يروى أن حاكم إحدى البلاد البعيدة أصابه مرض خطير فلم يجد الأطباء لعلاجه سوى قطع أنفه،
استسلم الحاكم لأمر الأطباء وقاموا بإجراء اللازم .. وبعد أن تعافى ، ونظر إلى
وجهه البشع دون أنف ، و ليخرج من هذا الموقف المحرج، أمر وزيره وكبار موظفيه بقطع أنوفهم ، وكل مسئول منهم صار يأمر من هو أدنى منه مرتبه بأن يقوم بقطع أنفه ..
إلى أن وصلت كافة موظفي الدولة
و كل منهم عندما يذهب إلى بيته صار يأمر زوجته و كل فرد من أهل بيته بقطع أنفه.
مع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة ، و جزء من ملامح أهل هذه البلدة ..
فما أن يُولد مولود جديد ذكر أو أنثى
إلا ويكون أول أجراء بعد قطع حبله السري هو قطع أنفه،
بعد سنوات مرّ أحد الغرباء على هذه البلدة ..
وكان ينظر إليه الجميع على أنه قبيح وشاذ لأن
له شيء يتدلى من وجهه .. هو أنفه السليم !!
فبحكم السلطة ، و بحكم العادة التي صارت جزءا
من شكل هذا المجتمع الصغير ، و هذه البلدة النائية :
ـ صار الخطأ صواب .. وصار الصواب خطأ.
فطفقوا يضحكون عليه وعلى وجود أنف على وجهه … يا للهول انظروا إلى هذا الكائن الغريب الشكل ذو الأنف !! هكذا قال أغلب الناس ،،،،
سبحان الله نسوا أنهم أصحاب أنوف في الاصل .
أتدرون ما اسم هذه القرية ؟؟ و من هو الملك ؟؟ و من هم أهلها ... ؟؟؟
هل فقدنا أنوفنا ؟
كم من خطأ أعتدنا عليه وصار أصوب من الصواب .. و ندافع عنه لأنه من عاداتنا ؟
أحبائي تحسسوا أنوفكم ... تحسسوا عقولكم ...
و اسألوا أنفسكم : كم من الأشياء تم قطعها منكم ..
و حاولوا أن تكتشفوا الأخطاء التي ورثتموها عن الآباء
أخرجوها من دولاب العادة و المألوف وضعوها على طاولة الدين و العقل
و أعيدوا بناء علاقتكم معها ... لنستعيد سويا حاسة الشم و التفكير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق