كاد السلطان محمد الفاتح أن يغمى عليه من هول الصدمه فلقد أخذه أستاذه الشامي " شمس الدين آق " بعد صلاة الفجر الى مكان مجهول خلف أسوار القسطنطينية هناك طلب منه أستاذه أن يحفر بين الصخور المتراكمة و أن يزيل بمعوله النباتات التي تشابكت أغصانها حول تلك التلة خلف تلك الأسوار العالية في نفس الوقت أخذ الشيخ شمس الدين يتلفت يميناَ و شمالاَ ليتثبت من هذا الموقع الذي رآه في المنام .
عندها اصطدم معول الفاتح بلوحة حجرية مكتوبة باللغه اللاتينية التي كانت إحدى سبع لغات يجيدها السلطان الشاب محمد فما إن فرغ من قراءتها حتى انهمرت دموعه بغزارة و هو ينادي يا أستاذ قد وجدته وجدت قبر الأسطورة وجدت قبر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم .
نرجع الى الوراء كثيراَ و تحديداَ الى اليوم الذي وصل فيه رسول الله صل الله عليه و سلم الى المدينة مهاجراَ من مكة الى المدينة . هناك تمنى كل انسان ان يكون هو صاحب شرف الاستضافة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يجيبهم و على شفتيه ابتسامة مشرقة قائلا : خلوا سبيلها فإنها مأمورة .
فقد ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم قرار اختيار مضيفه إلى الله فاختار الله سبحانه و تعالى أبا أيوب من دون كل البشر فقد وقفت الناقة عند بيته فوثب أبو أيوب على الناقة و حمل المتاع قبل ان ينافسه رجل اخر على هذا الشرف .
كان بيت أبو أيوب مكون من طابقين لذلك عرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسكن الطابق العلوي لأنه يستحي أن ينام فوق رسول الله فأخبره رسول الرحمة أنه يفضل الطابق الأرضي لكثرة ضيوفه .
و يحكي أبو أيوب أنه في ليلة من الليالي انكسرت جرة الماء و نحن نبيت في الأعلى من رسول الله فسال الماء و خشينا أن يتقاطر على النبي و هو نائم فأخذنا أنا و أم أيوب لحافنا و و الله ما كان عندنا غيره فأخذنا ننشف به الماء طيلة الليل .
و تمر الأيام و في عهد أمير المؤمنين معاويه ابن أبي سفيان و بالتحديد سنة 53 هجرية خرج القائد يزيد بن معاوية على رأس جيش يضم عبد الله بن عمر و عبد الله بن العباس و عبد الله بن عمرو بن العاص و عبد الله بن الزبير ليدكو عاصمة الإمبراطوريه الرومانية فأبى أبو أيوب إلا أن يشارك في الجهاد و قد بلغ من العمر الثمانين عاماَ و ما تلاقى الطرفان وجدو رجلاَ ملثماَ يطير بفرسه الأبيض نحو حصون الروم و يحمل على كتائب الروم حتى يشتتها و الروم مذهولين من هول ما يرون فأمعن المسلمون النظر بهذا الرجل فاذا هو أبو أيوب الأنصاري صاحب الثمانين عاماَ
أخذ أبو أيوب يزلزل الروم و لما أحس بدنو أجله فطلب من قائد المسلمين أن يدفنوه على أسوار القسطنطينية .
قصة هذا الصحابي الجليل تصلح لكي تدرس في مقاهي البلاد الإسلامية المكتظة بمئات المسنين و الاف الشباب يضيعون أوقاتهم في المقاهي في انتظار ضياع الأيام
في هذه القصة لا نتكلم عن شاب عشريني أو كهل في الستينيات نتكلم عن هرم جاوز الثمانين و رغم ذلك يخرج مجاهداَ في سبيل الله ليدك حصون أعظم مدينة على وجه الأرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق