في عالم الدنيا أناسٌ قدَّموا أروعَ نتِاجَهُمْ لأنهم تألمَّوا فالمتنبي وعَكَتْه الحُمَّى فأنشدَ رائعته :
وزائرتي كأنَّ بها حياءَ
فليسَ تزورُ إلاَّ في الظلامِ
والنابغةُ خوّفَهُ النعمانُ بنُ المنذرِ بالقتلِ فقدَّم للناس :فإنكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبْدُ منهنَّ كَوكبُ
وكثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ لأنهم تألمَّوا .
إذا طلعتْ لم يبْدُ منهنَّ كَوكبُ
وكثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ لأنهم تألمَّوا .
إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ من المعاناةِ
فربما كانتْ قوةًلك ومتاعاً إلى حين فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ
أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَالهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ ( وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ).
ذكرتُ بهذا شاعراً عاش المعاناة والأسى وألمَ الفراقِ وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرةَ في قصيدةٍ بديعةِالحُسْنِ
ذائعةِ الشُّهرةِ بعيدةٍ عن التكلُّف والتزويق:
إنه مالك بن الرّيب يَرثي نفسه :
أَلَمْ تَرَني بِعْتُ الضَّلاَلةَ بالهُدَى
وأصبحتُفي جيش ابنِ عفَّانَ غازيَا
فللهِ دَرِّي يومَ أُتْرَكُ طائعاً
بَنِيَّ بأعلى الرقمتيْن وماليا
فيا صاحِبَيْ رحلي دنا الموتُف انزلا
برابيةٍ إنِّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليومَ أوْبَعْضَ ليلةٍ
ولا تُعجِلاني قدتبيَّن ما بيا
وخُطاً بأطرافِ الأسنةِ مضجعي
بَنِيَّ بأعلى الرقمتيْن وماليا
فيا صاحِبَيْ رحلي دنا الموتُف انزلا
برابيةٍ إنِّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليومَ أوْبَعْضَ ليلةٍ
ولا تُعجِلاني قدتبيَّن ما بيا
وخُطاً بأطرافِ الأسنةِ مضجعي
ورُدَّا على عَيْنَيَّ فضلَ ردائيا
ولاتحسُداني بارَك اللهُ فيكما
مِن الأرضِ ذاتِ العَرْض أنْتُوسِعَا ليا
إلى آخرِ ذاكَ الصوتِ المتهدِّجِ والعويلِ الثاكل
والصرخةِ المفجوعةِ التي ثارتْ حمماً منْ قلبِ هذا الشاعرِ المفجوعِ بنفسهِ المصابِ في حياتهِ .
إن الوعظَ المحترقَ تَصِلُ كلماتُه إلى شِغافِ القلوبِ وتغوصُ في أعماقِ الرُّوحِ لأنهيعيشُالألمَوالمعاناةَ ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقِه
حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِه
لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً لا حياةَ فيها ولا روح لأنهمْ قالوها بلا عَناءونظموهافي رخاء فجاءتْ قطعاً من الثلجِ وكتلاً من الطينِ .
لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقِه
حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِه
لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً لا حياةَ فيها ولا روح لأنهمْ قالوها بلا عَناءونظموهافي رخاء فجاءتْ قطعاً من الثلجِ وكتلاً من الطينِ .
ورأيتُ مصنَّفاتٍ في الوعظِ لا تهزُّ في السامعِ شعرةً ولا تحرِّكُ في المُنْصِتِ ذرَّةً لأنهميقولونَها بلاحُرْقةٍ ولا لوعةٍ ولا ألمٍ ولا معاناةٍ ) يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ( .
فإذا أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك فاحترقْ بهأنت قَبْلُ وتأثَّرْ به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ وسوفَ ترىأنك تؤثِّر في الناس( فَإِذَاأَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
فإذا أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك فاحترقْ بهأنت قَبْلُ وتأثَّرْ به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ وسوفَ ترىأنك تؤثِّر في الناس( فَإِذَاأَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
دمتم بحفظ الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق