Translate

الأربعاء، 3 أبريل 2013

نخنوخ عميل لأجهزة عالمية


المخابرات العسكرية : نخنوخ عميل لأجهزة عالمية
 ومن اعوانه ( ايمن طه ) عضو بحزب المصريين الاحرار
 حقائق تشيب لها الولدان مافيا حقيقية
 ----------------------------------------
 
سلسلة مطاردات وتهديدات بالقتل خلال الشهور الثلاثة الماضية، أفضت إلى تأجيل محاكمة «صبري نخنوخ» زعيم المافيا السرية للحزب الوطني التي أسسها حبيب العادلي وجمال مبارك وأحمد عز -لثلاثة شهور متتالية: منذ 3 يناير الماضي حتى 4 مارس الحالي- موعد إدلاء الشاهد الخطير (صابر شوكت) شهادته أمام محاكمة جنايات الإسكندرية.
 خبايا هذه المطاردات والتهديدات بالقتل والزيارة التي أجريت إلى منزل السيد السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ثم مكالمته الهاتفية معنا؛ إذ أخبرنا أنه كلم وزير الداخلية وأرسل إليه خطابا رسميا لحماية «صابر شوكت»، وكيف أدار «شوكت» أصعب لحظات حياته التي كان مهددًا فيها بالقتل، وأوهم الجميع بأنه سيشهد لصالح «نخنوخ» وسيبرئه؛ ما دفعهم إلى أن يجلسوا معه ليعرضوا عليه «10 ملايين جنيه» رشوة مقابل صمته ووقف محاولة قتله، وهم لا يعلمون أنه أخذ إذن النائب العام نفسه بالتسجيل لهذه الرشاوى.
 فمنذ 2 أكتوبر الماضي؛ كشف أسرار المافيا السرية للحزب الوطني بزعامة الشقي «صبري نخنوخ» وحبيب العادلي وجمال مبارك وأحمد عز التي أسسوها لتنفيذ ملف التوريث بالدرجة الأولى، وتزوير الانتخابات، ثم حين قامت الثورة، نفذت هذه المافيا «الثورة المضادة» ونفذت الجرائم التي شهدتها مصر في ماسبيرو ومحمد محمود وغيرهما- حتى أعلنت محكمة جنايات الإسكندرية استدعاء الشاهد الخطير «صابر شوكت» مدير تحرير «أخبار اليوم»، الذي كشف أسرارها؛ حدثت أمور خطيرة كثيرة تسببت بتأجيل هذه المحاكمة ثلاث مرات متتالية منذ 3 يناير حتى الأسبوع الماضي.
 اختراق نخنوخ لوسائل الإعلام
 يقول «صابر شوكت»: «منذ أن نشر في 3 أكتوبر، أسرار هذه المافيا، حدثت وقائع تأكدت منها أن لشبكة (مافيا نخنوخ) أتباعا يخترقون المؤسسات الصحفية، فاضطررت إلى إبلاغ النيابة العامة في البلاغ رقم 2341 بولاق فى 6 أكتوبر الماضي، ما ثبت من أن المدعو (سامي نخنوخ) شقيق صبري نخنوخ، يطوف على المؤسسات الصحفية والفضائيات بأموال لإغراء البعض بكتابة موضوعات وبرامج فى الفضائيات لكسب التعاطف الشعبى فى قضيه شقيقه وللهجوم على ما نشر وللحد من آثاره، وكان أخطرها ما يحيط بعملى. فأبلغ العميد (أيمن جودة) مأمور بولاق، وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين؛ لخطورة البلاغ الشديدة. وقبل 3 يناير الماضي (موعد شهادتي)، زارني بمكتبى زميل صحفي وسألني فجأة: (ماذا ستقول فى محاكمة نخنوخ؟)، فأخبرته أنى سأقول الحق.. سأقول كل ما نشر من أول عمليات المافيا لقتل الثوار فى ماسبيرو ومحمد محمود والعباسية، وقبلها أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية وأحداث كنيستى إمبابة ومحاولة إحراق مصنع صقر الحربى، إلى أن بلغنا (عبد المجيد محمود) النائب العام السابق الذى حفظ البلاغ فى ثلاجته ولم يفعل شيئا ووفر الحماية اللا قانونية لنخنوخ. وقد قدمنا إليه هذه المستندات مرتين، وكنا معا ونحن نقدمها له. وهو بذلك الشريك الأساسى فى كل جرائم قتل الثوار، ثم ذهابنا بملف مافيا نخنوخ إلى المخابرات العسكرية التى أكدت كل حرف كتبناه فى (أسرار اليوم) بعد الثورة مباشرة، بل أكدت لنا أن نخنوخ يعمل لحساب عدة دول أجنبية، بل أن مخابرات عدة دول تستخدمه، وأكدت أن نخنوخ وأعوانه الطلقاء لا بد من القصاص منهم.
 عقب هذا اللقاء مباشرة، بدأت التهديدات بالقتل الصريح تأتينى لمنعى من الإدلاء بالشهادة. وفى بداية يناير الماضى، طًلبت للشهادة فى محكمة جنايات الإسكندرية. وبعدها مباشرة، فوجئت بأعوان (صبرى نخنوخ) فى منطقة (بولاق أبو العلا) الذين يديرهم حتى الآن المسجل خطر (أيمن طه)، يرسلون رسائل تهديد مباشر وصريح لى بالقتل لو ذهبت للشهادة. ووصلت التهديدات إلى مرحلة الاتفاق على تنفيذ القتل وتحديد الموعد، وهو ما عملت به من رجال أستعين بهم لكشف مافيا نخنوخ.
 وهنا، طلبت حمايتي ولم أذهب للشهادة، فأُجّلت الجلسة، وقد تقابلنا معا مع السيد السفير محمد رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان بمنزله، وشرحنا له الأمر، وأدرك مدى خطورته، فتفضل مشكورا بالاتصال بك وأبلغك أنه تحدث مع وزير الداخلية وأرسل إليه خطابا رسميا من رئاسة الجمهورية لحمايتي وتخصيص حراسة لي.
 وفى أول فبراير الماضي، حدثني المقدم (حازم الخولي) من مكتب وزير الداخلية لتجهيز حراسة مرافقة لى، ثم تحدث معى اللواء (سيد شفيق) مدير المباحث الجنائية بالداخلية، وأخبرنى أن الحراسة جاهزة وتضم (ضابطين من مكافحة الإرهاب الدولى وفردى أمن)، ثم بعد ذلك بساعات اتصل بى اللواء (ناصر العبد) مدير مباحث الإسكندرية ليخبرنى أن المحكمة ستصدر فى صباح 3 فبراير قرارا بتأجيل الاستماع لشهادتى لمدة شهر».
 سبب التأجيل بعد توفير الحماية لك؟
 شوكت: لقد أبلغتهم بمعلومات مؤكدة عرفتها؛ أن أعوان نخنوخ أرسلوا منذ أول فبراير أكثر من 300 فرد مسلح من المسجلين خطرا من مناطق ماسبيرو وعين شمس وحلوان لمحاصرة المحكمة وتهريب صبرى نخنوخ، وتأكدت لوزارة الداخلية صحة معلوماتي، فجرى تأجيل المحاكمة.
 --------------------
 أيمن طه عضو مجلس الشعب عن حزب ساويرس زور بطاقة رقم قومى ومسجل خطر ويقود عمليات قتل شوكت
 ---------------------
 وماذا فعل أعوان نخنوخ بعد تأجيل المحاكمة؟ وما أسباب عدولهم عن تنفيذ محاولتهم لقتلك؟
 شوكت: تأكدت بيقين من تهديدات القتل والمتابعة والرصد اليومية لى عبر أعوانى المندسين فى شبكة نخنوخ، وأن أمر اغتيالى جد لا تهريج، وأن متابعتى تتم من على باب جريدة «أخبار اليوم» بشارع الصحافة على مدار اليوم، حتى إنهم صورونى صورا حديثة، وأصبحت فى أيدى من سينفذ.
 ومع تصاعد الأحداث، جاءنى شخص من أعوانى فى شبكة نخنوخ يبلغنى أن صورتى الحديثة أصبحت عندهم، وأنهم اتخذوا قرارهم بالتخلص منى قبل الإدلاء بشهادتى، وأن الذى أصدر هذا الأمر هو أحد أعوان نخنوخ اسمه أيمن طه، وهو عضو بمجلس الشعب السابق، ورغم أنه مسجل خطرا، زوّر بطاقة رقم قومى ليخفى جرائمه، ودخل بالتزوير مجلس الشعب السابق بعد الثورة عن حزب نجيب ساويرس!!، وأنه سمع بأذنه أن من سيقتلنى سيكون من أتباع نخنوخ بالجيزة يدعى «كوارشى» ويدير كباريه فندق شهير على نيل العجوزة مع (عماد) شقيق صبرى نخنوخ. وحينئذ، ذهبنا معا فى العاشرة مساء إلى منزل السفير الطهطاوى رئيس الديوان وأصدر قراره بتخصيص حراسة لى.
 -----------------------
 شوكت يطلق الشائعات بأنه سيشهد لصالح نخنوخ فيعرضون عليه الرشوة
 -----------------------
 : ذكرت فى حواراتك السابقة أن الكثيرين في الداخلية متورطون مع نخنوخ؛ فكيف إذن ستتم حمايتك؟
 شوكت: وهذا ما أؤكده دائما، ولدى كل ما يثبت ذلك. ومع ذلك، ومع شعوري بانشغال الداخلية وانهيار الأمن وعدم قدرتهم على حماية أي شيء حتى حماية أنفسهم؛ قررت حماية نفسي بطريقتي.
 ماذا فعلت في ظل تصاعد التهديد بقتلك؟
 شوكت: مع يقينى أن أعوان نخنوخ الذين يلتقون (أيمن طه) المسجل خطرا حتى الآن داخل مكتبى، أطلقت شائعات (عاصرتها «الشعب») بأننى خائف على نفسى، وأن البلد وأن البلد لا تستحق وأن الأخوان خربوها، وأننى سأشهد لصالح نخنوخ فى المحاكمة، وأننى سأخرج نخنوخ من السجن، وأننى لا يهمنى حبس نخنوخ، وأن الإخوان أخطر من نخنوخ، وأن مبارك لا بد أن يرجع ليحكم مصر.
 وبالفعل، وصلت الرسالة وفوجئت بعد فترة بمكالمة من مدير عام مسئول فى مقر عملى -وأنا فى دهشة وذهول- يطلب منى أن أجلس مع بعض أعوان نخنوخ لإخراجه من السجن وتغيير شاهدتى لصالحه!، ويقول إن هذا البلد لا يساوى منى المغامرة بحياتى من أجلها!، وإن نخنوخ رجل طيب!، بل قال المدير العام إنه ذهب إلى قصر نخنوخ عدة مرات، وهو رجل خير ومحترم، ومحتاج إلىّ لمساعدته فى الخروج من أزمته، وإنه مستعد لكل طلباتى، وإن صديقا لنخنوخ اسمه (طلعت شركسى) -وهو رجل أعمال مصرى يحمل الجنسية الأمريكية وقصره بالكنج مريوط بجوار قصر نخنوخ- هو الذى سيلتقينى مع شقيق نخنوخ (سامى).
 وطلب اللقاء فى اليوم التالى بمكتبه، فتهربت منه يومين بحجة انشغالى، ثم توجهت فى اليوم التالى لمقابلة السيد المستشار النائب العام (طلعت إبراهيم)، وبعد أن قابلته قابلت المستشار (حسن ياسين) النائب العام المساعد، وحررنا محضرا رسميا يتضمن هذا البلاغ، وطلب الموافقة على التسجيل القانونى لهذه الإغراءات بالرشوة لإثبات الأدلة على هذه العصابة.
 وتقدمت ببلاغ رقم 348 بلاغات النائب العام، أشّر عليه النائب العام لنيابة الاستئناف بالموافقة، ثم أصبح الطريق ممهدا أمامى لاستقبال (عربى عبادى) يوم الخميس آخر يناير، وجلس معى بمكتبى فى انتظار مجىء صديقه (طلعت شركسى) وهو أحد أصدقاء صبرى نخنوخ المقربين، وحين جاء طلبوا النزول بمكان عام لنتحدث فيه، وفوجئت به يقول لى إننا سنذهب إلى مطار القاهرة لاستقبال شقيقه القادم من بيروت، ثم حكى لى فى الطريق عن علاقاته الخاصة بنخنوخ، وأنه صاحب أفضال عليه، وأنه أنقذه من موت مؤكد وحل له مشكلته مع زوجته!، رغم أن طلعت هذا -كما قال لى- صديق شخصى لحبيب العدلى وزير الداخلية وبدر القاضى، وأنهما كانا ضيفين دائمين فى قصره، إلا أنه عندما طلب الحماية طلبها من نخنوخ ولم يطلبها من حبيب العادلى؛ لذلك فهو يسعى إلى رد (جمايل) نخنوخ عليه ومستعد لجميع طلباتى.
 ثم قال لى طلعت شركسى إنه بعد العمليات الكثيرة التى نفذها نخنوخ وشعوره بتضييق الخناق عليه من المخابرات العسكرية (بعد بلاغنا إلى المخابرات العسكرية فى أكتوبر 2011) ثم قام طلعت بتهريب نخنوخ إلى بيروت واستضافه فى قصره عدة شهور حتى تهدأ الأحوال، ثم عاد إلى مصر لتنفيذ مهمة 24 أغسطس مع (محمد أبو حامد وساويرس) التى قبض عليه قبل تنفيذها بساعات.
 ولغرابة الأمر -وهو يستقبل شقيقه- تبين أن شقيقه محام جاء إلى مصر هاربا من لبنان بسبب قضية غسيل أموال لرجل أعمال مصرى من فلول النظام السابق كان بصحبته، وضُبط فى بيروت واستطاع هو الهروب إلى القاهرة، وكان رد طلعت شركسى هو: (لو أن نخنوخ بره السكن دلوقتى هيخلص القضية)؛ لصداقته الشخصية مع وزير داخلية لبنان. وهنا زادت المفاوضات لإغرائى، وأنه لا بد من إخراج نخنوخ من السجن ليحل لهم كل المشكلات الخاصة بهم وكل المشكلات الأخرى، فأخبرته: وما المطلوب منى؟، فقال لى: (إنت اللى كتبت ودخلته السجن، وإنت الوحيد اللى تقدر تغير شهادتك وتخرجه فورًا من السجن).
 قلت له: هغامر بكل مستقبلى الصحفى وأكذب كل ما كتبته عن نخنوخ؟!
 قال لى: (هنعوضك إن شاء الله مليون جنيه).
 قلت له: ولا عشرة مليون يساوى مستقبلى وتاريخى الصحفى.
 قال: (عشرة مليون.. إحنا موافقين).
 وهنا قال لى العربى عبادى: (متنساش حلاوتى)!!، ثم كلم طلعت شركسى شخصا آخر فى التليفون تبين لى أنه سامى نخنوخ، وقال له: (إنه معى وإننا سنجلس نتصافى فى مكان عام، وإننا متفقون)، وذهبنا إلى كافتيريا (دايت) بمدينة نصر، وهناك جاء سامى نخنوخ ومعه عشرات من المسجلين خطرا، وغامرت وجلست معهم، وأخبره بالاتفاق، وتظاهرت بالموافقة وقالوا: (هنروح للمعلم فى السجن لنخبره وننفذ الاتفاق).
 وفى اليوم التالى، جاءنى عربى عبادى وجلس معى طول اليوم فى انتظار عودتهم من الإسكندرية، وأخبرنى أنهم عائدون متأخرين، ويبدو أنهم لن يأتوا اليوم، فذهبت فى اليوم التالى حررت إثبات حالة فى محضر بكل ما جرى بقسم البساتين لإحالته إلى النيابة للتصرف. وقد جلس العربى معى. وأنا أؤكد له أنى سأذهب إلى المحكمة للشهادة لصالح نخنوخ؛ لأنى مقتنع بأنه أفضل من الموجودين فى الحكم. وكان السبب وراء كل هذا هو حماية نفسى من مخططاتهم لقتلى.
 ثم ذهبت إلى المحكمة يوم 4 ماس. وفى بداية الجلسة قدمت إلى هيئة المحكمة صورة من البلاغ الرسمى للنائب العام الذى يحوى التهديد بالقتل والإغراء بالرشوة الذى سُجّل، وطلبت من هيئة المحكمة الاحتفاظ بهذه المذكرة حتى نهاية الجلسة، وأدليت بشهادتى كاملة بكل جرائم نخنوخ التى نشرتها «الشعب» منذ 2 أكتوبر الماضى على 7 حلقات. وقبل نهاية شهادتى التى استمرت 3.30 ساعات متصلة، صرخ سامى نخنوخ شقيق صبرى نخنوخ أنه يريد أن يقول شيئا هاما للمحكمة، وهو محاولة الشاهد ابتزازهم وطلب رشوة مليون جنيه لتغيير شاهدته.
 وهنا ضحكت وحمدت الله وطلبت من هيئة المحكمة أن تقرأ المستند الذى قدمته لها فى أول الجلسة، وهو البلاغ الذى قدمته إلى النائب العام الذى يثبت العرض المقدم من أتباع نخنوخ لرشوتى وتغيير شهادتى مقابل عشرة ملايين جنيه، فأسقط فى يدهم جميعا.
 سؤال أخير.. أكدت لك المخابرات العسكرية المصرية أنها تأكد لها أن نخنوخ يعمل لحساب مخابرات دول أجنبية عدة.. هل نستطيع أن نحددها؟
 شوكت: هذا بالفعل ما أكدوه لى فى أكتوبر 2011، وما تؤكده كل الجرائم التى ارتكبها نخنوخ بعد سقوط عصابة مبارك المخلوع؛ فقد استعانت به مخابرات عديدة لتدبير الثورة المضادة وإحراق مصر فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وغيرهما، وتنفيذ تهديد المخلوع مبارك: (أنا أو الفوضى). وعلى رأس أجهزة المخابرات هذه مخابرات الدول التى كان مبارك يشكل لها حليفا استراتيجيا وخسرت الكثير بعد خلعه، ومنها (المخابرات الإسرائيلية). وستكشف الأيام القادمة كثيرا من المفاجآت يشيب لهولها الولدان، بعد ضم التحقيقات التى أجراها المستشار (محمود الحفناوى) وبعد توفير الحماية التى طلبناها مرارا لأكثر من خمسة وعشرين شاهدًا ضد جرائم مافيا نخنوخ والحزب الوطنى.
المخابرات العسكرية : نخنوخ عميل لأجهزة عالمية
ومن اعوانه ( ايمن طه ) عضو بحزب المصريين الاحرار
حقائق تشيب لها الولدان مافيا حقيقية
----------------------------------------

سلسلة مطاردات وتهديدات بالقتل خلال الشهور الثلاثة الماضية، أفضت إلى تأجيل محاكمة «صبري نخنوخ» زعيم المافيا السرية للحزب الوطني التي أسسها حبيب العادلي وجمال مبارك وأحمد عز -لثلاثة شهور متتالية: منذ 3 يناير الماضي حتى 4 مارس الحالي- موعد إدلاء الشاهد الخطير (صابر شوكت) شهادته أمام محاكمة جنايات الإسكندرية.
خبايا هذه المطاردات والتهديدات بالقتل والزيارة التي أجريت إلى منزل السيد السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ثم مكالمته الهاتفية معنا؛ إذ أخبرنا أنه كلم وزير الداخلية وأرسل إليه خطابا رسميا لحماية «صابر شوكت»، وكيف أدار «شوكت» أصعب لحظات حياته التي كان مهددًا فيها بالقتل، وأوهم الجميع بأنه سيشهد لصالح «نخنوخ» وسيبرئه؛ ما دفعهم إلى أن يجلسوا معه ليعرضوا عليه «10 ملايين جنيه» رشوة مقابل صمته ووقف محاولة قتله، وهم لا يعلمون أنه أخذ إذن النائب العام نفسه بالتسجيل لهذه الرشاوى.
فمنذ 2 أكتوبر الماضي؛ كشف أسرار المافيا السرية للحزب الوطني بزعامة الشقي «صبري نخنوخ» وحبيب العادلي وجمال مبارك وأحمد عز التي أسسوها لتنفيذ ملف التوريث بالدرجة الأولى، وتزوير الانتخابات، ثم حين قامت الثورة، نفذت هذه المافيا «الثورة المضادة» ونفذت الجرائم التي شهدتها مصر في ماسبيرو ومحمد محمود وغيرهما- حتى أعلنت محكمة جنايات الإسكندرية استدعاء الشاهد الخطير «صابر شوكت» مدير تحرير «أخبار اليوم»، الذي كشف أسرارها؛ حدثت أمور خطيرة كثيرة تسببت بتأجيل هذه المحاكمة ثلاث مرات متتالية منذ 3 يناير حتى الأسبوع الماضي.
اختراق نخنوخ لوسائل الإعلام
يقول «صابر شوكت»: «منذ أن نشر في 3 أكتوبر، أسرار هذه المافيا، حدثت وقائع تأكدت منها أن لشبكة (مافيا نخنوخ) أتباعا يخترقون المؤسسات الصحفية، فاضطررت إلى إبلاغ النيابة العامة في البلاغ رقم 2341 بولاق فى 6 أكتوبر الماضي، ما ثبت من أن المدعو (سامي نخنوخ) شقيق صبري نخنوخ، يطوف على المؤسسات الصحفية والفضائيات بأموال لإغراء البعض بكتابة موضوعات وبرامج فى الفضائيات لكسب التعاطف الشعبى فى قضيه شقيقه وللهجوم على ما نشر وللحد من آثاره، وكان أخطرها ما يحيط بعملى. فأبلغ العميد (أيمن جودة) مأمور بولاق، وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين؛ لخطورة البلاغ الشديدة. وقبل 3 يناير الماضي (موعد شهادتي)، زارني بمكتبى زميل صحفي وسألني فجأة: (ماذا ستقول فى محاكمة نخنوخ؟)، فأخبرته أنى سأقول الحق.. سأقول كل ما نشر من أول عمليات المافيا لقتل الثوار فى ماسبيرو ومحمد محمود والعباسية، وقبلها أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية وأحداث كنيستى إمبابة ومحاولة إحراق مصنع صقر الحربى، إلى أن بلغنا (عبد المجيد محمود) النائب العام السابق الذى حفظ البلاغ فى ثلاجته ولم يفعل شيئا ووفر الحماية اللا قانونية لنخنوخ. وقد قدمنا إليه هذه المستندات مرتين، وكنا معا ونحن نقدمها له. وهو بذلك الشريك الأساسى فى كل جرائم قتل الثوار، ثم ذهابنا بملف مافيا نخنوخ إلى المخابرات العسكرية التى أكدت كل حرف كتبناه فى (أسرار اليوم) بعد الثورة مباشرة، بل أكدت لنا أن نخنوخ يعمل لحساب عدة دول أجنبية، بل أن مخابرات عدة دول تستخدمه، وأكدت أن نخنوخ وأعوانه الطلقاء لا بد من القصاص منهم.
عقب هذا اللقاء مباشرة، بدأت التهديدات بالقتل الصريح تأتينى لمنعى من الإدلاء بالشهادة. وفى بداية يناير الماضى، طًلبت للشهادة فى محكمة جنايات الإسكندرية. وبعدها مباشرة، فوجئت بأعوان (صبرى نخنوخ) فى منطقة (بولاق أبو العلا) الذين يديرهم حتى الآن المسجل خطر (أيمن طه)، يرسلون رسائل تهديد مباشر وصريح لى بالقتل لو ذهبت للشهادة. ووصلت التهديدات إلى مرحلة الاتفاق على تنفيذ القتل وتحديد الموعد، وهو ما عملت به من رجال أستعين بهم لكشف مافيا نخنوخ.
وهنا، طلبت حمايتي ولم أذهب للشهادة، فأُجّلت الجلسة، وقد تقابلنا معا مع السيد السفير محمد رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان بمنزله، وشرحنا له الأمر، وأدرك مدى خطورته، فتفضل مشكورا بالاتصال بك وأبلغك أنه تحدث مع وزير الداخلية وأرسل إليه خطابا رسميا من رئاسة الجمهورية لحمايتي وتخصيص حراسة لي.
وفى أول فبراير الماضي، حدثني المقدم (حازم الخولي) من مكتب وزير الداخلية لتجهيز حراسة مرافقة لى، ثم تحدث معى اللواء (سيد شفيق) مدير المباحث الجنائية بالداخلية، وأخبرنى أن الحراسة جاهزة وتضم (ضابطين من مكافحة الإرهاب الدولى وفردى أمن)، ثم بعد ذلك بساعات اتصل بى اللواء (ناصر العبد) مدير مباحث الإسكندرية ليخبرنى أن المحكمة ستصدر فى صباح 3 فبراير قرارا بتأجيل الاستماع لشهادتى لمدة شهر».
سبب التأجيل بعد توفير الحماية لك؟
شوكت: لقد أبلغتهم بمعلومات مؤكدة عرفتها؛ أن أعوان نخنوخ أرسلوا منذ أول فبراير أكثر من 300 فرد مسلح من المسجلين خطرا من مناطق ماسبيرو وعين شمس وحلوان لمحاصرة المحكمة وتهريب صبرى نخنوخ، وتأكدت لوزارة الداخلية صحة معلوماتي، فجرى تأجيل المحاكمة.
--------------------
أيمن طه عضو مجلس الشعب عن حزب ساويرس زور بطاقة رقم قومى ومسجل خطر ويقود عمليات قتل شوكت
---------------------
وماذا فعل أعوان نخنوخ بعد تأجيل المحاكمة؟ وما أسباب عدولهم عن تنفيذ محاولتهم لقتلك؟
شوكت: تأكدت بيقين من تهديدات القتل والمتابعة والرصد اليومية لى عبر أعوانى المندسين فى شبكة نخنوخ، وأن أمر اغتيالى جد لا تهريج، وأن متابعتى تتم من على باب جريدة «أخبار اليوم» بشارع الصحافة على مدار اليوم، حتى إنهم صورونى صورا حديثة، وأصبحت فى أيدى من سينفذ.
ومع تصاعد الأحداث، جاءنى شخص من أعوانى فى شبكة نخنوخ يبلغنى أن صورتى الحديثة أصبحت عندهم، وأنهم اتخذوا قرارهم بالتخلص منى قبل الإدلاء بشهادتى، وأن الذى أصدر هذا الأمر هو أحد أعوان نخنوخ اسمه أيمن طه، وهو عضو بمجلس الشعب السابق، ورغم أنه مسجل خطرا، زوّر بطاقة رقم قومى ليخفى جرائمه، ودخل بالتزوير مجلس الشعب السابق بعد الثورة عن حزب نجيب ساويرس!!، وأنه سمع بأذنه أن من سيقتلنى سيكون من أتباع نخنوخ بالجيزة يدعى «كوارشى» ويدير كباريه فندق شهير على نيل العجوزة مع (عماد) شقيق صبرى نخنوخ. وحينئذ، ذهبنا معا فى العاشرة مساء إلى منزل السفير الطهطاوى رئيس الديوان وأصدر قراره بتخصيص حراسة لى.
-----------------------
شوكت يطلق الشائعات بأنه سيشهد لصالح نخنوخ فيعرضون عليه الرشوة
-----------------------
: ذكرت فى حواراتك السابقة أن الكثيرين في الداخلية متورطون مع نخنوخ؛ فكيف إذن ستتم حمايتك؟
شوكت: وهذا ما أؤكده دائما، ولدى كل ما يثبت ذلك. ومع ذلك، ومع شعوري بانشغال الداخلية وانهيار الأمن وعدم قدرتهم على حماية أي شيء حتى حماية أنفسهم؛ قررت حماية نفسي بطريقتي.
ماذا فعلت في ظل تصاعد التهديد بقتلك؟
شوكت: مع يقينى أن أعوان نخنوخ الذين يلتقون (أيمن طه) المسجل خطرا حتى الآن داخل مكتبى، أطلقت شائعات (عاصرتها «الشعب») بأننى خائف على نفسى، وأن البلد وأن البلد لا تستحق وأن الأخوان خربوها، وأننى سأشهد لصالح نخنوخ فى المحاكمة، وأننى سأخرج نخنوخ من السجن، وأننى لا يهمنى حبس نخنوخ، وأن الإخوان أخطر من نخنوخ، وأن مبارك لا بد أن يرجع ليحكم مصر.
وبالفعل، وصلت الرسالة وفوجئت بعد فترة بمكالمة من مدير عام مسئول فى مقر عملى -وأنا فى دهشة وذهول- يطلب منى أن أجلس مع بعض أعوان نخنوخ لإخراجه من السجن وتغيير شاهدتى لصالحه!، ويقول إن هذا البلد لا يساوى منى المغامرة بحياتى من أجلها!، وإن نخنوخ رجل طيب!، بل قال المدير العام إنه ذهب إلى قصر نخنوخ عدة مرات، وهو رجل خير ومحترم، ومحتاج إلىّ لمساعدته فى الخروج من أزمته، وإنه مستعد لكل طلباتى، وإن صديقا لنخنوخ اسمه (طلعت شركسى) -وهو رجل أعمال مصرى يحمل الجنسية الأمريكية وقصره بالكنج مريوط بجوار قصر نخنوخ- هو الذى سيلتقينى مع شقيق نخنوخ (سامى).
وطلب اللقاء فى اليوم التالى بمكتبه، فتهربت منه يومين بحجة انشغالى، ثم توجهت فى اليوم التالى لمقابلة السيد المستشار النائب العام (طلعت إبراهيم)، وبعد أن قابلته قابلت المستشار (حسن ياسين) النائب العام المساعد، وحررنا محضرا رسميا يتضمن هذا البلاغ، وطلب الموافقة على التسجيل القانونى لهذه الإغراءات بالرشوة لإثبات الأدلة على هذه العصابة.
وتقدمت ببلاغ رقم 348 بلاغات النائب العام، أشّر عليه النائب العام لنيابة الاستئناف بالموافقة، ثم أصبح الطريق ممهدا أمامى لاستقبال (عربى عبادى) يوم الخميس آخر يناير، وجلس معى بمكتبى فى انتظار مجىء صديقه (طلعت شركسى) وهو أحد أصدقاء صبرى نخنوخ المقربين، وحين جاء طلبوا النزول بمكان عام لنتحدث فيه، وفوجئت به يقول لى إننا سنذهب إلى مطار القاهرة لاستقبال شقيقه القادم من بيروت، ثم حكى لى فى الطريق عن علاقاته الخاصة بنخنوخ، وأنه صاحب أفضال عليه، وأنه أنقذه من موت مؤكد وحل له مشكلته مع زوجته!، رغم أن طلعت هذا -كما قال لى- صديق شخصى لحبيب العدلى وزير الداخلية وبدر القاضى، وأنهما كانا ضيفين دائمين فى قصره، إلا أنه عندما طلب الحماية طلبها من نخنوخ ولم يطلبها من حبيب العادلى؛ لذلك فهو يسعى إلى رد (جمايل) نخنوخ عليه ومستعد لجميع طلباتى.
ثم قال لى طلعت شركسى إنه بعد العمليات الكثيرة التى نفذها نخنوخ وشعوره بتضييق الخناق عليه من المخابرات العسكرية (بعد بلاغنا إلى المخابرات العسكرية فى أكتوبر 2011) ثم قام طلعت بتهريب نخنوخ إلى بيروت واستضافه فى قصره عدة شهور حتى تهدأ الأحوال، ثم عاد إلى مصر لتنفيذ مهمة 24 أغسطس مع (محمد أبو حامد وساويرس) التى قبض عليه قبل تنفيذها بساعات.
ولغرابة الأمر -وهو يستقبل شقيقه- تبين أن شقيقه محام جاء إلى مصر هاربا من لبنان بسبب قضية غسيل أموال لرجل أعمال مصرى من فلول النظام السابق كان بصحبته، وضُبط فى بيروت واستطاع هو الهروب إلى القاهرة، وكان رد طلعت شركسى هو: (لو أن نخنوخ بره السكن دلوقتى هيخلص القضية)؛ لصداقته الشخصية مع وزير داخلية لبنان. وهنا زادت المفاوضات لإغرائى، وأنه لا بد من إخراج نخنوخ من السجن ليحل لهم كل المشكلات الخاصة بهم وكل المشكلات الأخرى، فأخبرته: وما المطلوب منى؟، فقال لى: (إنت اللى كتبت ودخلته السجن، وإنت الوحيد اللى تقدر تغير شهادتك وتخرجه فورًا من السجن).
قلت له: هغامر بكل مستقبلى الصحفى وأكذب كل ما كتبته عن نخنوخ؟!
قال لى: (هنعوضك إن شاء الله مليون جنيه).
قلت له: ولا عشرة مليون يساوى مستقبلى وتاريخى الصحفى.
قال: (عشرة مليون.. إحنا موافقين).
وهنا قال لى العربى عبادى: (متنساش حلاوتى)!!، ثم كلم طلعت شركسى شخصا آخر فى التليفون تبين لى أنه سامى نخنوخ، وقال له: (إنه معى وإننا سنجلس نتصافى فى مكان عام، وإننا متفقون)، وذهبنا إلى كافتيريا (دايت) بمدينة نصر، وهناك جاء سامى نخنوخ ومعه عشرات من المسجلين خطرا، وغامرت وجلست معهم، وأخبره بالاتفاق، وتظاهرت بالموافقة وقالوا: (هنروح للمعلم فى السجن لنخبره وننفذ الاتفاق).
وفى اليوم التالى، جاءنى عربى عبادى وجلس معى طول اليوم فى انتظار عودتهم من الإسكندرية، وأخبرنى أنهم عائدون متأخرين، ويبدو أنهم لن يأتوا اليوم، فذهبت فى اليوم التالى حررت إثبات حالة فى محضر بكل ما جرى بقسم البساتين لإحالته إلى النيابة للتصرف. وقد جلس العربى معى. وأنا أؤكد له أنى سأذهب إلى المحكمة للشهادة لصالح نخنوخ؛ لأنى مقتنع بأنه أفضل من الموجودين فى الحكم. وكان السبب وراء كل هذا هو حماية نفسى من مخططاتهم لقتلى.
ثم ذهبت إلى المحكمة يوم 4 ماس. وفى بداية الجلسة قدمت إلى هيئة المحكمة صورة من البلاغ الرسمى للنائب العام الذى يحوى التهديد بالقتل والإغراء بالرشوة الذى سُجّل، وطلبت من هيئة المحكمة الاحتفاظ بهذه المذكرة حتى نهاية الجلسة، وأدليت بشهادتى كاملة بكل جرائم نخنوخ التى نشرتها «الشعب» منذ 2 أكتوبر الماضى على 7 حلقات. وقبل نهاية شهادتى التى استمرت 3.30 ساعات متصلة، صرخ سامى نخنوخ شقيق صبرى نخنوخ أنه يريد أن يقول شيئا هاما للمحكمة، وهو محاولة الشاهد ابتزازهم وطلب رشوة مليون جنيه لتغيير شاهدته.
وهنا ضحكت وحمدت الله وطلبت من هيئة المحكمة أن تقرأ المستند الذى قدمته لها فى أول الجلسة، وهو البلاغ الذى قدمته إلى النائب العام الذى يثبت العرض المقدم من أتباع نخنوخ لرشوتى وتغيير شهادتى مقابل عشرة ملايين جنيه، فأسقط فى يدهم جميعا.
سؤال أخير.. أكدت لك المخابرات العسكرية المصرية أنها تأكد لها أن نخنوخ يعمل لحساب مخابرات دول أجنبية عدة.. هل نستطيع أن نحددها؟
شوكت: هذا بالفعل ما أكدوه لى فى أكتوبر 2011، وما تؤكده كل الجرائم التى ارتكبها نخنوخ بعد سقوط عصابة مبارك المخلوع؛ فقد استعانت به مخابرات عديدة لتدبير الثورة المضادة وإحراق مصر فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وغيرهما، وتنفيذ تهديد المخلوع مبارك: (أنا أو الفوضى). وعلى رأس أجهزة المخابرات هذه مخابرات الدول التى كان مبارك يشكل لها حليفا استراتيجيا وخسرت الكثير بعد خلعه، ومنها (المخابرات الإسرائيلية). وستكشف الأيام القادمة كثيرا من المفاجآت يشيب لهولها الولدان، بعد ضم التحقيقات التى أجراها المستشار (محمود الحفناوى) وبعد توفير الحماية التى طلبناها مرارا لأكثر من خمسة وعشرين شاهدًا ضد جرائم مافيا نخنوخ والحزب الوطنى.

ليست هناك تعليقات: