Translate

السبت، 13 سبتمبر 2014

حكاية ( سعيد بن جبير )مع (الحجاج )


هذه قصة مشهورة...تبين كيف كان السلف الصالح..مع الظالمين...وكيف كان الثبات على الحق فى مواجهة الموت ظلما...
لذلك نقلتها لكم...

جاء ( سعيد بن جبير ) ( للحجاج )
قال له الحجاج : أنت شقي بن كسير ؟!
( يعكس اسمه ) 
فرد سعيد : أمي أعلم باسمي حين أسمتني . 
فقال الحجاج غاضباً  : " شقيت وشقيَت أمك !! "
فقال سعيد : " إنما يشقى من كان من أهل النار " ، فهل أطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج : " لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى ! "
فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله .
قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين ! 
فقال الحجاج : اختر لنفسك قتلة ياسعيد !
فقال سعيد : بل اختر لنفسك أنت ! ، فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
فرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس : جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد  ومضى مع قاتله
فناداه الحجاج مغتاظاً : ما أ لذي يضحكك ؟
يقول سعيد : أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبلة ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال : " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ."
فقال الحجاج : غيّروا وجهه عن القبلة !
فقال سعيد : " ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله ."
فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه !
فقال سعيد : "منها خلقناكم وفـيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ."
فنادى الحجاج : اذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير !
فقال سعيد : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " . خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـة !!
ثم دعا قائلاً : " اللهم لاتسلطه على أحد بعدي " .
وقُتل سعيد ....
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلةٍ : مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد أيام مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد ...
رحمك الله يا ابن جبير !
أين نحن من ثباتك وقوة حجتك !
وسلامة إيمانك ،
" اللهم لاتجعل الدنيا أكبـــر همنا ولا مبـــلغ علمنا ولا إلى النـار مصيرنا يـــــالله "
ربآآآآآه
ما أعظم التوكل عليك
وجدت فيه
راحة في قلبي
وقناعة في رزقي
وغنى في نفسي
والتقرب بأعظم الطاعات إليك

ليست هناك تعليقات: