قررت مصر عدم إقامة مولد أبوحصيرة ومنع دخول أى اسرائيليين أو يهود من جنسية أخرى للاحتفال بمولد الحاخام اليهودى أبو حصيرة بمحافظة البحيرة .
وذكرت صحيفة الوفد ان مصدر دبلوماسي أكد أنه تم إبلاغ السفارة الإسرائيلية بالقاهرة عدم السماح باستقبال إسرائيليين للاحتفال بمولد أبو حصيرة الذي يقام بإحدي قري مركز دمنهور عاصمة محافظة البحيرة نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.
ورفض المصريين إقامة هذه الاحتفالات وتهديدهم بإقامة دروع بشرية ضدهم لأنهم يقومون بأفعال منافية للآداب والشرائع.
وكانت البداية في العام الماضي بعد قيام الثورة حيث بدأ كل شيئ يتغير.. حتى الحديث عن الموالد، فعلى الرغم من الجدل الكبير الذي كان يصاحب هذا ''المولد''، إلا ان الفترة الاخيرة، شهدت أكثر من تحركًا شعبيا لمنع إقامته بل إزالة المقام المزعوم الذي يتحججون به من الأساس.. نتحدث عن مولد ''أبو حصيرة'' بمحافظة البحيرة..ففي مثل هذه الأيام من كل عام ومنذ ما يزيد على ربع قرن، يحتفل اليهود بمولد حاخامهم المزعوم ''أبو حصيرة'' حيث يتوافدون إلى قرية ''دمتيوه'' بمحافظة البحيرة، في محاولة منهم لتثبيت أقدامهم على أرض مصر، وما يصاحب ذلك من إجراءات أمنية مشددة تعرقل سير الحياة في تلك القرية الهادئة لصالح إسعاد اليهود وحمايتهم.
و لم تشهد قرية ''دمتيوه'' مركز دمنهور والتى يتواجد بها قبر '' أبوحصيرة '' ، العام الماضي 2012استقبال اى وفود يهودية، سواء كانت وفود يهودية شعبية أو رسمية، وكان في الماضي تستعد المحافظة لاستقبال اليهود المحتفلين بمولد أبو حصيرة، وتعلن سلطات مطار القاهرة حالة الطواريء لاستقبال المئات من اليهود القادمين من تل أبيب وبعض مدن العالم، للمشاركة في احتفالات ذكرى أبو حصيرة.
ورغم أن قوى المعارضة المصرية أعربت أكثر من مرة عن امتعاضها لسماح الحكومة لليهود بإقامة هذا الاحتفال في الأعوام السابقة، خاصة وأن هذا المولد غير مدرج ضمن الموالد المصرح بها وكذا تنفيذاً لأحكام القضاء واحتراماً لمشاعر المصريين والمسلمين، إلا أن التطورات الأخيرة ترجح أن الأمر لن يمر مرور الكرام في الأعوام المقبلة.
المدونون وشباب الحرية والعدالة ضد أبو حصيرة
فقد أصدر ائتلاف "مدونون ضد أبو حصيرة " بمحافظة البحيرة بيانا طالب فيه نواب أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد وغيرهم من الفائزين بعضوية مجلس الشعب عن المحافظة ، بالتحرك السريع مع بدء الدورة البرلمانية القادمة لوضع نهاية عاجلة لتواجد قبر الحاخام اليهودى "يعقوب أبو حصيرة" على أرض محافظة البحيرة ، والتصدى لإقامة مولد "أبو حصيرة" بقرية دمتيوه بمدينة دمنهور ، والذى من المفترض ان يحتفل به الصهاينة خلال هذه الايام من كل عام.
فيما طالبت أمانة الشباب بحزب الحرية والعدالة بمحافظة البحيرة بوقف ومنع إقامة مولد ''أبو حصيرة '' نهائيا بقرية دمتيوه بمدينة دمنهور ، والذى من المفترض ان يحتفل به الصهاينة خلال هذه الايام من كل عام ، كما طالبوا بوضع نهاية عاجلة لتواجد قبر الحاخام اليهودى ''يعقوب أبو حصيرة'' على أرض محافظة البحيرة .
حكاية أبو حصيرة
يقول اليهود إن يعقوب أبو حصيرة كان يعيش منذ مائة عام في المغرب، وأراد الحج إلى القدس، فركب سفينة إلا أنها غرقت بمن فيها من بحارة وركاب، ولكن الله نجاه وظهرت كرامته بان وضع حصيرته التي كان ينام عليها وفردها على سطح البحر وجلس فوقها وظل مبحراً بحصيرته على الماء حتى وصل إلى السواحل السورية، ومنها إلى القدس، وبعد أن أدى شعائر حجه توجه لحائط المبكى اليهودي وأراد أن يعود مرة أخرى إلى مدينته مراكش بالمغرب سيراً على الأقدام، فحمل حصيرته على كتفه وتوقف بمصر، وكان ذلك في عهد الخديوي توفيق، واخترق الدلتا حتى وصل إلي قرية '' دمتيوه''،- ولازلنا مع الرواية اليهودية لقصة ''أبوحصيرة '' - فقد أعجبه الحال في مصر فاستقر بها وعمل إسكافياً ''عامل أحذية'' وذلك لعدم معرفة المصريين بالنعال الحديثة في ذلك الوقت، وظل يصلح أحذية المصريين حتى مات في عهد الخديوي توفيق، ودفن بمقابر اليهود بالقرية. صدّق اليهود كذبتهم .. وأخذوا في اختراع الكرامات والمعجزات والقصص حول صالحهم المزعوم، الذي استطاع السفر في البحر المتوسط من مراكش إلي سوريا على ''حصيرة''.
وأخذ اليهود يتوافدون على قبر أبو حصيرة المزعوم للبكاء وذبح الخراف والخنازير، وشيئاً فشيئاً بدأ الاحتفال بطريقة شبه طقوسية وتأخذ أشكالاً شاذة من شرب الخمر وسكبه فوق القبر ثم لعقه بألسنتهم والرقص على أنغام يهودية بشكل هستيري وسط تراتيل يهودية، وغيرها من الأمور العجيبة، وشهدت المقبرة بعد ذلك بعض التوسع مع زيادة عدد القادمين، وتم كسوة القبر بالرخام والرسوم اليهودية، خاصة داخل القبر، ثم بدأوا بضم بعض الأراضي حوله وبناء سور؛ ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، واتسعت المقبرة من مساحة 350 متراً حتى وصلت إلى أكثر منر 840 متراً مربعاً بعد أن انهالت التبرعات اليهودية لتوسعتها.
أراد اليهود بعدها شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها؛ لينام فيه اليهود خلال فترة المولد !! ، إلا أن طلبهم رفض، حيث رفض أهالي القرية التعامل مع اليهود أو بيع مزيد من الأراضي لهم بعد أن انتبهوا لمخططهم الطامع، وعلى الرغم من الأثمان المرتفعة من الجانب اليهودي لمتر الأرض هناك. وكانت إسرائيل قد قدمت معونه مالية للحكومة المصرية لإنشاء جسر يربط قرية ''دمتيوه'' التي يوجد بها قبر أبو حصيرة بطريق علوي موصل إلى مدينة دمنهور القريبة حتى يتيسر وصول اليهود إليها، وهو الجسر الذي يسمي الآن بجسر ''أبو حصيرة''.
استيطان يهودي للقرية
يثير مولد أبو حصيرة، والذي يعقد في 25 ديسمبر من كل عام، حفيظة أهالي القرية الذين يعيشون مدة المولد التي تقارب الـ 15 يوماً في حالة أشبه بحالات حظر التجوال. ويقول أهالي القرية أن بعض السماسرة عرضوا على مالكي الأراضي الزراعية المحيطة بقبر أبو حصيرة أن يقوموا ببيعها لرجال أعمال ومستثمرين يهود لإقامة فنادق ومناطق سياحية بسعر يفوق في المتر الواحد عشرة آلاف جنيه، لكن بالطبع طلبهم قوبل بالرفض القاطع. وعلى الرغم من صدور حكم قضائي يمنع المولد الذي يقام لأبو حصيرة إلا أن المسئولين لم يحركوا ساكناً فيما عدا أنهم قللوا الأعداد الوافدة التي كانت 4 آلاف إلى 800 يهودي ولكن هذا العدد يزداد عاما بعد عام.في العهد البائد.. قرية ''دمتيوه'' تتزين لاستقبال اليهود
في العهد البائد، وقبيل مولد أبو حصيرة بعدة أسابيع يبدأ المسئولون في تجديد شوارع القرية وأعمدة الإنارة وصيانة كوبري أبوحصيرة، وذلك بجانب كوبري يدعى '' كوبري اليهود''، حيث يروى الأهالي كيف تتحول قريتهم أثناء احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة من مكان لتراكم القمامة والإهمال إلي مدينة أوروبية من حيث النظافة والإضاءة.
حتى السياسيين اليهود وعلى رأسم إيهود باراك رئيس وزارء إسرائيل الأسبق، زاروا قبر أبو حصيرة العام قبل الماضي وسط إجراءات أمنية مصرية مشددة - وسط محاولات مستمرة لشراء الأراضي المحيطة بقبر أبو حصيرة، مثلما فعلت إسرائيل عندما اشتروا الأراضي من الفلسطينيين.
ويؤكد الدكتور عبدالحليم نور الدين عميد كلية آثار الفيوم السابق على أن مولد أبو حصيرة موجود في مصر منذ 100 عام، وهو مقام على أنه مكان أثري مما جعل اليهود يتخذونه زريعة لزيارة مصر سنوياً والعبث على أراضيها، حتى أن ساسة اليهود رفضوا طلب حاخام لديهم بنقل كل الآثار اليهودية لإسرائيل ، إذ يفوت ذلك عليهم الفرصة للولوج للدول العربية بذريعة زيارة الآثار. وحاولت إسرائيل نقل رفات أبو حصيرة من التابوت الرخامي الذي يعتقدون أنه دفن فيه، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة لبعض الظروف الطبيعية، وهو ما فسره اليهود بنفس الطريقة الخرافية الأسطورية التي نسجوها حول الرجل نفسه من أنه يرفض مغادرة مصر!! .
وطالما أنه يرفض الانتقال لإسرائيل، فالواجب يفرض أن تأتي الأخيرة بنفسها لزيارته !. ويتابع أهالي قرية ''دمتيوه'' شكواهم من المولد حيث يتوقعون أن تحدث مصادمات مع الأمن هذا العام إذا أقيم المولد، بسبب المعاناة من إلقاء أجهزة الأمن القبض على ذويهم وخاصة من الملتحين قبيل المولد.
مفاجأة مصرية
استطاع مصطفى رسلان محامي أحد أهالي قرية ''دمتيوه'' والذي قدم دعوى قضائية يطالب بوقف تلك الاحتفالات اليهودية أن يقدم مفاجأة لهيئة المحكمة، في أحد القضايا المرفوعة سابقا ضد المولد، و هي ان ''أبو حصيرة'' هو مسلم مغربي عاش في مراكش باسم محمد بن يوسف بن يعقوب الصاني، وكان يعمل في إصلاح النعال، وأنه كان ناسكاً زاهداً أتم سبع حجات لبيت الله الحرام وكان ينوي الذهاب إلي بيت المقدس ليصلي هناك لولا أن وافته المنيه.
أما كنيه أبو حصيرة فسببها أنه لم يكن يملك من حطام الدنيا إلا حصيرة ينام عليها، وكان الناس يعتقدون صلاحه، ولما مات استغل أحد تجار القطن اليهود موته ودفنه في مقابر اليهود، وساعده على ذلك أن جنسية الرجل كانت غامضة. بل هناك بعض المغاربة يؤكدون بالوثائق الثابته أن محمد بن يعقوب الشهير بأبو حصيرة يمتد نسبه إلى طارق ابن زياد فاتح الأندلس. هذا بالإضافة إلي أن الخريطة المساحية لمدينة دمنهور عام 1910 والتي ظهر عليها قبر أبو حصير للمرة الأولى، وقبل ذلك لم يكن له وجود في الخرائط المساحية السابقة ، فكيف عاش صالحهم المزعوم ودفن بها منذ مائة عام؛ ثم إنه طبقاً لقانون الجبانات فإن الجبانه تعد لا وجود لها إذا مرت 10 سنوات دون دفن الموتي بها.
احتفالات اليهود بالمولد..
أهالي قرية ''دمتيوه'' في الأعوام السابقة يؤكدون أن ''تراتيل'' اليهود تصم آذانهم من علو الصوت والتي ترتفع كل عام، كما أكدوا أن موعد الاحتفال يكون مفاجأة لهم حيث تحاصر القرية بالأمن وتتوافد حافلات سياحية تضم اليهود ليبدأ الاحتفال. تبدأ مظاهر الاحتفال بوقوف اليهود عند باب مقبرة أبو حصيرة يتحدثون عن تاريخه وسيرته وبركات الرجل المزعومة، ويقومون بتوزيع الفستق المغربي واللوز والسوداني.
كما يقوم اليهود بذبح الخراف أو الخنازير على قبر أبو حصيرة، ويأكلون طعاماً يهودياً يسمي ''حلال وكوشير'' مع كأس نبيذ ثم تبدأ صلاواتهم وتراتيلهم الدينية اليهودية، ويدخل كل واحد منهم إلى حجرة المقام وفي يده شمعة وورقة مكتوب عليها اسمه؛ ثم ينتقلون إلى ''السرادق'' الذي يقام لتبدأ حفلة العربدة وشرب الخمر، وقد تم منع اليهود من شرب الخمر العام الماضي عندما ثار الأهالي، ويتخلل الاحتفال رقصات ماجنة بأجساد عارية أو شبة عارية وقبلات متبادلة بين المشاركين في الاحتفال، ويذرف اليهود الدموع عند حائط مبكى أبو حصيرة. ثم يحتفلون بذكرى القديسة ''إستر'' وهي زوجة أحد ملوك الفرس التي يعتقدون أنها أنقذتهم من الإبادة عندما كان هامان يريد أن يفعل ذلك فحذرتهم، وأثناء ذلك يدقون الأرض بالعصي، وعندما يأتي ذكر إسمها ''إستر'' يتزايد دقهم للأرض إعتقاداً منهم أنهم يدقون رأس هامان.
مولد أبو حصيرة .. إلى زوال
في الماضي كان اليهود يتحججون بمن لهم في مصر، الآن من لهم ذهبوا، ولم يعد سوى الشعب المصري، الذي من المتوقع أنه لن يسمح بأن يفرط في شبر من وطنه تحت أي مسمى..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق