Translate

الاثنين، 14 يناير 2013

.صحابيات و ألقاب


من هى: صاحبة المرط ؟

هي الصحابية الجليلة

أم سليط بنت عبيد ( رضي الله عنها ) 


وهي أم قيس بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمها أم عبد الله بنت شبل بن الحارث بن عوف تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة وهو عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار فولدت له سليطا وفاطمة وأسلمت أم سليط وبايعت وشهدت أحدوخيبر وحنينا



عن ثعلبة بن مالك أن عمر بن الخطاب قسم مروطا بين نساء أهل المدينة فبقي منها مرط ‏(‏مرط‏:‏ المرط - بكسر الميم - واحد المروط، وهي أكسية من صوف أو خز كان يؤتز بها‏.‏ المختار 493‏.‏ ب‏)‏ جيد، فقال له بعض من عنده‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك - يريدون أم كلثوم بنت علي - فقال عمر‏:‏ أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر‏:‏ فإنها قد كانت تزفر لنا القرب يوم أحد‏.‏ ‏(‏((((((((((--------******){تزفر‏:‏ وفيه ‏(‏وكان النساء يزفرن القرب يسقين الناس في الغزو‏)‏ أي يحملنها مملوءة ماء‏.‏ زفر وازفر إذا حمل‏.‏ والزفر‏:‏ القربة‏).‏(} النهاية 2/304‏.‏ ب‏)‏
*******************************************************************************
( صاحبة الخميصة )
أم خالد بنت خالد رضي الله عنها 
نسبها
أمة بنت خالد ، صحابية قرشية مكية ، تُكنى أم خالد . أبوها خالد بن سعيد بن العاص أحد السباقين إلى الإسلام ، وأمها أميمة بنت خلف الخزاعية إحدى فُضليات نساء الصحابة . وأخوها سعيد بن خالد ، أحد الصحابة الأبرار ، وعمها عمرو بن سعيد بن العاص من السابقين إلى الإسلام ، قُتل في معركة اليرموك . وقد تزوجت أم خالد الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة وولدت له : ( عمراً ) و ( خالداً ) . رضي الله عنهم أجمعين . وقد لدت أم خالد في أرض الحبشة ، وفتحت عينيها على الإسلام ، وكان والدها من المهاجرين إلى الحبشة حين اشتد الأذى على المؤمنين في مكة .
من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان لأم خالد مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يخصّها بهديته ، ومن ذلك أنه أتى عليه الصلاة والسلام بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة ، فقال : " من ترون أكسو هذه ؟ " فسكتوا . فقال : " ائتوني بأم خالد " ، قالت أم خالد وهي التي روت الحديث : فأتي بي أحمل ، فألبسنيها بيده ، وقال : " أبلي وأخلقي " يقولها مرتين ، وجعل ينظر إلى علم الخميصة أصفر وأحمر، فقال : " هذا سنا يا أم خالد ، هذا سنا " ويشير بإصبعه إلى العلم ، و ( سنا بالحبشة : حسن ) .
ولقد كان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أثر مبارك في حياة أم خالد رضي الله عنها عندما قال لها : " أبلي وأخلقي " إذ معنى الحديث كما قال الحافظ ابن الحجر في الفتح : ( أي : إنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق ) . وقد استجيبت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تعش امرأة من الصحابة ما عاشت أم خالد . وذكر الذهبي في السير : أنها عمرت إلى قريب عام تسعين .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني جعفر بن محمد بن خالد عن أبي الأسود عن أم خالد بنت خالد قالت : سمعت النجاشي يوم خرجنا يقول لأصحاب السفينتين : أقرئوا جميعاً رسول الله مني السلام . قالت أمة : وكنت فيمن أقرأ رسول الله من النجاشي السلام ، وروت عن رسول الله أحاديث ، وروى عنها موسى وإبراهيم ابنا عقب ، وكريب بن سليم الكندي ، وغيرهم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن إبراهيم بن عقبة قال : سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص وهي عجوز كبيرة ولدت بأرض الحبشة فقلت لها : أسمعت من رسول الله شيئاً ؟ فقالت : سمعت من رسول الله يستعيذ من عذاب القبر . 

المراجع
الطبقات الكبرى
أسد الغابة

********************************************************************************الممتحنةهي الصحابيه الجليله ام كلثوم بنت عقبه بن ابي معيط
وسبب كنيتها الممتحنه والله اعلم يعود الى ان المشركين اشترطو ع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبيه انه من جاءك من قبلنا ع دينك رددته الينا ومن جاءنا من قبلك لانرده اليك فلما جاءت ام كلثوم بنت عقبه بن ابي معيط مهاجره جاؤ اخوالها ليردوها 
فانزل الله سبحانه وتعالى(يا ايها الذين امنو اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لاهن حل لهم ولاهم يحلون لهن واتوهم ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ولاتمسكو بعصم الكوافر واسالو ما انفقتم وليسالو ما انفقو ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم وان فاتكم شيئ من ازواجكم الى الكفارفعاقبتم فاتو الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقو)الممتحنه ايه 10-11

****************************************************************
ذات الهجرتين تزوجت ثلاثه من اهل الجنه وغسلت لزوجها حين وفاته




الصحابية الجليلة :أسماء بنت عميس




هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلى خثعم الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا. ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين. وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت. وهي أخت ميمونة أم المؤمنين. 
إسلامها:أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب
أثر الرسول في تربيتها:عن أسماء بنت عميس قالت "كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك
فقلت: لا نشتهيه
فقال: لا تجمعن كذبا وجوعا
فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبا
فقال: إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة"
من ملامح شخصيتها:
ابتكارها وإبداعها:
عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها قالت يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي.

من مواقفها مع الرسول:عن ابن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال ( يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم فردي عليه السلام وقال إنه لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت ثم أخذ باليسرى فقطعت قال فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها. 
وعن أسماء قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء قال ( نعم قتل اليوم ( فقمنا نبكي ورجع فقال ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم )
قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلى الله عليه وسلم على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي
روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار قال: ومم ذاك؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية: { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين }
من مواقفها مع الصحابة:
موقفها مع أبي بكر:
عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان موقفها مع علي

قال الشعبي تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر أبناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما أبي خير من أبيك فقال علي يا أسماء اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا كان خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر فقال علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك فقالت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار 
موقفها مع عمر بن الخطاب:عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله فأتته فقال للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان
موقفها مع عائشة:قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس علي دينار و ثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسما حسنا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسن
بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم:عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأت صفارة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاء غسلا ثم توضأ فيما بين ذلك
عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر أبو بكر لرسول الله فقال رسول الله فلتغتسل ثم لتهل
عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا"
وفاتها:توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.
المصادر:
الوافي بالوفيات - الطبقات الكبرى - الدرُّ المنثور - سير أعلام النبلاء - تفسير الطبري - تفسير البغوي - صحيح مسلم - المستدرك.صاحبة الهجرتين، ومصلّية القبلتين، وزوجة الشهيدين، وزوجة الخليفتين؟


هي : أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث الخثعمي. • أخت السيدة ميمونة أم المؤمنين من الأم.
• من السابقات إلى الإسلام. هي صحابية صابرة تُعد مثالا يُحتذى لكل فتاة وامرأة في عصرنا، وقدوة حسنة لكل أم تعطي دروساً في تنشئة الطفل الصالح، ومدرسة لكل زوجة تقدم فصولاً في الإخلاص والوفاء للزوج.إنها أسماء بنت عميس، صحابية جليلة وعالمة صابرة، صاحبة بصيرة في تأويل الرؤيا، وهي أخت ميمونة زوج النبي ، وأخت لبابة أمّ الفضل زوجة العباس رضي الله عنهما. تزوجت أسماء بنت عميس من جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله ، الملقّب بالشهيد الطيّار رضي الله عنه، وكان شديد الشبه برسول الله، وأسلمت معه في وقت مبكر.سُميتْ بصاحبة الهجرتين، لأنها هاجرت بصحبة زوجها مع عدد من المسلمين المهاجرين، وكانت هذه الهجرة بعد زواجها بفترة قصيرة. كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة، وكانت أسماء وزوجها في مقدمة المهاجرين، وأقاما في منزل متواضع صغير، وكان لها دور هي وزوجها في نشر الرسالة والدعوة الإسلامية، وعاشتأسماء وزوجها رضي الله عنهما في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً. أما الهجرة الثانية فهي إلى المدينة المنورة، فقد عادت أسماء وجعفر وأولادهما الثلاثة من الحبشة إلى المدينة المنورة، وفرح الرسول  بعودتهما، وكان ذلك أثناء فتح خيبر، فقالعليه الصلاة والسلام“لا أدري بأيّهما أفرح؟ بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟”
العودة من الحبشةوعندما عادت أسماء من الحبشة • دخل "عمر" – رضي الله عنه- يومًا على "حفصة" ابنته وَ"أَسْمَاءُ" عِنْدَهَا، فَقَالَ "عُمَرُ" حِينَ رَأَى "أَسْمَاءَ": مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: "أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ"، قَالَ "عُمَرُ": الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ "أَسْمَاءُ": نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ- مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلاوَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا في دَارِ أَوْ في أَرْضِ البعَدَاءِ البغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ في اللَّهِ وَفي رَسُولِهِ-، وَايْمُ اللَّهِ، لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ -، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنبي- وَأَسْأَلُهُ، وَاللَّهِ لا أَكْذِبُ وَلا أَزِيغُ وَلا أَزِيدُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ النبي- قَالَتْ: يَا نبي اللَّهِ، إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:فَمَا قُلْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ" (أخرجه البخاري) ، ففرحت وفرح من كان معها من مهاجري الحبشة.وكان المؤمنون المهاجرون يأتونها جماعات يسألونها عن المكرمة النبوية وهم في غبطة وسرور، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يستعيد منها حديث النبي  : “ولكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم ليّ”. مضت أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجات النبي الكريم ، وبناته رضي الله عنهنّ، ومضى زوجها جعفر مع الرسول  يشهد معه كل المشاهد، حتى جاء يوم استشهاد جعفر في موقعة مؤتة، وبلغ الرسول خبر استشهاده، فحزن عليه حزناً شديداً، ولما نعى رسول الله  جعفراً إلى زوجه أسماء بنت عميس قامت وصاحت وجمعت الناس، فدخلت عليها فاطمةبنت النبي  وهي تبكي وتقول: “واعماه”، فقال رسول الله : “على مثل جعفر فلتبك البواكي” رأى الرسول أسماء والحزن البالغ وثورة البكاء العارمة تكاد تقضي عليها، فتقدّم إليها يطمئنها قائلاً: “يا أسماء إني أرى جعفر بن أبي طالب قد مرّ مع جبريل وميكائيل” ثم قالصلوات الله عليه: “فعوضّه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء”.
هدية من اللهوتمر الأيام والشهور وأسماء صابرة، مخلصة لذكرى زوجها، كيف لا وهو الزوج والحبيب والرفيق؟ فظلت منكبة على تربية أولادها، تعلمهم وتغرس فيهم مبادئ التقوى، داعية إلىالله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومانطالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها، فقبلت الزواج منه، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثالاً للزوج الصالح الذي تستمد منه نور الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه محمداً، وعندما أحس أبو بكر الصديق بدنو أجله، أوصى أسماء بتغسيله، وأن تفطر إن كانت صائمة في ذلك اليوم. ونفذت أسماء وصية زوجها الحبيب بتغسيله ولكنها من شدة حزنها نسيت الوصية الثانية - فقد كانت صائمة- وعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، تذكرت وصية زوجها، وأخذت تسأل هل تنفذ الوصية أم لا؟ ولكنّ وفاءها لزوجها أبى عليها أن ترد وصيته، فدعت بماء وشربت قبل أذان المغرب. أخذت أسماء على عاتقها تربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر، وبعد فترة جاء علي بن أبي طالب ليتقدم إليها، وهو رفيق رسول الله  وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء،وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق.تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه أسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت له صورة للمرأة والزوجة المؤمنة، وأنجبت له يحيى وعوناً، فكانت نعم الزوجة والأم، وكان علي معجباً بها وبذكائها ورجاحة عقلها. في يوم من الأيام اختلف ولداها محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه، فكان كل واحد يقول للآخر: “أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك”، وحار علي كيف يصلح بينهما، فقصّ على أسماء ما يحدث من تخاصم وتشاجر بين الأخوين، وطلب منها أن تصلح بينهما، وكان هذا اختباراً لذكائها، فلما وقفت أسماء بين ولديها، قالت بكل ثقة: ما رأيت شاباً خيراً من جعفر، ولا كهلاً خيراً من أبي بكر! فسكت الولدان، وتصالحا، عندها تقدّم عليمداعباً وقال: “فماذا أبقيتِ لنا؟”
 
• روَت عن النبي-60 حديثًا.• من مروياتها عن النبي- - أنه لما أُصيب "جعفررجع رسول اللهإلى أهله فقال: "إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قَدْ شُغِلُوا بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ، فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا" (أخرجه الإمام ابن ماجةفي سننه).

وفاتها رضي الله عنها
وتمر الأيام والأحداث، وجاء اليوم الذي فُجعت فيه بمقتل زوجها الخليفة علي بن أبي طالبرضي الله عنه، فهدّها الحزن ولم تعد قادرة على احتمال المصائب والأوجاع، وأصابها المرض، وهي بعد تشعر بألم الفراق على أزواجها الصحابة الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر، ففاضت روحها إلى السماوات راضية مرضية في سنة أربعين للهجرة، رضي الله عنها بما صبرت.
***********************************************************************
معلمة الكتابة
الصحابيه الجليله : الشفاء بنت عبد الله
نسبها
هي الشفاء بنت عبدالله ابن شمس بن خلف القريشيه العدويه
امها فاطمه بنت وهب بن عمرو المخزوم اسلمت قبل الهجره فهي من المهاجرات الاوائل والمبايعات فقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضائلها
كانت رضي الله عنها من عقلاء النساء اقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارضا في الحكاكين في المدينه فنزلت بها مع ابنها سليمان فكانت من القليلات الاتي تعلمن القراءه والكتابه في الجاهليه وكانت تأتيها نساء الى بيتها يتعلمن القراءه والكتابه ومن بينهن ام المؤمنين حفصه بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما وكان عمر ابن الخطاب يجلها وياخذ برئيها ومشورتها فولاها امر الحسبه
مهنتها الطب .فكانت رضي الله عنها تخرج مع رسول الله عليه الصلاة وسلام في غزواته تداوي الجرحى وكان الصحابه ياتونها بيتها للتطبيب وكانت قد اشتهرت برقيه النمله وهي تقرحات تصيب الجلد
وعن ابي بكر بن سليمان بن ابي خثمه ان رجل من الانصار قد اصيب بلنمله وجاء الى الشفاء لترقيه فقالت والله مارقيت منذ ان دخلت الاسلام فذهب الانصاري فاخبر رسول الله بذالك فدعاها رسول الله فقال لها اعرضي عليه فعرضته على رسول الله فقال ارقيه وعلميها حفصه كما علمتها الكتابه
وكانت رضي الله عنها لها دور كبير في الدعوه الى الله سبحانه وتعال فرضا الله عنها وعن جميع الصحابيات الجليلات وحشرنا الله معهن في جنات عدن
************************************************
الحوراء العيناء
 أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس

ابن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة قال محمد بن سعد وسمعت من ينسبها غير هذا فيقول أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة وكانت أم رومان امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن حفير بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب من الأزد فولدت له الطفيل وقدم الحارث بن سخبرة من السراة إلى مكة ومعه امرأته أم رومان وولده منها فحالف أبا بكر الصديق ثم مات الحارث بمكة فتزوج أبو بكر أم رومان فولدت له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت أم رومان بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله وولده وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة وكانت أم رومان امرأة صالحة وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة في ذي الحجة سنة ست من الهجرة أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان وفي حديث عفان ونزل رسول الله في قبرها 
(الطبقات الكبرى)

اسمها ونسبها رضي الله عنها
امرأة من أهل الجنة ، زوجة أفضل الخلق بعد الأنبياء .
هي : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتَّاب بن أذينة بن سبيع ابن دهمان بن الحارث بن غّنْم بن مالك بن كنانة .
وقال ابن إسحاق : أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهُمان ، أحد بني فراس بن غنم .
أم رومان بنت عامر رضي الله عنها ، هي الزوجة الثانية لأبي بكر الصديق ، صحابية جليلة ، لها مكانة رفيعة ، ومنـزلة كبيرة بين نساء المسلمين ، تزوجها في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن سخبرة فولدت له الطفيل .
وكانت قد حضرت إلى مكة مع زوجها عبد الله الحارث بن سخبرة ، الذي حالف أبا بكر ، وذلك قبل الإسلام ، ولما مات الحارث تزوجها أبو بكر الصديق .
صهرها رسول الله أفضل خلق الله تعالى ، وزوجها أبو بكر الصديق ، وابنتها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها ، المبرأة من فوق سبع سماوات .
وابنها هو الفارس الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر
قال ابن حجر: أم رومان بنت عامر بن عويـمر .. امرأة أبي بكر الصديق ووالدة عبد الرحمن وعائشة … واختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد.

 
إسلامها رضي الله عنها
لقد كانت من المبادرين الأوائل للإسلام ، أسلمت مع زوجها أبي بكر الصديق .
عن عروة بن الزبير : أن عائشة زوج النبي ، قالت : لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية . فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة ، قال قائل : هذا رسول الله في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر : ماء جاء به في هذه الساعة إلا . قال : إني قد أذن لي بالخروج
فقول عائشة رضي الله عنها : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، يدل
على أن أم رومان قد أسلمت بعد أبي بكر الصديق بقليل .
قال ابن سعد : أسلمت أم رومان بمكة قديماً وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهلرسول الله وأهل أبي بكر حين قُدم بهم في الهجرة ، وكانت أم رومان امرأة صالحة


أم رومان وخدمتها في دار الأرقم
كانت أم رومان رضي الله عنها تخدم رجال الدعوة الإسلامية في دار الأرقم ابن أبي الأرقم ، وتحمل هم المسلمين مع أبي بكر ، وقد فتحت الصحابية بيتها للصحابة وقبلهم النبيليزوروا الصديق في بيته ، ويتشاوروا في شئون الدعوة الإسلامية .

أم رومان تهيئ عائشة لرسول الله 
عندما تزوج النبي عائشة رضي الله عنها قامت أمها أم رومان رضي الله عنها بتهيئتها إلىرسول الله ، ثم سلمتها إليه .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة ، فنـزلنا في بني الحارث بن خزرج ، فوعكت ، فتمرق شعري ، فوفى جميمة ، فأتـتـني أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي ، فصرخت بي ، فأتيتها لا أدري ما تريد بي ، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ، ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله ضحى ، فأسلمتني إليه ، وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين . 
وفي رواية لأبي داود :
فذهبن بي وهيأنني وصنعنني ... فسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني ، فلم يرعني إلا رسول الله ضحى ، فأسلمنني إليه .
تمرق شعري : سقط .
فوفى : أي نما وكثر وكمل .
جميمة : تصغير الجمة ، وهي الشعر النازل إلى الأذنين .
أنهج : أي أتنفس تنفساً سريعاً من شدة الحركة .
على خير طائر : أي على خير حظ ونصيب .
يرعني : يفز عني ويفاجئني .
الوعك : ألم الحمى

 
وفاتها رضي الله عنها
ذكر ابن سعد في "طبقاته" وفاة الصحابية الجليلة أم رومان وأثنى عليها فقال: "وكانت أم رومان امرأة صالحة، وتوفيت في عهدالنبي صلى الله عليه وسلّم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة".
وكان لوفاتها رضوان الله عليها أثر كبير في نفس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وكذلك في نفس ابنتها وزوجها. ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة، فقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى قبرها واستغفر لها.
ويروى أن النبي العظيم صلى الله عليه وسلّم لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور، ثلاث نسوة ورجلين، منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة، وأربعة في المدينة، منها قبر أم رومان في البقيع حيث دعا لها هناك وقال: "اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك". ومن رصيد أم رومان من البشائر أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلّم حديثًا واحدًا انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله.(
 قال الذهبي رحمه الله تعالى : وفي ذي الحجة ماتت أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية أم عائشة رضي الله عنهما في السنة السادسة من الهجرة ، وأخرج البخاري من رواية مسروق عنها حديثاً وهو منقطع لأنه لم يدركها ، أو قد أدركها فيكون تاريخ موتها هذا خطأ . والله أعلم .اهـ )
وبعد فهذه قبسات من سيرة هذه الصحابية المؤمنة والأم الرؤوف العطوف والزوجة الصالحة.. إنها زوجة الصِّدّيق وأم الصِّديقة رضي الله عنهم أجمعين.
*********************************************************************

أم الشهداء هي:
أم الشهداء هي عفراء بنت عبيد بن ثعلبة أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رزقها الله سبعة بنين كلهم شهدوا بدراً مسلمين ، وذلك أنها تزوجت الحارث بن رفاعة فولدت له معاذ و معوذ ثم طلقها، فذهبت لمكة، فتزوجها بكير بن عبدياليل فأنجبت له خالد وإياس وعاقل وعامر ثم طلقها ورجعت للمدينة فأرجعها زوجها الاول الحارث بن رفاعة فأنجبت له عوف ، فشهدوا كلهم بدر مسلمين فاستشهد معاذ ومعوذ وعاقل في بدر وخالد استشهد في يوم الرجيع، وعامر استشهد في يوم بئر معونة وإياس استشهد يوم اليمامة
ويقال ايضا:
العفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم ويقال ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي والدة معاذ ومعوذ وعوف بني الحارث يقال لكل منهم بن عفراء وقال بن سعد أمها الرعاة بنت عدي بن معاذ تزوجها الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد فولدت له قال بن الكلبي قتل معاذ ومعوذ فجاءت أمهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذا سر بني عوف بن الحارث فقال لا قال بن الأثير لم يوافق بن الكلبي على قوله إن معاذا قتل ببدر قلت وعفراء هذه لها خصيصة لا توجد لغيرها وهي أنها تزوجت بعد الحارث البكير بن يا ليل الليثي فولدت له أربعة إياسا وعاقلا وخالدا وعامرا وكلهم شهدوا بدرًا وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث فانتظم من هذا أنها امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم‏. 
(البعض ايضا يسمي الخنساء ام الشهداء لاستشهاد ابناءها الاربعة في يوم القادسية)

"الخنساء" أم الشهداء











نشأتها وزواجها
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية، وُلدت سنة 575م، ولُقبت بالخنساء لصغر أنفها وجمالها، وقد نشأت في كنف والد رحيم أحسن تربيتها وتأديبها. 

تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، وأنجبت منه ولدًا ثم فارقها، فتزوجت من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. 

بكاؤها على أخيها صخر 
قُتل أخوها صخر في الجاهلية فبكته كثيرًا، وقالت فيه شعرًا منه: 

أعينيَّ جودا ولا تجمــدا ألا تبكيـان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيـدا
ساد عشيرته أمــردا طويـل العماد عظيم الرماد

وبعد إسلامها قالت: "كنت أبكي لصخر على الحياة، فأنا اليوم أبكي له من النار"، وبعد ظهور الإسلام قدِمت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع قومها من بني سليم، فأسلمت وحسُن إسلامها. 

أم الشهداء الأربعة
كانت الخنساء تحرِّض أبناءها الأربعة على الجهاد في سبيل الله، وقد رافقتْهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وقبل موقعة القادسية أخذت تقول لهم: "يا بنيَّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجَّنت حسبكم، ولا غيَّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية، يقول الله- سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200)، فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين، فاغدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارًا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالِدوا رئيسها عند احتدام حميسها؛ تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة..".

وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستُشهدوا جميعًا، وعندما بلغ الخنساءَ خبرُ وفاة أبنائها لم تجزع، ولكنها صبرت، وقالت قولتها الشهيرة: "الحمد لله الذي شرَّفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".

ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة، فاستشهادٌ في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خيرٌ له من عالم الدنيا؛ لِمَا فيه من النعيم والتكريم والفرح بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلب بشر.. ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران:169)، وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يعطيها أرزاق أولادها الأربعة، لكل منهم 200 درهم.

مثال للأم المجاهدة
عَرفت الخنساء- رضي الله عنها- مقام الأمومة، ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله.. هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلات عن واجب الأمومة منها؟! ربما كرهت إحداهن أن تكون أمـًا لأربعة، ولو تورطت بهم يومـًا لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها، وفي مثل الخنساء تتجلَّى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها، ولو كانت الأمهات كالخنساء لفُضلت النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ (النساء:34).

شِعرها وخصائصه
تُعـد الخنساءُ من الشعراء المخضرَمين، تفجَّر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية، وخصوصًا أخوها صخر، فقد كانت تحبه حبًّا لا يوصف، ورثته رثاءً حزينًا، وبالغت فيه حتى عُدَّت أعظم شعراء الرثاء، ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجُّع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة، ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها.

وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء: ومنها: 
"كانت أشعر النساء حتى قيل إنه لم تكن امرأةٌ قبلها ولا بعدها أشعرَ منها، وكان بشار بن برد يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال، وعدَّها البعض أعظم الشعراء على الإطلاق، حتى قال النابغة الذبياني:"الخنساء أشعر الجن والإنس"، وتوفيت الخنساء- رضي الله عنها- بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24هـ.

المراجع
- نساء حول الرسول "محمد علي قطب"
- عظماء الإسلام "محمد سعيد مرسي"*********************************************************************

أم المساكين أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة
**زينب بنت خزيمة الحارث رضى الله عنها**


**اسمها ولقبها
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها ، وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا، ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين .

**زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم: 
زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي eوالتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين. ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صلى الله عليه و سلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف ، وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل عنها في بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم سنة 3 هجرية، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم تزوجها - بدافع الشفقة.
واختلف فيمن تولى زواجها من النبيe ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله صلى الله عليه و سلمخطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها ، وقال ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه و سلم أربعمائة درهم .
واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه و سلم ، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله صلى الله عليه و سلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر،رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت " ، ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: ( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع) . وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)، وكانت زينب بنت جحش- رضي الله عنها – أجودهن ؛ يعني أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأبرهن باليتامى والمساكين ، حتى كانت تعرف بأم المساكين ) .
**وفاتـــها: 
الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام. وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر – رضي الله عنها - ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين - في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى- ومدفنها بالحجون في مكة- والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين *************************************************************


( صاحبة بيت الشورى )
( صاحبة بيت الشورى )

فاطمة بنت قيس رضي الله عنها



**نسبها**

فاطمة بنت قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وأمها أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنان ، ( أخت الضحاك بن قيس ) يقال : إنها كانت أكبر منه بعشر سنين .

**من أهم ملامح شخصيتها**


كانت - رضي الله عنها - من المهاجرات الأول ، وكانت ذات جمال وعقل وكمال . قال الزبير : وكانت امرأة نجوداً - والنجود : النبيلة .


**بعض المواقف من حياتها من الرسول صلى الله عليه وسلم**

كانت فاطمة بنت قيس تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فطلقها ، فخطبها معاوية بن أبي سفيان بن حرب وأبو جهم بن حذيفة بن غانم العدوي . فذكرت ذلك لرسول الله فقال : " أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عنقه ، ولكن انكحي أسامة بن زيد " ، فنكحته فقالت : لقد اغتطبت بنكاحي إياه .

- أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب ، فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخطته فقال : والله ما لك علينا من شيء . فجاءت رسول الله فقال : " ليس لك عليه نفقة " ، وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : " تلك المرأة يغشاها أصحابي ، اعتدي عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك ، فإذا حللت فآذنيني" . قالت : فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن حذيفة خطباني ، فقال رسول الله : " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ولكن انكحي أسامة " فكرهته ، فقال : " انكحي أسامة " ، فنكحته فجعل الله فيه خيراً واغتطبت به .

- أخبرنا عبد الله بن إدريس حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال : دخلت علي فاطمة بنت قيس ، قالت : أتيت رسول الله وأنا أريد السكنى والنفقة ، فقال : " يا فاطمة ، إنما السكنى والنفقة التي لزوجها عليها رجعة ، انتقلي إلى أم شريك ولا تفوتينا بنفسك " ، ثم قال : " إن أم شريك يدخل عليها إخوتها من المهاجرين فانتقلي إلى بن أم مكتوم فإنه رجل ضرير البصر " ، فلما حل أجلها خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة وأسامة فقال رسول الله : " أما معاوية فعائل لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، أين أنتم من أسامة ؟ ! ". قال : فكان أهلها كرهوا ذلك فقالت : لا أنكح إلا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- أخبرنا يعلى بن عبيد حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس قالت : كنت عند رجل من بني مخزوم فطلقني البتة فأرسلت إلى أهله أبتغي النفقة ، فقالوا : ليس لك علينا نفقة ثم ذكر نحواً من حديث عبد الله بن إدريس إلى آخره إلا أنه قال يدخل عليها إخوانها من المهاجرين الأولين وقال في بن أم مكتوم فإنه رجل قد ذهب بصره فإن وضعت شيئا من ثيابك لم ير شيئا ولم يقل فيمن خطبها وأسامة فقال النبي فأين أنتم من أسامة وقال في آخر الحديث فنكحته .

**مما روت من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم**

- كانت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة ، فطلقها ، فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم ، فخطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة ، فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم فيهما ، فأشار عليها بأسامة بن زيد ، فتزوجته ، وفي طلاقها ونكاحها بعد سنن كثيرة مستعملة. أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى : حدثنا هناد ، أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال : قالت فاطمة بنت قيس : طلقني زوجي ثلاثاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا سكنى لك ولا نفقة " . ولما طلقها زوجها أبو حفص ، خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة ، فاستشارت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو حذيفة فلا يضع عصاه عن عاتقه " ، وأمرها بأسامة بن زيد فتزوجته . وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى لما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم . وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث . أخرجها الثلاثة .

- أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سعيد بن زيد الأحمسي حدثنا الشعبي قال : حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت فلان بن المغيرة أو المغيرة بن فلان من بني مخزوم وأنه أرسل إليها بطلاقها من الطريق من غزوة غزاها إلى اليمن ، فسألت أهله النفقة والسكنى فأبوا وقالوا : لم يرسل إلينا من ذلك بشيء . قالت : فأتيت رسول الله فقلت : أنا ابنة آل خالد ، وإن زوجي أرسل إليّ بطلاقي وإني سألت أهله النفقة والسكنى فأبوا عليّ . فقالوا : يا رسول الله ، إنه أرسل إليها بثلاث تطليقات . قال : فقال رسول الله : " إنما النفقة والسكنى للمرأة إذا كان لزوجها عليها رجعة " .

- أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم أن عائشة قالت : يا فاطمة اتقي الله ، فقد علمت في أي شيء كان هذا ؟

**الوفاة**

توفيت - رضي الله عنها - في خلافة معاوية .

المراجع
الطبقات الكبرى
الاستيعاب
أسد الغابة
الإصابة
===========================================================

  

 صاحبة بيت الأذان
هي النوار بنت مالك
 بن صرمة بن مالك بن عدي بن النجار الأنصارية 
من بني عدي بن غنم بن النجار قال بن سعد أمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عدي وهي والدة زيد بن ثابت الصحابي المشهور وأخيه يزيد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة وتزوجها بعد ثابت عمارة بن حزم فولدت له مالكًا وذكر من طريق ثابت بن عبيد قال كبر سعد زيد بن ثابت على أمه أربعا‏.

1 - حب رسول الله صلى الله عليه و سلم:
لقد كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم، والحرص على صحبته والجهاد معه حاذي هذه السيدة فيما سعت همتها إليه، فعزمت بإرادة قوية على تحقيقه. ففي السنة الثانية للهجرة، وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان الاستعداد لغزوة بدر، والنبي صلى الله عليه وسلم يلقي النظرات الأخيرة على أول جيش يتحرك للجهاد، أقبل غلام صغير يتوهج ذكاء وشجاعة،ودنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: جعلت فداك يا رسول، ائذن لي أن أكون معك وأجاهد أعداء الله 1.فرده عليه السلام لصغر سنه برفق وطيب خاطر، وعاد الغلام حزينا وعادت من ورائه أمه وهي لا تقل عنه حزنا، فقد كانت تتمنى لابنها شرف صحبة رسول اللهفي أول غزوة يغزوها. و لما لم تحظ بالتقرب بابنها إلى رسول الله من باب الجهاد، طرقت بابا آخر لا يمنع فيه السن من القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه باب القرآن والعلم. خاصة أنه يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله، ويجيد الكتابة والقراءة. 
لقد توسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في هذا الطفل الذكي كل الخير، فأمره أن يتعلم خط اليهود، ليقرأ له كتبهم، وقال : " فإني لا آمنهم" 2. فتعلمه حتى أتقنه، فإذا بالفتى، المحظوظ ابن جليستنا اليوم يغدو كاتبا للوحي وترجمان رسول الله صلى الله عليه و سلم. إنه جامع القرآن زيد بن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه. فلنقترب من أمه إذا لنعرف. 
2 - من يا ترى هذه الأم ؟ 
إنها النوار بنت مالك الأنصارية، صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك فولدت له زيد بن ثابت وأخوه يزيد، قتل زوجها يوم بعاث وكان عمر زيد ست سنوات، ثم تزوجها عمارة بن حزم وهو من أهل بدر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقد كانت هذه المرأة أما كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مقدمه المدينة فراحت تغذي زيدا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى صلى الله عليه وسلموقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، و قد كان لقاء كرم وحسن ضيافة، إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار. يروي زيد رضي الله عنه قصة هذه الهدية فيقول: " أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب،قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت : يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بارك الله فيك وفي أمك)3 ودعا أصحابه فأكلوا. 
أفبعد هذه المنزلة لابن النوار منزلة تسمو إليها الهمم! هنيئا لك أيتها الأم التي ربت فأحسنت تربية ابنها فقد دفعته إلى رسول الله تريد ليحفظ القرآن منه مباشرة، ودفعته صغيرا إلى الجهاد في سبيل الله. هذه هي الأم العظيمة النوار، و هذا هو ابنها زيد، و ذاك علمه، و تلك مكانته، إنه عملها الصالح، وكيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرن قائلا : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. فالولد خلقالله وعمل الإنسان. 
وكمال المرأة الوظيفي أن تكون راعية و مسؤولة، و مربية. إنه غاية ما يراد منها تحقيقه حفظا لفطرة الله، ونشرا لرسالة الله، وخدمة لأمة رسول الله صلى الله عليه و سلم. فلله درك أيتهاالنوار، ورحم الله الشيخ حسن البنا الذي قال : إن المرأة التي تقدر على أن تحرك المهد بيمناها قادرة على أن تحرك العالم بيسراها،أو كما قال الأستاذ عبد السلام ياسين : ألا ليت همم نسائنا اليوم تسمو وتسعى لما سعت إليه النوار، و تصنع لنا رجالا مجاهدين لبناء أمتهم، فإن كان الولد الصالح ذخرا باقيا للآخرة وعملا يرضاه الله، فكيف بإصلاح أمة وإحيائها وصناعة مستقبلها.
هذا وكـما نالت هذه الأم شرف أم جـامع القرآن، نالـت حظوة صـدوح صوت بـلال من فـوق ظهر بيتها ليعلن الصلاة للمسلمين في المدينة. فما قصة هذا البيت؟
3 - أطول بيت حول المسجد 
إنه بيت النوار، فلنسمع من النوار نفسها الحديث. تقول رضي الله عنها : " كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال رضي الله عنه يؤذن فوقه من أول ما أذن، إلى أن بنى رسول الله مسجده، و كان يؤذن بعد ذلك على ظهر المسجد وقد رفع له شيء فوق ظهره"
الراوي: أم زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: إصلاح المساجد - الصفحة أو الرقم: 145
خلاصة حكم المحدث: حسن
 .
أنظروا لهذه المكانة العظيمة للنوار، حتى بيتها يؤرخ له أنه أذن من فوق سطحه قبل أن يؤذن بلال من فوق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل اتمام البناء، فماذا قدمنا نحن للبناء؟
هنيئا للنوار هذا الشرف الأثير من النفوس المؤمنة.

مضت وفي يدها مشعل نور يهديها إلى الجنة و إلى رضوان الله عز و جل سابقتها، وعملها الصالح، هذا الابن الذي ربته فأحسنت تربيته، فجمع القرآن فأحسن الأمانة في جمعه.

بارك الله في زيد جامع القرآن وفي أمه النوار أم جامع القرآن، وألحقنا بهما من الصالحين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله في الأولين والآخرين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.


1 - صور من حياة الصحابيات.ص/ 297
2 - الطفل في ضوء القرآن والسنة والأدب ص/ 273.
الحديث كاملا( تعلم كتاب اليهود ، فإني لا آمنهم على كتابنا 
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 187
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن)
3 - السيرة الحلبية 2/ 277
4 - تنوير المؤمنات 2/ 220
5 - طبقات ابن سعد 8/ 420

====================================================

 شهيدة البحر
إنها حميدة البر ,شهيدة البحر,التواقة إلى مشاهدة الجنان
أم حرام بنت ملحان

هى أم حرام بنت ملحان بن خالدبن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدى بنى النجار,الأنصارية النجارية المدنية.
فهى من بنى النجار أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم.لأن آمنة بنت وهب من بنى النجار.
وهى من "آل ملحان"الأنصار الأخيار الذين تذوقوا حلاوة الإيمان,فسرت فى نفوسهم محبة الله ورسوله.
أمها:مليكة بنت مالك بن عدى بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار.
أخواها:سليم وحرام الذان شهدا بدرا وأحدا.واستشهد يوم بئر معونة.
فحرام بن ملحان,الشهيد الذى قال يوم بئر معونة (فزت ورب الكعبة)وذلك حين طعنه المشركون من ظهره غدرا,بحربة خرجت من صدره رضى الله عنه.
أختها:أم سليم بنت ملحان زوجة الصحابى الجليل أبى طلحة وأم أنس بن مالك خادم الرسول وهى التى قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم(دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدى فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان أى أم سليم)
زوجها:تزوجها عمرو بن قيس رضى الله عنه فأنجبت له قيسا وعبد الله,وظلت مع عمرو بن قيس حتى غزوة أحد,فاستشهد عمرو وولده قيس.
فتزوجها عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجى
يكنى أباالوليد وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان.كان نقيبا من نقباء العقبة الأولى والثانية والثالثة,شهد بدرا والمشاهد كلها,فعاشت فى كنفه مطيعة راضية.
إسلامها:كان زوجها عبادة بن الصامت من بين النقباء الاثني عشر الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى العقبة وهى العقبة الأولى وأسلمت أم حرام وأختها أم سليم فكانتا من أوائل المسلمات فى المدينة حيث وجدوا فى الإسلام ما فطروا عليه من الفضائل فاستجابا بسرعة وشرعتا فى تطبيق مبادئه وتعاليمه.
أم حرام فى الحرب
شاركت أم حرام فى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد شاركت فى غزوة أحد وحنين والخندق والطائف مع زوجها عبادة رضى الله عنه وكانت من بين اللاتى يقمن بتشجيع المجاهدين وبث الحماس فيهم وتذكيرهم بثواب الجهاد فى الدنيا والآخرة ويساعدن فى خدمة من يحتاج إلى مساعدة من المجاهدين ويحملن الماء ويروين الظمأ ويضمدن الجراح وقد جاهدت فى أواخر حياتها فكيف لاتجاهد فى شبابها.
أم حرام فى السلم
كانت أم حرام تسمع وتعى وتحفظ كل ما تسمعه من النبى صلى الله عليه وسلم وتروى الأحاديث وتعلم النساء دينها.
بشارة الرسول لها وتحققها
حدث أنس بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ,وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت,فدخل عليها رسول الله يوما(فقد كانت هي وأختها أم سليم خالتين لرسول الله من الرضاع,لذا تحل له الخلوة بهما)
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت :فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟قال: ناس من أمتى عرضوا على غزاة فى سبيل الله,يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة قالت: فقلت ,يارسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت :فقلت مايضحكك يا رسول الله؟قال:ناس من أمتى عرضوا على غزاة فى سبيل الله كالملوك على الأسرة _كما قال فى الأولى-قالت :فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم قال: أنت من الأولين.
وهكذا بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها ستغزو فى البحر,وستكون من الأولين الذين يغزون فى البحر وربما كانت من الشهداء فى تلك الغزوات.
تحقق النبؤة
لم تتحقق النبؤة فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن تحققت عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة وطلب منه معاوية بن سفيان أن يغزو البحر ولم يزل به حتى وافقه على ركوب البحر ومنذ ذلك اليوم بدأ غزو البحار وسمعت أم حرام بذلك فتذكرت نبؤة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت قد بلغت من الكبر مرحلة لاتستطيع أن تجاهد فيها لكنها تلهفت إلى الجهاد فى سبيل الله وفى ركوب البحر فطلبت من زوجها أن يستأذن لها من عثمان بن عفان وألحت عليه حتى وافق لها بمرافقة الجيش حيث كان لأم حرام شغف بالجهاد فى سبيل الله,وباع طويل فيه.
وفاتها
وانتهت المعركة واستعدت الجيوش للعودة من حيث جاءت وقد غنمت وما غرمت.وبدأت ترجع إلى الشام على سفنها كالملوك على الأسرة,وتهيأت أم حرام للعودة متوكلة على الله ولكنها كانت قد أسنت وضعف جسدها ووهنت قوتها,فقربوا إليها بغلة تمتطيها لتوصلها إلى السفينة المعدة لها فزلت قدمها وسقطتت على الأرض,لا تقوى على النهوض ,فأسرع إليها زوجها عبادة رضى الله عنه وعدد من كبار الصحابة يساعدونها ويسعفونها ولكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة مطمئنة النفس باسمة الثغر مشرقة المحيا.فنقلوها إلى حيث قاموا بتجهيزها ثم دفنها وذلك فى العام السابع والعشرين من الهجرة,وأصبح قبرها وهو موجود فى قبرص يسمى بقبر المرأة الصالحة.
وتحقق قول النبى صلى الله عليه وسلم لها أنت من الأولين وتحققت أحلامها بالشهادة وكتبت فى سجل الأوائل فيه أول مجاهدة فى البحر وأول من غزا فى البحر الأبيض من النساء
رحم الله أم حرام فبحبها للرحمنوطاعتها لخير الأناموبدفاعها عن الإسلام بشجاعة الفرساننالت أعلى الجنان.
رضى الله عن أم حرام بنت ملحان وعن أمهات المؤمنين أجمعين واسكننا الله الجنة بجوارهم.

ما استفدته من حبيبتنا:
1-حبها لله ورسوله حتى انه عندما رأى نبينا الكريم الرؤياوحكى لها لم تهاب الموت ولم تدعى الحجج الواهية بانها امرأة وضعيفة ولا تستطيع ان تجاهد بل لم تتوانى واسرعت تطلب منه ان يدعو الله لها ان تكون من الشهداء فى تلك المعركة والاكثر من ذلك حينما عاد الى النوم مرة اخرى ورأى شهداء آخرين سارعت بان تطلب منه ان تكون معهم
فهى تريد ان تحصد حصدا المزيد من الحسنات والاجر فتتحين الفرص لتنال رضا الله وعظيم ثوابه.

تأملوا معى أخواتى علو الهمة والايمان الصادق وحب الله ورسوله الذى فاق كل الحدود والاسراع الى بذل النفس وكل شىءفى سبيل هذا الحب عملا بقول الله تعالى(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) سورة آل عمران الآية 133
2- كما أنها بعدما بشرها نبينا الكريم بالشهادة لم تركن ولم تكسل بل أخذت تعد العدة ونتتظر ونافست الرجال فى ذلك وذلك يتجلى فى قول الله تعالى(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)سورة الاحزب آية 23
وعندما حانت الفرصة اقدمت وركبت البحر ولم تجبن او تخشى الموت فالموت فى سبيل الله اسمى امانيها
فأين أنتى حبيبتى الغالية من ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الطريق أمامك مفتوح وساحة الجهاد مازالت تحتاج المزيد


تسألين أى جهاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جهاد النفس اختى والزامها بالطاعات والعبادات وبعدها عن المعاصى 
فاسرعى اخت واملأى حياتك بالعبادات والطاعات وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ولا تنسى الاخلاص لله وابتغاء مرضاته الذى هو شرط قبول العمل

فمن اصلح آخرته أصلح له الله الدنيا والآخرة معا
هيا نردد معا دعاء نبينا الكريم اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
فليكن حب الله وابتغاء رضاه عنا هو شعارنا دائما وأبدا
وتعالى نتفكر قليلا فى هذا المعنى الجميل ...........حتى يقر ويسكن قلبنا بحبه سبحانه وتعالى
كما فعل ذلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حيث كان حب الله ورسوله هو الوقود الذى يدفعهم لبذل كل غالى ونفيس . تأملوا معى هذه الآية:
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)سورة الفتح آية29
===============================================================

ذات القميص النبوي
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف

توفيت في السنة 4 للهجرة وعمرها ما يقارب 60 سنة, فكفنها محمد رسول الله في قميصه, ودفنها في مقبرة البقيع.
عن ابن عباس ‎, قال : أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم باكيا وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: مه يا علي. فقال: ماتت أمي فاطمة, فبكى النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: رحم الله أمك يا علي, أما إنها إن كانت لك أما فقد كانت لي أما, خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين فكفنها فيهما, ومر النساء فلتحسن غسلها, ولا تخرجها متى أجيء فألي أمرها.
قال: وأقبل النبي صلى الله عليه وآله بعد ساعة وأخرجت فاطمة أم علي عليه السلام، فصلى عليها النبي صلى الله عليه وآله صلاة لم يصلها على أحد قبلها مثل تلك الصلاة, ثم كبر عليها أربعين تكبيرة, ثم دخل القبر فتمدد فيه فلم يسمع له أنين ولا حركة, ثم قال : يا علي أدخل ! يا حسن أدخل ! فدخلا القبر, فلما فرغ مما احتاج إليه قال له : يا علي أخرج, يا حسن أخرج, فخرجا, ثم زحف النبي حتى صار عند رأسها, ثم قال : يا فاطمة أنا محمد سيد ولد آدم, ولا فخر, فإن أتاك منكر ونكير فسألاك ممن ربك فقولي : الله ربي, ومحمد نبيي, والإسلام ديني, والقرآن كتابي, وابني إمامي ووليي.
ثم قال: «اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت، رب اغفر لامى فاطمة بنت اسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلى لانك ارحم الراحمين‏», ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما, ثم قال: والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي.
فقام إليه عمار بن ياسر فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله! لقد صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ؟ فقال: يا أبا اليقظان! وأهل ذلك هي مني لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير, ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا, وكانت تشبعني وتجيعهم, وتكسوني وتعريهم, وتدهنني وتشعثهم. قال: فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يا رسول الله ؟ قال : نعم يا عمار التفت إلى يمين ونظرت أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة.
قال: فتمددك في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة ؟ قال : إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة, فلم أزل أطلب إلى ربي أن يبعثها ستيرة, والذي نفسي بيده, ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند يديها, ومصباحين من نور عند رجليها, وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران لها إلى يوم القيامة.
الزبير قال ابن عبد البر روى سعدان بن الوليد السابري عن عطاء عن ابن عباس قال لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها النبي قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا فقال إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسي من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها
وعن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أمي بعد أمي, وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببرده.
قال: ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وآله بيده وأخرج ترابه بيده, فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وآله فاضجع فيه ثم قال : الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت, اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي, فإنك أرحم الراحمين.
وعن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أتى آت فقال: يا رسول الله، إن أم علي وجعفر وعقيل قد ماتت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا بنا إلى أمي. فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير، فلما انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال: إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها. فلما خرجوا بها جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة يحمل، ومرة يتقدم، ومرة يتأخر، حتى انتهينا إلى القبر، وتمعّك في اللحد ثم خرج فقال: أدخلوها باسم الله، وعلى اسم الله. فلما أن دفنوها قام قائماً فقال: جزاك الله من أم وربيبة خيراً، فنعم الأم، ونعم الربيبة كنت لي.
قال: فقلنا له ـ أو قيل له ـ: يا رسول الله لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط. قال: ما هو؟ قلنا: بنزعك قميصك، وتمعّكك في اللحد. قال: أمّا قميصي فأردت ألا تمسّها النار أبداً إن شاء الله، وأما تمعّكي في اللحد فأردت أن يوسّع الله عليها قبرها.
وعن عبد العزيز حدّث عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن ذبيان، عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: لما استقر بفاطمة، وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا توفيت فأعلموني فلما توفيت خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بقبرها، فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحداً، ولم يضرح لها ضريحاً، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ القرآن، ثم نزع قميصه، فأمر أن تكفَّن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها فكبّر تسعاً وقال: ما أعفى أحد من ضغطة القبر الا فاطمة بنت أسد.
=============================================
 الغميصاء؟؟؟
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام
 بن جندب الأنصارية الخزرجية اختلف في اسمها فقيل : سهلة ، وقيل : رميلة ، وقيل : رميثة ، وقيل : مليكة ويقال : الغميصاء أو الرميصاء . وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من غيبته وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بنالنضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن أنس بن مالك وأمه بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليمويعرض عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت . فعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك). فقالت إن مهرها الإسلام. فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على يد زوجته. 
فقد كانت من عقلاء النساء وموقفها مع زوجها أبي طلحة يوم وفاة ولدها يدل على ذلك ، وهو موقف يدل على عقل راجح وحكمة بالغة ، وصبر جميل. فعن أنس أن أبا طلحة مات له ابن فقالت أم سليم : لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره . فسجت عليه ثوباً فلما جاء أبو طلحة وضعت بين يديه طعاماً فأكل ثم تطيبت له فأصاب منها فتلقت بغلام ، فقالت له : يا أبا طلحة إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا فأبوا أن يردوها . فقال أبو طلحة : ليس لهم ذلك إن العارية مؤداة إلى أهلها ، قالت : فإن ابنك كان عارية من الله وإن الله قد قبضه فاسترجع . قال أنس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بارك الله لهما في ليلتهما ، قال : فتلقت بغلام فأرسلت به معي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحملت معي تمراً فأتيت النبي وعليه عباءة وهو يهنأ بعيراً له ، فقال رسول الله هل معك تمر، قلت : نعم . فأخذ التمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم جمع لعابه ثم فغر فاه فأوجره إياه فجعل الصبي يتلمظ ، فقال رسول الله : حب الأنصار التمر، فحنّكه وسماه عبد الله فما كان في الأنصار ناشئ أفضل منه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2144
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 .
(((أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال : كان لأبي طلحة ابن يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ، قالت أم سليم : هو أسكن مما كان ، فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت : واروا الصبي ، فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي فأخبره فقال : أعرستم الليلة ، قال : نعم . قال :اللهم بارك لهما فولدت غلاماً فقال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به رسول الله فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معه تمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أمعك شيء ؟ قلت : تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعل في في الصبي وحنكه به وسماه عبد الله 
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5470
خلاصة حكم المحدث: [صحيح])))

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حرص أم سليم على ذلك ويقدر لها ذلك ويمكنها من التبرك به صلى الله عليه وسلم كلما أمكن :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى . فأتى الجمرة فرماها . ثم أتى منزله بمنى ونحر . ثم قال للحلاق " خذ " وأشار إلى جانبه الأيمن . ثم الأيسر . ثم جعل يعطيه الناس . وفي رواية : قال للحلاق " ها " وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا . فقسمشعره بين من يليه . قال : ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر . فحلقه فأعطاه أم سليم . وأما في رواية أبي كريب قال : فبدأ بالشق الأيمن . فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس . ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك . ثم قال " ههنا أبو طلحة " ؟ فدفعه إلى أبي طلحة .

الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم: 1305
خلاصة حكم المحدث: 
صحيح
فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف شعر الرأس ، وأعطى بقية الناس النصف الآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لأم سليم على اعتنائها الشديد بتتبع آثاره ، وهو دليل على حبها الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم وقربها منه صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم فإنه كان يدخل عليها فقيل له في ذلك فقال : إني أرحمها قتل أخوها معي .
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم: 2455
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقالت رضي الله عنها : لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة .
ومما يدل على وفاء أم سليم بالعهد ، عن أم عطية رضي الله عنها قالت : أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتان . أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى 

الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية
المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 1306
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح :
أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا . فكان معها . فرآها أبو طلحة . فقال : يا رسول الله ! هذه أم سليم معها خنجر . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما هذا الخنجر ؟ ) قالت : اتخذته . إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك . قالت : يا رسول الله ! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم ! إن الله قد كفى وأحسن ) .

الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 1809
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويقول أنس- رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى.
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 1810
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 فقد بشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة حين قال: ( دخلت الجنة فسمعت خشفة . فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذه الغميصاء بنت ملحان ، أم أنس بن مالك) 
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم: 2456
خلاصة حكم المحدث: صحيح

================================================



 الشيماء

هي حذافة بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدية، والشيماء هو لقبها الذي اشتهرت به. أخت الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة و ابنة حليمة السعدية. أقام النبي في بني سعد إلى الخامسة وقد تركت هذه السنوات الخمس في نفسه الكريمة أجمل الأثر وأبقاه، وبقيت الشيماء وأهلها وقومها موضع محبته وإكرامه طوال حياته عليه الصلاة والسلام. ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن ظفر المسلمون بهم، وأخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي، فلما انتهت إلى رسول الله قالت: يا رسول الله، إني لأختك من الرضاعة. قال: وما علامة ذلك، قالت: عضة عضضتها في ظهري، وأنا متوركتك، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة، فبسط لها رداءه، ثم قال لها: ههنا، فأجلسها عليه، وخيّرها، فقال: إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك، فقالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فمتعها وردها إلى قومها. ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم

فلم يطل مكثها بمكة حتى عادت تحمل معها طفلا ، ولم يكن هذا الطفل الرضيع سوى محمد بن عبد الله – صلى الله عليه و سلم – الذي أرضعته حليمة ، و طرحت البركة في كل ما عندها حيث سمنت أغنامها ، وزاد لبنها ، واخضر مرعاها . و أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الصحراء سنتين ترضعه حليمة ، و تحضنه ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدية أخت الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة.


وقد كان – عليه الصلاة والسلام – يخرج مع أولاد حليمة إلى المراعي ، و أخته الشيماء تحضنه و تراعيه ، فتحمله أحيانا إذا اشتد الحر ، وطال الطريق ، و تتركه أحيانا يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين ذراعيها و تضمه إلى صدرها ، و أحيانا تجلس في الظل ، فتلعبه و تقول :


يا ربنا أبق لنا محمدا *** حتى أراه يافعا وأمردا


ثم أراه سيدا مسودا *** و أكبت أعاديه معا و الحسدا


و أعطه عزا يدوم أبدا


قال محمد بن المعلى الازدي:


و كان أبو عروة الازدي إذا أنشد هذا يقول : ما أحسن ما أجاب الله دعاءها .


*******************************************




و أقام النبي – صلى الله عليه و سلم – في بني سعد إلى الخامسه من عمره ينهل من جو البادية الطلق الصحة و النماء ، و يتعلم من بني سعد اللغة المصفاة الفصيحة . و قد تركت هذه السنوات الخمس في نفسه الكريمة أجمل الاثر و أبقاه ، و بقيت الشيماء و أهلها و قومها موضع محبته واكرامه طوال حياته – عليه الصلاة والسلام -.
ذكر الامام بن حجر في الاصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن ظفر المسلمون بهم ، و أخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي ، فلما انتهت إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قالت : يا رسول الله ، إني لأختك من الرضاعة . قال وما علامة ذلك ، قالت : عضه عضضتها في ظهري ، و أنا متوركتك ، فعرف رسول الله – صلى الله عليه و سلم – العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا ، فأجلسها عليه ، و خيرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، و إن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني و تردني إلى قومي ، فمتعها وردها إلى قومها .

و لم يتوقف إكرام النبي – صلى الله عليه و سلم – للشيماء عند هذا فحسب ، بل شمل بني سعد جميعهم و أخلى سبيلهم .

" و لقد كان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت فواضله – عليه الصلاة و السلام – قديما و حديثا ، خصوصا و عموما
















خطيبة النساء
(أسماء بنت يزيد)
رُوى أنها أتتْ النبي ( فقالت: يا رسول اللَّه، إنى رسول مَنْ ورائى من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك. ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فُضِّلوا بالجُمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وَرّبينَا أولادهم، أَنُشَاِركُهُم فى الأجر يا رسول اللَّه؟
فالتفت رسول الله( بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟". فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا.
فقال رسول الله (: "انصرفى ياأسماء، وأَعْلِمى من وراءك من النساء أن حَُسن تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كلّ ما ذكرت للرجال". فانصرفت أسماء وهى تهلّل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله (.[ابن عبد البر فى الاستيعاب].
إنها أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، ابنة عم معاذ بن جبل.وكانت تسمى -أيضًا- "فكيهة"، وتُكنى بـ "أم سلمة" أو "أم عام الأشهلية".
كانت من النسوة اللاتى بايعهن رسول اللَّه ( يوم الحديبية. تقول : إن رسول اللَّه ( قبض يده وقال: "إنى لا أصافح النساء إنما قولى لمائة امرأة كقولى لامرأة واحدة أو مثل قولى لامرأة واحدة" [الترمذى والنسائي].
كانت عند رسول اللَّه (، والرِّجال والنِّساءُ قُعُودٌ معه، فقال: "لعل رَجلا يقول ما فعل بأهله، ولعلَّ امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فسكتوا فقالتْ: إى واللَّه يا رسول اللَّه، إنَّهم ليفعلون وإنهن ليفعلْنَ. فقال (: "فلا تفعلوا، فإنما مَثَلُ ذلك مَثَلُ شيطان لقى شيطانة فغشيها (أي: جامعها) والناس ينظرون" [أحمد].
وقد شهدت"أسماء" مع رسول اللَّه ( فتح مكة، ثم امتد بها العمر حتى شهدت موقعة اليرموك سنة خمس عشرة من الهجرة. ويُقال إنها قتلت من الروم تسعة بعَمود فُسطاطها (خيمتها).
رَوَتْ عن النبي ( عددًا ليس بالقليل من أحاديثه (، ورَوَى عنها كثيرون.
********************

(المعتدة)


هى الفريعة ابنة مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري المجاهد الشهيد... وأخت الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان المكنى بأبي سعيد الخدري... وابنة أنيسة بنت أبي حارثة الأنصارية النجارية... وأخت قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري (أخته من أمه).نشأت في أسرة أسلمت منذ دخل الإسلام المدينة، فهي أسرة من الأنصار من بني خدرة الخزرجية(1)

عاش والد سيدتنا فريعة مجاهدا، ومات شهيدا.. كان من أفقر أهل المدينة؛ ولكنه كان عفيفا فلم يسأل في حياته أحدا وصبر على الجوع حتى قال عنه الرسول: "من أراد أن ينظر إلى العفيف فلينظر إلى مالك بن سنان"(2)
تربت سيدتنا فريعة في أسرة تعلم الصبر والتعفف والاستغناء بالله عن سؤال الناس ولنترك أخاها سيدنا أبو سعيد الخدري يحكي لنا بعضا من دروس هذه الأسرة المدرسة قال: "أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط في جاهلية ولا إسلام فقالت لي أختي فريعة : اذهب إلى رسول الله  فسله لنا فوالله لا يخيب سائله؛ لأنك منه بإحدى اثنتين: إما أن يكون عنده فيعطيك، وإما أن لا يكون عنده فيقول أعينوا أخاكم.. فلم أكره ذلك، فلما دنوت من المسجد، وهو يومئذ ليس له جدار، سمعت صوت رسول الله ، فقلت إن هذاالنبي يخطب، فكان أول ما فهمت من قوله "ومن يستعفف يعفه الله.. ومن يستغن يغنه الله... "فقلت: ثكلتك أمك سعد بن مالك والله لكأنك أردت بهذا.. لا جرم.. والذي بعثك بالحق لا أسأل شيئا بعدما سمعت منك..وجلس أبو سعيد الخدري يستمع إلى الدرس النبوي في المسجد ولم يسأل رسول الله .وحين عاد إلى أخته وقد جهدها الجوع والانتظار.. أبصرت أنه لا يحمل شيئا سألته فقال لها: فوالله ما يخيب سائله وأخبرها القصة قالت: فسألته بعد ذلك؟ قال: لا قالت : أحسنت.. يضيف سيدنا أبو سعيد : فلما كان من الغد فإني والله لأتعب نفسي تحت الأحم إذ وجدت من دراهم يهود.. فابتعنا به وأكلنا، ثم والله ما زال النبي  محسنا.
انظرن أخواتي.. انظروا إخوتي كيف تساند المومنة الصابرة أخاها في الخير، وتحضه عليه، فأكرم الله البيت المالكي الخدري فأصبحوا باستعفافهم عن سؤال الناس أغنى الأنصار(3)
هكذا إذن نرى صبر هذه الصحابية الجليلة واستعفافها سلوكا راسخا في هذه الأسرة الكريمة ذات الأسس المتينة والتربية النبوية. فكانت نموذجا لكل فقير صابر متعفف وكل صابرة متعففة تنتظر ما وعد به رسول الله من العفة والغنى ورفع الضيق: "من يستعفف يعفه الله... ومن يستغن يغنه الله.."في هذا الصدد يقول الأستاذ عبد السلام ياسين : "استكملت الإيمان من أصبحت أعمالها مطهرة من النفاق مخلَصة لوجه الله تعالى. بواعثها القلبية لا تكذب أفعال جوارحها. تعرض كل أفعالها على الشريعة لتتأكد من أن ما تأتي وما تذر، ما تعطي وما تمنع، ما تحب وما تبغض، لا يملي الهوى والشيطان أوامره، ولا توسوس به النفس المراوغة الممانعة لمقتضى الشرع. إنها أعمال قلبية تزكي الأعمال الجوارحية، إنه إخلاص لوجه الله تعالى، إنه إمساك واستمساك بالعروة الوثقى بدل التشبت بحبال الدين الرث البالي(4).

كان فقر الفريعة بنت مالك ابتلاء وامتحان. صبرت ففازت برضى الله إذ رضيت بقضاء الله؛ حبها لنبي الله  جعل منها امرأة قوية صابرة مطيعة لله ورسوله ممتثلة لأمره  بالتعفف والاستغناء بالله، صدقت بيقين.. وصبرت بثبات.. فكان لها ما وعدها رسول الله  وصارت من أغنى نساء الأنصار.. والأهم من ذلك رضى الله ورسوله عنها فقد دخلت في زمرة من قال الله في حقهم : "لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا
(5)
نعم.. لقد شهدت هذه الصحابية الجليلة بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية حين ذهب رسول الله ومعه الصحابة الكرام لأداء العمرة ومنعتهم قريش من الوصول إلى بيت الله الحرام فكانت البيعة تحت الشجرة على التصدي لغرور قريش وانتهى الأمر بصلح الحديبية بين الرسول  وقريش.


كانت سيدتنا فريعة المرأة الفقيرة المتعففة ممن اختارهم الله سبحانه ليرضى عنهم.. رضى سيظل يصل إليهم من المومنين والمومنات الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين كلما تليت آيات الله آناء الليل وأطراف النهار... خرجت تريد بيت الله الحرام فنالت رضى رب البيت. وبايعت وكما ورد في الأثر: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحته".
إنها إذن إحدى المبشرات بالجنة والمشهود لها بالجهاد فجهاد المرأة حجها.


روت سيدتنا الفريعة ثمانية أحاديث نبوية منها حديث سكنى المتوفى عنها زوجها في بيتها المؤجر فقد قالت فيما روته كتب الحديث : "أنها جاءت إلى رسول الله  تسأله أن ترجغ إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا (هربوا) حتى إذا كانوا بطرق القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله  أن أرجع إلى لأهلي فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة فقال نعم. فخرجت حتى إذاكنت في الحجرة أوفي المسجد دعاني أو أمر بي فدعيت له فقال كيف قلت ؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي فقال : امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله. قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا(6)
هكذا إذن كانت المرأة في عهد رسول الله صابرة مؤمنة محبة لله ورسوله مطيعة لأمرهما مجاهدة عابدة عالمة راوية للسنة النبوية بل إن سيدتنا الفريعة كانت مرجعا للصحابة والعلماء في تلك المسألة.
عاشت رضي الله عنها إلى زمن الخلافة الراشدة. رضي الله عنها وأرضاها



1- كتاب بنات الصحابة ص 251.
2- بنات الصحابة ص 254.
3- بنات الصحابة ص 254.
4- تنوير المومنات ص 4 ج 2.
5- سورة الفتح آية 18.
6- بنات الصحابة ص 257.
****************************************************************
المجادلة
هى خولة بنت ثعلبة رضى الله عنها.
نسبها:
هى خولة بنت مالك بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف,صحابية جليلة من الأنصار,وكانت زوجة الصحابى المجاهد أوس بن الصامت,وهو أخو الصحابى الجليل عبادة بن الصامت,وكانت امرأة فقيرة معدمة,عاشت مع زوجها حياة مسالمة,وكان أوس بن الصامت يعمل ويكد كثيرا للحصول على الرزق وليحصل على قوت بيته,ولكن بعد تقدمه فى العمر.أصبح شيخا ضجرا,وقد ساء خلقه مع 
خولة و-عمر بن الخطاب-رضى الله عنه
خاطبت خولة فى ذات يوم عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-عندما كان خارجا من المسجد وكان معه الجارود العبدى,فسلم عليها عمر فردت عليه,وقالت:هيا يا عمر,عهدتك وأنت تسمى عميرا فى سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك,فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر,ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين,فاتق الله فى الرعية,واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد,ومن خاف الموت خشى الفوت,فقال الجارود:لقد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة,فقال عمر: دعها أما تعرفها,هذه خولة التى سمع قولها من فوق سبع سماوات فعمر أحق والله أن يسمع لها.
مظاهرة زوجها لها 
 
فى ذات يوم حدث شجار بين الزوجين السعيدين,لم يستطع أى منهما تداركه,فقال لها أوس :أنت على كظهر أمى,فقالت :والله لقد تكلمت بكلام عظيم,ما أدرى مبلغه؟؟ومظاهرة الزوج لزوجته تعنى أن يحرمها على نفسه وبذلك القسم يكون قد تهدم البيت الذى جمعهما سنين طويلة,وتشتت الحب والرضا الذين كانا ينعمان بهما.وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلى الذى تلفظ به الزوج لزوجته,ولكن بعد التفكير العميق الذى دار فى رأس خولة,قررت أن تذهب إلى رسول اللهوكيف لا وهى تعيش فى مدينته,وهى قريبة منه وبجواره,وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التى حلت بعش الزوجية السعيد,طلبت منه أن يفتيها كى ترجع إلى زوجها ويعود البيت الهانئ لما كان عليه فى السابق ويلتم شمل الأسرة السعيدة.
لم يكن من الرسول إلا أن يتأكد من الأمر ,ويسمع المشكلة من الطرفين ,وهذا إن دل فإنه يدل على دقة رسول الله فى التحري فى الأمور,وذلك لتحقيق العدالة التى يدعو إليها الدين الإسلامى, فاستدعى أوس بن الصامت وسأله عن وقائع ما حدث بينه وبين زوجته فاعترف بأن ما قالته خوله قد حدث وهو صحيح فقال له الرسول :ياآوس,لاتدن من زوجتك ,ولا تدخل عليها حتى آذن لك.وبذلك زاد قلق خولة وذعرها,فأخذت تتوسل وتشكو إلى الرسولأكثر,ثم جلس رسول اللهينتظر نزول الوحى عليه ليرى ما هو الواجب الذى يأمره الله تعالى لتنفيذه,فإن هذا الأمر ممكن أن يتكرر على مر هذا الزمن,وهو ليس فقط لخولة وزوجها أوس,فالمعروف أن القرآن صالح لكل زمان ومكان,وعندما تنزل آية مافى واقعة معينة,إنما هى عبرة للناس كافة على مر العصور,فالقرآن الكريم شامل لكل شؤون الحياة الاجتماعية والسلوكية ,وقد أرسل لكافة البشرية.
فجلس الجميع ينتظرون نزول الوحى على رسول اللهفى بيت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وكانت خولة تجادله عليه الصلاة والسلام وتخبره بأن لديها عيالا لا تستطيع تركهم,وظلت هى كذلك تفكر كيف سيعود شمل الأسرة إلى الكيان السابق,إلى أن تغير حال الرسول الكريم,فأخذ يرتجف ويتصبب عرقا,وتولاه صمت طويل وخشوع جليل فقالت عائشة رضى الله عنها إنها لحظة الوحى, وما أظنه إلا قد نزل فيك أنت,فلم يكن من خولة المرأة المؤمنة إلا أن تتضرع بالدعاء لله تعالى ,وتسأله الخير فى حكمه.
فلم تزل هى كذلك حتى ناداها الرسول الكريم,وكانت ابتسامة البشرى تشع من وجهه الكريم.فتأكدت خولة أن الله أنزل على نبيه الكريم خيرا لها ولزوجها-فلقد أنزل الله-تعالى- سورة المجادلة فيها وفى زوجها:"قد سمع اللهقول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" (سورة المجادلة/1 إلى آخر الآيات) فجاء الحكم الإلهى حيث قال تعالى:"وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم"،ففى الجاهلية إن ظاهر الرجل زوجته كأنه حرمها على نفسه,أى تشبيهها بأمه أو غيرها من المحارم,ويعد هذا تجاوز لحدود الله,وهو ليس طلاقا ولا تفريقا بين الزوجين وقوله تعالى:
-:"الذين يظاهرون منكم من نسآئهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائىولدنهم وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً وإن الله لعفو غفور"، تأكيد بأنه لا يمكن جعل الزوجة كالأم,وما هذا إل منكر وقول زور على الله,ثم قال الرسول لخولة ما أمره الله به "مريه فليعتق رقبة" أخذا بقول الله تعالى:"والذين يظاهرون من نسآئهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير"،فأجابت خولة بأنه ليس لديه ما يعتق به رقبة,فقال:فليصم شهرين متتابعين عملا بقول الله تعالى:"فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا"فردت أنه شيخ كبير لا يقوى على الصيام فقال :فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر"حسب قوله تعالى::"فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليمفقالت أنه لا يملك لذلك ثمنا,فقال "إنا سنعينه بعرق من تمر"فأدبرت قائلة بأنها ستعينه بعرق آخر أيضا فقال "فقد أصبت وأحسنت,فاذهبى فتصدقى به عنه,ثم استوصى بابن عمك خيرا"فأسرعت خولة المرأة المؤمنة والزوجة الصالحة والوفية إلى بيتها لتخبر زوجها المتلهف لحكم الله العادل واليسير,فأسرع الزوج السعيد إلى أم المنذر بنت قيس ,وعاد من عندها حاملا وسق تمر,فراح يتصدق على ستين مسكينا كما أمره الرسول الكريم,وبذلك تم تنفيذ أمر الله,وعاد الزوجين سعيدين كما كانا سابقا واجتمع شمل الأسرة من جديد,وعاشا فى وئلم وصفاء.

ما يستخلص من حياة خولة بنت ثعلبة:
تعد خولة بنت ثعلبة من عظيمات العرب والمسلمين,فهى امرأة مؤمنة تقية,وزوجة وفية تحافظ على بيتها من الإنهيار,وأم صالحة تفكر فى مستقبل أبنائها,ومن قصتها يمكن استخلاص عدة أفكار,منها:
1-.إبطال الله –تعالى- لظاهرة كانت شائعة أيام الجاهلية ألا وهي "المظاهرة"، وهي تعني تحريم الزوج زوجته على نفسه، وأنزل الله –تعالى- حكم ذلك القسم ألا وهو لا يوجب التحريم المؤبد، بل التحريم المؤقت حتى تؤدى الكفارة، وجعل الله الكفارة بعتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين إن لم يقدر على عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطع الصيام

2. مكانة المرأة التي تحاول الحفاظ على زوجها وبيتها في الإسلام، كما فعلت خولة عندما أصرت على الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يطلب من الله الحكم العادل لتعود إلى زوجها. وأيضاً في ذلك بيان إلى عظمة الصحابيات وأنهن قدوة صالحة لجميع النساء
4-.بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها، وتبين ذلك من خلال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت، وفي موقف آخر أيضاً مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وطلبت منه أن يتق الله –تعالى- في الرعية، في عبارة قوية لم يستطع عمر حيالها إلا أن يسمع لها. 
4.في هذه القصة تأكيد على وجوب الاعتماد على الله –عز وجل- في أخذ الأحكام، واعتبار القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامي الأساسي وتتبعه بعد ذلك السنة النبوية الشريفة.
5.بيان لطف الله بعباده وتخفيف الكفارات لهم عند عدم الاستطاعة
6.بيان عدل الرسول الكريم، حيث إنه طلب سماع القضية من الطرفين، وليس من طرف واحد، وذلك للوصول إلى أفضل الأحكام وأدقها. 
7-. يجوز دفع الكفارة عمن لا يستطيع دفعها، أو لا يقدر على أدائها
أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في إلقاء بعض الضوء على شخصية خولة بنت ثعلبة، الصحابية الجليلة، والمرأة العظيمة، والزوجة الوفية، والأم الصالحة – رضي الله عنها . 
قائمة المراجع

· خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول –صلى الله عليه وسلم-، سوريا/دمشق، دار الألباب، الطبعة الأولى، 1989م.

· سنية قراعة، مجلة العربي، مسلمات خالدات/خولة بنت ثعلبة، العدد 110،ص122، 1968م. 
· عز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المجلد السادس "النساء"، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1998م. 
· عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، الجزء الأول، بيروت، مؤسسة الرسالة. 
· نساء عربيات 

ليست هناك تعليقات: