مسلمون تشام في كامبوديا (~٢٠٠٧) |
ومن ذكريات الاضطهاد التي لا تمحى في ذاكرة مسلمي كمبوديا مقتل نحو خمسة آلاف مسلم هم معظم أهالي قرية 'قـَهْ بُل' الواقعة على ضفة نهر ميكونغ على أيدي الخمير الحمر عام 1977، كما أنهم كانوا من أكثر المتضررين في الحرب الأهلية الكمبودية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
تشعر الأقلية المسلمة في كمبوديا اليوم بانفتاح سياسي وحقوقي من قبل السلطات لم تعهده من قبل، ويؤكد عمران أبو بكر الذي يعمل صحفيا في راديو ساب تشام أو صوت تشام 'أن المسلمين تخطوا مرحلة الاضطهاد وأن السلطات الكمبودية اليوم تعتمد سياسة الانفتاح على جميع العرقيات والديانات وأطياف المجتمع بهدف الوصول إلى استقرار داخلي وبدء عملية تنمية خالية من الاضطرابات'.
ويضيف عمران -الذي يتحدث بعربية ركيكة- قائلا 'هذا في النهاية يصب في مصلحتنا باعتبارنا أقلية عانت كثيرا من الاضطهاد'. وقال إن أعداد المسلمين تراجعت خلال الحقب الزمنية الماضية بسبب الاضطهاد المستمر، ولكن وضعهم في تحسن، فهم اليوم يشكلون ما بين 3% و5% من مجموع السكان وفق تقديرات غير رسمية ويزيد عددهم عن نصف مليون نسمة.
أما رئيس مؤسسة التنمية الإسلامية الكمبودية عثمان بن حسن، فأشاد باهتمام رئيس الوزراء الكمبودي هون سين بتنظيم إدارة شؤون المسلمين، وذلك بتشكيل إدارة للإفتاء وتعيين مفت على رأسها ومنحه صلاحية تعيين إمام لكل منطقة هو بمثابة الحاكم الإداري للمسلمين، وغير ذلك من الترتيبات الإدارية لشؤون المسلمين.
ويقول عثمان بن حسن للجزيرة نت إنها المرة الأولى في تاريخ كامبوديا التي يشغل فيها مسلمون مناصب عليا في مكتب رئاسة الوزراء، وإن حكومة كمبوديا الحالية ترى أن من مصلحتها الاستفادة من المسلمين لتحسين صورتها لدى العالم الإسلامي وإقامة الجسور معه، ولذلك فإنها معنية بالانفتاح عليهم وعدم التضييق عليهم.
التحدي الأكبر
لكن صالح بن نوح -مساعد وكيل وزارة التعليم الكمبودية- يرى في حديثه للجزيرة نت أن توقف الاضطهاد لا يعني أن الأقلية المسلمة لم تعد تعاني من مشاكل، وأن المسلمين الذين كانوا مهمشين في السابق ما زالوا محرومين من كثير من الخدمات، ويزيد المشكلة تفاقما خصوصية الأقلية المسلمة، فمع أن المسلمين -يواصل بن نوح- متساوون في الحصول على التعليم الحكومي المجاني مع غيرهم فإن بعضهم يتردد في إرسال أبنائهم للمدارس البوذية، لأنهم لا يريدون لهم تعلم البوذية ولا يوجد مناهج لتعليم الدين الإسلامي في هذه المدارس.
ويضيف صالح بن نوح قائلا 'كان علينا أن نبدأ من الصفر لإقامة بنية تحتية للتعليم، والمشوار ما زال طويلا أمامنا لإقامة نظام تعليمي موحد ومتكامل للمسلمين في كمبوديا، ويستبعد الاعتماد على دعم الحكومة في ذلك لأنها لا تتبنى سياسة إقامة ودعم مدارس دينية لجميع الأديان، ولذلك فإن على المسلمين أن يوفروا مصادر خاصة بهم والقائمة غالبا على التبرعات من الدول الإسلامية الأخرى لدعم التعليم الإسلامي.
ويعزو مساعد وكيل وزارة التعليم الكمبودية تفاقم مشكلة التعليم بين المسلمين الكمبوديين إلى قلة التمويل ونقص الخبرات والكوادر المؤهلة وعدم وجود مناهج، ويضيف أن المسلمين لا يجدون حساسية حكومية من التمويل الأجنبي بل إن الحكومة تسهل ذلك، مشيرا إلى أنه من أجل حل مشكلة المناهج حاول بعض المهتمين جلب مناهج من ماليزيا ومصر.
وهناك مئات المناهج -يضيف صالح بن نوح- تدرس حسب الإمكانيات والخبرات، ويشرف على التعليم الديني في كمبوديا متطوعون غير منتظمين بسبب أعباء الحياة التي تدفعهم للسعي وراء الرزق، حيث لا توجد ميزانيات أو مؤسسات تدعم التعليم في أوساط المسلمين، ويراهن بعض الشباب الكمبودي المهتم بموضوع التعليم على الوقت لتحسين الأوضاع الاجتماعية للأقلية المسلمة في كمبوديا.
ومن أجل تحسين وضع المسلمين التعليمي يرى رئيس مؤسسة التنمية الإسلامية الكمبودية عثمان بن حسن، أن الأولوية يجب أن تعطى لتحسين وضع المسلمين الاقتصادي لأن معظم الطلاب المسلمين غير قادرين على الالتحاق بالجامعات المحلية عدا عن البعثات الخارجية المحدودة، ومن أجل تفادي مشكلة ضعف المدارس الحكومية وعدم تلبيتها لحاجات المسلمين تظهر الحاجة لإقامة مدارس خاصة وهذا يعني البحث عن مصادر تمويل كما أن المسلمين غير قادرين حاليا على دفع رسوم المدارس الخاصة.
تعايش بناء
يقع المسجد الرئيس في كمبوديا وسط العاصمة فنوم بنه ويخضع لإعادة إعمار منذ عدة سنوات وسمي بمسجد السركال نسبة إلى متبرع إماراتي بإعادة بنائه، كما أن مؤسسات كويتية تعهدت ببناء مساكن للطلاب المسلمين بجانبه، وفي جوار المسجد فندق صغير يقدم الطعام الحلال كغيره من مطاعم المسلمين القليلة في المدينة، وتوفر خدمة كبيرة للزوار المسلمين من خارج كمبوديا حيث يندر الطعام الحلال في مطاعم غير المسلمين.
وقد تحدث بعض الشباب في المسجد عن علاقات جيدة تربطهم بالبوذيين، ووصفوها بأنها علاقة أبناء وطن واحد ومجتمع واحد، لكنهم يعترفون بعدم تمكنهم من مواجهة الشبهات التي تثار عن الإسلام بين الحين والآخر بسبب انتشار الجهل وقلة المثقفين المتمكنين من المناظرات أو الكتابة في الصحافة والظهور في وسائل الإعلام وسط الأقلية المسلمة.
ويرى عمران أبو بكر أن الدعوة في أوساط البوذيين ضعيفة جدا لكن أجواء المحافظة وقلة الفساد في أوساط المسلمين مقارنة بغيرهم كانت سببا في إسلام عدد من البوذيين، لكن رئيس منظمة التنمية الإسلامية يرى أن الحكومة نجحت في منع ظهور مشاعر كراهية ضد المسلمين في حقبة ما بعد الحرب الأهلية واعترفت بأن المسلمين عانوا من الاضطهاد نفسه الذي عانى منه غيرهم، وأنهم قاوموا ببسالة اضطهاد الخمير الحمر جنبا إلى جنب مع الآخرين من أبناء وطنهم، ولذلك فإن الاضطهاد الذي عاناه المسلمون في بعض المناطق من العالم لم يعانه مسلمو كمبوديا.
==========================
التشام في موسوعة ويكيبديا
تاريخهم
يرجح أن يكون أسلاف التشام قد هاجروا من جزيرة بورنيو.[6] وترجع مكتوبات صينية تذكر مملكة تشامبا إلى القرن الثاني الميلادي. في عهد ازدهارها في القرن التاسع الميلادي، تحكمت المملكة في أراضي امتدّت من هْوَىٰ في وسط تاي نغويِن إلى دلتا ميكونغ في كوتشينتشينا. وكان سبب ازدهارها تجارة الصندلوود والعبيد و-غالباً- القرصنة
يذكر الدمشقي في ١٣٢٥م ما يعني أن «بلاد التشامبا يقطنها مسلمون ومشركون. وجائها الدين الإسلامي في عهد عثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب، وأن كثرة من المسلمين الّذين هجّرهم الأمويون والحجاجُ ابن يوسف فرّوا إلى تلك المنطقة.
وفي القرن الثاني عشر الميلادي جرت سلسلة من الحروب بين التشام والخمير الذين كانوا يسكنون إلى الغرب. وفي ١١٧٧ م هاجم التشام وحلفائهم العاصمة الخميرية من بحيرة تونلي ساب ودمّروها. لكن في ١١٨١ م غلبهم الملك الخميري جاياوارمان السابع.
بين صعود الدولة الخميرية حوالي سنة ٨٠٠ م واحتلال فييتنام الأراضي الواقعة إلى جنوبها، بدأت المملكة التشامية في الانقلاص. في ١٤٧١ م أوقع فيهم الفيتناميون هزيمة ساحقة ذهب فيها ١٢٠ ألف نفر بين قتيل وأسير، وتقلّص نطاق المملكة إلى جيب صغير محاط به قرب نيا ترانغ. في وقت ما بين عامي ١٦٠٧ و١٦٧٦ م، دخل ملك التشامبا في الإسلام، وفي تلك الفترة أصبح الإسلام سمة مهيمنة على المجتمع التشامي.
أنتج الامتداد المتزايد للدولة الفيتنامية عام ١٧٢٠م أنها ضمّت مملكة التشامبا إلى أراضيها واضطهد الملكُ الفيتنامي «ميني مانغ» أهلها التشايين. وأسفر ذلك عن هجرة الملك المسلم الأخير للتشامبا «بو تشين» مع قومه - من كان منهم في اليابسة - إلى كامبوديا في الجنوب، حين هاجر سكّان الساحل إلى ترينغانو في ماليزيا. كما فرّت مجموعة صغيرة إلى الشمال حيث جزيرة هاينان الصينية التي يُعرفون فيها اليوم باسم الـ«أُتسُل». ولا زالت المنطقة التي هاجر إليها الملك وأهل اليابسة تُعرَف بمقاطعة كمبونغ تشام، وتشتّتوا فيها إلى مجموعات قنطت وراء نهر الميكونغ. لكن لم يهاجر كل المسلمين التشامبا وبقيت منهم مجموعات في مقاطعات «نيا ترانغ» و«فان رانغ» و«فان ري» و«فان ثيات» في وسط فيتنام.
في الستينات ظهرت تحرّكات ثورية مطالبة بحرية التشام وبإنشاء دولة لهم. ومنها جبهة تحرير التشام (FLC - Le Front pour la Libération de Cham) وجبهة تحرير المرتفعات (Front de Libération des Hauts plateaux). وسعت الأخيرة للتعاون مع قبائل أخرى من سكّان الهضاب، وكان اسمها بين عامي ١٩٤٦ و١٩٦٠ جبهة القوميات الصغيرة ثمّ غيّرت اسمها عام ١٩٦٠ ثمّ أُدْمِجَت مع الأولى في الستينات ليشكّلا «الجبهة الموحَّدة لتحرير العرقيات المضطهدة (Front unifié pour la Libération des Races opprimées FULRO). واليوم لا توجد تحرّكات انفصالية ولا سياسية بنفس القدر.
[عدل]الإبادة الجماعية
كتب أندرو بيران في مجلة تايم (النسخة الآسيوية) مقالة[7] عام ٢٠٠٣ أعلن فيها ارتكاب الخمير روج إبادة جماعية ضد أقلية التشام المسلمة في كامبوديا. وخلال الإبادة، قتّلت الحكومة أعدادا فائقة من التشام مقارنة بعدد قتلى الخمير. واستنتج «عيسى عثمان»، وهو باحث في مركز التوثيق في كامبوديا، قائلاً :«عدد القتلى قد يصل إلى نصف المليون، فقد اعتبرهم الخمير روج عدوّهم الرئيس وكانت خطّتهم أن يبيدوهم جميعاً لأنّهم برزوا مختلفين: عبدوا إلٰه مختلف وطعموا غذاء مختلف كما أنّ أسمائهم ولغتهم مختلفة أي أنّهم كانوا يعيشون بأساسيّات وقواعد مختلفة. وحيث أنّ الخمير روج أرادوا المساواة بين الجميع، لمّا مارس التشام الإسلام لم يبان أنّهم متساوون. لذا عوقِبوا.» [8]
[عدل]اليوم
غالبية تشام فيتنام هندوس, في حين أنّ تشام كامبوديا غالبيتهم مسلمون.[4][5] كما أنّ عدد صغير من التشام الشرقيون يدينون بالإسلام أيضاً، إضافة إلى قلّة يدينون بالبوذية الماهايانا. هاجر كثرة منهم إلى فرنسا في أواخر الستينات عندما اندلعت حرب أهلية في مدينة سايغون.
و٨٨٪ من تشام كامبوديا مسلمون،[3] وأُتْسُل هاينان مسلمون أيضاً. وأدّى انعزال مسلمي وسط فيتنام - وهم تشام - إلى ازدياد ازدواج البوذية مع إسلامهم حتّى رجوع إتّصالهم مع المجتمعات المسلمة الأخرى من أنحاء العالم في مدن فيتنام، ويعتبر الإسلام هناك في نهضة حيث تبنى مساجد جديدة. خلال حكم الخمير روج في كامبوديا عانىٰ المسلمون هناك الكثير وخسروا ما قد يقارب نصف عددهم، وخسروا ما يفوق باقي العرقيات. مثلاً قُتِلَ أغلب أئمّتهم ولم يبقى سوى ٢١ من أصل ١١٣ إماماً - أي ١٩٪ - ولم يبقى سوى ١٥٪ من مساجد كامبوديا حسب التقديرات.[9]
ويتواجد مهاجرون تشام في ماليزيا كما أنّ العلاقات التي تربط بين التشام والولاية الماليزية «كيلانتان» عريقة. ويعترف دستور ماليزيا بحق التشام للجنسية الماليزية ووضعهم من حيث البوميبوترا، ويستمر التواصل القوي بين تشام ماليزيا وتشام فيتنام القانطون ضفاف نهر الميكونغ.
[عدل]الديانة
أوّل[بحاجة لمصدر] ديانات التشامبا كانت نوع من الهندوسية الشايوية، وأتت بحراً من الهند. ولمّا توقّف التجّار العرب على امتداد ساحل فيتنام في طريقهم إلى الصين بدأ الإسلام يؤثّر حضارة التشام.
وغير معلوم تاريخ وصول الإسلام للتشامبا أول مرة، لكن وجدت مقابر إسلامية ترجع إلى القرن الـ١١ م. وعادةً يُفتَرَض ان الإسلام اتى لمنطقة الهند الصينية بعد وصوله إلىٰ الصين (حيث وصل في عهد تانغ أي ٦١٨-٩٠٧ م) بفترة طويلة، وأن التجار العرب وصلوا للتشام دون غيرهم، وان هذا قد يفسّر سبب ربطهم بالإسلام في المنطقة دون غيرهم.
غالبية التشام وبالذات في كامبوديا يتّبعون الإسلام ويقيمون فرائضه متضمّنين الصلوات الخمس وصوم رمضان والحج إلى مكة المكرمة. ولسنين عدة، اشترك ممثلون من كامبوديا في مسابقات تلاوة القرآن الكريم السنوية المقامة في كوالا لومبور. ويدير تشام كامبوديا مدارس إسلامية ويرأسهم مفتي.
وتوجد جماعة صغيرة يسمّون أنفسهم «قوم جمعة» ويتّبعون نسخة مستحدثة محلّياً من العقيدة الإسلامية فيصلّون في الجمعة فقط ولا يقيمون من رمضان سوى ٣ أيام. لكن بعض أعضاء تلك الجماعة انضمّوا للمجتمع التشامي الصالح إسلامه وقد يكون سبب ذلك تأثير أعضاء اسرهم عليهم ممن درس الإسلام في الخارج.
غالبية الطائفة الهندوسية من التشام البالغ عددها ٥٠ ألف من طبقة الكشاتريا الناغاوامشي.[10] وأقلّية كبيرة براهمين.[11] تعرف المعابد الهندوسية عندهم بالـ«بيمونغ» وقوّادهم بالـ«هالاو تاموناي اهير». في مقاطعة نيني ثوان حيث يسكن كثير من تشام فيتنام، تشام بالامون الهندوس عددهم ٣٢ ألف وتشام بني المسلمون عددهم قرابة ٢٢ ألف. من أصل ٢٢ قرية في المقاطعة ١٥ منهم هندوس و٧ مسلمون.[12]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق