Translate

السبت، 16 فبراير 2013



وثائق إدانة الموظف الأمريكي محمد البرادعي (ملف كامل)..

                            


عامر عبد المنعم




رغم كل ما كتبناه عن الدكتور محمد البرادعي ورغم كل ما كشفناه عن دوره في خدمة السياسة الأمريكية ضد العالم الاسلامي لازالت بعض الأبواق المرتبطة باللوبي الأمريكي في مصر وبعض السياسيين يريدون استغفالنا لتنصيب البرادعي رئيسا لما يسمى "مجلس رئاسى مدني"، وتضغط شخصيات سياسية أعماها الخلاف السياسي مع الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى التحالف مع البرادعي والدعوة لانقلاب يفتح اطريق للبرادعي ليتولى زعامة مصر بغير طريق الصندوق الانتخابي.

ويبدو أن الماكينة الاعلامية استطاعت أن تعمي الأبصار عن حقائق سبق وأن نشرناها، ووثائق دامغة كشفناها، حول أن الدكتور البرادعي كان موظفا أمريكيا مطيعا أدي خدمات جليلة لإدارة بوش ضد أمته وبلده مصر، وبسبب هذا الدور في خدمة السياسة الأمريكية العدوانية تمت مكافأته ليستمر مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 3 دورات متتالية ( 1997- 2009)، ثم منحه جائزة نوبل بعد أن قدم التقارير التي وفرت الغطاء القانوني لحصار العراق لمدة 13 عاما ثم العدوان الغاشم والاحتلال.
أخطر ما فعله البرادعي هو أنه كان عدو البرنامج النووي المصري وكان سيفا مصلتا على مصر، وطارد علماء الذرة المصريين وحشر اسم مصر ضمن محور الشر في تقارير الوكالة، بل وقف ضد مصر عندما رفضت التوقيع على البروتوكول الإضافي وربطت بين توقيعها وتوقيع اسرائيل على الاتفاقية، وأصدر تقريرا كاذبا في 2005 اتهم فيه مصر بإخفاء برنامج سري نووي مما أخضع مصر لحملات التفتيش والمساءلة.

لمن لازال يجهل حقيقة البرادعي أعيد نشر السلسلة التي كتبتها في جريدة الفتح وفي العرب نيوز، مؤيدة بالوثائق الكاملة والروابط الالكترونية للتقارير التي كتبها البرادعي ضد مصر والعراق والدول العربية.

فيما يلي نص الحلقات السبع الكاشفة لحقيقة هذا المندوب الأمريكي الذي يريد أن يتولى منصبا رئيسيا في مصر بعد الثورة بأي طريقة، ويظهر اسمه في كل حدث من قبل الدوائر السياسية والاعلامية المتأمركة وكأننا أمة لا تعرف كيف تؤسس مشروعا وطنيا مستقلا عن البيت الأبيض.


الحلقة الأولى
--------


نهاية البرادعي
- خدم أمريكا في تجريد المسلمين من أسلحتهم
- موظف في "مجموعة الأزمات الدولية" اليهودية التي تقود الحملة لتفكيك الدول العربية
- رشحته أمريكا ضد المرشح المصري لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية
- هانز بليكس فضح أمريكا ودورها في العراق والبرادعي أطاع أمريكا -وقدم لها ما تريد
- جائزة نوبل مكافأة له لدوره في خدمة مصالح الغرب

عامر عبد المنعم
aamermon@alarabnews.com


لم يكن أحد يتوقع نهاية الدكتور محمد البرادعي بهذه السرعة قبل توجه الشعب المصري لصناديق الانتخابات في المرحلة الأولي لاختيار البرلمان الجديد.
لقد فشلت محاولة الانقلاب على السلطة بتشكيل حكومة من قلة في ميدان التحرير برئاسة البرادعي، وأطاحت طوابير المليونيات أمام اللجان الانتخابية بحلم الرجل في القفز على السلطة بأي طريقة استبدادية.
أسقط الشعب المصري بالضربة القاضية المخطط الأمريكي المعادي الذي يريد نقل السلطة من المجلس العسكري إلى مجلس أو حكومة برئاسة البرادعي بعيدا عن الارادة الشعبية.
لم يسقط البرادعي لوحده وانما سقطت معه المجموعات والائتلافات والشخصيات التي حاولت تقديمه في لحظة فارقة من تاريخ مصر.
لم يدرك من شاركوا في المؤامرة أن الشعب المصري لم يقم بثورته ليتخلص من الموظف الأمريكي حسني مبارك ليأتي بالموظف الأمريكي محمد البرادعي.
راهنت الإدارة الأمريكية على محمد البرادعي وقام الاعلام الغربي والعربي الممول أمريكيا بتلميعه، وانساق خلف الخدعة الكثير من الراغبين في التغيير دون عقل، حتى جاءت اللحظة الفارقة التي كشفت المخطط المفضوح.
لم نكن نتوقع هذه الحماقة من غرف العمليات الأمريكية والأوربية لتنصيب البرادعي بهذه الطريقة الفجة رئيسا لما يسمى "حكومة الانقاذ الوطني" بعد فشل خدعة ما يسمى "المجلس الرئاسي المدني".
التزمنا الصمت منذ ظهور البرادعي في آخر عهد مبارك، ورأى البعض عدم انتقاده من باب حشد القوى لاسقاط مبارك، وعدم افتعال الخلافات خاصة أن بعض القوى السياسية وقفت خلفه وجمعت له التوقيعات، ولكن رغم ذلك كنا نرى الخطر وكنا نعلم أن أمريكا تقف خلفه بقضها وقضيضها، خاصة بعد فشل محاولة الدفع ببديل آخر.
لكن ماهي قصة البرادعي؟ وكيف صعد وكيف صنع الإعلام هالة حوله ضخمت من حجمه بغير الحقيقة على الأرض؟
عندما بدأ السويدي هانز بليكس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاعتراض على التدخل الأمريكي في شئون الوكالة والضغط عليه لإصدار تقارير لجان التفتيش بإدانة الحكومة العراقية، بدأ الأمريكيون يفكرون في الخلاص منه وتعيين بديل ينفذ رغبات البيت الأبيض.
الذي دفع الأمريكيين إلى التخلص من بليكس أنه بدأ يثرثر ويصدر التصريحات التي تفضح الحكومة الأمريكية ومن أبرز ما كشفه عمليات التجسس عليه وعلى الأمم المتحدة بوضع أجهزة التجسس عليه في منزله ومكتبه بالوكالة وفي مجلس الأمن.
عندها بحث الامريكيون عن الشخص المناسب الذي يؤدي المهمة في صمت، ويقوم بالمراد فكان البرادعي.
كان الصعود المفاجيء لمحمد البرادعي عندما رشحته أمريكا ضد مرشح مصر السفير الدكتور محمد شاكر لتولي منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس، وتحايلت أمريكا لكونه ليس مواطنا أمريكيا بدفع المجموعة الأفريقية لترشيحه. طلبت أمريكا من الدول الأعضاء تأييد مرشحها وعدم تأييد المرشح المصري فحصل البرادعي على 33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة.
منذ تقلده المنصب قام بدوره المطلوب أمريكيا على أكمل وجه، قاد حملات التفتيش على الأسلحة في الدول التي تصفها أمريكا بالمارقة، العراق، إيران وكوريا الشمالية. كتب التقارير عن العراق وفقا لرغبات أمريكا، ولا مانع من الإدلاء بتصريحات حمالة أوجه يمكن تفسيرها بأكثر من وجه، لكن محصلتها عدم تبرئة العراق. ونظرا لأداء وظيفته كما هو مطلوب قامت أمريكا باختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة في سبتمبر 2005.
يصف العراقيون البرادعي بأنه مجرم حرب وهناك من يتهمه بمشاركة الأمريكيين في الحرب ويطالب بمحاكمته على تقاريره وجولاته الاستعراضية التي مهدت الأرضية لجورج بوش وفريقه للقيام بالغزو وتدمير العراق.
مواقف البرادعي في الوكالة الدولية لم تكن في صالح العرب والمسلمين. لم يكن مدافعا عن قضايا الأمة وإنما كان جنديا لأعدائها. فالتفتيش كان في بلاد المسلمين لتجريدها من أي مشروع نووي حتى وإن كان للأغراض السلمية.
لم تتطرق الوكالة في عهده لأسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها إسرائيل، ولم يصدر أي تقرير عن ترسانة الأسلحة الاسرائيلية.
وفي عهده كانت لجان التفتيش تزور البلدان العربية وتأخذ عينات لتحليلها حتى تتأكد أمريكا وحلفاؤها الغربيون أن العرب مازالوا في بيت الطاعة ولن يدخلوا هذا المجال. واذا لخصنا مهمته خلال الفترات الثلاث التي ترأس فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنجد أنها تدور حول تجريد المسلمين من أي سلاح نووي ومنع أي تحرك، ولو بحثي في هذا المجال وتبليغ أمريكا لتمارس الضغوط والارهاب.



مقارنة مع بليكس

اذا أجرينا مقارنة بين محمد البرادعي وهانز بليكس، سنكتشف أن بليكس أكثر نزاهة ومبدئية، رغم أنه ليس عربيا ولا مسلما. فالرجل بحسه الإنساني قال لا لأمريكا، ورفض أن يكون مجرد موظف ينفذ ما يطلبه منه البيت الأبيض، وأعلن رفضه للإجرام الأمريكي.
ملأ هانز بليكس الدنيا ضجيجا فاضحا الدور الأمريكي في التأثير على الوكالة، وحتى الآن يحضر بليكس المؤتمرات ويجوب العالم كاشفا خدع الأمريكيين. ومؤخرا حضر جلسات في مجلس اللوردات البريطاني وأدلي بشهادته ضد توني بلير وتورطه مع الأمريكيين في غزو العراق وقتل أكثر من مليون عراقي بذريعة أسلحة الدمار الشامل.
في المقابل كان البرادعي موظفا مثاليا بالنسبة للأمريكيين. ظل طوال فترات مسئوليته في الوكالة مطيعا وكتوما. قدم للأمريكيين ما أرادوا طوال الفترات الثلاث، واعترف مرارا في مؤتمرات صحفية علنية بتعاونه مع المخابرات الأمريكية التي كانت تمده بالمعلومات حول الأماكن التي يجب التفتيش عليها.
لم يصدر البرادعي أي تقرير يكشف فيه كذب الادعاءات الأمريكية عن وجود أسلحة نووية في العراق، بل كان يهدد ويتوعد صدام حسين متهما أياه بعدم التجاوب مع لجان التفتيش، وفي النهاية هو الذي قدم الوعود الكاذبة لصدام وساومه لتفكيك صواريخ سكود العراقية مقابل إصدار تقرير بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل فقبل صدام وأشرف البرادعي بنفسه على تفكيك الصواريخ أمام عدسات الاعلام ولكن لم يصدر البرادعي التقرير وحدث الغزو فلم يجد الجيش العراقي ما يدافع به عن نفسه.
التقارير التي وقع عليها البرادعي المتعلقة بالدول العربية كانت لحرمانها من دخول هذا المجال، ولم يتورع عن إصدار تقرير ضد مصر زعم فيه اكتشاف يورانيوم عالي التخصيب وهو ما تسبب في ممارسة ضغوط أمريكية وأوربية على الرئيس المخلوع فاضطر للتراجع وعرقلة المشروع المصري.
ولمنع مصر من دخول المجال النووي للأغراض السلمية كتب البرادعي تقريرا قال فيه ان مصر تفتقر إلى الكوادر الفنية اللازمة لذلك، فضغط الغرب على مبارك فتوقف البرنامج. أي أن البرادعي كان خصما لمصر ولم يكن عونا لها.
ومن يرد المزيد عن تقارير البرادعي ضد الدول العربية والاسلامية فليرجع إلى الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق الذي فضح مواقف البرادعي الموالية لأعداء الأمة.
جائزة نوبل
الحقيقة التي لا يستطيع البرادعي نفيها أنه كان ومازال وفيا للأمريكيين، وهم من جهتهم ردوا إليه الجميل بترشيحه لنيل جائزة نوبل.
هذه الجائزة لا يحصل عليها في العالم العربي إلا من يرى الغرب أنه ضد أمته الاسلامية أو ضد دينها الاسلام، أو من ينتمي للغرب قلبا وقالبا، أو من يسانده اليهود، وهذا أمر معروف ومشهور.

تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري
البرادعي الذي يريد البعض أن يتولى رئاسة "حكومة الانقاذ المزعومة" لا يرى ما نراه من مخاطر ولا يتفق معنا في رؤيتنا للعدو، وهو يفكر بذات المنطق الأمريكي.
في النظرة لمحددات الأمن القومي ودور الجيش المصري لا يختلف البرادعي عن قادة المخابرات الأمريكية، فهو مثلهم يرى أن الجيش المصري عليه أن يعمل وفق الرؤية الأمريكية ولا شيء غير ذلك، ففي الحوار الذي أجراه محرر الأهرام سميـــر السيـد يوم 17/04/2011 قال البرادعي أن جيش مصر ستقتصر مهمته "علي مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية" أي أنه يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري واستبعاد إسرائيل عن كونها عدو. فهو يريد أن يكون جيش مصر مفرزة أمريكية لمكافحة ما يسمى "الارهاب" وأن يتحول الجيش المصري إلى خوض حروب أمريكا بالوكالة كما نشاهد في باكستان وما يفعله على عبد الله صالح قبل الثورة اليمنية.
فمكافحة الإرهاب والجريمة ليست مهمة الجيوش، كما أن الحرب على ما يسمى "الإرهاب" حربا أمريكية مصطنعة وثبت أنها تستهدف الاسلام كدين.
ولكن أخطر ما طرحه البرادعي هو أن يستعد الجيش المصري للحرب الأهلية، فهذا هو الباب الجديد الذي يريد الأمريكيون وعملاؤهم أن يفتحوه ويمهدوا له في مصر، فإثارة النعرات وكثرة الكلام عن توقع حروب أهلية يلفت الانتباه إلى ما يستهدفه المخطط المعادي. وظهر هذا الأمر في الفترة الأخيرة في نفخ الاعلام الفاسد المتأمرك في المشكلات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين وتحريض الأقلية المسيحية على التمرد والصدام، وإثارة الأعراق كالنوبة والجهويات كسيناء.
وهذا المكر الخطير في اثارة التناقضات والانشقاقات داخل النسيج الوطني ظهر في أوراق مكتوبة مثل مشروعات الوثائق التي انشغلنا بها طوال الشهور الأخيرة حول ما يسمى المباديء الدستورية، التي وردت بها فقرات عما أسموه مناطق ذات طبيعة ثقافية خاصة وكان واضحا من الصياغات أنها كتبت خارج مصر.
لكن ما يمهد له البرادعي يتسق مع دوره الجديد كموظف في "مجموعة الأزمات الدولية" اليهودية التي تقوم الآن بتقسيم العالم العربي وهذا الدور يمكن ان نطلق عليه سايكس بيكو جديد.


مجموعة الأزمات الدولية
يعمل محمد البرادعي حاليا في أخطر منظمة تعمل لتمزيق العالم العربي وتقود وتنفذ المخطط لتقسيم الدول العربية وهي "مجموعة الأزمات الدولية".
أسس هذه المنظمة كبار اليهود الأمريكيون والأوربيون لتقنين عملية تمزيق الدول واللعب على قضية الأعراق والإثنيات.
أبرز قادة هذه المجموعة رجل الأعمال اليهودي الشهير جورج سورس الذي يشرف حاليا على منظمات تقوم بتدريب مجموعات شبابية من مصر والدول العربية لتشكيل امتدادات شعبية للمخططات المعادية.
قادت "مجموعة الأزمات الدولية" معركة فصل جنوب السودان وهي التي شنت الحملة الاعلامية ضد النظام السوداني واخترعت موضوع الإبادة في دارفور. وتقود الآن حملة اعلامية وسياسية أخرى لتفكيك شمال السودان.
وهذه المجموعة التي تمولها شخصيات ومنظمات يهودية لعبت دورا محوريا في طرح الفيدرالية في العراق، بل إنها تعمل على فصل كركوك عن بغداد ليس لضمها إلى السليمانية وإنما لتكون وحدة إدارية منفصلة.
وتلعب "مجموعة الأزمات الدولية" نفس الدور الشرير في اليمن لفصل الجنوب. ومنذ سنوات تصدر التقارير بشكل دوري للضغط على الحكومة اليمنية لحماية ما تطلق عليه خصوصية الجنوبيين وحقهم في الانفصال.
والدور التآمري لهذه المجموعة واضح في القضية الفلسطينية، فتقاريرها تحريضية ضد الفلسطينيين وانحيازها للاحتلال الاسرائيلي واضح.
وكأن البرادعي لا يكتفي بدوره في تجريد المسلمين من سلاحهم النووي فراح يشارك في أخطر منظمة يهودية تعمل على تمزيق الدول العربية واحدة بعد الأخرى.


موقفه من الإسلام
موقف البرادعي من الإسلام شديد الغرابة، ففي تصريحاته للإعلام الغربي يظهر لهم أنه لا ينتمي للثقافة الاسلامية، ويتعمد ذكر أشياء مسيئة، له كشخص محسوب على المسلمين وتسيء له أخلاقيا.
وله تصريحات متناثرة كثيرة لكن أكثرها جرأة ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز فيم عام 2007 حيث نشرت مقابلة أجريت معه قال فيها كلاما لا يليق، والغريب انه نشر نص هذا الحوار المسيء على موقعه الشخصي منذ شهور ويبدو أن هناك من نصحه برفعه فحذفه مؤخرا.
في هذا الحوار المنشور في الصحيفة الأمريكية* أكد البرادعي الذي يريد أن تنصبه قلة في ميدان التحرير رئيسا لحكومة مصر أن الدين ليس له أهمية في حياته، وأنه انزعج بشدة لأن والدته ارتدت الحجاب وظل يجادلها يوميا ليقنعها عبثا بخلعه.
وقال إن أول صديقة له ( girlfriend) كانت يهودية، وأن الذهاب الي البار الايرلندي من الأشياء المحببة.
أي انسان هذا الذي يريد أن يخلع أمه حجابها وهي العجوز التي تجاوزت الثمانين عاما. هذه الواقعة وحدها كافية بطي صفحته كسياسي يترشح لعضوية المجلس المحلي في أي قرية مصرية وليس كمرشح لقيادة دولة كبيرة كمصر دينها الإسلام.
هذا هو البرادعي وهذه هي مواقفه.
من لا يريد أن يفهم أن المسرحية انتهت فلن يجني إلا الشوك، ومن يلعب بالنار تحرق أصابعه، ومن يتورط في المخطط الأمريكي بغير وعي عليه أن يعترف بالخطأ ويرجع ليشارك في استقلال مصر عن الهيمنة الأمريكية، وأما من يعبد أمريكا ويصر على السير في الطريق الخطأ فهو أمام حائط سد.
لقد انتهت اللعبة فهل من معتبر؟




==================


نص حوار البرادعي مع نيويورك تايمز الذي يكشف عن هويته
_________________________________

البرادعي يقول:
- نيويورك هي وطني وأجمل ما فيها التردد على البار الايرلندي القريب
- لم أشعر مطلقا أن الدين عامل يجب عليّ أن آخذه في الاعتبار
- كانت صديقتي الشخصية الأولى ( girlfriend) يهودية
- حجاب أمي (82 عاما) كان من النقاط المثيرة للنزاع بيني وبينها
- لا أرى فرق كبير بين المسلمين والمسيحيين والبوذيين واليهود

بقلم: إلين سيولينو
ترجمة: د. عاصم عبدالفتاح نبوي
drnabawi@gmail.com
عندما يتحدث الدكتور محمد البرادعي للاعلام الغربي يحرص على أنه ينتمي إلى أمريكا، ويحابي اليهود، ويظهر عدم التزامه بشعائر الاسلام، بل يصر على إظهار التزامه بالقيم الغربية.

في حوار أجرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية في سبتمبر 2007 مع محمد البرادعي الذي يحاول البعض تصعيده ليتولى ما يسمى "حكومة إنقاذ وطني" في مصر كشف عن عدم احترام الدين الإسلامي وأشار إلى أن الدين بالنسبة له ليس شيئا مهما، وأكد على انتمائه للمجتمع الغربي في سلوكياته .

لم يستح البرادعي من القول بأنه حاول أن يخلع أمه الحجاب وظل يضغط عليها بشكل يومي لإقناعها بالتخلص منه ولم يحترم عمرها الذي بلغ 82 عاما.

ولاثبات أنه ينتمي للغرب قال إن أول صديقة شخصية له ( girlfriend) كانت يهودية، وراح يتباهى بأن مدرب أبيه الذي كان يحب التجديف إيطاليا، وأن أمه كانت تخيط ثيابها عند سيدة فرنسية، وأن والديه كانا يشتريان له اللعب من محل يهودي، وأن ابنته متزوجة من بريطاني.

وقال البرادعي في حواره إن الدين ليس شيئا مهما في حياته، وأن نيويورك هي وطنه وأن من الأشياء المحببة في نيويورك الذهاب إلى البار الأيرلندي القريب.
---------------------------------------------------
المقابلة نشرت بعنوان:
Excerpts from an Interview with Dr. Mohamed ElBaradei on Sept. 7, 2007
على الرابط التالي:
http://www.nytimes.com/2007/09/17/world/middleeast/elbaradei-sep.html
---------------------------------------------------

ننشر نص الحوار، لكشف جوانب مهمة تفيد في رسم صورة حقيقية لمحمد البرادعي.
فيما يلي نص المقابلة

البرادعي لاعب "اسكواش":
إن "الاسكواش" لعبة تتميز بالسرعة. ويجب أن يتملك اللاعب ردود فعل سريعة جدا. ويجب عليك أن تكون بارعا، لأنك في معظم الأحوال لا ترى الكرة، كما أن خصمك يكون خلفك، ولهذا فعليك أن تلعب بناء على التوقعات ..

هل هناك دروس أفادتك في الحياة أو في العمل الدبلوماسي، مما تعلمته من لعبة "الاسكواش"؟
عليك أن تعطي الحياة والعمل جماع نفسك.
[...]
ولسوء الحظ أنا لا أستطيع لعب "الاسكواش" الآن. إنني متقدم في السن إلى حد لا يمكنني من ذلك. لكن "الجولف"، حقا، لعبة تجعلك تحاول الانخراط في بيئة مختلفة تمام الاختلاف، حيث المناظر الطبيعية الجميلة.
[...]

إنها تساعدك على توجيه دفة أفكارك بعيدا عن جو العمل. إنني لاعب "جولف" سيء، ولهذا فإنني أبذل قصارى جهدي في محاولة جعل تلك الكرة الصغيرة تسقط في الثقب وهذا علاج ممتاز.
[...]

عن طفولته:
لقد نشأت في بيت محافظ. ولقد كانت هذه هي الحياة في مصر في ذلك الوقت، بيت محافظ من بيوت الطبقة الوسطى. ولقد تمتعت برعاية الوالدين، وكانت لنا جذور عميقة في العائلة وكان هناك قدر كبير من المشاعر والمحبة. ولكنها كانت أساسا نشأة محافظة؛ مركزة على القيم والتعليم. ولقد تعرضت في مقتبل حياتي لأشياء كثيرة ما زلت أستمتع بها إلى الآن، مثل الموسيقى التقليدية (الكلاسيك). ولقد اعتاد والدي أن يستمع بشغف إلى ذلك اللون من الموسيقى.
[...]

هل كانت والدتك تغطي شعرها؟
لا، فقط في وقت متأخر، بدأت تغطيه. وعندما كنت يافعا، لم تكن هناك امرأة واحدة في مصر تغطي شعرها. لم يكن الأمر كذلك، ولم يحدث ذلك إلا في السنوات العشر الأخيرة، هذا ما أستطيع قوله.
(كذب صريح، فالملايين في الصعيد ومناطق كثيرة في الريف كن يغطين أجسادهن بكاملها من الرأس حتى أخمص القدم!! – المترجم)

إذن فقد بدأت والدتك الأن تغطي شعرها؟
منذ خمس أو عشر سنوات. أظن أن الأمر لا يزيد على كونه .. لا أدري ما إذا كان ذلك ناتجا عن ضغط قريناتها. إنه أمر تقليدي الآن. إن هذا واحد من الأمور التي أناقشها فيها كل يوم فعلا، أنه ليس معقولا أن تغطي شعرها. ولكني أفعل ذلك بطريقة فكاهية. إنها الآن في الثانية والثمانين، وبالتالي ليس عندي أمل في أن أتمكن الآن من تغيير طريقة تفكيرها. ولكن تبقى هذه واحدة من النقاط المثيرة للنزاع بيني وبينها، والتي أستخدمها لأثير بها غضبها.

(إذن هو لا يرى أن هذا من الدين، ولا يستسيغه حتى لأمه، ولهذا فهو يواصل الضغط عليها لتقلع عنه!!! – المترجم)
[...]

إلى أي مدى تساعدك عقيدتك الدينية على تشكيل نظرتك إلى العالم من حولك؟
لا تساعد في هذا الشأن كثيرا. إن الدين بالنسبة لي هو القيم الأساسية والتي تساعدني على الشعور بالراحة مثل المسيحيين والبوذيين واليهود. وأنا لا أري كبير فرق بين كل هذه العقائد.
[...]

لقد كانت مصر في ذلك الوقت بلدا متعدد الثقافات. أذكر أنني كنت أمارس لعبة "الاسكواش"، وكنت قد اشتريت أدوات اللعبة من محل يديره أستراليون. وكان أبي يمارس رياضة التجديف وكان مدربه إيطاليا. واعتادت أمي أن تخيط ثيابها عند سيدة فرنسية اسمها "مدام أوفيجين". واعتاد والداي أن يشتريا لي لعبا من محل يهودي اسمه زاك. ولقد كانت مصر بلدا لا يتكلم فيه الناس كثيرا عن الدين.
[...]

ولكن الدين، بالنسبة لي، في ذلك الوقت ولا يزال إلى الآن، هو مجموعة من المبادئ الهادية التي أشترك فيها مع كل الناس الآخرين. فزوج ابنتي بريطاني، وكانت صديقتي الأولى ( girlfriend) يهودية. إنني لم أشعر مطلقا في حقيقة الأمر أن الدين عامل مهم يجب علي أن آخذه في الاعتبار.
عن اشتغاله بالمحاماة:

لطالما أردت أن أصبح محاميا. ولا أدري لماذا. [...]وأظن أن القانون كان مثيرا لاهتمامي لأنك فيه تتعامل مع ثوابت. وأنا أحب أن أتعامل مع الثوابت، والأمور التجريدية، والحجج والمنطق، والمداخل المنطقية للمسائل. وأنا لا أدري، لعلي لم أفكر مطلقا في الأسباب التي دعتني إلى دراسة القانون. لكنك لو سألتني عما إذا كنت سأفعل ذلك ثانية لو استقبلت من أمري ما استدبرت، فالجواب: قطعا سأفعل. أنا أحب القانون، بمعنى أنني تروق لي المداخل المرتبة للتعامل مع المسائل بدلا من المداخل غير العقلانية. في القانون أنت تتعلم كيف تفكر بطريقة منطقية. وهذا يساعدك في أي شيء تفعله أثناء حياتك.
[...]

عن خبراته في نيويورك:
لقد فتّحت نيويورك عينيّ. فجأة انتقلت من حياة كنت فيها في حمى الوالدين والأسرة، أتمتع برعايتهما، إلى شخص كان عليه أن يكون مستقلا تماما، له شقته الخاصة، وعليه أن يدفع فواتيره ويكسب عيشه. لقد دخلت إلى بوتقة الانصهار حيث كل الآخرين أناس مختلفون، يتكلمون لغات مختلفة، من أعراق مختلفة. ولقد كان ذلك عظيما بالنسبة لي. أن تتعرض للإثارة بمقابلة أناس من كل مكان، وأن تكون عرضة لكل شيء... من "البيسبول" إلى "الأوبرا".
[...]

ولقد كنت عَزَبًا في ذلك الوقت. وكان يمكنك وقتها قضاء وقتك كله في الخروج. وعندئذ بالطبع، اقتطعت من الزمن ثلاث سنوات وذهبت إلى جامعة نيويورك لأدرس للدكتوراه.
[...]

لقد حصلت على إجازة كاملة (من الخدمة في الخارجية المصرية) وذهبت لأعيش في قرية "جرينتش" وكانت تلك السنوات الثلاث أحلى سنوات عمري، في ظني.
[...]

ولكن من وجهة نظري فإن أفضل جزء في نيويورك، الجزء الأكثر إنسانية في نيويورك، هو وجود الفنانين، والمثقفين، والكتاب والطلبة. فأنت تذهب إلى البار الأيرلندي القريب منك، وتتكلم مع الناس. ولقد كان ذلك محببا إلى النفس بطريقة مطلقة. لقد كانت نيويورك بالنسبة لي عالما مصغّرًا بالنسبة إلى ما أفعله الآن. فأنت تتعامل مع أناس مختلفين من مختلف الأعمار، وتتعلم من ذلك كيف تتكامل وتندمج.
[...]

وعن دوره:
لقد قال شخص ما، في حفل غداء في الأسبوع المنصرم، قال شيئا أحببته عن هذه المسألة: هناك اهتمام قومي شديد، لكن دوري ودور وكالة الطاقة الذرية هو العمل على التأكد من أن الكنيسة مستمرة في الوجود بمركز القرية. ولقد فكرت في أن هذه طريقة جيدة جدا لوصف ما نقوم به من عمل. نحن نحتاج إلى العمل على التأكد من أن الكنيسة مستمرة في الوجود بمركز القرية، بمعنى، أنه يجب أن نطبق القواعد. يجب عليك أن تكون عادلا، وموضوعيا، ولطيفا، وتأكد من أن كل شيء يسير في اتجاهه الصحيح ولا يميل في هذا الاتجاه أو ذاك. لقد كان من واجبي أن أذكر الناس بالأشياء التي لا يحبون سماعها. ولكنّي لا أنتقي المعارك. لأن وظيفتي هي أن أضيف إلى المسألة وجود "بابا لا ديني"، إن شئت التعبير، كما يقول السكرتير العام، وأظن أن هذا ينطبق عليّ. يتحتم علينا أن نذكّر الناس بمنظومة القيم التي يشتركون فيها جميعا. وعليّ أيضا بصدق أن أتأكد من أننا لن ينتهي بنا الحال وكل منا يسعى لقتل الآخرين. فإذا لم يعجبهم في بعض الأحيان ما أقوله، وظنوا أنني أنتقي معركة ما، فأنا لست كذلك. وإذا لم يقوموا باتخاذ هذه القرارات، فإنني سأكون سعيدا، وسأستمتع بوقتي بالعودة إلى البيت والاستمتاع بلعب "الجولف". وأنا لست منغلقا بهذا الخصوص، ولكن هذا الوضع يجعلني أفهم أنه يجب علي أن أشرح المسألة أكثر لتصبح أوضح. ولكنّي أعلم أيضا أنني لن أتمكن من إقناع كل الناس، لأن هناك أناسا ينطلقون من وجهات نظر أيديولوجية مختلفة ... فإذا نظرت إلى جون بولتون وإلى شخصي، فإننا كلانا ننطلق من وجهات نظر أيديولوجية مختلفة تماما. فهو له معتقداته المجردة لكني أتصرف من منطلق الواقع وقدماي على الأرض. فأنا أعمل بمداخل ذرائعية (براجماتية). وأنا أرى كثيرا من المزايا في الحوار وتسوية الخلافات. بينما هو يعلي من شأن المواجهات واستخدام القوة. وهذه وجهات نظر متخالفة.

عن أسلوبه الشخصي:
أنا لست إنسانا محبا للغو. ولا أنخرط بصدق في اللغو. ويغلب على ظنّي أن الناس في مكتبي يعلمون ذلك. ولكن على أية حال، في بعض الأحيان، عندما أكون مع بعض الأصدقاء المقربين، فإنني أظهر قدرا كبيرا من البذاءة والقدرة على اختلاق الفكاهة الساخرة والاستمتاع بها، لكن هذا لا يكون إلا مع أبنائي أو أصدقائي المقربين. فأنا شخص ذو خصوصية، بطريقة ما، أساسا. لقد اعتدت كوني شخصا خجولا جدا، وكبرت وبقيت شخصا خجولا جدا، وربما ما تزال بعض آثار هذا الخجل باقية إلى الآن.
[...]

عما إذا كان يحس بذنب ما يسمى بـ "متلازمة أعراض نوبل":
لا أدري ما إذا كانت زوجتي قد أخبرتك، وهذه حقيقة فعلا، بأنني لست منتبها إلى حقيقة أنني حاصل على جائزة نوبل. إنه شيء يبعث على الضحك – وذلك لأنني في ظني مستغرق تماما في أداء عملي في الوقت الحاضر. ويحدث في بعض الأحيان أن أقول: إنه يجب أن أقرص نفسي، وأقول: "إنك حاصل على جائزة نوبل"، ولكني لا أفعل. ربما بعد أن أتقاعد، سأصبح أكثر وعيا بهذه الحقيقة، ولكني الآن، مشغول بملف إيران، وملف كوريا، وعندي أناس يحتاجون إليّ إما أن أستأجرهم وإما أطردهم من الخدمة. وأنا أبذل جهدا لكي لا تنقل عني أجهزة الإعلام ما لم أقله. وإذا أحببت، ففي الحقيقة، لم يدخل في رأسي حصولي على نوبل بأي طريقة من الطرائق، بسبب أن حصولك في الحقيقة على جائزة نوبل للسلام يجعلك أكثر تواضعا. ولأنك كذلك تعلم أكثر ما الذي يجب عليك أن تبذله وتعلم كذلك كم أن السلام لا يزال بعيدا ...
[...]

عن كونك نيويوركيًا:
إنني أشعر بأنني في وطني حين أكون في نيويورك. إن نيويورك وطن بالنسبة لي: لقد عشت فيها خمسة عشر عاما. وما زالت نيويورك وطنا لي. إن لي فيها العديد من الأصدقاء، والكثير من الذكريات. وأنا أحب نيويورك، ليس بسبب ما تمثله، لكن بسبب أنها مجهود يبذل من أجل النظر إلى الصورة الكبيرة، وبسبب أنها تجسد كيفية التكامل وتعلم كيف نجتهد جميعا لكي نعمل معا، وننجح معا. إنها نظام تميّز. وليس مهما أبدا من أين أنت قادم. وأنت تجازى على قدر ما تملك من مزايا وعلى قدرتك على التسامح مع الآخرين. وهذا بالنسبة لي ما زال هدفا مراوغا لم نستطع بلوغه بعد. وأنت ترى أحيانا التعليقات على المدوّنات (الشنكبوتيّة) تقول: "إن اسمه محمد، وهذا يدل على كل شيء". إن هذا يجعلك تشعر أن هناك عملا كثيرا لم نقم به بعد، وعلينا أن نفعله.

والمعنى:
يعني هذا أنني بالفطرة منحاز، بسبب خلفيّتي، وهويّتي، وأصل ديني ... وهذا يظهر كيف أننا ما زلنا نقَوْلِبُ الناس. إلى أي حد عجزنا عن أن نصل إلى فهم أننا يجب أن نرتفع فوق هذه الانتماءات الضيّقة وأن نتطابق، ببساطة، مع بعضنا بعضا باعتبارنا كائنات بشرية.

عن وظيفته:
ليست هذه مهمة سهلة ... إنني أقابل أناسا في الشارع يقولون لي، "نحن معجبون بأنك تقوم بالمهمة التي لم يرد أحد آخر القيام بها". وهذه حقيقة. فإنك تقابل شخصا في الطريق، كما يحدث معي كثيرا، فيقول لك: "إنك تقوم بعمل الربّ" ويدفعني هذا للعمل لمدة طويلة، ويحدث هذا معي كثيرا. إنني ألقى مثل هؤلاء في المطارات، وأثناء مشيهم في الشوارع في بلدان شتى، ويقولون في الأساس، "نشكرك لقيامك بالعمل الذي تؤديه، ولأنك تقوم بعمل الربّ"، شيئا من هذا القبيل. وهذا يجعلك تشعر بشعور طيب.
[...]

بخصوص دوره المتميّز:
نحن نجلس ونصدر أحكاما، فتكون إما مذعنا، وإما غير مذعن. وهذا شيء متميّز جدا. والحكومات تكون ممتعضة من ذلك بشدة. فكيف يستأجرون شخصا ويدفعون له راتبا ثم يجيء هذا الشخص ليقول لهم: إن عليهم فعل كذا أو عدم فعل كذا، أو أسوأ من ذلك حتى أن يخبرهم عما إذا كان سلوكهم حسنا أو سيئا. وهذا الامتعاض موجود دائما خصوصا مع من يسمى "بالموظّف العالميّ". وأنت ترى ذلك في أماكن مختلفة، كيف يمكن لذلك "الموظّف العالميّ"، الإداري المعقِّد (البيروقراطيّ) أن يخبرنا علنًا بما يجب علينا فعله، ونحن قوة عظمى أو حتى ونحن بلد خاضع للتفتيش. وأنت يحدث لك هذا كثيرا: أنهم يختبرونك، يرعبونك، يحاولون مصادقتك ثم، في آخر النهار، يفهمون أنك ماضٍ قُدُمًا متمسكا بمبادئك. وأنك لست متأثرا بكرم ضيافتهم وأنك لست خائفا من تهديداتهم أو محاولاتهم إرعابك وتخويفك. فيبدءون ساعتها في الانصياع والتأدّب ولكن يجب عليك أن تمر بكل هذا. لقد مررنا بهذا في العراق، ومررنا بهذا في كوريا، وفي إيران – نحن نمر بنفس مراحل المعركة. الناس يحاولون أن يجربوك أولا، يحاولون أن يجربوا ما إذا كان يمكنهم أن يضموك إلى جانبهم، وما إذا كانوا يستطيعون إرهابك.
===========



الحلقة الثانية
--------

إدانة البرادعي بالوثائق

تقارير البرادعي ضد مصر والعراق تكشف دوره في خدمة أمريكا
زجَّ باسم مصر ضمن ما تسميه أمريكا "محور الشر" في تقرير عام 2008
تقريره الأخير لمجلس الأمن عن العراق وفَّر الغطاء لجورج بوش للغزو

عامر عبد المنعم

الوثائق تثبت أن الدكتور محمد البرادعي كان موظفا أمريكا مثاليا. حقق للولايات المتحدة كل مطالبها لاحتواء العرب والمسلمين. استخدم سلطته كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إبقاء العراق تحت الحصار لأكثر من 13 عاما. رفض الإعلان رسميا عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وظل حتى آخر يوم قبل العدوان الهمجي الذي شنته أمريكا وحلفاؤها على الشعب العراقي يؤكد أن الحكومة العراقية لازالت لم تجب على الأسئلة التي يطرحها.

في كل تقاريره كان يعترف بعدم وجود أدلة ولكن في كل التقارير أيضا يثير الاتهامات للحكومة العراقية بعدم التجاوب وعدم الرد على القضايا العالقة، وكان ينهيها بأنه سيواصل التفتيش.

أخطر المواقف كان وقوف البرادعي ضد مصر والتحريض عليها، بدأت بقبوله ترشيح أمريكا له لرئاسة الوكالة ضد المرشح المصري الدكتور محمد شاكر ثم وضع مصر ضمن دول محور الشر في تقرير رسمي ليخضع مصر للابتزاز الأمريكي والغربي.

كنا في الأسبوع الماضي تحدثنا عن "نهاية البرادعي" الذي أعلن أنه متنازل عن الترشيح للرئاسة ليكون رئيسا لوزراء مصر، وقد شرحنا قصة صعود البرادعي وكيف خدم السياسة الأمريكية، وقلنا إن الشعب المصري لم يقم بالثورة ليتخلص من الموظف الأمريكي حسني مبارك لنأتي بالموظف الأمريكي محمد البرادعي.
في هذا العدد نتناول ما فعله البرادعي ضد مصر والعراق من واقع التقارير الدامغة التي كتبها هو شخصيا والتي تؤكد أنه لم يكن في صف الأمة وإنما خدم أعداؤها.

أولا: التحريض على مصر في تقرير رسمي
لعب البرادعي دورا رئيسيا في التحريض ضد مصر لمنعها من دخول المجال النووي السلمي، ولم يكن في يوم من الأيام مؤيدا للمشروع النووي المصري، رغم أن دولاً كثيرة بدأت في استخدام حقها المشروع لبناء محطات نووية للأغراض السلمية وللأغراض الدفاعية، وله تصريحات عديدة مارس فيها الضغط على القيادة السياسية المصرية وتحريض الدول الغربية عليها، من هذه المزاعم أن مصر غير قادرة على بناء مفاعلات نووية لأنها تفتقر إلى الكوادر الفنية، وتارة أخرى يقول إنها غير قادرة على تأمين المفاعلات لعجزها عن منع حوادث تصادم القطارات. وهذه المزاعم لا تحتاج إلى رد، فمصر غنية بعلمائها الكبار، والعلماء المصريون هم أكثر من تعرضوا للاغتيال بسبب علمهم وخبرتهم. من ناحية أخرى فإن الهند التي يؤيد البرادعي برنامجها النووي هي أكثر بلدان العالم التي تتصادم فيها القطارات، أي أن هذا المثل الذي يضربه البرادعي مردود عليه.

لا أريد أن استطرد كثيرا في مواقف البرادعي ضد بلده لأن مواقفه كثيرة، لكن أخطر المواقف التي تثبت أن البرادعي عمل ضد مصر وحرض عليها هو التقرير الذي أصدره عام 2008 وحشر اسم مصر بين الدول التي وصفتها أمريكا بأنها محور الشر. ففي هذا التقرير تعمد الزج بمصر في المرتبة الثالثة بين الدول الأربعة التي تحاربها أمريكا بسبب برامجها النووية الدفاعية، بعد إيران وسوريا، وقبل كوريا الشمالية.

يكشف تقرير البرادعي عن مصر عن الانتماء الحقيقي لهذا الرجل الذي لا يتورع عن العمل ضد مصلحة بلده التي ولد فيها، وخدمة المخططات المعادية. هذا الموقف يفسر ماحدث في ديسمبر 1997 عندما رشحت أمريكا البرادعي ليتولى رئاسة الوكالة ضد المرشح المصري السفير محمد شاكر، وكيف أن أمريكا طلبت من المجموعة الأفريقية ترشيحه، ووقفت خلفه بكل قوة. يومها لم يكن البرادعي مرشحا مصريا وإنما كان مرشحا أمريكيا، يخدم أمريكا ومصالحها حتى لو كانت ضد مصر.

من المعروف أن أمريكا منذ الثمانينات تقود حملة دعائية وسياسية لمنع المسلمين من حيازة الخبرة النووية، وانتهت بغزو العراق بحجة منع الدول المتمردة من حيازة أسلحة نووية، من هذه الدول ثلاثة إسلامية: العراق، إيران، سوريا والرابعة كوريا الشمالية. وكان الهدف من الضغط على الدول الإسلامية منعها من الاستمرار في مشروعاتها النووية بينما كان الهدف من الضغط على كوريا الشمالية لمنعها من تقديم الخبرة إلى الدول الإسلامية الأخرى.

تعمد البرادعي حشر اسم مصر في التقرير ليحرض مجلس الأمن والدول الغربية على الحكومة المصرية.
صدر التقرير بعنوان " Safeguards and Verification " وتضمن رأي الوكالة في مدى التزام دول العالم بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأشار التقرير إلى قضايا تقنية وعملية في برامج التفتيش. وتحدث التقرير عن العديد من دول العالم بشكل عام ولكنه أفرد معلومات تفصيلية حول 4 دول فقط، رأت الوكالة أنها تستأنف مشروعات نووية سرية وأن الوكالة تسعى لمواصلة التفتيش عليها للتحقق من المعلومات التي لديها، حول وجود آثار لليورانيوم المخصب الذي يستعمل في صناعة قنابل نووية.

الغريب أن البرادعي اعتمد على معلومة عادية متكررة في دول عديدة ولا يأخذها مفتشو الوكالة باهتمام يذكر، وبنى عليها موقفا ليضع مصر تحت بؤرة التركيز كدولة خطيرة.

التقرير الذي نكتب عنه موجود على موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/OurWork/SV/Safeguards/es/es2008.html

في الجزء المتعلق بمصر ورد في التقرير الذي كتبه البرادعي النص التالي:
"في العامين 2007 و 2008م، وجدت بعض جزيئات اليورانيوم عالي التخصيب وأخرى من اليورانيوم منخفض التخصيب في عينات بيئية مأخوذة من إنشاص. وقد أعلنت مصر أنها نتيجة للتحقيقات التي أجريت للتعرف على مصدر هذه الجزيئات، تعتقد أنه يمكن أن تكون قد دخلت إلى مصر مع بعض حاويات نقل النظائر المشعة الملوثة. ورغم أن الوكالة الدولية ليس لديها من الأدلة ما يناقض التفسيرات المصرية، فإنها لم تحدد بعد مصدر جزيئات اليورانيوم. وستقوم الوكالة، طبقا لإجراءاتها وممارساتها، بالبحث عما يوضح هذه المسألة كجزء من أنشطة تحقيقاتها المتواصلة؛ وسوف يتضمن ذلك أخذ عينات بيئية إضافية".

يمكن تلخيص ما يهدف إليه التقرير في الآتي:
1- لفت الأنظار إلى المركز البحثي في إنشاص وتخطيره.
2- وجود آثار لليورانيوم المخصب بالقرب من إنشاص يعني إثارة الشكوك حول برنامج مصري سري.
3- الوكالة لا تصدق التبرير المصري بأن هذه الجزيئات ربما تكون قد دخلت إلى مصر مع بعض حاويات نقل النظائر المشعة الملوثة.
4- أن الوكالة ستواصل التحقيق مع المصريين للوصول إلى مصدر هذه الجزيئات.
5- أن الوكالة ستستهدف مصر بالمفتشين وأخذ عينات بيئية إضافية.
6- توسيع عمليات استجواب العلماء والمسئولين المصريين لإرهابهم واستكمال المعلومات عن كل العاملين في المشروع النووي المصري البحثي السلمي.
7- ترك الملف مفتوحا يضع مصر تحت مقصلة التفتيش.
8- تقديم ورقة ابتزاز جديدة لأمريكا والدول الغربية للضغط على مصر لتقديم تنازلات في ملفات استراتيجية.

كان من الواضح أن الزج باسم مصر بعد إيران وسوريا وقبل كوريا الشمالية مطلباً أمريكياً يتنافي والمنطق. فالرئيس المخلوع حسني مبارك أغلق الملف النووي بالضبة والمفتاح، وتحول إلى أشد المدافعين عن وقف البرامج النووية حتى لا يغضب أمريكا وإسرائيل.

فهذه المعلومة التي ذكرها البرادعي عن مصر ليست ذات أهمية، وكما ذكر الكثير من علماء الذرة أن هذه العينات معتادة في الكثير من الدول، ولا يُأبه لها، ولا تبّني عليها مواقف مثلما فعل البرادعي.

وحتى بالمقارنة بين ما ذكره التقرير عن مصر وما تضمنه من معلومات عن إيران وسوريا وكوريا، نكتشف أنه لا وجه للمقارنة.

فالتقرير ذكر تفاصيل كثيرة عن المشروع النووي الايراني في ناتانز وأراك، وهذا شيء معلن ومعروف وإيران لا تخفيه، كما أن برنامج كوريا الشمالية معروف ومعلن، لكن الملاحظة هي تأكيد البرادعي للاتهامات الإسرائيلية لسوريا وأكد أن المبنى الذي دمرته إسرائيل في دير الزور في سبتمبر 2007 كان مصمما ليكون منشأة نووية وذكر العديد من المعلومات التي تؤكد الاتهامات الاسرائيلية.

العالم يعرف أن مبارك كان منبطحا، ولم يكن لديه القدرة على اتخاذ قرار دخول مصر المجال النووي السلمي رغم أنه حق مكفول. لكن ما ذكره البرادعي في تقريره ضد مصر مجرد ذريعة لوضع مصر تحت الضغط. لقد استغلت امريكا التقرير في تصفية حسابات لا نقف عليها في الوقت الحالي لكن بالتأكيد سنكتشفها مع الأيام.

ثانيا: تقديم الغطاء لبوش لغزو العراق
سيظل دور البرادعي في العراق هو الأكبر والأخطر، فهو الذي قدم لأمريكا الغطاء السياسي والمبرر مرتين. في كل مرة مات بسبب تقاريره أكثر من مليون نفس بشرية. بسبب تقاريره تم فرض الحصار على العراق لـ 13 عاما ومات بسبب هذا الحصار وفقا للتقارير الدولية ما يزيد على مليون طفل عراقي. وفي المرة الثانية عندما رفض الاعلان عن نهاية المشروع النووي العراقي وأصر على مواصلة التفتيش ودعا دول العالم للضغط على العراق ليتجاوب معه حدث الغزو الذي راح فيه أكثر من مليون شخص.

القاسم المشترك في كل التقارير التي أرسلها البرادعي إلى مجلس الأمن منذ توليه رئاسة الوكالة لمدة 3 دورات متتالية مفادها: "لم نعثر على شيء لحد الآن ولكن سنواصل التفتيش"

كان العراقيون ينتظرون تقريرا لم يصدر عن تدمير المشروع النووي تماما منذ 1991 ووصول المشروع إلى نقطة الصفر، لكن أمريكا أرادت أن يكون الحصار للأبد. لم يرق قلب البرادعي لضحايا الحصار الظالم وظل يماطل ويماطل حتى عام 1998، عندما أصر مفتشو الوكالة - بشكل إنساني بعد تدهور الأوضاع في العراق بسبب الحصار الظالم- على تقديم التقرير النهائي لمجلس الأمن بتبرئة العراق لرفع الحصار، فقدمه بعد أن أضاف إليه فقرات قال فيها إنه لازالت هناك قضايا عالقة وأسئلة تحتاج الى إجابة. وفي محاولة من أمريكا لاحتواء مفتشي الوكالة حتى لا يجاهروا بمواقفهم أسوة بهانز بليكس الذي تمرد وفضح التدخل الأمريكي في شئون الوكالة وسعيها ليكون الحصار على العراق أبديا، قامت أمريكا بتجميد التقرير في مجلس الأمن ومنع النقاش فيه حتى بدأت تعد لضرب العراق في عام 2003.

التزم البرادعي طوال 5 سنوات الصمت، ونفذ ما أرادته أمريكا من اغلاق النقاش واستمرار الحصار، إلى بداية عام 2003 حيث بدأ بكل حماس يوفر الغطاء لتحركات بوش العدوانية، وبدأ مشوار التفتيش من الصفر، وراح يصدر التقارير بذات الصيغة المراوغة المخادعة، يعلن أنه لم يعثر على ما يؤكد الاتهامات لكنه سيواصل التفتيش ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على صدام حسين كي يتعاون.

كانت الحرب على الأبواب، وبوش وجنوده يدقون طبول الحرب، وكان واضحًا أن أمريكا تحشد العالم لغزو العراق، لكن البرادعي دب فيه النشاط، وقام بدوره على أكمل وجه، للتخديم على العدوان بإثارة الشكوك حول استئناف العراق لبرنامجه النووي، وأنه يواصل التفتيش لطمئنة المجتمع الدولي.

كي تعرفوا كم حجم الجريمة التي ارتكبها البرادعي اقرأوا آخر تقرير قدمه لمجلس الأمن في 3 مارس 2007 فهو يكفي لمعرفة الخدعة التي يحاول الإعلام الأمريكي والعربي المتأمرك أن يحولها إلى بطولة.
التقرير صدر بعنوان:
The Status of Nuclear Inspections in Iraq: An Update
وموجود على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/newscenter/statements/2003/ebsp2003n006.shtml

ولأهمية هذا التقرير ننشر نصه كاملا على هذه الصفحة. وحرصنا على نشر نص التقرير لإزالة الغشاوة وتفنيد الأوهام.
بعد قراءة التقرير يمكن أن ألخصه في الآتي:
1- يكشف التقرير عن عمليات الإذلال التي قامت بها لجان البرادعي ضد العراقيين وكيف أنهم استباحوا كل شيء.
2- يشير التقرير إلى عدم وجود ما يثبت استئناف العراق لبرنامجه النووي ولكنه بدل إعلان براءة العراق، ورفع الحصار، يؤكد أنه سيواصل التحقيق بشتى الوسائل.
3- يطالب التقريرمجلس الأمن بتمكينه من استجواب العلماء العراقيين خارج العراق
4- مطاردة العلماء العراقيين كمتهمين، ومطالبة دول العالم بالتبليغ عن أسماء العلماء العراقيين الذين يعيشون بها للتحقيق معهم.
5- استمرار تفتيش كل شيء في العراق، وتركيب كاميرات، واختراع ما يسمى التفتيش الاقتحامي.
6- الاعتراف باعتماد البرادعي على المعلومات التي تقدمها له الولايات المتحدة أي أن الوكالة لم تكن مستقلة ومحايدة.

يهمني أن أنشر هنا آخر فقرة من هذا التقرير الذي قدمه البرادعي لمجلس الأمن، والتي تؤكد أنه لم يطلب رفع الحصار ولم يعلن براءة العراق من الاتهامات الكاذبة، ولم يعلن رفضه للحرب وانما أدان العراق وأثار حوله الشكوك وأكد أنه سيواصل التفتيش إلى الأبد لتطمين المجتمع الدولي!!!.

فعل ذلك وهو يرى الجيوش تستعد لسحق العراق وقتل ما يزيد عن مليون عراقي وهروب 3 ملايين عراقي إلى خارج البلاد وتدمير أرض الرافدين.

يقول البرادعي في نهاية سطور تقريره الأخير: "إن المعرفة المفصلة لقدرات العراق والتي تمكّن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تجميعها منذ عام 1991م مع الحقوق الموسعة التي يتيحها القرار رقم 1441، – مقرونة بالالتزام النشط من الولايات المتحدة الذي يساعدنا على إنجاز تفويضنا، وكذا المستوى المتزايد من التعاون العراقي حديثا – سيمكننا في المستقبل القريب من تزويد مجلس الأمن بتقييم موضوعي شامل لقدرات العراق المتصلة بالشأن النووي. ومهما كان هذا التقييم موضوعيا، فإننا سنبذل قصارى جهدنا - في ضوء الشكوك الموروثة المتعلقة بأي عملية توثيق، خصوصا في ضوء تاريخ العراق الماضي في التعاون – من أجل تقييم قدرات العراق بطريقة مستمرة كجزء من برنامج المراقبة والتحقق، حتى نزود المجتمع الدولي بتطمينات حقيقية ومستمرة".

هكذا قال البرادعي، والجيوش الصليبية تستعد لأكبر مذبحة عرفتها البشرية.

إن معركتنا الرئيسية ليست مع شخص البرادعي، وإنما مع مخطط يريد أن تظل مصر ولاية تابعة لأمريكا، يستخدم فيها المكر المعادي الإعلام المتأمرك لصناعة زعامات وقيادات من الموظفين الذين خدموا الغرب في المنظمات الدولية.

مصر الآن منطلقة، وصاعدة، وتحتاج إلى صقر تربى فيها يعرف قيمة تراب الوطن، وليس موظفاً دولياً استخدمته أمريكا لمصالحها، وكانت كل مهمته تفتيش البلاد الإسلامية لمنعها من تطوير برامجها النووية لصالح أمريكا وإسرائيل.


==================

النص الكامل لتقرير البرادعي لمجلس الأمن قبل غزو العراق بأيام
----------------------------------

- فتشنا كل شيء في العراق ولكن التفتيش لن يتوقف
- استجوبنا العلماء والموظفين ونأمل من دول العالم أن تمكنا من اجراء مقابلات مع العلماء العراقيين المقيمين بها
- ننوي المضي في اجراءات التفتيش مستفيدين من كل الحقوق الاضافية التي خولنا إياها القرار 1441
- سنستمر في تلقي المعلومات من الولايات المتحدة الأمريكية
- سنبذل قصارى جهدنا في ضوء الشكوك الموروثة من تاريخ العراق الماضي
- قمنا بالتفتيش الاقتحامي وستقوم الوكالة باستخدام آلات التصوير على مدار الساعة في المواقع
- نريد تزويد المجتمع الدولي بتطمينات حقيقية ومستمرة
-------------------------------------------
منشور على موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
http://www.iaea.org/newscenter/statements/2003/ebsp2003n006.shtml
-------------------------------------------

ترجمة: أ. د. عاصم عبدالفتاح نبوي

إن تقريري إلى مجلس الأمن اليوم تحديث لحالة التفتيش النووي الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية على العراق للتحقق من الأنشطة النووية طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 1441 بتاريخ (2002م) وكذا القرارات الأخرى ذات الصلة.

أنشطة التفتيش
عندما رفعت تقريري السابق إلى المجلس بتاريخ 14 فبراير، شرحت فيه أن أنشطة التفتيش التابعة للوكالة قد تطورت بصورة جيدة إلى ما بعد "مرحلة الاستطلاع" – ألا وهي إعادة بناء قاعدتنا المعرفية فيما يخص القدرات النووية للعراق – إلى "مرحلة البحث والاستقصاء"، والذي يركز على السؤال المركزيّ المطروح أمام الوكالة فيما يخص نزع السلاح: ما إذا كان العراق قد أحيا أو حاول إحياء برنامجه الميّت للتسلح النووي في خلال الأعوام الأربعة الماضية.

ولأول وهلة، دعوني أصرح بملاحظة عامة: بالتحديد أنه خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، وفي معظم المواقع العراقية، فقد تدهورت القدرة الصناعية بطريقة جوهرية، وذلك نتيجة لغياب الدعم الأجنبي والذي كان حاضرا غالبا في أواخر الثمانينيات، وكذلك رحيل أعداد كبيرة من الأفراد العراقيين ذوي المهارات خلال العقد الماضي، وافتقاد الصيانة المتماسكة للمعدات العراقية المعقدة. وفي عدد قليل فقط من المواقع الخاضعة للتفتيش والمتعلقة بالبحوث الصناعية والتطوير والتصنيع، وجد أن التسهيلات الموجودة قد تم تحسينها وتم توظيف عاملين جدد. ومن الطبيعي أن هذا التدهور الشامل في القدرات الصناعية له صلة مباشرة بقدرات العراق على استئناف برنامجها الخاص بالتسلح النووي.

عمليات التفتيش
لقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما مجموعه 218 عملية تفتيش نووية في 141 موقعا، تشمل 21 موقعا لم تكن قد فُتِّشت من قبل. وبالإضافة إلى ذلك، قام خبراء الوكالة بالاشتراك في العديد من عمليات التفتيش المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفوضية الأمم المتحدة للرقابة والتحقق والتفتيش (UNMOVIC).

الوسائل الفنّيّة
لقد استمرّ الدعم الفنّيّ للتفتيش على المنشئات النووية في التوسّع. لقد جمّعت طلعات الطيران، العاملة في جمع عينات التفتيش من أماكن رئيسية في العراق، عينات أسبوعية من الهباء الهوائي التي يتم إرسالها إلى المعامل للتحليل. وقد تم استلام نتائج إضافية من تحاليل عينات المياه والترسيبات ونمو النباتات وعينات المواد، من المعامل المختصة.

وقد غطّى فريقنا المتنقل بالمركبات القائم بعملية المسح الإشعاعي حوالي 2000 كيلومتر على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وقد حصلنا على تصاريح بتفتيش 75 موقعا، بما في ذلك حاميات ومعسكرات عسكرية، ومصانع أسلحة، ومواقف شاحنات، ومواقع صناعية ومناطق سكنية.

المقابلات الشخصية
لقد استمرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إجراء المقابلات الشخصية مع الموظفين العراقيين ذوي الصلة .. في بعض الأحيان مع أفراد وجماعات في مواقع العمل، وفي أحيان أخرى في مقابلات مرتّبة مع العلماء البارزين والمختصين الآخرين الذين كان لهم ارتباط مع البرنامج النووي العراقيّ في الماضي. ولقد استمرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إجراء المقابلات حتى عندما لم تكن الأوضاع متوافقة مع الشكليات المفضّلة للوكالة، وذلك من وجهة ابتغاء الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات – معلومات من الممكن فيما بعد اختبار مصداقيتها بالمقارنة بما نحصل عليه من مصادر أخرى والتي يمكن أن تكون مُعِينَة في إنجاز تقديراتنا للمناطق الجاري بحث أحوالها.
وكما تذكرون، عندما بدأنا في طلب إجراء مقابلات خاصة في غير وجود مرافقين، فقد أصر الأشخاص العراقيون الذين تجرى معهم المقابلات على تسجيل المقابلة كاملة على شرائط والاحتفاظ بنسخة من هذه التسجيلات. ومؤخرا، وبناء على إصرارنا، فقد وافق الأفراد الذين تجرى معهم المقابلات على إجراء المقابلات دون وجود رقيب ودون التسجيل على شرائط. ولقد أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اثنتين من هذه المقابلات الخاصة في الأيام العشرة الأخيرة، وتأمل أن تكون قادرة على الاستمرار في إجراء هذه المقابلات الخاصة دون عوائق، بما في ذلك احتمال إجراء مثل هذه المقابلات خارج العراق.

وينبغي أن أضيف أننا ننظر في تحسين أفضل لشكليات إجراء هذه المقابلات، لكي نضمن أنها تتم بحرية، ولتقليل المخاوف من أن هذه المقابلات يتم الاستماع إليها من قبل أطراف عراقيين آخرين. ومن وجهة نظرنا فإن إجراء هذه المقابلات خارج العراق هو من أفضل الطرق للتأكد من أن أطراف هذه المقابلات يتمتعون بالحرية. ونحن بالتالي ننوي أن نطلب قريبا إجراء مثل هذه المقابلات. كما نطالب أيضا الدول الأخرى بأن تمكننا من إجراء مثل هذه المقابلات مع العلماء العراقيين السابقين الذين يقيمون الآن في تلك البلاد المعنية.

قضايا معينة
في غضون الأسابيع القليلة الماضية، قدم العراق حجما معتبرا من الوثائق المتعلقة بالقضايا التي تقدمت بتقرير عنها قبل ذلك، والتي لها مغزى خاص، بما في ذلك جهود العراق للحصول على أنابيب الألومينيوم، ومحاولاتها الحصول على المغناطيسات ومعدات تمكنها من إنتاجها، ومحاولاتها التي تم الإبلاغ عنها للحصول على اليورانيوم. وسأقوم باختصار بعرض ما تم تحقيقه من تقدم في كل قضية من هذه القضايا.

تخصيب اليورانيوم
منذ التحديث الأخير الذي قدمته إلى مجلس الأمن، كان التركيز الفنّيّ الابتدائي للأنشطة الميدانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية منصبّا على حل العديد من القضايا المعلقة المتعلقة بالمحاولات المحتملة لاستئناف العراق جهودها لتخصيب اليورانيوم باستخدام الطرد المركزي. ولهذا الغرض، قامت الوكالة المذكورة خصيصا بتشكيل فريق مؤهل من الخبراء الدوليين في تصنيع أجهزة الطرد المركزي.

أنابيب الألومينيوم: قامت الوكالة بإجراء بحث شامل في محاولات العراق حيازة كميات كبيرة من أنابيب الألومنيوم ذات المتانة العالية. وكما سبق ذكره في التقارير، زعم العراق بأن هذه الأنابيب كانت مطلوبة لإنتاج الصواريخ. ولكن البحوث الميدانية الشاملة وتحليلات الوثائق فشلت في كشف أي أدلة تثبت نية العراق في استخدام هذه الأنابيب ذات القطر 81 ملليمتر في أي مشروع خلاف مشروع الهندسة العكسية للصواريخ.

ولقد كانت عملية اتخاذ القرار العراقي فيما يخص تصميم هذه الصواريخ موثقة توثيقا جيدا. فلقد قدم لنا العراق نسخا من وثائق التصميم، وسجلات المشتريات، ومحاضر اجتماعات اللجان والبيانات المساعدة والعينات. ولقد أدّت التحليلات الشاملة لهذه المعلومات، بالإضافة إلى المعلومات المستقاة من المقابلات التي أجريت مع الموظفين العراقيين، إلى تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تكوين صورة متماسكة عن محاولات شراء أنابيب الألومنيوم بقطر 81 مم واستخداماتها المقصودة، وكذا عن المنطق وراء التغييرات الخاصة بقيم التفاوت المسموح به في صناعة هذه الأنابيب.

وبناء على هذه المعلومات، علمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قيم التفاوت المسموح به الأصلية كانت قد وضعت قبل عام 1987م، بناء على قياسات فعلية أجريت على عدد قليل من الصواريخ المستوردة التي كانت بحوزة العراق. ولم تؤد المحاولات المبدئية لهندسة هذه الصواريخ عكسيا إلا إلى نجاحات قليلة. وتم تعديل قيم التفاوت المسموح به في السنوات التي تلت ذلك كجزء من الجهود المبذولة لبعث المشروع وتحسين كفايته التشغيلية. ولقد ترنّح المشروع لمدة طويلة خلال تلك السنوات وخضع لعدة لجان تم تشكيلها، مما أدى إلى تغييرات في كل من المواصفات وقيم التفاوت المسموح به في كل مرة شُكّلت فيها لجنة جديدة.

وتأسيسا على الأدلة المتاحة، فقد خَلُصَت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه من المستبعد أن تكون جهود العراق لاستيراد أنابيب الألومنيوم ذات علاقة بتصنيع أجهزة الطرد المركزي، وعلاوة على ذلك، فإنه من المستبعد جدا أن يكون العراق قد قام بإعادة التصميم الضخم المطلوب لتوظيف استخدام هذه الأنابيب في برنامج الطرد المركزي المعاد إحياؤه. وعلى أية حال، فإن هذه القضية تحتاج إلى تدقيقها وبحثها باستمرار.

المغناطيسات: بالإشارة إلى التقارير عن الجهود العراقية المبذولة لاستيراد مغناطيسات دائمة ذات شدة عالية – أو بلوغ القدرة على إنتاج مثل هذه المغناطيسات – لاستخدامها في برنامج التخصيب بالطرد المركزي، فإنني من الممكن أن أسجل أنه، منذ عام 1988م، كان العراق قد اشترى مغناطيسات دائمة ذات شدة عالية لاستخدامات متنوعة. ولقد أظهر العراق سجلاته الخاصة بمغناطيسات ذات اثني عشر تصميما مختلفا. ولقد تثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استخدام المغناطيسات السابق استيرادها في نظم توجيه الصواريخ، والمعدات الصناعية، وعدادات الكهرباء والهواتف الميدانية. ومن خلال الزيارات التي أجريت لمراكز البحوث والإنتاج، والقيام بمراجعة الرسوم الهندسية وتحليلات عينات المغناطيسات، فإن خبراء الوكالة المتمرسين في استخدام المغناطيسات في عمليات التخصيب بالطرد المركزي قد تحققوا من أن المغناطيسات التي أعلن العراق حيازتها لا يمكن استخدامها مباشرة في المحامل المغناطيسية لأجهزة الطرد المركزي.

وفي يونيو عام 2001م، وقع العراق عقدا لخط جديد لإنتاج المغناطيسات، على أن يسلم ويتم تركيبه في عام 2003م. ولم يتم بعد حدوث تسليم الخط، وتدل الوثائق العراقية والمقابلات التي أجريت مع الموظفين العراقيين على أن هذا العقد لن ينفذ. وعلى أية حال، فقد تم تقييم هذا العقد على يد خبراء التخصيب بالوكالة. وقد كانت خلاصة رأيهم أن إنتاج المغناطيسات محليا يبدو أكثر معقولية إذا استبدل بخطة الحصول عليه من الخارج من وجهة النظر الاقتصادية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التدريب والخبرة التي اكتسبها العراق في الفترة قبل 1991م يجعل من المحتمل أن العراق يمتلك الخبرة اللازمة لتصنيع المغناطيسات الدائمة ذات الشدة العالية المناسبة لأغراض التخصيب بالطرد المركزي. وعليه فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتابع المراقبة والتفتيش على المعدات والمواد التي يمكن أن تستخدم في صناعة المغناطيسات لأجهزة التخصيب بالطرد المركزي.

قدرات التشكيل بالسحب: لقد استخدم العراق إمكانياته ذات الدقة المتواضعة في عمليات التشكيل بالسحب لإنتاج أجزاء الصواريخ المصنوعة من الصلب. وتشير البحوث الميدانية إلى أن العراق قد بدأ حديثا في تشكيل أنابيب الألومنيوم من إنتاجه بالسحب أيضا.

وبناء على الوثائق العراقية، فإن ملاحظات الخبراء لإمكانيات العراق الصناعية ومعرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأصول العراقية الصناعية – بما في ذلك وجود المواد الخام – فإن تقديراتنا الحالية هي أن العراق مازال يمتلك وفرة من مواد أنابيب الألومنيوم عالي المتانة التي حازها في خلال الثمانينيات، وأنه يملك الخبرة اللازمة لإنتاج الأشكال سابقة التجهيز ذات جودة عالية، ولكنه حاليا يملك معدات تشكيل بالسحب ذات جودة منخفضة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن افتقار العراق إلى الخبرة والمعرفة في هذا المجال يجعل من المستبعد جدا أن يكون قادرا في هذه الحال على أن ينتج اسطوانات من الألومينيوم متوافقة مع قيم التفاوت المسموح به والمطلوب لأجهزة التخصيب بالطرد المركزي. وبالرغم من ذلك، ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة كل الآلات والمعدات والمواقع الصناعية ذات القدرات العالية باستخدام آلات تصوير على مدار الساعة، مدعمة بنظام زيارات مفاجئة للمواقع. وستستمر الوكالة كذلك في تقييم مستوى الخبرات المتعلقة بالطرد المركزي الباقية في العراق.

حيازة اليورانيوم
لقد أحرزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدما في بحوثها وتحقيقاتها في تقارير بأن العراق أراد أن يشتري اليورانيوم من النيجر في الأعوام الأخيرة. ولقد دارت التحقيقات حول وثائق تقدم بها عدد من الدول والتي أشارت إلى اتفاقية بين النيجر والعراق لبيع اليورانيوم ما بين عامي 1999م و 2001م.

لقد قامت الوكالة بمناقشة هذه التقارير مع حكومتي النيجر والعراق، اللتين أنكرتا كلتاهما أن مثل هذا النشاط قد حدث. وفيما يخصها، زودت العراق الوكالة بشرح مستفيض لعلاقاتها مع النيجر، ووصفت زيارة قام بها مسؤول عراقي لعدد من الدول الأفريقية، بما فيها النيجر، في فبراير 1999م، والتي يظن العراق أنها تسببت في ظهور مثل تلك التقارير. ولقد كانت الوكالة أيضا قادرة على مراجعة المراسلات الواردة (إلى العراق) من مختلف الهيئات في حكومة النيجر، وأن تقارن الشكل والصيغة والمحتويات والتوقيعات الخاصة بهذه المراسلات بتلك الوثائق التي يدعى أنها خاصة بعمليات الحصول على اليورانيوم.

وبناء على التحليلات الشاملة، وصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الخلاصة، متفقة في ذلك الرأي مع خبراء مستقلين، إلى أن هذه الوثائق – والتي شكلت الأساس لتقارير خاصة بصفقات اليورانيوم الحديثة بين العراق والنيجر - لم تكن في الحقيقة جديرة بالتصديق. ولهذا فقد خلصنا إلى أن هذه الادعاءات على وجه الخصوص كانت بغير أساس من الحقيقة. وعلى أية حال، فإننا سنستمر في متابعة أي أدلة إضافية، في حالة ظهورها، ذات صلة بمجهودات يبذلها العراق لاستيراد مواد نووية بطريقة غير مشروعة.

أنماط المشتريات
لقد بدا على السطح قلق من جهات عديدة بشأن نية العراق المحتملة في استئناف برنامجها النووي والتي تبينت من تقارير عدد من الدول بشأن الجهود العراقية لتدبير المواد. وبالإضافة إلى ذلك، فقد جرى العديد من عمليات حيازة البضائع والمنتجات، بما في ذلك المغناطيسات وأنابيب الألومنيوم، ضمن جهود عراقية تمت بالمخالفة للعقوبات الحاكمة المحددة طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 661 والقرارات الأخرى ذات الصلة.

إن مسألة الجهود المبذولة للحصول على المشتريات تبقى تحت مجهر البحث المستفيض، وإجراءات التحقق من ذلك ستصبح وشيكة. إن فريقا من الخبراء الفنيين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومحققي الجمارك وخبراء الطب الشرعي الاختصاصيين في الحواسيب، يقوم حاليا بتنفيذ مجموعة من التحقيقات من خلال التفتيش على شركات التجارة والمؤسسات التجارية، بهدف فهم أنماط المشتريات العراقية.

الخلاصة
وفي الختام، فإنني ألخص الوضع فيما يلي: أنا الآن قادر على أن أرفع تقريري، في مجال الأسلحة النووية – وهي أشد أسلحة الدمار الشامل فتكا – بأن أعمال التفتيش في العراق تمضي قدما. ومنذ استئناف التفتيش منذ ما يزيد قليلا عن ثلاثة أشهر مضت – وعلى وجه الخصوص خلال الأسابيع الثلاثة منذ تقديم تقريري الشفوي الأخير للمجلس - فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أنجزت تقدما ملحوظا في التعرف على ما تبقى من الأنشطة ذات العلاقة بالإمكانيات النووية في العراق، وفي تقديرها لمسألة ما إذا كان العراق قد قام بأي مجهودات لإحياء برنامجه القديم للتسلح النووي خلال السنوات الأربع التي مضت منذ توقف أنشطة التفتيش. وفي هذه المرحلة، يمكننا بيان الآتي:
• لا توجد أدلة على أنشطة نووية مستأنفة في تلك المباني والتي تم تحديدها من خلال استخدام صور السواتل (الأقمار الاصطناعية) فلا مباني أعيد تأهيلها ولا مباني أنشئت منذ عام 1998م، ولا أي إشارة إلى أي أنشطة ممنوعة من تلك الخاصة بالنشاط النووي في المواقع الخاضعة للتفتيش.
• ليس هناك ما يدل على أن العراق قد حاول استيراد اليورانيوم منذ 1990م.
• ليس هناك ما يدل على أن العراق قد حاول استيراد أنابيب الألومنيوم المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي. وعلاوة على ذلك، فحتى لو كان العراق قد اتبع مثل هذه الخطة، فإنه كان سيواجه بصعوبات عملية في تصنيع أجهزة الطرد المركزي من أنابيب الألومنيوم المذكورة.

• بالرغم من أننا ما زلنا نراجع المسائل المتعلقة بالمغناطيسات وإنتاجها، فإنه ليست هناك أدلة حتى الآن أن العراق قد استورد مغناطيسات للاستخدام في برنامج التخصيب بالطرد المركزي.
وكما قررت من قبل، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستستمر قدما في تدقيق كل المسائل المذكورة آنفا وبحثها.
وبعد ثلاثة أشهر من التفتيش الاقتحامي، فإننا لم نجد حتى الآن أي أدلة أو مؤشرات معقولة على إعادة إحياء برنامج التسلح النووي في العراق. ونحن ننوي المضي في إجراءات التفتيش، مستفيدين من كل الحقوق الإضافية التي يخولنا إياها القرار 1441 وكل الأدوات الإضافية التي يمكن أن تتاح لنا، بما في ذلك منصات الاستطلاع وما يمت إليها من التقنيات بصلة. كما نأمل في أن نستمر في تلقي معلومات يمكن العمل طبقا لها من الولايات المتحدة في تفويضنا بهذا الخصوص. ويجب أن ألاحظ أنه في الأسابيع الثلاثة الماضية، ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة للضغوط المتزايدة بلا حد التي يمارسها المجتمع الدولي فإن العراق كان مستعدا للتجاوب والتعاون، خصوصا فيما يخص إجراء المقابلات الشخصية وفي إتاحة الأدلة والقرائن التي يمكن أن تسهم في اتخاذ القرارات التي تهم الوكالة الدولية. وكلي أمل في أن يستمر العراق في مد وتوسيع مدى التعاون وأن يعجل من خطوات تعاونه في هذا السبيل.

إن المعرفة المفصلة لقدرات العراق والتي تمكّن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تجميعها منذ عام 1991م مع الحقوق الموسعة التي يتيحها القرار رقم 1441، – مقرونة بالالتزام النشط من الولايات المتحدة الذي يساعدنا على إنجاز تفويضنا، وكذا المستوى المتزايد من التعاون العراقي حديثا – سيمكننا في المستقبل القريب من تزويد مجلس الأمن بتقييم موضوعي شامل لقدرات العراق المتصلة بالشأن النووي. ومهما كان هذا التقييم موضوعيا، فإننا سنبذل قصارى جهدنا - في ضوء الشكوك الموروثة المتعلقة بأي عملية توثيق، خصوصا في ضوء تاريخ العراق الماضي في التعاون – من أجل تقييم قدرات العراق بطريقة مستمرة كجزء من برنامج المراقبة والتحقق، حتى نزود المجتمع الدولي بتطمينات حقيقية ومستمرة.
--------------------
(أستاذ متفرغ بكلية الهندسة بشبين الكوم – جامعة المنوفية – مصر)
drnabawi@gmail.com



===============



الحلقة الثالثة
-------
البرادعي تهرب من الدفاع عن نفسه وأرسل لنا ردا باسم حملته


12/27/2011

عامر عبد المنعم :

------------------------------------------------------
البرادعي يدافع عن مجموعة الأزمات اليهودية الأمريكية التي تعمل على تقسيم الدول العربية

يدافع عن جورج سورس الذي يريد تشكيل حكومة مصرية موالية لأمريكا

البرادعي أصدر تقريرا ضد مصر بعد عودته من إسرائيل

ركز في تقاريره عن مصرعلى شيطنة مفاعل أنشاص البحثي

استجوب العلماء المصريين في مصر وفيينا وحولهم إلى متهمين

------------------------------------------------------
عندما فتحنا ملف الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كنا نتوقع أن يكون كلامنا صادما لكثير من مؤيديه الذين اعتقدوا أنه الشخص المناسب الذي يتولى حكم مصر بعد الثورة. أثبتنا بالوثائق أن الرجل كان موظفا أمريكيا مطيعا، وخدم الولايات بتقديم الغطاء الدولي من خلاله تقاريره التي لم تكن لصالح الدول العربية والاسلامية.

كان الهدف من النشر هو لفت الانتباه إلى ما نراه خطرا، وأننا أمام مخطط دولي يستغل حالة التغيير التي تشهدها مصر لتعويض خسارة الغرب للموظف حسني مبارك بتصعيد الموظف الأمريكي محمد البرادعي.
قدمنا في العددين السابقين الوثائق الدامغة التي تكشف حقيقة ممارسات البرادعي ضد أمته وكيف قدم التقارير التي استخدمتها الإدارة الأمريكية كغطاء ومبرر لحصار العراق ثم غزوه واحتلاله وقتل وتشريد ملايين العراقيين.
أكدنا بالوثائق دورالبرادعي في التحريض ضد مصر التي يتوهم أن يكون رئيسا لها، وأشرنا أيضا إلى تقاريره ضد الدول العربية.

وفور صدور العدد قبل الماضي اتصل بي متحدث باسم حملة البرادعي، وطلب أن يرسلوا ردا على ما نشرناه، وأخبرني أنهم راجعوا الرد مع الدكتور البرادعي وأخذوا موافقته، فرحبت على الفور مع تسجيل ملاحظتي وهي أنني لم أتعرض لحملة البرادعي، وأن الذي من حقه الرد هو البرادعي شخصيا، ولكن لأنني أعلم أنه لا يستطيع الرد على الحقائق الدامغة، ويعجز عن تفنيد ما ذكرناه، لم نرد ان نحرم القاريء من الاطلاع على الرأي الآخر، خاصة أن مجمل ما جاء في الرد تكرار لتصريحات الدكتور البرادعي المعلنة في أكثر من مناسبة.

ورغم أن الرد تضمن بعض التطاول والسباب لنا ولآخرين نكن لهم كل احترام، فإننا ننشره كاملا (راجع الرد على هذه الصفحة وبقيته في صفحة19) ونعلق على أهم القضايا التي وردت به، لكشف ما قد يلتبس على البعض الذي مازال مترددا في إدراك الدور الحقيقي "لعودة البرادعي" إلى مصر في هذا التوقيت.


1- يحاول الرد أن يُقوِّلنا ما لم نقل
يزعم الرد أننا اتهمنا مساندي البرادعي ومؤيديه على الترشح للرئاسة في وطنيتهم وانتمائهم، وهذا لم يحدث. بل على العكس، نحن نرى أنهم جزءا من الشعب المصري، نستهدفهم بما نطرحه لنقنعهم بصحة موقفنا، وسنظل نسعى لإقناعهم من أجل مصر وبناء نظام سياسي غير تابع لأمريكا.
كما أننا لم نقل إن "البرادعي عميل وجاسوس" كما ورد في الرد فنحن لا نصدر أحكاما بالعمالة والجاسوسية فهذه ليست مهمتنا، إنما دورنا هو رصد التصرفات والسلوكيات، وما إذا كانت لصالح بلادنا أم لصالح أعدائنا.
يزعم كاتبو الرد أننا تحدثنا عما أطلق عليه "سياسة التخوين للقلة التي كانت في ميدان التحرير". وهذا كلام غير صحيح فنحن لا ننظر إلى من كانوا في ميدان التحريرعلى أنهم قلة أو أننا ضد من كانوا في ميدان التحرير. نحن تكلمنا عن القلة التي طالبت بتنصيب البرادعي رئيسا لما سمى "حكومة الإنقاذ الوطني"، هكذا بالتعيين وفرض الأمر على المجلس العسكري وعلى الشعب المصري بعيدا عن الصندوق الانتخابي.

هؤلاء الذين أيدوا البرادعي نرى أنهم قلة بالفعل، ولا يمثلون كل ميدان التحرير كما يدعون، فالحقيقة أن من كانوا في ميدان التحرير لم يكونوا فقط أعضاء حملة البرادعي، وإنما مئات الآلاف من الشباب المصري، الذي ينتمي لكل التيارات، والاسلاميون بكل فصائلهم وأحزابهم: سلفيين وجماعة اسلامية ومستقلين شاركوا منذ اليوم الأول، بل إن الإخوان الذين أعلنوا المقاطعة هذه المرة، شارك أنصارهم في الاعتصام وتواجدوا في الميدان، وليس صحيحا ما ذكره الرد أن التيارات السياسية "خانت وتركت المعتصمين وحدهم بالميدان". ووصم التيارات السياسية بالخيانة يتعارض وما يطالب به كاتبو الرد بعدم استخدام لغة التخوين.

ومن المزاعم التي وردت في الرد أننا اتهمنا" فصيلا كاملا من الشعب في انتمائهم لوطنهم وبالتالي في اتباعهم لدينهم" وهذا لم يحدث بالطبع.


2- تسفيه الخصوم واللعب على أن الشعب المصري لا يقرأ

حاول الرد أن يسفه ما نشرناه من تقارير ووثائق، تكشف مواقف البرادعي والادعاء بأن بعض الاتهامات قالها الدكتور يسري أبو شادي خصم البرادعي، وأن الاتهامات الأخرى المصدر الاساسي لها نظام مبارك وملفات أمن الدولة.

هذه الادعاءات مجرد محاولة خائبة للتضليل ولتصفية حسابات مع العالم المصري الدكتور يسري أبو شادي الذي تطاولوا عليه وسبوه بما لا يليق. فأولا معلوماتنا في العددين السابقين والحالي هي من تقارير البرادعي نفسه والمنشورة على موقع الوكالة، وتعمدنا نشر روابط هذه الوثائق لمن يريد أن يتحقق بنفسه، وثانيا: فإن الدكتور يسري أبو شادي قامة كبيرة وعالم مصري عالمي يستحق التقدير، وليس من حق أحد أن يتهمه بأساليب غير متحضرة لمجرد حسه الوطني وغيرته على بلده وإعلان خلافه مع البرادعي.

أما الادعاء بأن من يخالف البرادعي يردد اتهامات النظام السابق وأمن الدولة فهذه لا تستحق الرد. فاتهاماتنا للبرادعي لم تصدر في تقارير مصرية وإنما في تقاريره هو التي خطها بيده وترتب عليها كوارث ومات بسببها مليونان في العراق، مليون بسبب الحصار ومليون بسبب الغزو الأمريكي المجرم.

3- أكذوبة التوافق على البرادعي
حاول الرد التأكيد على أن إعلان حكومة الإنقاذ الوطني، تم بالتوافق عليها، واختيار 3شخصيات: عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي بالاضافة الي البرادعي، وزعم الرد أنه " لم يقترح أحد بعد أيهما يتولى رئاسة الحكومة وأيهم ينوبه" وهذا ادعاء يجافي ما حدث، فما أعلن هو اختيار البرادعي رئيسا لهذه الحكومة المزعومة، والذين وضعوا أبو الفتوح حذفوا اسمه في اليوم التالي، ووضعوا أبو العلا ماضي بدلا منه. والبرادعي نفسه أعلن قبوله لرئاسة الحكومة، ويوم الجمعة التي قالوا أنها "الفرصة الأخيرة" وأعلن فيها تنصيب البرادعي خرج علينا الرئيس الأمريكي أوباما، وأصدر بيانا يطالب فيه المجلس العسكري في مصر بـ"تسليم السلطة في أسرع وقت ممكن"، وذهب البرادعي والتقي المشير حسين طنطاوي بناء على طلبه، وعرض تولي الوزارة والتنازل عن الترشيح للرئاسة، ولكن المجلس العسكري رفض طلبه وأخبره أنه شخصية لا تحظى بالتوافق.

كان من الواضح أن هناك من يريد الدفع بالبرادعي لقمة السلطة بأية طريقة، مستغلا حالة الغضب الشعبي المشروع من فض الاعتصام بالقوة، وسقوط شهداء ومصابين. وهذا ما اعترضنا عليه وقلنا إن الصندوق الانتخابي هو الحكم وليس أية طريقة أخرى.

4- البرادعي والسفير محمد شاكر
استنكر رد حملة البرادعي وصفنا له بأنه كان مرشح أمريكا ضد المرشح المصري السفير محمد شاكر، وصف الرد هذا الاتهام بأنه" الخدعة المضحكة" ونشروا جزءًا من تصريحات منشورة بإحدى الصحف اليومية بتاريخ 6 ديسمبر 2011. مضمونها أن السفير محمد شاكر برأ البرادعي وأنه معجب به ونفي أن يكون بينهما أي عداء.
ونحن فعلا لا نعرف من الذي يخدع من؟ ومن الذي يراهن على أننا لا نقرأ ولا نتذكر؟

بالتأكيد يحاول السفير محمد شاكر أن يغلق الملف لكونه رجلا دبلوماسيا خبيرا، فهو لا يريد أن يفتح النار على أمريكا ويدخل في خصومة معها، كما أنه لا يريد أن يظل العداء بينه وبين البرادعي مستمرا، مع احتمال أن يقفز على السلطة ويصبح رئيسا.

لكن الضربة الموجعة لمن مازالوا يجادلون في خدعة البرادعي ودورأمريكا في تنصيبه رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد مرشح مصر، هي ما كتبه السفير محمد شاكر بنفسه العام الماضي عن تفاصيل هذه اللعبة الأمريكية، لاستبعاد مرشح مصر وفرض البرادعي. وهذا المقال الذي كتبه السفير شاكر في جريدة الشروق بعنوان" قصتي مع البرادعي" يوم السبت 2 يناير 2010 (منشور بجوار مقالي هذا) لمن يريد أن يعرف كيف أن البرادعي كان مخادعا وأنه كان يستقوي بأمريكا على بلده مصر، لدرجة أنه قدم نفسه في 1997على أنه مرشحا يمثل مصر على عكس الحقيقة، وبعد أن انكشف زيف ادعائه وأن مصر لم ترشحه ورشحت السفير محمد شاكر، لجأت أمريكا إلى حيلة أخرى وهي أن ترشحه المجموعة الأفريقية، وهذا ما تم، وضغطت أمريكا على دول العالم لاختيار البرادعي وفرضته على الجميع.

المقال منشور على الرابط التالي:
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=02012010&id=d3d0b52e-8e86-41f8-b3cd-00cbe1f1c8ee

قال السفير محمد شاكر في مقاله إنه حاول أن يلتزم الصمت ولكن إساءات البرادعي له ومحاولة التطاول عليه هي التي دفعته ليفضح مافعله، ضد مصر، وضده هو شخصيا، وأشار إلى أن البرادعي لم يحفظ للدكتور شاكر الجميل الذي أسداه له عندما رشحه بنفسه لمدير الوكالة ليحل محله- أي الدكتور شاكر- في منصب ممثل مدير الوكالة لدى الأمم المتحدة، وقدمه لمدير الوكالة أثناء حضوره إلى نيويورك.

الغريب ان البرادعي لم يحترم الرجل الذي قدمه وتآمر عليه.

وأدعو للباحثين عن الحقيقة قراءة مقال السفير محمد شاكر، ليكتشفوا من هو الكذاب؟


5- الحرب على العراق

كرر الرد معلومات غير صحيحة مفادها أن البرادعي قال إن "العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل وأن فريقه لم يجد أي دليل على قيام العراق بتصنيع أسلحة نووية أو أية محاولة للسعي لامتلاكها أو حتى محاولة لتخصيب اليورانيوم. وأنه قال ذلك أمام الأمم المتحدة في خطاب مسجل على الانترنت".

هذه الأكذوبة الكبرى كشفناها في المقال الماضي الذي كتبناه بعنوان"إدانة البرادعي بالوثائق" والمقال الذي سبقه بعنوان " نهاية البرادعي". ولكي ننهي الموضوع بما لا يترك مجالا للشك نشرنا النص الكامل للتقرير الذي كتبه البرادعي في 7 مارس 2003 أي أثناء الإعداد لغزو العراق، وهو التقرير الذي تلاه البرادعي في مجلس الأمن، والذي قال فيه إن "العراق ليس لديه أسلحة نووية لحد الآن، ولكن العراق مازال لا يتعاون، وإن الوكالة ستستمر في التفتيش وستواصل التحقيق مع العلماء العراقيين داخل العراق وخارجه". وفي هذا التقرير طالب ما يسمى المجتمع الدولي بالضغط على العراق، بل تمادى في غيه وطالب الحكومات بالتبليغ عن أسماء العلماء العراقيين المتواجدين بها للتحقيق معهم.

خدعة البرادعي في كل تقاريره عن العراق أنه كان يقول: "لم نجد حتى الآن". كل تقاريره منذ توليه وحتى الغزو يستخدم كلمة "حتى الآن". على مدار 13 عامًا والعراق تحت الحصار والتقارير تصدر بهذه الصيغة، وتترك الباب مفتوحا لاستمرار التفتيش.

نشرنا نص تقرير البرادعي الأخير عن العراق حتى يطلع الناس، ليكتشفوا بأنفسهم حقيقة الخدعة التي روجها الإعلام، وقلب فيها الحقائق، وحول البرادعي -الذي تآمر مع بوش- إلى بطل بما يخالف الحقيقة المؤكدة، وحول المؤامرة إلى كذبة كبيرة ثم راح البرادعي يحدثنا عن المثالية في "زمن الخداع".

من يُردْ أن يتحقق بنفسه ويحكم بعقله، فليطلع على نص التقرير الذي نشرناه الأسبوع الماضي بعنوان " النص الكامل لتقرير البرادعي لمجلس الأمن قبل غزو العراق بأيام ". والذي جاء فيه:
* فتشنا كل شيء في العراق ولكن التفتيش لن يتوقف.

* استجوبنا العلماء والموظفين ونأمل من دول العالم أن تمكنا من اجراء مقابلات مع العلماء العراقيين المقيمين بها.
* ننوي المضي في إجراءات التفتيش مستفيدين من كل الحقوق الإضافية التي خولنا إياها القرار 1441
* سنستمر في تلقي المعلومات من الولايات المتحدة الأمريكية
* سنبذل قصارى جهدنا في ضوء الشكوك الموروثة من تاريخ العراق الماضي
* قمنا بالتفتيش الاقتحامي وستقوم الوكالة باستخدام آلات التصوير على مدار الساعة في المواقع
* نطالب المخابرات الامريكية لامدادنا بالتقارير والمعلومات.
* نريد تزويد المجتمع الدولي بتطمينات حقيقية ومستمرة.


6- الملف السوري
زعم الرد أن البرادعي رفض الضغوط الأمريكية للسرعة في إصدار تقرير يتعلق بالملف النووي السوري عام 2008 وهذا الادعاء غير صحيح. لقد أشرت في العدد الماضي إلى التقرير الذي أصدره البرادعي في 2008 الذي حشر فيه سوريا، وأشار فيه إلى أن المبنى الذي دمرته اسرائيل في دير الزور كان مشروعا نوويا. بل ان البرادعي في أكثر من تقرير كان يضع سوريا ضمن ما يسمى محور الشر. وهناك ملف متخم بالتقارير والبيانات المتعلقة بدور البرادعي في تحريض العالم على سوريا وحشرها حشرا في التقارير.


7- الموقف من اسرائيل
حاول الرد عبثا أن يظهر البرادعي مساندا للدول العربية ضد إسرائيل. وهذا غير صحيح.
يزعم البرادعي في الرد أنه نصح الدول العربية بعدم التوقيع على وثيقة حظر انتشار الأسلحة النووية أصلا قبل أن توقع اسرائيل، وهذا غير منطقي، فالدول العربية وقعت وكان البرادعي دبلوماسيا صغيرا، ليس له ذكر وليس له صلة بالملف النووي. وذكر الرد بعض التصريحات التي لاتغني ولا تسمن من جوع، لا تختلف كثيرًا عن تصريحات الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكن الأعجب أن الرد أشار إلى "زيارته لإسرائيل وتصريحاته عن الترسانة النووية الإسرائيلية، وحربه مع اللوبي الصهيوني" والعجيب أن البرادعي عقب هذه الزيارة أصدر تقريرا ضد مصر.


8- التحريض ضد مصر
لم يفعل البرادعي شيئا لإسرائيل وكلامه عنها مجرد تصريحات جوفاء، فلم يتحدث مثلا عن الرؤوس النووية التي تمتلكها إسرائيل، ولم يفضح البرنامج النووي الإسرائيلي، وزيارته لإسرائيل والجلوس مع شارون وقادة الكيان الصهيوني، مجرد زيارة دعائية له وأفادت إسرائيل ولم تضرها.

عاد البرادعي من إسرائيل وفتح النار على مصر وأصدر تقريرًا كان مفاجئًا لمصر، صوَّر فيه مصر وكأنها دولة نووية تقوم ببرنامج سري. التقرير موجود على موقع الوكالة الدولية على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/OurWork/SV/Safeguards/es/es2004.html

وبعد هذا التقرير انهالت فرق التفتيش على مصر وعقدت مقابلات مع العلماء المصريين في مصر وفي فيينا، وأصدر
بعد ذلك العديد من التقارير التي تثير الشكوك حول برنامج مصري سري.

كنت في المقال السابق قد نشرت ما فعله البرادعي في تقرير عام 2008 وكيف أنه كرر حشر اسم مصر ضمن محور الشر وزعمه العثور على آثار لليورانيوم المخصب في إنشاص، ونشرت رابط التقرير لمن يريد أن يتأكد وهو على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/OurWork/SV/Safeguards/es/es2008.html
لكن اللافت للانتباه أن البرادعي كان يستهدف المفاعل التجريبي البحثي في أنشاص، والانطلاق منه كسبب للتحقيق مع كل العلماء المصريين لتجميع أية معلومات تفيد في الضغط على مصر وابتزازها، وبسبب تقاريره طورد العلماء المصريين وتحولوا إلى مشتبه بهم.


9- موقفه من الإسلام
حاول الرد أن يخفف من وقع تصريحات البرادعي في حواره مع نيويورك تايمز، التي تكشف عن شخص لا ينتمي لأمته وكاره لهويته، واستطرد في تبرير هذه التصريحات الصادمة، وحاول أن يدلل بالقرآن وقول للشيخ الغزالي على أشياء بعيدة عن الموضوع.

فهل الإصرار على أن يجادل أمه يوميًّا لتخلع الحجاب، وقوله إن حجاب أمه أصبح موضوع نزاع يومي بينها وبينه من الإسلام؟

وبعيدًا عن اللف والدوران، هو قال إن الدين ليس مهما في حياته، فهل هذا القول يليق بمن يريد أن يتولى على شعب مصر؟

وهل التردد على البار الايرلندي هو من باب التعايش مع الآخرين كما يبرر الرد؟

وهل عندما يقول إن أول صديقة شخصية له ( girlfriend) كانت يهودية دليلا على أنه يحب التعايش؟ وهل علي المسلمين أن يأخذوا بتعاليم البرادعي ويصاحبوا اليهوديات ليؤكدوا أنهم يحبون التسامح ويحبون التعايش؟!
لا أعتقد أن هذا الكلام يقف على ساقين. ومن يريد أن يحكم بنفسه عليه أن يرجع إلى نص الحوار الذي نشرناه العدد قبل الماضي بعنوان " نص حوار البرادعي مع نيويورك تايمز الذي يكشف عن هويته". فهو لا يحتاج إلى شرح أو تفسير.


10- موقف البرادعي من العقيدة القتالية للشعب المصري

أغرب ما قرأته في الرد هو التأكيد على ما قلناه حول سعي البرادعي لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، وعدم نفي تصريحاته التي أدلي بها للإهرام، والتي حصر مهام الجيش في مكافحة الجريمة المنظمة والارهاب والحرب الأهلية. واستبعاد اسرائيل كعدو.

كرر الرد موقف البرادعي وادعى أن كل جيوش العالم تحتوى على وحدة لمكافحة الارهاب، وادعى أن "عندنا أعظم فرقة لمكافحة الارهاب في العالم" وعن فكرة الحروب الأهلية ضرب مثلا بمعركة الجمل، ولم يشر الرد بأي لفظ إلى دور الجيش الأصلي في مواجهة الخطر الخارجي، وخاصة إسرائيل. يعني إصرار على استبعاد إسرائيل وشطبها من خانة الأعداء.

لماذا يريد البرادعي أن يستبعد اسرائيل من كونها هي العدو؟ مازال السؤال مطروحًا.
وهذا يجعلني أسأل أي مواطن ينتمي لمصر، هل ترى أن يقتصر دور الجيش علي مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب والحرب الأهلية؟


11- علاقتة بمجموعة الأزمات الدولية اليهودية الأمريكية

ما ورد في ردِّ البرادعي يؤكد ما نقوله، لم يتنصل من المجموعة وإنما التأكيد على أن هذه المجموعة اليهودية الأمريكية مجموعة عظيمة وبها أكبر مفكري العالم، وكال لها المديح، وكرر ذات الكلام الذي يقوله الإعلام اليهودي عن هذه المجموعة، وراح يستطرد في أسماء بعض المشاركين فيها، وتاريخها، والمزاعم عن دورها العظيم وغير ذلك من الدعاية التي يخجل اليهود أنفسهم عن قولها.

فهذه المنظمة أسسها يهود أمريكيون وأوربيون للتخديم على السياسة الأمريكية اليهودية في العالم، ودورها ليس لحل النزاعات وإنما لافتعال النزاعات وتضخيمها. وتاريخ هذه المنظمة أسود، فهي التي بدأت الحملة لفصل جنوب السودان، وهي التي شنت الحملة لفصل دار فور، وتسعى حاليا لتفكيك شمال السودان، وهي التي تلعب دورًا شريرًا في أكثر من بلد عربي. ونشرنا جانبًا من أنشطتها في المقال الأول.

من المعلوم أن قادة المنظمة يهود وبها ممثلون إسرائيليون منهم: الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وستانلي فيشر محافظ بنك إسرائيل وشلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي السابق وناحوم برناع المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية
وينفق عليها اليهود بشكل أساسي ومن أبرزهم جورج سوروس.


11- الدفاع عن جورج سوروس
أخطر ما ورد في الرد هو افساح مساحة كبيرة للدفاع عن الملياردير اليهودي جورج سوروس، لص البورصات العالمية وواجهة المخابرات المركزية الأمريكية، المتهم بمحاولة سرقة الثورات لتشكيل حكومات عميلة لأمريكا بدون حرب. فعل ذلك في أوكرانيا وينفق من الأموال التي استولى عليها على منظمات مشبوهة في العديد من الدول، لتشكيل مجموعات شبابية تستخدم كطوابير مساندة لتنفيذ مخطط أمركة العالم.
جورج سوروس هو الذي تسبب في انهيار البورصات الآسيوية في التسعينات وحاول إسقاط حكومة مهاتير محمد، وتاريخه كله مؤامرات، وما يخططه لمصر ليس سرا من الأسرار فهو معلن، ومعروف.
إن تورط البرادعي في الدفاع جورج سورس يؤكد الاتهامات المنشورة في وسائل إعلام أجنبية عن تورط البرادعي في مخطط جورج سورس للسطو على الثورة المصرية، مستعينا بالإعلام الممول من الخارج الذي سنكتشف مع الأيام أن هذه الملايين التي يتم ضخها في الإعلام ليست بعيدة عن جورج سوروس ومنظمات "المجتمع المفتوح" التي ينفق عليها لتشكيل حكومات بـ"الطريق اللاعنفي".
من النقاط التي لم أفهمها في رد البرادعي ما جاء في نهاية الرد: "لقد أخطأتم مراراً وتكراراً، كان آخرها الشائعات المضللة التي أطل بها علينا الشيخ حازم شومان واعتذر بعدما تبين له خطؤه، فهل ستسيرون على هذا النهج تخطئون ثم تعتذرون ؟إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
أنا فعلا لا أعرف ما هي الأخطاء الكثيرة، ومن هم الذين أخطأوا، كما لا أعرف ماهي علاقة الشيخ حازم شومان بالموضوع؟ ولا أعرف ماهو هذا الخطأ؟ ولا أعرف أنه اعتذر؟
***
ما أريد أن أختم به هذا المقال أن هذا الرد أزعجني، ليس لأن به معلومات وآراء مفيدة، لكن لمحاولته بكل جرأة، تحدي ثوابتنا الوطنية والإسلامية، والسعي لتمرير المخطط المفضوح المعادي للأمة وكأن شيئا لم يكن.
هناك من يشاركون في المخطط إما عن قصد وسوء نية، وهناك أيضًا من يشاركون وينخرطون بدافع الحماس، ولكن تنقصهم الدراية وربما يستخفون بالمخاطر. لكن ما أراه بيقين إن هذا السعي لن يكتب له النجاح لأن التربة المصرية عصية على الاختراق، ولم يعد يصلح معها هذا النبت القادم من الغرب، ومحاولات الإعلام المتأمرك لتسويق المكر المعادي ستفشل لا محالة. فشباب مصر الذي أبهرنا في ثورة يناير وأخرج أروع ما في مصر من قيم وحمية ونخوة لا يمكن خداعه.
لن يفلح مخطط جورج سورس في السيطرة على مصر، وكما أسقطنا نظام مبارك، أكبر نظام عميل لأمريكا في العالم العربي سنسقط أي محاولة لإعادة تشكيل نظام جديد تابع للبيت الأبيض، ومن يظن أنه أذكى من الشعب المصري فهو وأهم.
إن الشعب المصري أوعى مما يتخيلون، وأقوى مما يظنون.
الشعب الذي قدم الشهداء لتحرير مصر من التبعية لأمريكا لن يقبل أن يختطفها جورج سوروس والمخابرات المركزية الأمريكية.

==============



مقال السفير محمد شاكر الذي يفضح لعبة أمريكا لترشيح البرادعي
------------------------------------


قصتى مع الدكتور البرادعى


بقلم السفير محمد شاكر
جريدة الشروق
2 يناير 2010
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=02012010&id=d3d0b52e-8e86-41f8-b3cd-00cbe1f1c8ee

اطلعت على سلسلة الأحاديث التى أجراها الأستاذ جميل مطر مع الدكتور محمد البرادعى ونشرتها جريدة «الشروق». وفيما يتعلق بشخصى توقفت عند الجزء الثانى من هذا الحوار فى العدد 324 المنشور بتاريخ 23 ديسمبر 2009، والذى تناول ظروف ترشيح د.البرادعى مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية وما تضمن اندهاشه لترشيح «شخص آخر» من مصر، وإنه أرجع هذا الترشيح إلى ما سماه «علاقات شخصية» الأمر الذى كما عبر «قد حزَّ فى نفسه». وبما أن بعض الصحف القومية قد نشرت إننى كنت مرشح مصر لهذا المنصب المهم، فقد رأيت لزاما على أن أوضح الصورة من خلال صحيفتكم الغراء التى أرجو أن تفسح لى مكانا للرد على ما قيل. وسأحاول من جانبى ألا أطيل ولكن دون إهمال للعناصر الرئيسية فى الموقف، إذ بمثل ما شعر د. البرادعى بالمرارة لترشيح شخص آخر غيره من مصر بقدر ما أشعر أنا أيضا بالمرارة لأن صديقا وزميلا مثل البرادعى يتجاهل تماما مؤهلات هذا المرشح وتخصصه فى المجال النووى، وكما لو كانت علاقاتى الشخصية هى سندى الوحيد لمحاولة تبوؤ هذا المنصب الرفيع. ويذكرنى د. البرادعى بمقال قرأته خلال فترة ترشيحى فى بداية عام 1997 فى دورية متخصصة فى الشئون النووية Nucleons Week جاء بها أن ترشيحى وقتذاك للوكالة هى مكافأة لى من الرئيس حسنى مبارك بمناسبة قرب موعد تقاعدى بعد أكثر من ثمانى سنوات كسفير لمصر فى لندن، ولم يذكر المقال على الإطلاق أيا من مؤهلاتى المعروفة فى المجال النووى مثلما فعل البرادعى تماما. لذا أستسمح القارئ فى سرد هذه الخبرات والمؤهلات باختصار شديد بادئا بالأحدث ثم الأقدم:

* سفير مصر فى لندن 1988ــ1997 توليت خلالها عضوية المجلس الاستشارى لشئون نزع السلاح للسكرتير العام للأمم المتحدة لمدة ست سنوات ورئاسة المجلس عام 1995.

* سفير مصر فى فيينا ومحافظ مصر فى مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية 1986ــ 1988، توليت خلالها رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة لتشجيع التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية فى جنيف فى مارس1987.

* مندوب مصر المناوب بدرجة سفير لدى الأمم المتحدة 1984ــ 1986، ونائب ممثل مصر لدى مجلس الأمن 1984ــ 1985، وتوليت خلالها رئاسة المؤتمر الثالث لمراجعة معاهدة منع الانتشار الأسلحة النووية وكان مؤتمرا ناجحا للغاية بسبب روح الفريق وقيادتى التى أدرت بها هذا المؤتمر.

* ممثل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.هانز بليكس لدى الأمم المتحدة 1982ــ1983، حيث اختارنى المدير العام من بين 40 مرشحا لهذا المنصب. وقد أمضيت هذه الفترة مُعارا من وزارة الخارجية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسأعود حالا لهذا المنصب لأنه كان المدخل للدكتور البرادعى للعمل بالوكالة والتدرج فيها إلى مناصب أعلى.

* دكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة جنيف عام 1975 عن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وقام ناشر كبير بالولايات المتحدة بنشرها فى ثلاثة أجزاء عام 1980، وتعتبر المرجع الرئيسى للمعاهدة وتفسيرها وتطبيقاتها، ونظرا للطلب المتواصل والمتزايد على هذا الكتاب جارى الاتصال بالناشر بنيويورك لإعادة طبعه قبل مؤتمر المراجعة فى مايو 2010 فى نيويورك. وعند التحاقى بالوكالة ولقائى الأول بمدير الوكالة فى مكتبه وجدت الكتاب بأجزائه الثلاثة فى منتصف رفوف الكتب وراء مقعده مباشرة.

سأكتفى بهذا القدر وأعود مرة أخرى لمنصب ممثل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى الأمم المتحدة بنيويورك،حيث إنى بعد ما وافقت على اقتراح د.بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية حينذاك بإنهاء إعارتى والعودة إلى الخارجية وتقلد منصب المندوب المناوب فى نيويورك اعتذرت لمدير الوكالة الدولية عن الاستمرار فى العمل بها حيث كان ينوى نقلى إلى فيينا لتولى منصب مدير العلاقات الخارجية للوكالة، وهو من أهم المناصب بالوكالة..

وشرحت له أنه قد تم ترقيتى لدرجة سفير،وبالتالى أرغب فى العودة إلى الخارجية لاستئناف عملى، وإن كنت فى نفس الوقت شعرت أنى فى حاجة إلى العودة إلى قواعدى حتى يمكن لى مستقبلا ربما الترشيح لمنصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد التمرس فى مناصب مختلفة، وهو المنصب الذى كان سيخلو يوما من الأيام عاجلا أم أجلا. للتخفيف من وقع تركى الوكالة بعد 15شهرا فقط من العمل بها وعدت مديرها بترشيح زميل مصرى وعلى قدر كبير من الخبرة ليعمل محلى، فقد كنت حريصا على ألا يضيع هذا المنصب من مصر خاصة أن مدير الوكالة كان معجبا بالدبلوماسية المصرية وبالدبلوماسيين المصريين الذين عرفهم.

وبعد أيام من قرارى بالعودة إلى الخارجية وقبل تولى منصب المندوب المناوب لمصر فى الأمم المتحدة فاتحنى د.البرادعى فى أمر ترشيحه ليحل محلى فى منصب ممثل مدير الوكالة لدى الأمم المتحدة وكذلك مقابلة المدير العام عند مجيئه إلى نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة، ولم أتردد لحظة فى الاستجابة لطلبه، وهو ما تم بالفعل.. وإن كان المدير العام أسر لى بأنه نظرا لصغر سنه فإنه قد يعينه فى وظيفة أو درجة أقل بفيينا ولكنى شجعته على اختياره لنيويورك، وذكرت له أننى على يقين أنه لن يجد أفضل منه لتولى منصب ممثل المدير العام فى نيويورك، وقد كان، حيث تدرج د.البرادعى بعد ذلك فى مختلف المناصب بالوكالة إلى أن خلا منصب المدير العام فتقدم بترشيح نفسه وأخطر القاهرة بذلك عن طريق سفيرنا فى فيينا. وعند علمى بقرب خلو منصب المدير العام، أخطرت سفيرنا فى فيينا ووزير خارجيتنا السيد عمرو موسى بأنى أرغب أيضا فى الترشح لهذا المنصب، وفى اتصال تليفونى مع الوزير عمرو موسى ذكر لى أنه جار تشكيل لجنة للنظر فى الترشيحات لمنصب مدير عام الوكالة الدولية، وأضاف أن الترشيح مفتوح للجميع وأنه إذا ما تقدم ملحق دبلوماسى بطلب للترشيح لهذا المنصب سيرسل أيضا بهذا الطلب إلى اللجنة المذكورة لفحصه مع الترشيحات الأخرى.

وقد علمت أن اللجنة انتهت إلى تفضيل ترشيحى، وان ترشيح اللجنة هذا كان بناء على المؤهلات العديدة التى ذكرتها من قبل. وقد وضعت مصر ووزارة الخارجية كل إمكانياتها لتأييدى. وقبل بدء التصويت فى مارس 1997انسحب كل المرشحين الآخرين ما عدا المرشح السويسرى وكان عالما للذرة. وحصلت فى التصويت النهائى على عدد أصوات أكبر من المرشح السويسرى (20 صوتا، وليس 15 كما ذكر البرادعى فى حديثه لـ«الشروق» وكان من الذين أيدونى روسيا والصين وفرنسا.. ولكنها لم تكن كافية للحصول على الأغلبية اللازمة.

وهناك حقيقة أخرى مهمة تستحق التسجيل وهى أن مصر امتنعت عن التقدم بمرشحها لانتخابات الوكالة لحين أن يبت مجلس الأمن فى أمر إعادة ترشيح د بطرس غالى لفترة جديدة كسكرتير عام للأمم المتحدة وهو ما رفضته الولايات المتحدة الأمريكية. إذ كان من المستحيل على مصر الحصول على المنصبين فى وقت واحد، وقد أكد لى سفير هندى سابق فى الوكالة Amrik Mehta وسكرتير عام مؤتمر جنيف للاستخدامات السلمية المشار إليه أعلاه والذى توليت رئاسته بأن الدكتور البرادعى انتهز هذه الفترة الحرجة وقبل ترشيح اسمى رسميا للترويج لترشيحه على أساس أنه مرشح مصر مما أثار بلبلة فى أوساط الوكالة عند تقدمى بالترشيح، وهو ما يفسر استفسار الوكيل المختص بالخارجية الفرنسية من السفير على ماهر عندما ذهبنا لمقابلته سويا فى باريس فى شهر يناير 1997 للتعريف بى وتقديمى للخارجية الفرنسية عما إذا كانت مصر لها مرشحين اثنين للمنصب مما أثار امتعاض السفير على ماهر الذى ذكر له بأننى المرشح المصرى الوحيد لذا أتينا لمقابلته.

وأخيرا لابد أن يتساءل أى مراقب موضوعى لماذا أراد البرادعى أن يكون هو المرشح المصرى الوحيد وكأن ترشيح أى مصرى آخر يعد جريمة فى حقه، أليس ينادى اليوم بأن الترشيح للرئاسة حق لكل مصرى وليتنافس المتنافسون؟

ومن الجدير أن أذكر القارئ أنه عند حصول البرادعى على جائزة نوبل للسلام نشرت مقالا فى مجلة وجهات نظر فى نوفمبر 2005 بعنوان «الوكالة والجائزة» قلت فيه «إن على كل مصرى أن يفخر بهذه الجائزة» كما قلت «إنه من الطبيعى أن يحس كل من عمل بالوكالة أو ارتبط بها من قريب أو بعيد أنه معنى بهذه الجائزة»، وقد كنت من أوائل الذين قدموا التهنئة إلى البرادعى، كما شاركت فى جميع المناسبات التى احتفت فى القاهرة ومنها حفل تقليده قلادة النيل فى رئاسة الجمهورية بحضور السيد الرئيس مبارك. والتزمت الصمت طوال الفترة الماضية ولم أكن أنوى الحديث عن تلك الفترة المؤلمة إلا فى مذكرات قد أكتبها عن مهنتى الدبلوماسية التى امتدت لأكثر من لمدة 41 عاما حتى تركت منصبى فى لندن.

وختاما فإننى أعتز كل الاعتزاز بفترة عملى فى لندن وتمثيلى لمصر حيث غادرت لندن عام 1997 مع حب وتقدير جالية مصرية عديدة وجالية عربية أعتز بها، وبدأت انغمس فى شئون وطنى وفى العمل الأهلى والحزبى وأحسست عن قرب بالمشكلات والتحديات التى تواجه وطننا العزيز، مما عوضنى كثيرا عن أمل راودنى لسنوات طويلة دون أن يتحقق بسبب طموحات ومنافسة لم تكن فى الحسبان وأتت لى ممن لم أتوقعه.. وأخيرا مرحبا بالدكتور محمد البرادعى بمناسبة عودته لأرض الوطن وعودته للمعترك السياسى المصرى.
========



الحلقة الرابعة
-------

مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
دور تخريبي "لمجموعة الأزمات الدولية" ومؤسسة "المجتمع المفتوح"
"قبضة اليد" شعار جنود سوروس في دول العالم ومنها مصر


عامر عبد المنعم


كانت أمريكا تعد للإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك من خلال ثورة ملونة للإتيان بنظام حكم عميل يحفظ للولايات المتحدة مصالحها ويضمن استمرار تبعية مصر للبيت الأبيض، واستعدت أمريكا لذلك باختراق مصر وتجنيد شخصيات، ومنظمات ومجموعات شبابية، لكن اندلاع الثورة التونسية وفرار زين العابدين بن علي، كان قوة الدفع التي جعلت الشعب المصري يخرج ويطيح بمبارك، ويطيح بالحلم الأمريكي في السيطرة على الثورة، كما كانت تخطط.
ومنذ سقوط مبارك ومعركة لوبي أمريكا وطابورها في مصر لم تتوقف لانتزاع قيادة الثورة. استغلوا حالة الغضب في التحريض على الفوضى، سعوا بكل الوسائل لفرض حكومة منهم دون الرجوع للشعب، حتى فوجئنا بمحاولة تنصيب البرادعي من قلة اعتصمت بميدان التحرير، ليكون رئيسا لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، وتكرر نفس النهج في اعتصام مجموعة من شباب 6 أبريل بشارع مجلس الوزراء وطالبوا بتنصيب البرادعي أيضا، دون احترام للإرداة الشعبية والصندوق الانتخابي.
لكن التطور الذي حدث خلال الأسبوع الماضي، هو تفجر العنف في ميدان التحرير ومحاولة إدخال البلاد في دوامة وحلقة مغلقة من الفعل ورد الفعل، والذي تنتج عنه كوارث تدمي الضمير الوطني.
لا يجب أن ننشغل بالنتائج ونغرق في تفاصيلها رغم أهميتها، وإنما علينا أن نبحث فيما وراء الصورة لنعرف ملامح المخطط المعادي لنواجه التحديات بكفاءة.
المؤامرة التي نواجهها الآن واضحة، ومعلنة، إنها محاولة من المخابرات الأمريكية للسطو على الثورة، وتنصيب البرادعي حتى ولو بالتخريب، ومنع مصر من بناء نظامها السياسي عبر الصندوق الانتخابي، وتفويض الملياردير اليهودي جورج سوروس للقيام بالمهمة.
نعم جورج سوروس الذي يعمل معه البرادعي - في مجموعة إدارة الأزمات الدولية- ويدافع عنه ويزعم أنه رجل عظيم.

من هو؟
جورج سوروس، ملياردير يهودي أمريكي، احترف المضاربة في البورصات العالمية، وأدمن الاستيلاء على المليارات من الشعوب والدول بأساليب خادعة وحيل متنوعة، كادت أن تسقط حكومات.

في عام 1992 أتهم بالمضاربة على الإسترليني في بريطانيا وكسب من وراء هذه العملية أكثر من مليار دولار. وفي التسعينات كان وراء أزمة النمور الآسيوية، وتسبب في خسائر بالمليارات وهرب هو بمليارات.

الغريب أن سوروس الذي احترف السطو على البورصات وتخريب العملات، تحول فجأة إلى متعهد لإسقاط حكومات العالم، والمشاركة بشكل عملي في تشكيل ما سمي بـ"النظام العالمي الجديد".

أنشأ سوروس منظمة "المجتمع المفتوح" التي لها فروع في معظم دول العالم للاتصال المباشر وإدارة الشبكات التي تم تجنيدها، والعمل على استقطاب المزيد.

لم يكتف سوروس بذلك وإنما يمول ما يسمى بـ "الصندوق الوطني للديمقراطية" الذي يمول أنشطة تجنيد الشباب في 90 بلدا.

ويمول سوروس أيضا "مجموعة الأزمات الدولية" وهي مجموعة يهودية تضم يهود أمريكا وأوروبا، بل وإسرائيل، وهي أخطر مؤسسة تعمل الآن لتفكيك الدول العربية، وهذه المؤسسة هي التي قادت الحملة لفصل جنوب السودان، وهي التي بدأت الحملة لفصل دار فور، وتعمل الآن لإثارة النعرات القبلية في شمال السودان، وتسعى لتقسيم اليمن، والعراق.

وهناك أيضا منظمة باسمه "مؤسسة سوروس" تعمل في معظم دول العالم، ومعلومات أخرى معلنة عن وجود 20 مؤسسة تابعة لسوروس تعمل في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، و30 فرعا في دول أخرى.
ما سبق يؤكد أننا أمام إمكانيات دولة، وليس مجرد ثري يملك المليارات.

سوروس ليس من مؤيدي بوش وإنما يساند الديمقراطيين، ومع هذا فهو شريك ديك تشيني في شركة هاليبرتون التي كسبت المليارات من غزو العراق.

تزايدت أهمية جورج سوروس وما يطرحه من صناعة حكومات عميلة بدون حرب وتدخل عسكري، مع الانتكاسات العسكرية للجيش الأمريكي في العراق وفي أفغانستان، واستمرار الخسائر العسكرية الفادحة للقوات الأمريكية، وحالة الانهيار الاقتصادي الناتجة عن الحرب.

وقف سوروس خلف المعارضة التي أطاحت بالرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفتش، فواصل الكرة مع المعارضة في روسيا وجورجيا وأوكرانيا وفنزويلا، وأنفق الملايين على أحزاب وجماعات تعمل لصالح أمريكا.

سوروس ويهود آخرون ينفقون على أخطر مركز يقوم بتدريب المجموعات الشبابية وإعدادها لتنفيذ مخطط أمركة الدول العربية وهو مركز "كانفاس" الموجود في صربيا. هذا المركز الذي تخرجت منه المجموعة التي فجرت الأحداث الأخيرة في شارع مجلس الوزراء وهي التي نظمت محاولة اقتحام وزارة الدفاع أكثر من مرة، ثم وزارة الداخلية في معركة محمد محمود. وخريجو "كانفاس" سيواصلون افتعال الأزمات لإدخال مصر في الفوضى الخلاقة التي تنبأت بها كونداليزا رايس.

قد يتعجب البعض ويتساءل عن قوة مؤسسات سوروس وكيف وصلت إلى هذه الدرجة من التأثير في مصر. وكيف أن اسم سوروس صعد فجأة؟

بالتأكيد فإن هذا التأثير لم يكن عمل يوم وليلة وإنما حصاد جهد سنوات ودراسة واختبارات، ويمكن تلخيص ما قامت به مؤسسات جورج سوروس كالتالي:

تجنيد مجموعات شبابية وتدريبهم
خلال السنوات الأخيرة بدأت المنظمات التي يقودها جورج سوروس، في توسيع عمليات التجنيد وتشكيل المجموعات الشبابية، بوسائل وطرق شتى.
تم تنفيذ تشكيلة واسعة من برامج التدريب والمؤتمرات وورش العمل للشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما، داخل البلدان المستهدفة وانتقاء العناصر التي أثبتت القابلية للتعاون والمستعدة للسير وفقا للأجندة، والتوجيه الدائم، وتسفيرها للخارج للمشاركة في مؤتمرات وورش عمل في أمريكا والدول الأوروبية.

بعد عمليات التدريب وانتقاء العناصر التي تم ترويضها، يتم تأسيس مراكز للعناصر المدربة على أنها منظمات تابعة للمجتمع المدني، وخلال سنوات قليلة تم تأسيس شبكة واسعة من المنتفعين والمستفيدين من مؤسسات سوروس.

ومع الوقت أصبح الطريق لتأسيس مركز أو جمعية ممولة من شبكات جورج سوروس وغيرها من الخاضعة للنفوذ الأمريكي، لا يتطلب سوى ورقة يضع فيها الشخص بياناته ورقم تليفونه.

استهدف جورج سوروس الكثير من اليساريين السابقين وأغدق عليهم بالأموال، بل يتم تأسيس المراكز للأعضاء وزوجاتهم أيضا.

لقد تكاثرت هذه المراكز الممولة كالفطر وتتحرك بشكل جماعي وفقا لتوجهات محددة، وكلها تقريبا ترفض الهوية الإسلامية وفي نفس الوقت تدافع كلها عن مواثيق الأمم المتحدة.
قامت هذه المراكز باستقطاب المزيد من الشباب وتوريدهم للمتعهدين لانتقاء الملائم منهم.
كانت المواصفات المطلوبة في العناصر التي يتم تصعيدها أن لا يكون له انتماءات دينية، ولهذا كان التركيز على بقايا اليسار.

التأهيل ورفع الكفاءة التقنية
تقوم هذه المؤسسات بعقد مؤتمرات وورش عمل للتدريب على استخدام وسائل الإعلام الحديثة، خاصة الانترنت ورفع كفائتهم في استخدام الشبكة في التواصل وتنسيق التحركات وشن الحملات الإعلامية والتوسع في كسب الأنصار.

صناعة قيادات وزعامات جديدة
كان التركيز الدائم لشبكات جورج سوروس على صناعة قيادات شبابية من خلال وسائل الإعلام الممولة خارجيا، وتلميع العناصر التي لها مواقف واضحة ضد الإسلام، وتقديمها للمجتمع كرموز مدافعة عن الحرية ومطالبة بالديمقراطية.

السيطرة على الإعلام
تمت أمركة الإعلام من خلال ضخ ملايين الدولارات لإصدار صحف وفضائيات، وتشكيل طابور من الإعلاميين المستعدين لتنفيذ الأجندة الأمريكية، والإغداق عليهم بمرتبات خيالية.
وهذه الوسائل الإعلامية هي رأس الحربة في المخطط الأمريكي، حيث تلعب أدواراً عديدة تخدم المكر المعد سلفاً، فهي التي تقوم بصناعة الزعامات الزائفة وتفرض علينا نوعيات من البشر على أنهم قادة الرأي والفكر، ومن الناحية الأخرى تقود هذه الوسائل حملة تشويه للخصوم وللإسلام والتخويف منه، ولأن مواجهة الإسلام كدين في مجتمع متدين قد يقلب الدنيا عليهم، فإن خطتهم هي شيطنة الشخصيات والقيادات الإسلامية، وإثارة قضايا مسيئة لتعويد الناس على الاستهزاء بالإسلام.
والتمويل هنا قد يكون مباشراً، وهو ما أثار الجدل مؤخرا حول مصدر هذه الملايين التي تمول صحفاً وفضائيات، وقد يكون التمويل غير مباشر عن طريق رجال أعمال يدورون في الفلك الأمريكي لصحف بعينها ولصحفيين وإعلاميين يخدمون مخطط جورج سوروس.

السيطرة على الشارع
الثمرة التي تنتظرها المخابرات المركزية الأمريكية، هي تشكيل حكومة من الشخصيات المرتبطة بالمشروع الأمريكي، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالسيطرة على الشارع والقدرة على تنظيم المظاهرات، وتوجيهها، ولهذا يتم تمويل أحزاب وائتلافات لتشكيل امتدادات شعبية تساهم في تفعيل أي تحرك.

شعار تلاميذ سوروس
ما فعله سوروس ليس تشجيعاً للديمقراطية كما يدعي، بل نجاح في تأسيس طوابير من الشباب تخدم أمريكا، لا يدافعون عن قضاياهم المحلية، ولا يرفعون علم بلادهمـ وإنما يرفعون شعار سوروس وكأنهم أعضاء في حلف عسكري دولي.
تلاميذ سوروس في كل بلدان العالم والذين يأخذون منه المال يرفعون شعار "قبضة اليد".
وبمراجعة شعارات حركات المعارضة في صربيا، وجورجيا وروسيا وفنزويلا سنكتشف أنها جميعها ترفع شعار "قبضة اليد".

في مصر نشاهد هذا الشعار مرفوعاً من بعض المشاركين في ميدان التحرير، وفي المغرب تستخدم حركة 19 فبراير "قبضة اليد" شعارا لها، وفي البحرين استخدمت حركة 14 فبراير ذات الشعار.

وفي تصريحات للمدير التنفيذي لمعهد سوروس في صربيا قال إن شعارنا " القبضة" مرفوع الآن في 12 دولة.

هذا الجيش الذي ينفق عليه سوروس يستخدمه لوقف المسار الانتخابي، الذي سيأتي بالإسلاميين وقوى شعبية بعيدة عن النفوذ الأمريكي، ويستخدمهم كأدوات لهدم الدولة واستخدام الإعلام الممول لمساندتهم، وإكمال مهمتهم.

ولذلك هم ضد الانتخابات، وهم يرفضون الحكم العسكري والمدني أيضا، إنهم فوضويون، ليس لهم برنامج للبناء ولا يعرفون غير الهدم.

ما ذكرناه مجرد معلومات سريعة للفت الانتباه إلى ما يدبره الآخرون حتى نكون على بينة، ونتحسس موضع الأقدام. وعلى من يريد معرفة المزيد عليه أن يبحث في جوجل ليكتشف كمًّا هائلاً من المعلومات تفيد في معرفة المكر المعادي، وهذه المعرفة ضرورية لتفويت الفرصة على أية محاولة للانقلاب على الثورة، ولمعرفة طبيعة المنظمة التي انتمى إليها د.البرادعي، ومن هو صديقه اليهودي-سوروس- الذي يتحدث عنه بصفته رجلاً يفعل الخير!.

إن الطريق الوحيد للقضاء على كل المؤامرات هو نقل السلطة عبر الصندوق الانتخابي وفقط، وتمكين الشعب من اختيار برلمانه ورئيسه عبر الانتخابات.

الشعب هو صاحب القرار في مصر الجديدة وأية محاولة لاستبعاد الشعب مصيرها الفشل بإذن الله.



=========

الحلقة الخامسة
--------

إسرائيلي يعمل في جوجل يشرف على تدريب مجموعات مصرية لاختطاف الثورة
شبكة يهودية تدير مراكز وجمعيات لتجنيد الشباب من مصر ودول العالم
ملايين الدولارات لصناعة جيوش من الشباب يخدمون الأجندة الصهيونية
إسرائيلي يعمل في جوجل يشرف على تدريب مجموعات مصرية لاختطاف الثورة
فريدوم هاوس، ومومفمنتس، والمعونة الأمريكية، في مقدمة المنظمات المتورطة



عامر عبد المنعم



أمريكا ويهود العالم يقاتلون بكل قوتهم لمنع الشعب المصري من تشكيل نظام الحكم الجديد على أسس وطنية مستقلة، ويقف الغرب كله مع البيت الأبيض لمنع مصر من التحرر الحقيقي والتخلص من الهيمنة الغربية.
لا يظن أحد أن أمريكا هناك خلف المحيط، فأمريكا هنا في قلب مصر وتستخدم المخابرات المركزية الأمريكية كل أدواتها في معركتها لتنصيب رأس لمصر. وأي سياسي محب لوطنه ولدينه عليه أن ينظر إلى المكر المعادي ولا ينشغل بالتفاصيل التي يسعى المخطط الأمريكي لاغراقنا فيها.

نحن نواجه تحالفاً واسعاً من المخابرات الأمريكية والغربية والأثرياء اليهود لمنع مصر من الخروج من عنق الزجاجة، ولن يتورعوا عن ارتكاب الجرائم لتنصيب حكم عميل أو إدخال البلاد في الفوضى.

أمريكا والغرب لن تترك مصر تفلت من قبضتها بسهولة كما يتخيل البعض، كما أن غرف العمليات الموجودة في مصر تستخدم كل أدواتها من إعلام ومجموعات مدربة وسياسيين تم تجنيدهم، لافشال استرداد الشعب المصري لحقه في تشكيل نظام الحكم المستقل.

ولا يظن أحد أن معركتنا ضد المخطط الأمريكي أقل ضراوة من المعارك الحربية، فمعركة مصر تختلف عن أي معركة، لأن مصر لو استطاعت أن تتغلب على المكر المعادي فإن الأمة كلها ستتحرر، وإن فشل المصريون وانهزموا في هذه المعركة فقل على مصر والأمة السلام. لكننا وبكل يقين سننتصر بإذن الله على العدو، وستخسر أمريكا وحلفاؤها وستعود مصر كما كانت، دولة رائدة، وقائدة لأمتها وطليعة الانعتاق من الهيمنة الأمريكية والغربية.

ما نواجهه اليوم ليس قصفا من الطائرات المقاتلة والصواريخ، وإنما نواجه أسلحة من نوع جديد تعتمد بشكل أساسي على طيف من الشباب، والسياسيون والأكاديميون الذين باعوا ضمائرهم ودينهم مقابل حفنة من الدولارات. تم تربيتهم في معاهد ومراكز في أمريكا والغرب وتدريبهم كجيوش للخداع والتمكين لأمريكا بعد خلع الحكم المستبد.

ورغم انفاق المليارات على هذه الطوابير التي تم تدريبها، فإن الشعب المصري نجح حتى الآن في إفشال المكر الأمريكي المعادي، وبدأت خطوط المؤامرة تتضح، لدى غالبية الشعب المصري، لكن لازال البعض لم يحسم أمره وينفصل عن المخطط الأمريكي، بسبب الخلط الذي يسببه الإعلام الذي هو رأس الحربة في تشكيلة الأسلحة المعادية.

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي كيف تم تجنيد بعض من الشباب المصري ضمن حركة أمريكية عالمية لإشعال الثورات الملونة لأمركة العالم، وأشرنا إلى دور جورج سوروس الملياردير اليهودي في الانفاق على عدد كبير من المنظمات، لتدريب المجموعات الشبابية، على قيادة التحركات الشعبية وتوجيهها، وتعليم مهارات التحريك والتحريض والتوجيه وإنهاك الشرطة والجيش، وأشرنا إلى أن الثورة التونسية المفاجئة حركت الشعب المصري ليقوم بثورته وحرمان لوبي أمريكا من الامساك بزمام المبادرة، ومازال هذا اللوبي يختلق الأزمات والمعارك حتى الآن لقيادة المرحلة وإنجاز أهداف أمريكا دون جدوى.

أمريكا وأثرياء اليهود أصبحوا يؤثرون في تطورات الأحداث داخل مصر نتيجة عمل ممتد منذ سنوات، جعل لهم نفوذا داخل مصر على النحو الذي رأينا آثاره في الأحداث الأخيرة، خاصة في أحداث مجلس الوزراء.

كان لأثرياء اليهود دورا محوريا في تأسيس وتمويل المنظمات الأمريكية التي تلعب الآن على الساحة المصرية لاختطاف الحكم المصري لصالح أشخاص تم صنعهم في أمريكا، وهؤلاء هم الذين يديرون المعركة لاختطاف الثورة وتنصيب حكومة موالية لأمريكا وإسرائيل بعيدا عن الإرادة الشعبية.

ما حققه أثرياء اليهود ليصلوا إلى هذه الدرجة من الاختراق للمجتمع المصري تم على عدة مراحل يمكن ذكر أبرزها كما يلي:

أولا: توجيه المال الصهيوني عبر تشكيلة من المنظمات لتجنيد الشباب المصري
سعت أمريكا بدأب شديد لتشكيل جيش من الشباب تستخدمه في معركتها للاستيلاء على السلطة في مصر، فوجهت مجموعة كبيرة من المؤسسات الأمريكية الحكومية والخاصة، للعمل في سياسة تجنيد واستمالة أكبر عدد من الشباب المصري من خلال المؤتمرات وورش العمل والرحلات والدورات التدريبية، والتوظيف، والدخول في شراكات، وغيرها.

*فريدوم هاوس
تعتبر هذه المنظمة من أقدم المنظمات الأمريكية، التي تعمل في مجال صناعة طابور يعمل على إسقاط الحكومات المعادية للولايات المتحدة. وكان لفريدوم هاوس دور كبير في مواجهة الشيوعية، وإسقاط حكومات شرق أوربا، ولعبت دورا في تمويل حركات المعارضة في الصين وروسيا.

أنشأت فريدوم هاوس مكاتب خاصة لإدارة نشاط التجنيد في الشرق الأوسط، ومولت العديد من الأنشطة في مصر، وتنفق الملايين على فعاليات شبابية حول عدد من القضايا المتعلقة بالديمقراطية والمجتمع المدني. وتفرع من فريدوم هاوس الكثير من المنظمات التي تعمل الآن على الساحة المصرية وفي العشرات من دول العالم لإقامة نظم "عصرية" موالية للولايات المتحدة وخاضعة لها.

*تحالف حركات الشباب
قام الإسرائيلي الحاصل علي الجنسية الأمريكية جاريد كوهين، مدير أفكار جوجل، بتشكيل تحالف أطلق عليه (AllianceforYouthMovement:AYM ) ويعد من أخطر المنظمات الأمريكية اختراقا للشباب المصري، نظرا لضخامة المؤتمرات التي يقيمها وارتباط هذه المؤتمرات بتقنية الانترنت وتكنولوجيا المعلومات، حيث يحضر مؤتمرات المنظمة آلاف الشباب من كل أنحاء العالم، بتمويل من القطاع الخاص الأمريكي في مقدمته MTV,Google,Howcast,Facebook
ويعد جاريد كوهين من أخطر الشخصيات التي لعبت دورا في تجنيد الكثير من قيادات الحركات الشبابية التي يحاول الإعلام المتأمرك تقديمها على أنها قادة الثورة. عمل كوهين كمستشار لكوندليزا رايس وهيلاري كلينتون، وهو الذي أدخل مفهوم " وفود التكنولوجيا" إلى الدبلوماسية الأمريكية، ونجح من خلال جوجل اقتياد العديد من العاملين في مجال الانترنت وتكنولوجيا المعلومات الى نيويورك وواشنطن، وربط بعضهم بعلاقات عمل وبيزنس، وتجنيد آخرين ممن تنطبق عليهم الشروط.

*موفمنتس
قام جاريد كوهين ومعه شخصية أمنية كبيرة هو جيمس جلاسمان – أحد قادة المحافظين الجدد بمعهد أمريكان انتربرايز - بتطوير منظمة تحالف حركات الشباب وإنشاء منظمة movements برعاية وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع البنتاجون، لتوسيع دائرة النشاط، وهذه المنظمة عقدت أكثر من مؤتمر ووجهت الدعوة لشباب من مصر بعضهم أصبح يشرف على دورات تدريبية للمئات من الشباب المصري في المحافظات المصرية بتمويل من موفمنتس ومنظمات جورج سوروس.
وهذه المنظمة التي يديرها الإسرائيلي جاريد كوهين مسئولة عن تدريب وتأهيل المجموعات الشبابية في الدول العربية والأجنبية الداخلة في الأجندة الأمريكية، وهي التي تعلم كيف تقود مجموعة صغيرة حشودا كبيرة وتوجهها لتنفيذ الأجندة الموضوعة، دون أن تكون هذه الحشود تابعة للمنظمة.
وهذه المنظمة هي التي تمول مع جورج سوروس منظمة كانفاس الصربية CANVAS التي أسسها الصهيوني بيتر أكرمان، الذي ترأس فريدوم هاوس خلال الفترة ( 2005-2009 ) وهي التي تتخذ من قبضة اليد شعارا لها، والذي يرفعه شباب في مصر وفي أكثر من 11 دولة أخرى كما قال المدير التنفيذي للمنظمة، وقد شرحنا هذا في المقال السابق.

*بيزنس دبلوماتيك أكشن
من أخطر المنظمات العاملة في تجنيد رجال الأعمال المصريين وغيرهم من الدول المستهدفة، منظمة (Business for Diplomatic Action ) التي تم تأسيسها في عام 2005، وتهدف إلى تغيير الأنظمة في العالم العربي. قامت هذه المنظمة باستقدام أصحاب ومديري الشركات الكبيرة والصغيرة إلى الولايات المتحدة، وتجنيد من تراه مناسبا في الحرب الجديدة على مصر لصناعة طابور مؤثر في الطبقة الاقتصادية المصرية واستخدامها في حرب ما بعد الثورة.
يدير هذه المنظمات ممثلون للشركات الأمريكية الكبرى في مقدمتها شركة روتشلد وإكسون موبيل، ومعروف دور عائلة روتشلد اليهودية عبر التاريخ، خاصة في الحرب العالمية الثانية.

*الصندوق الوطني للديمقراطية
وهو مؤسسة خاصة مدعومة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويقدم سنويا 1000 منحة لدعم المراكز والمجموعات في الدول المستهدفة، وله نشاط في أكثر من 90 دولة. ويمول الصندوق الكونجرس الأمريكي وعدد من يهود الولايات المتحدة. ويمتد مجال عمل الصندوق إلى دعم الأحزاب السياسية، وتمويل بعض الأنشطة لأعضاء هذه الأحزاب لربطها بالسيادة الأمريكية.

*مؤسسة المجتمع المفتوح
يملكها ويديرها الملياردير اليهودي جورج سوروس، وتهتم بصناعة طابور من الشباب في دول العالم، لقيادة ما يطلق عليه الثورات الملونة. ينفق سورس ببذخ على الكثير من وسائل الإعلام في الدول التي تستهدفها الأجندة الأمريكية من صحف وفضائيات وورش عمل خاصة بالصحفيين والإعلاميين.
وتمول المؤسسة شبكة واسعة من المنظمات الحقوقية، وتتحمل تكلفة ورش العمل في الدول المستهدفة للتجنيد والتدريب.
تتوسع المؤسسة في تمويل المشروعات الاجتماعية والثقافية والبيئية والفنية والثقافية والاقتصادية التي تتفق وسياسة المجتمع المفتوح، أي المجتمع الذي يحارب المركزية ويتبنى الفيدرالية والتقسيمات العرقية والإثنية، وإلغاء ما يسمى سيادة الدول، وترويج العولمة والقيم الأمريكية، وفتح المجتمع أمام الثقافات العالمية، وتشجيع الحداثة التي تعني محاربة التقاليد والثوابت العقدية والثقافية ومواجهة ما يعتبرونه "تطرفا إسلاميا".

*مؤسسة سوروس
يملكها ويديرها جورج سوروس وهي تدير شبكة واسعة من الصناديق المالية والمراكز التي تنشط في 30 دولة. توظف القيادات التي تم تدريبها ولها امتدادات وسط الأحزاب السياسية والمعارضة والإعلام أيضا. قامت هذه المؤسسة بالتحريض على الثورات الملونة في أوكرانيا وجورجيا وأوربا الشرقية.

*مجموعة الأزمات الدولية
هذه أخطر مجموعة أسسها يهود الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل وتعمل لتفكيك الدول العربية تحت مزاعم حل النزاعات الدولية، ينفق عليها جورج سوروس، وروكفلر وعدد من الشركات اليهودية. تستخدم هذه المجموعة شخصيات من الموظفين الدوليين لتنفيذ الأجندة الأمريكية والصهيونية مثل محمد البرادعي الذي كان عضوا في مجلس أمناء المنظمة، وهو الذي دافع عنها واعتبرها مجموعة بها خيرة عقول العالم!

والملاحظ من البيانات التي صدرت عن هذه المجموعات جميعها وقوفها خلف محمد البرادعي والدعاية له ليكون
هو قائد مصر بأي طريقة. وكل هذه المنظمات تقريبا توجه الشباب المصري الذي تم انفاق ملايين الدولارات عليه في اتجاهين: مهاجمة الجيش والاسلاميين. والأغرب أن كل هذه المنظمات يدعي أنهم هم الذين أشعلوا الثورة من خلال الشباب التابع لهم!!
* المعهدان الجمهوري والديمقراطي
ويمولهما الحزبان الحاكمان في أمريكا الحزب الجمهوري والزب الديمقراطي، ويعملان على تجنيد الالاف من المصريين والتغلغل داخل المجتمع المصري من خلال سلسلة من البرامج التي ترفع شعارات زائفة عن المجتمع المدني والتدريب على الانتخابات وحقوق الانسان والديمقراطية.

ثانيا: الاستعانة بطابور الموظفين الدوليين الذين خدموا الأجندة الأمريكية
من الظواهر الملفتة في السنوات الأخيرة، تدفق الشخصيات المصرية المتأمركة التي خدمت في المنظمات الدولية، إلى مصر، مصحوبة بحملة دعاية إعلامية واسعة وتقديمها للمجتمع المصري على أنها تصلح لقيادة مصر، بل وترشيحها لتولي مناصب قيادية.

أبرز هذه الشخصيات محمد البرادعي الذي سعت أمريكا بكل قوتها، ولازالت لتنصيبه رئيسا لمصر، وقد كشفنا في المقالات السابقة دوره في خدمة أمريكا، وكيف أنه حول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أداة أمريكية استخدمتها في توفير الغطاء الدولي لغزو العراق، وحصار البرامج النووية السلمية في مصر والعراق وليبيا، وسننشر في العدد القادم بإذن الله نص التقرير الذي كتبه عن مصر عام 2005 والذي يكشف تآمره على بلده الذي يريد أن يقفز ليحكمه بغير طريق الانتخابات.

ومن هذه الشخصيات أيضا الدكتور أحمد زويل الذي كانت أمريكا تريد أن ترشحه للرئاسة، وأعلن في فبراير أنه مستعد لنزول مصر والترشح للرئاسة، ولكن جاءت التعديلات الدستورية لتقطع عليه الطريق. ومعلوم أن زويل مستشار أوباما، وتم تكريمه الشهر الماضي في أمريكا على أنه واحد من السبعة الأمريكيين الكبار، الذين ساهموا في رفعة أمريكا، والعجيب أن لوبي أمريكا في مصر يجمع له المليارات الآن لبناء مدينة باسمه، وستكشف الأيام أن مدينة زويل كذبة كبيرة صنعها لوبي أمريكا والإعلام المتأمرك.

أيضا تذكرون أسماعيل سراج الدين نائب رئيس البنك الدولي الأسبق، صاحب نظرية تسليع المياه وتحويل الماء إلى سلعة تباع وتشترى، وهو الذي وضع التصور الكامل لبيع الترع والسدود والأنهار للقطاع الخاص، بتمويل من البنك الدولي ليتملك الغرب المياه في بلادنا ويتاجر فيها. هذا الرجل خرجت ضده مظاهرات في لاهاي واعتبروه من رموز العولمة الرأسمالية الكريهة. وحفاظا عليه ليلعب دورا في الإصلاح الأمريكي المزعوم، دفعت به أمريكا إلى مصر وطلبت من مبارك أن يجد له مكانا فعينه مديرا لمكتبة الإسكندرية، وأول نشاط قام به عقد مؤتمر عن الإصلاح دعا إليه الأحزاب والقوى السياسية، ولكنه لم يحظ بالترحيب، واستمر يحاول صنع دائرة موالية له حتى تكشفت فضائحه في المكتبة بعد ثورة 25 يناير، وخرج العاملون في المكتبة في مظاهرات يطالبون بخلعه ويتهمونه وهو الذي ادعى الأصلاح بأنه فاسد.

والقائمة طويلة سنكشفها مع الوقت..

ثالثا: تحويل أموال المعونة الأمريكية لتوسيع شبكة الشباب وتدريبهم
دخلت الحكومة الأمريكية بنفسها في معركة تجنيد الشباب المصري، بشكل سافر من خلال تخصيص جزء من المعونة الأمريكية المقدمة لمصر لتشجيع ما أطلقت عليه دعم الديمقراطية. وقامت بتمويل المئات من ورش العمل والدورات التدريبية للشباب المصري صغير السن في القاهرة والمحافظات، وارتبط التمويل بذات الأسماء التي تم تدريبها والتأكد من تطابقها مع المخطط الأمريكي، وتم عمل شبكات ممتدة في طول البلاد وعرضها، وزادت وتيرة هذه الأنشطة خلال الشهور العشرة الماضية، لتشكيل طوابير من الشباب صغير السن المستفيد من أموال المعونة.

رابعا: وزارة الخارجية وإغراء السياسيين
نفذت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة من البرامج التي استطاعت من خلالها تطويع الكثير من السياسيين، لاستمالتهم أو لتحييدهم "كسر سمهم"، فنظمت رحلات لمثقفين وسياسيين وإعلاميين وفنانين لزيارة أمريكا لإبهارهم والتأثير فيهم، وهناك ما يسمى رحلة الشخص الواحد الخاصة بقادة الأحزاب والسياسيين المتوقع لهم أن يتولوا مناصب كبرى.
وقد حكى لي صديق من قادة أحد الأحزاب السياسية الشهيرة، أن وزارة الخارجية الأمريكية نظمت له رحلة خاصة له لوحده، حيث استقبل هناك كرئيس دولة، زار ناسا والكونجرس ووزارة الخارجية ورتبوا له لقاءات مع رموز وشخصيات لها وزن في الإدارة الأمريكية، وفي نهاية الرحلة كانت آخر كلمة قالها له مرافقه الأمريكي الذي يعمل في الـ CIA على باب الطائرة : هذه الرحلة نظمناها لنيلسون مانديلا من قبل"!!
وللأسف فإن بعضا من الذين عادوا من هذه الرحلات تغيرت مواقفهم، وتبدلت أراؤهم، وأصبحوا يشاركون في المخطط المعادي بشكل أو بآخر، وبنسب متفاوتة.

خامسا: صناعة إعلام يخدم المخطط الأمريكي
أخطر ما أنجزته المخابرات المركزية الأمريكية والشبكة اليهودية التي تسيطر على المنظمات الداعمة للأمركة هو صناعة إعلام مؤثر يخدم الخطة الأمريكية، وصناعة طابور من الإعلاميين المستعدين لتنفيذ الأجندة الأمريكية. واستطاع هذا الإعلام المتأمرك المساهمة في افتعال معارك وشن الحملات، لإحداث البلبلة في الشارع، وممارسة التشويش الدائم لإشغال الجمهور بقضايا بعيدة عن المعركة الحقيقية.

ملامح المخطط الأمريكي
من خلال إصدارات هذه المنظمات والمناهج التي تم تدريسها للآلاف من الشباب يمكن أن نلخص المحاور التي تدور حولها الخطة اليهودية الأمريكية ما يلي:
1-إسقاط الحكم الديكتاتوري لا يكفي.
2-الأحزاب المذهبية أي الدينية أخطر، لأنها قد تعيد الديكتاتورية ( على حسب وصفها).
3-تفكيك الجيوش لأنها أدوات الديكتاتورية.
4-السعي تجاه الفيدرالية والتقسيم لأن الحكم المركزي يؤدي إلى الديكتاتورية.

وهذه المحاور تؤدي في النهاية إلى شيء واحد، هو الفوضى، وهذا ما يصب لصالح إسرائيل وأمريكا. وإن شاء الله في عدد قادم سنقوم بقراءة في الوثائق التي تم تدريسها، لشبابنا وشباب العالم على أنها نظرية جديدة، ظاهرها حق وهي "إسقاط الحكم الديكتاتوري" ولكن باطنها كله شرور. فما تم تقديمه لبعض الشباب الصغير على أنه نظرية جديدة مجرد تضليل، لأن هذه النظرية ركزت على هدم النظام الديكتاتوري ولم تقدم برنامجا للبناء وتحض على استمرار التحريض والاحتجاج إلى ما لا نهاية. بل إن ما تقدمه هذه النظريات المضللة من وسائل للإجهاز على النظام الديكتاتوري لم يخترع جديدا، فالشعب المصري هو الذي علم العالم كيف تكون الثورة، وانظروا إلى شعوب العالم كيف تقلد ميدان التحرير. في الغرب وفي أمريكا نفسها يستنسخون تجربة ميدان التحرير المصرية 100%.
***
من الواضح أن الوضع في مصر لن يستقر بسهولة على المدى المنظور، فالمخطط الأمريكي لمنع الشعب المصري من استكمال مسيرته سيتواصل ويتصاعد، وقد يتطور إلى ما هو أخطر وأبشع، وعلينا أن نفشل هذا المخطط ونفقده أهم عوامل قوته وهو استغلال الحشود الشعبية لتوجيهها وتحريكها للصدام والاقتحام، لإدخال البلاد في دائرة العنف والعنف المضاد، التي ستحرق البلد بما فيها.

ما نواجهه ليس مجرد فعل بلطجية ومدفوعين، إنه جهد مدبر يستفيد من حالة الارتباك والأخطاء التي تمت في الفترة المؤقتة، من بعض أعضاء المجلس العسكري، وقوى سياسية لم تحترم الإرادة الشعبية ولم تكن على قدر المسئولية، وأساءت التعامل مع المحنة التي تمر بها البلاد.

علينا أن نفوت الفرصة على العدو المتربص ونجعل بينه وبين الشباب المصري سدا، لا يمكن اختراقه، وهذا الأمر لن يكون إلا بأن يعتقد الجميع أن الصندوق الانتخابي هو الطريق الوحيد والآمن لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين، وعلينا أن نحتكم إلى الإرادة الشعبية في اختيار البرلمان والرئيس المنتخب، وأن يرتضي الجميع حكم الشعب.


=====



الحلقة السادسة
--------

معركة الولايات المتحدة اليائسة لسرقة ثورتنا
البرادعي استعان بنائبه اليهودي في كتابة تقرير الوكالة ضد مصر
أمريكا سجنت عالم الصواريخ المصري عبد القادر حلمي لأنه ساعد مصر


عامر عبد المنعم


المعركة الدائرة الآن في مصر هي معركة السيطرة على العقول، ومن الذي يكسب الرأي العام. المعركة بين طرفين: الولايات المتحدة ومخابراتها وأجهزتها من ناحية والقوى الوطنية والاسلامية الواعية من ناحية أخرى.

أمريكا تخوض معركتها الأخيرة لتنصيب حكم عميل، مستخدمة كل إمكاناتها، المالية والاعلامية والبشرية لاختطاف ثمار ثورتنا المجيدة، وفي المقابل يقف الشعب المصري الواعي أمام هذا المخطط، ويقاتل هو الآخر ليكون هو صاحب القرار في اختيار الحكم عبر الصندوق الانتخابي.

حتى الآن فشلت أمريكا في كسب مساحات جديدة والخروج من دائرة الارتباك التي أصابتها منذ صحوة التونسيين وهروب بن علي، وثورة المصريين وإسقاط العميل الأمريكي حسني مبارك.

لم يعد أمام الأمريكيين سوى أوراق قليلة للعب بها، تنكشف يوما بعد يوم، ولم يعد أمامها مساحة كبيرة للمناورة والتضليل، فكلما تخترع خدعة جديدة تسقط أمام المناعة التي اكتسبتها الأمة، رغم حملات التضليل التي يشنها الإعلام المتأمرك.

وعندما بدأنا فتح ملف الدكتور محمد البرادعي، لم نكن نستهدف شخص البرادعي، بل كشف المؤامرة الأمريكية للقفز على السلطة في مصر، ونلفت الأنظار إلى جوانب أساسية في الخطط المعادية لا ينتبه لها كثيرون. بل يتأثر بعض متخذي القرار بالإعلام المعادي ويوفرون بيئة حاضنة للمتعاونين مع الولايات المتحدة ويطيلون في عمر المخطط المعادي بدلا من فضحه وحصاره وعزله.

ونموذج البرادعي أبلغ دليل على عملية التضليل التي تستهدف عقول شباب الأمة، فكيف استطاع الإعلام وطابور من السياسيين تقديم الموظف الأمريكي الذي خدم أمريكا، وكان خصما لأمته على أنه مخلص وزعيم يصلح لقيادة مصر؟

كانت حقا جريمة كبرى أن تستغفلنا أمريكا بقوتها الناعمة، وتريد أن تختار لنا رأسا أمريكيا حتى النخاع ليحكمنا. فأين العقول، وأين أصحاب البصائر؟

فهل ثار الشعب المصري وأطاح بحسني مبارك ليأتي بالموظف الدولي الأمريكي محمد البرادعي؟
هل هذه هي "القابلية للاستعمار" التي كتب عنها مالك بن نبي، أم هي الرغبة في الاستعباد والركوع لأمريكا؟
لقد حرصنا في المقالات السابقة كشف الجرائم التي ارتكبها البرادعي بالوثائق، كما كشفنا أبعاداً أخرى من المخطط الأمريكي المتعلقة بتجنيد الآلاف من الشباب المصري، في إطار تشكيل امتدادات شبابية تستخدمها في عملية التغيير الجارية في العالم، فيما يعرف بصناعة الثورات الملونة.

وعندما كتبنا عن الملايين التي أنفقتها أمريكا ورجال المال اليهود وفي مقدمتهم الملياردير اليهودي جورج سوروس على المنظمات في العديد من الدول لأمركة العالم، لم نقل أن أمريكا ستنجح في مسعاها.
وإن كانت أمريكا قد حققت نجاحات في الوقوف وراء الثورات في أوربا الشرقية، فإن خططها فشلت وستفشل في الدول العربية - بإذن الله -لأن الشعوب أكثر نضجا ووعيا.

وفي مصر قام الشعب بثورته وحماها، وينتصر لها الآن عبر الصندوق الانتخابي، ولن يسمح باختطاف الثورة، من أي قوة، وسيقف أمام كل من يحاول أن يطرح أي شكل آخر لتشكيل السلطة الجديدة غير الصندوق الانتخابي.
وفوجئنا الأسبوع الماضي بمحاولات من الدكتور أحمد زويل مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الآخر لتعديل الدستور ليتمكن من الترشيح لمنصب الرئاسة، ونشرت أخباراً في بعض الصحف عن جولات يقوم بها للمجلس العسكري ولرئيس الوزراء، وشخصيات أخرى نافذة لتعديل الشروط.

أمريكا والبحث عن بديل للبرادعي
يأتي سعي زويل لتقديم نفسه، بعد تراجع فرص، البرادعي وانكشاف أمره، ولا يعلم زويل أن شروط الترشيح جاءت في الاستفتاء الدستوري في 19 مارس، وتعديل الشروط يحتاج إلى استفتاء شعبي جديد يلغى القديم، وهذا مستحيل، الأمر الذي جعل لوبي زويل الأمريكي يفكر في إقناع بعض القوى السياسية لإلغاء هذه الشروط في الدستور الذي ستقره اللجنة التأسيسية قبل انتخابات الرئاسة، وهذا أيضا من المستبعد.

هذا الإصرار من الشخصيات المحسوبة على أمريكا لتصدر المشهد الانتخابي يوضح الإصرار الأمريكي على أن يكون لها أكثر من مرشح حتى لا يفلت منها منصب الرئاسة. منهم من نعرف علاقته بأمريكا ومنهم مستتر لا نعرف علاقته، وهذا الأمر يحتاج إلى يقظة خلال الشهرين القادمين، لأنهما أهم شهرين في تاريخ التحول المصري بعد الثورة.

البرادعي مازال هو المرشح الأفضل لأمريكا، خاصة أن الجنسية الأمريكية لأحمد زويل تمنعه من دخول السباق، والشعور الأمريكي بضعف البرادعي هو الذي يدفع الأمريكيين بزويل للترشيح إن أفلح أو لدعم المرشح الأمريكي في انتخابات الرئاسة إن لم تعدل له الشروط، ويساعده في هذا الدور الشخصيات المصنوعة والمعلبة في أمريكا التي قذفت بها الولايات المتحدة إلى مصر خلال الفترة الأخيرة.

ولقد نشرنا من قبل إلى الكثير من وثائق الإدانة لمحمد البرادعي، التي توضح موقفه المتنكر لوطنه والمستهين بالدين الإسلامي وأبرزها الحوار مع نيويورك تايمز الذي أظهر فيه أنه يكره الحجاب وأنه كان في نزاع يومي مع والدته المسنة (82 عاما) ليخلعها حجابها. وحديثه بافتخار عن علاقته وحبه لليهود وأن أول صديقة شخصية له (جيرل فرند) كانت يهودية، كما نشرنا عن العديد من التقارير التي أصدرها للتخديم على استمرار حصار العراق سنوات طويلة، وتوفير الغطاء الدولي للغزو الأمريكي، ونشرنا نص التقرير الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن في 7 مارس 2003 قبل الغزو بأيام الذي لم يبريء فيه العراق كما يزعم، وأكد فيه أن العراق مازال يراوغ وطالب المجتمع الدولي بالضغط على العراق ليتجاوب.

وتحدثنا عن دوره في المجموعة اليهودية الأمريكية التي تسمى "مجموعة الأزمات الدولية" وعن علاقته بجورج سوروس الذي يقوم بمهمة أمركة العالم من خلال صناعة طوابير من الممولين الذين يريدون انتزاع زمام التغيير في دول العالم ومنها مصر، وتطرقنا لأشياء كثيرة، من يريد أن يطلع عليها فليرجع إلى المقالات السابقة.
تقرير عن مصر

ولفضح الدور التخريبي لهذا المخلص المزعوم ننشر بجوار هذا المقال النص الكامل للتقرير الذي كتبه البرادعي عام 2005 عن مصر، والذي كان طعنة في ظهر البلد الذي ولد فيه ويسعى الآن لرئاسته لصالح أمريكا.
كنت قد أشرت إلى هذا التقرير سابقا وذكرت أن البرادعي حشر مصر ضمن محور الشر في أكثر من تقرير مع الدول التي تسميها أمريكا "الدول المارقة"، وكان حريصا في تقاريره على إدانة مصر لجعلها تحت الضغط المتواصل، مما يخدم اسرائيل وأمريكا.

ونهدف من نشر هذا التقرير ، فضح التزييف الإعلامي، الذي صور البرادعي على غير صورته، ومازال يقدمه الإعلام المصري المتأمرك على أنه يصلح لحكم مصر.

في هذا التقرير تعمد البرادعي نشر أكاذيب، وادعي أن مصر لديها برنامج نووي سري، وأدخل مواد نووية لا تدخل ضمن بنود التفتيش في التقرير، واعتبرها مخالفات، وبالغ في بعض المواد التي تستخدم بكميات ضئيلة جدا في المجال البحثي والتي لا تخضع لبنود اتفاقية التفتيش واعتبرها إخفاء معلومات عن الوكالة، وتعهد في آخر التقرير بمواصلة التفتيش على مصر، والاستمرار في تقديم التقارير.

وتحدث في التقرير عن كيف تم استهداف مصر وتفتيش المنشآت البحثية، بذات الطريقة التي قامت بها الوكالة مع العراق، وكيف قامت الوكالة بملاحقة العلماء المصريين، لاقتناص المعلومات، وتناول كيف "شيطنوا" منطقة أنشاص، وأخذ العينات من الجو ومن المعدات البحثية التي تم تكهينها منذ سنوات واعتبارها دليل إدانة.
وكان هذا التقرير أحد أسباب الخلاف بين البرادعي والعلماء المصريين بالوكالة الدولية وفي مقدمتهم الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الذي رفض البرادعي أن يشارك في المناقشات المتعلقة بالتقرير، الأمر الذي جعل أبو شادي يعلن رفضه للتقرير لعدم التزامه بالحياد والمعايير الفنية، وعدم التزامه باتفاقية التفتيش نفسها، وقد كتب أبو شادي ردا على هذا التقرير في حينها، سننشره في عدد قادم بإذن الله.
الغريب أن البرادعي حصر نطاق كتابة التقرير بينه وبين نائبه اليهودي البلجيكي جون شميد، ونائبة الثاني الفنلندي عميل المخابرات المركزية الأمريكية هاي نونن، الذي تولى رئاسة الوكالة بعده.

أحمد زويل
لم نكن نود أن نكتب عن الدكتور أحمد زويل، حتى لا نصدم بعض المحبين للرجل، لكن طالما أنه يلعب نفس لعبة البرادعي فيتوجب علينا أن نلفت الانتباه إلى الدور الذي يقوم به لصالح أمريكا.

أحمد زويل تم تكريمه الشهر الماضي كواحد من السبعة الأمريكيين الكبار الذين ساهموا في نهضة أمريكا، وهو مستشار الرئيس أوباما. وحصل على جائزة نوبل بترشيح من معهد وايزمان الإسرائيلي.

هو شخص أمريكي، بامتياز، ومن غير المتصور أن يخدم مصر كما يخدم أمريكا، وأمريكا التي تحارب المسلمين في كل مكان وتغزو الدول الإسلامية، وتحشد دول العالم لحرب الإسلام تحت شعار "مكافحة الارهاب" لن تكرم مسلما اسمه أحمد إلا إذا كانت تضمن ولاوه بنسبة 100%.

إذا كان أوباما المسيحي نفسه يحارب من قطاعات أمريكية لا يستهان بها لكونه ابن مسلم اسمه حسين أوباما، فهل من يتم تكريمه والاحتفاء به بهذه الطريقة يوالينا، وهل هم سيتركونه ليخدم مصر؟
أي عقل الذي يصدق هذا ؟


عبد القادر حلمي
هل تتذكرون الدكتور عبد القادر حلمي، عالم الصواريخ المصري الذي ساهم في تطوير البرنامج الصاروخي الأمريكي؟ ماذا فعلوا به عندما سرب بعض أسرار صناعة الصواريخ لمصر في منتصف الثمانينات؟
سجنوه عدة سنوات، واقتادوا زوجته للمعتقل، وصادروا ممتلكاته، ولم يشفع له أنه أسهم بفكره وخبرته في تقدم أمريكا.

وكان هذا الموضوع هو السبب في إقالة الفريق أبو غزالة من منصبة كوزير للدفاع.

من العجيب أن مراكزنا البحثية تم خنقها لعدم وجود ميزانيات، وعلماؤنا يموتون جوعا، والبحث العلمي تم تجفيفه ورغم هذا يقوم لوبي أمريكا وبعض حسني النية بجمع ما يزيد على مليار دولار لمدينة زويل، فهل هذا معقول؟
هل توجد دولة في العالم تسلم رأسا أمريكية قاطرة البحث العلمي بها وتنتظر النهضة؟

هل زويل الأمريكي سيوجه البحث العلمي لتطوير صناعاتنا العسكرية كي نستطيع الدفاع عن أنفسنا، وتطوير الصناعات المدنية المنافسة للصناعات الأمريكية؟

هل سيعمل على نهضة وطنية خالصة أم سيسعى للتكاملية مع إسرائيل وأمريكا؟

إن مصر لن تنهض إلا بمشروع وطني خالص، وبعلماء مصريين ينتمون لهذا الوطن، وبالقطيعة مع أمريكا وليس بالتعاون معها، لأن أمريكا هي سبب تأخرنا وتخلفنا.

أمريكا هي اسرائيل التي لا أعتقد أن هناك عاقلاً يشك في عداوتهما لنا كعرب وكمسلمين.

انتبهوا إلى الكثير من الأسماء التي هبطت وستهبط علينا من أمريكا، واحذروا الاختراقات التي تمت داخل صفنا الوطني منذ عقود. إن أمريكا تجيد لعبة السيطرة على العقول وتنفق المليارات لكسب هذا النوع من المعارك.
لا نبالغ إن قلنا إن معركتنا من أجل الاستقلال وللتخلص من التبعية أصعب من المعارك الحربية، ومن يسيطر على العقول سيتحكم في مستقبلنا، فكفانا خسارات وانكسارات.

لكن وبكل يقين فإن ثقتنا بالله كبيرة، وكما دحرت أمريكا في العراق وأفغانستان، وخسرت عسكريا وستنهار اقتصاديا ومن ورائها أوروبا، فإنها ستفشل في معركة كسب العقول، وستنتصر الأمة بإذن الله.

نحن الآن أمام جيل جديد، خرج من رحم الثورة متمسك بعقيدته ومحب لوطنه وسيواصل جهاده حتى تنهض مصر وتجر الأمة خلفها لبناء مستقبل إسلامي مختلف.

==========


نص التقرير الذي كتبه محمد البرادعي عن مصر عام 2005وحرض فيه على مشروعنا النووي
---------------------------------------------------


http://www.nytimes.com/2007/09/17/world/middleeast/elbaradei-sep.html?_r=1

اتهم مصر بالقيام ببرنامج نووي سري وعدم إبلاغ الوكالة بالحقائق!
نشر أكاذيب وأدخل مواد نووية لا تخضع للتفتيش ضمن التقرير
بالغ في خطورة معدات قديمة تم تكهينها واعتبرها جزءاً من عمليات سرية
تعهد باستمرار التفتيش على مصر وتقديم التقارير لمجلس المحافظين
أخضع العلماء المصريين للاستجواب في القاهرة وفي فيينا


ترجمة: أ. د. عاصم عبدالفتاح نبوي

فيما يلي نص التقرير الذي كتبه الدكتور محمد البرادعي عن مصر أثناء توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعرضت بسببه مصر لحملات من التفتيش، وفتح الباب أمام الضغوط الأمريكية والغربية.

وننشر نص التقرير لكشف هذا الموظف الأمريكي الذي يكتب التقارير ضد بلده ويتجرأ على تقديم نفسه كمرشح لتولي الرئاسة أو رئيس ما يسمى " حكومة الإنقاذ" وتسانده امريكا بكل قوتها لفرضه على الشعب المصري.

1.إن الاتفاقية المبرمة بين جمهورية مصر العربية (مصر) والوكالة، لتطبيق الإجراءات الوقائية بخصوص معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في جمهورية مصر العربية (اتفاقية الإجراءات الوقائية 1) والتي دخلت حيز التنفيذ بتاريخ 30 يونيو 1982م. ولقد وافقت مصر في الأول من إبريل 1997م على تعديل الترتيبات الفرعية على الاتفاقية بإضافة تعهد بالانصياع لقرار مجلس المحافظين بشأن إتاحة معلومات التصميمات مبكرا. 2

2.ابتداءً من سبتمبر 2004م، فإن مصر أعلنت للوكالة عن ثلاث منشآت، وخمسة مواقع خارج أماكن هذه المنشآت والتي عادة ما تستخدم موادَّ نووية. وهذه المنشآت الثلاث (المفاعل الذري الخاص بالأبحاث ذو قدرة 2 ميغاوات، والمفاعل الذري متعدد الأغراض ذو قدرة 22.5 ميغاوات والمحطة التجريبية لمعالجة الوقود، وواحد من المواقع الأخرى وهو معمل بحوث الوقود النووي) مرتبة بحيث تكون حول موقع مركز أنشاص الذري. 3

3.كجزءٍ من التقويم المستمر لصحة وتمامية إعلانات الدول طبقا لاتفاقيات الإجراءات الوقائية الشاملة، تقوم الوكالة دوريا بمراجعة البحوث المنشورة المتاحة من المصادر المفتوحة والتي يمكن أن تكون ذات علاقة بالأنشطة النووية للدولة. وخلال فترة تجهيز التقرير المحدّث للدولة المصرية في 2004م، خلُصت الوكالة إلى أنه من الضروري متابعة الدلالات المستقاة في مصر من عدد من وثائق المصادر المفتوحة، المنشورة بواسطة هيئة الطاقة الذرية المصرية، وكذلك بواسطة أعضاء هذه الهيئة الحاليين والسابقين، والتي قد تقترح فكرة أن هناك احتمالات أنها تخص المواد النووية، أو الأنشطة أو المنشآت الخاصة بها في مصر ذات العلاقة باستخراج اليورانيوم أو تحويله، أو تشعيع أهداف يورانيوم أو إعادة معالجته، مما لم يتم تسليم تقرير عنه إلى الوكالة الدولية.

4.بتاريخ 21 سبتمبر 2004م، اجتمع نائب المدير العام للإجراءات الوقائية مع رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية وعدد من كبار المسئولين المصريين لمناقشة عدد من المسائل المتعلقة بتنفيذ الإجراءات الوقائية التي حددتها الوكالة الدولية. وخلال هذه المناقشات، قدمت الوكالة أمثلة على البحوث المنشورة المفتوحة المصدر والتي أدت إلى نشوء قلق من أن تكون مصر قد قامت ببعض الأنشطة النووية التي لم تبلغ الوكالة الدولية بشأنها. وفي ذلك الاجتماع، وافق المسؤولون المصريون على السماح للوكالة الدولية بزيارة موقع أنشاص بغرض تمكين الوكالة من تقويم الوضع.

5.قام فريق من مفتشي الوكالة الدولية بزيارة مصر في الفترة ما بين 9 و 13 أكتوبر 2004م، وفي ذلك الوقت تم السماح لهم بالوصول إلى عدد من الأماكن في موقع أنشاص. وعلى سبيل المتابعة لتلك الزيارة، تم عقد لقاء آخر بين الوكالة وممثلي الجانب المصري في فيينا يومي 22 و 23 نوفمبر 2004م.

6.فيما بين 11 و 15 ديسمبر 2004م، قامت الوكالة بعمليات تفتيش في مصر، وتبعتها مناقشات أوسع مع المسئولين المصريين في فيينا بتاريخ 17 يناير 2005م بشأن الإجراءات الوقائية. وقد زارت الوكالة موقع أنشاص مرة أخرى فيما بين 29 يناير و 2 فبراير 2005م.

7.بتاريخ 11 فبراير 2005م، وفي اجتماع آخر عقد في فيينا، قدمت مصر معلومات إضافية عن المواد والأنشطة التي لم يسبق الإعلان عنها، وقدمت كذلك معلومات عن التصاميم الجديدة والتعديلات على التصاميم القديمة.

8. يحتوي التقرير على وصف لطبيعة مسائل الإجراءات الوقائية ذات العلاقة وعن أنشطة التحقق التي قامت بها الوكالة حتى الآن، وكذلك الإجراءات التصحيحية التي قامت بها مصر، ويلخص التقرير كذلك نتائج تحقيقات الوكالة والخطوات التالية.

أ‌.أنشطة التحقق

أ.1. تجارب تحويل اليورانيوم

9.في أثناء الاجتماعات والزيارات المشار إليها أعلاه، أخبرت مصر الوكالة بأن مصر قبل دخول اتفاقية الإجراءات الوقائية حيز التنفيذ، كانت قد استوردت موادَّ نووية وقامت بأنشطة لتحويل اليورانيوم مستخدمة بعض هذه المواد. واستجابة لطلب الوكالة الدولية في سبتمبر 2004م بتزويدها بقائمة كاملة للمواد النووية في مصر وسجل زمني للأنشطة النووية السابق القيام بها، قامت مصر بتسليم قائمة مبدئية بالمواد النووية التي لم تكن مذكورة في التقرير الابتدائي لعام 1982، أو بتلك التي تم إنتاجها باستخدام تلك المواد فيما بعد ولم تكن مصر قد أبلغت عنها الوكالة الدولية.

10.خلال عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة خلال ديسمبر 2004م ويناير 2005م أثناء زيارتها لموقع أنشاص، أتاحت مصر ما لديها من مواد للوكالة للتحقق منها، وسمحت للوكالة بالوصول إلى معامل مبنى الكيمياء النووية بأنشاص حيث تم إجراء تجارب تحويل اليورانيوم في الماضي. وقد قدمت مصر شرحا بأن تلك التجارب قد تمت في إطار تطوير وتنمية أعضاء هيئة الباحثين بخصوص الطرف القريب من دورة الوقود، وأن بعض المعدات ذات الصلة قد تم تفكيكها وتم التخلص من الأجزاء الملوثة من هذه المعدات بتخزينها في موقع نفايات خاص بأنشاص. وقد جمعت الوكالة عينات من هذه المواد النووية. وتشير النتائج الأولية إلى أن مصر قد فشلت في أن تضمّن تقريرها الابتدائي لعام 1982م كميات تبلغ تقريبا 67 كيلوجراما من اليورانيوم المستورد UF4، وثلاثة كيلوغرامات من معدن اليورانيوم (تم استيراد بعضها، وتم إنتاج الجزء الآخر من اليورانيوم المستورد UF4) ، وكذلك تقريبا 9.5 كيلوجراما من مركبات الثوريوم المستوردة، إلى جانب كميات قليلة من الـ UO4المنتج محليا. وما زالت عمليات التحقق من البيانات التي أعلنتها مصر بخصوص هذه التجارب جارية الآن وفي المستقبل.

11.أبلغت مصر الوكالة كذلك أنها كان هناك مشروع قامت به هيئة المواد النووية في مصر، لاستخلاص مركزات خام اليورانيوم كمنتج ثانوي من الأنشطة الجارية في مصنع لتنقية حامض الفوسفوريك في موقع أنشاص، والذي زاره مفتشو الوكالة خلال عمليات التفتيش في ديسمبر 2004م. وقد بينت مصر أنه رغم أن المصنع ما زال يعمل، إلا أننه لم يتمكن أبدا من المضي في الخطة الأصلية الموضوعة لفصل اليورانيوم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد زودت مصر وكالة UO3 و UF4 بمعلومات عن برنامج هيئة المواد النووية الخاص بترشيح خام اليورانيوم من سيناء والصحراء الشرقية. وقد أبلغت مصر الوكالة بأن ما استخلصته من مركزات خام اليورانيوم نتيجة لعمليات الترشيح هذه لم تصل درجة نقائه وتركيبه إلى المستوى الذي يجب إبلاغ الوكالة به. 4 وقد قامت مصر بنقل بعض هذه المواد إلى مقر هيئة المواد النووية بالقاهرة، وسمحت للوكالة بالوصول إليها. وتنتوي الوكالة أخذ عينات من هذه المواد وذلك من أجل تحديد حالتها.

12.وافقت مصر على تزويد الوكالة بتصحيحات على تقريرها المبدئي في 2004م بشأن المواد النووية. وقد طلبت الوكالة من مصر تزويدها بمعلومات تصميم مبنى الكيمياء النووية بأنشاص، بما في ذلك منطقة التخزين الجديدة في الطابق تحت الأرضي حيث توجد المواد النووية المبلغ عنها حديثا.

أ.2. تجارب تشعيع الثوريوم واليورانيوم

13.في ديسمبر 2004م، أقرت مصر أنها، فيما بين عامي 1990م و 2003م، قامت بإجراء تجارب متضمنة تشعيع كميات قليلة من اليورانيوم الطبيعي في مفاعلاتها لاختبار القدرة على إنتاج نظائر بالانشطار للأغراض الطبية، وأنها لم تبلغ الوكالة بهذه التجارب. ويقال إن هذه التجارب تضمنت 12 تجربة استخدم فيها ما مجموعه 1.15 كيلوجراما من مركبات اليورانيوم الطبيعية وذلك في مفاعل الأبحاث الذري ذي القدرة 2 ميجاوات وتضمنت كذلك أربع تجارب استخدم فيها ما مجموعه 0.24 كيلوجرام من مركبات اليورانيوم الطبيعية التي تم تشعيعها في المفاعل ذي القدرة 22.5 ميجاوات (فيما بين عامي 1999م و 2000م). وبالإضافة إلى ذلك، فقد أبلغت مصر الوكالة عن تسع عينات من الثوريوم تم تشعيعها في مفاعل الأبحاث الذري ذي القدرة 2 ميجاوات. كما أبلغت مصر الوكالة كذلك أن الكميات المشععة قد تم تفكيكها في ثلاثة معامل تقع في مبنى الكيمياء النووية بأنشاص، ولكن لم يتم فصل أي بلوتونيوم أو يورانيوم-233 خلال تلك التجارب. وقد شرحت مصر أن هذه المعامل لم يتم إعلانها من قبل للوكالة بسبب أنها كان منويا أن تكون مخصصة فقط لاستخدامها في إنتاج النظائر المشعة. وقد بينت مصر أنها قامت بإجراء تجارب مشابهة قبل دخول اتفاقية الإجراءات الوقائية المتعلقة بها حيز التنفيذ، وكذلك بين عامي 1982م و 1988م، سوى أنها غير قادرة حتى الآن على تعيين الوثائق الأصلية ذات الصلة بهذه التجارب.

14. في ديسمبر 2004م، أخذت الوكالة عينات بيئية من معامل مبنى الكيمياء النووية بأنشاص التي قيل بأنها كانت مسرحا لتلك التجارب وذلك بغرض التأكد من المعلومات التي أعلنتها مصر لنا. كما مكنت مصر الوكالة كذلك من فحص الوثائق المتعلقة بتجارب التشعيع. وفي فبراير 2005م، زودتنا مصر بمعلومات تعديل تصميم هذين المفاعلين. كما وافقت مصر أيضا على تسليم تقارير التغيرات في جرد المخازن ذات الصلة.

أ.3. الأنشطة التمهيدية المتعلقة بإعادة المعالجة

15.في مارس 2001م ويوليو 2002م، كتبت الوكالة إلى مصر بخصوص نتائج تحليل العينات البيئية المأخوذة من الخلايا النشطة في مفاعل الأبحاث الذري ذي القدرة 2 ميغاوات، والتي بينت وجود آثار لمنتجات أكتينية (بسبب حدوث تغييرات كيميائية نتيجة الطاقة المشعة) وانشطارية. وفي يوليو 2003م، ردت مصر بأن وجود هذه الجزيئات التي ظهرت في تحليل العينات البيئية التي أخذتها الوكالة، يعزى إلى حدوث تلف في كسوة الوقود النووي مما أدى إلى تلوث ماء تبريد المفاعل، وقد تسرب الماء الملوث إلى الخلايا النشطة من علب العينات المشععة. وقد قامت الوكالة بأخذ عينات بيئية إضافية للتحقق من هذا التبرير، وما زالت في انتظار نتائج تحليل هذه العينات.

16.في ديسمبر 2004م، اعترفت مصر أنها كانت كذلك قد فشلت في تضمين تقريرها الابتدائي قضبان الوقود غير المشعع المستوردة والتي تحتوي على يورانيوم-235 مخصب حتى 10%، والتي استخدم بعضها في تجارب، قيل إنها أجريت في مبنى الكيمياء النووية بأنشاص قبل دخول اتفاقية الإجراءات الوقائية المتعلقة بمصر حيز التنفيذ. وقد تم الإبلاغ عن أن هذه التجارب قد تضمنت اختبارات معملية لتذويب صفائح الوقود (النووي) في خطوة استباقية لتطوير معمل إعادة المعالجة (انظر أسفله).

وقد قدمت مصر للوكالة بغرض التحقق قضيبا سليما من الوقود (يقال إنه يحتوي على يورانيوم-235 مخصب حتى 10%)، وكذلك عددا من أجزاء قضبان وقود أخرى (من اليورانيوم الطبيعي والمخصب)، ومحلولا من نيترات اليورانيل به يورانيوم-235 مخصب حتى 10%. وليس من الممكن في هذه المرحلة التأكيد بدقة على محتوى هذه المواد المسلمة للوكالة من اليورانيوم، ولكن وزنها الإجمالي (بما في ذلك الدرع الواقي والوعاء الناقل) يقدر بحوالي كيلوغرام واحد. ويجري الآن تقويم نتائج عينات التحليل بالطريقة التدميرية (يتطلب الفحص تدمير العينة أثناء اختبارها - المترجم). وقد وافقت مصر على تصحيح تقريرها الابتدائي ليشمل هذه المواد.

17.وبالإضافة إلى التجارب المذكورة أعلاه، أخبرت مصر الوكالة الدولية أنها، في أواخر سبعينيات القرن العشرين، مدفوعة بالطموح إلى تنفيذ خططها في ذلك الوقت بإنشاء حوالي ثماني محطات نووية لتوليد الكهرباء، وبنية تطوير الخبرات في مجال دورة الوقود النووي، وقعت عدة عقود مع شركة أجنبية لبناء معمل (المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية) وذلك بغرض إجراء "تجارب مرجعية في الكيمياء الإشعاعية" تتضمن فصل البلوتونيوم واليورانيوم من عناصر وقود مشعع باستخدام المفاعل الذري الخاص بالأبحاث ذي قدرة 2 ميغاوات. ويتكون المعمل الأول من المعامل الثلاث طبقا لهذه الخطة من ثلاث وحدات نمطية تحتوي على ثلاث خلايا نشطة: الخلية الأولى هي خلية ألفا مدرعة مصممة لإجراء تجارب إجهاد القصّ على وقود مفاعل الأبحاث، والذي قالت مصر أنه لم يتم أبدا إنشاءه بسبب حقيقة أن المورد الأجنبي لم يتمكن من الحصول على أذون التصدير الضرورية لمعدات تجارب إجهاد القصّ؛ وتحتوي الخلية الثانية على مذيب تم تركيبه وخلاطات ترسيب للمرحلة الأولى لفصل المنتجات الانشطارية؛ أما الخلية الثالثة فقد كانت مصممة لغرض تزجيج المخلفات لكن لم يتم تركيب أي معدات أساسية فيها. ويتكون المعمل الثاني من الوحدة النمطية رقم 4، وهي صندوق قفازي صغير مدرّع بالرصاص لغرض فصل المركبات الانشطارية في المرحلة الثانية باستخدام خلاطات الترسيب، والوحدة النمطية 5، وهي صندوق قفازي صغير غير مدرّع لفصل البلوتونيوم من اليورانيوم. ويتكون المعمل الثالث من خطين من صناديق قفازية صغيرة موصلة مناسبة لكيمياء البلوتونيوم لكنها لا تحتوي على أية معدات.

18.في نوفمبر 2004م، اعترفت مصر أنها في عام 1987م قامت بإجراء اختبارات قبول في المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية باستخدام نيترات اليورانيل غير المشعع في كواشف كيميائية مشتراة من السوق المحلي. وفي المعلومات الأكثر تفصيلا التي زودتنا بها في يناير 2005م، بينت مصر أن نيترات اليورانيل قد تم خلطها مع محلول تم الحصول عليه من تذويب حبات من نفايات الـ UO المنتج محليا (وزنها التقديري الإجمالي يبلغ 1.9 كيلوجرام من مركبات اليورانيوم)، وأن مصر لم تبلغ الوكالة لا بالمواد ولا باستخدامها في التجارب. وقد بررت مصر ذلك للوكالة بأنه كان نتيجة لعدم قدرتها على إكمال التجهيزات، فقد اتخذ قرار بعدها بقصر الاستخدام على خلية واحدة من خلايا المحطة التجريبية ضمن إطار مشروع لإدارة المصادر الإشعاعية المغلقة بإحكام غير المستعملة واليتيمة (التي لا تنتمي لمشروع جار وليس لها استخدام - المترجم).

19.وطبقاً لمصر، فإنه في الوقت الذي دخلت فيه اتفاقية الإجراءات الوقائية المتعلقة بها حيز التنفيذ في 1982م، لم تقم بضم معلومات عن المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية إلى إعلانها الابتدائي عن المنشآت القائمة لأن مصر لم تعتبرها منشأة تستحق الذكر لكونها بنيت فقط للقيام بتجارب مرجعية في الكيمياء الإشعاعية. ومع ذلك من وجهة نظر الوكالة الدولية، فبالنظر إلى الغرض من إنشاء المحطة وإلى إمكانيات تصميمها، فإن المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية تعد منشأة نووية، طبقا لما هو مقرر في اتفاقية الإجراءات الوقائية، وأنه طبقا لما هو مقرر في المادة 42 من الاتفاقية، كان يجب على مصر أن تعلن للوكالة عن المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية في أسرع وقت ممكن وقبل إدخال أي مواد نووية إلى المحطة.

20.أخذت الوكالة عينات بيئية من الخلايا النشطة ومن المعامل المختصة باختبارات القبول. وقد زودت مصر الوكالة بالوثائق ذات الصلة للتعاقدات والمعلومات الخاصة بالتنفيذ. وقد قدمت مصر كذلك معلومات تصميم المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية ووافقت على تسليم تقارير التغيرات في جرد المخازن الخاصة باختبارات القبول.

21.وفي سياق الزيارات الحديثة التي قامت بها الوكالة، أتاحت السلطات المصرية للمفتشين الاطلاع على المنشأة الجديدة لإنتاج النظائر المشعة تحت الإنشاء في أنشاص. وقد بينت مصر أن هذه المنشأة الغرض منها هو فصل النظائر المشعة من اليورانيوم-235 المخصب حتى 19.7% والمشعع في المفاعل الذري ذي قدرة 22.5 ميجاوات، ولكن لم يتم حتى الآن جلب أي معدات نووية ذات علاقة به إليه. وطبقا لتعهداتها بتسليم أي معلومات تصميمية خاصة بالمنشآت الجديدة، فإنه كان يجب على مصر الإبلاغ عن قرارها ببناء المنشأة الجديدة قبل نهاية 1997م عندما تعهدت بالإبلاغ عن المعلومات التصميمية لأي منشأة جديدة. وكإجراء تصحيحي، فقد زودت مصر الوكالة بالمعلومات التصميمية للمنشأة.

ب‌.نتائج التحقق والخطوات التالية

22.حتى تاريخه، عينت الوكالة عددا من المرات التي فشلت فيها مصر في إبلاغ الوكالة بمعلومات طبقا للواجب عليها بناء على اتفاقية الإجراءات الوقائية، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أ‌-الإخفاق في الإبلاغ عن استيراد الـ UF، وعن معدن اليورانيوم المستورد والمنتج محليا، وعن الكميات القليلة من الـ UO2 والـ UO3 والـ UF4 المنتجة محليا، وعدد من قضبان اليورانيوم غير المشعع منخفض التخصيب ومن اليورانيوم الطبيعي؛
ب‌-الإخفاق في الإبلاغ عن نيترات اليورانيل وحبات نفايات الـ UO المنتج محليا، وعن استخدام ذلك في اختبارات القبول الخاصة بالمحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية؛
ت‌-الإخفاق في الإبلاغ عن تشعيع كميات قليلة من اليورانيوم الطبيعي والثوريوم واستخدامها في معامل مبنى الكيمياء النووية، بما في ذلك إنتاج ونقل النفايات؛
ث‌-الإخفاق في تزويد الوكالة بمعلومات التصميم الابتدائية الخاصة بالمحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية ومنشأة إنتاج النظائر المشعة، ومعلومات تعديل تصميم كلا المفاعلين المذكورين.

23. وكما هو مبين أعلاه، فإن أنشطة البحوث والتطوير المذكورة أعلاه في هذا التقرير كانت منشورة في هيئة الطاقة الذرية وبعض المنشورات العلمية. وبالرغم من ذلك، وبغض النظر عن الوضع الحالي للأنشطة السابقة غير المعلن عنها وعن الكميات القليلة من المواد النووية المستخدمة، فإن الإخفاقات المتكررة لمصر في إبلاغ الوكالة عن المواد والمنشآت النووية بطريقة فورية هي أمر مقلق. لقد شرحت مصر أن إخفاقاتها السابقة في الإبلاغ نتجت عن عدم وضوح واجباتها طبقا لاتفاقية الإجراءات الوقائية، خصوصا فيما يخص الكميات القليلة من المواد النووية المستخدمة في البحوث وأنشطة التطوير. ولقد تعهدت مصر أنها ستقوم بالإبلاغ عن أي مواد من هذا القبيل أو أنشطة خاصة بها في المستقبل. وكإجراء تصحيحي فقد قامت مصر بتقديم معلومات تعديل تصميم كلا المفاعلين ومعلومات التصميم الجديدة الخاصة بالمحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية ومنشأة إنتاج النظائر المشعة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بناء على متابعة مقترحات الوكالة السابق مناقشتها، فقد وافقت مصر على إعادة تصنيف معمل بحوث الوقود النووي بأنشاص كمنشأة، وقامت بتسليم معلومات التصميم الخاصة بها.

24.إن المواد النووية والمنشآت التي فحصتها الوكالة حتى تاريخه متوافقة مع الأنشطة التي وصفتها مصر. لقد تم تفكيك معظم معدات التحويل، ويتم الآن استخدام المحطة التجريبية للمعادن الكهرومائية لأغراض الحماية من الإشعاع، وليس للغرض الأصلي الذي أنشئت من أجله وهو إعادة المعالجة. وسيتم الآن الإعلان عن تجارب التشعيع صغيرة الحجم في كلا المفاعلين للوكالة وستكون عرضة للتفتيش والتحقق. إن إجراءات الوكالة الخاصة بصحة وتمامية الإعلانات المصرية مازالت سارية، وفي انتظار المزيد من نتائج التحاليل التدميرية للعينات البيئية وتحليلات الوكالة للمعلومات الإضافية التي تزودها بها مصر.

25.إن التعاون الذي تبديه مصر منذ الاجتماع الذي تم في سبتمبر 2004م بشأن توضيح هذه المسائل وبشأن ما منحته للوكالة من فرص وصول ضروري إلى الأماكن اللازمة للقيام بتقويم صحة وتمامية البيانات المصرية، لهو شيء مرحب به. ولقد تعاونت مصر كذلك في البحث عن الوثائق المطلوبة وإتاحة الوصول إليها، رغم أن هذه الجهود قد تعقدت بسبب أن بعض هذه الأنشطة تم القيام بها في فترة ماضية منذ ما بين 15 إلى 40 عاما. ولقد طالبت الوكالة مصر بأن تحافظ على هذا المستوى من التعاون.

26.سيقوم المدير العام للوكالة بالاستمرار في رفع التقارير إلى مجلس المحافظين بشأن تنفيذ الإجراءات الوقائية في مصر طبقا لما هو مناسب.

هوامش:
1-منشور بالوثيقة INFCIRC/302.
2-الوثيقة رقم حكومة/2554/ Att.2/.Rev.2
3-مواقع المنشآت الخارجية موجودة خارج موقع أنشاص، وتحتوي على جامعة، ومستشفيين، ومعمل أبحاث.
4-البند 34 (ج) من اتفاقية الإجراءات الوقائية ينص على "عندما تنقل أي مواد نووية، من أي تركيب أو درجة نقاء مناسبة لتصنيع وقود أو أي تخصيب نظائري، إلى خارج المحطة أو مرحلة المعالجة التي أنتجت فيها ... تصبح المواد النووية عرضة للإجراءات الوقائية الأخرى المبينة في هذه الاتفاقية." وطبقا للفقرتين "أ" و "ب" من البند 34، لا تحتاج الوكالة إلى إعلامها بالإنتاج المحلي لأية مواد تحتوي على اليورانيوم أو الثوريوم والتي لم تكن قد وصلت إلى المرحلة الموصوفة في البند 34 (ج).



===========


الحلقة السابعة
--------




انسحب البرادعي .. فهل تبدأ الثورة الدموية التي هدد بها؟
يشكك في الانتخابات ويهاجم البرلمان المنتخب
يسعى للكرسي مرة ثانية بطرق بعيدة عن الصندوق الانتخابي!

عامر عبد المنعم


معركة الشعب المصري لتشكيل نظام الحكم المستقل بعد الثورة تحتاج إلى درجة عالية من الوعي واليقظة، ولا يظن المخلصون أن أمريكا والغرب سيستسلمون بسهولة أمام الإرادة الشعبية التي يعكسها الصندوق الانتخابي، والتي تصب في صالح المشروع الوطني الإسلامي، كما رأيناها في المراحل الثلاث للانتخابات البرلمانية التي انتهت بفوز الإسلاميين بأغلبية كبيرة في مجلس الشعب.

وعندما بدأنا في جريدة "الفتح" الحملة ضد البرادعي وكشف مواقفه ضد أمته وبلده، لم نكن نستهدف الهجوم على شخصه، وإنما أردنا فقط إزالة الأغلفة التي أحاط بها الإعلام المتأمرك هذه الشخصية والدعاية المزيفة التي تقدمه على غير حقيقته. لم نفعل شيئا غير فضح مواقف هذا الموظف الأمريكي الذي تستخدمه أمريكا كرمز وقائد للمجموعات والدوائر التي تعمل وفقا للمخطط الأمريكي لاختطاف الثورة.

حاولنا بالأدلة الدامغة تبصير المصريين بزيف وكذب الإعلام الدولي و"تابعه المصري"، وكشف الخدعة الإعلامية التي جرت مخططة بهدف إظهار البرادعي كثائر وزعيم لمصر، ووصفه بأنه "رسول الحرية" كما ادعى أحد الأبواق الإعلامية.
لقد انسحب الدكتور محمد البرادعي من الترشح لانتخابات الرئاسة بعد أن فقد توازنه وانهار عقب الحملة التي فضحته وكشفت بالوثائق الدامغة دوره في خدمة السياسة الأمريكية، وتقديم خدمات جليلة للبيت الأبيض في كل المناصب التي تولاها، ولازال حتى الآن.

كشفنا طوال شهر ونصف قصة البرادعي كاملة منذ ظهوره مدعوما من أمريكا، وحتى دوره الحالي ضمن المخطط الأمريكي للسطو على الثورة، بطرق بعيدة عن الصندوق الانتخابي، والخروج على الشرعية، والتحريض على عدم احترام البرلمان المنتخب الذي جاء من خلال أنزه انتخابات شهدتها مصر، شارك فيها الملايين من الشعب المصري في طوابير مليونية غير مسبوقة.

الغريب أن الإعلام المتأمرك لم يع الدرس، وواصل نفس التمثيلية المكررة، واستمر في حملة التزييف والكذب وسعى لإعادة تقديم البرادعي المنسحب وكأنه فعل هذا حماية للثورة، ومارس هذا الإعلام من خلال نفس الشخوص والمسميات خدعة قلب الحقيقة وتحويل الانسحاب إلى بطولة!

انسحاب البرادعي تم بعد لقاءات مع المبعوثين الأمريكيين والتشاور معهم، بعد التأكد من فقدانه لأي شعبية، والبحث له عن دور آخر وبشكل آخر.

ورغم التبريرات التي قالها البرادعي في بيان الانسحاب فإن حملتنا كان لها الدور الأبرز في فضح اللعبة التي شارك فيها وظن أن الشعب المصري يمكن "استغفاله".

وانسحاب البرادعي لا يعني خروجه من المشهد، وإنما محاولة الاستفادة منه وإعادة إنتاجه، فأمريكا تحاول أن تستخدم كل مالديها من أوراق، وفقا للتطورات على الأرض، لمواجهة الانتصارات التي يحققها الشعب المصري الذي أصبح الآن القوة الأبرز في الصراع، وتحول إلى صخرة صلبة في وجه المكر المعادي.

كشف الخطط المعادية
وحملتنا على البرادعي كانت مجرد مدخل لكشف جانب مهم من الخطط المعادية، حتى نقوي مناعتنا، ونفكر في سبل المواجهة، ونعمل على إفشال المؤامرات التي يتورط فيها بعض شبابنا بحسن نية، ولعدم الدراية والفهم. لقد أردنا أن نحفز الشباب لقراءة ما بين السطور وما خلفها في أصعب أيام في تاريخ مصر سيترتب عليها مستقبل الأمة كلها.

وعندما نقول إن حملتنا كان لها الدور الأبرز في الضغط على الجهاز العصبي السياسي لمحمد البرادعي حتى انهار وقرر الانسحاب، فإنه يريد التقاط الأنفاس للمشاركة في لعبة انقلابية أمريكية جديدة.

الذي دفعنا للحملة الصحفية لكشف مواقف البرادعي هو قبوله الانقلاب على الإرادة الشرعية واستعداده لتولي منصب رئيس ما سمي بـ " حكومة الإنقاذ" من مجموعة قليلة بميدان التحرير، وصدور بيان من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نفس التوقيت يطالب المجلس العسكري بسرعة نقل السلطة بأسرع وقت ممكن، للبرادعي، وأعلن البرادعي من جهته تنازله عن الترشح للرئاسة وتولي منصب رئيس الوزراء.

كشف هذا الموقف بما لا يدع مجالا للشك ضلوع البرادعي في المخطط الأمريكي للسطو على السلطة وإهدار إرادة الشعب المتمثلة في الصندوق الانتخابي، الأمر الذي أفقده المشروعية الوطنية لكي يتقدم للترشح لانتخابات الرئاسة.

بيان متناقض
الغريب أن البرادعي عندما قرر الانسحاب، حاول أن يقدم مبررات للمحيطين به ولأنصاره الذين لم يستشرهم قبل إعلان قراره المفاجىء، فأصدر بيانا، متناقضا، يعارض بعضه بعضا، لكن أخطر ما في البيان هو أنه أخرج نفسه من الشرعية واعتبر ما تم من عملية انتخابية شارك فيها معظم المصريين مجرد عملية شكلية وليست عملية ديمقراطية حقيقية، وأصر على أن يبحث عن التغيير عبر وسائل غير ديمقراطية بعيدا عن الصندوق الانتخابي.

ولم نفهم ما قاله البرادعي عن العمل خارج الإطار الرسمي للدولة، وأن ذلك يعطيه الحرية والقدرة على التغيير بوتيرة أسرع وطريقة أكثر حسما. فما هي الطريقة الأكثر حسما للتغيير بعيدا عن العملية الانتخابية التي يشكك فيها؟
هل مازالت تراود محمد البرادعي الأوهام بالانقلاب على الثورة وإعلان تنصيبه بأي طريقة رئيسا لمصر؟ وهل هذا له علاقة بحالة الحشد ليوم 25 يناير من قوى ومجموعات تريد ادخال البلاد في الفوضى وتخريب الثورة بحجة استمرار الثورة رغم ما يتم من نقل السلطة بشكل طبيعي وافتتاح مجلس الشعب بعد يومين؟

حملته لتشويه البرلمان
البرادعي يصر على أن يكون التغيير بعيدا عن الصندوق الانتخابي، وهو يشن حملة تشويه ضد البرلمان الجديد، ويتهمه بأنه لا يعبر عن الشعب المصري، ويردد أكذوبة أن الشباب الليبرالي هو الذي قام بالثورة وأن الشعب خذله. وهذا الكلام لا يستحق الرد لأن الثورة قام بها الشعب المصري كله، بكل الأعمار والفئات، وفي كل ميادين مصر، وميدان التحرير شهد أكبر ملحمة شارك فيها كل المصريين بكل تياراتهم، لذا فان محاولة تشويه الحقائق والترويج لأكاذيب، لن تفيد في طرح رؤى ناضجة تساهم في عملية البناء.

كما أن الزعم بأن الشعب المصري خذل الشباب الليبرالي إساءة للأغلبية التي قدمت الشهداء وصمدت في وجه مبارك قبل الثورة وأثناءها وحتى الآن، وعبرت عن رأيها في الصناديق بكل حرية.

البرادعي يلعب لعبة خطيرة، فهو يشككك في العملية الانتخابية، دون تقديم البرنامج البديل لتشكيل النظام السياسي المصري بعد الثورة. وإصراره حتى الآن على موضوع الدستور أولا، يوحي بمعانٍ غريبة تثير الشكوك، فالمشاركة في الانتخابات كانت من كل القوى السياسية المصرية، وانخرط الجميع في الدوران مع عجلة البناء ولم يعد يتحدث أحد عن الدستور أولا سوى قلة منبوذة، ترفض الاحتكام للشعب وتريد أن تسير في طريق عكس التيار العام.

التحريض على العنف
بل إن إصرار البرادعي على التشكيك في العملية السلمية، التي انخرط فيها الشعب وأحزابه وتياراته المختلفة يعيد إلى الأذهان تصريحات البرادعي عن الثورة الثانية وأنها لن تكون سلمية. لقد ملأ البرادعي الدنيا ضجيجا على صفحته على تويتر وفي الصحف بقوله: "الثورة القادمة لن تكون سلمية" وكأنه يعلم أو يحرض على ذلك، وفي كلا الأمرين فهذا يدينه ويصب في صالح مشروعات انقلابية وتحريض على اللعب بالنار.

وما قاله البرادعي عن عدم سلمية الثورة القادمة، يتوافق مع الدعوات التي تنطلق الآن من قوى شبابية تساند البرادعي ولها ارتباطات خارجية، والبرادعي دعا في بيانه الأخير إلى توحيد هذه المجموعات التي تطالب بأن يكون يوم 25 يناير ثورة ثانية وليس احتفالا في تحالف واحد أو حزب واحد، وهذا يؤكد أن إعلان الانسحاب من الترشح ماهو إلا تغيير للدور والانتقال من مربع إلى مربع آخر، وكأن خسارته كمرشح وفقدان الشعبية، لا تعني توقف دوره السياسي المرسوم له وهذا إصرار عجيب على السير في الطريق الخطأ حتى النهاية.

إن الاتهامات التي وجهناها للبرادعي لازالت قائمة ولا تسقط بالانسحاب من الترشح للرئاسة، ومازلنا ننتظر منه أن يدافع عن نفسه، أو يعترف ويعلن ندمه ويطلب من الشعب المصري الصفح والعفو.

لقد وجهنا له اتهامات محددة، مشفوعة بالوثائق والتقارير، وكشفنا ارتباط البرادعي بدوائر أمريكية ويهودية تعمل ضد مصر والأمة.

بدأنا حملتنا على البرادعي في العدد السادس من جريدة الفتح الذي صدر يوم الجمعة 2 ديسمبر، بعنوان "نهاية البرادعي" وكشفنا قصة صعود البرادعي عندما رشحته أمريكا لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد المرشح المصري السفير الدكتور محمد شاكر، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية، وتحايلت الولايات المتحدة ودفعت بالبرادعي كمرشح للمجموعة الأفريقية ثم ضغطت على دول العالم لتأييده. ومن يومها بدأ البرادعي يوجه تقارير الوكالة لخدمة السياسة الأمريكية، فوفر الغطاء لاستمرار الحصار على العراق لمدة 13 عاما، وأصدر التقارير ضد مصر وجعلها تحت الحصار، ونفس الأمر مع سوريا.


كلام الوثائق
ولتوثيق مواقفه نشرنا نص التقرير الذي أصدره عن العراق قبل الغزو بأيام في 7 مارس 2003، والذي يؤكد أنه لم يبرئ العراق وإنما طالب فيه المجتمع الدولي بالضغط على صدام، واتهم الحكومة العراقية بأنها تراوغ، وأن هناك قضايا عالقة، وطالب في التقرير وما سبقه، دول العالم بالإبلاغ عن العلماء العراقيين المقيمن بها للتحقيق معهم. وفضحنا خدع البرادعي في كل تقاريره عن العراق عندما كان يقول طوال سنوات الحصار وحتى الغزو: لا توجد أدلة على أن العراق استأنف مشروعه النووي"الآن" وهذه الكلمة كانت في كل التقارير، إلا أنه في كل التقارير أيضا كان يقول سنواصل التفتيش، وسنواصل التحقيق والتفتيش الاقتحامي، ويطالب المخابرات الأمريكية بمساعدته.

ونشرنا في العدد قبل الماضي نصف التقرير الذي كتبه البرادعي عن مصر في 2005، والذي صور مصر وكأن لها برنامجًا نوويًّا سريًّا عسكريًّا، وفضحنا فيه الخدع التي استخدمها لحشر مصر ضمن محور الشر وتحريض العالم على المشروع النووي المصري، وكيف أنه سعى لشيطنة مفاعل أنشاص، وحول مصر إلى دولة نووية كبرى على غير الحقيقة.

ونشرنا نصوصا من بعض التقارير ضد سوريا ومصر التي تدين البرادعي وتثبت أنه لم يكن خادما لأمته وإنما موظفا أمريكيا نفذ ما أرادته أمريكا وحول الوكالة إلى مؤسسة تابعة لأمريكا وليست وكالة دولية تتعامل بحيادية وعدم انحياز.

كشفنا رؤية البرادعي لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، ودعوته لأن تقتصر مهمة القوات المسلحة المصرية على مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب والحرب الأهلية، أي أن يتحول الجيش المصري إلى مرتزق يخوض حروب أمريكا بالوكالة.


حب اليهود
نشرنا نص حوار البرادعي مع صحيفة نيويورك تايمز الذي كشف عن هويته وميوله وموقفه من الإسلام، والذي اعترف فيه أنه كان في نزاع يومي مع والدته المسنة ليخلعها الحجاب، وأنه يحب اليهود وأن رفيقته الأولى كانت يهودية، وأن نيويورك هي وطنه، وأن البار الأيرلندي القريب أجمل ما فيها.

ونشرنا نص مقال السفير محمد شاكر، الذي كشف فيه تفاصيل اللعبة التي تورط فيها البرادعي ليخوض الانتخابات ضده كمرشح لمصر، وبين كيف أن البرادعي لم يحفظ له الجميل وهو الذي قدمه وأخذ بيده، لتقديمه للعمل في الوكالة.
وكشفنا دور مجموعة الأزمات الدولية اليهودية الأمريكية التي يمولها جورج سوروس التي عمل فيها البرادعي بجوار مجموعة من كبار الإسرائيليين، وفضحنا الدور التخريبي لهذه المؤسسة واستراتيجيتها لتفكيك الدول العربية.

كما كشفنا دور جورج سوروس ومخططه لسرقة الثورة المصرية من خلال تمويل منظمات يهودية في أمريكا وأوروبا، قامت بتدريب مجموعات من الشباب في العالم ومصر لتشكيل امتدادات شبابية لتأسيس حكومات موالية لأمريكا.

ولمزيد من التوضيح، أجرينا حوارات مع علماء مصريين كشفوا المزيد من المعلومات عن الأدوار التي لعبها البرادعي وغيره من الشخصيات المعلبة في أمريكا. مثل العالم المصري الدكتور محمد النشائي، والعالم النووي على عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا، وفي هذا العدد أجرينا حوارا مع العالم النووي الكبير الدكتور يسري أبو شادي (ص7) لنؤكد أن مصر لديها علماء يتميزون بالوطنية والمهنية العالية.

لقد نشرنا الوثائق الدامغة وكان الهدف بجانب كشف البرادعي، كشف الإعلام المضلل الذي استطاع في الفترة السابقة تلميعه وتحويله إلى زعيم، ومازال هذا الاعلام يواصل الكذب.

وكشف هذا الاعلام الكاذب هو الطريق الحقيقي للانتصار على المؤامرة التي تستهدف السيطرة على عقولنا، فحروب اليوم لم تعد بالسلاح واحتلال الأرض. فمن يسيطر على العقول يسيطر على الدول والشعوب.
***
بفضل الله لم تعد الأمة كما كانت من قبل، يمكن هزيمتها بدستة من الفضائيات ومثلها من الصحف، ولم تعد الحيل المتلونة قادرة على التمرير بسهولة، فالمناعة زادت والوعي يفوق التصور، وعقولنا باتت محمية بدروع من الوعي كالفولاذ لا يمكن اختراقها، وهذا ما يحير أعداءنا ويفشل مخططاتهم ويستنزف ملياراتهم.

ليست هناك تعليقات: