو باب الباب.
و كان يساعد البشروئى في غرس هذه الفكرة في ذهن الشيرازى الجاسوس الروسى " كنيازى دلكورچى" الذي تظاهر بالإسلام وواظب على حضور مجالس الرشتى وفيها تعرّف على علىّ محمد رضا الشيرازى , وكان كنيازى دلكورچى أو "عيسى اللنكرانى" كما سمّى نفسه يحرص على إلقاء فكرة أنّ علىّ رضا هو الباب في ذهن علىّ رضا وفي ذهن بقية التلاميذ , وهذا ما اعترف به الجاسوس نفسه في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق السوفيتية 1924-1925م .
و يصف الجاسوس نصائحه إلى السيد علىّ رضا الشيرازى بعدما أوحى إليه أنّه الباب فيقول : "إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب ويابس ويتحمّلون عنك كل ما تقول ولو قلت بإباحة الأخت وتحليلها للأخ. فكان السيد يصغى ويسمع , وطفق كل من الميرزا حسين علىّ - الذي سُمّى بعد ذلك بالبهاء وكان من تلاميذ الشيرازى كما سيأتي- وأخوه الميرزا يحيى نوري (صبح أزل) والميرزا علىّ رضا الشيرازىّ ونفرٌ من رفقتهم يأتونني مجدَّداً ولكن مجيئهم كان من باب غير معتاد في السفارة".
و لفظ الباب أي (الواسطة الموصّلة إلى الحقيقة الإلهية) . وهو مصطلح شيعي شائع عند الشيعة الإمامية التي ظهرت بينها هذه البدعة المهلِكة المأخوذة من أكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) (1) . فما توفي علي بن أبى طالب رضي الله عنه حتى صنعوا له بدلا من الباب ألف باب وكذاب.
و بالفعل وافقت إيحاءات حسين البشروئي والجاسوس كنيازى دلكورچى ما في نفس الشيرازىّ من هوى وصدق الله إذ يقول: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ[الأنعام:121]. وقال سبحانه: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام:112]  فأعلن الشيرازي أنه الباب وطار بها البشروئي في الآفاق يعلن أنّه رأي الباب وأنّه هو باب الباب. (16)
وبعد أن أحكمت الخطة بينه وبين مشائخ الرشتية وسفير روسيا في ذلك الوقت والمترجم بها دالجوركي أعلن في سنة 1260هـ أنه هو الباب الأصل إلى الإمام الغائب المنتظر عند الشيعة، وأن صديقه الملا حسين البشروئي هو باب الباب، وهو أول من آمن به.
وكان عمر الباب الشيرازي آنذاك خمساً وعشرين سنة، واعتبر ذلك اليوم عيد المبعث لظهور الباب ودعوته جهراً، وآمن بدعوته كثير من زعماء الشيخية وأهمهم ثمانية عشر شخصاً جمعهم في حروف (حي)؛ لأن الحاء والياء يعادلها ثمانية عشر بحساب الحروف الأبجدية.
ثم وزع هؤلاء في أقاليم مختلفة من إيران وتركستان والعراق، وكان لهؤلاء نشاط في الدعوة إلى البابية؛ خصوصاً زرين تاج بنت الملا صالح القزويني، والملا حسين البشروئي، والملا محمد علي الزنجاني، والملا حسين اليزدي، والملا البارفروشي (2) . (17)
واجتمع علىّ الشيرازىّ عند إعلان أنّه الباب مع سبعة عشر رجلاً وامرأة هي قرة العين وكان هؤلاء هم صفوة الطائفة الذين يصلحون لزعامتها في نظره فكانوا جميعاً به تسع عشرة نفساً , لذلك قدّسوا الرقم 19 فجعلوا السنة 19 شهراً والشهر 19 يوماً . وما لبث الميرزا على محمد رضا الشيرازي - بعد أن ادعى أنّه باب المهدي – أن ادعى أنّه هو المهدىّ وسمّى نفسه " قائم الزمان " ثم ادّعى بعدها أنّه رسول بل أعظم من جميع الرسل وأنّه الممثل الحقيقي لجميع الرسل والأنبياء فهو نوح يوم بُعث نوح وهو موسى يوم بُعث موسى وهو عيسى يوم بُعث عيسى وهو محمد يوم بُعث محمد عليه الصلاة والسلام , وألَّف كتاب ( البيان ) وادعى أنّه وحى وأنّه ناسخ لما قبله وأنه جاء ليجمع بين اليهودية والمسيحية والإسلام وأنّه لا فرق بينهم , وملأ كتابه بالضلالات والخرافات والسخافات .... فلما وجد من يتبعه من أراذل الناس وسقطتهم ادعى أن الله حل فيه أي اتخذ من جسده مكانا يسكنه ويظهر من خلاله لخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. (18)
صلتهم بالمستعمرين في ذلك الوقت
لقد واتت الفرصة الذهبية جميع الحاقدين على الإسلام حينما اصطنعوا فكرة الباب لعلي محمد، وقفوا بكل عزم في نشر دعوته الهدامة، فقد سارع زعماء الإنجليز والروس إلى حماية هذه الطائفة بل وإلى مدها بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والهجوم على حكومتهم في أماكن كثيرة لإرهاب الناس وتوجيههم إلى قبول هذه الدعوة، وفتحت الحكومة الروسية أبواب بلادها للبابية ليعيشوا فيها بكل حرية وراحة ويدبروا المؤامرات من مكان مصون.
وكان للمترجم الروسي (كنياز دالجوركي) بالسفارة الروسية نشاط قوي في دفع الميرزا على محمد إلى زعامة البابية وادعاء المهدية، ثم دفع البهاء أيضاً إلى زعامة البهائية ومناصرته أمام الشاه، كما صرح بذلك في مذكراته (3) ، وقد قوي أمر الشيرازي وانتشرت دعوته وخافت الحكومة والعلماء من انتشارها حتى ألقي القبض على الشيرازي وحوكم وقتل. (19)
وقد أوعزت اليهودية العالمية إلى يهود إيران أن ينضموا تحت لواء هذه الحركة بصورة جماعية، ففي طهران دخل فيها (150) يهوديا وفي همذان (100) يهودي وفي كاشان (50) يهوديا وفي كلباكليا (85) يهوديا، كما دخل حبران من أحبار اليهود إلى البابية في همدان، وهما الحبر الباهو والحبر لازار، ودخول هذا العدد من اليهود في مدة قصيرة في هذه النحلة يكشف لنا الحجم الكبير للتآمر والأهداف الخطيرة التي يسعون لتحقيقها من وراء هذه الحركة ضد الإسلام والمسلمين (20)
نهاية الشيرازي
ثار العلماء في شيراز على دعاة البابية فقبض على الباب وأحضر من بوشهر إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمى به في السجن سنة 1847م (21)
لقد كان للحاكم حسين خان –حاكم شيراز- مواقف حازمة ضد الباب الشيرازي ورفقته؛ حيث استدرج الشيرازي وألان له القول، واعتذر عما صدر منه من إهانة له ولأتباعه سابقاً، وأوهمه أنه قد تابعه أيضاً على فكرة البابية وسائر الدعاوى التي جاء بها الباب.
ثم استدعى الحاكم العلماء ليقيم عليهم الحجة في صدق الباب كما أوهمه، وكان قد عهد إليهم بأن يصبروا في مخاتلة الرجل وأخذ الاعتراف منه بخط يده في سائر عقائده الباطلة، وأوهمه بأن كل من سيجرؤ على إظهار الكفر به فسيكون القتل مصيره؛ فاطمأن الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان طافي الجرأة ثم بادأ الجميع بقوله: إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتابي البيان فاتلوه واقرءوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن.
وكظم العلماء ثورتهم، ثم طلب الحاكم إلى الباب أن يسجل ما يدعوه إليه كتابة ففعل ذلك، ثم نظر العلماء في ما كتبه الشيرازي فإذا به ينضح كفراً وخروجاً عن الإسلام. (22)
ووجدوا به أخطاء فاحشة في اللغة فلما كلموه فيها ألقى اللوم علي الوحي الذي جاء بها هكذا (23)
فما كان من الحاكم إلا أن صب جام غضبه على الشيرازي قائلا له: (فلأعذبنك لعلك ترجع عن غيك). ثم ضربه ضرباً شديداً وأمر أن يطاف به في الأسواق على دابة شوهاء، وأن يعلن التوبة من كفره على منبر المسجد الكبير.
ثم ارتقى المنبر وأعلن رجوعه من كل ما ادعاه وأنه على دين الاثني عشرية؛ لأنه الحق اليقين (4) ، ثم ألقي به في غيابة السجن (5) ، ولكن أتباعه ظلوا ينشرون فكرة المهدية والبابية وسائر الأفكار الشريرة، وعوام الناس يتناقلونها بكل لهفة لموافقتها هوى في نفوسهم.
ولما تجاوز الأمر الحدَّ وأدرك عامة الشعب الإيراني واستيقظت الحكومة في إيران على مدافع هؤلاء وبنادقهم يقتلون المسلمين ويستبيحون منهم كل ما يشاءون في معارك دامية واغتيالات متنوعة، ويدعون إلى ظهور المهدي وإلى كتابه المقدس – اجتمع عدد كبير من العلماء والفقهاء وكفروا الباب وأعلنوا مروقه عن الإسلام ووجوب قتله بالأدلة الدامغة.
إلا أن حاكم ولاية أصبهان الذي تظاهر بالإسلام ويسمى منوجهر خان الأرمني- وهو صليبي العقيدة والهوى (24)
الذي دفعته الحكومة الروسية لإعلان إسلامه فغمره الشاه بالفضل وأولاه ثقته وعينه معتمداً للدولة في أصفهان (25)
 استطاع إخفاءه في قصره معززاً مكرماً ليطعن به الإسلام والمسلمين من الخلف.
وكان الشيرازي يصدر توجيهاته إلى أتباعه من هذا المخبأ إلى أن توفي هذا الحاكم وخلفه جورجين خان، فكتب هذا إلى الحكومة في طهران يخبرهم عن وجود الشيرازي فألقي عليه القبض وأمر الميرزا أقاس رئيس الوزراء أن يعتقل الشيرازي في قلعة ماه كو، ومكث معتقلاً حوالي ثلاث سنوات. (26)
مؤتمر بدشت (6) وما تم فيه من خطط :
وحينما أحسَّ البابيون من أنفسهم القوة وكان زعيمهم الباب معتقلاً قرروا عقد مؤتمر لهم ليبحثوا فيه:
- أمر الباب وكيفية خلاصه من السجن حتى ولو بالقوة.
- نسخ شريعة الإسلام وإظهار شرائعهم، وهذا أهم ما عقد له المؤتمر.
وقد تم بالفعل عقد هذا المؤتمر في صحراء ( بدشت) حضر فيه جميع زعماء البابية، وكان من بينهم غانية البابيين الخليعة أم سلمى زرين تاج التي كانت تلقب بقرة العين وبالطاهرة، وهي ذات جمال فائق وأنوثة ثائرة تستميل بجمالها أغمار الناس، وكانت هي القوة الحقيقة في الظاهر في هذا المؤتمر، ولها أخبار طويلة لا يتسع المقام لذكرها هنا. (27)
وفى هذا المؤتمر خطبت قرة العين خطبتها الإباحية المشهورة التي دعت فيها إلى شيوعية النساء والمال حيث قالت "ومزقـوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال واصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وإن الزهرة لا بد مـن قطفها وشمها لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكـم فالزهرة تجنى وتقطف وللأحباب تهدى وتتحف (28)
وفي هذا المؤتمر الخليط من الرجال والنساء لا تسأل عما جرى فيه من الإباحية والخمر والفرح والمرح والأفعال القبيحة والتي أقلها إباحة الزنى وجميع ما يشتهيه الشخص، ثم أضافوا إلى هذا أيضاً إقرار نسخ الشريعة الإسلامية بمجيء الباب الشيرازي باعتبار أنه المهدي الذي ينسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
ودعوى البابية هذه إنما هي ستار لاستجلاب الناس إلى البابية، ولأنهم يعتقدون أن الشيرازي ليس باباً فقط أو مهدياً، بل هو رسول مثل سائر الرسل وله شريعة خاصة به، وأقر في المؤتمر إحكام الخطط لتنفيذ مآربهم بالنسبة لنسخ الشريعة الإسلامية بتحريض شديد من تلك الغانية الملقبة بقرة العين (7) . (29)
وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدين والدولة في إيران فطلب الشاه من ولي عهده ناصر الدين وهو في تبريز أن يحضر الباب من سجنه فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدين جديد فوجه إليه العلماء هذا السؤال : ما النقص الذي رأيته في دين الإسلام وما الذي كملت به هذا النقص لو كان؟ فارتج الدعي ولم يجد شيئا، فاستقر الرأي على وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء على كفره وردته. (30)
وانفتحت على حكومة طهران مصائب كثيرة من البابيين وحروب مشتعلة، فرأت الحكومة وعلى رأسها ناصر الدين شاه القاجاري قتل الشيرازي رأس الفتنة فجيء به وأظهر تراجعه، ولكن لم يكن لينفعه الاستمرار على خداعه ومراوغته فتقرر قتله وقتل كبار أتباعه المسجونين معه في صبيحة يوم الاثنين 27 من شعبان سنة 1265هـ –1849م.
ولما علم الشيرازي بهذا الحكم ضده انهارت قواه وأسقط في يده وصار يبكي وينوح وغمره الذهول العميق والشرود حتى فهم أصحابه في السجن أن هناك أمراً قد قرر، ولكنهم ما أرادوا أن يسألوه فاستفاق بعد منتصف الليل وبدأ يردد أبياتاً شعرية منها (8) :
تروم الخلـد في دار المنـايا فكم قد رام مثلك ما تروم
تنام ولم تنم عنـك المنايـا تنبــه للمنيـة يـا نؤوم
لهوت عن الفناء وأنت تفنى فمـا شيء من الدنيا يدوم

ويروى عنه أنه طلب من يقتله في السجن في تلك الليلة حتى لا يرى المهانة والذل ثم القتل في صبيحة هذه الليلة، وقال لأصحابه: لو فعل أحد من الأحباء هذا لكان ما فعله عين الصواب (9) .
ولما استعد لذلك الملا محمد علي الزوزني ارتعد الشيرازي وتراجع حينما رأي سيفه مسلولاً وبدأ هو وأصحابه في النحيب والبكاء، وفي الصباح اقتيد هو والزوزني وكان يوماً مشهوداً فقد احتشد الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً من كل مكان ليروا تنفيذ حكم الإعدام. (31)
 وقبل إعدامه تبرأ منه كاتب وحيه وبصق في وجهه وأعلن توبته فأفرج عنه (32)
ولما جاء وقت التنفيذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما في أحد ميادين تبريز الذي كان مكتظاً بفئات كثيرة من الناس حضروا ليشاهدوا مصرع هذا الضال بيد أن القنصل الروسي استطاع أن يتصل بقائد الفرقة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام وأن يغريه برشوة كبرى ليحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلى عمود طويل ومعه تابعه والناس يلعنونه ويستعجلون الفتك به، وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت كلها في جسد تابعه المغرور غير واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذي ربط به الباب وحينما إنجاب الدخان الكثيف رأي الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود ، أما الباب فقد فر، غير أن بعض الجند الذين كانوا يعرفونه ويجهلون قصد قائدهم مزقوا جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبكى من هول ما أصيب به. وقد تركت جثته في خندق طعاماً للوحوش بعد أن صور قنصل الروس الجثة وبعث بالصورة إلى حكومته (33)
وكان هلاك عدو الله على محمد رضا الشيرازي مؤسس البابية في يوم 27 شعبان 1266هـ الموافق 8 يوليو 1850م (34)
ولقد كان لهذه الحادثة ألم شديد في نفس قنصل الروس الذي حاول بكل جهده أن ينقذه ليتم به تنفيذ مآرب الحاقدين على الإسلام، ولقد سر المسلمون بقتله ونهاية فتنته، ثم امتد القتل بعد ذلك إلى جميع زعماء البابية مثل قرة العين والكاشاني وغيرهم (10) .
وكان قد استمر في ضلالته متدرجاً من كونه الباب للمهدي إلى أنه هو المهدي إلى النبوة وأخيراً إلى الألوهية، وكان أتباعه ينادونه بالرب وبالإله (11) ، وقد أذله الله في أماكن كثيرة أمام الناس بعد مناظراته ويضرب ضرباً مهيناً ثم يبدي التوبة (12) ، إلا أن المتآمرين على إثارة التفرقة بين المسلمين والراغبين في الإباحية ونسخ الشريعة الإسلامية كانوا يدفعونه دفعاً ويهيئون له الجو الملائم لمثل هذه الدعاوى الكاذبة. (35)
وبعد أن انتهي أمر الباب الشيرازي قام صراع حاد جدًّا على تولي الزعامة البابية وما بعدها بين حسين علي المازندراني وزعماء البابية، متمثلة في أخيه صبح الأزل، وقد أخذ حسين علي المازندراني منها نصيب الأسد، وهزمت البابية على يديه شر هزيمة في أحداث طويلة قد لا يكون من الضروري سردها هنا كاملة؛ بل نشير إلى أهم ما وقع فيها فيما يأتي. (36)
هزيمة البابية
كان من تلاميذ الباب الميرزا على الشيرازي الميرزا يحيى على النوري المازندراني وأخوه الأكبر الميرزا حسين على النوري المازندراني وكان الباب الشيرازي قد أوصى بالأمر من بعده للميرزا يحيى النوري الذي اشتهر باسم ( صبح أزل) فشق ذلك على أخيه الميرزا حسين مما أدى إلى نشوب نزاع بينهما على خلافة الشيرازي وادعى كل منهما أنه وريث الشيرازي وخليفته (37)
لقد خاض البهائيون بزعامة حسين المازندراني مواجهات عنيفة وجدالا كبيرا وسفك دماء وتآمرا، وأحياناً خداع ومراوغة البابية.
وكان من حظ البهائية العميلة أن وقفت معها اليهودية العالمية بالتأييد وتهيئة الظروف لانتشارها وإماتة البابية الأزلية أتباع يحيى صبح الأزل الذي أخذ الزعامة بعد الباب الشيرازي بوصية من الشيرازي له، فاختطفها منه أخوه حسين المازندراني، ولقد هاجم المازندراني أخاه صبح الأزل وأتباعه بكلام طويل زاعماً أنه من وحي الله وكلامه، وأنه هو المظهر الإلهي وصاحب نسخ الديانات كلها.
وزعم أن البيان الذي ألّفه الشيرازي وأكمله صبح الأزل إنما كان من وحيه هو. (فاعتبروا يا أولي الألباب).
وفسر هو وأتباعه وصية الشيرازي بالبابية إلى يحيى صبح الأزل بأنها خطة لتحويل أنظار الناس عن المازندراني لخوفهم عليه في ذلك الوقت، ونشطوا في بث الدعايات السيئة ضد البابية الأزلية. (38)

وكذلك حاول الميرزا حسين بكل السبل أن يسرق خلافة الشيطان الشيرازي من أخيه حتى ادعى أن الباب الشيرازي كان مجرد ممهد لظهوره وأن البيان كان للتبشير به فالباب وإن كان في زعمهم رسولا إلا أنه ـ أي الميرزا حسين ـ هو المقصود الأعظم من إرساله بل ومن إرسال كل الرسل لأن ظهور الله لخلقه سيكون من خلاله وأطلق على نفسه اسم ( بهاء الله ) .
و بذلك انقسم البابيون إلى ثلاث فرق هي :
بابيون أزليون : تمسكوا ببابية الشيرازي ورفضوا اتباع أي من الرجلين.
بابيون أزليون : اتبعوا يحيى على النوري المازندراني الملقب بـ ( صبح أزل) تمسكا بوصية الشيرازي.
بهائيون : اتبعوا حسين النوري المازندراني الذي لقب نفسه بـعد ذلك بـ (بهاء الله).
ولما اشتد الخلاف بينهم أبعدتهم الحكومة العثمانية إلى مدينة أدرنه التركية حيث كان يعيش اليهود واحتدم النزاع بينهما حتى حاول كل واحد منهما أن يدس السم لأخيه وحاول البهاء اغتيال صبح أزل مما دفع الحكومة إلى نفى يحيى إلى قبرص ونفى البهاء إلى عكا بفلسطين.
وظل يحيى النوري (صبح أزل) في قبرص حتى مات ودفن بها في سنة 29 إبريل 1912 م مخلفا كتابا سماه (الألواح ) تكملة البيان الفارسي و(المستيقظ) ناسخ البيان وأوصى بالخلافة لابنه الذي تنصر وانفض عنه أتباعه.  وأما في عكا فقد امتدت الأيادي الماسونية والصهيونية لإمداد البهاء بالمال وأسكنوه قصرا عظيما يسمى قصر البهجة وهو القصر الذي دفن فيه البهاء بعد ذلك وأمر البهائيين أن يتخذوه قبلتهم في الصلاة ومكان حجهم.  قام البهاء في عكا بعملية ليلية لإبادة أتباع أخيه صبح أزل استخدم فيها الحراب والسواطير مما دفع الحكومة إلى اعتقاله في أحد معسكرات عكا وكانت تسمح لأتباعه ولغيرهم بزيارته والتحدث معه.
وهذه المعاملة الخاصة للبهاء مما يلفت الأنظار ويستغرب له فهذا الأفاك ارتكب عدة جرائم وأثار فتنة استحق بها الحكم بالإعدام مرات ومرات وفي كل مرة تجد أصابع خفية تتوسط له أو تهربه أو تخفف عنه ولكن حين نعرف أن الماسونيين والصهاينة كانوا خلفه من البداية يزول هذا العجب فقد كان البهاء وأمثاله يسيرون وفق منهج يخدم مصالح الصهاينة في الدرجة الأولى وقد رأيت أن البابية في الأصل صنعة الجواسيس كما أن البهاء وعائلته قد تربوا في أحضان أعداء الأمة وكانت أسرته عميلة وفية للروس فقد كان أخوه الأكبر كاتباً في السفارة الروسية، وكان زوج أخته الميرزا مجيد سكرتيراً للوزير الروسي بطهران . (39)
وقد ظل صبح الأزل يواصل بث الدعاية ضد البهائية بكل وسيلة وهو في منفاه في جزيرة فاما جوستا بقبرص، وألف المؤلفات الكثيرة في بيان كذب المازندراني ونشر الدعايات ضده، إلا أن الأمور كانت تسير في غير صالحه إلى أن هلك في سنة 1912م عن اثنين وثمانين سنة.
بعد أن أوصى بالأمر من بعده لابنه الميرزا محمد هادي، مع أنه ما كان له ما يوصي به (13) ، وقد تفرق بقية أتباعه بعد ذلك وانتهت البابية التي لاحقتها مطاردة البهائية في كل مكان وصلت إليه البهائية.
ولم يفد البابية شيئا ذلك الوحي الذي لفقه زعيمهم الشيرازي حين قال في كتابه (البيان): (لا إله إلا أنت لك الأمر والحكم، وأن البيان هدية مني إليك)، حيث فسر البابيون هذا الكلام على أنه موجه إلى يحيى صبح الأزل، بينما العجل حسين كما سماه أخوه صبح الأزل جاء في حقه قول يحيى: (خذوا ما أظهرنا بقوة وأعرضوا عن الإثم لعلكم ترحمون إن الذين يتخذون العجل من بعد نور الله أولئك هم المشركون) على أن الإثم والعجل المقصود بهما حسين المازندراني (14) .
لقد أفنى حسين المازندراني أتباع يحيى صبح الأزل بحد السلاح، ولم يأخذه فيهم أي إحساس بالرحمة أو اللين؛ لأنه في عجل شديد للوصول إلى ما يهدف إليه من آماله العريضة، ولما كان الغرض يتعلق بدراسة البهائية وآرائها وبيان ما وصلت إليه من نفوذ وانعكاسات في العالم الإسلامي – فإننا نكتفي بذكر الإشارات السابقة في بيان نشأة البهائية التي قامت على أنقاض البابية التي قامت هي الأخرى على أكتاف الرشتية بتأسيس من الشيخية الضالة. (40)

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

قُرّة العين “الطاهرة” نادت بتعطيل الحدود والتكليف وإباحة الزنا

قُرّة العين “الطاهرة” نادت بتعطيل الحدود والتكليف وإباحة الزنا

عطلت الحدود وشجعت مؤسس البهائية على ادعاء الإلوهية


 بقلم الكاتب المفكر والباحث المصرى: علاء عريبى
يحفل التاريخ بالعديد من الشخصيات التي تشدنا للتوقف أكثر من مرة أمامها ، وفي كل مرة تفاجئنا الشخصية ونكتشف بعض الجوانب التي لم يلتفت إليها بعد ، وهذا ربما بسبب غموض الشخصية أو ثراء سيرتها أو ضعف الأخبار التي وصلتنا عنها أو لخطورة الدور التي لعبته في زمنها ، وربما لأسباب أخرى عديدة نحن لسنا في مجال لذكرها ، قرة العين أو الطاهرة أو زرين واحدة من هذه الشخصيات ، التي نحتار كثيرا أثناء الإطلاع على تاريخها ، فسيرتها الحافلة تفرض نفسها فرضا علينا لكي نتوقف ونتأمل في محاولة للفهم ، وأهمية وخطورة شخصية قرة العين تكمن بظني في النتائج التي ترتبت على فكرها ، حيث تشير المصادر البابية والبهائية ، إلى أنها هي التي أدخلت فكرة تعطيل عبادات الديانة الإسلامية في البابية والبهائية ، وكانت خلف تحول البابية من طريقة صوفية محدودة داخل بعض المدن الإيرانية ، إلى نحلة أو ديانة بشرية تنتشر في العديد من البلدان العربية والأوروبية ، خطورتها تعود أيضا إلى إنها هي التي دفعت الباب أوعلي محمد مؤسس الدعوة البابية إلى إدعاء الإلوهية ، كما أنها كذلك كانت خلف ظهور البهائية.
شربت من مؤسسها بهاء الله أو الميرزا ( البرنس ) حسين على نورى أفكاره عن تعطيل الحدود الإسلامية ، وفكرة استمرارية نزول الوحي وعدم انقطاعه ، وشجعته على تأسيس حدود خاصة بديانته البشرية ، وأيضا كانت ملهمته في ادعائه الإلوهية ، أضف إلى هذا أنها كانت أول امرأة في البلدان العربية والإسلامية تخلع الحجاب والنقاب وتقود حملة لتحرير النساء منه ، وتدعوا إلى مساواة المرأة بالرجل ، وإنها المرأة الوحيدة كذلك التي طالبت بأن تتزوج المرأة من تسعة رجال في وقت واحد ، شخصية بهذا الحجم وتلك القوة والقدرة وهذه الخطورة ، أظن انه من الضروري أن نقدم على قراءتها ، وتوضيح الدافع الحقيقي لتبنيها هذه الأفكار ، ومحاولة تحديد الصفات الشخصية والفكرية التي جعلتها تؤثر على الباب والبهاء ، وجعلتهما يستسلما لأفكارها المتمردة على السائد والمتسيد ، خاصة إذا كان هذا السائد والمتسيد هو العقيدة ذاتها .
الطاهرة قرة العين : حولت البابية من جماعة متصوفة إلى ديانة بشرية
هذه المرأة ولدت بين سنتي 1814 و 1819م في قزوين بإيران ، سميت زرين تاج ، وهو اسم فارسي معناه بالعربية ذات التاج الذهبي ..سلمى هانم ، لقبها البابيون ببدر الدجى وشمس الضحى ، ولقبها الباب بعد ذلك بقرة العين ، ويقال إن الذي أطلق عليها هذا اللقب أستاذها في كربلاء سيد كاظم الرشتي ، كانت أسرتها من الأسر الدينية المعروفة في قزوين ، تدعى بـ آل البرغانى ، اسم والدها الحاج الملا صالح القزوينى البرقانى كان من فقهاء عصره ، شقيق الملا تقي إمام الجمعة في قزوين ، قيل إن والدها عين لها معلّما منذ طفولتها ، فجدّت في تحصيل العلوم والفنون ، وبدأ نبوغها بالظهور منذ صباها الباكر ، فكانت تحضر دروس أبيها وعمها التي كانا يلقيانها على الطلبة ، وكان يضع لها ستار لتستمع إلى الدروس من ورائه ، وسرعان ما أخذت تشارك في المجادلات الكلامية والفقهية التي تثار بين رجال أسرتها ، عندما بلغت الرابعة عشر من عمرها ، اقترنت (الطاهرة) بابن عمها الملا محمد بن الحاج ملا تقي ، ورزقت منه بثلاثة أولاد ، ذكران وبنت واحدة ، وفى رواية أخرى رزقت بثلاثة ذكور ، رزقت بإبراهيم وإسماعيل في مدينة كربلاء العراقية ، عندما ارتحل إليها زوجها لطلب العلم ، ورزقت بإسحاق بعد عودتها إلى قزوين .
عبد البهاء (ميرزا عباس حسين على)
في تلك الفترة كانت المنطقة الفارسية منشغلة بانتظار ظهور المهدي المرتقب ، وازدحمت الحياة الفكرية بالعديد من الطرق الصوفية ، كان على قمتها الطريقة الشيخية للشيخ أحمد الإحسائى ، وكان يترأسها آنذاك السيد كاظم الرشتى ، وكانت هي تميل إليه بينما زوجها كان من خصومه فكريا وفقهيا ، وقد انعكس هذا الخلاف على حياتها الأسرية ، وزاد من حدة الشقاق بينهما ، وهو ما دفعها إلى هجرتها لبيت الزوجية ، وترك زوجها وأولادها والعودة إلى كربلاء للتعلم من كاظم الرشتى ، فسافرت إلى كربلاء عام 1843م ، وبمحرد وصولها علمت إن الأستاذ الذي جاءت من أجله كاظم الرشتى قد توفى ، فمكثت تدرس مؤلفاته وفكره ، وجلست تنتظر الموعود الذي بشرت به الشيخية.
وقد حكي صاحب الكواكب الدورية ، وهو من أهم مؤرخي البابية والبهائية ، أنه بعد وفاة رئيس الطائفة الشيخية ، ادعى الباب على حسين الشيرازي أنه خليفته ، ونصب نفسه رئيسا للشيخيين ، وبعدها بفترة دون أن تعلم قرة العين بذلك ، أرسلت رسالة للملا حسين البشروئى ، مستفسرة منه عن نتائج بحثه عن ظهور الموعود أو الإمام المنتظر قالت فيها : إذا وفقتم للقاء طلعة الموعود فلا تحرموني من موافاتي بذلك النبأ ” .. فسلم رسالتها للباب فأجاب مطلبها وضمها لحواريه الذين أطلق عليهم اسم حروف الحي ، وهم أول من أمنوا بفكره وساندوه في نشر دعوته ، وبهذا أصبحت جناب الطاهرة أول امرأة آمنت بالموعود الجديد . وذكر في كتاب “كشف الغطاء” إن جناب الطاهرة قد أُبلغت برسالة حضرة الباب بواسطة الملاّ علي البسطامي الذي زار كربلاء
عطلت الحدود وشجعت مؤسس البهائية على ادعاء الإلوهية
في سنة 1844م (1260هـ) بعد عودته من شيراز، وقيل في “مطالع الأنوار: لما علمت جناب الطاهرة بسفر زوج أختها المدعو محمد علي من قزوين ، سلمته خطابا مختوما وطلبت منه إن يسلمه إلى ذلك الشخص الموعود الذي لابد وان يقابله أثناء بحثه ، وأفهمته إن يقول له: لمعات وجهك أشرقت وضياء طلعتك اجتلى قـال ألسـت بربكـم قلنا بلـى قلنـا بلـى وقد قابل الملاّ محمد علي (حضرة الباب) وأقبل إلى دعوته وسلّمه الخطاب وأوصل إليه الرسالة ، فأقرها حضرة الباب ضمن حروف الحيّ ” .
وكانت حولت البابية من جماعة متصوفة إلى ديانة بشرية الوحيدة من بين حروف الحيّ الثمانية عشر التي لم تقابل حضرة الباب ، إلا أنها حسب تخمين _ مارثا ل. روت في الطاهرة أعظم امرأة إيرانية_ قد شاهدته ببصيرتها الخفية الثاقبة “.
وتروى المصادر إن قرة العين بعد فترة انتقلت من كربلاء إلى الكاظمية ، وكانت تلقى دروسها مرتدية الحجاب فقط دون النقاب ، وهو ما أثار حفيظة الناس ، واشتد الجدال بسبب تصرفها هذا ، لهذا أثرت السلامة وعادت مرة أخرى إلى كربلاء سنة 1847م ، وبدأت دعوتها إلى البابية بشكل علني .
قرة العين _ حسب اتفاق جميع المصادر البهائية والبابية _ لم تكن حتى اللحظة قد قابلت على حسن أو الباب مؤسس البابية ، كما لم تكن تعلمت بعد جميع أفكاره ، وكل ما عرفته عن الباب والبابية ما تواتر من إيران انه قد نصب نفسه رئيسا لطائفة الشيخية الصوفية ، وما كتبه هو عن شرح سورة الكوثر ، حيث إن الباب في ذلك الوقت كان في بداية دعوته لمذهبه الجديد ، وقد قدم نفسه للذين ينتظرون ظهور الموعود بما كتبه في سورة يوسف ، وتتفق مصادر البهائية والبابية على أن فكره لم يكن قد تبلور بعد ، وانه قدم نفسه كبديل لرئيس الطريقة الشيخية الذي شجعت مؤسس البهائية على ادعاء الإلهية
سبق وتوفى ، حتى كتاب البيان العربي والفارسي لم يكن قد فكر في تأليفهما ، والثابت أنه ادعى نزولهما عليه في السجن قبل إعدامه ، والغريب في الأمر أن قرة العين بمجرد علمها بظهور الموعود في إيران من البشروئى ، وعلمت إن اسمه على حسن الشيرازى ، وبعد تلقيها رسالة من الباب بقبولها في الجماعة الجديدة ، أعلنت بين أهالي العراق عن الموعود الذي تتمناه ، الموعود الذي رسمته في خيالها ، الذي سيحررها من قيود السائد والمتسيد ، الموعود الذي سيعطل الحدود الإسلامية ، ويحرر المرأة من النقاب والحجاب ، ومن سطوة المجتمع الذكرى ، ومن الأزواج ، وكان هذا الموعود يمتلك القدرات الإلهية ، فنادت بين الخاص والعام : ” قد ظهر الموعود ونزل الرب الودود “، وهو ما دفع بعض العلماء إلى شكوتها ، فأبعدتها الحكومة إلى بغداد ، وأمرت بإقامتها جبريا في بيت الشيخ محمد الألوسى ، مع هذا لم تستسلم وظلت تناقش وتحاور وتجادل وتدعو لهذا الموعود ، ويروى لنا آقا محمد مصطفى البغدادي ( في رسالة أمرية ) وهو من محبيها ومن الذين عاصروها ، يروى لنا عن إحدى هذه المناظرات ، وكانت في منزل والده ببغداد ، مؤكدا قيامها بالدعوة لمن كانت تحلم به كما سبق واشرنا ، وليس للذي ظهر ، فقد أشار إلى قيامها بالحديث عن الحدود وجميع ما تمنته في تلك الجلسة ، مع إن الباب لم يكن قد فكر بعد فيما تقوله ، فقد قال آقا محمد البغدادي: إن قرة العين ناظرت العلماء والعرفاء ، وهى تبين وتبرهن … في حضور المفتى ، فأظهرت سر الظهور .
صورة من حديقة البهائيين في مدينة حيفا – فلسطين
وأعلنت نسخ التقليد المهجور ، وبينت تجديد الشريعة الإلهية بشريعة البيان ( الباب _ البابية _ والبيان هو اسم الكتاب المقدس للبابية ، نزل كما يدعون باللغة العربية واللغة الفارسية ) ، وكانت في مجلس الأحباء مكشوفة الوجه … وقد تزلزل البعض .. وقالوا إن حضرته ( الباب ) لم ينسخ الشرع العتيق ، ولم يجدد أمرا ، بل زاد في الأحكام ، وأكد في الصلاة والصيام ، وحرم الدخان ، وان السيدة قرة العين تجاوزت الحد ونسخت الشريعة التي ورثتها عن الأب والجد بدون أمر من حضرة الأعلى ( الباب ) ” ، ولخطورة ما تدعوا له قرة العين ، قام احد الحضور ويدعى على بشر ، وكان من أتباع الطريقة الجديدة ، بكتابة رسالة إلى الباب ، تضمنت جميع الأفكار الخطيرة التي تنسبها قرة العين له ، ويشير صاحب الرسالة الأمرية إلى إن الباب استحسن دعوتها وتبنى أفكارها ، حيث رد على صاحب الرسالة على بشر بقوله : وأما ما سألت عن المرأة التي زكت نفسها ، وآثرت فيها الكلمة التي انقادت الأمور لها ، فإنها امرأة صديقة عالمة عاملة طاهرة ، ولا ترد الطهارة في حكمها لأنها أدرى بمواقع الأمر من غيرها ، وليس لك إلا إتباعها لأنك لن تقدر أن تطلع بحقيقة شأنها ” ، وهذه الحكاية كما رواها آقا مصطفى ، تؤكد إجازة الباب لما نسبته إليه ، وتأكيده على علمها وطهارتها وفضلها وقدرتها الخارقة ، رغم أنه لم يكن قد رآها أو تحدث معها بعد ، كما أنه من الثابت تاريخيا إن قرة العين لم تقابل مؤسس البابية قط ، وهو قد اعدم في سجن ماء كوه سنة 1850م ، وهى أعدمت بعده بسنتين عام 1852م ، ويلاحظ من النص إن الرجل الذي انزعج من كلامها أرسل رسالته على سجن ماء كوه الذي حبس واعدم فيه الباب فيما بعد ، خلاصة القول أن هذه الرواية تؤكد لنا أن قرة العين هي أول من تحدث في تعطيل وتغيير الحدود ، وان الباب وبهاء الله فيما بعد تعلما منها هذه الأفكار .
دعت الرجال لتبادل النساء
في عام 1884م اتجه البابيون إلى مدينة بدشت التي تقع بالقرب من خراسان الإيرانية ، وذلك للاجتماع وبحث كيفية تخليص الباب من محبسه في سجن ماء كوه ، حيث ألقت السلطات الإيرانية القبض عليه لتجديفه في الشريعة ، كان على رأس الحضور قرة العين ، ومحمد على البارفروشى الملقب في البابية بالقدوس ، وبهاء الله أو الميرزا ( البرنس ) حسين على نورى المازندانى ، مؤسس البهائية فيما بعد ، في هذا الاجتماع طرحت قرة العين فكرتها عن تعطيل الحدود ، وإلغاء التكليف ، وتغيير الشريعة الإسلامية ، أو على حد قولهم نسخها ، وأكدت للحضور _ حسب رواية مؤلف الكواكب الدرية _ بأن للقائم مقام المشرع وحق التشريع وعليه فعلا إجراء بعض التغييرات كإفطار رمضان ونحوه ، وفى رواية لصاحب مفتاح باب الأبواب قال : ” إن قرت العين فاجأت الحضور وظهرت بدون برقع ولا نقاب ، ولا قناع ولا حجاب .
وعلت المنبر وجلست عليه هنيهة ، ثم قامت وخطيبة وقالت ما نصه ( نقلا عن ناسخ التواريخ ) : اعلموا إن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب ، وأن أحكام الجديدة البابية لم تصل إلينا ، وأن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله لغو وفعل باطل ، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل ، إن مولانا الباب سيفتح البلاد ، ويسخر العباد وستخضع له الأقاليم السبع المسكونة ، وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة ، حتى لا يبقى إلا دين واحد ، وذلك الدين الحق هو دينه الجديد ، وشرعه الحديث الذي لم يصل إلينا الآن منه إلا نزر يسير ، وبناء على ذلك أقول لكم وقولي هو الحق : لا أمر اليوم ولا تكليف ، ولا نهى ولا تعنيف ، وإنا نحن اليوم في زمن الفترة ، فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة ، ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال ، وتقاسموهن بالأفعال ، واصلوهن بعد السلوى ، وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة ، فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا ، وإن الزهرة لابد من قطفها وشمها ، لأنها خلقت للضم والشم ، ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم ، فالزهرة تجنى وتقطف ، وللأحباب تهدى وتتحف … ساووا فقيركم بغنيكم ، ولا تحجبوا حلائلكم عن أحبائكم ، إذ لا ردع الآن ولا حد ، ولا منع ولا تكليف ولا صد ، فخذوا حظكم من هذه الحياة ، فلا شيء بعد الممات . ” ، بهذه الكلمات فجرة قرة العين ثورة بين الحضور ، خاصة وإنها تدعوا إلى تعطيل الحدود والتكليف ، وإباحة الزنا ، والتأكيد على اغتنام اللحظة حتى تصلهم شرائع البابية ، وبالطبع لم يعجب هذا الكلام أغلب الحضور ، واعترض بشدة القدوس ، وفى يوم أخر وقفت قرة العين تدافع عن رأيها ، وساندها في ذلك بهاء الله .
طالبت بأن تتزوج المرأة من تسعة رجال في وقت واحد
لماذا نادت قرة العين بتعطيل الشريعة المحمدية ، ودعت إلى التمتع باللحظة ؟ ،
هل لأنها كانت ترغب في مساواة المرأة بالرجل ؟ ، هل لأنها كانت تهوى التمرد على الوضع السائد ؟ ، هل فعلت هذا لكي تنتقم من زوجها ؟ ، هل كانت قرة العين امرأة سيئة السمعة وانحلالها هو الذي دفعها إلى المناداة بشرعية جديدة تستند عليها ؟ أغلب ما وصلنا عن “قرة العين ” التي لقبت فيما بعد بالطاهرة ، يوضح سوء سلوكها ، رفعها الحجاب والنقاب ، ودعوتها الرجال إلى تحرير النساء من الحجاب ، وتأكيدها في خطبة بدشت أن النساء مثل الزهور خلقن للشم واللمس والضم ، ومطالبتها الرجال بتبادل النساء ، أو كما قالت : وإن الزهرة لابد من قطفها وشمها ، لأنها خلقت للضم والشم ، ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم ، فالزهرة تجنى وتقطف ، وللأحباب تهدى وتتحف ” ، وذكر أنه بعد أن تركت بغداد إلى طهران ، توقفت في الطريق ببلدة كرمان شاه ، وهناك أصرت أن تنزل في منزل واحد هي وبعض النساء مع بعض العلماء ، وهو ما أثار حفيظة أهل البلدة .
ودفع رجال الدين للمطالبة بخروجها هي ومن معها خارج البلدة ، وبعد مؤتمر بدشت ، قيل أنهم أثناء سفرهم إلى مازندران ، حاول بعض البابيين الذي كانوا معهم اغتصابها تطبيقا لما نادت به ، وما شجعهم على ذلك أنها كانت تسافر في هودج واحد مع القدوس ، فذكر صاحب مطلع الأنوار الوقعة بقوله : أراد بعض الأتباع أن يسيئوا استعمال الحرية التي نتجت عن نسخ الشرائع القديمة ، وظنوا إن في طرح الطاهرة للحجاب إشارة منها للتجاوز عن حدود الآداب وإشباع الأغراض النفسية ، وسبّب هذا التعدي الواقع من هؤلاء البعض غضب المولى وأوجب تفريقهم وتشتيتهم ” .
وذكر أنهم عندما وصلوا إلى قرية نيالا لم يعجب أهل البلدة بسلوكها ، ومبيتها في خيمة واحدة مع القدوس ، فثاروا عليهم وقذفوهم بالحجارة حتى ولوا هاربين ، وربما كل هذا ما دفع صاحب الحراب في صدر البهاء والباب ، أن يؤكد في ترجمته لقرة العين ، أنها كانت مريضة بالسوداء ، حيث قال : فتاة فتانة ، مصابة بالسوداء .. وتنادى على ملأ الأشهاد بجوار تزويج تسعة رجال بامرأة واحدة .
تؤمن ان النساء مثل الزهور خلقن للشم واللمس والضم
نخلص مما سبق أن سلوكيات (قرة العين أو الطاهرة) كانت محل شك ، وان العديد من الروايات المنسوبة لها تؤكد هذا الظن ، سواء الوقائع التي نادت فيها برفع الحجاب أو بتبادل النساء ، أو الوقائع التي كانت تنام فيها مع القدوس وغيرة في منزل واحد ، كما نظن إن تأكيد صاحب كتاب الحراب أنها كانت مصابة بالسوداء ، وهو مرض جنسي يصيب النساء ، هو الأقرب لسلوكياتها ولما وصلنا من أخبارها ، والقريب للواقع وللمروى أن مرضها هذا هو الذي دفعا إلى البحث عن مرجعية دينية تستند إليها ، وكان الباب هو الميس أو الشماعة التي ألبستها فكرها المخالف للشريعة ، والذي يعطيها شرعية إشباع رغبتها .

قرة العين

والحكم بنسخ الإسلام


القرة تقود حملة النسخ:
رفض البشروئي والقدوس القول بنسخ البابية للشريعة الإسلامية. ولكن قرة العين أرغمتهما على السكوت، وعلى أن يحتجبا عن المؤتمر إلى أن تنتهي هي من إعلام المؤتمرين بأن البابية ناسخة للشريعة الإسلامية. أما البهاء، فادعى أنه مريض؛ ليكون بنجوة من الهلكة إذا فشلت قرة العين في إقناع المؤتمرين، وقبض عليها؛ إذ كانت العادة المتبعة ألا يحكم بإعدام المرأة؛ ولهذا استتر البابيون خلف قرة العين.

خطبة قرة العين في المؤتمر:
واندفعت قرة العين مسفرة تتلهب أنوثتها الفاجرة، وتتقتل فتنتنها الطاغية، واعتلت منصة الخطابة، وراحت تقول: "اسمعوا أيها الأحباب والأغيار[1]. اعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب، وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وأن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو، وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل. إن مولانا البابا سيفتح البلاد، ويسخر العباد، وستخضع له الأقاليم السبع المسكونة، وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة، حتى لا يبقى إلا دين واحد، وذلك الدين الحق هو: دينه الجديد، وشرعه الحديث الذي لم يصل إلينا إلى الآن منه إلا نزر يسير، فبناء على ذلك أقول لكم - وقولي هو الحق - لا أمر اليوم، ولا تكليف، ولا نهي، ولا تعنيف، وإنا نحن الآن في زمن الفترة. فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة، ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم، وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال، وتقاسموهن بالأفعال. واصلوهن بعد السلوى، وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة، فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا، وإن الزهرة لابد من قطفها وشمها؛ لأنها خلقت للضم وللشم، ولا ينبغي أن يعد ولا يحد شَامُّوها؛ بالكيف والكم؛ فالزهرة تجنى، وتقطف، وللأحباب تهدى وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدكم، وحرمان غيركم من التمتع به، والاستعمال فهو أصل كل وزر، وأساس كل وبال. ساووا فقيركم بغنيكم، ولا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم؛ إذ لا ردع الآن، ولا حد ولا منع، ولا تكليف، ولا صد. فخذوا حظكم من هذه الحياة، فلا شيء بعد الممات)[2].

لقد فجر إسراف الخاطئة في الدعوة إلى الخطيئة، وإلى الكفر بالإسلام وإلى الشيوعية المطلقة في النساء، كما كشفت عن الهدف السياسي للبابية.

وإن تعجب، فعجب أن يدين نبي البابية بدين تبتدعه امرأة زعمت أن الخطيئة من قداسة النبوة، وأن يحكم البابيون بنسخ الإسلام ونبيهم سجين! لقد صار الباب هو التابع لا المتبوع، والذليل لا الدليل. إن تاريخ النبوات يهدينا إلى أن النبوة كانت دائمًا هي الأسوة والقدوة، أما هذا الدعي، فأمره عجب بين الأخِساء من أدعياء النبوة! تقود خصامه خطيئة امرأة، ولم يكن يستطيع الدعي أن يقف غير هذا الموقف؛ لأنه لم يكن يعرف إلى أي شيء يدعو! فأعجب مرة أخرى لمهدي من غير هدى، ولداع ليس له دعوة!

كل ما كان يعرفه هو وأتباعه - فقد علموه جيدًا - أن أجل الإسلام قد انقضى. ولقد ثارت الأكثرية الغالبة من المؤتمرين على فجور هذه الدعوة التي نفثت سمها قرة العين، والتي تزعم أنها روحانية السماء! فذهبوا يشكون إلى القدوس، فأظهر معارضة لما قالته القرة، وعلمت هي بمعارضته، فابتسمت ابتسامة الواثق من النصر، وتحدثه أن يباشر نصحها، حتى تعود إلى الإسلام - وهذا نص تعبيرها - ثم تسللت إليه تمارس هواه المشبوب بخطاياها، حتى أقنعه ذلك الأرج السحري المسكر الذي كان يفوح من جسدها المضمخ بالفتنة، المرجوم باللعنة، فاستخذى العاشق الواهن، ودعا المؤتمرين إلى الإيمان بما دعت إليه قرة العين، فلم يزدد المؤتمرون إلا تمردا على ألعن فاحشة تقدم إليهم في صورة يزعم آثموها أنها مطيبة بوحي السماء!

لقد كانت الكثرة الغالبة ممن خدعتهم البروق الخلب من دعوة الباب يؤمنون بأنه القائم، والمهدي الذي سيدعو إلى الاعتصام بالشريعة الإسلامية ولكنهم - حينما رأوا هؤلاء الملاحدة يسفرون عن خبث طويتهم - ثاروا على هذه القلة الموغلة في صفاقة الإلحاد.

وهجم المسلمون والمنفضون عن البابية على أولئك الذين ظهر جليا أنهم لا يعملون إلا لتدمير الدين والأمة، ففر أتباع الباب سراعا، وتوجه البهاء إلى طهران، أما البشروئي، فتوجه إلى خراسان، وأما القدوس فتوجه إلى "مازندران" مع معشوقته قرة العين. وتواعدوا على الالتقاء في جهريق لإنقاذ الباب بالقوة بعد حشد ما يمكن حشده من جنود؛ ليخوضوا بهم المعركة ضد جيش الدولة. ولقد اضطرت قرة العين إلى مصاحبة القدوس؛ لتقضي على ما بقي يضطرب في أعماق نفسه الغائرة من شك حول نسخ البابية للشريعة الإسلامية، إذ كان القدوس- رغم كل شيء - حريصا على أداء الصلاة. وأداء الصلاة شف يوحى بأنه من سمات الإسلام. ولقد أبى البهاء كذلك أن يحملها معه إلى طهران مخافة أن يفوح نتن خطيئتها معه، وقد ظلت الغانية تراود القدوس عن هذه البقية الحيرى من الإيمان في قلبه، حتى استشعرت أنه انتهى، وثمت غرقا في دنس شهواتهما، وأسرفا في الجهر باقتراف الخطيئة حد أن دخلا معا "حمام" إحدى القرى، فرفض أهل هذه القرية أن تلوث الخطيئة أرضهم باسم الدين. فهبوا للفتك بالعاشقين، ولكنهما استطاعا الفرار تطاردهما رجوم كل لعنة!

نهاية قرة العين:
وزكمت الأنوف رائحة فحشها مع القدوس، فخلفته يذهب مع الذاهبين لإنقاذ الباب من سجنه، وانطلقت هي مسعورة الأحقاد على الإسلام وأهله داعية إلى الإيمان بالمهدي الجديد الذي نسخ شرعة خاتم النبيين والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتهاوى في جحيم خطاياها عشرات وعشرات إلى أن قتل الباب. فخنست قليلًا، ثم ظهرت بعد سنتين من إعدامه تحاول سيرتها الأولى مستغلة ذلك الاضطراب السياسي العنيف الذي ساد إيران كلها عقب رفض الشاه إصدار الدستور، وعقب محاولة البابيين اغتياله انتقامًا لإعدام الباب. وقد ظفر الشاه بخصومه السياسيين، وبمن حاولوا اغتياله، فنكل بهم، وقضى على الثورة السياسية والفتنة البابية. ولقيت قرة العين حتفها مع من أعدمهم الشاه سنة 1269هـ - سنة 1852م[3]. فقتلت هذه الفتنة المستطيرة التي استطاعت بجسد قذر أن تقيم دين البابية، وأن تشد من عضد البهاء بينهم. ولا تجد بابيًا أو بهائيًا إلا وهو يسبح بحمد هذه المرأة من أجل أنها سفحت أشرف ما تعتز به المرأة في سبيل وهم دنيء حقير! وحسبك دليلًا على مدى جحودها وسيطرتها أنها زعمت أنها الصور الذي جاء ذكره في القرآن، والبهائيون يرددون قولها هذا بحمد وتقديس: "إن الصور الذي ينتظرون في اليوم الآخر هو أنا"[4].


[1] تعني بالأحباب البابية، وبالأغيار سواهم.
[2] 180 وما بعدها تاريخ البابية، وهي تطابق مجمل ما ذكر مؤرخ البابية في ص219 وانظر مادة الباء من دائرة المعارف للبستاني.
[3] وقيل إنها لقيت مصرعها في شوال سنة 1264.
[4] ص21 المبادئ البهائية.

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

بك أستجير ومن يجير سواكا

*أروع قصيدة قيلت في تعظيم الله سبحانه وتعالى*إختلف الناس في هذه القصيدة*
*فمنهم من قال يجب أن تكتب بماء الذهب*
*ومنهم من قال يجب أن تكتب بدموع العيون* ..
*للشاعرابراهيم علي بديوي
في عام 1908 ولد الشيخ الشاعر الإيماني "ابراهيم علي بديوي" في محافظة البحيرة بمصر، وحصل على الدكتوراة من كلية اللغة العربية عام 1935م، ودرّس في المعاهد الدينية، ثم صار رئيس "جمعية الشبان المسلمين" بدمنهور ،ودواوينه كلها تفيض بالعاطفة الدينية الفوارة ،
هذا وإن ا
لشاعرتفاجأ في عصره بموجة الإلحاد التي قادها بعض المفتونين بثورة العلوم والتكنولوجيا،فكتب قصيدة إيمانية حزينة طويلة، ثم توفي رحمه الله عام 1983م عن عمر يناهز الخامسة والسبعين،
وقد تداول هذه القصيدة الخطباء والوعاظ، والكثير من الناس يرددون أبياتها ولا يعرفون أنها لهذا الشاعر العظيم، رحمه الله وغفر له، ورفع الله درجته .

-----------------
■ بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
■ دنياي غرتني وعفوك غرني
ماحيلتي في هذه أو ذاكا
■ لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا"
بكريم عفوك ماغوى وعصاكا
■ إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين علا‌كا
■ رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
■ وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأ‌نس في نجواكا
■ ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
■ ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى
يارب حلوا ً قبل أن أهواكا
■ أنا كنت ياربي أسير غشاوة"
رانت على قلبي فضَل سناكا
■ واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصير أراكا
■ ياغافر الذنب العظيم وقابلا‌"
للتوب قلبا" تائبا" ناجاكا
■ أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا" حاشاك
■ يارب جئتك نادما ً أبكي على
ما قدمته يداي لا‌ أتباكى
■ أنا لست أخشى من لقاء جهنم
وعذابها لكنني أخشاك
■ يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلما" مستمسكاً بعراكا
■ مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأ‌ملا‌كا
■ وبحثت عن سر السعادة جاهداً
فوجدت هذا السر في تقواكا
■ فليرض عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
🌹 اسعد الله اوقاتكم 🌹

لتقوية بصيلات الشعر ووقف تساقطه


من افضل واقوى التركيبات الزيتية التي تقوى بصيلات الشعر وتمنع تساقطة خلال 5 ايام اليكم هذه التركيبة الممتازة التي تغذى بصيلات الشعر وتعطيه مافقده من فيتامينات ومعادن
30 مل زيت اكليل الجبل
30 مل زيت جوز الهند
30 مل زيت لوز حلو
30 مل زيت حبة البركة
10 مل زيت خروع
10 مل زيت زيتون
10 مل زيت جرجير
10 مل زيت برافين
تخلط الزيوت معا في زجاجة واحده
يتم عمل دهان لفروة الشعر مرة واحده يوميا
النتائج فائقة الخيال
خالص تحياتي وتقديرى
الحاج احمدصلاح حجازي

السبت، 15 ديسمبر 2018

قصص ونوادر "أشعب الأكول" أطرف متطفل على موائد العرب



من منا لم يسمع بأشعب، هذه الشخصية التي ارتبطت في أذهان الناس بالشره والطمع وحب الطعام، حيث يوصف كل من يأكل بطريقة غير عادية وبنهم كبير بأنه مثل أشعب.
ومثل كثير من الشخصيات التي عاشت في الذاكرة الشعبية العربية لقرون، فإن أشعب رغم أنه يعود إلى شخص حقيقي، إلا أنه اكتسب العديد من التخييلات، وتمت الإضافة والحذف لقصصه وسيرته، بحيث أصبح أقرب للأسطورة منه للشخص الواقعي.
وترتبط حكايات وقصص أشعب بين الفكاهة والسخرية من الطمع وحب #الأكل_الفائض، إلا أنها في الآن نفسه تشير إلى الحياة الاجتماعية في العصر العباسي بشكل عام، وإلى عصور لاحقة، بحيث إنها تحفر بعيدًا في الذهنية وأنماط السلوك الاجتماعي في موضوع الشراهة والطمع ونقد الطماعين.

من هو أشعب؟

تعود شخصية أشعب وقيل شعيب إلى رجل يدعى #أشعب_بن_جبير، تذهب بعض الروايات إلى أنه ولد سنة 9 هجرية، وكان أبوه – في الغالب - من موالي عثمان بن عفان، وقد عاش إلى أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين الذي حكم في الفترة من 158 إلى 169هجرية، ولكن الروايات تتعدد بأنه كان مولى #عثمان أو سعد بن العاص والزبير بن العوام وآخرين.
وهذا لو صدقت رواية مولده، فيعني هذا أن أشعب عاش ليس أقل من 150 سنة، وهو أمر مبالغ فيه، ما يعني أن تاريخ ميلاده قد يكون متأخرًا بعض الشيء، وبالتحديد في خلافة عثمان تقريبًا حوالي 35 هجرية.
وقد تربى على يد عائشة بنت #عثمان_بن_عفان، ويروى أنه تأدب على يدها وتعلم #علوم_الدين، ولكن فيما بعد فإن هزل وظرف أشعب صرف الناس عن الأخذ به في مسائل الدين والحديث.
ونقل أنه كان طيب العشرة، يحسن القراءة، وكان شديد الذكاء، وفي شأن نوادره فالواقع أنها يختلط فيها الخيال بالواقع، وتم الكثير من التحريف فيها، برغم أن الصورة العامة التي هيمنت في كتب التراث أنه رجل حريص وصاحب نكتة.
كذلك عرف أنه كان حسن الصوت وكان يجيد الغناء، بل يتكسب منه، وقد مزج دعابته بروح المُغني، وإن كان يميل أيضا للتطفل لشدة طمعه ما جعله مضرب مثل في ذلك، وقد ذكر في كتاب "أمثال العرب للميداني القول: "أطمع من أشعب".

تنقلاته.. وأُثره

على مدى السنين، فقد ذاع صيت أشعب واكتسبت شخصيته انتشارًا في المجتمعات المختلفة التي وصل إليها العرب والمسلمون، حيث وصل أثره إلى بلاد فارس وظهر أثره في الأدب الفارسي.
وقد قدم إلى بغداد للإقامة بها أيام الخليفة العباسي الثاني أبوجعفر المنصور، لكنه تنقل في العديد من مدن الحجاز والعراق، وبعد أن أقام لفترة ببغداد عاد إلى المدينة حيث توفي بها أول سنوات خلافة المهدي على الأرجح.
وتجمع بعض القصص بين أبوجعفر المنصور وأشعب، الذي اعتبره بعض المؤرخين أنه كان يلعب مهرج القصر من خلال دوره التطفلي، ومثل هذه الشخصيات تعمل على تسلية الحاكم وصنع البهجة للمجالس.
وإذا ذكر العصر العباسي، وأخباره، فإن أشعب سوف يعتبر من الشخصيات البارزة في المخيال الجمعي، من خلال قصصه ونوادره المستظرفة، والتي تستقي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تلك الحقبة.
ويعبّر أشعب عن نموذج ما يعرف بالطبقة الوسطى في المجتمع، التي ارتقت عن الفقر ولم تصل إلى مستوى الأثرياء والنخبة المرموقة من رجال السلطة.
ويقال إنه كان خال الشاعر المعروف الأصمعي، الذي وصفه قائلًا: "إني أرى الشيطان ليتمثل على صورتك"، وترد هذه القصة في أن الأصمعي كان قد رأى أشعب وأطعمه هريسًا ومن ثم بعد ساعتين رآه مصفّر الوجه عاصب الرأس.

من طرائفه

يكشف التحليل الدقيق لطرائف أشعب، أنه لم يكن طمّاعًا بالمعنى الحرفي، إنما كان يمارس السخرية ربما من الطمّاعين، في كشف زيف الإنسان الذي يريد أن يأخذ أكثر من حقه أو أن يبالغ له الآخرون بالعطاء.
وإذا ثبت كما جاء في بعض الروايات أن الرجل كان من رواة الحديث، فلا يليق به أن يكون بهذه الشراهة، ويبدو أن الشخصية الأساسية قد اختلطت مع شخصية مخترعة، طغى عليها الجانب الآخر الذي يميل للنكتة.
فمثلًا ورد في إحدى الطرائف أن أشعب "اجتاز يومًا برجل يصنع طبقًا من قش فقال له: زد فيه طورًا أو طورين لعله أن يهدى يوما لنا فيه هدية".
ومثل هذه الطرفة تدل على السخرية وروح الدعابة، ولا تعكس دليلًا على النفس الطماعة، أيضا في قصته التي أوردها الشافعي حيث ذكر "عبث الوِلدان يومًا بأشعب فقال لهم: إن ههنا أناسا يفرقون الجوز - ليطردهم عنه - فتسارع الصبيان إلى ذلك، فلما رآهم مسرعين قال: لعله حق فتبعهم".
ولا يمكن أن يكون أشعب الحقيقي بهذا التغفيل، والغالب أن القصة فيها نوع - أيضا - من السخرية والنقد الاجتماعي الخفي، الذي يشير إلى أن الناس تقوم بصناعة الأوهام والأكاذيب ثم تعمل على تصديقها، بعد أن تراها قد شاعت.
وهذا يجعل من الممكن إعادة النظر في شخصية أشعب كما لو أنه ناقد اجتماعي، وأنه كان يوظّف الاحتكاك المباشر بالناس والسخرية من تصرفاتهم في سبيل أن يوجه رسائل بعينها، لكن ذلك قد لا ينفي حبه للطعام والتباس حياته الغامضة.

الحكيم وأشعب

قام الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم، بكتابة عمل أدبي باسم "أشعب"، جمع فيه معظم ما يتعلق بأخبار أشعب "الطفيلي" في كتب التراث العربي، حيث قام بدمجها على حد وصفه "بشكل روائي بسيط غير متكلف، يُشعرك بأن الأحداث التي تضمنتها الرواية وقعت بالفعل بنفس الترتيب الذي جاءت به".
وقد نشرت هذه الرواية لأول مرة سنة 1938 وجاء في غلافها المبتكر صورة لتوفيق الحكيم وهو يمسك بشطيرة وفمه ممتلئ بقطعة منها، كأنه أراد أن يدلل على مضمون الشخصية والكتاب من خلال صورة الغلاف التمثيلية.
والكتاب عبارة عن جولة طريفة في عوالم أشعب، التي يبدو أن الحكيم أخذ الجانب التخييلي منها وحبكها ولم يهتم بأن يبحث عن أشعب الحقيقي، وهذا لطبيعة العمل الروائي، التي لا تبحث عن حقيقة التاريخ بقدر ما توظفه وفق رؤية الكاتب.

أشعب واللوز والفسدق :
دخل أشعب على أمير المؤمنين أبي جعفرٍ المنصور فوجد أميرَ المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفسدق، فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز فقال أشعب : يا أمير المؤمنين ثاني اثنين إذ هما في الغار، فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية.
فقال أشعب : فعززناهما بثالث، فألقى إليه الثالثة.
فقال أشعب : خذ أربعه من الطير فصرهن إليك، فألقى إليه الرابعة.
فقال أشعب : ويقولون خمسه سادسهم كلبهم، فألقى إليه الخامسة والسادسة.
فقال أشعب : ويقولون سبعه وثامنهم كلبهم، فألقى إليه السابعة والثامنة.
فقال أشعب : وكان في المدينة تسعه رهط، فألقى إليه التاسعة.
فقال أشعب : فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعه إذا رجعتم تلك عشره كامله، فألقى إليه العاشرة.
فقال أشعب : إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، فألقى إليه الحاديه عشر.
فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كلّه لأقولن لك ” وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون ” فأعطاه الطبق كله.
أشعب والخباز  :
عن المدائني، قال: تغدى أشعب مع زياد بن عبد الله الحارثي، فجاءوا بمضيرة ، فقال أشعب لخباز: ضعها بين يدي، فوضعها بين يديه، فقال زياد: من يصلي بأهل السجن؟ قال: ليس لهم إمام، قال: أدخلوا أشعب يصلي بهم، قال أشعب: أو غير ذلك أصلح الله الأمير؟ قال: وما هو؟ قال: أحلف ألا آكل مضيرة أبداً.
موت أشعب :
في كتاب بستان الأدباء، قال: كانت بالمدينة امرأة شديدة الإصابة بالعين لا تنظر إلى شيء إلا دمرته، فدخلت على أشعب تعوده، وهو محتضر يكلم بنته بصوت ضعيف ويقول يا بنت اذا مت فلا تنوحي علي وتندبيني، والناس يسمعونك تقولين، وا أبتاه اندبك للصلوة والصيام، والفقه والقرآن، فيكذبونك، ويلعنوني.
والتفت أشعب فرآي المرأة فغطى وجهه بكمه وقال لها يا فلانة نشدتك الله إن كنت استحسنت شيئاً مما أنا فيه، فصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: سخنت عينك وفي أي شيء أنت حتى استحسنه، أنما أنت في آخر رمق فقال أشعب: قد علمت ذلك، ولكن قلت لا تكونين قد استحسنت خفة الموت علي وسهولة النزع، فيشتد ما أنا فيه فخرجت من عنده، وهي تشتمه، فضحك من كان حوله، حتى أولاده ونساؤه ثم مات.
من هو أشعب ؟
يقال له ابن أم حميدة ويكنى أبا العلاء وأبا القاسم، كان أشعب مولى لعبد الله بن الزبير. تولت تربيته عائشة بنت عثمان فتأدب على يدها وقرأ القرآن وحفظ الحديث، وقد روى عن عبد الله بن جعفر، فقد كان طيب العشرة من الظرفاء، يحسن القراءة، ذا صوت حسن فيها، وقال الميداني في كتابه ” أمثال العرب ” :
كان أشعب حسن الصوت يجيد الغناء ويتكسب به، وكان حسن الدعابة سريع النكتة شديد الحرص ميالاً للتطفل، وقد كان لشدة طمعه مضرب المثل، عاش طويلاً واتصل بكثير من الشخصيات المعروفة في زمنه، توفي بالمدينة في عام 154 هـ الموافق 771 م.