82=
.
ذكر أن امرأةً من قريش كان بينها وبين رجلٍ خصومة، فأهدت إلى عمر فخذ جزور، ثم خاصمته إليه فتوجه الحق، والحكم عليها، فقالت يا أمير المؤمنين: افصل بيننا، كما يفصل فخذ الجزور فقضى عليها، ثم قال: إياكم والهدايا فإنها تذل الأعناق
83-
ونأخذ للبردوني أبيات من قصيدة "اجتماع طارئ للحشرات" التي يتطرق فيها لعدم جدوى الاجتماعات، بما فيها مؤتمرات القمة العربية، وتشكيل اللجان:
قرّروا في الجلسة الأولى بأن يصلوا ما مات بالأمس انقطاعا
وأرتأوا أن لا تدور الأرض أن تلبس الشمس إزاراً وقناعا
أن يبيعوا العصر كي يسترجعوا زمناً من قبل أن يلقوه ضاعا
قرروا في الجلسة الوسطى بأن يطبخوا الليل ويعطوه الجياعا
شكّلوا بين الأفاعي لجنة أسكتوا بين الصراصير النزاعا
وأقاموا بعد هذا حفلة أنفدوا فيها دم الليل اجتراعا
وبإعلان البيان اقتنعوا غير أن الصمت لم يُبدِ اقتناعا
وبهذا اختتموا أعمالهم وابتدت سلطانة القمل الوداعا
84-
وإليك هذه الأبيات التي لا تحتاج لتعليق لأحمد مطر:
كلب والينا المُعظّم عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لاُعدم
عندما أثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي قد تسمّم
85-
الرشـــــــــــــــــيد والبرمكية
حكي ان امرأة دخلت على هارون الرشيد وعنده جماعه من وجوه اصحابه فقالت :يا امير المؤمنين اقر الله عينك وفرحك بما اعطاك لقد حكمت فقسطت فقال :من تكونين ايتها المرأة؟ فقالت من آل برمك ممن قتلت رجالهم واخذت اموالهم فقال :اما الرجال فقد مضى فيهم قضاء الله واما المال فمردود اليك ثم التفت الى الحاضرين من اصحابه وقال: اتدرون ما قالت هذه المرأة فقالوا:ما نراها قالت الا خيرا , قال: ما اظنكم فهمتم ذلك اما قولها اقر الله عينك اي اسكتها عن الحركة واذا سكتت العين عن الحركة عميت واما قولها وفرحك الله بما اعطاك اخذته من قوله تعالى "حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة" واما قولها :حكمت فقسطت اخذته من قوله تعالى "واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا"
86-
وقد اجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقال لهم : أيكم القائل
فلما تحساها وقفنا كأننا ~~ نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا
قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
إذا نــزلت دون اللهاة من الفتى ~~ دعا همه عن صدره برحيل
قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
فتمشت في مفاصلهم ~~ كتمشي الــبرء في السقم
قالوا أبو نواس قال : فهو أشعركم
87-
قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.
دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم
حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.
تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل
الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك
هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,
ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه .
88-
( الأصمعي وصوت صفير البلبل )
قيل أنه : (أي الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور ) كان يحفظ الشعر من مرة واحدة وله مملوك يحفظه من مرتين وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات وكان بخيلاً جداً حتى أنه كان يلقب بالدوانيقي ( أبو الدوانيق )
قال الرواي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبن منه غير عينيه وجاء الخليفة وقال : إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة فقال :يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ماهي مكتوبة عليه فأنشد الأصمعي هذه القصيدة
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً
وأنت يا سيدي دلي
وسيدي وموللي
وكم وكم تيمني
غزيل عقنقل
قال الراوي : فلم يحفظها الملك لصعوبتها ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها احد منهما فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته فقال : يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاة ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها .
فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنها ذهباً فنفذ مافي خزينته من المال فأخذه وانصرف فلما ولّى قال الخليفة : يغلب على ظني أن هذا الأصمعي فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته قال" يا أمير المؤمنين إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك " .
89-
الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.
وكان له صديق يدعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.
في إحدى السهرات العائلية قال هذا للشاعر الإمام العبد:
كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
..اجاب الشاعر...لكن هذا البيت في القصيدة عينها اشد روعة وهو:
ما كنت احسبني أحيا الى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود
90-
نادرة من نوادر أحد الشعراء وسرعة بديهتهم، ألا وهو أمير الشعراء: أحمد شوقي:
حدث عندما كان شوقي منفيا فى أسبانيا أن استقل الأوتوبيس هو وابنه حسين ، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء ، يعلق سلسلة ذهبية بصدره ، وفى فمه سيجار ضخم ، ثم ما لبث أن استسلم للنوم فى ركن من السيارة ، وراح يغط فى غطيطا مزعجا ، وصعد نشال شاب وسيم ، وهم أن يخطف السلسلة الذهبية ، ولكنه أدرك أن شوقي يراه ، أشار النشال إليه إشارة برأسه مؤداها : هل أخذها ؟. أجابه شوقي برأسه أيضا: خذها ، فنشلها الشاب ونزل. . .
ولم يكد الشاب يترك السيارة حتى التفت الابن إلى والده شوقي وقال: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم ؟أجاب شوقي: شئ عجيب يا بنى ! لو كنت مقسما للحظوظ فلمن كنت تعطى السلسلة الذهبية ؟ كنت تعطيها عملاقا دميما أم شابا جميلا؟ فقال الابن : كنت سأعطيها للشاب الجميل أجاب شوقي ببساطة : ها هو أخذها
91-
يُقال أن ابن الرومي الشاعر العباسي ادركه الصيام في شهر (اغسطس) فصام رمضان الا انه وصف معاناة الحر والعطش فقال :
شهر الصيام مبارك *** (ما لم يكن في شهر آب!!)
الليل فيه ساعة *** (ونهاره يوم الحساب)!
خفت العذاب فصمته *** (فوقعت في نفس العذاب)!
2-
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :
تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال
علي اليوم نذر من صيام *** فأشرق وجهه مثل الهلال
93-
* ومنه ان ابن العميد علم ان قاضيا افطر خطأ في اول رمضان .. وصام خطأ ايضا في اول ايام عيد الفطر .. فقال فيه :
يا قاضيا .. بات اعمى *** عن الهلال السعيد
افطرت في رمضان *** وصمت في يوم عيد
94-
* ومن ذلك قول (البحتري) وهو يمدح الخليفة ويهنئه بشهر الصوم وبعيد الفطر:
بالبر صمت وانت افضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بيوم الفطر عيدا .. انه *** يوم اغر على الزمان مُشهر
.
ذكر أن امرأةً من قريش كان بينها وبين رجلٍ خصومة، فأهدت إلى عمر فخذ جزور، ثم خاصمته إليه فتوجه الحق، والحكم عليها، فقالت يا أمير المؤمنين: افصل بيننا، كما يفصل فخذ الجزور فقضى عليها، ثم قال: إياكم والهدايا فإنها تذل الأعناق
83-
ونأخذ للبردوني أبيات من قصيدة "اجتماع طارئ للحشرات" التي يتطرق فيها لعدم جدوى الاجتماعات، بما فيها مؤتمرات القمة العربية، وتشكيل اللجان:
قرّروا في الجلسة الأولى بأن يصلوا ما مات بالأمس انقطاعا
وأرتأوا أن لا تدور الأرض أن تلبس الشمس إزاراً وقناعا
أن يبيعوا العصر كي يسترجعوا زمناً من قبل أن يلقوه ضاعا
قرروا في الجلسة الوسطى بأن يطبخوا الليل ويعطوه الجياعا
شكّلوا بين الأفاعي لجنة أسكتوا بين الصراصير النزاعا
وأقاموا بعد هذا حفلة أنفدوا فيها دم الليل اجتراعا
وبإعلان البيان اقتنعوا غير أن الصمت لم يُبدِ اقتناعا
وبهذا اختتموا أعمالهم وابتدت سلطانة القمل الوداعا
84-
وإليك هذه الأبيات التي لا تحتاج لتعليق لأحمد مطر:
كلب والينا المُعظّم عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لاُعدم
عندما أثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي قد تسمّم
85-
الرشـــــــــــــــــيد والبرمكية
حكي ان امرأة دخلت على هارون الرشيد وعنده جماعه من وجوه اصحابه فقالت :يا امير المؤمنين اقر الله عينك وفرحك بما اعطاك لقد حكمت فقسطت فقال :من تكونين ايتها المرأة؟ فقالت من آل برمك ممن قتلت رجالهم واخذت اموالهم فقال :اما الرجال فقد مضى فيهم قضاء الله واما المال فمردود اليك ثم التفت الى الحاضرين من اصحابه وقال: اتدرون ما قالت هذه المرأة فقالوا:ما نراها قالت الا خيرا , قال: ما اظنكم فهمتم ذلك اما قولها اقر الله عينك اي اسكتها عن الحركة واذا سكتت العين عن الحركة عميت واما قولها وفرحك الله بما اعطاك اخذته من قوله تعالى "حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة" واما قولها :حكمت فقسطت اخذته من قوله تعالى "واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا"
86-
وقد اجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقال لهم : أيكم القائل
فلما تحساها وقفنا كأننا ~~ نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا
قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
إذا نــزلت دون اللهاة من الفتى ~~ دعا همه عن صدره برحيل
قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
فتمشت في مفاصلهم ~~ كتمشي الــبرء في السقم
قالوا أبو نواس قال : فهو أشعركم
87-
قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.
دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم
حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.
تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل
الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك
هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,
ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه .
88-
( الأصمعي وصوت صفير البلبل )
قيل أنه : (أي الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور ) كان يحفظ الشعر من مرة واحدة وله مملوك يحفظه من مرتين وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات وكان بخيلاً جداً حتى أنه كان يلقب بالدوانيقي ( أبو الدوانيق )
قال الرواي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبن منه غير عينيه وجاء الخليفة وقال : إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة فقال :يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ماهي مكتوبة عليه فأنشد الأصمعي هذه القصيدة
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً
وأنت يا سيدي دلي
وسيدي وموللي
وكم وكم تيمني
غزيل عقنقل
قال الراوي : فلم يحفظها الملك لصعوبتها ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها احد منهما فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته فقال : يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاة ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها .
فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنها ذهباً فنفذ مافي خزينته من المال فأخذه وانصرف فلما ولّى قال الخليفة : يغلب على ظني أن هذا الأصمعي فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته قال" يا أمير المؤمنين إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك " .
89-
الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.
وكان له صديق يدعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.
في إحدى السهرات العائلية قال هذا للشاعر الإمام العبد:
كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
..اجاب الشاعر...لكن هذا البيت في القصيدة عينها اشد روعة وهو:
ما كنت احسبني أحيا الى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود
90-
نادرة من نوادر أحد الشعراء وسرعة بديهتهم، ألا وهو أمير الشعراء: أحمد شوقي:
حدث عندما كان شوقي منفيا فى أسبانيا أن استقل الأوتوبيس هو وابنه حسين ، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء ، يعلق سلسلة ذهبية بصدره ، وفى فمه سيجار ضخم ، ثم ما لبث أن استسلم للنوم فى ركن من السيارة ، وراح يغط فى غطيطا مزعجا ، وصعد نشال شاب وسيم ، وهم أن يخطف السلسلة الذهبية ، ولكنه أدرك أن شوقي يراه ، أشار النشال إليه إشارة برأسه مؤداها : هل أخذها ؟. أجابه شوقي برأسه أيضا: خذها ، فنشلها الشاب ونزل. . .
ولم يكد الشاب يترك السيارة حتى التفت الابن إلى والده شوقي وقال: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم ؟أجاب شوقي: شئ عجيب يا بنى ! لو كنت مقسما للحظوظ فلمن كنت تعطى السلسلة الذهبية ؟ كنت تعطيها عملاقا دميما أم شابا جميلا؟ فقال الابن : كنت سأعطيها للشاب الجميل أجاب شوقي ببساطة : ها هو أخذها
91-
يُقال أن ابن الرومي الشاعر العباسي ادركه الصيام في شهر (اغسطس) فصام رمضان الا انه وصف معاناة الحر والعطش فقال :
شهر الصيام مبارك *** (ما لم يكن في شهر آب!!)
الليل فيه ساعة *** (ونهاره يوم الحساب)!
خفت العذاب فصمته *** (فوقعت في نفس العذاب)!
2-
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :
تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال
علي اليوم نذر من صيام *** فأشرق وجهه مثل الهلال
93-
* ومنه ان ابن العميد علم ان قاضيا افطر خطأ في اول رمضان .. وصام خطأ ايضا في اول ايام عيد الفطر .. فقال فيه :
يا قاضيا .. بات اعمى *** عن الهلال السعيد
افطرت في رمضان *** وصمت في يوم عيد
94-
* ومن ذلك قول (البحتري) وهو يمدح الخليفة ويهنئه بشهر الصوم وبعيد الفطر:
بالبر صمت وانت افضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بيوم الفطر عيدا .. انه *** يوم اغر على الزمان مُشهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق