Translate

السبت، 5 يناير 2013

معجزة الترتيل في بيان المعاني والأحكام




معجزة الترتيل في بيان المعاني والأحكام

 

إعداد المهندس محمد شملول
مهندس مدني و كاتب إسلامي مصري


القرآن الكريم كتاب الله المعجز يجب أن يقرأ بالوجه المخصوص الذي أنزله الله به .

قال تعالى : فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: 18]

وقال تعالى: أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزّمِّل: 4]

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل) .

لذا فإنه يجب علينا أن نقرأ القرآن كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
و كما قرأه الرسول عليه الصلاة و السلام على أصحابه بتؤدة و اطمئنان و تأن و ترسل مع إعطاء الحروف حقها من المخارج و الصفات. و مستحقها من المد و الغنّة والإظهار و الإدغام و الإخفاء و التفخيم و الترقيق و تجويد الحروف و معرفة الوقف و الابتداء ..الخ .

و في هذه الدراسة الموجزة يتبين لنا أن قراءة القرآن الكريم و تلاوته طبقاً لما أنزل و حسب أحكام التلاوة تظهر لنا المعاني الحقيقية للنص القرآني بآفاقها الواسعة .. بل إننا يمكن لنا أن نستنتج منها أحكاماً في قضايا معينة .

إن هذا الموضوع يجب أن يهتم به أهل الفكر الإسلامي في كل بقاع الدنيا لأنه يحتاج إلى دراسات و أبحاث مستفيضة ..

إنه وجه عظيم من أوجه معجزات القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه .. لا يمكن لفرد أو لأفراد أن يحيطوا بعلمه...

و لكن يجب عليهم المحاولة و التدبر و التفقه .

إن هذه الدراسة الموجزة تعتبر مقدمة أو مدخلاً لهذا الموضوع المذهل و هو بيان معاني و أحكام القرآن الكريم من خلال أحكام التلاوة .

1- أمثلة في بيان المعنى من خلال مد بعض الحروف

إن المد في القراءة لبعض أحرف الكلمة القرآنية يعتبر ظاهرة من ظواهر زيادة أحرفها ، و كما سبق أن ذكرنا في هذه الدراسة أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .. لذا فإن ظاهرة المد لبعض حروف كلمات القرآن مدّاً زائداً على المد الأصلي الطبيعي حين التلاوة يدل على تفخيم هذه الكلمة و زيادة معناها ..

و نستعرض فيما يلي أمثلة من الكلمات القرآنية التي يجب مدّ بعض حروفها مداً زائداً لنعرف أن هذا المدّ لم يأت عبثاً ، و إنما جاء لبيان أهمية هذه الكلمة و أنها تدل على شيء مخصوص و غير عادي .

ومثل هذه الكلمات كثيرة جداً في القرآن الكريم إنما سنذكر بعضها حسب الآتي إنما سنذكر بعضها حسب الآتي :

الطامة : { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى } [النازعات: 34] .

السماء: { وَ السَّمَآءَ بِنَاءً } [البقرة: 22] .

جان : { فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ } [الرحمن: 39] .

الطائفين : { أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ } [البقرة: 125] .

حينما تنظر إلى هذه الكلمات نجد أن كل منها يدل على لشيء عظيم غير عادي . لذا جاء المد ليزيد المعنى .. و حينما نقارن المدّ في كلمة (الطآمة) بعدم وجوده في كلمة قرآنية أخرى قريبة في المعنى وهي (القارعة) نجد أن عدم وجود المد في القارعة مطلوب بشدة لتحقيق معناها و هو أنها (تقرع) آذان الناس و هو شيء لا يسلتزم زمناً فهو لحظي ليدل على الفجاءة .. و لا يحتاج مدّاً أو مدة ..

كذلك فإننا حينما نتدبر سورة (الكافرون) ..

نجد أنه حينما يذكر القرآن (ما تعبدون) و(ما عبدتم) فإنه لا يوجد مدّ على كلمة (ما) للدلالة على تحقير ما يعبدون غير أنه حين يذكر (ما أعبد) وقد جاءت مرتين نجد أنه يوجد مدّ على كلمة (ما) لتدل على عظمة ورفعة ما يعبده الرسول صلى الله عليه و سلم ...

حينما نرجع إلى أحكام التلاوة في المد نجد أن المد قد جاء لأن الحرف الذي تلا المد هو (الهمزة) ..

و هذا الحكم يوضح إعجاز القرآن في اختيار الحروف التي تبدأ بها الكلمات القرآنية لتبين المعنى على أكمل وجه .. كذلك فإننا حينما نتكلم عن المد الجائز المنفصل (مد الصلة الطويلة) و هو المد المتولد من هاء الضمير المكسورة أو المضمومة الواقعة بين متحركين ثانيهما همز نذكر المثالين الآتيين :

- { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ } [البقرة: 131] .

وجاء مد الصلاة الطويلة ليدل على عظمة الرب سبحانه .

- { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الأنعام: 91] .

جاء مد الصلة الطويلة ليدل على عظمة قدر الله سبحانه .

و بالنسبة للمد اللازم المثقل (لوجود التشديد بعد حرف المد) نذكر المثال الآتي :

-        { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [الفاتحة: 7] .

نجد أن كلمة (الضالين) ممدودة مداً لازماً مثقلاً مقداره ست حركات .. على عكس كلمة (المغضوب عليهم) بدون مد ..

و يدل مدّ كلمة (الضالين) على كثيرة هؤلاء الضالين و وفرتهم وهم (النصارى) و ذلك بالمقارنة (بالمغضوب عليهم) و هم اليهود حيث جاءت بدون مد لتدل قلة عددهم ..

الاستثناء في مد صلة (الهاء) لضمير المفرد الغائب

ورد في مصحف المدينة النبوية في اصطلاحات الضبط ما يلي : ( والقاعدة أن حفصاً عن عاصم يصل كل هاء ضمير للمفرد الغائب بواو لفظية إذا كانت مضمومة .. و ياء لفظية إذا كانت مكسورة بشرط أن يتحرك ما قبل هذه الهاء وما بعدها). وقد استثنى من ذلك ما يأتي :

(1)   الهاء من لفظ (يرضه) في سورة الزمر فإن حفصاً ضمها بدون صلة .

(2)   الهاء من لفظ (أرجه) في سورتي الأعراف والشعراء فإنه سكّنها .

(3)   الهاء من لفظ (فألقه) في سورة النمل فإنه سكنها أيضاً .

و حينما نتدبر سبب هذا الاستثناء يتجلى ذلك حين نرجع إلى الآيات الكريمة التي و ردت فيها هذه الألفاظ حسب الآتي :

-  كلمة (يرضه) وردت في الآية 7 من سورة الزمر: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر: 7] و لم ترد هنا الصلة حتى توحي بفورية رضا الله عن شكر عباده .

-  كلمة (أرجه) و ردت في الآية 11 من سورة الأعراف والآية رقم 36 من سورة الشعراء عن موسى و هارون عليهما السلام { قَالُوا أَرْجِهْ وَ أَخَاهُ } و لم ترد هنا الصلة حتى توحي بتقليل شأنهما عليهما السلام في نظر ملأ فرعون حيث كانوا يعتبرونهما ساحرين .

-  كلمة (فألقه) وردت في الآية 28 من سورة النمل { اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ } [النمل: 28] ولم ترد هنا الصلة لتوحي بتقليل شأن قوم سبأ في نظر سليمان عليه السلام وكذلك بطلب سرعة إلقاء الكتاب .

و من خلال ما سبق تتبين لنا الحكمة في الاستثناء في مد صلة (الهاء) لضمير المفرد الغائب في بعض الآيات القرآنية لتوضح المعنى المراد أجمل وأدق توضيح و بيان .. و أن ترتيل القرآن كما أنزل له فائدة كبرى في توضيح المعاني وإبرازها بجلاء .

2- أمثلة في بيان المعنى من خلال صفات الحروف :

من المعروف في أحكام التلاوة أن لكل حرف مخرجاً يخرج منه وكيفية تميزه في المخرج وهذه الكيفية في صفة الحرف ...
وسنعرض في هذا الموضوع لأمثلة من إعجاز القرآن في مسألة التلاوة والتي تساعد في توضيح المعاني المقصودة ...

حروف الاستعلاء :

حرف (س) ليس من حروف الاستعلاء ..

وحرف (ص) من حروف الاستعلاء في الارتفاع ..

وحينما نتلو الآيتين الكريمتين التاليتين :

- {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [صـ : 9].

- { لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ } [الغاشية: 22].

إن كلمة (مصيطر) وكذلك كلمة (المصيطرون) في الأصل تكتب بحروف (س) أي (مسيطر)، (المسيطرون) ولكن حيث أن حرف (س) ليس من حروف الاستعلاء .. فإنه لن يؤدي المعنى المراد و هو التحكم و السيطرة والقوة و الاستعلاء.. لذا جاءت تلاوة القرآن لهذه الكلمة باستخدام حرف (ص) و هو حرف من حروف الاستعلاء .. و ذلك ليؤكد المعنى وتكون التلاوة موضحة أعظم توضيح للمعنى المراد ...


- حروف القلقة وحرف الامتداد:

القلقة تعني التحريك أي: إبراز صوت زائد للحرف بعد ضغطه .. ما يجعل اللسان يتقلقل بها عند النطق .. وحروف القلقة خمسة هي (ق ، ط ، ب ، ج ، د) .

أما حرف الامتداد فهو حرف واحد هو (ض) و يعني الامتداد هو امتداد الصوت من أول اللسان إلى آخره .. و يعني الامتداد أيضاً (القبض) على الحرف حتى لا يتحرك أو يتقلقل .. في حالة السكون .

و حينما نقرأ الآيات التي وردت بها حروف قلقلة خاصة القلقلة الكبرى و هي حالة إذا ما سكنت حروف القلقلة آخر الكلمة نجد أن هذه القلقلة تعطي معنى واسعاً للكلمة تعتبر كأنها زادت حروفها حرفاً و زيادة مبنى الكلمة وحي بزيادة معناها .. و نضرب فيما يلي أمثلة في هذا المجال :

- قال تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [العلق: 1-2] .

و قلقلة (ق) في كلمة (خلق) تعطي معنى واسعاً لخلق الله حيث أنه لا يوجد حدود للخلق .. كذلك كلمة (علق) فهي توحي بالأعداد الكبيرة العالقة من مَنْيِ الذكر ..

كذلك حينما ترد الكلمات القرآنية (أولو الألباب – العذاب – الحق – الأسباط – الأحزاب – أزواج – الميعاد .... الخ) فإن هذا يزيد في معنى هذه الكلمات و يحفزنا على إعطاء الآيات الواردة بها مزيداً من العناية و التدبر ..

أما بخصوص حرف (ض) في حالة سكونه فإنه يجب الإمساك به بقوة حتى لا يتقلقل أثناء التلاوة .. و مثال ذلك :

- قال تعالى : { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } [الفرقان: 46].

و يدل سكون حرف (ض) وعدم قلقلته على تأكيد معنى كلمة (القبض) التي ورد بها هذا الحرف .. و عدم إمكانية تحريك هذا القبض أو زحزحته ...

حروف التفخيم والترقيق :

تفخيم بعض الحروف أثناء التلاوة يزيد في توضيح معاني الكلمات القرآنية والآيات الواردة بها ..
كذلك فإن ترقيق الحروف الأخرى يساعد أيضاً في بيان المعاني المقصودة .. و يأتي ذلك حسب الحالة .. و حروف التفخيم هي نفسها حروف الاستعلاء ( خ ، ص ، ض ، غ ، ط ، ق ، ظ ).
و كذلك حرف (ر) في بعض الأحوال حسب التفاصيل الواردة في أحكام التلاوة ..

كذلك فإن (لام) لفظ الجلالة (الله) تفخم إذا سبقتها حروف بفتح أو ضم .. (مثل قل هو الله أحد) .. يفعل الله ما يشاء ..

و ترقق اللام في لفظ الجلالة إذا سبقتها حروف بكسر مثل (بسم الله بالحمد لله) أما باقي الحروف فتأتي في حالة ترقيق ..

و أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات واسعة في أصول الحروف و الكلمات المتكونة منها .. و أرجو أن يكون هناك متسع لاستكمال هذه الدراسة ..

أمثلة في بيان المعنى من خلال إدغام المتماثلين و المتجانسين و المتقاربين :

إدغام المتماثلين: هو أن يتحد الحرفان مخرجاً وصفة .

إدغام المتجانسين : هو أن يتفق الحرفان مخرجاً ويختلفان صفة .

إدغام المتقاربين: هو أن يتقارب الحرفان مخرجاً ويختلفان صفة .
كما سبق أن ذكرنا فإن الإدغام الكامل بدون غنّة يدل على التصاق الكلمتين التصاقاً كاملاً مما يوحي بقطعية الأمر وعدم وجود أي فاصل أو مسافة زمنية وكذلك يدل على العجلة الفائقة .

و نضرب فيما يلي أمثلة لكل نوع من أنواع هذا الإدغام لنتبين المعنى الذي أضافه وبينه :

أ- إدغام المتماثلين :

- قال تعالى : { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } [النساء: 78] .

حين تلاوة كلمة (يدرككم) نجد أن الكاف الساكنة الأولى قد أدغمت في الكاف الثانية فأصبحت حرفاً واحداً مشدداً وأصبحت تقرأ (يدركَم) والإدغام يوحي بنقص أحرف الكلمة مما يدل على سرعة الموت في إدراك من قضى عليه الموت ...
...

و لكل جسم في النحول بلية و بلاء جسمي من تفاوت همتي



تأملت حالة عجيبة ، و هو أن أهل الجنة الساكنين في أرضها في نقص عظيم بالإضافة إلى من فوقهم ، و هم يعلمون فضللا أولئك .    فلو تفكروا في ما فاتهم من ذلك وقعت الحسرات ، غير أن ذلك لا يكون ، لأن ذلك لا يقع لهم لطيب منازلهم ، و لا يقع في الجنة غم .
   
و يرضى كل بما أعطي من وجهين : أحدمها أنه لا يظن أن يكون نعيم فوق ما هو فيه ، و إن علت منزلة غيره . و الثاني أنه يحبب إليه كما يحبب إليه ولده المستوحش الخلفة فإنه يؤثره على الأجنبي المستحسن .
   
إلا أن تحت هذا معنى لطيفاً ، و هو أن القوم خلقت لهم همم قاصرة في الدنيا عن طلب الفضائل يتفاوت قصورها .
   
فمنهم من يحفظ بعض القرآن و لا يتوق إلى التمام ، و منهم من يسمع يسيراً من الحديث و منهم من يعرف قليلاً من الفقه ، و منهم من قد رضي من كل شيء بيسيره ، و منهم مقتصر على الفرائض ، و منهم قنوع بصلات ركعتين في الليل . و لو علت بهم الهمم لجدت في تحصيل كل الفضائل ، و نبت عن النقص فاستخدمت البدن ، كما قال الشاعر :
  

  و لكل جسم في النحول بلية       و بلاء جسمي من تفاوت همتي 

   
و يدل على تفاوت الهمم أن في الناس من يسهر في سماع و لا يسهل عليه السهر في سماع القرآن .
   
و الإنسان يحشر و معه تلك الهمة ، فيعطى على مقدار ما حصلت في الدنيا لم تتق إلى الكمال و قنعت بالدون ، قنعت في الآخرة بمثل ذلك .
   
ثم إن القوم يتفكرون بعقولهم ، فيعلمون أن الجزاء على قدر العمل ، و لا يطمع من صلى ركعتين في ثواب من صلى ألفاً .
   
فإن قال قائل : فكيف يتصور لها ألا تروم ما ناله من هو أفضل منها ؟
   
قلت : إن لم يتصور نيله يتصور الحزن على فوته .
   
و هل رأيت عامياً يحزن على فوات الفقه حزناً يقلقه ؟ هيهات .
   
لو كان ذلك الحزن عنده لحره إلى التشاغل .
   
فليس عندهم همة توجب الأسف مع أنهم قد رضوا بما فيه . فافهم ما قلته و بادر ، فهذا ميدان السباق .

زعماء لكنهم عملاء وخونة


جواسيس جدعون يكشفون أوراقهم السرية
زعماء لكنهم عملاء وخونة

جريدة المستقبل العراقي

(جواسيس جدعون. . . التاريخ السري للموساد)
كتاب جديد كتبه مجرم عتيد, أعترف على صفحاته بأبشع الجرائم الصهيونية ضد العرب, وأعترف بين سطوره بتورط بعض الزعماء والقادة العرب في تنفيذ المؤامرات الخطيرة, التي حاكتها ضدنا عصابات العهر والجريمة, واستهدفت بها أيضا العواصم الإسلامية في آسيا وأفريقيا.
شهادات موثقة تنفض الغبار عن الأسرار المخفية في أقبية المنظمات السرية المعادية للجنس البشري, وتقارير مثيرة للجدل يكتبها (جوردون توماس) الرئيس الأسبق في جهاز الموساد بخط يده, ويعلنها على رؤوس الأشهاد بعظمة لسانه, من باب التباهي بطغيان المؤسسة الإرهابية الضالعة في صناعة المؤامرات الخبيثة


كاظم فنجان الحمامي

أسوأ الحقائق هي تلك التي تأتي متأخرة, ويتداولها الناس بعد خراب البصرة, فالأخبار السيئة التي تأتي متأخرة لا قيمة لها, وأسوأ الأسرار التاريخية هي تلك التي يُعلن عنها بعد اختفاء عناصرها البشرية من الحياة الدنيا, وانتقالهم إلى العالم الآخر, وأسوأ الاعتذار هو الذي يأتي بعد ارتكاب الجريمة بربع قرن. .
هناك (10%) فقط من الناس يعترفون بأخطائهم, واثنان من العشرة يعتذرون لمن أخطئوا في حقهم, واحد منهم فقط يأتي في الوقت المناسب, ويأتي الآخر بعد فوات الأوان, ولا يُقبل اعتذاره. .
فالحقائق المتأخرة, والاعترافات المتأخرة, والأسرار المتأخرة, والاعتذارات المتأخرة, التي أعلنها (جوردون توماس) الرئيس الأسبق لجهاز الموساد في كتابه (جواسيس جدعون Gideon's Spies) لا قيمة لها الآن بعد أن وقع الفأس بالرأس, لكنها تسلط الأضواء على الأدوار الخسيسة, التي لعبها بعض الساسة والزعماء العرب في مؤازرتهم ودعمهم المطلق لقيام الكيان الصهيوني على الأرض العربية, وتكشف تهافتهم العجيب على خدمة المخططات الصهيونية, ومساعيهم الحثيثة نحو توفير القواعد الصلبة للمنظمات الظلامية, إلى المستوى الذي تباهى به (توماس) في كتابه, عندما قال: ((ما كان لإسرائيل أن تحقق انتصاراتها في المنطقة لولا تضامن زعماء العرب معها)). .   
لم تعد سراً تلك العلاقات المريبة التي كان يقيمها بعض الزعماء العرب مع الكيان الصهيوني, لكن المحير بالأمر إن اليهودي الذي اعتاد على ممارسة الخنوع والذل, وكان يتصنع التملق ويجيده, ويميل بفطرته إلى ممارسة الغدر والخيانة, ويتقن التآمر والاحتيال, هو الذي تحول بفضل زعماء الغرب والعرب من تمثيله المتقن لدور (الضحية), إلى لعب الأدوار الرئيسة في البطش والإجرام, حتى صار يتلذذ بممارسة دور الجلاد دون أدنى رحمة. . . 
كان الزعماء العرب أول من أقبل على تسويق بضاعة (معلبات التطبيع) الجاهزة, التي أنتجتها إسرائيل, ودمغتها أمريكا بأختام (السلام), فاستفادت تل أبيب كثيرا من التنازلات العربية السخية من دون أن تتحرك خطوة واحدة باتجاه تنفيذ الكم الهائل من وعودها الكاذبة. . .

من هو جدعون ؟؟
قبل أن نذهب بعيدا في تصفحنا لكتاب (جواسيس جدعون) لا بد لنا من التعرف على جدعون نفسه. .
يزعم مؤلف الكتاب ان جدعون هو الجد الأكبر للدولة الإسرائيلية, ويزعم انه حصن نفسه بجهاز استخباري منيع, لتنهض به البؤر الصهيونية في عصورها الغابرة, من هنا استمد الكاتب اسم كتابه عن جهاز الموساد, على اعتبار انه يمثل الامتداد التاريخي للنهج الذي ابتكره جدعون, والحقيقة التي يؤكدها التاريخ ان (جدعون) لا علاقة له بمنظومات الجواسيس, ولا علم له بالتجسس وفنونه, ولا دخل له بتأسيس الدولة اليهودية المزعومة .
فالرجل يعد من الرموز الدينية في المعتقدات المسيحية واليهودية, وقد ورد ذكره في سفر (القضاة), واسمه باللغة العبرية يعني: (حاطب), وهو ابن (يوآش الأبيعزي). .
كان معروفا بقوته البدنية وجرأته وتمرده على الأعراف الوثنية السائدة في عصره, فقام مع مريديه بهدم مذبح (البعل), الذي بناه والده, ثم شن غاراته القتالية على القرى المديانية في نهر الأردن. .
كانت له زوجات كثيرات, وأكثر من سبعين ولداً, وهو من الرموز القديمة التي تمجدها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على وجه التحديد. .
ويبدو ان (جوردون توماس) استعار اسم هذا الرجل كي يسبغ صبغة دينية على مؤسسته الإرهابية الضالعة في الإجرام والرذيلة, فهو يُشبِّه عنصرية الصهيوني (مير عميت) الذي ترأس جهاز الموساد بين عامي 1963 و1968 ببأس جدعون الذي أنقذ مريديه في العهد القديم, وقادهم للتفوق على من هم أقوى منهم في العدة وأكثر منهم في العدد. .

التفاخر بالجريمة المنظمة
تُرجم الكتاب (جواسيس جدعون) إلى بعض اللغات الحية, ترجمه إلى العربية (مروان سعد الدين) في (592) صفحة كبيرة, وصدر عن الدار العربية للعلوم, ومكتبة مدبولي في القاهرة. .
استعرض المؤلف تاريخ عصابات الهاغانا, التي كانت نواة المليشيات الإرهابية المرعبة, وكيف تخصصت منذ تأسيسها بنشر الأكاذيب والأخبار الملفقة, وبرعت في فنون (النفي والإنكار) باعتبارها من الفنون السوداء, التي مافتئوا يمارسونها حتى يومنا هذا بعد ارتكب جرائمهم البشعة. .
يعترف المؤلف في أكثر من مناسبة بتحول العواصم العربية إلى ساحة مفتوحة لمزاولة أنشطة الموساد, ويذكر ان جهاز الموساد باشر أول مشاريعه التجسسية في العراق عام 1948 لتنظيم شبكة سرية لتهجير يهود العراق إلى الدولة العبرية الجديدة, ثم نشر جواسيسه في العواصم العربية الأخرى. .
ويقول المؤلف: انه أثناء الاستعداد لخوض حرب حزيران (يونيو) 1967 كان للموساد أكثر من عميل في القواعد الجوية المصرية, وثلاثة عملاء في مقر القيادة المركزية في القاهرة, وان دقة المعلومات التي نقلها العملاء هي التي مهدت الطريق للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء, وهضبة الجولان, والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة. .
وقال: إن إسحاق رابين الذي حاز على جائزة نوبل للسلام, هو الذي فتح مزاد الاغتيالات, مبتدءا بأبي جهاد ومنتهيا بفتحي الشقاقي, وشاءت الأقدار أن تشمل الاغتيالات رابين نفسه, عندما خر صريعا في المكان الذي وضع فيه خطة اغتيال الشقاقي, وجاء مصرعه على يد الصهيوني المتعصب (إيغال عمير), فالصهاينة لا يتورعون عن سفك الدماء, ولا يترددون في قتل الناس وتعذيبهم من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. .
يتحدث الكتاب على المكشوف عن مقتل أو اغتيال الأميرة ديانا وصديقها دودي الفايد في نهاية شهر آب (أغسطس) عام 1997, منوها إلى ارتباط سائق سيارتهما (هنري بول) بالموساد, وارتباطه بالمنظمات الظلامية, ويشير في كتابه إلى علاقة الموساد بالشاب التركي المتعصب (محمد علي آغا), الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس في ساحة القديس بطرس بروما في مايس (مايو) عام 1981, وكيف ورطوه بهذه المهمة لتأليب أوربا على المسلمين, ولتقديم هدية إلى الاتحاد السوفيتي بقتل البابا, لدوره في تهييج حركة التضامن في بولندا للتحرر من قبضة السوفيت, ولتحقيق بعض المكاسب من خلال دفع السوفييت للتساهل معهم في تهجير اليهود إلى إسرائيل, ثلاثة أهداف في مهمة واحدة نفذها رجل محسوب على الإسلام من دون أن يدرك عمق المؤامرة الخبيثة. .
ثم جاءت مجزرة صبرا وشاتيلا لتقبح وجه التاريخ بما فعله خبراء الجريمة المنظمة في الموساد, وامتدت مخالبهم لتقتل المعارض المغربي (المهدي بن بركة), وتدمر المفاعل النووي العراقي بتشجيع ومؤازرة بعض الزعماء العرب. .
ويكشف لنا الكتاب أيضا عن دور الموساد في تدبير مقتل البابا (البينو لوشيانو), الذي جلس على كرسي البابوية مدة (33) يوماً فقط, ليخلفه البولندي (كارولا وجتيلا), المعروف بيوحنا بولس, ويسلط الأضواء على دور رجال الموساد في أحداث زنجبار التي تسببت في تصفية النخبة العربية, ناهيك عن دورهم في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم (نكروما) في غانا. . .
والمثير للدهشة ان المؤلف يتحدث بصراحة مطلقة عن استيلاء الموساد على الصندوق المالي السيادي العراقي المودع في البنوك الغربية, والذي يُقدر بمليارات الدولارات, ويتحدث أيضا عن كيفية استيلاء عصابات الموساد على حصة كبيرة من أموال الفاتيكان, بعد توصلهم إلى أرقام حساباته السرية عن طريق الايطالي (روبرتو كالفي), الذي وجدوه مشنوقا عام 1989 تحت جسر لندن, ولم يشفع له ارتباطه الماسوني الوثيق بالمحفل الاسكتلندي الأعظم. . .


مؤامرات دولية قذرة
يعترف (جوردون) في كتابه على قيام عناصر الموساد بسرقة الملفات السرية التي كانت محفوظة في حقائب حصينة بحوزة ضباط المخابرات المركزية الأمريكية, الذين كانوا من بين ركاب طائرة البان أمريكان, التي تفجرت فوق مدينة لوكربي, وان عناصر الموساد سرقوا تلك الملفات السرية, وأخفوها بعيداً بمساعدة المخابرات البريطانية, وكانت تلك الملفات عبارة عن وثائق دامغة تؤكد تورط إسرائيل بتجارة المخدرات في كولومبيا والشرق الأوسط. .
ويعترف (جوردن) في محل آخر عن تورط الموساد ببيع أسرار التكنولوجيا العسكرية الأمريكية, ودورها في حماية الأثرياء اليهود المطلوبين للعدالة الدولية, عن طريق احتضانهم باعتبارهم من المواطنين العائدين بموجب أحكام قانون (العودة اليهودي), ويكشف أيضا العلاقات المشبوهة للموساد مع أقطاب الجريمة العالمية المنظمة, وضلوع جهاز الموساد بتهريب المنتجات الإسرائيلية إلى الأقطار العربية بكل الوسائل الاحتيالية المتاحة, وضلوعها بتبييض (غسل) الأموال القذرة, ودفن النفايات النووية والكيماوية في أراض عربية محتلة أو متاخمة لحدود الدول العربية, وابتزاز المؤسسات الإنتاجية العالمية, والتدخل في الشؤون الداخلية للكثير من الدول الأوربية, وإقامة علاقات سرية منفردة مع كل بلد عربي على حدة, والتنسيق معه لتقديم الخدمات التآمرية, ومن ثم ابتزازها كل على حدة, بمعنى ان عصابات الموساد استفردت بالأقطار العربية وأخضعتها للابتزاز والمساومات التي لا نهاية لها, ثم استغلت التركيبات السكانية المعقدة لكل بلد عربي, وانتهزت الفرص لزرع الخلافات العرقية, وبث النعرات الطائفية, وتأجيج النزاعات القديمة, وإشاعة الفوضى, ونشر الفساد, وتخريب البنية الاجتماعية, فما الذي نتوقعه أكثر من شرذمة خرجت من مستنقعات الرذيلة, ونشأت في أحضان المنظمات الظلامية الغارقة في الممارسات الوثنية المعادية للجنس البشري. . .
  

خطبة الجمعة للدكتور عائض القرني من مسجد الحصري
خطبة الجمعة يوم 4-1-2013 الدكتور عائض القرني من مسجد الحصري

ممَا جَاءَ فِي : يُحَرَّمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يُحَرَّمُ مِنْ النَّسَبِ


ممَا جَاءَ فِي :
يُحَرَّمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يُحَرَّمُ مِنْ النَّسَبِ )
و نبدأ على بركة الله كتاب الرضاع
الحلقة 3063 "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رضى الله تعالى عنهم

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنْ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنْ النَّسَبِ )

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَعن / ابْنِ عَبَّاسٍ / رضى الله تعالى عنهما
وَ عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ حَبِيبَةَ / رضى الله تعالى عنها
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِيٍّ حَسَنٌ صَحِيحٌ

الشــــــــــــروح

بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَ كَسْرُهَا لُغَةٌ ، وَ هُوَ قَوْلُ الْقَاضِي عِيَاضٌ :
وَ الرَّضَاعُ وَ الرَّضَاعَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ كَسْرِهَا فِيهِمَا ، وَ أَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ الْكَسْرَ فِي الرَّضَاعَةِ ،
وَ هُوَ مَصُّ الرَّضِيعِ مِنْ ثَدْيِ الْآدَمِيَّةِ فِي وَقْتٍ مَخْصُوصٍ ، وَ هُوَ يُفِيدُ التَّحْرِيمَ قَلِيلًا كَانَ ،
أَوْ كَثِيرًا إِذَا حَصَلَ فِي مُدَّةِ الرَّضَاعِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ ،
و قَالَ الشَّافِعِيُّ لَا يَثْبُتُ التَّحْرِيمُ إِلَّا بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ ،
و مُدَّةُ الرَّضَاعَةِ ثَلَاثُونَ شَهْرًا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ ،
وَ قَالَ أَبُو يُوسُفَ وَ مُحَمَّدٌ سَنَتَانِ ، و بِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَ أَحْمَدُ ، وَ غَيْرُهُمَا .

يُحَرَّمُ : أي صِيغَةُ الْمَجْهُولِ مِنَ التَّحْرِيمِ . 
قَوْلُهُ : ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنْ النَّسَبِ )

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الرَّضَاعَ يَنْشُرُ الْحُرْمَةَ بَيْنَ الرَّضِيعِ وَ الْمُرْضِعَةِ وَ زَوْجِهَا ،
يَعْنِي : الَّذِي وَقَعَ الْإِرْضَاعُ بَيْنَ وَلَدِهِ مِنْهَا ، أَوْ السَّيِّدِ فَتُحَرَّمُ عَلَى الصَّبِيِّ ؛
لِأَنَّهَا تَصِيرُ أُمَّهُ ، وَ أُمُّهَا ؛ لِأَنَّهَا جَدَّتُهُ فَصَاعِدًا ، وَ أُخْتُهَا ؛ لِأَنَّهَا خَالَتُهُ ،
وَ بِنْتُهَا ؛ لِأَنَّهَا أُخْتُهُ ، وَ بِنْتُ بِنْتِهَا فَنَازِلًا ؛ لِأَنَّهَا بِنْتُ أُخْتِهِ ،
وَ بِنْتُ صَاحِبِ اللَّبَنِ ؛ لِأَنَّهَا أُخْتُهُ ، وَ بِنْتُ بِنْتِهِ فَنَازِلًا ؛ لِأَنَّهَا بِنْتُ أُخْتِهِ ،
وَ أُمُّهُ فَصَاعِدًا ؛ لِأَنَّهَا جَدَّتُهُ ، وَ أُخْتُهُ ؛ لِأَنَّهَا عَمَّتُهُ ،
وَ لَا يَتَعَدَّى التَّحْرِيمُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قَرَابَةِ الرَّضِيعِ .
فَلَيْسَتْ أُخْتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ أُخْتًا لِأَخِيهِ ، وَ لَا بِنْتًا لِأَبِيهِ إِذْ لَا رَضَاعَ بَيْنَهُمْ ،
وَ الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ سَبَبَ التَّحْرِيمِ مَا يَنْفَصِلُ مِنْ أَجْزَاءِ الْمَرْأَةِ وَ زَوْجِهَا ،
وَ هُوَ اللَّبَنُ ، فَإِذَا اغْتَذَى بِهِ الرَّضِيعُ صَارَ جُزْءًا مِنْ أَجْزَائِهِمَا ،
فَانْتَشَرَ التَّحْرِيمُ بَيْنَهُمْ بِخِلَافِ قَرَابَاتِ الرَّضِيعِ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْمُرْضِعَةِ ،
وَ لَا زَوْجِهَا نَسَبٌ ، وَ لَا سَبَبٌ . انْتَهَى ،
قَالَ الْعُلَمَاءُ يُسْتَثْنَى مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ ( يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ )
أَرْبَعُ نِسْوَةٍ يَحْرُمْنَ فِي النَّسَبِ مُطْلَقًا ،
و فِي الرَّضَاعِ قَدْ لَا يَحْرُمْنَ :
الْأُولَى - أُمُّ الْأَخِ فِي النَّسَبِ حَرَامٌ ؛ لِأَنَّهَا إِمَّا أُمٌّ وَ إِمَّا زَوْجُ أَبٍ ، ،
و فِي الرَّضَاعِ قَدْ تَكُونُ أَجْنَبِيَّةً فَتُرْضِعُ الْأَخَ فَلَا تَحْرُمُ عَلَى أَخِيهِ .
الثَّانِيَةُ - أُمُّ الْحَفِيدِ حَرَامٌ فِي النَّسَبِ ؛ لِأَنَّهَا إِمَّا بِنْتٌ ، أَوْ زَوْجُ ابْنٍ ،
و فِي الرَّضَاعِ قَدْ تَكُونُ أَجْنَبِيَّةً فَتُرْضِعُ الْحَفِيدَ فَلَا تَحْرُمُ عَلَى جَدِّهِ .
الثَّالِثَةُ - جَدَّةُ الْوَلَدِ فِي النَّسَبِ حَرَامٌ ؛ لِأَنَّهَا إِمَّا أُمٌّ ، أَوْ أُمُّ زَوْجَةٍ ،
و فِي الرَّضَاعِ قَدْ تَكُونُ أَجْنَبِيَّةً أَرْضَعَتِ الْوَلَدَ فَيَجُوزُ لِوَالِدِهِ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا .
الرَّابِعَةُ - أُخْتُ الْوَلَدِ حَرَامٌ فِي النَّسَبِ ؛ لِأَنَّهَا بِنْتٌ ، أَوْ رَبِيبَةٌ ،
و فِي الرَّضَاعِ قَدْ تَكُونُ أَجْنَبِيَّةً فَتُرْضِعُ الْوَلَدَ فَلَا تَحْرُمُ عَلَى الْوَلَدِ ،
و هَذِهِ الصُّوَرُ الْأَرْبَعُ اقْتَصَرَ عَلَيْهَا جَمَاعَةٌ وَ لَمْ يَسْتَثْنِ الْجُمْهُورُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ .

، و فِي التَّحْقِيقِ لَا يُسْتَثْنَى شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُنَّ لَمْ يَحْرُمْنَ مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ ،
وَ إِنَّمَا حَرُمْنَ مِنْ جِهَةِ الْمُصَاهَرَةِ ، و اسْتَدْرَكَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أُمَّ الْعَمِّ وَ أُمَّ الْعَمَّةِ ،
وَ أُمَّ الْخَالِ وَ أُمَّ الْخَالَةِ ، فَإِنَّهُنَّ يَحْرُمْنَ فِي النَّسَبِ لَا فِي الرَّضَاعِ ،
وَ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى عُمُومِهِ ، كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي ،
و قَالَ النَّوَوِيُّ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى ثُبُوتِ حُرْمَةِ الرَّضَاعِ بَيْنَ الرَّضِيعِ وَ الْمُرْضِعَةِ ،
وَ أَنَّهُ يَصِيرُ ابْنُهَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ نِكَاحُهَا أَبَدًا ، وَ يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهَا وَ الْخَلْوَةُ بِهَا وَ الْمُسَافَرَةُ ،
وَ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْأُمُومَةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، فَلَا يَتَوَارَثَانِ ،
وَ لَا يَجِبُ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَفَقَةُ الْآخَرِ ، وَ لَا يُعْتَقُ عَلَيْهِ بِالْعِتْقِ ،
وَ لَا تُرَدُّ شَهَادَتُهُ لَهَا ، وَ لَا يَعْقِلُ عَنْهَا ، وَ لَا يَسْقُطُ عَنْهَا الْقِصَاصُ بِقَتْلِهِ .
فَهُمَا كَالْأَجْنَبِيَّيْنِ فِي هَذِهِ الْأَحْكَامِ . انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ )

 أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ : يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ ، و أَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّ ، وَ غَيْرُهُ .
( وَ ابْنِ عَبَّاسٍ ) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَ مُسْلِمٌ بِلَفْظِ :
يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَنْ يَحْرُمُ مِنَ الرَّحِمِ ، و فِي لَفْظٍ مِنَ النَّسَبِ

حشرات عجيبة .. سبحان الخالق ..


حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. 




حينما يشاهد الإنسان مثل هذه المخلوقات العجيبة , لا يملك إلا أن يقول ..
(( هذا خلق الله , فأروني ماذا خلق الذين من دونه ))

 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
colourful wings حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني
 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثاني





























  حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير



 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير

 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير



 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير


 حشرات عجيبة .. سبحان الخالق .. الجزء الثالث والأخير