49 -
لما تولى الحجاج شؤون العراق، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وسألهم: من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج ؟
فقال الأول :
أنا ابن الذي دانت الرقاب لهما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة يأخذ من مالها ومن دمها
فأمسك عن قتله، وقال لعله من أقارب الأمير .
وقال الثاني :
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يومًا فسوف تعود
ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره فمنهم قيام حولها وقعود
فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب
وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما إذا الخيل في يوم الكريهة ولت
فترك قتله وقال :
لعله ابن أحد شجعان العرب
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم،
فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك ..
فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه:
علموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم .
ثم أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
50-
يحكى ان شاعرا اقدم على طلب يد امرأه يحبها ولم يعرف ما يخبئ له القدر منها.
ذالك أنها كانت من أجمل نساء القريه فرفضت طلبه فألح عليها أن يعرف السبب. فقالت له ببيت من الشعر :
يا خليلي وانت خير خليل ... أرأيت راهبا بلا دليل
أنت ليل وكل حسناء شمس... واجتماعك بك من المستحيل
فعاد خائبا فرأه صديقه الشاعر فعلم منه مصيبته وهون عليه ببيت من الشعر قائلا له:
هي الشمس مسكنها في السماء*** فعز الفؤاد عزاءا جميلا
فلن تستطيع اليها الصعود***** ولن تستطيع اليك النزولا
51-
يروي الزبيدي "أنَّ الكسائي أقبل على أبي يوسف، قال: يا أبا يوسف هل لك في مسألة؟ قال: نحو أو فقه؟ قال: بل فقه، فضحك الرشيد حتى فحص برجله، ثم قال: تلقي على أبي يوسف فقهاً؟ قال: نعم، قال: يا أبا يوسف ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق أن دخلت الدار؟ قال: إنْ دخلت الدار طُلقت. قال: أخطأت يا أبا يوسف، فضحك الرشيد، ثم قال: كيف الصواب؟ قال: إذا قال: أنْ، فقد وجب الفعل، وإذا قال: إنْ فلم يجب، ولم يقع الطلاق، قال: فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أنْ يأتي الكسائي"
52-
قيل لطفيلي: ما أبغض الطعام اليك؟ قال: القريض «2» . قيل له: ولم ذا؟ قال:
لانه يؤخر إلى يوم آخر
53-
!طفيلي وزنادقة حملوا للمأمونأمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سمّوا له بالبصرة؛ فجمعوا، وأبصرهم طفيلي، فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع! فانسلّ فدخل وسطهم، ومضى بهم المتوكلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعدّ لهم، فدخلوا الزورق، فقال الطفيلي: هي نزهة! فدخل معهم، فلم يكن بأسرع من أن قيّدوا وقيّد معهم الطفيلي، ثم سير بهم إلى بغداد، فأدخلوا على المأمون، فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا، فيأمر بضرب رقابهم، حتى
وصل إلى الطفيلي وقد استوفى العدّة، فقال للموكلين: ما هذا؟ قالوا والله ما ندري، غير أنا وجدناه مع القوم، فجئنا به. فقال له المأمون: ما قصتك ويلك؟
قال: يا أمير المؤمنين، امرأته طالق إن كان يعرف من احوالهم شيئا، ولا مما يدينون الله به؛ إنما انا رجل طفيلي رأيتهم مجتمعين فظننتهم ذاهبين لدعوة! فضحك المأمون وقال: يؤدّب! وكان ابراهيم بن المهدي قائما على رأس المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي ذنبه،
فعفا عنه وأطلقه.
54-
ومرّ طفيليّ بقوم يتغدّون، فقال: سلام عليكم معشر اللئام! فقالوا: لا والله، بل كرام. فثنى رجله وجلس، وقال: اللهم اجعلهم من الصادقين واجعلني من الكاذبين
قيل لطفيلي: ما أبغض الطعام اليك؟ قال: القريض «2» . قيل له: ولم ذا؟ قال:
لانه يؤخر إلى يوم آخر
53-
!طفيلي وزنادقة حملوا للمأمونأمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سمّوا له بالبصرة؛ فجمعوا، وأبصرهم طفيلي، فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع! فانسلّ فدخل وسطهم، ومضى بهم المتوكلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعدّ لهم، فدخلوا الزورق، فقال الطفيلي: هي نزهة! فدخل معهم، فلم يكن بأسرع من أن قيّدوا وقيّد معهم الطفيلي، ثم سير بهم إلى بغداد، فأدخلوا على المأمون، فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا، فيأمر بضرب رقابهم، حتى
وصل إلى الطفيلي وقد استوفى العدّة، فقال للموكلين: ما هذا؟ قالوا والله ما ندري، غير أنا وجدناه مع القوم، فجئنا به. فقال له المأمون: ما قصتك ويلك؟
قال: يا أمير المؤمنين، امرأته طالق إن كان يعرف من احوالهم شيئا، ولا مما يدينون الله به؛ إنما انا رجل طفيلي رأيتهم مجتمعين فظننتهم ذاهبين لدعوة! فضحك المأمون وقال: يؤدّب! وكان ابراهيم بن المهدي قائما على رأس المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي ذنبه،
فعفا عنه وأطلقه.
54-
ومرّ طفيليّ بقوم يتغدّون، فقال: سلام عليكم معشر اللئام! فقالوا: لا والله، بل كرام. فثنى رجله وجلس، وقال: اللهم اجعلهم من الصادقين واجعلني من الكاذبين
ردا على قصيدة شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا
يقول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً = من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله = كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة = مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى = وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً = مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته = أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي = ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى = وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه = رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة = ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إنَّ المعلم لا يعيش طويلا
56-
ودار خراب بها قد نزلت .. ولكن نزلت إلى السابعة
فلا فرق مابين أن أكون ... بها أو أكون على القارعة
وأخشى بها أن أقيم الصلاة .. فتسجد حيطانها الراكعة
إذا ماقرأت إذا زلزلت ...... خشيت بأن تقرأ الواقعة
57-
أتعس الشعراء لمصطفى الحدري:
آه لتلك الليلة الليلاءِ=قضيتها في محنة وبلاءِ
هجم البعوض عليّ هجمة ظالم=وأهانني باللسع والإيذاء
يشوي الوجوه بلسعه فكأنه=وفد الجحيم يهمُّ بالأحياء
ما عن تقى زرت المساجد سحرة=لكنما خوفاً من الثقلاء
هجمت علي جموعهم بشراسة=فخرجت من داري بغير حذاءِ
إن أختبئ تحت اللحاف فإنني=لابد مختنقٌ لفقد هواءِ
وإذا خرجتُ أماتني بطنينه=وهجوم أسراب من الغوغاء
جمعوا مظاهرة عليّ وأضربوا=فكأن بيتي مجلس الوزراء
وأمين عاصمتي ينام بقصره=خلواً من الأعباء والأرزاء
يا ليتها علِقت به حتى يرى=ماذا يعاني أتعس الشعراء
58-
يقول الشاعر ابن سودون، الذي عاش في القرن 16 في ديوانه: "نزهة النفوس ومضحك العبوس"، الذي جاء فيه تلك الأبيات، التي تكمن مفارقتها في أن موضوعها هو اللا شيء:
كأننا والماء من حولنا قومٌ جلوس حولهم ماءُ
والأرضُ أرضٌ والسماءُ سماءُ والماءُ ماءٌ والهواءُ هــواءُ
والبحرُ بحرٌ والجبالُ رواسخ والنورُ نورٌ والظلامُ عمـاءُ
والحرُ ضد البرد قولٌ صادق وجميع أشياء الورى أشياءُ
59-
كتب بعض الشعراء أشعاراً ساخرة في حكام سفهاء، انشغلوا عن مصالح الرعية بتوافه الأمور، كبيتي أبو الطيب الطاهري في خليفة من خلفاء العصر العباسي كان ينفق كثيراً من وقته في صيد البط:
طال غزو الأمير للبط حتي ما له من عاداته إقفال
فهنيئاً له هنيئا مريئا كل قرن لقرنه قتــّال
60--
وأنشد أبو علي القالي (901-967م) يبدي عرفانه لثوبه الشتائي:
جزاك الله خيرا من كساء فقد أدفأتني في ذا الشتاء
فأمك نعجة وأبوك كبش وأنت الصوف من غزل النساء
يقول الشاعر ابن سودون، الذي عاش في القرن 16 في ديوانه: "نزهة النفوس ومضحك العبوس"، الذي جاء فيه تلك الأبيات، التي تكمن مفارقتها في أن موضوعها هو اللا شيء:
كأننا والماء من حولنا قومٌ جلوس حولهم ماءُ
والأرضُ أرضٌ والسماءُ سماءُ والماءُ ماءٌ والهواءُ هــواءُ
والبحرُ بحرٌ والجبالُ رواسخ والنورُ نورٌ والظلامُ عمـاءُ
والحرُ ضد البرد قولٌ صادق وجميع أشياء الورى أشياءُ
59-
كتب بعض الشعراء أشعاراً ساخرة في حكام سفهاء، انشغلوا عن مصالح الرعية بتوافه الأمور، كبيتي أبو الطيب الطاهري في خليفة من خلفاء العصر العباسي كان ينفق كثيراً من وقته في صيد البط:
طال غزو الأمير للبط حتي ما له من عاداته إقفال
فهنيئاً له هنيئا مريئا كل قرن لقرنه قتــّال
60--
وأنشد أبو علي القالي (901-967م) يبدي عرفانه لثوبه الشتائي:
جزاك الله خيرا من كساء فقد أدفأتني في ذا الشتاء
فأمك نعجة وأبوك كبش وأنت الصوف من غزل النساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق