Translate

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

الزّاهدون في المناصب


الزّاهدون في المناصب
***************

(د. شوقي أبو خليل)
يتناول هذا الكتاب بعض الشخصيات التي زهدت في المناصب في تاريخنا القديم والحديث.

رجوع
 








كتاب الدكتور شوقي أبو خليل «الزاهدون في المناصب» الصادر عن دار الفكر يقدم باقة من أخبار الزاهدين في المناصب.. ويقول الدكتور شوقي: زهد بعضهم بالمنصب ليس فريضة.. فلصاحبها وجهة نظره الخاصة من ورع أو تفرغ لعمل آخر يرى فيه مكانه المناسب حيث الخير للأمة والصلاح، أما الواجب الذي يقتدى باستلام المنصب لمن يرى نفسه أهلاً له مع أنه أكبر قدراً منه بعلمه وعدله وعمله وإخلاصه وورعه ويزهد به ويتخلى عنه حينما يرى أن الحق أحق أن يتبع. فالاستقامة والعدل والعفة نصب عينيه، فإن لم تتحقق ترك المنصب وزهد به عزيزاً كريماً يرى نفسه ومكانته العلمية فوق المنصب حجماً ومكانة. وتضمن الكتاب قصص رجال زهدوا في المناصب ومنهم: ثابت بن أقرم.. وأبو عبيدة بن الجراح.. وأبان بن سعيد بن العاص.. وعتبة بن غزوان.. وأبو هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي.. وسعيد بن عامر الجمحي.. والنعمان بن مقرن المزني.. وعبدالله بن عمر الخطاب.. وعبدالرحمن بن عوف.. والحسن بن علي بن أبي طالب.. ومعاوية بن يزيد بن معاوية ابن أي سفيان.. وعبدالرحمن بن عبيد التميمي.. وشريح بن الحارث بن قيس الكندي.. وأبوحنيفة النعمان.. وأبوعبيدة بي أبي حذيفة.. وسوار بن عبدالله.. وأسد بن الفرات.. وأبوبكر زكريا بن عمر.. والعز بن عبدالسلام.. والإمام النووي.. وابن دقيق العيد.. وابن طولون الدمشقي.. والشيخ سعيد الحلبي.. والشيخ محسن الأمين. 

وأشار المؤلف إلى أن من الذين زهدوا في المناصب الرئيس السوري شكري القوتلي، والسوداني عبدالرحمن سوار الذهب.. 

وقال المؤلف في خاتمة الكتاب: ليست هذه كل النماذج التي مرت عبر تاريخنا الإسلامي ولكني تخيرت أهمها وأبرزها.. فهناك كثير غيرهم زهدوا بالمناصب لسبب أو لآخر وكلهم كانوا عظماء في مواقفهم فخلدوا مثالاً على العدل والنزاهة. 

يبدأ الكتاب بثابت بن أقرم الذي سلّم الراية لخالد بن الوليد في معركة مؤتة بعد أن أخذها عبد الله بن رواحة، ثم بأبي عبيدة بن الجرّاح الذي تنازل لعمرو بن العاص في معركة ذات السلاسل، ثم أبان بن سعيد الذي تنازل عن عمالة البحرين، ثم عتبة بن غزوان الذي زهد في إمارة البصرة، ثم أبي هريرة الذي رفض إمرة البحرين مرة ثانية، ثم سعيد بن عامر الجمحي الذي رفض العودة إلى ولاية حمص، ثم النعمان بن مقرّن المزني الذي تنازل عن منصب الخراج ليلتحق بالجهاد، ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي رفض والده توليته الخلافة من بعده، وقال: ((بحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد))، ثم عبد الرحمن بن عوف الذي تنازل عن حقه في الستة الذين أوكل إليهم عمر بن الخطاب أمر الخلافة بعد طعنه، ثم الحسن بن علي الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية، ثم معاوية الثاني بن يزيد الذي تنازل عن الخلافة بعد مدة قصيرة من توليه، ثم عبد الرحمن بن عبيد التميمي لذي رفض منصب صاحب الشرطة للحجاج، ثم شريح بن الحارث بن قيس الكندي الذي رفض منصب القضاء في عهد الحجاج بن يوسف.





ثم انتقل الكتاب إلى الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز الذي خلع نفسه من ولاية العهد. ثم أبي حنيفة النعمان الذي رفض تولي القضاء، ثم أبي عبيدة بن أبي حذيفة الذي رفض القضاء، وسوَّار بن عبد الله الذي رفض ما أمره به المنصور عندما كان قاضياً، وأسد بن الفرات الذي زهد في منصب الإمارة وطلب الشهادة، ثم أبي بكر زكريا بن عمر الذي تنازل ليوسف بن تاشفين، ثم العزّ بن عبد السلام في موقفه مع الصالح إسماعيل والصالح نجم الدين أيوب، ثم الإمام النووي ورسالته إلى الظاهر بيبرس حول الحوطة على بساتين الشام، وابن دقيق العيد ورفضه منصب قاضي القضاء، وابن طولون الدمشقي ورفضه القضاء والخطابة، ثم الشيخ سعيد الحلبي وموقفه مع إبراهيم باشا، ثم الشيخ محسن الأمين ورفضه منصب المفتي العام للطائفة الشيعية في دمشق، ثم شكري القوتلي الذي تنازل عن منصب الرئاسة في سورية. وأخيراً عبد الرحمن سوار الذهب الذي تنحّى عن الحكم بعد عام واحد من تسلمه الرئاسة.
 —
...........................................................................................................


تأليف: د. شوقي أبو خليل


الناشر: دار الفكر ـ دمشق 2002


الصفحات: 176 صفحة من القطع المتوسط


يرى د. ابو خليل في تقديمه للكتاب ان نظرة الاسلام الى المناصب نظرة تحمل المسئولية امام الله واما عباده لذلك ورد عن

رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم: من استعمل رجلا من عصابة «جماعة او فئة» وفيهم من هو ارضى لله منه فقد خان

الله ورسوله والمؤمنين.


وهناك من سيحرص على الامارة حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: نعم الشيء الامارة لمن اخذها بحقها وحلها

وبئس الشيء الامارة لمن اخذها بغير حقها فتكون عليه حسرة يوم القيامة.


وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا قدم عليه الوفد سألهم عن حالهم واسعارهم وعمن يعرف من اهل البلاد وعن

اميرهم هل يدخل عليه الضعيف وهل يعود المريض فان قالوا نعم حمد الله تعالى وان قالوا لا كتب اليه اقبل.


وقد قال رضي الله عنه: دلوني على رجل استعمله على امر قد اهمني قالوا: كيف تريده؟ قال اذا كان في القوم وليس اميرهم

كانه كأن اميرهم واذا كان كأنه رجل منهم. قالوا لا نعلمه الا لربيع بن زياد الحارثي، قال: صدقتم، هو لها.


كذلك عندما ولي عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس المدينة المنورة سنتين فاحسن السيرة وعف عن اموال الناس ثم عزل

فاجتمعوا اليه فقال: والله ما اسفت على هذه الولاية ولكني اخشى ان يلي هذه الوجوه من لا يرعى لها حقها 

ليست هناك تعليقات: