الخصال المطيبه للعيش
التى لا بد من مراعاتها فى المرأة ليدوم العقد و تتوفر مقاصده
الخصال المطيبة للعيش التي لا بد من مراعاتها في المرأة ليدوم العقد وتتوفر مقاصده ثمان : الدين ، والخلق ، والحسن ، وخفة المهر ، والولادة والبكارة ، والنسب ، وأن لا تكون قرابة قريبة .
الأولى : أن تكون صالحة ذات دين فهذا هو الأصل وبه ينبغي أن يقع الاعتناء ، فإنها إن كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها وفرجها أزرت بزوجها وسودت بين الناس وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه ، فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ، وإن سلك سبيل التساهل كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا إلى قلة الحمية والأنفة .
وإن كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فإن سكت ولم ينكره كان شريكا في المعصية مخالفا لقوله تعالى : (قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) [ التحريم : 6 ] وإن أنكر وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحريض على ذات الدين فقال : تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
الثانية : حسن الخلق فإنها إذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء .
الثالثة : حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب إذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفي بالدميمة غالبا ، وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين ، فإن الجمال وحده في غالب الأمر يرغب في النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات إلى معنى الجمال أن الإلف والمودة تحصلا به غالبا ، وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال : إذا أوقع الله في نفس أحدكم من امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما أي يؤلف بينهما .
وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم إلا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال " الأعمش " : " كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم " .
وروي أن رجلا تزوج على عهد " عمر " رضي الله عنه وكان قد خضب فنصل خضابه فاستعدى عليه أهل المرأة إلى " عمر " وقالوا : " حسبناه شابا " فأوجعه " عمر " ضربا وقال : " غررت القوم " ، والغرور يقع في الجمال [ ص: 104 ] والخلق جميعا فيستحب إزالة الغرور في الجمال بالنظر ، وفي الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف في أخلاقها وجمالها إلا من هو بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل إليها فيفرط في الثناء ، ولا يحسدها فيقصر . وقل من يصدق فيه بل الخداع والإغراء أغلب والاحتياط فيه مهم .
الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهي عن المغالاة في المهر .
وتزوج بعض الصحابة على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم .
وزوج " سعيد بن المسيب " ابنته من " أبي هريرة " رضي الله عنه على درهمين ثم حملها هو إليه ليلا فأدخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها .
وفي خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أي الولادة ويسر مهرها وكما تكره المغالاة في المهر من جهة المرأة فيكره السؤال عن مالها من جهة الرجل ، ولا ينبغي أن ينكح طمعا في المال ، وإذا أهدى إليهم فلا ينبغي أن يهدي ليضطرهم إلى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك إذا أهدوا إليه فنية طلب الزيادة نية فاسدة وداخل في قوله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ) [ المدثر : 6 ] أي تعطي لتطلب أكثر .
5 - أن تكون المرأة ولودا
يجب أن تكون المرأة ولودا فإن عُرفت بالعقر فليمتنع عن تزوجها
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( عليكم بالولود الودود ... )
يجب أن تكون المرأة ولودا فإن عُرفت بالعقر فليمتنع عن تزوجها
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( عليكم بالولود الودود ... )
أخرجه أبو داود و النسائى من حديث معقل بن يسار رضى الله تعالى عنه
و إسناده صحيح
فإن لم يكن لها زوج و لم يعرف حالها
فيراعى صحتها و شبابها
فإنها تكون ولودا فى الغالب مع هذين الوصفين
6 - أن تكون بكرا
فإن لم يكن لها زوج و لم يعرف حالها
فيراعى صحتها و شبابها
فإنها تكون ولودا فى الغالب مع هذين الوصفين
6 - أن تكون بكرا
قال النبى صلى الله عليه و سلم
لجابر بن عبدالله رضى الله تعالى عنه
( ... ثيبا هلا بكرا تلاعبها و تلاعبك )
متفق عليه من حديث جابر
ففى البكارة ثلاث فوائد
1 - أن تُحب الزوج و تألفه فيؤثر فى معنى الود
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( عليكم بالودود )
و الطباع على الأُنس بأول مألوف
و أما التى أختبرت الرجال و مارست الأحوال فربما
لا ترضى بعض الأوصاف التى تخالف ما آلفته فتلقى الزوج
2 - إن ذلك أكمل فى مودته لها فإن الطبع ينفر عن التى مسها غير الزوج نفرة ما
و ذلك يثقل على الطبع مهما يذكر
و بعض الطباع فى هذا أشد نفورا
3 - أنها لا تحن إلى الزوج الأول
و أكد الحب ما يقع مع الحبيب الأول غالبا
7 - أن تكون نسيبة
أى أن تكون من أهل بيت دين و صلاح
فإنها ستربى بناتها و بنيها
فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب و التربية
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( إياكم و خضراء الدمن
فقيل
ما خضراء الدمن ؟
قال
المرأة الحسناء فى المنبت السوء )
رواه الدارقطنى فى الإفراد
و تفرد به الواقدى و هو ضعيف
و قال النبى صلى الله عليه و سلم
و تفرد به الواقدى و هو ضعيف
و قال النبى صلى الله عليه و سلم
( تخيروا لنطفكم فإن العرق نزاع )
رواه أبن ماجه من حديث
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مختصراً و هو ضعيف
8 - أن لاتكون من القرابة القريبة
فإن ذلك يقلل الشهوة
قال النبى صلى الله عليه و سلم
8 - أن لاتكون من القرابة القريبة
فإن ذلك يقلل الشهوة
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً )
أى نحيفا
قال أبن الصلاح
لم أجد له أصلاً معتمداً
قلت
إنما يعرف من قول
قال أبن الصلاح
لم أجد له أصلاً معتمداً
قلت
إنما يعرف من قول
عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال لآل السائب
[ قد أضويتم فإنكحوا فى النوابغ ]
رواه إبراهيم الحربى فى غرائب الحديث
و قال : معناه تزوجوا الغرائب
قال : و يقال أغربوا لا تضووا
و لذا نقول
و ذلك لتأثيره فى تضعيف الشهوة
فإن الشهوة إنما تنبعث بقوة الإحساس بالنظر و اللمس
و إنما يقوى الإحساس بالأمر الغريب الجديد
فأما المعهود الذى دام النظر إليه مدة
فإنه يضعف الحس عن تمام إدراكه و التأثر به و لا تنبعث به الشهوة
فهذه هى الخصال المرغبة فى النساء
و يجب على الولى أيضا أن يراعى خصال الزوج
و لينظر لكريمته فلا يزوجها ممن ساء خَلقه أو خُلقه أو ضعف دينه
أو قصر عن القيام بحقها أو كان لا يكافئها فى نسبها
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته )
رواه أبو عمر التوقانى فى معاشرة الأهلين موقوفا على
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / و عن السيدة أسماء
أبنتى سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قال البيهقى
و روى ذلك مرفوعاً و الموقوف أصح
أخى المسلم
إن الأحتياط فى حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها
و الزوج قادر على الطلاق بكل حال
و مهما زوج أبنته ظالما أو فاسقا أو مبتدعا أو شارب خمر
و روى ذلك مرفوعاً و الموقوف أصح
أخى المسلم
إن الأحتياط فى حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها
و الزوج قادر على الطلاق بكل حال
و مهما زوج أبنته ظالما أو فاسقا أو مبتدعا أو شارب خمر
فقد جنى على دينه و عليها و تعرض لسخط الله
لما قطع من حق الرحمن و سوء الأختيار
قال رجل للحسن رضى الله تعالى عنه
قد خطب أبنتى جماعة فمن أزوجها ؟
قال رضى الله تعالى عنه
قال رجل للحسن رضى الله تعالى عنه
قد خطب أبنتى جماعة فمن أزوجها ؟
قال رضى الله تعالى عنه
[ ممن يتق الله ، فإن أحبها أكرمها و إن أبغضها لم يظلمها ]
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها )
رواه أبن حبان فى الضعفاء من حديث أنس رضى الله تعالى عنه
و رواه الثقات من قول الشعبى بإسناد صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق