Translate

الخميس، 12 أبريل 2018

ماذا تعلم عن الطائفة البكداشية

ماذا تعلم عن الطائفة البكداشية

هناك الكثير من الأديان حول العالم و لكل دين طقوس مختلفة في العبادة كما أيضاً هناك العديد من الطوائف المحسوبة على دين محدد و أيضاً لكل طائفة منهما طقوس مختلفة و بغض النظر عن أن كل من يتبع طائفة محددة يرى أنه فقط من يفعل الصواب و هو فقط الذي يتبع الطريقة الصحيحة للدين إلا أن جميعهم ينتمون إلى نفس الدين بمعني هناك عدة طوائف في الدين المسيحي و بالطبع كل طائفة ترى أنها فقط التي تسير على الطريق الصحيح و هي فقط التي تستحق أن تنتمي للمسحية و نفس الشيء في باقي الأديان الأخرى ، و لذلك إذا كنت تتفق أو لا تتفق مع طائفة محددة يجب عليكِ المعرفة لأن الثقافة و المعرفة واجب على كل إنسان ، و نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نقدم لك بعض المعرفة حيث أننا سوف تناول الحديث عن الطائفة البكداشية و هي طائفة تنسب إلى أحدى الطرق الصوفية للتعرف عليها بشكل أوضح تابع معنا .
ما هي الطائفة البكداشية : كما ذكرنا من قبل هي طائفة تتبع الطريقة الصوفية و يوجد أغلب التابعين إلى هذه الطائفة في تركيا و من بعد تركيا تنتشر هذه الطائفة في الأناضول و ألبانيا ، و بالرغم من أن هذه الطائفة تتبع الطريقة الصوفية إلا أنها أيضاً استوحت الكثير تعليمها من تعاليم الشيعة  الإثني عشرية و أيضاً استمدت بعض التعاليم لديها من القلندرية و هي أيضاً طريقة صوفية، تنسب إلى قلندر يوسف ، أما باقي تعاليمها و طقوسها أخذتها من بعض الديانات القديمة و المعتقدات الاجتماعية .
متى ظهرت طائفة البكداشية و من الذي قام بنشرها : بداية ظهور هذه الطائفة كان في القرن السابع الهجري و ظهرت هذه الطائفة على يد رجل يدعى الحاج بكتاش ولي و لذلك تم تسمية الطائفة نسبة له و يقال أن اسمه الحقيقي ” محمد بن إبراهيم أتا ” و لكنه أشتهر باسم الحاج بكتاش و لا يوجد الكثير من المعلومات حول حياته و هناك الكثير من الأقوال و القصص و لكننا سوف ننقل أكثر المعلومات التي تم الاتفاق عليها ،

محل الميلاد :  يقال أيضاً أنه ولد في ” نيسابور ” أحدى مدن إيران
بالم سلطان و تجديد الطريقة البكداشية: بالم سلطان هو خليفة الحاج بكتاش حيث أنه أصبح شيخ البكتاشية من بعدة و هو من حاول تجديد تعاليم الطائفة البكتاشية و أدخل فيها الكثير من التعاليم الشيعية ، و بالرغم أن الطائفة البكتاشية أغلب طقوسها شيعية إلا أنهم ينسبون أنفسهم إلى أهل السنة كما أن العقيدة في الأساس نشأت و ترعرعت في بلاد أهل السنة تركيا و لكن جميع أفعالهم تناقض هذا الأمر  .
طقوس الطائفةالبكداشية: من أبرز القوس الدينية لديهم العشاء الرباني و هو احتفال يقومون فيه بتوزيع الجبن و الخبز و النبيذ و يعترفون بأخطائهم إلى “بابا” و هو لقب أحدى الشخصيات الدينية لديهم و هذا الجزء من لطقوس يشبه طقوس الدين المسيحي و يقام هذا العشاء الرباني في التكية و هي مكان مخصص إلى اجتماعاتهم ، كما أن شرب الخمر لديهم ليس خطيئة و حجاب النساء ليس فرد عليهم .
الترتيب الديني لدى الطائفة البكداشية : الأشخاص المتعمقين في الدين لديهم لهم ترتيب في المقام و الأسماء و منها
– العاشق : و هي أول الرتب لديهم و تطلق على الشخص الذي المقتنع و المحب إلى الطريقة البكتاشية و لديه الرغبة في الانضمام إليها .
 الطالب : و هذه هي الرتبة الثانية و يطلق أسم الطالب على الشخص الذي قرر و أعلن انضمامه إلى الطائفة و يقر هذا الشخص و يتعهد من خلال حفل يقام له مخصوص .
–  المحب : و هذه الرتبة تأتي بعد انضمام الشخص بالفعل إلى الطائفة ..
– الباب : و هذه تعد أول الدرجات الدينية لديهم فهي الرتبة الأولى بالنسبة إلى الشخص المتعمق في الدين
– الددة : و هو اسم يطلق على الشخص الذي يأتي بعد أعلى رتبة دينية لديهم فهو الخليفة له و له قدر كبير .
– الددة بابا : هذا هو صاحب أعلى و أكبر رتبة لديهم كما أنه هو الذي يدير شئون الطريقة و يتم منحه هذه الدرجة بالانتخاب .

البكتاشية: تشيّعوا لآل البيت وقادوا جيوش الدولة العثمانية السنية


تشيّعوا للأئمة من أهل البيت، لكنهم طافوا ورقصوا وطوّروا تراثاً غنائياً موسيقياً ثرياً من "السماع". بجلوا الحلاج وجلال الدين الرومي ولم يهتموا بالفقه الجعفري. مسيحيون كثر اعتنقوا الإسلام من خلال دخولهم في طريقتهم، وفي المقابل، عندما أراد "يهود الدونمة" اعتناق الإسلام ظاهرياً، والإبقاء على تمسكهم بدينهم الأصلي "جوانياً"، لم يجدوا أفضل من الانخراط في هذه الطريقة.
مع ذلك، لعبت هذه الفرقة الدور الأساسي في ساحات القتال دفاعاً عن الدولة العثمانية "السنية"، وهيمنت مطولاً على الجيش فيها، إلى يوم أبيدت فيه فيالق الانكشارية في شوارع الأستانة يوم الواقعة الخيرية عام 1826، بتحريض من السلطان محمود الثاني.
أما الرجل الذي تسمّت الأجيال باسمه، الحاج بكتاش، والذي تباع صورته جنباً إلى جنب مع صورة الإمام علي في معظم المدن التركية اليوم، فقدّسه المسيحيّون قبل المسلمين في الأناضول والبلقان، مع أن الدراسات ترجّح أنه مات على مذهب أهل السنّة.
هم اليوم جزء أساسي من المشهد الديني والثقافي، لكن أيضاً السياسي، في تركيا وألبانيا، أما المعالم الأثرية لتكاياهم في القاهرة وبغداد وغيرها من المدن العربية، فيأكلها النسيان.
bektashi-dervishes

الاختلاط بين الجنسين والانتشار بين الشعوب

ليس هناك فرقة دينية ذهبت بعيداً في الغاء كل تمييز بين المرأة والرجل عند ممارسة الطقوس والشعائر الجماعية مثلما فعلت الطريقة الصوفية "البكتاشية". ولما كانت طقوس "البكتاشية" تشمل حلقات الذكر، والرقص الصوفي، والغناء والإنشاد، والتشارك في الطعام والمشرب، تحوّل الاختلاط بين الجنسين إلى مدار افتراء مزمن على أتباع هذه الطريقة التي يتسمّى المريد فيها بـ"العاشق" فـ"المحب" فـ"الدرويش"، أو يصعد في مسالك العارفين، ليصير "البابا"، باب التكية، أو المرشد أو "الخليفة بابا"، في حين يميّز رأس هرم الطريقة بتسمية "الدده بابا".
تنتشر البكتاشية في يومنا هذا، بشكل أساسي، في تركيا وألبانيا. لا يقل البكتاشيون عن ربع المسلمين في ألبانيا، ولا يتسمون بالعلويين، وقد انتقل مركز الفرقة إلى تيرانا بعد حظرها في تركيا الجمهورية، ثم ما لبث أن اضطهدت في ألبانيا على أيدي الشيوعيين، في حين بقي بكتاشيو تركيا الى جانب الخيارات العلمانية للنظام الجمهوري، رغم حظر فرقتهم، وعملوا من ثم على إعادة مأسسة وتشريع وجودهم.

علويّتان

وفي تركيا، تتماهى الطريقة مع "علويي الأناضول" إلى حد كبير، وتدخل معظم الجمعيات البكتاشية فيها ضمن "الفدرالية العلوية البكتاشية".
يتراوح عدد "علويو الأناضول البكتاشيون"، بين سبعة ملايين وإحدى عشر مليوناً، ويتوزّعون بين أتراك وأكراد، وهم طريقة في التصوّف الباطني، لا بد من عدم الخلط بينها وبين "العلوية النصيرية"، فالأخيرة طائفة دينية عرفانية، من خارج مقال التصوّف الدراويشي، تأسست في القرن الحادي عشر الميلادي في العراق، وينتشر أتباعها اليوم بين لواء الإسكندرون و"جبل العلويين" في سوريا وشمال لبنان.
"الثالوث" العلوي البكتاشي (الحق – محمد – علي) يختلف عن "الثالوث" العلوي "النصيري" (علي – محمد – سلمان، المرمز له كوكبياً بالقمر والشمس والسماء). وليس في العلوية "النصيرية" تنظيم طرقي هرمي يقارن بمنظومة التكايا البكتاشية، ويحضر في "النصيرية" الاعتقاد بالتقمص وتناسخ الأرواح وهذا غائب في "البكتاشية".
ولا تقيم العلوية النصيرية اعتباراً تبجيلياً محورياً لمؤسسها، محمد ابن نصير النميري، الذي تعتبره ناقل تعاليمها الأولى عن الإمام الحادي عشر عند الشيعة، حسن العسكري. أمّا البكتاشية فهي تستند بشكل أساسي إلى تركة وخوارق مؤسسها التي تتمازج في سيرته حوادث التاريخ مع عجائب الأسطورة.

تصوّف متشيّع أم تشيّع سنّي؟

"الحاج بكتاش ولي" شخصية صوفية من القرن الثالث عشر الميلادي، هاجرت من خراسان (شرق ايران) إلى الأناضول، والأرجح أنّه تركماني، الأمر الذي سهل انتشار دعوته بين قبائل التركمان في المرحلة السلجوقية، وينسب له البكتاشيون قدر كبير من المعجزات في الكتاب الذي يروي سيرة أولياءهم "ولاية نامة".
مع ذلك تشدّد الباحثة المرجعية في تاريخ التصوّف، آنا ماري شيمل، على انتماء الحاج بكتاش "السنّي" إلى "سلسلة روحية خراسانية تلتزم بالتسنن الصارم"، وترجّح أن يكون اختلاط تعاليم البكتاشية، التصوفية السنية في الأساسية، بالمعتقدات الشيعية "المغالية" لذوي العمامات الحمر من قبائل القزلباش التركمانية، هو الذي جعل البكتاشية في تركيا تأخذ هذا المسار "المتشيّع" في نهاية الأمر.

ليست هناك تعليقات: