تشهد الأوساط الاجتماعية السعودية ظاهرة خطيرة، تتمثل في استخدام المراهقين أقبح الألفاظ أمام الآخرين، خاصة في الأماكن العامة، ومع الأصدقاء بذريعة أن تلك اللغة أحد أساليب "الميانة" بين بعضهم!
عليه، حذر استشاريون تربويون من تفشِّي ظاهرة "الميانة ولغة المراهقين" بين الشباب، واستخدام أبشع الألفاظ أمام الآخرين، مؤكدين تزايد معدلات شتم الوالدين في الأماكن العامة دون حياء، مطالبين بسرعة مناقشة هذه الظاهرة لاحتوائها.
وقال علي الذروي، المستشار التربوي والأسري: إن لغة المراهقين فاكهة المجالس، وبداية وختام الحديث لهم، حيث يرون في هذه الألفاظ قربة وزيادة في المحبة، لأنها بلغتهم تسمَّى "ميانة". وأضاف "هذه الألفاظ يتم اكتسابها من بعض الأهل، وهذه الطامة الكبرى، فضلاً عن عدم الإنكار على الأبناء حينما يتلفظون بها أمامهم، أو في غيابهم، ومع الأسف الرقابة الذاتية المتصلة في الأساس بالله مفقودة، لذا لا يستشعرون عِظم الأمر والذنب المرتكب".
من جانبها، وصفت لولوة الحسن، المدربة والمستشارة الأسرية، هذه الظاهرة بـ "الآفة"، مُرجِعة سببها إلى البعد عن تعاليم الدين الحنيف، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، إضافة إلى غياب القدوة الحسنة، وافتقاد المجتمع إلى التناصح مثل الزمن السابق، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب.
فيما أوضح الدكتور علي العمري، المساعد في جامعة طيبة والمستشار الأسري، أن هذه الظاهرة لها أسباب عدة، منها عدم الاهتمام بالجانب الشرعي، وعدم حفظ اللسان، والترفع عن هذه الألفاظ، واعتبار بعض الشباب هذه الألفاظ من "الميانة"، ومن باب المزح والترفيه، لذا يتساهلون في تبادلها، ويقذفون بها بعضهم مع جهلهم عواقبها، وعدم تسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة ونبذها من قِبل وسائل الإعلام، أو بعض الكبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق