Translate

الخميس، 17 أبريل 2014

العـــفو والصفح

العـــفو والصفح

 الفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها
الفرق بين العفو والصفح :
العفو والصفح متقاربان في المعنى:
قال الراغب: الصفح: ترك التثريب،
وهو أبلغ من العفو وقد يعفو الإنسان ولا يصفح.
وقال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه.
 ويدل عليه قوله تعالى:

{ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا }
 ترقيًا في الأمر بمكارم الأخلاق من الحسن إلى الأحسن،
ومن الفضل إلى الأفضل
وقال القرطبي: العفو: ترك المؤاخذة بالذنب.
والصفح: إزالة أثره من النفس. صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه .

الفرق بين العفو والغفران:
أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب
 فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب
ولهذا لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلا
والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب
ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو
وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته

 الفرق بين العفو والذلِّ:
أنَّ العفو إسقاط حقِّك جودًا، وكرمًا، وإحسانًا، مع قدرتك على الانتقام؛
 فتؤثر الترك رغبة في الإحسان، ومكارم الأخلاق.
بخلاف الذُّل، فإنَّ صاحبه يترك الانتقام عجزًا، وخوفًا، ومهانة نفس،
فهذا مذموم غير محمود، ولعل المنتقم بالحق أحسن حالًا منه. قال تعالى:

{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ }

العـــفو والصفح
أقوال السلف والعلماء في العفو والصفح
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه :
أنه قام يوم مات المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه وقال:
[ عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار والسكينة، حتى يأتيكم أمير،
فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو.
ثم قال: أما بعد، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم،
قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي والنصح لكل مسلم
 فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل ]

وجلس ابن مسعود في السوق يبتاع طعامًا فابتاع،
ثم طلب الدراهم وكانت في عمامته فوجدها قد حلت، فقال:
[ لقد جلست وإنها لمعي، فجعلوا يدعون على من أخذها ويقولون:
اللهم اقطع يد السارق الذي أخذها، اللهم افعل به كذا،
فقال عبد الله: اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها،
وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه ]

[ قيل لأبي الدرداء: مَن أعزُّ الناس؟
فقال: الذين يعفون إذا قدروا؛ فاعفوا يعزكم الله تعالى ]

وقال الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما:
[ لو أنَّ رجلًا شتَمني في أذني هذه، واعتذر في أُذني الأخرَى، لقبِلتُ عذرَه ]

وقال معاوية رضي الله عنه:
[ عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة،
فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال ]

وعن وهب بن كيسان قال :
سمعت عبد الله بن الزبير يقول على المنبر:

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
[ قال: والله ما أمر بها أن تؤخذ إلا من أخلاق الناس،
والله لآخذنها منهم ما صحبتهم ]
وأُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث، فقال لرجاء بن حيوة:
[ ماذا ترى؟
 قال:إن الله -تعالى- قد أعطاك ما تحب من الظفر
 فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم ]

وقال مالك بن دينار:
[ أتينا منزل الحكم بن أيوب ليلًا وهو على البصرة أمير، وجاء الحسن،
وهو خائف فدخلنا معه عليه، فما كنا مع الحسن إلا بمنزلة الفراريج
فذكر الحسن قصة يوسف -عليه السلام- وما صنع به إخوته،
فقال: باعوا أخاهم وأحزنوا أباهم، وذكر ما لقي من كيد النساء ومن الحبس،
 ثم قال: أيها الأمير، ماذا صنع الله به؟ أداله منهم، ورفع ذكره، وأعلى كلمته،
وجعله على خزائن الأرض، فماذا صنع يوسف حين أكمل الله له أمره
وجمع له أهله ؟ قال:

{ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
يعرض للحكم بالعفو عن أصحابه،
قال الحكم: فأنا أقول لا تثريب عليكم اليوم،
ولو لم أجد إلا ثوبي هذا لواريتكم تحته ]

وعن عمر بن عبد العزيز قال:
[ أحبُّ الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة،
 والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة ]       .
وعن سعيد بن المسيب قال:
[  ما من شيء إلا والله يحب أن يعفى عنه، ما لم يكن حدًّا ]

عن الحسن، قال:
[ أفضل أخلاق المؤمن العفو  [ 

وقال الفضيل بن عياض:
[ إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقل: يا أخي، اعفُ عنه؛
فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمِل قلبي العفوَ،
ولكن أنتصر كما أمرَني الله عزَّ وجل فقل له: إن كنتَ تُحسِن أن تنتَصِر،
وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع،
فإنَّه مَن عفَا وأصلحَ فأجره على الله، وصاحِبُ العفو ينام على فراشه بالليل،
وصاحب الانتصار يقلِّب الأمور؛ لأن الفُتُوَّة هي العفوُ عن الإخوان ]

وقال إبراهيم النخعي:
[ كان المؤمنون يكرهون أن يستذلوا، وكانوا إذا قدروا عفوا ]

وعن أيوب قال:
[ لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان:
 العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم ]

ليست هناك تعليقات: