شهد شهر مارس ميلاده ووفاته إذ ولد محمد شكري الحسيني سرحان فى 13 مارس 1925 وتوفي في 19 مارس 1997 وفيما بين التاريخين عاش 72 عاما حافلة بالنجاحات الفنية والجوائز، محققا رقما قياسيا فى عدد الأفلام التى شارك بها والتى بلغت 150 فيلما.
اختار النقاد 15 فيلما من أفلامه ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية فى الاستفتاء الذى أجرى قبل سنوات خلال الاحتفال بمئوية السينما المصرية، ولهذا أختاره النقاد كأفضل ممثل خلال القرن العشرين باعتباره صاحب أكبر عدد من الأفلام المختارة.
ولد شكري سرحان في قرية الغار بمحافظة الشرقية. وكان والده شيخا أزهريا يعمل مدرسا للغة العربية. ونظرا لظروف عمل والده انتقل و اخوته الى القاهرة حيث التحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية ثم المدرسة الإبراهيمية. وكان في طفولته حافظاً لكتاب الله كما كان يعشق رياضة الملاكمة و حصل على بطولة القاهرة فمنحته وزارة المعارف منحة دراسية.
عارض الوالد رغبة ابنه شكري في دراسة التمثيل واحترافه، لكنه اضطر للموافقة أمام إصراره فتخرج في معهد التمثيل عام 1947، لينضم إلى شقيقه الأكبر صلاح سرحان في مجال التمثيل ثم لحق بهما شقيقهما الأصغر سامى سرحان.
كان أول ظهور سينمائي لشكري عام 1945 من خلال فيلم «جنة ونار» أثناء دراسته بالمعهد وفيلم «نادية» أمام عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار، لكن فرصته الأكبر جاءت سنة 1949 عندما وقف أمام نعيمة عاكف في فيلم لهاليبو الذي أخرجه زوجها حسين فوزى.
لم يقف شكري سرحان على شاطئ الأدوار الثانية طويلا اذ سرعان ما عرفت أدوار البطولة طريقها اليه وجاءت فرصته الاكبر والأهم حينما اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم «ابن النيل» أمام فاتن حمامة سنة 1951. لفتت موهبة شكري سرحان أنظار السينمائيين بشدة وهو يؤدي شخصية الفلاح حمدان فتخاطفوه بطلا لأفلامهم .
يمكن تقسيم مشوار شكري سرحان السينمائى الى مرحلتين، الأولى كانت مرحلة الانتشار الواسعة إذ شهدت فترة الخمسينات نشاطا فنيا كبيرا، فتدفقت عليه أدوار البطولة المطلقة ووجد فيه المخرجون ضالتهم لبراعته فى تجسيد مختلف الأدوار لدرجة أنه كان يقوم بالتمثيل بمعدل فيلم كل شهر!
ففى عام 1953 قام ببطولة عشرة أفلام هى «المستهترة»، ماليش حد، قلبى على ولدى، شريك حياتي، طريق السعادة، فى شرع مين، مليون جنيه، الدنيا لما تضحك، بائعة الخبز، بين قلبين ، وقد تكرر هذا في فترة الخمسينيات.
إلا أن اختياراته اختلفت في النصف الثانى من الخمسينيات، وربما يرجع ذلك لاكتسابه الخبرة التي أهلته ليكون أكثر قدرة على الاختيار وكذلك التزامه مع مخرجي الصف الأول.
أما المرحلة الثانية فشهدت قيامه ببطولة عدد كبير من الأفلام التي أصبحت كلاسيكيات السينما العربية وهي الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية لكبار الكتاب. بودأت هذه المرحلة فى النصف الثانى من الخمسينيات بفيلم «شباب امرأة» المأخوذ عن رواية للأديب أمين يوسف غراب مع تحية كاريوكا وشادية وعبد الوارث عسر وفردوس محمد.
جاء الفيلم على درجة عالية من الاتقان فى جميع عناصره الفنية، علاوة على الأداء الصادق الذى قدمه كل أبطال الفيلم، وبدا فيه شكري سرحان متوحدا مع شخصية الشاب القروى إمام بلتاجي حسنين القادم من الريف بكل براءته الى المدينة بكل إغراءاتها حيث طاردته شفاعات بأنوثة متفجرة مفتونة بشبابه لينغمس معها فى الرذيلة، ويهمل دراسته بعد أن باعت أمه الفقيرة الجاموسة التى تمتلكها لكى يستكمل تعليمه فى القاهرة، إلى تساعده الفتاة التي احبته فى صمت «شادية» وتنجح فى إنقاذه. عرض الفيلم لأول مرة فى 9 يناير 1956، وشارك فى مهرجان كان السينمائى فى نفس العام، وحقق نجاحا واسعا.
وفى عام 1959 وقف أمام لبنى عبد العزيز فى فيلم «أنا حرة» لإحسان عبد القدوس ثم توالت الأفلام فقدم «السفيرة عزيزة 1961»، «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ 1962، الزوجة الثانية 1967، ثم لا تطفئ الشمس، البوسطجى، قنديل أم هاشم والأفلام الثلاثة قدمها خلال عام 1968.
ويعد فيلم «الزوجة الثانية» أحد أهم أفلامه وأدى فيه دور أبو العلا الفلاح ـ الأجير الذى يجبره عمدة القرية على أن يطلق زوجته ليتزوج وينجب منها ويبدو الفلاح مغلوبا على أمره وسط جبروت العمدة وحاشيته، وتنجح حيلة الزوجة فى مواجهة العمدة وتحمل لزوجها وأولادها ما لذ وطاب من بيت العمدة لتقول له قولتها الشهيرة « كل يا أبو العلا».
بعد تجربتهما الناجحة فى فيلم «ابن النيل» أراد المخرج يوسف شاهين أن يسند إليه دور البطولة في فيلم «الناصر صلاح الدين» لكن شكري سرحان اعتذر لإصابته بفوبيا من ركوب الخيل فتم إسناد الدور إلى أحمد مظهر.
تعد فاتن حمامة وسعاد حسنى أكثر من لعبن أدوار البطولة أمامه، ، فمع فاتن قدم الطريق المسدود، قلوب الناس، طريق الأمل، طريق السعادة، أنا بنت ناس، ليلة القبض على فاطمة، ومع سعاد قدم السفيرة عزيزة، حكاية جواز، الزوجة الثانية، الست الناظرة، التلميذة والأستاذ.
حصل شكري سرحان على مئات الجوائز ومنها جائزة أفضل ممثل عن أفلام شباب امرأة، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، النداهة، ليلة القبض على فاطمة، كما حصل على جائزة أفضل ممثل من المهرجان الأسيوي الإفريقي، ومنحه الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الاولى.
تزوج شكري سرحان مرتين، الأولى من من الراقصة الأرمينية «هيرمين» واستمر زواجهما لمدة عامين، إلى أن اختلفا فطلبت هيرمين الطلاق وهى تبكى، وطلقها شكرى وهو يبكى أيضًا، بل وأرسل لها الورد وكلمات الحب مع قسيمة الطلاق.
وكانت الزيجة الثانية بعيدة عن الوسط الفني من السيدة نيرمين عوف و له ولدان هما صلاح و يحي.
و بالرغم من عشق شكري سرحان للتمثيل الا انه اعتزله واعتكف في آخر أيامه على قراءة القرآن الكريم، حتى عرف بعشقه للقرآن ولقب ب«عاشق القرآن».
توفى شكري سرحان فى 19 مارس 1997.
اختار النقاد 15 فيلما من أفلامه ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية فى الاستفتاء الذى أجرى قبل سنوات خلال الاحتفال بمئوية السينما المصرية، ولهذا أختاره النقاد كأفضل ممثل خلال القرن العشرين باعتباره صاحب أكبر عدد من الأفلام المختارة.
ولد شكري سرحان في قرية الغار بمحافظة الشرقية. وكان والده شيخا أزهريا يعمل مدرسا للغة العربية. ونظرا لظروف عمل والده انتقل و اخوته الى القاهرة حيث التحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية ثم المدرسة الإبراهيمية. وكان في طفولته حافظاً لكتاب الله كما كان يعشق رياضة الملاكمة و حصل على بطولة القاهرة فمنحته وزارة المعارف منحة دراسية.
عارض الوالد رغبة ابنه شكري في دراسة التمثيل واحترافه، لكنه اضطر للموافقة أمام إصراره فتخرج في معهد التمثيل عام 1947، لينضم إلى شقيقه الأكبر صلاح سرحان في مجال التمثيل ثم لحق بهما شقيقهما الأصغر سامى سرحان.
كان أول ظهور سينمائي لشكري عام 1945 من خلال فيلم «جنة ونار» أثناء دراسته بالمعهد وفيلم «نادية» أمام عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار، لكن فرصته الأكبر جاءت سنة 1949 عندما وقف أمام نعيمة عاكف في فيلم لهاليبو الذي أخرجه زوجها حسين فوزى.
لم يقف شكري سرحان على شاطئ الأدوار الثانية طويلا اذ سرعان ما عرفت أدوار البطولة طريقها اليه وجاءت فرصته الاكبر والأهم حينما اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم «ابن النيل» أمام فاتن حمامة سنة 1951. لفتت موهبة شكري سرحان أنظار السينمائيين بشدة وهو يؤدي شخصية الفلاح حمدان فتخاطفوه بطلا لأفلامهم .
يمكن تقسيم مشوار شكري سرحان السينمائى الى مرحلتين، الأولى كانت مرحلة الانتشار الواسعة إذ شهدت فترة الخمسينات نشاطا فنيا كبيرا، فتدفقت عليه أدوار البطولة المطلقة ووجد فيه المخرجون ضالتهم لبراعته فى تجسيد مختلف الأدوار لدرجة أنه كان يقوم بالتمثيل بمعدل فيلم كل شهر!
ففى عام 1953 قام ببطولة عشرة أفلام هى «المستهترة»، ماليش حد، قلبى على ولدى، شريك حياتي، طريق السعادة، فى شرع مين، مليون جنيه، الدنيا لما تضحك، بائعة الخبز، بين قلبين ، وقد تكرر هذا في فترة الخمسينيات.
إلا أن اختياراته اختلفت في النصف الثانى من الخمسينيات، وربما يرجع ذلك لاكتسابه الخبرة التي أهلته ليكون أكثر قدرة على الاختيار وكذلك التزامه مع مخرجي الصف الأول.
أما المرحلة الثانية فشهدت قيامه ببطولة عدد كبير من الأفلام التي أصبحت كلاسيكيات السينما العربية وهي الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية لكبار الكتاب. بودأت هذه المرحلة فى النصف الثانى من الخمسينيات بفيلم «شباب امرأة» المأخوذ عن رواية للأديب أمين يوسف غراب مع تحية كاريوكا وشادية وعبد الوارث عسر وفردوس محمد.
جاء الفيلم على درجة عالية من الاتقان فى جميع عناصره الفنية، علاوة على الأداء الصادق الذى قدمه كل أبطال الفيلم، وبدا فيه شكري سرحان متوحدا مع شخصية الشاب القروى إمام بلتاجي حسنين القادم من الريف بكل براءته الى المدينة بكل إغراءاتها حيث طاردته شفاعات بأنوثة متفجرة مفتونة بشبابه لينغمس معها فى الرذيلة، ويهمل دراسته بعد أن باعت أمه الفقيرة الجاموسة التى تمتلكها لكى يستكمل تعليمه فى القاهرة، إلى تساعده الفتاة التي احبته فى صمت «شادية» وتنجح فى إنقاذه. عرض الفيلم لأول مرة فى 9 يناير 1956، وشارك فى مهرجان كان السينمائى فى نفس العام، وحقق نجاحا واسعا.
وفى عام 1959 وقف أمام لبنى عبد العزيز فى فيلم «أنا حرة» لإحسان عبد القدوس ثم توالت الأفلام فقدم «السفيرة عزيزة 1961»، «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ 1962، الزوجة الثانية 1967، ثم لا تطفئ الشمس، البوسطجى، قنديل أم هاشم والأفلام الثلاثة قدمها خلال عام 1968.
ويعد فيلم «الزوجة الثانية» أحد أهم أفلامه وأدى فيه دور أبو العلا الفلاح ـ الأجير الذى يجبره عمدة القرية على أن يطلق زوجته ليتزوج وينجب منها ويبدو الفلاح مغلوبا على أمره وسط جبروت العمدة وحاشيته، وتنجح حيلة الزوجة فى مواجهة العمدة وتحمل لزوجها وأولادها ما لذ وطاب من بيت العمدة لتقول له قولتها الشهيرة « كل يا أبو العلا».
بعد تجربتهما الناجحة فى فيلم «ابن النيل» أراد المخرج يوسف شاهين أن يسند إليه دور البطولة في فيلم «الناصر صلاح الدين» لكن شكري سرحان اعتذر لإصابته بفوبيا من ركوب الخيل فتم إسناد الدور إلى أحمد مظهر.
تعد فاتن حمامة وسعاد حسنى أكثر من لعبن أدوار البطولة أمامه، ، فمع فاتن قدم الطريق المسدود، قلوب الناس، طريق الأمل، طريق السعادة، أنا بنت ناس، ليلة القبض على فاطمة، ومع سعاد قدم السفيرة عزيزة، حكاية جواز، الزوجة الثانية، الست الناظرة، التلميذة والأستاذ.
حصل شكري سرحان على مئات الجوائز ومنها جائزة أفضل ممثل عن أفلام شباب امرأة، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، النداهة، ليلة القبض على فاطمة، كما حصل على جائزة أفضل ممثل من المهرجان الأسيوي الإفريقي، ومنحه الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الاولى.
تزوج شكري سرحان مرتين، الأولى من من الراقصة الأرمينية «هيرمين» واستمر زواجهما لمدة عامين، إلى أن اختلفا فطلبت هيرمين الطلاق وهى تبكى، وطلقها شكرى وهو يبكى أيضًا، بل وأرسل لها الورد وكلمات الحب مع قسيمة الطلاق.
وكانت الزيجة الثانية بعيدة عن الوسط الفني من السيدة نيرمين عوف و له ولدان هما صلاح و يحي.
و بالرغم من عشق شكري سرحان للتمثيل الا انه اعتزله واعتكف في آخر أيامه على قراءة القرآن الكريم، حتى عرف بعشقه للقرآن ولقب ب«عاشق القرآن».
توفى شكري سرحان فى 19 مارس 1997.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق