الملك يسير عاريا
يحكي ان احد الملوك طلب من الحائك الملكي ان يخيط له ثوبا لم يلبسه من قبل ملك من الملوك والا قطع عنقه. خاف الحائك المسكين وهداه تفكيره الي حيله جهنمية. طلب من الملك مهلة، وأحضر صبيانه وطلب منهم ان يشيعوا في المدينة أنهم يعملون ليلا نهارا في حياكة ثوب الملك. وبعد شهور طلب الحائك من الملك أن يحضر ليقيس الثوب الملكي، و كان الحائك قد أجتمع بالوزراء من قبل وأفهمهم أن ثوب الملك شفاف ولا يراه الا من له بصيره نافذة. وطلب من صبيانه أن يطيعوه طاعة عمياء أثناء قياس الملك للثوب ولا ينطقون الا بمثل كلامه، فأن قال رائع! يقولون تحفة!.. ماهذا الجمال؟! ..الخ.
وبالفعل حضر الملك ليقيس الثوب الذي لم يلبسه من قبل ملك قبله. طلب الحائك من الملك أن يخلع كل ثيابه ليلبس الثوب الجديد وبالفعل خلع الملك ثيابه. أمسك الحائك طرف الهواء وطلب من صبيه ان يمسك طرف الهواء المقابل وكأنها اطراف الثوب. نفذ الصبي كلام معلمه الحائك وهو مندهش، وظل الحائك يمسك الهواء كأنه اطراف ثوب ويمثل انه يلبسه للملك وهو يقول لصبيانه: “هل رأيتم أنعم من هذا القماش؟!” والصبيان يردون “انه مذهل!”، “أنه انعم من الهواء وارق من النسيم!” .. الخ. ثم قال الحائك للملك العاري: “الان وقد لبست ثوبك المذهل، تستطيع أن تخرج علي وزرائك”.
خرج الملك مسرورا واذا بالوزراء يرون الملك يخرج عليهم عاريا ولكن رئيس الوزراء تذكر قول الحاائك “أنه لن يري الثوب الا من عنده نفاذ بصيرة” فصرخ قائلا: “ما اجمل هذا الثوب! ما اروعه!”. وبالطبع توالت صرخات الاعجاب من الوزراء وراءه. سار الملك العاري ووراءه الوزراء يتبارون في مدح الثوب ورأي عامه الشعب الملك العاري ولكنهم عندما سمعوا حديث الوزراء عن الثوب الرائع قالوا “وهل نحن نفهم أو نري أكثر من الوزراء ؟” وبالتالي بدأوا هم أيضا يمدحون في ثوب الملك العاري الي أن مر موكب الملك امام طفل فصرخ قائلا: “انظروا! ان الملك يسير عاريا!”.
فرخ البط القبيح
ما اجمل الريف! كان ذلك في وقت الصيف وكانت الطبيعة جميلة في الريف حقا، حيث تسقط اشعة الشمس الدافئة على بيت ريفي عتيق تحيط به قنوات الري. ومن جدران البيت وحتى حافة الماء نبتت اوراق كبيرة لحشائش “ذيل القط”، وكانت النباتات عالية جدا، لدرجة انه كان في وسع الاطفال ان يقفوا يينها منتصبين دون ان يراهم احد. وكان هذا المكان موحشا، ولهذا اختارت بطة ان تبني عشها هناك.
كانت البطة ترقد على البيض، وتنتظر صابرة أن يفقس. وأخيراً فقس البيض، وخرجت منه سبعة فراخ صغيرة شديدة المرح والنشاط. لكن أكبر بيضة لم تفقس بعد، وسألت بطة عجوز كانت قد اتت لزيارتها:
“حسنا، الى متى ترقدين هكذا؟”
فقالت الام: ان هذه البيضة لا زالت تحتجزني وقتا طويلا، وهي لا تفقس، ولكن انظري الى البيضات الاخرى وماذا اخرجت! انها اجمل بطيطات رأيتها في حياتي”
فقالت البطة العجوز:
لك ان تصدقي هذا. انها بيضة دجاج رومي. لقد خدعت انا ايضا يوما كذلك. ولقيت كثيرا من المشقة في تربية البطات الصغيرات، فقد كانت تخاف من النزول الى الماء، لدرجة انني لم استطع ان ارغمها على الاقتراب منه، ولكم ناديتها ونهرتها ولكن هذا كله بدون جدوى. ثم اردفت وهي تتطلع الى البيض الذي ترقد عليه البطة الاخرى قائلة:
دعيني ارى البيضة.
هزت رأسها وهي تقول بعد لحظات:
آه! اجل، انها يقينا بيضة دجاج رومي. نصيحتى لك، اتركيها. وهيا علمي البطات الصغيرات كيف تسبح في الماء”.
فقالت البطة:
سأرقد عليها لمدة قليلة اخرى. فقد رقدت عليها لمدة طويلة. ويوم او اثنان لن يفرقا كثيرا.
فقالت البطة العجوز:
“على العموم هذا ليس من شأني”، وتركتها وسارت مبتعدة وهي تتمايل في سيرها.
واخيرا فقست البيضة الكبيرة وخرج فرخ البط الصغير وهو يتعثر، فتطلعت اليه البطة وقالت:
هذا مخلوق كبير قوى البنية، ايمكن ان يكون ديكا روميا صغيرا؟ حسنا، سنعرف هذا حالا. ان عليه ان يذهب الى الماء.
وفي اليوم التالي كان الطقس جميلا. وكانت الشمس ترسل اشعتها الدافئة الى اوراق الشجر الخضراء، عندما انطبقت البطة الام مع صغارها الى قناة الماء. وتطاير رذاذ الماء عندما نزلوا الماء. وصرخت : كاك. كاك.
واخذت البطات الصغيرات تقفز الى الماء واحدةة تلو الاخرى حتى غمر الماء رؤوسها ولكنها طفت من جديد و سبحت بسهولة تامة حتى فرخ البط الرمادي القبيح، كان يسبح مع البطيطات الاخريات.
وفي أحد الأيام أخذت الأم صغارها إلى الحظيرة ليلعبوا مع الحيوانات الأخرى. ولاحظ فرخ البط القبيح أنه ما من أحد يرغب في اللعب معه فشعر بالحزن لأن الجميع كانوا يصدونه ويركلونه، أو يهزؤون منه ويضحكون عليه. شعر فرخ البط القبيح باليأس وفر هارباً، وتوارى قرب ترعة صغيرة، بين طيور الإوز البري. شعر بالسعادة، ولكن في أحد الأيام جاء الصيادون فطار الإوز محلقاً وهو يصيح: «الفرار، الفرار، الأعداء هنا! فروا من الأعداء!». فر هارباً بعيداً، ولكن أينما ذهب في أي مكان كان يعاني من سخرية الحيوانات الأخرى منه، وفكر في نفسه قائلاً: «إنني قبيح المنظر. أنا أكثر حيوانات العالم بؤسا ووحدة.. ما من أحد يريد أن يصادقني أو يقترب مني». و في أحد الأيام، عطفت عليه امرأة عجوز طيبة، وسمحت له بالبقاء في بيتها، ولكن في أثناء المساء قام القط والدجاجة بطرده من المنزل لشعورهما بالغيرة منه!
و اقترب فصل الشتاء، وراحت الرياح العاتية تنتزع أوراق الأشجار، نظر فرخ البط القبيح إلى السماء فرأى سرباً من طيور البط الجميلة, ريشها طويل ومصفوف.. كانت تطير باتجاه الجنوب لتبتعد عن الشتاء شديد البرودة. قال فرخ البط متنهداً وكأنه يحلم حلماً جميلاً: « أتمنى أن أصبح بهذا الجمال !».
كان فصل الشتاء طويلاً وقاسياً؛ حتى كاد فرخ البط القبيح أن يموت من شدة البرودة القاسية. كان يربض تحت الجليد وحده طوال الوقت، وعندما جاء الربيع أخيراً، نشر فرخ البط القبيح جناحيه ورأى في سعادة صورته التي تنعكس علي الماء، وكم كانت دهشته عندما وجد نفسه وقد أصبح طائر بجع أبيض جميلاً. وفجاه سمع من يناديه ونظر نحو السماء فرأى سرباً من طيور البجع يناديه: «تعال معنا، انضم الينا وسنكون أصدقاء» وفي فخر حلق طائراً سعيداً والتحق بهم، ولم يكن أبداً على هذه الدرجة من السعادة طوال عمره! و ذات يوم طار فوق المزرعة التي ولد فيها، فرفعت كل الحيوانات أنظارها نحوه، وكم كانت دهشتها عندما رأت ذلك البجع الجميل يطير برشاقة فوق رؤوسها.
بائعة كبريت
في ليلة عيد رأس السنة، حيث تتساقط الثلوج، والجو القارس يعم الشوارع، كانت هناك طفلة صغيرة مسكينة عارية الرأس، فقدت حذاءها القديم الكبيرالذي استعارته من والدتها بينما كانت تسير في الشارع، ، وأكملت سيرها حافية القدمين، كانت هذه الفتاة الصغيرة تجوب الشوارع، وتسير فيها ؛ لكي تقوم ببيع أعواد الثقاب (الكبريت) آملةً أن يشفق عليها أحد ما، ويشتري منها، ولكن لم تصادف ولا حتى شخص واحد، حيث كانت تشعر بالبرد، ومعدتها كانت خاوية، وحبات الثلج تتناثر على شعرها الطويل الأشقر، وعندما أحست الفتاة بالتعب، جلست في زاوية بين منزلين،
أخذت تسترق الأنظار من النوافذ، وتنظر إلى الناس الذين يحضرون طعام العيد، ولم تكن تستطيع الرجوع إلى منزلها، فقد تتعرض للضرب من قبل والديها ؛ لأنها لم تأت بأي قطعة نقود، وعادت خاوية اليدين، تجمدت يدا هذه الفتاة الصغيرة ؛ بسبب البرد الشديد، فقامت بإشعال عود ثقاب، وأحاطته بيدها حتى تشعر بالدفء، وعلى الضوء الخافت من عود الثقاب هذا، تراءى لها بأنها جالسة أمام مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها ؛ فينتشر الدفء ويعم المكان، فمدت ساقيها ؛ لتدفئهما، لكن عود الثقاب انطفئ، واختفى ما رسمته أمامها من أحلام، وبقي طرف عود الثقاب مشتعلاً، فأشعلت به عوداً ثانياً، فاشتعل وأضاء ما حولها ؛ فتراءى في مخيلتها مائدة طعام، عليها ديك رومي مشوي تفوح منه رائحة زكية، ثم انطفأ اللهيب، فأشعلت آخر، فتخيلت نفسها جالسة تحت شجرة ميلاد، أجمل بكثير من التي امتلكها جيرانها في السنة الماضية، ثم انطفأ عود الثقاب، ووجدت نفسها تنظر إلى النجوم المتلألأة في السماء، وفجأة سقطت إحدى النجمات من السماء راسمة خطاً من الشهب، فقالت بينها و بين نفسها: بأن أحدا قد مات، لأن جدتها العجوز كانت تقول لها، إذا سقطت نجمة، فهذا يعني أن روحاً تصعد إلى السماء، ثم أنارت عود ثقاب آخر، فتخيلت جدتها واقفة وسط الأضواء، راضية سعيدة،
كانت جدتها حنونة، وتعامل الفتاة الصغيرة معاملة رقيقة، وما إن رأتها الصغيرة حتى صرخت : جدتي، جدتي، خذيني إليك قبل أن ينطفئ العود، إني أعلم أنكِ ستختفين، كما أختفت المدفئة، والديك الرومي، وشجرة الميلاد، وسارعت الصغيرة إلى إشعال بقية أعواد علبة الثقاب عبر حكها بالحائط، لكي تتخيل جدتها فترة أطول، فاقتربت الجدة من الصغيرة المسكينة، وأحاطتها بين ذراعيها، وطارتا معاً إلى السماء،
لم تعد الصغيرة تشعر لا بالبرد ولا بالجوع، ثم انطفأت كل الأعواد، و قد كانت بائعة الكبريت ممددة بين زاويتي المنزلين، بخديها المحمرين، وبسمتها الجميلة على فمها، وقد ماتت إثر البرد في المساء الأخير من السنة، وعندما طلع النهار، ورأى الناس جثتها الممدة، قالوا: يا لها من فتاة صغيرة حزينة، أرادت الدفء ؛ لكن في الحقيقة، لم يعرفوا بأنها نالت الدفء طوال حياتها. لم تكن النهاية حزينة بالنسبة لبائعة الكبريت، بل كانت نهاية سعيدة، لأنها صعدت إلى السماء مع جدتها، تاركة وراءها الكبريت، والبرد الشديد، والجوع .
عروس البحر
هناك على مسافة في البحر كانت المياه زرقاء محشوة باللون الأخضر مثل أوراق زنابق نبات الذرة, وصافية أنقى من الزجاج، لكنها عميقة جدا، أعمق من طول العديد من منارات الكنائس إذا وضعت فوق بعضها للوصول من أسفل إلى أعلى. كان هناك يسكن سكان البحر.
لم تكن روعة المياه مقتصرة على الرمال البيضاء في القعر بل على تلك الرومنسية في إنسياب النباتات البحرية الخضراء مع أدنى حركة للمياه و كأن الروح تبعث فيها كل مرة، حتى الأسماك الصغيرة والكبيرة تسبح ذهابا إيابا بين الأعشاب كأنها الطيور في الهواء. في أعمق مكان في قعر البحر, يوجد قصر ملك البحر. كانت الجدران من الكهرمان الصافي البراق والنوافذ من اللؤلؤ والسقف من المحار الجميل يفتح و يغلق حسب إتجاه الماء, و كان تاج الملك مكون من صف جواهر براقة تخطف الأبصار من شدة وهجها.
وكان ملك البحر لسنوات أرمل, وكانت والدته و هي إمرأة كبيرة السن أشتهرت بحكمتها و حسن تدبيرها للأمور و عرف عنها إعتزازها بنفسها لذا وضعت 12 محارا في ذيلها , بينما لا يسمح للآخرين إلا إرتداء6 فقط.وكانت مولعة جدا بتربية بنات إبنها الملك الستة. كانوا ستة عروسات بحر فائقات الجمال ولكن الصغرى فاقت الكل حسنا, كانت بشرتها متوهجة كوردة وعيناها الزرقاوان كلون أعمق بحيرة, الا انها ليس لديها قدمين، بل ينتهي جسمها في شكل ذيل سمكة.
كل يوم يمكنهن اللعب أسفل القلعة , حيث الزهور الجميلة التي إنبثقت من الجدران وفتحت النوافذ كي تصل الأسماك الصغيرة و الكبيرة لتأكل و تلعب معهم .
خارج القصر كانت حديقة كبيرة مع أشجار ذات اللون الأحمر الناري و الأزرق الداكن والفاكهة كانت بلون الذهب المشع ونباتات تصطع و تلمع . ولكن اللون الأزرق و الكبريتي أعطى ذلك كله وضعا غريبا من جراء توهج الألوان حتى أنه يعتقد الناظر أنه ينظر من علياء لأسفل عوض العكس .. وكانت تبدو الشمس من أسفل الماء وكأنها زهرة ارجوانية من كأس ضوء متدفق.
لم تكن روعة المياه مقتصرة على الرمال البيضاء في القعر بل على تلك الرومنسية في إنسياب النباتات البحرية الخضراء مع أدنى حركة للمياه و كأن الروح تبعث فيها كل مرة، حتى الأسماك الصغيرة والكبيرة تسبح ذهابا إيابا بين الأعشاب كأنها الطيور في الهواء. في أعمق مكان في قعر البحر, يوجد قصر ملك البحر. كانت الجدران من الكهرمان الصافي البراق والنوافذ من اللؤلؤ والسقف من المحار الجميل يفتح و يغلق حسب إتجاه الماء, و كان تاج الملك مكون من صف جواهر براقة تخطف الأبصار من شدة وهجها.
وكان ملك البحر لسنوات أرمل, وكانت والدته و هي إمرأة كبيرة السن أشتهرت بحكمتها و حسن تدبيرها للأمور و عرف عنها إعتزازها بنفسها لذا وضعت 12 محارا في ذيلها , بينما لا يسمح للآخرين إلا إرتداء6 فقط.وكانت مولعة جدا بتربية بنات إبنها الملك الستة. كانوا ستة عروسات بحر فائقات الجمال ولكن الصغرى فاقت الكل حسنا, كانت بشرتها متوهجة كوردة وعيناها الزرقاوان كلون أعمق بحيرة, الا انها ليس لديها قدمين، بل ينتهي جسمها في شكل ذيل سمكة.
كل يوم يمكنهن اللعب أسفل القلعة , حيث الزهور الجميلة التي إنبثقت من الجدران وفتحت النوافذ كي تصل الأسماك الصغيرة و الكبيرة لتأكل و تلعب معهم .
خارج القصر كانت حديقة كبيرة مع أشجار ذات اللون الأحمر الناري و الأزرق الداكن والفاكهة كانت بلون الذهب المشع ونباتات تصطع و تلمع . ولكن اللون الأزرق و الكبريتي أعطى ذلك كله وضعا غريبا من جراء توهج الألوان حتى أنه يعتقد الناظر أنه ينظر من علياء لأسفل عوض العكس .. وكانت تبدو الشمس من أسفل الماء وكأنها زهرة ارجوانية من كأس ضوء متدفق.
كل واحدة من الأميرات كان لها قطعة أرض صغيرة من أرض الحديقة كي تمارس فيها هواية زراعة الورود البحرية و النباتات, فالكبرى زرعت أزهار حديقتها على شكل حوت.. والثانية على شكل عروس بحر..أما الصغرى فأعطت حديقتها شكل قرص الشمس وزرعت أزهارا حمراء على محيط الحديقة, كانت إبنة هادئة ودوده, بينما كانت أخواتها يلهون بالأشياء التي عثروا عليها من السفن الغارقة في قعر البحر,كانت هي مولعة بالإعتناء بأزهار حديقتها . وقد كان لها تمثال من الرخام الجميل، على شكل صبي جميل منحوت من الحجر الأبيض النقي، وجدته في قاع البحر. كما أن الصفصاف الذي زرعته أخذ اللون الوردي، و نما بشكل رائع وفروعه طالت ، وصولا الى رمال القعر، حيث طيف اللون أصبح أرجواني، وكانت الفروع في حركة، ليظن الرائي ، وكأن القمم والجذور كانوا يلعبون لتقبيل بعضهم البعض.
كانت أسعد الأوقات عندها عندما تجلس وأخواتها عند جدتها لتروي لهن عن عالم خارج المحيط المتمثل بالبشر..الطيور. الغابات الزرع.الحيوانات..حتى إختلاف الروائح بين البر و البحر..وكان وله الجدة أثناء حديثها عن البر ينتقل دوما لعروس البحر الصغرى.
كانت أسعد الأوقات عندها عندما تجلس وأخواتها عند جدتها لتروي لهن عن عالم خارج المحيط المتمثل بالبشر..الطيور. الغابات الزرع.الحيوانات..حتى إختلاف الروائح بين البر و البحر..وكان وله الجدة أثناء حديثها عن البر ينتقل دوما لعروس البحر الصغرى.
كما هو القانون الملكي للبحر, فإن حق الطفو من قعر البحر إلى السطح يحق فقط للتي تبلغ من العمر 15عاما, لترى عالما جديدا كليا عليها , من سفن مبحرة, مدن ساحلية, وغابات قريبة من المياه, كما روت الجدة و هي تتنهد حين تذكرت سحر المنظر تحت ضوء القمر..ولكن الكبرى التى حان دورها للطفو على السطح و عدت أخواتها بقص كل شيئ تراه عليهن حين عودتها, ولكن هذا ما كان ليطفئ شغف الصغرى لرؤية عالم البر. ورغم هذا كله لم تخبرهم الجدة بأن هناك أشياء كثيرة لم تذكرها لهم بعد..
كانت الصغرى حزينة لأنها سوف تنتظر 5 أعوام كاملة ليأتي دورها. أتكتفي بالنظر للأسماك المختلفة الأنواع و الأشكال وهي تسبح ذهابا إيابا حولها؟ أم تنظر للسماء و النجوم من تحت الماء وإذا حجبت الرؤية فهذا دليل مرور حوت ضخم فوقها
أو سفينة مليئة بالبشر التي تتمنى رؤيتهم.
كانت الصغرى حزينة لأنها سوف تنتظر 5 أعوام كاملة ليأتي دورها. أتكتفي بالنظر للأسماك المختلفة الأنواع و الأشكال وهي تسبح ذهابا إيابا حولها؟ أم تنظر للسماء و النجوم من تحت الماء وإذا حجبت الرؤية فهذا دليل مرور حوت ضخم فوقها
أو سفينة مليئة بالبشر التي تتمنى رؤيتهم.
ذهبت الأميرة البكر , وعند عودتها كان عندها الكثير من الأشياء لتقصه على أخواتها مما رأته حينما كانت قاب قوسين أو أدنى من المدينة البحرية. وهي تشاهد أضواء المدينة و كأنها مئات النجوم الساطعة اللامعة, و ضجيج العربات و صوت أجراس الكنائس,ومختلف الروائح المنبعثة و أشكال الناس, كان شيئا مفرحا بهكذا تجربة و محزنا لأنها لم تستطع الإقتراب أكثر و معرفة المزيد.
ظلت الأخت الصغرى صامتة مشدودة مما سمعت, وكانت كل مساء تقف على شباك الشرفة و تنظر إلى الأفق عبر مياه البحر الزرقاء الداكنة, وتفكر في المدينة الصاخبة وأجراس الكنائس.
مرت سنة أخرى و جاء دور الأخت الثانية لتطفو على سطح الماء, و لما رجعت روت ما شاهدت و صادف طفوها وقت مغيب الشمس حيث شاهدت بهرجة الألوان و إختلافها, فخيل إليها ان السماء قطعة ذهب كبيرة والغيوم كأنها أوشحة مختلفة الألوان بين اللون البنفسجي و الأحمر و الوردي, وهناك بعيدا قريبا من الشمس على سطح الماء كان سرب بجعات عند هيكل سفينة نصف غارقة, كانت رحلة عجيبة غريبة فيها الكثير من الجديد لهن جميعا.
ظلت الأخت الصغرى صامتة مشدودة مما سمعت, وكانت كل مساء تقف على شباك الشرفة و تنظر إلى الأفق عبر مياه البحر الزرقاء الداكنة, وتفكر في المدينة الصاخبة وأجراس الكنائس.
مرت سنة أخرى و جاء دور الأخت الثانية لتطفو على سطح الماء, و لما رجعت روت ما شاهدت و صادف طفوها وقت مغيب الشمس حيث شاهدت بهرجة الألوان و إختلافها, فخيل إليها ان السماء قطعة ذهب كبيرة والغيوم كأنها أوشحة مختلفة الألوان بين اللون البنفسجي و الأحمر و الوردي, وهناك بعيدا قريبا من الشمس على سطح الماء كان سرب بجعات عند هيكل سفينة نصف غارقة, كانت رحلة عجيبة غريبة فيها الكثير من الجديد لهن جميعا.
و في السنة الثالثة جاء دور الأخت الثالثة حيث روت أنها كانت أشجع من سابقاتها وسبحت حتى وصلت الى نهر وسط غابات خضراء غناء وسط تلال جميلة و كان هناك صبية يسبحون و يمرحون في الماء و معهم كلب اسود, كانت تود الإقتراب منهم و لكنها خافت من هذا الحيوان (الكلب) فعدلت عن فكرتها, لذا سبحت مسرعة لتخرج من النهر عائدة للبحر و لكن لن تنسى أبدا هذه التجربة ما حيت.
أما الاخت الرابعة في السنة الرابعة, فلم تكن جريئة كسابق أخواتها وإكتفت بالسباحة على سطح البحر الشاسع وكانت السماء فوقها كأنها جرس زجاجي أزرق اللون, ووجدت أسرابا من الدلافين وهي تقوم بقفزات بهلوانية مضحكة, و حيتان ضخمة تنفر المياه و كأنها نوافير على مياه البحر, كانت بالنسبة لها و لهن تجربة جديدة غريبة.
وبعد 5 سنوات , جاء دور الأخت الصغرى, و صادف يوم السماح لها بالصعود إلى سطح الماء, فصل الشتاء، حيث شاهدت ما لم تشاهده أخواتها من قبل. قالت أنها رأت سطح الماء إكتسب اللون الأخضر, وكانت جبال جليدية كبيرة لؤلؤية الشكل تخطف الأبصار عند إنعكاس الضوء عليها, وكانت بطول صوامع الكنائس التي بناها البشر, ولما إقتربت من إحداها تملكها الخوف من رهبة المنظر و المكان, ولكن عند المساء إسود لون الماء , وكانت تراقب مندهشة منظر البرق الأزرق و البنفسجي عندما يضرب و ينعكس لونه على الجبال الثلجية و سطح الماء و حتى سفن البشر العابرة,ثم يتبعها صوت رعد مدوي متحدي.
وهي تراقب هول هذا الحدث جال ببالها حديث أخواتها أن إنبهارهن بما شاهدنه سرعان ما يزول بعد فترة و أنهن يفضلن عيشة الأعماق على الحياة البرية، مما جعلها تطرح عدة تساؤلات.. أيمكن أن تفكر كأخواتها و تمل من هذا الإنبهار الذي تستمتع به؟؟
بعد هذا اليوم التاريخي من حياتها, إعتادت الأخوات الخمس البالغات, الآن في عرف عرائس البحر,من السباحة معا إلى سطح الماء للمرح والإستمتاع بجمال السفن العابرة و البحارة على متنها,و عند إقترابهن من سفنهم كانوا يظنون الأصوات الصادرة عن سباحتهن زوابع و دوامات مائية, بينما كن هن يستمتعن بغنائهم رغم عدم فهمهن للغتهم..كانوا بحارة حسان الوجوه مفعمين بالنشاط و الحيوية, ليسوا كاولئك البحارة الغرقى في قاع البحر , فاقدي القوة و الحياة الذين تعودن على رؤيتهم بين الحين و الآخر.
لإظهار مكانتهن وسط عرائس البحر , قررت الجدة أن تزينهن بثماني من المحار الجميل كبير الحجم على زعنفة كل أميرة و إكليل من الزنبق المرصع باللؤلؤ لكل منهن, و لكن الأميرة الصغيرة كانت تفضل إكليلا من زهور حديقتها الحمراء فقط, ولكن للأسف ليس بمقدورها رفض الطقوس الملكيه, لذا قبلت بالأمر دون جدل و بمجرد إنتهاء الجدة من تزيينها إنطلقت للأعلى كفقاعة هوائية داخل المياه.
أما الاخت الرابعة في السنة الرابعة, فلم تكن جريئة كسابق أخواتها وإكتفت بالسباحة على سطح البحر الشاسع وكانت السماء فوقها كأنها جرس زجاجي أزرق اللون, ووجدت أسرابا من الدلافين وهي تقوم بقفزات بهلوانية مضحكة, و حيتان ضخمة تنفر المياه و كأنها نوافير على مياه البحر, كانت بالنسبة لها و لهن تجربة جديدة غريبة.
وبعد 5 سنوات , جاء دور الأخت الصغرى, و صادف يوم السماح لها بالصعود إلى سطح الماء, فصل الشتاء، حيث شاهدت ما لم تشاهده أخواتها من قبل. قالت أنها رأت سطح الماء إكتسب اللون الأخضر, وكانت جبال جليدية كبيرة لؤلؤية الشكل تخطف الأبصار عند إنعكاس الضوء عليها, وكانت بطول صوامع الكنائس التي بناها البشر, ولما إقتربت من إحداها تملكها الخوف من رهبة المنظر و المكان, ولكن عند المساء إسود لون الماء , وكانت تراقب مندهشة منظر البرق الأزرق و البنفسجي عندما يضرب و ينعكس لونه على الجبال الثلجية و سطح الماء و حتى سفن البشر العابرة,ثم يتبعها صوت رعد مدوي متحدي.
وهي تراقب هول هذا الحدث جال ببالها حديث أخواتها أن إنبهارهن بما شاهدنه سرعان ما يزول بعد فترة و أنهن يفضلن عيشة الأعماق على الحياة البرية، مما جعلها تطرح عدة تساؤلات.. أيمكن أن تفكر كأخواتها و تمل من هذا الإنبهار الذي تستمتع به؟؟
بعد هذا اليوم التاريخي من حياتها, إعتادت الأخوات الخمس البالغات, الآن في عرف عرائس البحر,من السباحة معا إلى سطح الماء للمرح والإستمتاع بجمال السفن العابرة و البحارة على متنها,و عند إقترابهن من سفنهم كانوا يظنون الأصوات الصادرة عن سباحتهن زوابع و دوامات مائية, بينما كن هن يستمتعن بغنائهم رغم عدم فهمهن للغتهم..كانوا بحارة حسان الوجوه مفعمين بالنشاط و الحيوية, ليسوا كاولئك البحارة الغرقى في قاع البحر , فاقدي القوة و الحياة الذين تعودن على رؤيتهم بين الحين و الآخر.
لإظهار مكانتهن وسط عرائس البحر , قررت الجدة أن تزينهن بثماني من المحار الجميل كبير الحجم على زعنفة كل أميرة و إكليل من الزنبق المرصع باللؤلؤ لكل منهن, و لكن الأميرة الصغيرة كانت تفضل إكليلا من زهور حديقتها الحمراء فقط, ولكن للأسف ليس بمقدورها رفض الطقوس الملكيه, لذا قبلت بالأمر دون جدل و بمجرد إنتهاء الجدة من تزيينها إنطلقت للأعلى كفقاعة هوائية داخل المياه.
كانت الشمس على وشك الغروب , وكانت السماء بلون وردي و أحيانا ذهبي مع هبوب نسمة هواء خفيفة و منعشة, هناك ليس ببعيد هنها كانت ترسو سفينة كبيرة تعلو منها أصوات الموسيقى و الغناء, و الكثير من الأضواء كأنها نجوم السماء على سطح الماء. حفزها هذا المنظر الخلاب للإقتراب أكثر من السفينة لمعرفة ما يجري هناك, فرأت شابا وسيما ,جميل الشكل و الهندام توسط الجمع المحتفل به,على ما يبدو لعروس البحر أنه عيد ميلاد أمير هذه البلاد.وفجأة علت أصوات عظيمة. و انفجارات ,لقد كانت صواريخ إحتفالات مما قذف الرعب في قلب العروس الصغيرة ولكن سرعان ما تبدد الخوف و دفعها الفضول للرجوع من جديد للإستمتاع بهذا العرض المبهر. إستمر العرض لساعات ..
وفجأة تغير الجو وبدأت الأمطار بالهطول مما دفع المحتفلون لفض الحفل بأمر الأمير وانطلقت السفينة في عرض البحر , إقتربت الأميرة من السفينة و كانت تتنقل من شباك لآخر لترى الأمير الوسيم, ولكن سرعة السفينة و الرياح أتعب الأميرة و أجبرها على التوقف عن مطاردة السفينة ولكنها لم تستطع كف نظرها عنها , هناك ليس ببعيد صارت الأمواج علو الجبال و أصبحت السفينة كورقة صغيرة في مهب الريح و ما لبثت أن إرتطمت بصخرة و انقسمت لنصفين وتناثر البحارة على المياه. و لكن كان الأمير الجميل حلم العروس للوصول إليه و عناقه, فانطلقت مسرعة نحوه , كان وسط المياه شبه فاقد الوعي, نظرت إليه محدقة في جماله فرحة بقربه, أتأخذه معها إلى قصر أبيها؟ و لكن سرعان ما تذكرت أن البشر لا يستطيعون العيش و التنفس في الماء, فدفعته و هي تسنده وسط خضم الموج العالي نحو الشاطئ و هي لا تكف عن النظر لعينيه المغمضتين, وصلت بعد عناء شديد الشاطئ وضمته إليها كي تحافظ على حرارة جسمه من برودة المياه, و ما هي إلا سويعات مرت بسرعة البرق حتى تنفس الفجر و انطلقت أشعة الشمس من جديد لتبعث الدفئ على الأرض و في جسد الأمير الوسيم , لم تستطع منع نفسها من تقبيل خديه و عينيه, لقد وقعت في غرامه, فهل من خلاص؟ بدأت أجراس الكنيسة البيضاء في الدق و ظهرت مجموعة من الفتيات في الحديقة القريبة منهم مما أخاف عروس البحر فوضعت رأس الأمير على الرمال البيضاء و سبحت مسرعة لتختبئ بين صخور قريبة و تراقب المشهد عن كثب, و سرعان ما إقتربت إحدى الفتيات لترى الأمير ملقى على الشاطئ و تنادي الأخريات و يكثر الجمع و يكبر,فولت الأميرة هاربة إلى عرض البحر و العودة إلى قصر أبيها. كانت حزينة لفراق الأمير و تفضل البقاء وحيدة في حديقتها و بيدها تمثالها الصغير الذي يشبه الأمير.
دفعها شوقها و شغفها بالأمير للإقتراب أكثر من اليابسة والبحث عن قصره حتى اهتدت إليه, كان كبيرا له شرفات من مرمر و نوافذ ذات ستائر حريرية و لوحات فنية كبيرة معلقة و تماثيل , كان مطلا على البحر و متصل به بقناة ضيقة, كانت كل ليلة تذهب إلى هناك لمراقبة الأمير و النظر إليه و هو في حديقته أو سفينته, كانت تسمع الكثير عن طيبة قلب الأمير و محبة الجميع له و كانت تتمنى الإرتقاء من الماء و العيش كالبشر, الذين لا تعرف أخواتها الأكبر منها و لا حتى جدتها الحكيمة الكثير عنهم. ظلت حائرة منطوية على نفسها تفكر في حبها المستحيل, إلى أن أخبرتها أختها الكبرى و الوحيدة التي تعرف سرها أنه لا خيار لها إلا أن يصبح الأمير مثلها عريس بحر و هذا مستحيل أو تصبح هي نفسها من البشر, وهذا لا يتم لها إلا إذا خالفت شرع أبيها و قانون البحر.
ولا يتم لها هذا إلا بمساعدة مشعوذة الأعماق عدوة أبيها.
كان حبها للأمير أقوى و شغفها لتجربة شيئ جديد مسيطر كليا عليها. لذا قررت ان تقصد المشعوذة, كان مسكنها في الدوامة المزبدة، سارت عروس البحر ولم يسبق لها قط ان سلكت هذا الطريق من قبل، لم تكن هناك ازهارا ولا حشائش بحرية انما مساحة مكشوفة شاسعة من الاراضي الرملية القاحلة حتى تصل الى تلك الدوامة التي كانت مياهها تدور وتئز مثل دواليب الطاحونة وتمزق كل شئ يمكن ان تصطدم به، ثمكان عليها ان تمر خلال مستنقع طينه غروي وماؤه يغلي. كان بيت الساحرة او المشعوذة ينتصب في غابة خلف ذلك المستنقع، وهو بحق غريب، فكل الاشجار والشجيرات كانت تبدو مثل افاع لها مئة رأس، واغصانها اذرع واصابع طويلة لزجة، وكل جزء فيها لا يكف عن الحركة والتمدد في كل اتجاه، واي شئ كانت تمسك به تشدد عليه قبضتها فلا يستطيع الافلات من براثنها. ووقفت عروس البحر ساكنة تتطلع الى الغابة المروعة وقلبها يدق من الخوف للحظات ثم قررت ان تعبرها لتنال مرادها فهي تريد ان تصير مثل البشر.
ولا يتم لها هذا إلا بمساعدة مشعوذة الأعماق عدوة أبيها.
كان حبها للأمير أقوى و شغفها لتجربة شيئ جديد مسيطر كليا عليها. لذا قررت ان تقصد المشعوذة, كان مسكنها في الدوامة المزبدة، سارت عروس البحر ولم يسبق لها قط ان سلكت هذا الطريق من قبل، لم تكن هناك ازهارا ولا حشائش بحرية انما مساحة مكشوفة شاسعة من الاراضي الرملية القاحلة حتى تصل الى تلك الدوامة التي كانت مياهها تدور وتئز مثل دواليب الطاحونة وتمزق كل شئ يمكن ان تصطدم به، ثمكان عليها ان تمر خلال مستنقع طينه غروي وماؤه يغلي. كان بيت الساحرة او المشعوذة ينتصب في غابة خلف ذلك المستنقع، وهو بحق غريب، فكل الاشجار والشجيرات كانت تبدو مثل افاع لها مئة رأس، واغصانها اذرع واصابع طويلة لزجة، وكل جزء فيها لا يكف عن الحركة والتمدد في كل اتجاه، واي شئ كانت تمسك به تشدد عليه قبضتها فلا يستطيع الافلات من براثنها. ووقفت عروس البحر ساكنة تتطلع الى الغابة المروعة وقلبها يدق من الخوف للحظات ثم قررت ان تعبرها لتنال مرادها فهي تريد ان تصير مثل البشر.
وحين وصولها إليها عرضت عليها المساعدة عن طريق تحويلها لهيئة بشر بشرط الإستغناء عن صوتها الملائكي الجميل , وذلك بقص لسانها و وضعه مع قليل من دم المشعوذة لعمل سائل سحري يمكنه تحويل ذنبها إلى سيقان فتاة بشرية جميلة, ولكن العروس دون تفكير أو تردد وافقت على كل الأمر, واردفت المشعوذة قائلة: ستحصلين على أجمل سيقان، و لكن كل خطوة عليهما كأنك تدوسين على سيوف أو خناجر تغرز في جسدك, ولا يمكنك العودة لهيئة عروس بحر مطلقا. وإن لم يتزوجك الأمير فسوف تموتين في فجر يوم زواجه.
لكن هذه الكلمات لم تؤثر في عروس البحر الجميلة التي كانت تتوق لرؤية محبوبها, وانطلقت لتصل قرب قصر الأمير , ومع ظهور أشعة الشمس الأولى شربت عروس البحر المحلول السحري, وأحست بألم شديد في جسمها و الأخص جزئها السفلي الذي بدأ يتحول إلى ساقين بشرية جميلتين.
شاهدها أحد الحراس و أخبر الأمير الذي جاء ليشاهد جمال الفتاة الملقاة على رمال الشاطئ قرب القصر, ولما شاهدها ذهل لجمالها و حسنها، وكان يحملق فيها و كأنه رآها من قبل ولكن لا يعرف أين بالضبط. دعاها إلى داخل القصر و عرّفها على أبويه الملك و الملكة, و دعا جميع الخدم و الحشم للسلام عليها, ثم أركبها وراءه على صهوة جواده وانطلق مسرعا بها عبر الغابات و التلال و الجبال فوق السحاب, كانت طائرة من السعادة لما تراه الآن,لطالما تمنت رؤيته,و حزينة لعدم قدرتها على الكلام و التواصل مع الأمير المحبوب.
ظلت الأمور على حالها أيام و شهور و عروس البحر و الأمير في حب و غرام، إلى أن قرر جلالة الملك – و لا رجعة لقراره – زواج إبنه الأمير من إبنة ملك المملكة المجاورة, ولأنه الحاكم المطلق و ولي النعم، لم يصغي لتوسلات إبنه الأمير الذي رضخ للأمر الواقع كي لا يخسر ولاية العهد.
كان وقع الصدمة على عروس البحر شديد و الحزن عميق, فما عساها تفعل و هي لا حيلة بيدها و لا قوة؟
وفي يوم الذهاب لطلب يد أميرة المملكة المجاورة,أجبرت على الذهاب مع الموكب الملكي, كان مهيبا و كبيرا كبر حزنها, وبينما هي واقفة تبكي على حبها الضائع ظهرت لها اخواتها عرائس البحر، و شاهدت – بعيدا عنهم قليلا – جدتها الحكيمة التي لم تخرج إلى سطح الماء من سنين طويلة.
قالت لها أخواتها أن المشعوذة أعطتهم وصفة الخلاص بعد أن دفعوا لها ثمن ذلك شعورهن الطويلة و بضغط من أبيهن الملك. حيث سلمتهم سكين مسحور, يجب أن يبلل بدم الأمير و يمسح به على ساقي عروس البحر كي ترجع لهيئتها كعروس بحر.
و لما إقترب أحد الحراس , إختفت عرائس البحر, وظل الألم والحيرة يعتصران قلب العروس الصغيرة, أتقتل حبيبها بيديها كي تعيش هي و تنجو بينما يموت هو؟
وصل الموكب الملكي, و أقيمت الأفراح , وتم الزواج رغم إنكسار قلبي الحبيبين, وفي طريق العودة وقرب موعد موت العروس حسب شعوذة المشعوذة, وقفت عروس البحر على شرفة السفينة كي تلقي آخر نظرة على البحر و تودع الحياة, فظهرت أخواتها على سطح الماء من جديد متوسلات إليها ان تغرس السكين في جسم الأمير حتى تستطيع العودة لهيئتها الأصلية و النجاة بنفسها, لكن حبها كان أقوى و قررت التضحية بنفسها من أجل محبوبها.
و مع أول خيوط أشعة الصباح رمت السكين من يدها إلى الماء فبان أحمرا و كأنه مبلل بالدم جراء إنعكاس الضوء عليه و سقطت في مياه البحر عند أخواتها و أصلها, بينما روحها الزكية الطيبة صعدت إلى السماء حيث الخلود الأبدي, ولينتصر الحب الطاهر على الأنانية و حب الـــذات. شعرت في البداية وكأن جسمها يذوب ببطء، انه كان يتحول الى زبد بلا شك.
شاهدها أحد الحراس و أخبر الأمير الذي جاء ليشاهد جمال الفتاة الملقاة على رمال الشاطئ قرب القصر, ولما شاهدها ذهل لجمالها و حسنها، وكان يحملق فيها و كأنه رآها من قبل ولكن لا يعرف أين بالضبط. دعاها إلى داخل القصر و عرّفها على أبويه الملك و الملكة, و دعا جميع الخدم و الحشم للسلام عليها, ثم أركبها وراءه على صهوة جواده وانطلق مسرعا بها عبر الغابات و التلال و الجبال فوق السحاب, كانت طائرة من السعادة لما تراه الآن,لطالما تمنت رؤيته,و حزينة لعدم قدرتها على الكلام و التواصل مع الأمير المحبوب.
ظلت الأمور على حالها أيام و شهور و عروس البحر و الأمير في حب و غرام، إلى أن قرر جلالة الملك – و لا رجعة لقراره – زواج إبنه الأمير من إبنة ملك المملكة المجاورة, ولأنه الحاكم المطلق و ولي النعم، لم يصغي لتوسلات إبنه الأمير الذي رضخ للأمر الواقع كي لا يخسر ولاية العهد.
كان وقع الصدمة على عروس البحر شديد و الحزن عميق, فما عساها تفعل و هي لا حيلة بيدها و لا قوة؟
وفي يوم الذهاب لطلب يد أميرة المملكة المجاورة,أجبرت على الذهاب مع الموكب الملكي, كان مهيبا و كبيرا كبر حزنها, وبينما هي واقفة تبكي على حبها الضائع ظهرت لها اخواتها عرائس البحر، و شاهدت – بعيدا عنهم قليلا – جدتها الحكيمة التي لم تخرج إلى سطح الماء من سنين طويلة.
قالت لها أخواتها أن المشعوذة أعطتهم وصفة الخلاص بعد أن دفعوا لها ثمن ذلك شعورهن الطويلة و بضغط من أبيهن الملك. حيث سلمتهم سكين مسحور, يجب أن يبلل بدم الأمير و يمسح به على ساقي عروس البحر كي ترجع لهيئتها كعروس بحر.
و لما إقترب أحد الحراس , إختفت عرائس البحر, وظل الألم والحيرة يعتصران قلب العروس الصغيرة, أتقتل حبيبها بيديها كي تعيش هي و تنجو بينما يموت هو؟
وصل الموكب الملكي, و أقيمت الأفراح , وتم الزواج رغم إنكسار قلبي الحبيبين, وفي طريق العودة وقرب موعد موت العروس حسب شعوذة المشعوذة, وقفت عروس البحر على شرفة السفينة كي تلقي آخر نظرة على البحر و تودع الحياة, فظهرت أخواتها على سطح الماء من جديد متوسلات إليها ان تغرس السكين في جسم الأمير حتى تستطيع العودة لهيئتها الأصلية و النجاة بنفسها, لكن حبها كان أقوى و قررت التضحية بنفسها من أجل محبوبها.
و مع أول خيوط أشعة الصباح رمت السكين من يدها إلى الماء فبان أحمرا و كأنه مبلل بالدم جراء إنعكاس الضوء عليه و سقطت في مياه البحر عند أخواتها و أصلها, بينما روحها الزكية الطيبة صعدت إلى السماء حيث الخلود الأبدي, ولينتصر الحب الطاهر على الأنانية و حب الـــذات. شعرت في البداية وكأن جسمها يذوب ببطء، انه كان يتحول الى زبد بلا شك.
ونهضت الشمس من مضجعها، وسقطت اشعتها برقة فبعثت الدفء في اوصال عروس البحر الصغيرة بطلة قصتنا.حتى انها لم تكد تحس انها تموت، اذ كانت لا تزال ترى الشمس مشرقة، وحولها تحوم مئات من الكائنات الجميلة الشفافة؛ أنها يمكن أن ترى الأشرعة السفن البيضاء ، والغيوم الحمراء في السماء. وكان لاصوات تلك المخلوقات ايقاع لطيف وأثيري (خفيف) جدا على ان تلتقطه او تميزه آذان البشر، كما كانت أيضا غير مرئية للعين البشرية. وقد اخذت تلك المخلوقات تحوم حول حورية البحر قليلا. واخيرا لاحظت حورية البحر ان لها جسم يشبه اجسامها، استمرت في الارتفاع أعلى وأعلى بسبب خفة وزنها. وتساءلت الى اين يأخذونني؟”، وبدى صوتها تماما مثل اصوات تلك المخلوقات السمائية. ليس في موسيقى الدنيا كلها ما يمكن ان يماثله. واجاها احد المخلوقات: “حورية البحر ليس لها نفس خالدة، ولا يمكنها الحصول على روح ما لم يملأ قلبها الحب اولا و من خلال اعمالها الطيبة تحصل على روح مثلنا. نحن نطير إلى البلدان الحارة، يرزح فيها اولاد الارض تحت نسمات حارة رطبة وبائية، ونسمتنا المنعشة الباردة تلطف الهواء القائظ وتجدد قواهم. ونحن ننشر خلال الهواء شذى الازهار اللذيذ وبهذا ننشر البهجة والصحة على الارض. وبعد سعينا هذا لمدة ثلاثمائة سنة ، ونتلقى نفس خالدة ونشترك في السعادة الابدية. وانت يا حورية البحر الطيبة، لقد تبعت ما حثك عليه قلبك . قد فعلت الكثير وقاسيت الكثير. وقد سموت الان إلى عالم الروح الفسيح. والآن، من خلال السعي لمدة ثلاث مائة سنة في نفس الطريق، يمكنك الحصول على نفس خالدة “.
رفعت حورية البحر نظرها نحو الشمس، وشعرت – ولأول مرة – بملء جفنيها بالدموع. وعلى متن السفينة، التي بها الأمير، كانت هناك حياة وطرب. رأت حورية البحر الامير وعروسه يتطلعان في حزن الى المياه المزبدة ، كما لو كانا يعلمان أنها قد ألقيت بنفسها في خضم البحر.
هانز كريستيان اندرسن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق