Translate

الخميس، 4 سبتمبر 2014

ثمار الدعاء لولي أمر المسلمين بالصلاح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:

فكما هو معلوم إن لكل شيء ثمارا، وأفضل ثمار يجنيها المسلم هي ثمار
طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الدنيا والآخرة

وإن ثمار الدعاء لولي أمر المسلمين بالصلاح
والرشاد لكثيرة جدا، نوجزها فيما يلي:

1) من ثمرة الدعاء:
أنه طاعةٌ لله تعالى وقربة له، لأنه عبادة والله تعالى يحب أن تُصرف
العبادة له وحده لا شريك له.
فعَنِ النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه قال:
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(إن الدُّعَاءَ هو الْعِبَادَةُ ، ثُمَّ قَرَأَ:

{ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عن عبادتي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }).
أخرجه: أحمد (4/267، 271، 276)، و أبو داود (1479) وغيرهم.
وصححه الألباني.

2) من ثمرة الدعاء للحاكم:
أن الدعاء في ظهر الغيب يعود نفعه أيضا على صاحبه، وتُرجى
الإستجابة من الداعي للمدعو، ويعم نفعها إذا كانت للسلطان.
ففي الحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول:

( دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ
مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قال الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ).
أخرجه: أحمد (5/195)، ومسلم (2733).

3) من ثمرة الدعاء لولي الأمر:
صلاحه وهدايته، وفي صلاحه صلاح للرعية في دينهم ودنياهم وما يعود
إليهم من الخير في البلاد.

عن القاسم بن مخيمرة قال:
"إنما زمانكم سلطانكم، فإذا صلح سلطانكم؛ صلح زمانكم،
وإذا فسد سلطانكم؛ فسد زمانكم".
"السنن الواردة في الفتن" لأبي عمرو الداني (3/653)،
و "السنن الكبرى" (8/162)، و "شعب الإيمان" (6/42) للبيهقي.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عند موته:
"اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم".
أخرجه: أبو نعيم في "فضيلة العادلين" (ص/151)، والبيهقي
في "الكبرى" (8/162).

ونقل أحمد بن محمد بن المنير عن بعض السلف:
"أنه دعا لسلطان ظالم فقيل له : أتدعو له وهو ظالم؟ فقال : إي واللّه
أدعو له، إن ما يدفع اللّه ببقائه أعظم مما يندفع بزواله ، لا سيما إذا
ضمن ذلك الدعاء بصلاحه وسداده وتوفيقه ، واللّه الموفق".
"الانتصاف على الكشاف" (4/535) الحاشية.

وقال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ الزاهد:
"وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم فإنهم إذا
صلحوا صلح العباد بصلاحهم"
أخرجه: البهقي في "الشعب" (6/26).

قال الفضيل بن عياض:
"لو كان لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام، قيل لـه : وكيف ذلك
يا أبا علي؟ قال: متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها
في الإمام؛ فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد".
"حلية الأولياء" (8/91 ) .

4) من ثمرة الدعاء للسلطان:
إبراءَ الذمة ومعذرة إلى الله.

قال أحمد بن حنبل:
"وإني لأدعو لـه – أي: للأمير ـ بالتسديد والتوفيق، في الليل والنهار
والتأييد، وأرى لـه ذلك واجباً عليّ ".
أخرجه: الخلال في "السنة" ( 14 )، انظر "البداية" ( 10/352 ) .

وقال أحمد بن المنير المالكي:
"الدعاء السلطان الواجب الطاعة مشروع بكل حال".
"الانتصاف على الكشاف" (4/535) الحاشية.

5) ومن الثمار:
وإظهار لمنهج أهل السنة والجماعة، والاقتداء بالسلف الصالح وأئمة
المسلمين.

قال الحسن بن علي البربهاري:
" إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة –
إن شاء الله –".
"سير أعلام النبلاء" ( 11/198 ) .

قال محمد بن الحسين الآجري :
ـ من ـ سأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ، ودعا
للولاة بالصلاح ...، فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم
إِن شاء الله".
"الشريعة" (1/157) تح. الوليد.

قال الإمام أحمد:
" لو كان لنـا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ".
"مجموع الفتاوى" ( 28/391 )، و"كشاف القناع" ( 2/37 ) .

اللهم فقهنا في الدين وجنبنا طرق الضالين واهدِ ضال المسلمين.
والله أعلم.


ليست هناك تعليقات: