Translate

السبت، 22 نوفمبر 2014

لماذا كان النبي سليمان يبحث عن الهدهد ؟؟

من الأمور التي شدتني وظللت فترة طويلة ابحث عن إجابة لها .. هو لماذا كان سيدنا سليمان يبحث عن الهدهد بهذا الاهتمام ؟ ما فائدته للنبي العظيم الذي سخر له الله الجن والطير والحيوان والإنسان ؟ هل هذا المخلوق الضعيف يحتاجه سيدنا سليمان ويستشيط غضباً لتأخره ؟ قال مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما عن ابن عباس وغيره: كان الهدهد مهندساً يدل سليمان عليه السلام على الماء إذا كان بأرض فلاة طلبه, فنظر له الماء في تخوم الأرض, كما يرى الإنسان الشىء الظاهر على وجه الأرض, ويعرف كم مساحة بعده من وجه الأرض, فإذا دلهم عليه, أمر سليمان عليه السلام الجان فحفروا له ذلك المكان حتى يستنبط الماء من قراره, فنزل سليمان عليه السلام يوماً بفلاة من الأرض فتفقد الطير ليرى الهدهد فلم يره {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} حدث يوماً عبد الله بن عباس بنحو هذا, وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع بن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس, فقال له: قف يا ابن عباس غُلبت اليوم, قال: ولم ؟ قال: إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض, وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ تراباً, فيجىء الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي, فقال ابن عباس, لولا أن يذهب هذا فيقول رددت على ابن عباس لما أجبته, ثم قال له: ويحك إنه إذا نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر, فقال له نافع: والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبداً.
اذا فالهدهد كانت وظيفته غاية في الاهمية لجيش بحجم [جيش سليمان عليه السلام انه يدله على الماء الذي يحتاجه الجيش فالحيوانات والطيور والحشرات حباها الله بوظائف عجيبة حرم منها بني البشر فمثلاً تشعر الحيوانات بعذاب الناس في قبورها ....عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي عجوزان من عُجز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم . فقال: صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم . قالت: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ) رواه مسلم . فعذاب القبر أو نعيمه كما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدركه الثقلان ( الجن والأنس ) لأنهما غير مؤهلان لإدراكهما فى حين أكد لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن البهائم تسمع عذاب القبر . فلا يمكن لبشر أن يسمع أصوات الموتى وهم يعذبون في قبورهم ، ومن يقول ذلك فهو يخالف نصا شرعيا صحيحا واضحا وهو ما ثبت في سنن أبي داود من حديث البراء بن عازب الطويل في عذاب القبر ونعيمه وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الكافر أو الفاجر ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلا كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا ، ثم يعيده الله كما كان ، فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة (( يسمعه كل شيئ إلا الثقلين - أي الجن والإنس - )) (( عن عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاب القبر حق . قالت قلت فهل يسمعه أحد قال لا يسمعه الجن والإنس ويسمعه غيرهم أو قال يسمعه الهوام )) صدقت يا حبيبى يا رسول الله
الحيوانات مخلوقات عجيبة غريبة لها عالمها الخاص الذي مهما بذل الإنسان من جهد ودراسة وأبحاث في سبيل اكتشاف عالمها فإنه يبقى عاجزا عن تفسير بعض السلوكيات الغريبة التي تصدر منها.و لا يملك الإنسان إلا أن يقول( سبحان الله).
اليونانيون القدماء هم أول من لاحظوا أن الحيوانات مثل الفئران و ابن عرس و الأفاعي و حتى الحشرات مثل أم أربع و أربعين قد فرت و غادرت مدينة هيكلي الإغريقية و ذلك قبل يوم واحد من زلزال مدمر ضرب المدينة عام 373 قبل الميلاد و منذ ذلك الحين و الناس تعتقد أن لدى الحيوانات قدرة خارقة على التنبؤ بالزلزال قبل وقوعه. و عندما ضرب التسونامي عام 2004 سواحل الدول المطلة على المحيط الهندي فأنه اخذ معه أرواح الآلاف من الناس و لكن اغلب الحيوانات نجت منه سالمة بشكل يثير الانتباه.
و الصينيون يعتقدون منذ زمن طويل أن الحيوانات كالكلاب و القطط لديها قدرة خاصة على التنبؤ بالزلازل ففي عام 1975 تم إخلاء مدينة هايجنك من سكانها بسبب التصرفات الغريبة للكلاب و القطط في المدينة و ذلك قبل عدة أيام من حدوث زلزال مدمر ضرب المدينة و بذلك تم إنقاذ حياة سكانها الذي كان من الممكن أن يتعرضوا لموت محقق في حال بقائهم في المدينة. و هناك العديد من هذه القصص و التي تؤدي إلى اعتقاد الناس بأن لدى بعض الحيوانات نوع من أنواع الحاسة السادسة يمكنها من التنبؤ ببعض الإحداث التي لا يستطيع الإنسان العادي الشعور بها.... ولكن ماذا يقول العلم الحديث ..... إكتشف العلماء ظاهرة شعور الحيوانات بخطر الهزات الأرضية قبل وقوعها بساعات أو أيام فتهرب الطيور مذعورة إلى قمم الأشجار وتصاب الأبقار والأرانب بالهلع وتهرب وتزحف الثعابين من جحورها ويشتد نباح الكلاب ومواء القطط ويمتد بصورة غريبة. وقد تمكن العلماء من تسجيل هذه الظاهرة بشكل أكيد قبيل حدوث زلزال عام 1976 في مختلف أماكن وقوعها واعتبر الجيولوجيون عام 1976 من أسوأ الأعوام وأكثرها زلازل مدمرة حلت بكثير من أنحاء العالم خاصة في الصين وجواتيمالا والفلبين وإيطاليا وتركيا وبلغ عدد الضحايا 700 ألف شخص ومن هنا اهتم العلماء بعقد مؤتمر علمي في مركز أبحاث الزلازل في كاليفورنيا بأمريكا لبحث ماهية القوى الغامضة في الحيوانات والحشرات التي تمكنها من الشعور بخطر الزلازل قبل وقوعها.
وانتهى العلماء إلى نتائج منها : أولاها أن بعض الحيوانات ومن بينها سمك القرش حساسة جدا للمجال المغناطيسي للأرض مما يجعلها تشعر بالتغيير الذي يطرأ عليه عادة قبل وقوع الزلازل
والثانية أن لبعض الكائنات الحية حاسة سمع مذهله تنفذ إلى باطن الأرض بحيث تستطيع التقاط الأصوات المنذرة بقرب الهزات الأرضية وتمييزها قبل وقوع الهزات والنتيجة الثالثة هى وجود حاسة فوق العادة عند الحيوانات تعتمد عليها في معرفة أي تغير في خصائص الصخور قبل حدوث الزلزال .
ويشار إلى أن قدرات الحيوانات على رصد الأخطار لا تقتصر على الزلازل بل تتعداها إلى أشياء أخرى كالفيضانات والانهيارات الأرضية ومما يروى في هذا المجال أنه في الساعة العاشرة والربع مساء 4 مايو 1971 فوجئ أهالي (سانت جينفيا) قرب مدينة كويبك بكندا بالأرض تنهار تحت أقدامهم فتبتلع 31 شخصا وتدمر 40 بيتا واكتشفت اللجنة المكلفه بالتحقيق أن الحيوانات بدرت منها تصرفات غير عادية قبل الحادث بحوالي ثلاث ساعات تنم عن الذعر وجاء في تقرير اللجنة أن أبقار فلاح يدعى (بيتر بلاكبورن)رفضت العودة الى حظائرها كالمعتاد وتكررت محاولات الفلاح معها ولكن إصرار الأبقار على الرفض كان عجيبا والغريب أن الانهيار أزال الحظائر من على وجه الأرض تماما وعاشت الأبقار ونجا صاحبها من الموت نتيجة إحساسها المسبق بالخطر.
حتى فى الفيضان إقرأ يا أخى ماذا طرأ على النمل والطيور والهوام والحيوان
ففي عام 1972 حدث فيضان مهول في نهر الميسيسبي اجتاح المنازل والمزارع والمصانع وكل شيء وقضى على آلاف الضحايا.. وحدث الفيضان فجأة ولم تتوقعه مقاييس النهر ولا مراصد إدارة السيطرة على الفيضانات الأمريكية التي كشفت التحقيقات أنها أهملت تقريرا قدمه أحد موظفيها متنبئاً بوقوع ذلك الفيضان قبلها بعدة أشهر واعتمد في تقريره هذا على ملاحظات جمعها عن نشاطات غير عادية طرأت على الحيوانات البرية حيث لاحظ أن الطيور بكرت عن مواسمها المعتادة وراحت تتخذ لها جحوراً في أماكن مرتفعه عن مجرى الماء أعلى مما اعتادت عليه بينما عبأ النمل جيوشه لنقل المؤن من مخازنه القديمة القريبة من مجرى النهر الى مخازن وأنفاق شقها فوق المرتفعات والتلال ومن يومها والإدارة الأمريكية للسيطرة على الفيضانات تدرس سلوك هذه الحيوانات للتنبؤ بالفيضانات
فسبحان الخالق العظيم الذي يقول : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام

ليست هناك تعليقات: