اعرف عدوك·
.
...عندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 ساند العرب بريطانيا بعد تعهدها لأمير إمارة الحجاز ( الشريف حسين) بتنصيبه ملكاً على جميع الأراضي العربية في منطقة الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية ، وذلك مقابل قيامه بمعاونتها على طرد العثمانيين الأتراك ، ولقد تم هذا الاتفاق بموجب نصوص رسائل متبادلة بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون ( الممثل الأعلى لملكة بريطانيا في مصر ) ، وكانت آخر هذه الرسائل في أكتوبر 1915 ، وبموجب هذا التعهد قاد الشريف حسين الثورة ضد الأتراك ، وذلك فيما أطلق عليها (الثورة العربية الكبرى) ، هذا في الوقت الذي حاربت فيه تركيا مع الجبهة المعادية لبريطانيا ، فقد حاربت إلى جانب ألمانيا ومجموعة (المحور) . بعد نهاية الحرب اتضح أن الإنجليز كانوا يتفاوضون سراً مع حلفائهم الفرنسيين على تقاسم المنطقة بموجب اتفاقية (سايكس – بيكو) والتي عقدت في مايو 1916 ، كانت نتيجة التفاوض تتناقض تماماً مع الوعود البريطانية ل (الشريف حسين) ، فبعد انتهاء الحرب وهزيمة دول المحور (ألمانيا وتركيا) بدأ المنتصرون في تصفية الإمبراطورية العثمانية (رجل أوروبا المريض) ، وبانتصار الحلفاء والثورة العربية تم طرد الأتراك العثمانيين من آسيا العربية كلها ،
غير أن المفاجأة كانت بإعلان بريطانيا وعد بلفور في 2/11/1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، الغريب أنه في هذا الوقت الذي أعطت فيه بريطانيا لليهود وعداً بإعطائهم أرض فلسطين ، في ذلك التوقيت لم يكن هناك جندي إنجليزي واحد في فلسطين ، والأغرب أن هذا الإعلان لم يشر إلى العرب الفلسطينيين في ذلك الإعلان رغم أنهم يكونون 90% من السكان ، بل تم الإشارة إليهم ب (الطوائف غير اليهودية ) . لقد كان وعد بلفور نصراً دبلوماسياً حاسماً للصهاينة في التاريخ الحديث ، فلم يكن أحد قبل ذلك يعترف بما يسمى اليوم (الشعب اليهودي) كوحدة قومية متميزة . لقد جاء وعد بلفور في بداية الحملة البريطانية للسيطرة على فلسطين وفقاً لاتفاقية (سايكس-بيكو) وذلك بعد أن تم تحريرها من الأتراك ، فبعد شهر تقريباً من وعد بلفور وتحديداً في التاسع من ديسمبر من نفس العام وقف اللورد اللنبي القادم من مصر(المستعمرة البريطانية آنذاك) أمام مدينة تل أبيب ، والتي كانت قد أقيمت في إحدى ضواحي يافا عام 1909 ، ومن هناك أعلن أن فلسطين مستعمرة بريطانية ، في الثاني عشر من ديسمبر دخل اللورد اللنبي مدينة القدس وكان من بين قواته ثلاثة فيالق من الجيش اليهودي ، ساعتها أدرك الجميع أن وعد بلفور أصبح موضع التنفيذ . لقد بدأ توظيف الفكرة من خلال تخليق دولة الصهاينة فيما يسمى (الدولة الوظيفية ) ، على أن تشرف على العملية إحدى الدول الاستعمارية الكبرى في الغرب (الدولة الراعية) ، حيث تؤمِّن للمستوطنين اليهود في هذه الدولة موطئ قدم ، وتضمن بقاء واستمرار تلك الدولة الوظيفية الاستيطانية ، والتي ستحل محل جماعة أخرى (يقصد العرب) ، ومع ذلك فقد تم عمداً تجاهل هذه (الجماعة الأخرى) وإسقاط كلمة ( العرب) من ديباجة الإعلان ، حيث تم الإشارة إليهم باعتبارهم طوائف ( غير يهودية) ، أي أن اليهود شعباً بلا أرض , وأصبحت فلسطين أرضاً بلا شعب , لقد تم بلورة الفكرة التي تحدث عنها إيرل شافتسبري في مقالته عام 1893على أساس أن الشعب اليهودي المقدس الذي هو ( بلا أرض) لابد أن يعود للأرض المقدسة التي هي ( بلا شعب) لأنه صاحبها , ويجب الإنتباه هنا إلى استخدام كلمة (شعب) في وصفهم لليهود ، أي أنهم مختلفون ومنفصلون عن الحضارة الغربية ولا ينتمون إليها , ومن ثم لا أرض لهم فيها ، وقد تم حسم موضوع فلسطين في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ، حيث أصدر المؤتمر قراراً يخول لبريطانيا حق الإشراف على فلسطين ومصر . في عام 1921 أوفت بريطانيا بوعدها للشريف حسين ، وإن جاء وفاءا منقوصا ، حيث أقامت لابنه عبد الإله مملكة على الحدود الغربية للدولة المزمع إنشائها ( إسرائيل ) ، أطلقت عليها ( مملكة شرق الأردن ) ، في عام 1925 تم إنشاء الجامعة العبرية ، وقد ألقى اللورد اللنبي خطاب حفل الافتتاح . لقد رحب يهود العالم بوعد بلفور ، ورغم ضعف الإمكانيات فقد تزايد عدد اليهود الوافدين إلى فلسطين من 55 ألف مع نهاية الحرب العالمية الأولى إلى 450 ألف عام 1939 ، وكان الوافدون من الطبقات المتوسطة بصفة عامة والهاربين من الفقر والاضطهاد ومن القانون .
أفيقوا أيها السادة ! ... أليس فينا رجل رشيد ؟! ... (إعرف عدوك ) .... #حماد_مطر
..... الشريف حسين ....الرجل الذي أكل البالوظة
أفيقوا أيها السادة ! ... أليس فينا رجل رشيد ؟! ... (إعرف عدوك ) .... #حماد_مطر
..... الشريف حسين ....الرجل الذي أكل البالوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق