Translate

الثلاثاء، 21 مارس 2017

ليوبولد الثاني.. قتل 10 ملايين إنسان







انظر إلى الصورة جيدًا. هل تعرف من هذا؟
معظم الناس لا يعرفونه؛ ولم يسمعوا عنه.
لكنك كان من المفترض أن تعرفه؛ وأن تشعر تجاهه بالشعور ذاته الذي تحمله تجاه طغاة مثل هتلر أو موسوليني. لا تتعجب؛ فقد قتل هذا الرجل أكثر من 10 ملايين إنسان في الكونغو.
اسمه ليوبولد الثاني ملك بلجيكا.
كان هذا الرجل «يملك» الكونغو خلال حكمه للمملكة البلجيكية بين عامي 1885 و1909. فبعد عدة محاولات استعمارية فاشلة في آسيا وأفريقيا، اختار الكونغو لتكون هدفًا له. أول خطوة كانت «شراء» الكونغو واستعباد أهلها.
كانت مساحة الكونغو تبلغ آنذاك ضعف مساحة بلجيكا 72 مرة؛ ولم يكن سكان القبائل فيها يستطيعون القراءة والكتابة. خدعهم ليوبولد ليوقعوا عقدًا يقول:
«في مقابل قطعة واحدة من الملابس في الشهر، تُقدم إلى كل من زعماء القبائل الموقعين أدناه، بالإضافة إلى هدية من الملابس لكلٍ منهم، يتخلى زعماء القبائل طوعًا ومن تلقاء أنفسهم، وورثتهم وخلفائهم للأبد… عن كافة حقوقهم في جميع أراضيهم إلى «الجمعية» (بزعامة ليوبولد)… ويلتزمون بتوفير ما يُطلب منهم من عمالة، أو غير ذلك من الأعمال أو الإصلاحات أو الحملات العسكرية التي تعلنها «الجمعية» في أي وقت، وفي أي جزء من هذه الأراضي… كل الطرق والممرات المائية التي تمر في هذا البلد، والحق في تحصيل الرسوم عنها، وجميع حقوق صيد الحيوانات والأسماك، والتعدين، والغابات، تكون ملكيةً مطلقةً للجمعية».
لا نتعلم عن ليوبولد الثاني شيئًا في المدرسة. لا نسمع عنه شيئًا في الإعلام. كما أنه لا يمثل جزءًا من الروايات المتداولة عن القمع (الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال). إنه جزءٌ من تاريخ الاستعمار، والعبودية، والمذابح الجماعية في أفريقيا، التي تتعارض مع رؤية «الرجل الأبيض» للعالم، وتفوقه التاريخي على الأعراق الأخرى.
وجد ليوبولد آنذاك مصدر ثراء نادر. كان العالم في هذه الفترة مأخوذًا باختراع العجلات القابلة للنفخ وعجلات السيارات. لذا زاد الطلب بشكل كبير على المطاط. المعلومة الأولى بشأن شجر المطاط هي أنه يحتاج إلى 15 عامًا على الأقل بعد زراعته ليكون صالحًا للاستخدام. كانت أرض الكونغو خيارًا مثاليًّا؛ فبها الكثير من الغابات المطيرة وأشجار المطاط.
كانت طريقة ليوبولد الثاني لكسب الثروة وحشيةً. كان جنوده يقتحمون قرى القبائل الأفريقية في الأرض التي أسماها «دولة الكونغو الحرة»، ويأخذون النساء رهائن حتى يجبروا الرجال على الانتقال إلى الغابات ليجمعوا عُصارة المطاط؛ وحين يُستهلك الشجر تمامًا في مكان ما، كانوا يُجبرون على الابتعاد أكثر وسط الغابات.
كانت عقوبة التهاون في العمل قاسية. استخدم ليوبولد الثاني مرتزقة أسماهم «القوة العامة» ليراقبوا «العبيد» خلال العمل، وإذا لم يحصلوا على الحصة المُحددة كانوا يضربون «العبيد» بالسياط، أحيانًا حتى الموت، أو يقطعون أيديهم تمامًا. من لم يموتوا بالتعذيب ماتوا تحت وطأة إنهاك العمل لساعات طويلة، أحيانًا دون طعام أو ماء.

أما النساء الرهائن فلم يكُن في مأمن؛ كان الاغتصاب، والتعذيب، والتجويع حتى الموت ممارسات مألوفة.
كل هذا كان يتم تحت ستارٍ من الحجج التي ساقها ليوبولد الثاني ليروج لاستعمار الكونغو، بدايةً من الأعمال الخيرية ونشر الديانة المسيحية، وحتى وقف تجارة الرقيق.
لكن حملات ليوبولد القاسية لم تكن السبب المباشر الوحيد للموت. فبعد أخذ الرجال الأصحاء إلى العمل بالسُخرة، لم يعُد إنتاج الطعام كافيًا للنساء والأطفال والعجائز والرجال الضعفاء في القرى. كانوا يتضورون جوعًا، ويموتون. اجتاحت المجاعات أرض الكونغو؛ وتفشت أوبئة أودت بحياة الملايين مثل السل، والجُدري، وأمراض الرئة.
في عام 1905، كتب مارك توين، الكاتب الأمريكي الساخر الشهير، نصًا طويلاً بعنوان «ليوبولد يناجي نفسه – الدفاع عن حكمه للكونغو»، هاجم فيه ممارسات ملك بلجيكا الدموي، وسخر من استغلاله لأرض أفريقيا؛ قال فيه على لسان ليوبولد:
«حين يفشلون في أداء مهامهم بسبب الجوع، والمرض، واليأس، والعمل المُضني الذي لا ينقطع، دون راحة؛ ويهجرون بيوتهم إلى الغابات ليتجنبوا عقابي، يطاردهم جنودي السود، ويذبحونهم، ويحرقون قراهم بعد أن يأخذوا بعض الفتيات رهائن. إنهم يقولون كل شيء: كيف أضرب أمة كاملة بالسياط؛ أمة من الكائنات عديمة الأصدقاء؛ فأنهي وجودهم في الحياة، متلذذًا بكل وسائل القتل لإشباع رغباتي».
يمكنك الاطلاع على النص كاملاً بالإنجليزية من هنا.
لكنك لن تقرأ هذا النص في أي مكان رغم أن مارك توين كاتب عالمي؛ ولن يسمع عنه الطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن نصوص مارك توين مشهورة في المناهج الأمريكية، إلا كتاباته السياسية.
هل ترى؟ حين تقتل أكثر من 10 ملايين إنسان أفريقي لا يقول أحدٌ أنك تشبه هتلر. لن يصبح اسمك مرادفًا للشر؛ ولن تثير صورتك الخوف، أو الكراهية، أو حتى الأسى. لن يتكلم أحدٌ عن ضحاياك، واسمك سينساه التاريخ.
لمشاهدة فيلم وثائقي أعدته «بي بي سي» عن مذابح ليوبولد الثاني بعنوان «ملك أبيض، مطاط أحمر، موت أسود»:

قصة ملك سقط من التاريخ: تسبب في مقتل 10 ملايين شخص بقصة ملك سقط من التاريخ: تسبب في مقتل 10 ملايين شخص بحثًا عن مجد شخصيحثًا عن مجد شخصي


الكونغو
سار السير روجير كاسمينت بين أشجار الغابات محاولًا أن يحبس أنفاسه من رائحة العفن التي تفوح من أجساد القتلى. كانت الجثث تمتد على مدى البصر وكان يمسك هو ببضعة أوراق ليدون عليها ملاحظاته، إلا أنه استخدمها ليبعد عنه الذباب الذي راح يقف على الأجساد المتآكلة. بدى وكأن العالم قد انتهى هنا، وما بقى منه سواه وعدد من مساعديه قاربوا على أن يلحقوا بهؤلاء القتلى من كثرة ما تقيئوا. أي مآساة كانت وأي مختل مسؤول عن هذه المذبحة؟
داست قدم السير شيئًا أصدر طرقعة أشبه بتكسير العظام، ليست جثة إنسان بكل تأكيد، قال لنفسه هو الذي كان يمر بدقة بين الجثامين، قبل أن ينظر بأسفله وليته لم ينظر، كانت يدًا مقطوعة بشكل وحشي، فقط يد دون جسد. وضع الرجل يده على عيناه وأغلقهما في صمت محاولًا أن يستوعب الحدث، ما أراه هنا ليس قتل ولا مذبحة بل إبادة.. إبادة شاملة.
كان التاسع من أبريل 1835 يومًا أسودًا في تاريخ البشرية حين ولد هو، ليوبولد الثاني، ولي العهد البلجيكي، الذي لم يهتم به أبيه ليوبولد الأول كثيرًا. مرت السنوات وبلغ ولي العهد البلجيكي سن الحادية عشر، حين أعلن دوقًا على مدينة برابانت الصغيرة الواقعة غرب مدينته بروسيل. وفي عمره الصغير أيضًا التحق بالقوات المسلحة برتبة ملازم، كما ذكر موقع NNDB، ليستمر في عمله بالقوات المسلحة حتى سن الـ30، وقد وصل إلى رتبة اللواء. افتراقه عن الجيش لم يكن سوى لاعتلاء عرش طالما حلم به، عرش والده.
كان الشاب دائمًا ما يحلم بامتلاك مستعمرة في إحدى دول العالم، كما يذكر كتاب King Leopard’s Ghost للكاتب آدم هوتشايلد، كتلك المتسعمرات الفرنسية والبريطانية والإسبانية، حتى أنه يومًا ما عرض على الإسبان شراء جذر الفيلبيين منهم، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، كما حاول شراء أفرع من النيل وتجفيفها، أو الحصول على قطع من أرض جزيرة فيرموسا، إلا أن كل محاولاته كانت تبوء بالفشل.
كان ليوبولد الثاني يكره صغر حجم بلاده، هو الذي ردد دائمًا: «إنها بلد صغير بشعب قليل»، كان يبحث عن أرض جديدة يمد إليها مملكته ونفوذه، أو ربما نفوذه هو فقط دون مملكته، نعم كان يبحث عن أرض له وحده لا لبلجيكا وشعبها، ووجدها أخيرًا في قلب قارة لا يأبى بساكنيها أحد، قارة عاثت فيها فرنسا فسادًا فما كان هو بأقل من الفرنسيين.
في قلب أيرلندا، كان العام 1841 حين ولد الطفل غير الشرعي الأول من خمسة لامرأة تدعى بيتسي باري. أطلقت عليه حينها اسم غريب هو جون رولاندز باستارد، حيث كان أباه رجل يدعى جون رولاند، وكان اسم الابن بالإنجليزية يعني «طفل جون رولاند غير الشرعي». طفولة بائسة قضاها «باسترد» بين أزواج يتبنوه وإصلاحيات تحاول أن تصلح فيه ما كسره الزمن، لكن ليس كل ما يكسر يمكن إصلاحه.
رحل «باسترد» أخيرًا عن أيرلندا في سن الـ18 قاصدًا بلاد الأحلام، الولايات المتحدة الأمريكية، وأي أحلام يمكن أن يحقق باسمه هذا. كان أول قراراته على أرض ولاية نيو أورلينز أن يغير اسمه، يطلق على نفسه مورلي تارة، وتارة أخرى مورليك، وتارة مورلاند، قبل أن يستقر على اسمه الذي اشتهر به في كتب التاريخ، هنري مورتون ستانلي.
لم يكن «ستانلي» شخصًا عاديًا، بل كان ذكيًا ذكاءً شديدًا وساديًا بشكل أشد. هو الذي عاش كجندي ثم بحار ثم كاتب صحفي ثم مستكشف شهير اسمه ملأ السمع على جانبي المحيط الأطلنطي، قبل أن يصبح عضوًا برلمانيًا في بريطانيا، ويحصل على لقب «فارس».
كان ستانلي قد قام برحلة «صحفية» إلى أفريقيا من قبل، عام 1869، بتكليف من صحيفة «نيويورك هيرلد»، للبحث عن المستكشف ديفيد ليفينجستون، بعدما انقطعت أخبار الأخير عن العالم. واستعان ستانلي في رحلته تلك، التي بدأت من زانزيبار، بـ356 شخصًا، أغلبهم من الأفارقة، حيث هاجم ودمر خلالها، حسب قوله هو، 28 مدينة صغيرة وحوالي 3 أو 4 قرى في طريقه إلى بوما.
كانت سمعة «ستانلي» قد انتشرت عالميًا ووصلت إلى قلب قصر الحكم في بروسيل، حين جلس ليوبولد يفكر، هل يمكنني الاستعانة بهذا الرجل لتحقيق حلمي في إيجاد مستعمرتي؟ تبدو قارة إفريقيا مكانًا مناسبًا لإقامة مستعمرتي المنتظرة، ومن يعرف إفريقيا كستانلي.
كان قد مر 10 سنوات منذ رأى هذا الساحل، الذي انعكست صورته في عيناه، ليست زيارة عابرة هذه المرة، بل كانت رحلة بأمر الملك ليوبولد ذاته. كان على رأس قوات احتلال تضع أرض الكونغو هدفًا لها. كان كل شيء متاحًا في هذه المهمة، فقط كان عليه أن ينجزها مهما كلفه الأمر.
لم يكن الأمر صعبًا عليه أن يحصل على موافقة 450 حاكمًا محليًا بالاستغناء عن أراضيهم له، تارة بقوة السلاح وتارة مقابل بضائع أوروبية رخيصة، أو بعمليات خداع. أكبر خدعة قام بها حين طلب منهم أن يرسموا علامات X على أوراق رسمية بلغة لا يفهمونها بخط أيديهم، كان يستخدم نفس الخدعة التي قام بها الكولونيل بيتر مينوت عندما اشترى من السكان الأصليين في الولايات المتحدة جزيرة منهاتن بقطعة حلي تسوى 24 دولارًا فقط.
كان يقول في نفسه إذا استطاع «مينوت» أن يفعلها فأنا لست بأقل منه، بل ربما أفضل فلن أدفع حتى الـ24 دولارًا. استطاع ستانلي أن يقنع الحكام المحليين بالتوقيع على الأوراق باعتبارها معاهدة كتلك التي وقعها الحكام في نجومبا ومافيلا. وأقنعهم أن الأرض ستكون مقابل قطعة قماش شهريًا، بالإضافة إلى هدية من القماش أيضًا لكل من الموقعين.
لم يتم كل هذا باسم مملكة بلجيكا، فما أراد ليوبولد أن تكون الأرض لبلجيكا، بل له وحده، فكان كل ما يحدث يقام تحت مظلة اتحاد أسسه الملك الشاب. وتعهد الحكام المحليين أن يساعدوا بالعمل والتطويرات والاستكشافات التي سيقوم بها الاتحاد على تلك الأراضي، كما سلموا رجال ستانلي الأرض والغابات وكل مجرات المياة التي تجري في تلك الأراضي، كما قبلوا أن يصبح من حق الاتحاد فرض ضرائب على الصيد والتنقيب.
خمس سنوات قضاها ستانلي على أرض الكونغو، قام خلالها ببناء طريق على النهر لتسهيل نقل العاج والكنوز الأخرى في بلاد الكونغو إلى بلجيكا، لتمتلئ بها خزائن ليوبولد. وفي عام 1884، انتهى دور ستانلي على أرض القارة السمراء وحان موعد عودته إلى بلاده بريطانيا.
في المقابل كانت الكونغو على موعد مع رجل أكثر سادية ودموية، ليون روم. كان «روم» ضابط بلجيكي ينحدر من عائلة فقيرة، التحق بالجيش في سن الـ16، نقل إلى الكونغو في سن الـ25، وأصبح لاحقًا قائدًا لقوات ليوبولد في الكونغو. لم تمر أيام حتى عرف الجميع من هو «روم».. سفاح لا قلب له، يعشق رائحة الدماء، لا يخشى أحد ويخشى منه الجميع، حتى رجاله.
كان «روم» يومًا قائدًا لمحطة «ستانليفولز»، وكان عهده مريعًا، حتى أن المحافظ قد أرسل تقريرًا للقيادة في بروسيل يومًا قال فيه: «روم قد بنى سمعته على قتل أعداد مهولة لأسباب تافهة، كما يزين سريره برؤوس بشرية مقطوعة، ويعلق مشانق جاهزة أمام باب المحطة». كان هذا ما يجب أن يتعامل معه الكونغوليين، وأي حظ عاثر أرسله إليهم.
عملية النهب الممنهجة لثروة الكونغو كانت قائمة على إفراغها من العاج، حتى اكتشف جراح أيرلندي يدعى جون دنلوب اختراع بالصدفة يصنع بواسطته عجلات بواسطة المطاط، لتقوم صناعة ضخمة على هذا الاختراع ويتحول المطاط إلى «الذهب الجديد» في العالم، ومن كان ليكون أسعد بالاكتشاف من صاحبه؟ فقط ليوبولد، فغابات الكونغو كانت مليئة بالمطاط.
لم يكن استخراج المطاط، رغم ذلك، بالعمل الهين، لذا سخرت قوات ليوبولد كل الكونغوليين لاستخراجه، وكان من يرفض من الرجال يتم اختطاف زوجته وفي بعض الأحيان قتلها، كان العمل بالسخرة وتحت تهديد السلاح، ولم يعرف أحد عنهم شيئًا، مات الملايين وبقيت ملايين آخرى تنتظر دورها، حتى انتبه أحد الكتاب العاملين بخط شحن ليفربول الذي يستخدمه ليوبولد لنقل كنوز الكونغو إلى بلاده أن السفن التي كانت تنقل المطاط والعاج من الكونغو إلى بلجيكا، كانت تحمل في طريق عودتها إلى الكونغو الجنود والأسلحة.
وأطلق الكاتب إدموند دين موريل حملة صحفية كبيرة في أوروبا وأمريكا كشف فيها المستور من جرائم للملك البلجيكي في البلد الأفريقي، حتى اضطرت بريطانيا تحت ضغط الحملة الصحفية أن تبعث لقنصلها في الكونغو، السير روجير كاسمينت، تأمره بعمل جولة في كل أنحاء الكونغو لاستقصاء حقيقة ما نشره موريل، وهل علم موريل الحقيقة حقًا. لم يكن الكاتب يعرف حتى جزءً كبيرًا من حقيقة الكارثة، تلك التي دون تفاصيلها السير البريطاني في تقرير رفعه لوزارة الخارجية، التي من هول ما كتب فيه وجدت أنه من المستحيل أن تنشره كما هو، فاضطرت أن تحجب منه بعض المعلومات قبل نشره، ما أثار حفيظة «كاسمينت» وجن جنونه ووصف رؤسائه بالمعاتيه في احتجاج رسمي من 18 صفحة، هدد فيه بالاستقالة.
كانت الحقيقة المفزعة أن رجال الملك الذي لم تطأ قدماه أبدًا أرض الكونغو قد قتلوا هناك حوالي 10 ملايين شخصًا، حسب موقع filmsforaction، بل ولم يقتلوهم فقط، بل قطعت أطراف بعضهم أحياءً، صورة وجدوها أكثر رعبًا من أعتى الكوابيس التي قد تطارد أحدهم في منامه، لكنه لم يكن كابوسًا كانت جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
هنا أجبرت الحكومة البلجيكية على شراء أرض الكونغو من ملكها، رغم تعنت الأخير في بيعها، وقد استغرقت المفاوضات عامين من 1906 حتى 1908، أما ليوبولد فمات بعدها بعام فقط، وينساه التاريخ، ذات التاريخ، الذي بقى يذكر حكام بدرجة سفاحين كأدولف هتلر وموسوليني، أسقطه من حساباته لسنوات طويلة، ما أطلق عليه آدم هوتشايلد «النسيان الأعظم»، وأي نسيان كان، لملايين البشر راحوا ضحية ملك مختل.

في شبابه راوده حلم بامتلاك مستعمرة في إحدى دول العالم، كتلك المستعمرات الفرنسية والبريطانية والإسبانية، عرض على الأسبان شراء جذر الفيلبيين، وقوبل طلبه بالرفض، وحاول شراء أفرع من النيل أو الحصول على قطع من أرض جزيرة فيرموسا، إلا أن كل محاولاته كانت تبوء بالفشل.
كان يكره صغر حجم بلاده وكانت مقولته الشهيرة: «إنها بلد صغير بشعب قليل»، وظل يبحث عن أرض جديدة يمد إليها مملكته ونفوذه، أو ربما نفوذه هو فقط دون مملكته، نعم كان يبحث عن أرض له وحده لا لبلجيكا وشعبها، ووجدها أخيرًا في قلب قارة لا يأبى بساكنيها أحد، قارة عاثت فيها فرنسا فسادًا فما كان هو بأقل من الفرنسيين.
هو ليوبولد الثاني ثاني ملوك بلجيكا حكم بين عامي (1865 و1909)، اسمه الكامل ليوبولد لويس فيليب ماري فيكتور، ولد بتاريخ 9 أبريل 1835 في بروكس، وتوفي بتاريخ 17 ديسمبر 1909 في بلجيكا.
سطر ليوبولد الثاني اسمه بحروف من الدماء بعد ارتكابه جرائم شنيعة بحق شعب الكونغو، بعد نجاح مخططه الخبيث في امتلاك الكونغو واستعباد شعبها، وعلى الرغم من قيام ليوبولد بقتل أكثر من 10 ملايين انسان في الكونغو إلا أن التاريخ لا يذكر جرائمه كثيرا مثلما يذكر العديد من الطغاة من أمثال هتلر وموسوليني وصدام حسين.
استطاع ليوبولد خلال فترة حكمه للمملكة البلجيكية بين عامي 1885 و1909 من السيطرة على الكونغو بعد محاولات استعمارية فاشلة في أفريقيا وآسيا، وكانت مساحة الكونغو تبلغ آنذاك ضعف مساحة بلجيكا 72 مرة، ولم يكن سكان القبائل فيها يستطيعون القراءة والكتابة، خدعهم ليوبولد ليوقعوا عقودا تنازل عن اراضيهم.
وكان نص العقد الذي وقع عليه زعماء القبائل كالتالي:
“في مقابل قطعة واحدة من الملابس في الشهر، تقدم إلى كل من زعماء القبائل الموقعين أدناه، بالإضافة إلى هدية من الملابس لكلٍ منهم، يتخلى زعماء القبائل طوعًا ومن تلقاء أنفسهم، وورثتهم وخلفائهم للأبد.. عن كافة حقوقهم في جميع أراضيهم إلى «الجمعية» (بزعامة ليوبولد)… ويلتزمون بتوفير ما يُطلب منهم من عمالة، أو غير ذلك من الأعمال أو الإصلاحات أو الحملات العسكرية التي تعلنها «الجمعية» في أي وقت، وفي أي جزء من هذه الأراضي… كل الطرق والممرات المائية التي تمر في هذا البلد، والحق في تحصيل الرسوم عنها، وجميع حقوق صيد الحيوانات والأسماك، والتعدين، والغابات، تكون ملكيةً مطلقةً للجمعية».
 
 
 
ستار الأعمال الخيرية
 
تحت ستار الأعمال الخيرية ونشر الديانة المسيحية، ووقف تجارة الرقيق، استخدم ليوبولد الثاني التعذيب والقهر والقتل والاستبعاد والاغتصاب لتحقيق مآربه في السيطرة على الكونغو ومقدرات الشعب، وأسس جماعة اسمها بـ «القوة العامة» قامت بتجويع وتعذيب العمال حتى الموت في حال عدم تنفيذ الأوامر أو عدم الحصول على الإنتاج اليومي المطلوب.
وكعادة المستعمر، ظل ليوبولد يبحث عن الثراء من خلال سرقة واستبعاد شعب الكونغو، إلى أن وجد مصدرا لجمع ثروة ضخمة، عندما ازداد الطلب على المطاط بعد اختراع إطارات السيارات القابلة للنفخ، فبدأ بزراعة شجر المطاط الذي يستغرق 15 عاما على الأقل ليكون صالحا للاستخدام، وكانت أرض الكونغو خيارًا مثاليًّا، التي يوجد بها الكثير من الغابات المطيرة وأشجار المطاط واستمرت عملية النهب الممنهجة لثروة الكونغو كانت قائمة على إفراغها من العاج، حتى اكتشف جراح أيرلندي يدعى جون دنلوب اختراع بالصدفة يصنع بواسطته عجلات بواسطة المطاط، لتقوم صناعة ضخمة على هذا الاختراع ويتحول المطاط إلى «الذهب الجديد» في العالم، ومن كان ليكون أسعد بالاكتشاف من صاحبه؟ فقط ليوبولد، فغابات الكونغو كانت مليئة بالمطاط.
لم يكن استخراج المطاط، رغم ذلك، بالعمل الهين، لذا سخرت قوات ليوبولد الشعب الكونغولي بأسره لاستخراجه، وكان من يرفض من الرجال يتم اختطاف زوجته وفي بعض الأحيان قتلها، كان العمل بالسخرة وتحت تهديد السلاح، ولم يعرف أحد عنهم شيئًا، مات الملايين وبقيت ملايين آخرى تنتظر دورها، حتى انتبه أحد الكتاب العاملين بخط شحن ليفربول الذي يستخدمه ليوبولد لنقل كنوز الكونغو إلى بلاده أن السفن التي كانت تنقل المطاط والعاج من الكونغو إلى بلجيكا، كانت تحمل في طريق عودتها إلى الكونغو الجنود والأسلحة.
ولم يكن استخراج المطاط، رغم ذلك، بالعمل الهين، لذا سخرت قوات ليوبولد كل الكونغوليين لاستخراجه، وكان من يرفض من الرجال يتم اختطاف زوجته وفي بعض الأحيان قتلها، كان العمل بالسخرة وتحت تهديد السلاح، ومات الملايين من الشعب الكونغولي ولم يعرف أحد عنهم شيئًا.
 
 
 
 
  
 
 
طرق وحشية
 
واستخدم ليوبولد كافة الطرق الوحشية لكسب الثروة وحشيةً، فكان جنوده يقتحمون قرى القبائل الأفريقية في الأرض التي أسماها «دولة الكونغو الحرة»، ويأخذون النساء رهائن حتى يجبروا الرجال على الانتقال إلى الغابات ليجمعوا عُصارة المطاط، وحين يُستهلك الشجر تمامًا في مكان ما، كانوا يُجبرون على الابتعاد أكثر وسط الغابات.
استخدم ليوبولد الثاني مرتزقة أسماهم “القوة العامة” ليراقبوا “العبيد” خلال العمل، كانت عقوبة التهاون في العمل قاسية، في حالة عدم الحصول على الحصة اليومية كانوا يضربون “العبيد” بالسياط، أحيانًا حتى الموت، أو يقطعون أيديهم تمامًا، من لم يموتوا بالتعذيب ماتوا تحت وطأة إنهاك العمل لساعات طويلة، أحيانًا دون طعام أو ماء.
ولم تتوقف اساليب التعذيب عن الرجال الذين يعملون بالسخرة، بل وطالت النساء أيضا اللاتي كن يتعرضن للاغتصاب والاحتجاز كرهائن لإجبار أزواجهم على العمل وفي بعض الأحيان كانت نهايتهن الموت جراء التجويع.
وتسببت حملات ليوبولد في موت النساء والأطفال والعجائز بسبب عدم وجود طعاما كافيا، كانوا يواجهون الموت كل يوم جراء المجاعات في الكونغو، كما تفشت الأوبئة مثل (السل  والجُدري وأمراض الرئة).
وقيل أن الكاتب إدموند دين موريل والذي كان يعمل بخط شحن ليفربول الذي يستخدمه ليوبولد لنقل كنوز الكونغو إلى بلاده انتبه إلى أن السفن التي كانت تنقل المطاط والعاج من الكونغو إلى بلجيكا، كانت تحمل في طريق عودتها إلى الكونغو الجنود والأسلحة.
وأطلق الكاتب إدموند موريل حملة صحفية ضخمة في أوروبا وأمريكا لكشف المستور من جرائم للملك البلجيكي في البلد الأفريقي، حتى اضطرت بريطانيا تحت ضغط الحملة الصحفية أن تبعث لقنصلها في الكونغو، السير روجير كاسمينت، تطلب منه بدء جولة في كافة أنحاء الكونغو لاستقصاء حقيقة ما نشره موريل، وهل علم موريل الحقيقة حقًا ولم يكن الكاتب يعرف كافة تفاصيل الكارثة والجرائم التي تجرى على أرض الكونغو، تلك التي دون تفاصيلها السير البريطاني في تقرير رفعه لوزارة الخارجية، ومن هول ما كتب فيه وجدت بريطانيا أنه من المستحيل أن تنشره كما هو، فاضطرت أن تحجب منه بعض المعلومات قبل نشره، خوفا من ردود الأفعال.
كان الملك ليوبولد قد نصب نفسه مالكا لدولة الكونغو الحرة عام 1885 وقبل وفاته بعام واحد في عام 1908 قام ببيع مستعمرته هذه للدولة البلجيكية التي ظلت تحكمها بشكل لا يقل عنما كان يحدث في عهد ليوبولد حتى استقلالها عام 1960.
ويعادل الكونغو البلجيكي كما كان يعرف مساحة بلجيكا 76 مرة وفي الفترة بين عامي 1880 ـ 1920 انخفض عدد سكان الكنغو بمقدار النصف. ويعتقد ان ما لا يقل عن عشرة ملايين شخص كانوا ضحايا الجوع والقتل والعمل الاجباري منذ مطلع القرن العشرين كان العالم يتحدث عن جرائم البلجيك في الكونغو وتصور وسائل الاعلام الملك ليوبولد جالسا على كنز من الجماجم لكن احدا لم يعط الامر اعتبارا ولم يحقق في تلك الجرائم.
 
 
 
 
 
نشأة ليوبولد
 
هو الابن الأكبر للملك ليوبولد الأول أول ملوك بلجيكا ووالدته هي ثاني زوجات ليوبولد الأول ماري لويز من أورليانز. عام 1846 تقلد ليوبولد لقب دوق براباند وبدء خدمته في الجيش البلجيكي، وفي عام 1853 تزوج بماريا هينريتا ابنة الأرشيدوق النمساوي، وأصبح ملك بلجيكا بعد وفاة والده في ديسمبر 1865.
على الرغم من المشكلات الداخلية الكثيرة واحتدام الصراع في مملكته بين الليبراليين والأحزاب الكاثوليكية، لاسيما حول قضايا التصويت والتعليم، تمكن ليوبولد الثاني من التركيز على إيلاء الاهتمام اللازم لتقوية وتطوير دفاعات بلاده.
خلال الحرب الفرنسية الألمانية (1870- 1871) أدرك ليوبولد الثاني صعوبة الحفاظ على حياد بلجيكا، وذلك بسبب تنامي قوة جارتيه فرنسا وألمانيا، فضغط على البرلمان عام 1887 لتمويل عملية إغناء مدينتي لياج ونامور، وصدر قانون التجنيد الإجباري الذي نوقش لفترة طويلة قبل مدة وجيزة من موته.
انخرط ليوبولد عميقا في الكونغو، فأسس رابطة الكونغو الدولية عام 1876 لاكتشاف المنطقة، كان أبرز موظفيه فيها السير هنري مورتون ستانلي. وبين عامي 1884 و1885 أحبط محاولة إنكليزية برتغالية للسيطرة على حوض الكونغو، وفاز باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف القوى الأوربية بسيادته على دولة الكونغو الحرة، والتي بلغت مساحتها ثمانين مرة مساحة المملكة البلجيكية.

ما هى الكونفوشيوسية ؟

الكونفوشيوسية
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
 
التعريف :

الكونفوشيوسية ديانة(*) أهل الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد داعياً إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفاً إليها جانباً من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم. وهي تقوم على عبادة إله(*) السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
 كونفوشيوس:

- يعتبر كونفوشيوس المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.

- ولد سنة 551 ق.م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu.

- اسمه كونج Kung وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها.

- ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربيًّا ممتازاً، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات.

- عاش يتيماً، فعمل في الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب.

- تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس Laotse صاحب النِحلة الطاوية، حيث كان يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها وذلك إحقاقاً للعدل.

- عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة(*)، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات.

- تنقل في عدد من الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل، ووزيراً للعدل ورئيساً للوزراء في سنة 496 ق.م حيث أقدم حينها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعدداً من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها.

- رحل بعد ذلك وتنقل بين كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثًّا لهم على الأخلاق(*) القويمة.

- أخيراً عاد إلى مقاطعة لو فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكبًّا على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها، ويضمنها بعض أفكاره، وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه المحبّب إليه هووي فبكى عليه بكاءً مرًّا.

- مات في سنة 479 ق.م بعد أن ترك مذهباً(*) رسميًّا وشعبيًّا استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
 صفاته الشخصية:

- دمث، مرح، مؤدّب، يحبّ النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسياً وغليظاً في بعض الأحيان، طويل، دقيق في المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة والآداب.

- مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها.

- خطيب بارع، ومتكلّم مفوّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم البليغة.

- لديه شعور ديني، يحترم الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجه في عباداته إلى الإِله (*) الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتاً، ويكره أن يرجو الإله النعمة أو الغفران إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدّين(*) – في نظره – أداة لتحقيق التآلف بين الناس.

- كان يغني، وينشد، ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني Book of Songs كما أنه كان مغرماً بالحفلات والطقوس، إلى جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة (الحساب) ودراسة التاريخ.
 انقسمت الكونفوشيوسية إلى اتجاهين:

- مذهب(*) متشدد حرفي ويمثله منسيوس إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه لم يتلق علومه مباشرة عنه بل إنه أخذها عن حفيدة وهو Tsesze الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي Central Harmony.

- والمذهب التحليلي، ويمثله هزنتسي Hsuntse ويانجتسي Yangtse، إذ يقوم مذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء المعلم واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي.
 أما أبرز الشخصيات إضافة إلى ما سبق فهم:

- تسي كنج Tsekung ولد سنة 520م وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني.

- تسي هسيا Tsehsia ولد سنة 507م وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي.

- تسينكتنز Tsengtse كان أستاذاً لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية.

- تشي هزيوان Chi- Husan عاش في عصر أسرة هان 127 –200 ميلادية.

- تشو هزي Cho-Hsi 1130 – 1200 ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في الصين، ويعد الحجة الوحيدة.

- الفيلسوف موتزي Motze 470 – 381 ق.م أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله (*) السماء بشخص عظيم يشبه الآدميين.
 في سنة 422م أقيم معبد لكونفوشيوس في Chufu حيث قبره.
 في سنة 505 م أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب مقدسة.
 في سنة 630م أمر أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزاً للوحدتين السياسية والدينية.
 في سنة 735م منح كونفوشيوس لقب ملك.

في سنة 1013م منح لقب القديس الأعظم.

في سنة 1330م منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة النبلاء.

في سنة 1530م بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشيوسية بالوثنية.

في سنة 1905م بدأ نجم الكونفوشيوسية بالأفول، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضرورياً للتعيين في الوظائف.

في سنة 1910م ظهر شهاب هالي Halley في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة(*) على أسرة مانتشو التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة(*) شعبية انتهت بتنازل الإمبراطور عن العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري (*) مما أدى إلى اختفاء الكونفوشيوسية من الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق(*) والتقاليد الصينية.

في سنة 1928م صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية له.

عندما استولى اليابانيون على منشورياً عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشيوسية وعاد الناس في عام 1930 – 1934م إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس الكونفوشيوسية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

في عام 1949م سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئاً فشيئاً بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي بالظهور مما أوجد تبايناً بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي الشهير ماو تسي تونج بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب عليها.

يعتقد الباحثون بأن الروح الكونفوشيوسية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن الشيوعية الروسية التي انهارت، لما للكونفوشيوسية من سيطرة روحية على الشعب الصيني.
• الأفكار والمعتقدات:
الكتب:

هناك مجموعتان أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشيوسي فضلاً عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات، المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة.

الكتب الخمسة: وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:

1- كتاب الأغاني أو الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة الموسيقى.

2- كتاب التاريخ: فيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.

3- كتاب التغييرات: فيه فلسفة تطور الحوادث الإنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإنساني.

4- كتاب الربيع والخريف: كتاب تاريخي يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 – 481 ق.م.

5- كتاب الطقوس: فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة تشو تلك الأسرة التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني البعيد.

الكتب الأربعة: وهي الكتب التي ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع التفسير تارة والتعليق أخرى، إنها تمثل فلسفة كونفوشيوس ذاته وهي:
1- كتاب الأخلاق(*) والسياسة.
2- كتاب الانسجام المركزي .Central Harmony
3- كتاب المنتجات Analects ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
4- كتاب منسيوس: وهو يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.
• المعتقدات الأساسية :

تتمثل المعتقدات الأساسية لديهم في الإله(*) أو إله السماء، والملائكة، وأرواح الأجداد.

1- الإله:

يعتقدون بالإله الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات.

للأرض إله، وهو إله الأرض، ويعبده عامة الصينيين.

الشمس والقمر، والكواكب، والسحاب، والجبال.. لكل منها إله وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء.

2- الملائكة : إنهم يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين.

3- أرواح الأجداد: يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.
• معتقدات وأفكار أخرى:

لم يكن كونفوشيوس نبيًّا(*)، ولم يدّع هو ذلك، بل يعتقدون أنه من الذين وهبوا تفويض السماء لهم ليقوموا بإرشاد الناس وهدايتهم، فقد كان مداوماً على إقامة الشعائر والطقوس الدينية، وكان يعبد الإله الأعظم والآلهة الأخرى على غير معرفة بهم ودون تثبُّت من حقيقة الآراء الدينية تلك.

كان كونفوشيوس مغرماً بالسعي لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها وهي مدينة مثالية لكنها تختلف عن مدينة أرسطو الفاضلة، إذ إنّ مدينة كونفوشيوس مثالية في حدود واقعٍ ممكن التحقيق والتطبيق، بينما مدينة أرسطو تجنح إلى مثالية خيالية بعيدة عن مستوى التطبيق البشري القاصر. وكلا الفيلسوفين متعاصران.

الجنة والنار: لا يعتقدون بهما، ولا يعتقدون بالبعث أصلاً، إذ إنّ همَّهم منصبّ على إصلاح الحياة الدنيا، ولا يسألون عن مصير الأرواح بعد خروجها من الأجساد. وقد سأل تلميذٌ أستاذه كونفوشيوس عن الموت، فقال: "إننا لم ندرس الحياة بعد، فكيف نستطيع أن ندرس الموت".

الجزاء والثواب: إنما يكونان في الدنيا، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر.

القضاء والقدر(*): يعتقدون بذلك، فإن تكاثرت الآثام والذنوب كان عقاب السماء لهم بالزلازل والبراكين.

الحاكم ابن للسماء: فإذا ما قسا وظلم وجانب العدل فإن السماء تسلّط عليه من رعيته من يخلعه ليحلّ محلّه شخص آخر عادل.

الأخلاق(*): هي الأمر الأساسي الذي تدعو إليه الكونفوشيوسية، وهي محور الفلسفة(*) وأساس الدين(*)، وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالانسجام الذي يسيطر على حياته النفسية مما يخضعها للقوانين الاجتماعية بشكل تلقائي.
تظهر الأخلاق في:
1- طاعة الوالد والخضوع له.
2- طاعة الأخ الأصغر لأخيه الأكبر.
3- طاعة الحاكم والانقياد إليه.
4- إخلاص الصديق لأصدقائه.
5- عدم جرح الآخرين بالكلام أثناء محادثتهم.
6- أن تكون الأقوال على قدر الأفعال، وكراهية ظهور الشخص بمظهر لا يتفق مع مركزه وحاله.
7- البعد عن المحسوبية في الوساطة أو المحاباة.
وتظهر أخلاق الحاكم في:
1- احترام الأفراد الجديرين باحترامه.
2- التودّد إلى من تربطهم به صلة قربى وقيامه بالتزاماته حيالهم.
3- معاملة وزرائه وموظفيه بالحسنى.
4- اهتمامه بالصالح العام، مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض بها.
5- العطف على رعايا الدول الأخرى المقيمين في دولته.
6- تحقيق الرفاهية لأمراء الإمبراطورية ولعامة أفرادها.

تحترم الكونفوشيوسية العادات والتقاليد الموروثة، فهم محافظون إلى أبعد الحدود، فيقدّسون العلم والأمانة، ويحترمون المعاملة اللينة من غير خضوع ولا استجداء لجبروت.

يقوم المجتمع الكونفوشيوسي على أساس احترام الملكية الفردية مع ضرورة رسم برنامج إصلاحي يؤدي إلى تنمية روح المحبّة بين الأغنياء والفقراء.

يعترفون بالفوارق بين الطبقات، ويظهر هذا جليًّا حين تأدية الطقوس الدينية وفي الأعياد الرسمية وعند تقديم القرابين.

النظام الطبقي لديهم نظام مفتوح، إذ بإمكان أي شخص أن ينتقل من طبقته إلى أية طبق اجتماعية أخرى إذا كانت لديه إمكاناته تؤهله لذلك.

ليس الإنسان إلا نتيجة لتزاوج القوى السماوية مع القوى الأرضية أي لتقمص الأرواح السماوية في جواهر العناصر الأرضية الخمسة. ومن هنا وجب على الإنسان أن يتمتع بكل شيء في حدود الأخلاق الإنسانية القويمة.
يبنون تفكيرهم على فكرة "العناصر الخمسة":

1- فتركيب الأشياء: معدن – خشب – ماء – نار – تراب.

2- الأضاحي والقرابين خمسة.

3- الموسيقى لها خمسة مفاتيح، والألوان الأساسية خمسة.

4- الجهات خمس : شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط.

5- درجات القرابة خمس: أبوّة – أمومة – زوجية – بنوّة – أخوّة.

تلعب الموسيقى دوراً هاماً في حياة الناس الاجتماعية، وتسهم في تنظيم سلوك الأفراد وتعمل على تعويدهم الطاعة والنظام، وتؤدي إلى الانسجام والألفة والإيثار.

الرجل الفاضل هو الذي يقف موقفاً وسطاً بين ذاته المركزية وبين انفعالاته ليصل إلى درجة الاستقرار الكامل .
• الجذور الفكرية والعقائدية:

ترجع الكونفوشيوسية إلى معتقدات الصينيين القدماء، تلك المعتقدات التي ترجع إلى 2600 سنة قبل الميلاد. وقد قبلها كونفوشيوس أولاً، والكونفوشيوسيون ثانياً، دون مناقشة أو جدال(*) أو تمحيص.

في القرن الرابع قبل الميلاد حدثت إضافة جديدة وهي عبادة النجمة القطبية لاعتقادهم بأنها المحور الذي تدور السماء حوله، ويعتقد الباحثون بأن هذه النزعة قد وفدت إليهم من ديانة بعض سكان حوض البحر المتوسط.

تغلبت الكونفوشيوسية على النزعة الشيوعية والنزعة الاشتراكية(*) اللتان طرأتا عليها في القرنين السابقين للميلاد وانتصرت عليهما. كما أنها استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب الكونفوشيوسي الصيني وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الهندية الأصلية.

لا تزال المعتقدات الكونفوشيوسية موجودة في عقيدة أكثر الصينيين المعاصرين على الرغم من السيطرة السياسية للشيوعيين.
الانتشار ومواقع النفوذ :

انتشرت الكونفوشيوسية في الصين.

منذ عام 1949م أبعدت الكونفوشيوسية عن المسرحين السياسي والديني لكنها ما تزال كامنة في روح الشعب الصيني الأمر الذي يؤمل أن يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين.

ما تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا أو (الصين الوطنية).

انتشرت كذلك في كوريا وفي اليابان حيث درست في الجامعات اليابانية، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق(*) في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث.

حظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلاسفة الغربيين كالفيلسوف ليبنتز (1646 – 1716م) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلاسيكيات كونفوشيوس سنة 1711م كما ترجمت كتب الكونفوشيوسية إلى معظم اللغات الأوروبية.
ويتضح مما سبق :

أن الكونفوشيوسية ليست ديناً(*) سماوياً معروفاً. وقد تتضمن بعض تعاليمها دعوة إلى خلق حميد أو رأي سليم أو سلوك قويم، ولكنها ليست مما يتقرب إلى الله به: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وهي تماثل البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة.

وعموماً فقد جبَّ الإسلام ما قبله من الأديان(*) {إن الدين عند الله الإسلام}. وللحق فليس هناك ما ينفي أو يثبت ابتعاث رسول معين إلى الشعوب الأخرى ودعوى ذلك لا تخلو من الحدس والتخمين والقرآن الكريم يقول: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}.

وقد كان المزج المحكم بين الفلسفة الخلقية والتعاليم الدينية على أتم وضوح في الكونفوشيوسية وصاحبها كونفوشيوس الذي لم يكن رسولاً (*) مبعوثاً ولا مدعياً لرسالة.

من هو الخميني وماهي اصل ديانتة ومن جعله يحكم ايران ؟


كشفت صحف بريطانية عن اسم الخميني الرسمي وهو" ﺭﻭﺯبة ﺑﺴﻨﺪﻳﺪﺓ " والده من جنوب الهند من السيخ وأمه ﺑﻨﺖ ﺍﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ كهنة معبد ﺍﻟﺴﻴﺦ في كشمير

هاجر والد الخميني إلى بلدة خمين وكان فقيرا فنزل بجوارمعمم ينتسب للموسوية وكان يشاهد الناس الفقراءوهم يقدمون القرابين للسيد رغم فقرهم فتنبه

رأى والدالخميني الناس وهم يقدمون القرابين للمعمم رغم فقرهم فترك ديانة السيخ واعتنق ديانة الشيعة وظل يخدم المعمم ويسترزق منه حتى مات المعمم

والد الخميني الهندي قبل ان يتحول من السيخية الى دين الشيعة كان اسمه سينكا وسمى نفسه أحمد خادم الموسوي " أي خادم المعمم الموسوي "

شقيق الخميني أصر على اسم عائلته واسمه آية الله مرتضى بسنديدة ابن سينكا والخميني غير اسمه لاسم المعمم الذي كانوا يخدمونه وسمى نفسه الموسوي

في بداية حياة الخميني كان يكتب بخط يده في كتبه ورسائله بأنه هندي وكان يذيل اسمه بالهندي ثم تغير فجأة إلى موسوي وسيد وغير العمامة لسوداء

رفض شقيق الخميني أن يغير اسمه من عائلة سينكا إلى موسوي ورفض تغيير عمامته إلى سوداء فحبسه الخميني ومنعه من الظهور أمام الناس حتى قُتِلَ

أول هندي من ديانة السيخ يحكم إيران بالحديد والنار ويستعبد الشيعة ويأخذ أموالهم ويتمتع بنسائهم
هوالخميني ابن سينكا الهندي شقيق بسنديدة

لازال كثير من الشيعة لحد الآن يظنون أن الخميني فعلا من آل البيت بسبب الحملة الدعائية التي حاول الخميني عبرهاأن يظهرللشيعة كسيد بعمامة سوداء

وضع الخميني شعار أجداده السيخ وسط العلم الإيراني كرمز لأصوله وأوهم أتباعه بأن هذاالشعار هو لفظ الجلالة 


والد الخميني بعد اعتناق دين الشيعة اشتغل بعمل الحروز والسحر بالإضافة لتعاونه كمخبر مع بريطانيا وكان شديدالذكاء وشديدالولاء لعمله مع المستعمر

كافأت بريطانيا والد الخميني "سينكا" بوظيفة في قصر شاه إيران كسايس خيل وفي يوم من الأيام غضب منه رضا بهلوي غضباً شديدا فقتل والد الخميني

هرب الخميني من ايران بعد مقتل والده الى العراق وخطط للثأر من رضا بهلوي وحينها تلقفته المخابرات الأمريكية والفرنسية واستضافوه في فرنسا

: بدأ شاه ايران يهدد مصالح المستعمر البريطاني وشركات النفط الأمريكية في ايران فقرروا تغييره ووجدوا الخميني صاحب ثأر فقرروا أن يجعلوا منه بطلا

كتبة الشيخ د: علي الربيعي 
من هو الخميني 

يقول الدكتور الشيعى موسى الموسوي فى كتاب الثورة البائسة 

من هو الخميني

قبل كل شئ يجب أن نعرف شخصية الخميني وهو جواب لأسئلة كثير تطرح نفسها .1- الخميني الذي يمجد نفسه يقدسها بحيث يجازي فخر الحجازي

كثيرة الذي قال أن الخميني أعظم من النبي موسى وإبراهيم نائبا
عن طهران ورئيسا لمؤسسة المستضعفين، أعظم مؤسسة مالية في
البلاد .
2-
- الخميني الذي جعل نفسه أعظم من النبي الكريم وأدخل اسمه في
أذان الصلاة .
3- الخميني الذي يرى نفسه حارسا إلهيا أرسله الله لإنقاذ البشرية
ونصب نفسه وخلفائه في الدستور الإيراني الجديد متصفا بهذه
الصفة، كما احتكر لشخصه كل الصلاحيات التي احتكرها
المستبدون الطغاة . 
4- الخميني هذا الذي ترمز وتطبل له كل أجهزة إعلامه والصحف التي
استولى عليها من الصباح إلى المساء وتصفه بالصفات البطولية العظمى وتنسب إليه الكرامات والمعاجز لماذا هذا الإعلام وهذه الصحف نست أو تناست  تماما أسرة خميني ونسبة وموطنه قبل أن يهاجر إلى إيران وهكذا الحالة الاجتماعية التي كانت أسرته تعيس فيها أن الذي يعرفه الجميع هو أن جدّ الخميني أحمد قدم من الهند إلى  إيران، وذلك قبل مائة عام وسكن قرية خمين ووالد أباه مصطفى الذي قتل في أبان الشباب في تلك القرية، وهذا كل ما يعرفه الشعب الإيراني من نسب الرجل والقه أما من هم أسرته وأين كان موطنها في الهند قل الهجرة إلى إيران فهذا شئ لا يعرف أحد شيئا عنها ولا هو أشار إليها لا من القريب ولا البعيد ولا أجهزة الإعلام أشارت شيئا إلى هذا الموضوع الحيوي من حياة أسرته خميني، وكما أشرنا قبل قليل بما أن هجرة جدّ خميني إلى :غيران كانت قبل مائة عام، والمائة من السنين في حياة الأسرة يعتبر تاريخا لثلاثة أجيال فقط، فإذاً لا يمكن أن نصدق أن صلة الخميني مقطوعة بأسرته في الهند وقد نساهم، فإذاً ما هو السر لدفين تناسي أسرته وأقربائه وقطع الصلة بهم، أليس هناك ما يعتبر غريبا وخطيرا في هذا الكتمان الشديد وهذا التعميم غير طبيعي على نسب خميني ومؤسسي الجمهورية الإسلامية ومرشد الثورة الإسلامية في إيران . أبرك الجواب للمعجبين بالرجل ومريديه وصحافته وزمرته في أرجاء إيران وكل أملي أن لا يهمس بعضهم في أذن البعض الآخر قوله تعالى((لا تسئلوا عن شيئا أن تبد لكم تسوءكم )) صدق الله العظيم.
وهنا أورد أن أعرج إلى موضوع خطير له علاقة مباشرة بالحالة الراهنة في إيران المنكودة الحظ، وهذا أهم بكثير من معرفة نسب الخميني لأن هذا الأخير، سواء كان من سلالة الإمام موسى بن جعفر كما يحمل توقيعه أو لا يكون فالإنسان مسؤول أما الله بأعماله وبما يصدر منه من خير أو شر، (( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره )) . فقد يكون الإنسان منحدرا من أرفع السلالات ولكن عنصره سيئ لا يساوي خردلة، وقصة ابن نوح والتي جاءت في القرآن الكريم تغنينا عن الإسهاب في هذا الموضوع: (( ونادى نوح ربه فقال إن أبني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح أنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)) . وتقول الآية الكريمة في مكان آخر "" فإذا نفح في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون )) .صدق الله العظيم .
فالمهم إذاً تقيم الخميني بأعماله التي تحكى عن سريرته ودخائل نفسه.
إن ما يحدث الآن في إيران من كرب وبلاء ومحنة هو من أزمة نفسية داخلية أو من تعقيدات في تركيب شخصية وبحكم اللقاءات الكثيرة معه والأحاديث المختلفة التي كانت تدور بيننا وما لمست فيه من تناقضات صارخة بين القول والفعل أدت إلى قطعية التي أشر إليها في مكان آخر من هذا الكتاب فقد كان تقييمي لرجل حسب قناعتي الخاصة كما يلي:
الخميني شديد التعلق بنفسه وبكل ما يتعلق به من القريب وأو البعيد ولا يأنف أن يفني العالم في سبيل أنانيته التي جعلت منه الرجل الذي لا يرى إلا شخصية وما يتعلق بشخصه، وهذه الصفة من أخطر الصفات لدى الحاكم المستبد ولا سيما إذا كان ذلك الحاكم يزعم بأنه  له السلطة الإلهية في معاملة العباد .
وكل الصفات الأخرى التي تتناقض مع الزعامة الروحية وعلو الرتبة، تتبع من الأنانية وحب النفس ولذلك إذا أرتاي الخميني شيئا لا يحيد عنه قيد النملة ولو انقلبت ذي على ذه ، ومن هنا لا يتعامل معه إلا المطيعين والمتقادين، ثم أن الرجل شديد الظن بلك شئ ومن الصعب عليه أن يسمع كلاما ويحمله على الصحة أو الإخلاص، ومن هنا جاءت معاملته لكثير من المتعاونين معه سيئة بل اقتدى كثيرا منهم لفظ سمعته ونقاء صورته، وإن من أهم الصفات السيئة التي يحملها هو حقده الدفين على كل من أساء إليه ولو قبل نصف قر، فهو لا ينسى الإساءة ولا بد أن ينتقم لها عندما تسنح له الظروف، ولذلك نرى أنه أمر بإعدام علامة الوحيدي والدكتور جمشيد أعلم وهما عضوان من أعضاء مجلس الشيوخ الإيراني في عهد الشاه من بين 60 عضوا آخر لأنهما تطاولا في الكلام عليه في المجلس عندما كان يعارض حكم الشاه، أما سائر أعضاء مجلس الأعيان فلهم مطلق الحرية يسرحون ويمرحون في إيران، وأغرب من هذا أن أحد أقربائه المتصلين به سألني يوما هل تذكر يوم كنا في بيتك مع الخميني وتغذينا على مائدتك ؟
قلت: نعم أنه كان في عام 1955 وعندما كنت مقيما في طهران فأضاف محدثي معلقا فإذا كان صحيحا ما سمعناه عن أيام إقامته في العراق ومن أنه كان يطلب منك العون في بعض الحالات .
فكن على حذر منه فإنه سيقتلك إذا ظفر بك، لأن الخميني يحقد على شخصين ويريد أن يزجهما من الوجود إذا استطاع، شخص أساء غليه وشخص أحسن إليه لأنهما يذكر إنه بأيام ضعفه وهو لا يريد ان يذكر تلك الأيام حتى ولو كانت له. وقد ثبت لي صحة كلام الرجل بعد أن قتل الخميني الجواهريان ودستمالجي وكلاهما من أخلص المخلصين له، وكانا قد قدما له عشرات الملايين لنجاح ثورته عندما كان في العراق وفي باريس، أما التهمة الموجهة إليهما فكانت اتفه من التافه ، أنها مساعدة بني صدر الموقوف ضد الملالي والزمرة .
كما أن قتل الشباب المجاهدين الذين على أكنافهم وبنضالهم وصل إلى سدة الحكم، وحربه مع العراق الذي أواه واسنده وقدم له العون طيلة 15عاما خير دليل على سداد رأي الرجل وصوابه، ورحم الله المتنبي الذي قال: " إذا أنت أكرمت الكريم ملكته  وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "
أما حبه للحياة وشهوته إلى الحكم وهو في أرذل العمر، وما ارتكب في سبيله من الأثام فإنه فريد في التاريخ، لقد قلت لبني صدر عندما التقيت به في باريس، أن سبب عداء الخميني لك هو إنك أظهرت نفسك بالشخصية التي يحبها الشعب أكثر من الخميني، وجهازك نشر إحصائية للرأي العام تؤكد أن شعبيتك 57 بالمائة وشعبية الخميني 47 بالمائة أن هذا التحدي كان انتحارا لك، ألم تكن تعرف الخميني، أنه يفتي الدنيا في سبيل أنانيته النابغة من جنون العظمة، وقلت له أيضا عندما قرأت في الصحف هذه الإحصائية تنبأت أن أيامك في الرئاسة معدودة، وهكذا كانت . أيد السيد بني صدر هذا الرأي قائلا أن صهر الخميني الشيخ الإشراقي كان ينصحني دوما أن لا أظهر بمظهر الزعيم الذي يحبه الناس لأن الخميني لا يتحمل أن يرى غيره زعيما يتعلق به الشعب .

والخميني لا يهمه إراقة الدماء والعتل بالجملة والجماعات، فقد سمعت منه وهو يحاور الإمام الحكيم في النجف ويقول له قتل أتاتورك تسعين عالما دينيا في واقعة واحدة  وزرت مقابر هؤلاء عندما كنت المنفى في تركيا، فماذا لا نضحي نحن بالجملة على غرار أولئك ليبقى اسمنا في التاريخ مخلدا، فأجابه الإمام الحكيم بابتسامة ساخرة، هل نقتل ليبقى اسمنا في التاريخ فقط ؟
وضحك الحاضرون وامتقع لون الخميني وقال من جديد وكأنه يريد أن يدفع عن نفسه هذه السخرية  لما لا لماذا  لا  تذكر الإمام  الحسين عليه السلام الذي قتل لأنه حارب الظلم ……  فقال له الإمام الحكيم بنفس للهجة والابتسامة ، لماذا لا نذكر الإمام الحسن عليه السلام الذي صالح معاوية حقنا للدماء وجلس في البيت. وساد المجلس سكوت وصمت رهيب، خرج الخميني أثره من منزل الإمام الحكيم ولم يودعه الحكيم التوديع اللائق .
والرجل لا يعرف الرحمة والعفو، فحتى الصخرة بكث ورقت بإعدام ثلاثة آلاف شاب وشابة من المجاهدين وكلهم في ريعان الشباب وفي غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن الرحمة والرقة لم تجد إلى قلبه سبيلا. فلم يصدر العفو حتى على واحد من هذا الجمع الغفير الذي أعدمته محاكمة الثورية بالتهم السياسية .
والخميني لا يأبى من الكذب أمام الخاصة والعامة على السواء، وإذا كذب يصر في الكذب ما استطاع إلى الإصرار سبيلا، فقد رأينا كيف أن كل أجهزته عندما اعترفت بشراء الأسلحة من إسرائيل أنكر الخميني ذلك أكثر من مرة، حينما ثبت ذلك أمام العالم بعد سقوط الطائرة الأرجنتينية وانكشفت حقيقة النظام الحاكم في إيران واعترفت إسرائيل بذلك في آخر الأمر، كرر الخميني إنكاره لشراء السلاح وبإصرار وعناد وكأنما هذا الشيخ العجوز يعيش في عالم آخر لا يرى الشمس حتى في رائعة النهار.
والخميني دوانيقي في كرمه، ولا تزال الأزمات الخانقة المالية والفقر المدفع الذي لمّ به عندما كان طالبا بسيطا في قم مسيطر على تفكيره وعظمائه، وقد قال أحد المقربين منه أن الإمام إذا أراد أن يعطي أحدا ما يكفيه لشروة نقير ارتجفت يداه حتى الكتف، فالحوزة العلمية الدينية في قم بطلابها البالغ اثني عشر ألف طالب تعيش في حالة مالية مؤسفة بسبب جشع الخميني في تكديس الأموال في البنوك وعدم صرفها عليهم وكلما حاولت زعماء الحوزة الكبار أمثال الإمام السيد كاظم شريعتمادري وكلبايكاني والمرعشي أن يحسنوا الوضع المالي للطلبة رفض الخميني ذلك ووقف ضد الإصلاح المالي بإصرار وعناد، قائلا أن الله قد جعل العلم في الجوع. وطلب الدين في الحوزة الدينية في قم تقاضى ما يعادل مائة دولار شهريا فقط حتى إذا كانت في عنقه عائلة تتجاوز أفرادها العشرة أو العشرين، يجزي هذا الظلم القادح على كل الحوزات الدينية في إيران وطلابها يأتون من أذى الفقر والجوع لأن الخميني لا يريد الرفاهية لهم وهو يملك مئات الملايين التي كدسها في البنوك باسمه وهذه الأموال أعطيت له كي يعطيها إلى الذين حرمهم منها، وهكذا أمام الأمة يخفون أموال الأمة .
والخميني مغرم بمظاهر التكبر والجبروت وأذكر هنا ما حدث أمامي في مستشفى الأمراض القلبية الذي كان الخميني راقد فيه . كانت هناك غرفة صغيرة ملاصقة بالغرفة التي كان الخميني راقد فيها وهذه الغرفة كانت مخصصة لكبار زائريه . كنت أنا والمهندس بازركان وصهره الإشراقي وابنه أحمد والشيخ أحمد المولائي سادن الحضرة في مدينة قم في تلك الغرفة عندما دخل عليه صادق قطب زاده وزير خارجية إيران آنذاك وكان قد رشح نفسه لرئاسة الجمهورية فقاطعة الإشراقي قائلا ما هذا السؤال لابد أنه صوت لنفسه .
فقلت أنا ضاحكا: إذا كان لقطب زاده ضمير حي فلا يختار نفسه لمثل هذا المنصب .
وهنا ضح الحاضرون بصوت عال جدا . وبعد قليل جاء المرافق وقال للإشراقي ( أجب الإمام) وعندما عاد الإشراقي أخبرنا أن الإمام سأله عن أسباب الضجيج الذي أقلق مضجعه وقد بلغني بعد ذلك أنه أمر بغلق تلك الغرقة واستقبال الزائرين جميعا في الصالون العام .
واختم هذا الفصل بقصة هدم مقبرة رضا بهلوي، تلك المقبرة التي كلفت الشعب 200مليون دولار في وقته، وكانت من البنايات الأثرية في إيران . لقد أمر الخميني بهدمها كي يثبت للشعب الإيراني أن تنبؤاته صادقة وأنه يلهم من عالم الغيب، فقد سبق وأنه قال في عهد الشاه وفي إحدى خطبه ( أنه يأتي اليوم الذي يهدم الشعب مقبرة بهلوي ) وعندما بلغني أن الشيخ الخلخالي جلاد الثورة بدأ يهدم المقبرة اتصلت به هاتفيا…
وقلت له: كما يعلم الجميع فإن جثمان بهلوي خرج من إيران بصحبة ابنه الشاه وهذه البناية هي ملك الشعب وليست ملكا لأسرة بهلوي وكنت قد اقترحت أن تكون متحفا لجرائم بهلوي الأب والابن فلماذا تهدم بناءا شاهقا هو من أجل المباني في هذه البلاد والشعب هو الذي دفع ثمن هذه البناية من عرقه وقوته، وهل تريد أن ينظر العالم إليكم كما ينظر إلى جنكيز وتيمور ويصفكم بهدام الحضارة .
وبعد يومين أعلن الشيخ الجلاد أن الشعب هدم مقبرة بهلوي ليعلم الناس أن تنبؤات الإمام الخميني صادقة دوما .
على مثل هذا الزيف والدجل والتلاعب بمعتقدات الناس وسذاجتهم بني الخميني صرح إمامته . وحول هذا الصرح يزمر ويطيل قوم ذكرهم الله تعلى في كتابه الكريم (( أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا )) ووصفهم الإمام علي بقوله: " همج رعاع يميلون مع كل ريح، أتباع كل ناعق لم يستضيؤوا بنور الله " .
قال الخميني مؤسس نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" ذات مرة، معلقاً على أحداث مكة المكرمة عام 1987، "أن نتنازل عن القدس ونصالح صدام أهون علينا من أن نسامح السعودية"، وفي هذه الجملة تختزل مواقف إيران تجاه المملكة العربية السعودية وتجعلنا نفكر مليا وندقق في دراسة الأسباب وراء توتر العلاقات السعودية الإيرانية التي بلغت ذروتها هذه الأيام.

صفقة "إيران كونترا" التنازل عن القدس

في سنة 1986 أي عام قبل تلويح الخميني بشأن "التنازل عن القدس" لو اقتضت الضرورة، فقد كشفت صحيفة الشراع اللبنانية النقاب عن فضيحة "إيران غيت" أو "إيران كونترا" ضمن صفقة سلاح أبرمتها أميركا مع طهران بمشاركة إسرائيلية وتحدثت وسائل الإعلام دولية لاحقاً عن وفد أميركي-إسرائيلي زار طهران سرا في 25 مايو 1986 مكون من مستشار الأمن القومي السابق "روبرت مكفارلين" واللفتنانت كولونيل أوليفر نورث والضابط الأميركي "هارفارد تيتشر" والعميل الإسرائيلي "إميرام نير".

وبموجب الصفقة تم تزويد إيران بالأسلحة التالية:

1. في 20 أغسطس 1985 تم إرسال 96 صاروخا مضادا للدبابات من طراز تاو.
2. في 14 سبتمبر 1985 تم إرسال 408 صواريخ تاو للمرة الثانية. 
3. في 24 نوفمبر 1985 تم إرسال 18 صاروخا مضادا للطائرات من طراز هوك.
4. في 17 فبراير 1986 تم إرسال 500 صاروخ تاو للمرة الثالثة.
5. في 27 فبراير 1986 تم إرسال 500 صاروخ تاو للمرة الرابعة.
6. في 24 مايو 1986 تم إرسال 508 صواريخ تاو و240 قطعة غيار لصواريخ هوك.
7. في 4 أغسطس 1986 إرسال المزيد من قطع غيار صواريخ هوك.
8. في 28 أكتوبر 1986 تم إرسال 5000 صاروخ تاو للمرة الخامسة.
هذه الصفقة أثارت ضجة في إسرائيل ولكن في العاشر من ديسمبر عام 1986 دافع وزير الدفاع الإسرائيلي حينها "شيمون بيريز" عن مساهمة إسرائيل في هذه الصفقة.
واعترف في الوقت نفسه وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق "آبا إيبان" ورئيس لجنة التحقيق في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية حينها بمساهمة في الصفقة، مشدداً بالقول: "من حقنا أن نبيع أسلحة إلى إيران".

التصالح مع صدام حسين

أما بخصوص التصالح مع الرئيس العراقي صدام حسين فقد تصالحت طهران معه فعلا في سنة 1988 أي بعد عام من كلام الخميني ضد السعودية وعندها قبل المرشد المؤسس للنظام وقف إطلاق النار بين البلدين بعد حرب ضروس استمرت 8 أعوام، وراح ضحيتها بضعة ملايين من العسكريين والمدنيين العراقيين والإيرانيين.
وطبع البلدان العلاقات السياسية والتجارية بينهما بسرعة فائقة، وتم فتح الحدود بوجه مواطني البلدين لزيارة العتبات الدينية وتحسنت العلاقات بين بغداد وطهران إلى درجة جعلت العراق يرسل 146 طائرة عسكرية ومدنية إلى إيران للحفاظ عليها من القصف الأميركي والغربي خلال حرب الخليج الأولى. والعراق لم يسترد هذه الطائرات التي أرسلها إلى إيران حتى يومنا هذا.

الموقف من السعودية

جاء في خطاب الخميني في عام 1987: "أن نتنازل عن القدس ونسامح صدام ونغفر لكل من أساء لنا أهون علينا من الحجاز (السعودية) لأن مسألة الحجاز هي من نوع آخر..".
وأضاف: "هذه المسألة هي أهم المسائل علينا أن نحاربها بكل طاقاتنا ونحشد كافة المسلمين والعالم ضدها فكل بطريقته".
تفسر إيران دائما شعيرة الحج الدينية بأنها مناسبة سياسية تحت شعار "البراءة من المشركين"، وبهذه الحجة شهدت مكة خلال موسم الحج في عام 1987 فوضى عارمة أحدثتها مظاهرات سياسية لحجاج إيرانيين وتؤكد تقارير سعودية أن السلطات أصدرت أوامر عليا بعدم اللجوء إلى العنف في مواجهة المتظاهرين والاكتفاء فقط باحتوائهم منعاً للفوضى وحفاظاً على سلامة سائر الحجاج من مختلف البلدان والذين بلغ عددهم حوالي مليوني حاج.
وظلت قوات الأمن السعودية تراقب الموقف، وهي تقف على جانبي الطريق الذي كانت تمر منه المظاهرة، ومنعت المواطنين وبقية الحجاج من الاصطدام بالمتظاهرين إلا أن بعض الحجاج الإيرانيين قاموا بالاعتداء على قوات الأمن بالسواطير والسكاكين، مما اضطرت هذه القوات أن تطلق النار دفاعا عن النفس وعن سائر الحجاج فقتل أعداد منهم.

استلام رئيس متشدد الحكم في إيران

ومنذ ذلك الحين، بدأ الخلافات بين البلدين تأخذ طابعاً تصاعديا إلا في فترة رئاسة رفسنجاني، ثم رئاسة محمد خاتمي (1989-2005) حيث شهدت نوعا من التفاهم بين البلدين، تمهيدا لحل الخلافات إلا أن السلطات في إيران ليست بيد رؤساء الجمهورية بل بيد الولي الفقيه ومع وصول الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد إلى سدة الحكم بدعم من المرشد الحالي والحرس الثوري في عام 2005، بدأت إيران إحياء شعار تصدير الثورة وزادت تدخلاتها في المنطقة، التي بلغت ذروتها مع ظهور ما يطلق عليه "الربيع العربي"، وهي حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011، فوجدت إيران فرصتها المناسبة لطرح شعارتها "الثورية" وأطلقت مسمى "الصحوة الإسلامية" على الاحتجاجات في البلدان العربية إلا الثورة السورية التي وصفتها بالثورة الصهيونية والإمبريالية على لسان المرشد، فدعمت بشار الأسد وحشدت الميليشيات الموالية لها دعما لحكم البعث في سوريا واتسع هذا الموقف الإيراني ليشمل لاحقا اليمن والبحرين والعراق ولبنان وأعلن كبار القادة العسكريين الإيرانيين بأنهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية.
وهكذا تطورت مخاوف دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية ومعها الكثير من الدول العربية من تعرض الأمن القومي العربي للخطر ففي مارس 2015 أطلق الائتلاف العربي بقيادة السعودية حملة عسكرية في اليمن باسم "عاصفة الحزم" لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من مصادرة السلطة وشددت على استعادة الشرعية إلى الحكم، واتهمت الرياض إيران باستخدام الحوثيين لتنفيذ الانقلاب على الشرعية واستمرت السعودية في دعم الثوار المعتدلين في سوريا.
وقال جليل الشرهاني أمين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي للعربية.نت بهذا الخصوص أن معاداة السعودية له بعدين في إيران، البعد الطائفي والبعد القومي موضحا: "يحاول النظام الإيراني معاداة العرب بشكل عام والمملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل خاص من خلال التوظيف الطائفي للمذهب الشيعي ويستثمر النظام النزعة المذهبية ويحولها إلى أدوات طائفية لتبرير تدخلاته في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن والبحرين من خلال جعل نفسه حامي الحمى للشيعة في حين هدفه الأول والأخير وغايته الخفية، تصدير أزماته الداخلية إلى وراء الحدود على حساب الشيعة العرب ومصالحهم في اوطانهم".
وبخصوص البعد القومي قال الشرهاني: "يحاول النظام ركوب الموجهة القومية الفارسية المتشددة التي تنظر إلى السعودية بمثابة الأرض الذي انطلق منها الفتح العربي الإسلامي وأسقط الإمبراطورية الساسانية، وهذا التوجه القومي الشوفيني الذي نرى بين الحين والآخر يتبلور في قصائد شعراء وكتاب ومطربين ناطقين بالفارسية ضد العرب، في واقع الأمر يستهدف السعودية كونها مهبط الوحي ومنشأ العرب في حين لو كان النظام الإيراني حقا يؤمن بالإسلام ينبغي عليه أن يتصدى لهذا التيار ورموزه المعادين للإسلام والعرب معا".
واختتم أمين عام حزب التضامن حديثه للعربية.نت بالقول: "إن معاداة المملكة العربية السعودية من قبل تيارات متشددة قوميا وطائفيا مستمرة قبل أن تقع أحداث مكة المكرمة عام 1987، لذا على جميع العرب والمسلمين أن يتخذوا موقفا واضحا منها.