إسماعيل الحبروك
( 1344 - 1381 هـ)
( 1925 - 1961 م)
ولد ببلدة «أبو حمص» (محافظة البحيرة - غربيّ الدلتا - مصر)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مسقط رأسه، ومدينة دمنهور، والإسكندرية، والقاهرة.تلقى تعليمه قبل الجامعي في دمنهور، ثم التحق بكلية الحقوق - جامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1948.
راسل عدداً من الصحف منها «الزمان» و«روز اليوسف»، وبدأ نشاطه الصحفي بالمراسلة وهو طالب، وقد انتقل إلى القاهرة عقب تخرجه، حيث عمل في دار الهلال، والشعب التي رأس تحريرها، ومجلة الجيل الجديد، وعمل أيضاً رئيساً لتحرير جريدة الجمهورية، كما عمل بالأهرام عدة سنوات.
كان شاعراً وزجالاً وكاتب مقالة، وقصصياً، ومؤلفاً للأغاني، وله إنتاج معدود فيها جميعاً، وبخاصة كتابة الأغنية والقصة.
نال جائزة الدولة سنة 1956 عن أحسن مجموعة أغان وطنية، وجائزة الدولة عام 1957 عن أحسن مقال صحفي - ونال وسام النجمة المغربي من الملك محمد الخامس.
الإنتاج الشعري:
- ليس له ديوان، وقصائده منشورة بالصحف التي عمل بها، وله ثلاث قصائد نشرتها مجلة الراديو المصري: «تقولين»: 9/11/1946 - «أنشودة الحرمان»: 22/3/1947 - «أين الربيع» 24/5/1947، وله قصيدة في حريق القاهرة (يناير 1952) نشرها أحمد بهاء الدين في كتابه: فاروق ملكاً.
الأعمال الأخرى:
- أولاً: ألف رواية واحدة، وأربع مجموعات قصصية، وقصصًا أخرى متناثرة، وترجم رواية «هاربة من الليل»: مجموعة قصصية - الكتاب الذهبي - روز اليوسف 1957، و«زوجة للبيع»: مجموعة قصصية - الدار المصرية للطباعة والنشر 1958، و«امرأة بلا مقابل»: مجموعة قصصية - الشركة العربية - الكتاب الفضي 1958، و«الزوجة العذراء»: رواية - الدار المصرية للطباعة والنشر 1959، و«بقايا عذراء»: مجموعة قصصية - الكتاب الذهبي - روز اليوسف 1961، و«القلب الشجاع» - ترجمة - دار المعارف بمصر 1962.
- ثانياً:ألف عددًا كبيراً جداً من المقالات نشرت في الصحف التي عمل بها.
الاتجاه السائد في شعره عاطفة الحب، والوطنية، والقصائد القلائل التي بين أيدينا منوعة القافية، وهذا مؤشر على رصيده اللغوي، ونزعته الغنائية معاً، في شعره شجن وحزن، ولديه حدس جيد التوقع، فآخر ما غنى له أهل الطرب كان يعكس شعوراً
بقرب الرحيل.
كانت مقالاته أشد حدة من قصائده، وقد منع من الكتابة الصحفية زمناً بسبب مقال هاجم فيه الشيخ أحمد حسن الباقوري (وزير الأوقاف) آنذاك.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد بهاء الدين: فاروق ملكاً - مكتبة الأسرة - القاهرة 1999.
2 - سيد حامد النساج: دليل القصة المصرية القصيرة، صحف ومجموعات - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1972.
3 - علي شلش: دليل المجلات الأدبية - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1985.
الشاعر الراحل إسماعيل الحبروك صاحب مجموعة بديعة من الأغانى الوطنية مثل إحنا الشعب، يا أغلى اسم فى الوجود، أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد، يا جمال يا حبيب الملايين، وعن الحب والمشاعر كتب أرق الأغانى التى تغنى بها العندليب الأسمر وفايزة أحمد ومحرم فؤاد: أسمر يا اسمرانى، تخونوه، مالكش دعوة بيا، اوعى تكون بتحب يا قلبى.. التقينا حسين الحبروك ابن الشاعر الكبير ليخبرنا عن بداية والده ومحطات حياته وكيف تكونت مشاعر وشخصية الكاتب والشاعر إسماعيل الحبروك.
• لمحات عن إسماعيل الحبروك
إسماعيل حسين الحبروك ولد ببلدة أبوحمص التابعة لمحافظة البحيرة كان والده يمتلك مضربًا للأرز وعاش فى مسقط رأسه فترة قبل انتقاله إلى دمنهور، ثم إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة، تلقى تعليمه قبل الجامعى فى دمنهور ثم التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية وتخرج فيها عام 48 ولد فى يناير 1925 وتوفى 1961، راسل الحبروك عددًا من الصحف منها الزمان و«روزاليوسف» وبعد انتقاله إلى القاهرة عقب تخرجه عمل فترة فى «روزاليوسف» ثم انتقل بعدها إلى دار الهلال، ثم رئيسا لتحرير جريدة الشعب ثم انتقل إلى أخبار اليوم وترأس تحرير مجلة الجيل ثم رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وعمل بالأهرام لعدة سنوات.. كان شاعرًا وزجالاً وكاتب مقال وقصة ومؤلفا للأغانى وله إنتاج معدود فيها جميعا خاصة فى كتابة الأغنية والقصة.
نال جائزة الدولة عام 56 عن أحسن مجموعة أغانى وطنية وجائزة الدولة عام 57 عن أحسن مقال صحفى ونال وسام النجمة المغربية من الملك محمد الخامس.
إسماعيل الحبروك لم تكن له دواوين ولكن قصائده منشورة بالصحف التى عمل بها.
• أعماله الأدبية
أما أعماله الأدبية فقد كتب رواية واحدة وأربع مجموعات قصصية وقصصًا أخرى متناثرة منها «هاربة من الليل» مجموعة قصصية نشرت فى الكتاب الذهبى لمجلة روزاليوسف و«زوجة للبيع» وهى مجموعة قصصية أخرى وامرأة بلا مقابل ورواية «الزوجة العذراء» و«بقايا عذراء» وهى رواية طويلة تم إعدادها كفيلم بطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين، كتب الحبروك عددًا كبيرًا من المقالات ونشرت فى الصحف التى عمل فيها.
• شاعر العاطفة والوطن
الاتجاه السائد فى شعره الحب والعاطفة والوطنية وقصائده منوعة القافية وهذا مؤشر على رصيده اللغوى ودائما ما كان يعكس شعورا بقرب الرحيل، وكانت مقالاته أشد حدة من قصائده وتم منعه من الكتابة لمدة وصلت إلى عام وكان وقتها رئيسا لتحرير جريدة الشعب وكان بسبب مقال هاجم فيه الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف وقتها.
• طفولته
قصته فى كتابة الشعر بدأت بوالدته وكان ذلك فى الربع الأول من القرن العشرين، وفى بدايات القرن العشرين لم تكن المرأة تحظى بقدر وفير من العلم ومن الحرية، ولكن والدته هى من حببته فى الشعر وزرعته بداخله، فهى كانت تردد الشعر بشكل عفوى أمامه، وبدأ يكتب شعرًا وهو فى المرحلة الثانوية.
• تأثير النشأة عليه
معظم أهالى الريف يتميزون بإحساس التذوق العالى أكثر من أهالى المدن وهذا لطبيعة البيئة هناك وانبساط الأفق وسعته والطبيعة تجعل الإحساس مرهفًا أكثر، حيث على امتداد البصر لا يوجد سوى الطبيعة ولا يوجد عمارات تحد البصر ولا سيارات ولا ضوضاء، فالحياة فى الريف أكثر سهولة فى كل شيء والمعاناة أقل فهناك كل العوامل التى تساعد على التفوق بشكل أكبر.
له قصيدة تحت عنوان «الحرمان» أنا المحروم يا دنيا وحرمانى بلا أخر ف مالى أمس أذكره/ ولا يوم ولا باكر أعيش بغير ما ذكرى ولا أمل ولا خاطر، فمن غيرى بلا ماض ولا غيب ولا حاضر/ أنا المحروم يا دنيا أنا فى روضة الفيحاء محروم/ وفى البيد، فلا فى الروض أزهار ولا حلو عناقيد/ ولا البيد تعى شعرى ولا تصغى لترديدي/ أنا فى مأتمى مرح وأبكى ليلة العيد من الحرمان/ يا دنيا أنا فى البر محروم ومحروم على اليابس/ فلا فى البحر شطئان تلوح لقلبى اليائس ولا فى البر إشراق يداعب روحى اليائس، ظلام يشمل الدنيا وغمر كله دامس من الحرمان/ يا دنيا أنا المحروم من ليلى وفى القلبين أشواق إذا ما جئتها ليلا يفل العزم أشفاقا وأما طلع الصبح فما فى الصبح عشاقا/ فلا لليل ولا صبح وفى جنبى خفاقا من الحرمان يا دنيا».
هذان البيتان يحملان أجمل أحاسيسه وأصدقها: «أنا فى الحانة الحمراء محروما وفى المسجد/ فبين الصخب فى الحانات عبد ناسك يزهد وفى المسجد فى الميقات/ لم أركع ولم أسجد فلا أنا مؤمن صلى ولا أنا كافر الحد».
• تقولين
تقولين لم أملأ حياتك كلها وفيها فراغ سوف يشغله غيري/ وأنت حياتى يا حياتى فان مت فحبك لى عمر يزيد على عمري/ فيا جنتى مهما عصيتك عامدا وياجنتى مهما تماديت فى الكفر/ زراعاك لى دنيا ساحيا بظلها وقلبك لى قبرا إذا غبت فى القبر/ تقولين أن تنظر لغيرى فأننى أغير على حبى وأخشى على طيري/ دعينى ففى رؤى سواك تصوف ولون من التبكير والزهد والصبري/ وأنتى نعيم الله أقبلت بعدما يأست من النعماء والفضل والخير/ وأخشى على هذا النعيم الذى معى يضيع أن توانيت فى الشكر».
القصيدة التى كتبها فى حريق القاهرة، قصيدة شهيرة كتبها فى يناير عام 52 نشرت فى كتاب أحمد بهاء الدين ( فاروق ملكا ):
سأنام حتى لا أرى وطنى يباع ويشتري/ ولمن يباع ومن يبيع إنجلتر لـ إنجلترا/ سأنام حينا يا رفاق كى لا أرى شعبى يساق لعناق قاتله العزيز/ وشرب نخب الاتفاق جزاركم يلهو بكم وبكفه دمكم مراق/ سأنام قبل العاشرة وتنام مثلى القاهرة نمنا وظلت بعدنا عين المفاوض ساهرة/ سأنام كلا لن أنام ولن أدع أحدا ينام سأسير أصرخ فى الدجي/ متحديا هذا الظلام، ويقال من أنت لن أخشى سأمضى للأمام برصاصهم صنعوا السلام فقل على مصر السلام.
• علاقته بوالده
كان له أخ أكبر منه خريج هندسة الإسكندرية وكان يحب فتاة فى دمنهور وكان يتمنى الزواج بها وهى كانت تشجعه على النجاح دائما لإتمام الزواج خاصة أن ابن عمها كان يريد الزواج بها، وفى عام تخرجه بعد نجاحه كان يريد إبلاغها كان يسير بين عربات القطار للإسراع وسقط ولقى مصرعه فتوفى الأب بعدها بعام أو عام ونصف متأثرا بحزنه على ابنه وكان إسماعيل الحبروك وقتها فى المرحلة الابتدائية.
• دخوله الفن بشكل احترافى
التقينا بصديق عمره الإعلامى فهمى عمر الذى روى لنا ذكرياته مع إسماعيل الحبروك قال:
أنا التقيت بإسماعيل الحبروك فى الإسكندرية سنة 1945 كنت فى أولى حقوق وهو فى ثالثة وكان هو فى تلك الأيام نجم نجوم جامعة الإسكندرية وكلية الحقوق على وجه الخصوص لعدة أسباب لأنه شاعر الكلية، أديب الكلية، قائد مظاهرات الكلية ضد الاحتلال الإنجليزى ويعمل مراسلا ومدير مكتب لجريدة روزاليوسف فى عز مجدها ويكتب أسبوعيا قصة قصيرة فى روزاليوسف وكنا نتابعها من أجل قراءة ما يكتبه إسماعيل الحبروك، بالإضافة إلى أن أجره وقتها أثناء الدراسة يصل إلى 15 جنيها، وكان بهذا نعتبره نجم الكلية اللامع فمن نجوميته أنه يصعد على مائدة فى منتصف الكلية ليلقى خطبة أو قصيدة فنذهب كلنا خلفه ونهتف يسقط الاستعمار فهو كان مشهورًا وكل الطلبة يعرفونه ويشيرون إليه دائما، بالإضافة إلى أنه معروف فى مجتمع الإسكندرية ويدعى إلى جميع المناسبات الاجتماعية والحفلات فى الإسكندرية ويدعى إلى الأندية الكبرى مثل سبورتنج والصيد بصفته نجما من نجوم الإسكندرية، وليس الكلية فقط فهو كان شخصية متفردة وصنع نجوميته بنفسه وبأدبه وقصصه وأغانيه.. ومرت الأيام وتخرج قبلى بعامين وكانت مفاجأة جميلة جدا عندما التحقت بالإذاعة المصرية عام 50 التقيت بإسماعيل الحبروك مرة ثانية وهو واحد من نجوم الصحافة فى مصر وواحد من كبار الكتاب فى مجلة روزاليوسف ثم ذهب إلى الجمهورية ثم مجلة الجيل الجديد كرئيس لتحريرها وأنا بدأت فى تقديم برامج فى الإذاعة وأحرص على استضافة إسماعيل الحبروك بين حين وآخر وكان يرسل لى قصة من قصصه القصيرة أقدمها فى برامجى واستمرت الصداقة بيننا لسنوات، وفى إحدى المرات كنت فى روما سنة 1960 كنت أذيع أخبار الدورة الأوليمبية فى روما وأثناء وجودى هناك فوجئت بإسماعيل الحبروك أمامى فى أحد شوارع روما وأسكننى معه فى البانسيون الذى يقيم فيه واستضافنى لمدة عشرة أيام وكان هذا فى شهر أغسطس، ولم يمهله القدر كثيرا لأنى فوجئت أنه فى مارس عام 1961 رحل إسماعيل الحبروك.
• بدايته مع كتابة الأغنية فى عام 1954
الشيخ أحمد حسن الباقورى ذهب إلى رئيس مجلس قيادة الثورة وقال له أنا المدنى الوحيد فى مجلس قيادة الثورة وكلكم ضباط وإسماعيل الحبروك هاجمنى فى جريدة الشعب «منع بعدها الحبروك من الكتابة وكان يرسل إليه المرتب كل شهر وكان يصمم ألا يأخذ هذا المرتب وكان هذا سبب شجار مع والدتى التى كانت تحاول إقناعه باستلام مرتبه من أجل أبنائه، فكان يتقبله على مضض بسبب أنه يتقاضاه دون أن يقدم عملاً، فدخل وقتها فى كتابة الأغنية فهو كان شاعرًا، الذى أمسك بيده وقدمه للإذاعة كشاعر للأغنية هو الأستاذ فهمى عمر، فهو قدمه وقتها لحافظ عبدالوهاب الذى كان يشغل وقتها منصب «رئيس قسم الموسيقى والغناء» وعرفه له على أنه أحد أكبر شعراء ثورة طلبة جامعة الإسكندرية
ومن هنا يضيف فهمى عمر:
من هذا التاريخ بدأت حكاية إسماعيل الحبروك مع الفنانين وتقدم الإذاعة أغانيه فكانت الإذاعة وقتها.. مختارات الإذاعة وأغنيات أنتجتها الإذاعة للحبروك بالمئات وهو لم يكن بحاجة لمساعدة أحد فإنتاجه وأشعاره تتحدث عن نفسها، ثم انطلق إلى كتابة الأغنيات للأفلام فغنت له شادية وعبد الحليم، فريد الأطرش، محرم فؤاد.
• أغانيه الوطنية
كتب الحبروك مجموعة من أفضل الأغانى الوطنية التى علقت فى ذاكرة الوطن، وظل الناس يرددونها حتى وقتنا هذا ومن أشهرها أغنية: «يا أغلى اسم فى الوجود» التى منح الرئيس جمال عبد الناصر المطربة نجاح سلام الجنسية المصرية بعد غنائها.. حصل على جائزة عن مجموعة أفضل أغانى وطنية عن حرب 56 التى من بينها «يا أغلى اسم فى الوجود، دع سمائى، أمانة عليك يا مسافر بورسعيد».
والأغنية الأخيرة هذه لها قصة طريفة فأيام حرب 56 كان المؤلفون والملحنون يتواجدون بشكل دائم فى مبنى التليفزيون ويجلسون على سلم الإذاعة ويعملون على أغانيهم فكتب إسماعيل الحبروك «أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد.. أمانة عليك أمانة.. لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد».
وكانوا يقومون بتلحين الأغنية علموا أن الرقابة معترضة على الأغنية وصعد إسماعيل الحبروك للمسئولين عن الرقابة ليعلم سبب الرفض ووجه الاعتراض، خاصة أنها أغنية وطنية، فأخبروه أن جملة «لتبوس لى كل إيد».. تحمل بعض المهانة، فرد عليه أبى أن من يذهب للحرب وارد أن يستشهد وأن الشهداء مبشرون بالجنة وأنا أتمنى أن أقبل يد المبشرين بالجنة، فاقتنعت اللجنة وحصلت الأغنية على موافقة الرقابة.
• كتابة القصص القصيرة
إسماعيل الحبروك كان يلتقط القصة من الحياة وكان له قصة رغم أنها قصة قصيرة إلا أنها تحولت إلى فيلم روائى شهير وهى قصة «قلبها الجديد» مثلتها بعد هذا ليلى مراد، كان إسماعيل الحبروك يحب صوت ليلى مراد جدا ويتمنى أن يكتب لها أغنية، وكتب لها أغنية وأعطاها لبليغ ليلحنها، وكان التلحين والبروفات تتم فى معهد الموسيقى العربية وكان بليغ يدندن بها فدخل عبدالحليم حافظ وسمع كلمات الأغنية وكان بليغ مشهورًا وسط أصدقائه باسم «بلبل» فدخل عبدالحليم ليقول له: «بلبل أغنية مين دى؟» فقال لها: إنها أغنية ليلى مراد، فقال له «مين اللى كاتبها؟» فأخبره أنه إسماعيل الحبروك فقال له إسماعيل هو من كتب لى أغانى الوسادة الخالية كلها وهذه الأغنية تمشى مع سياق الفيلم فذهب بعدها بليغ حمدى وعبدالحليم حافظ وإسماعيل الحبروك وصلاح أبوسيف مخرج الفيلم إلى ليلى مراد فى منزلها لاستئذانها أن تترك لهم الأغنية، فوافقت وقالت: إن عبدالحليم هو صوت الغد، ولكن «عايزة أسألك سؤال يا إسماعيل.. الصدق فى الأغنية دى جبته منين؟» قال: لها إن السبب فى هذا الصدق هو باب كان يقدمه فى مجلة روزاليوسف اسمه «جراح قلب» ومن كم رسائل الخيانة التى تصلنى أوحت لى بهذه الأغنية، وهذه الأغنية كانت «تخونوه»، وهذه كانت أول لقاء بين عبدالحليم حافظ وبليغ حمدى.
وكان يوقع فى هذا الباب باسم «أمينة» باعتبار أنها امرأة ومن المعروف أن المرأة تفتح قلبها للمرأة بشكل أكبر، واسم أمينة.. كان من منطلق أنها أمينة على أسراركم. ومن المواقف الطريفة لهذا الباب أن هناك جمعية نسائية قد أرسلت خطابا لإسماعيل الحبروك على أنه أمينة لحضور ندوة عن خيانة الرجل وقسوته مع المرأة فأخذ الجواب وذهب به إلى إحسان عبد القدوس وكانت هذه من القصص الطريفة.
• إسماعيل الحبروك و«روزاليوسف»
بسبب مراسلته لـ «روزاليوسف» فى فترة الجامعة مقابل 15 جنيهًا، فإنه ذهب بعد التخرج والزواج بمصوغات التعيين إلى المؤسسة ففوجئ أن المرتب وصل إلى 12جنيهًا فذهب إلى إحسان وقال له ضاحكا: هل يعقل أن يكون مرتبى وأنا طالب وعازب 15جنيهاً والآن متزوج وأعول 12جنيهًا؟
كان الأساس لدى إسماعيل الحبروك عنده هو الشعر دونا عن كل مواهبه وهذا لأنه بدأه وهو فى سن صغيرة جدا قبل سن الجامعة بسنوات وفى الجامعة كان يكتب قصائد أكثر.
فى فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت الكتابة أكثر ازدهارا خاصة من ناحية الحب وإسماعيل الحبروك سواء فى كتابة القصيدة أو القصة القصيرة المشكلة عنده تكمن فى البداية، فمجرد البداية فى الكتابة ينطلق قلمه وينساب، نحن كنا نسكن فى الزمالك وعمله فى الجمهورية وهذه المسافة لا تتعدى العشر دقائق فكان يستطيع أن يكتب أغنية فى هذه المسافة مادام أن مطلع هذه الأغنية فى ذهنه، وكانت أمى قالت لى مرة إن هناك «مطلع» واحد هو الاستثناء، فلم يستطع أن يكمله وأنا لا أعرف لماذا ولا هى أيضا وهو:
«فرق كبير بين قلبى وقلبك أنت نسيت وأنا لسه بحبك»
فقلت لها يا أمى لعله لم يستطع أن يكمله لأن هذا ليس «مطلع» بل هذا كلام شخص.
بتسأل ليه عليا.. مالكش دعوة بيا.
أخى الصغير رحمة الله عليه كان مات شهيدًا كان لديه كلمة ما دائما يرددها وهى «مالكش دعوة بيا» فأخذها إسماعيل الحبروك وصاغها أغنية من أشهر أغانى فايزة أحمد.
«بتسأل ليه عليا وتقول وحشاك عينيا هاخاصم عينيا لو تسأل عليك»
• حنانه وعاطفته الواضحة
عرف عنه حنانه الشديد لدرجة أن أحد أبناء أصدقائه أطلق عليه اسم «إسماعيل الحبوب» وبعد وفاته أمى كانت دائما تبكيه بفظاعة فهو أعطاها الحب كله فى وقت قليل بحكم قصر عمره، وكانت دائما ما تتذكر بيتين من الشعر العربى القديم كان يرددهما لها فهى كان اسمها «سعاد» وكان يقول لها:
«بانت سعاد وقلبى اليوم متبول.. متيم أثرها لم يفد مكبول»
فهو كان حساسا جدا ومتعلقًا أشد التعلق بأمه فأنا عايشت هذا معه فهى كانت تعيش فى الإسكندرية وفى مرة كان يحدثها فوجد نبرة صوتها مختلفة فسألها ما بها قالت له إنها فقط كانت نائمة لم يطمئن عليا إلا بعد أن أخذ القطار للإسكندرية ورأها وقبل يدها وعاد إلى القاهرة فى نفس اليوم، كل هذه الحساسية والرهافية تميز إسماعيل الحبروك شخصيته وكتاباته وتكونت لديه فى اللاشعور.
• أم عيون زرقا
أمى كانت على قدر من الجمال وهو من اللامعين وسيم وجميل الهيئة والمعشر وكان رجلاً لا يقاوم وحسن الكلام معروفاً لدى الجميع، الواقعة التى كانت أمى ترددها دائما أن يوم عقد قرانهما اشترى تذكرتين وذهبا الحفلة وقال لها : «انتى الوحيدة اللى أم كلثوم غنت فى فرحها» وهى لم تكن لها أى علاقة بالوسط سوى أنها زوجة إسماعيل الحبروك فكان يرفض احتكاكها به والذهاب إلى الحفلات وغيره.
أثناء وجوده معها ومع أصدقائهما فى الحفلات الاجتماعية كانوا يمزحون معها ليثيروا غيرتها قائلين: «زوجك ده بيضحك عليكى انتى بيضاء وهو كاتب «أسمر يا أسمراني» شوفى كتبها لمين؟» كانت هذه دائما مزحة بينهم ليقول لها دى خواطر وأكل عيش علشان الولاد، وكان يثق فى رأيها ويقول مراتى لم تقل لى الله على أغنية ولم تنجح فكانت مستمعة ومتذوقة لأشعاره، كانت أمى عيناها تميلان للزرقة ففى إحدى المرات كان يصالحها فقال لها: «دقاتك مش دى دقات لا وحياتك ناقصين دقة مين اللى خدتها فين ودتها أوعى تكون أم عيون زرقا، محناش قد الشوق والفرقة» وغناها بعد هذا محرم فؤاد.
• إسماعيل الحبروك الأب
حنين زيادة عن اللزوم.. وأنا صغير عملت حادثة بالعجلة وكسرت يدى وهو كان سيسافر فى رحلة عمل إلى اليابان فى صباح اليوم التالى ولكنه لغى هذه السفرية، حيث كانت دعوة لرؤساء التحرير ورغم أهميتها لكنه رفض أن يسافر رغم محاولات أمى لطمأنته.
كان من أقرب أصدقائه من الشعراء محمد التهامى ومن الوسط الصحفى محسن محمد وصلاح منتصر وأحمد رجب، ومن المطربين نجاة ومحرم فؤاد وعبد الحليم حافظ وكارم محمود وكان من أكثر المطربين قربا لقلبه وأحبه كثيرا.
• الإحساس بدنو الأجل وسمة الحزن الغالبة على كلمات أغانيه
حسين الحبروك «الصدق كان ظاهرا فى شعره وسمة الحزن فى قصائده فلا نعلم هل هو إحساس بدنو الأجل أم ماذا؟ فرغم صغر سنه وقت وفاته إلا أنه حدثت أكثر من مصادفة جعلت جميع من حوله شعروا أنه كان لديه إحساس بدنو أجله».
يقول ابنه حسين:
الإحساس بالموت مثله مثل الميلاد فنحن لا نعرف متى نولد ولا متى نموت ولكن لا أعلم كيف كان لديه هذا الإحساس طوال الوقت ويظهر هذا بوضوح فى كتاباته فأنا كنت أكتب كتابًا عنه فوجدت بيتين كتبهما فى فبراير 61 وهو توفى 16 مارس من نفس العام «ستنسى الناس كل مقالاتى وستبقى فى القلوب من الشعر أبياتى كان عمرى رحلة وقصائدى رحلاتي».
هو مات بنزيف فى المخ كان فى يوم سبت 14 مارس وقت إصابته بالنزيف وقبلها بأسبوع واحد كان قد أعطى الموجى أغنية وقال له الأغنية دى بتاعت محرم فؤاد، وهو وقت دخوله المستشفى أطباء مصر كلها ذهبوا لرؤيته من كل التخصصات فهو شاب فى السادسة والثلاثين من عمره وكاتب معروف، فكان الأطباء يخرجون من عنده فيبكون بالدموع حزنا على حالته، ووقتها كان الموجى قد انتهى من الأغنية وهى التى تقول «يا حبيبى قل لى أخرة جرحى إيه قلبى مجروح من زمان واحترت فيه والطبيب شافنى بكى بدموع عنيه وقال لى جرحك ده مانيش قادر عليه» فما هذه المصادفة العجيبة؟
ومصادفة أخرى أن النزيف أصابه يوم الأحد ويوم السبت كان قد أعطى بليغ حمدى أغنية لنجاة وهذه الأغنية كلماتها «كل شيء راح وانقضى واللى بينا خلاص مضى بس وحياة اللى فات واللى أصبح ذكريات عمرى ما حبيت ولا أتمنيت غيرك انت يا حبيبي».
لعل شجنه وسمة الحزن لديه ترجع إلى وفاة أخيه الصغير فى ريعان شبابه بعد تخرجه ويلحق به والده بعد أن كان يزور قبره يوميا ويبكى عليه إلى أن لحق به بعدها بوقت قصير، بالتأكيد كان هذا سببًا فى لمحة الحزن والشجن فى بعض أغانيه.
• جنازتان
بليغ حمدى كان صديقًا عزيزًا لى واستمرت علاقتنا حتى وفاته وكنا نتقابل ففى مرة أقسم لى أن «كل شيء راح وانقضى» أعاد تلحينها 5 مرات لأنه لم يكن راضياً عنها.
كان هناك أشهر قارئ للكف فى الخمسينيات اسمه جعفر وكان دائما أبى يقيم حفلات ويدعو إليها جعفر على اعتبار أن الفنانين ضيوفه من محبى قراءة الكف وفى آخر حفلة وكانت يوم خميس فقال له «أنا كل مرة أعزمك ولا تقرأ لى الكف» فأخذ جعفر كفه وقرأه له ثم همس له فى أذنه بألا يصدق ما يقال وأن هذا مجرد «أكل عيش» فرآه عبدالحليم حافظ وقال له «بتوشوش إسماعيل بتقول له إيه؟».
جعفر ذهب لحليم وقال له يا حليم: «مش هييجى خميس تانى على إسماعيل الحبروك» ومات إسماعيل الحبروك فى الثلاثاء الذى تلاه، فقارئ الكف هذا لم يرد أن يخبر إسماعيل الحبروك وقال له إن هذا فقط أكل عيش لمجرد تسلية الضيوف ولكنه تنبأ بوفاته وعبدالحليم هو من أخبرنى بهذه القصة وفى النهاية فقراءة الكف هذه علم وتختلف عن قراءة الفنجان ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا.
حسين الحبروك أقيمت له جنازتان واحدة فى دمنهور وكانت جنازة مهيبة وحضرها حتى من لا يعرفه بشكل شخصى، فإذا مرت من أمام محل يغلق صاحبه ليسير وراء الجنازة والأخرى فى القاهرة وأقيمت مدرسة باسمه هناك وشوارع تحمل اسمه فى القاهرة ودمنهور والإسكندرية •
• لمحات عن إسماعيل الحبروك
إسماعيل حسين الحبروك ولد ببلدة أبوحمص التابعة لمحافظة البحيرة كان والده يمتلك مضربًا للأرز وعاش فى مسقط رأسه فترة قبل انتقاله إلى دمنهور، ثم إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة، تلقى تعليمه قبل الجامعى فى دمنهور ثم التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية وتخرج فيها عام 48 ولد فى يناير 1925 وتوفى 1961، راسل الحبروك عددًا من الصحف منها الزمان و«روزاليوسف» وبعد انتقاله إلى القاهرة عقب تخرجه عمل فترة فى «روزاليوسف» ثم انتقل بعدها إلى دار الهلال، ثم رئيسا لتحرير جريدة الشعب ثم انتقل إلى أخبار اليوم وترأس تحرير مجلة الجيل ثم رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وعمل بالأهرام لعدة سنوات.. كان شاعرًا وزجالاً وكاتب مقال وقصة ومؤلفا للأغانى وله إنتاج معدود فيها جميعا خاصة فى كتابة الأغنية والقصة.
نال جائزة الدولة عام 56 عن أحسن مجموعة أغانى وطنية وجائزة الدولة عام 57 عن أحسن مقال صحفى ونال وسام النجمة المغربية من الملك محمد الخامس.
إسماعيل الحبروك لم تكن له دواوين ولكن قصائده منشورة بالصحف التى عمل بها.
• أعماله الأدبية
أما أعماله الأدبية فقد كتب رواية واحدة وأربع مجموعات قصصية وقصصًا أخرى متناثرة منها «هاربة من الليل» مجموعة قصصية نشرت فى الكتاب الذهبى لمجلة روزاليوسف و«زوجة للبيع» وهى مجموعة قصصية أخرى وامرأة بلا مقابل ورواية «الزوجة العذراء» و«بقايا عذراء» وهى رواية طويلة تم إعدادها كفيلم بطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين، كتب الحبروك عددًا كبيرًا من المقالات ونشرت فى الصحف التى عمل فيها.
• شاعر العاطفة والوطن
الاتجاه السائد فى شعره الحب والعاطفة والوطنية وقصائده منوعة القافية وهذا مؤشر على رصيده اللغوى ودائما ما كان يعكس شعورا بقرب الرحيل، وكانت مقالاته أشد حدة من قصائده وتم منعه من الكتابة لمدة وصلت إلى عام وكان وقتها رئيسا لتحرير جريدة الشعب وكان بسبب مقال هاجم فيه الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف وقتها.
• طفولته
قصته فى كتابة الشعر بدأت بوالدته وكان ذلك فى الربع الأول من القرن العشرين، وفى بدايات القرن العشرين لم تكن المرأة تحظى بقدر وفير من العلم ومن الحرية، ولكن والدته هى من حببته فى الشعر وزرعته بداخله، فهى كانت تردد الشعر بشكل عفوى أمامه، وبدأ يكتب شعرًا وهو فى المرحلة الثانوية.
• تأثير النشأة عليه
معظم أهالى الريف يتميزون بإحساس التذوق العالى أكثر من أهالى المدن وهذا لطبيعة البيئة هناك وانبساط الأفق وسعته والطبيعة تجعل الإحساس مرهفًا أكثر، حيث على امتداد البصر لا يوجد سوى الطبيعة ولا يوجد عمارات تحد البصر ولا سيارات ولا ضوضاء، فالحياة فى الريف أكثر سهولة فى كل شيء والمعاناة أقل فهناك كل العوامل التى تساعد على التفوق بشكل أكبر.
له قصيدة تحت عنوان «الحرمان» أنا المحروم يا دنيا وحرمانى بلا أخر ف مالى أمس أذكره/ ولا يوم ولا باكر أعيش بغير ما ذكرى ولا أمل ولا خاطر، فمن غيرى بلا ماض ولا غيب ولا حاضر/ أنا المحروم يا دنيا أنا فى روضة الفيحاء محروم/ وفى البيد، فلا فى الروض أزهار ولا حلو عناقيد/ ولا البيد تعى شعرى ولا تصغى لترديدي/ أنا فى مأتمى مرح وأبكى ليلة العيد من الحرمان/ يا دنيا أنا فى البر محروم ومحروم على اليابس/ فلا فى البحر شطئان تلوح لقلبى اليائس ولا فى البر إشراق يداعب روحى اليائس، ظلام يشمل الدنيا وغمر كله دامس من الحرمان/ يا دنيا أنا المحروم من ليلى وفى القلبين أشواق إذا ما جئتها ليلا يفل العزم أشفاقا وأما طلع الصبح فما فى الصبح عشاقا/ فلا لليل ولا صبح وفى جنبى خفاقا من الحرمان يا دنيا».
هذان البيتان يحملان أجمل أحاسيسه وأصدقها: «أنا فى الحانة الحمراء محروما وفى المسجد/ فبين الصخب فى الحانات عبد ناسك يزهد وفى المسجد فى الميقات/ لم أركع ولم أسجد فلا أنا مؤمن صلى ولا أنا كافر الحد».
• تقولين
تقولين لم أملأ حياتك كلها وفيها فراغ سوف يشغله غيري/ وأنت حياتى يا حياتى فان مت فحبك لى عمر يزيد على عمري/ فيا جنتى مهما عصيتك عامدا وياجنتى مهما تماديت فى الكفر/ زراعاك لى دنيا ساحيا بظلها وقلبك لى قبرا إذا غبت فى القبر/ تقولين أن تنظر لغيرى فأننى أغير على حبى وأخشى على طيري/ دعينى ففى رؤى سواك تصوف ولون من التبكير والزهد والصبري/ وأنتى نعيم الله أقبلت بعدما يأست من النعماء والفضل والخير/ وأخشى على هذا النعيم الذى معى يضيع أن توانيت فى الشكر».
القصيدة التى كتبها فى حريق القاهرة، قصيدة شهيرة كتبها فى يناير عام 52 نشرت فى كتاب أحمد بهاء الدين ( فاروق ملكا ):
سأنام حتى لا أرى وطنى يباع ويشتري/ ولمن يباع ومن يبيع إنجلتر لـ إنجلترا/ سأنام حينا يا رفاق كى لا أرى شعبى يساق لعناق قاتله العزيز/ وشرب نخب الاتفاق جزاركم يلهو بكم وبكفه دمكم مراق/ سأنام قبل العاشرة وتنام مثلى القاهرة نمنا وظلت بعدنا عين المفاوض ساهرة/ سأنام كلا لن أنام ولن أدع أحدا ينام سأسير أصرخ فى الدجي/ متحديا هذا الظلام، ويقال من أنت لن أخشى سأمضى للأمام برصاصهم صنعوا السلام فقل على مصر السلام.
• علاقته بوالده
كان له أخ أكبر منه خريج هندسة الإسكندرية وكان يحب فتاة فى دمنهور وكان يتمنى الزواج بها وهى كانت تشجعه على النجاح دائما لإتمام الزواج خاصة أن ابن عمها كان يريد الزواج بها، وفى عام تخرجه بعد نجاحه كان يريد إبلاغها كان يسير بين عربات القطار للإسراع وسقط ولقى مصرعه فتوفى الأب بعدها بعام أو عام ونصف متأثرا بحزنه على ابنه وكان إسماعيل الحبروك وقتها فى المرحلة الابتدائية.
• دخوله الفن بشكل احترافى
التقينا بصديق عمره الإعلامى فهمى عمر الذى روى لنا ذكرياته مع إسماعيل الحبروك قال:
أنا التقيت بإسماعيل الحبروك فى الإسكندرية سنة 1945 كنت فى أولى حقوق وهو فى ثالثة وكان هو فى تلك الأيام نجم نجوم جامعة الإسكندرية وكلية الحقوق على وجه الخصوص لعدة أسباب لأنه شاعر الكلية، أديب الكلية، قائد مظاهرات الكلية ضد الاحتلال الإنجليزى ويعمل مراسلا ومدير مكتب لجريدة روزاليوسف فى عز مجدها ويكتب أسبوعيا قصة قصيرة فى روزاليوسف وكنا نتابعها من أجل قراءة ما يكتبه إسماعيل الحبروك، بالإضافة إلى أن أجره وقتها أثناء الدراسة يصل إلى 15 جنيها، وكان بهذا نعتبره نجم الكلية اللامع فمن نجوميته أنه يصعد على مائدة فى منتصف الكلية ليلقى خطبة أو قصيدة فنذهب كلنا خلفه ونهتف يسقط الاستعمار فهو كان مشهورًا وكل الطلبة يعرفونه ويشيرون إليه دائما، بالإضافة إلى أنه معروف فى مجتمع الإسكندرية ويدعى إلى جميع المناسبات الاجتماعية والحفلات فى الإسكندرية ويدعى إلى الأندية الكبرى مثل سبورتنج والصيد بصفته نجما من نجوم الإسكندرية، وليس الكلية فقط فهو كان شخصية متفردة وصنع نجوميته بنفسه وبأدبه وقصصه وأغانيه.. ومرت الأيام وتخرج قبلى بعامين وكانت مفاجأة جميلة جدا عندما التحقت بالإذاعة المصرية عام 50 التقيت بإسماعيل الحبروك مرة ثانية وهو واحد من نجوم الصحافة فى مصر وواحد من كبار الكتاب فى مجلة روزاليوسف ثم ذهب إلى الجمهورية ثم مجلة الجيل الجديد كرئيس لتحريرها وأنا بدأت فى تقديم برامج فى الإذاعة وأحرص على استضافة إسماعيل الحبروك بين حين وآخر وكان يرسل لى قصة من قصصه القصيرة أقدمها فى برامجى واستمرت الصداقة بيننا لسنوات، وفى إحدى المرات كنت فى روما سنة 1960 كنت أذيع أخبار الدورة الأوليمبية فى روما وأثناء وجودى هناك فوجئت بإسماعيل الحبروك أمامى فى أحد شوارع روما وأسكننى معه فى البانسيون الذى يقيم فيه واستضافنى لمدة عشرة أيام وكان هذا فى شهر أغسطس، ولم يمهله القدر كثيرا لأنى فوجئت أنه فى مارس عام 1961 رحل إسماعيل الحبروك.
• بدايته مع كتابة الأغنية فى عام 1954
الشيخ أحمد حسن الباقورى ذهب إلى رئيس مجلس قيادة الثورة وقال له أنا المدنى الوحيد فى مجلس قيادة الثورة وكلكم ضباط وإسماعيل الحبروك هاجمنى فى جريدة الشعب «منع بعدها الحبروك من الكتابة وكان يرسل إليه المرتب كل شهر وكان يصمم ألا يأخذ هذا المرتب وكان هذا سبب شجار مع والدتى التى كانت تحاول إقناعه باستلام مرتبه من أجل أبنائه، فكان يتقبله على مضض بسبب أنه يتقاضاه دون أن يقدم عملاً، فدخل وقتها فى كتابة الأغنية فهو كان شاعرًا، الذى أمسك بيده وقدمه للإذاعة كشاعر للأغنية هو الأستاذ فهمى عمر، فهو قدمه وقتها لحافظ عبدالوهاب الذى كان يشغل وقتها منصب «رئيس قسم الموسيقى والغناء» وعرفه له على أنه أحد أكبر شعراء ثورة طلبة جامعة الإسكندرية
ومن هنا يضيف فهمى عمر:
من هذا التاريخ بدأت حكاية إسماعيل الحبروك مع الفنانين وتقدم الإذاعة أغانيه فكانت الإذاعة وقتها.. مختارات الإذاعة وأغنيات أنتجتها الإذاعة للحبروك بالمئات وهو لم يكن بحاجة لمساعدة أحد فإنتاجه وأشعاره تتحدث عن نفسها، ثم انطلق إلى كتابة الأغنيات للأفلام فغنت له شادية وعبد الحليم، فريد الأطرش، محرم فؤاد.
• أغانيه الوطنية
كتب الحبروك مجموعة من أفضل الأغانى الوطنية التى علقت فى ذاكرة الوطن، وظل الناس يرددونها حتى وقتنا هذا ومن أشهرها أغنية: «يا أغلى اسم فى الوجود» التى منح الرئيس جمال عبد الناصر المطربة نجاح سلام الجنسية المصرية بعد غنائها.. حصل على جائزة عن مجموعة أفضل أغانى وطنية عن حرب 56 التى من بينها «يا أغلى اسم فى الوجود، دع سمائى، أمانة عليك يا مسافر بورسعيد».
والأغنية الأخيرة هذه لها قصة طريفة فأيام حرب 56 كان المؤلفون والملحنون يتواجدون بشكل دائم فى مبنى التليفزيون ويجلسون على سلم الإذاعة ويعملون على أغانيهم فكتب إسماعيل الحبروك «أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد.. أمانة عليك أمانة.. لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد».
وكانوا يقومون بتلحين الأغنية علموا أن الرقابة معترضة على الأغنية وصعد إسماعيل الحبروك للمسئولين عن الرقابة ليعلم سبب الرفض ووجه الاعتراض، خاصة أنها أغنية وطنية، فأخبروه أن جملة «لتبوس لى كل إيد».. تحمل بعض المهانة، فرد عليه أبى أن من يذهب للحرب وارد أن يستشهد وأن الشهداء مبشرون بالجنة وأنا أتمنى أن أقبل يد المبشرين بالجنة، فاقتنعت اللجنة وحصلت الأغنية على موافقة الرقابة.
• كتابة القصص القصيرة
إسماعيل الحبروك كان يلتقط القصة من الحياة وكان له قصة رغم أنها قصة قصيرة إلا أنها تحولت إلى فيلم روائى شهير وهى قصة «قلبها الجديد» مثلتها بعد هذا ليلى مراد، كان إسماعيل الحبروك يحب صوت ليلى مراد جدا ويتمنى أن يكتب لها أغنية، وكتب لها أغنية وأعطاها لبليغ ليلحنها، وكان التلحين والبروفات تتم فى معهد الموسيقى العربية وكان بليغ يدندن بها فدخل عبدالحليم حافظ وسمع كلمات الأغنية وكان بليغ مشهورًا وسط أصدقائه باسم «بلبل» فدخل عبدالحليم ليقول له: «بلبل أغنية مين دى؟» فقال لها: إنها أغنية ليلى مراد، فقال له «مين اللى كاتبها؟» فأخبره أنه إسماعيل الحبروك فقال له إسماعيل هو من كتب لى أغانى الوسادة الخالية كلها وهذه الأغنية تمشى مع سياق الفيلم فذهب بعدها بليغ حمدى وعبدالحليم حافظ وإسماعيل الحبروك وصلاح أبوسيف مخرج الفيلم إلى ليلى مراد فى منزلها لاستئذانها أن تترك لهم الأغنية، فوافقت وقالت: إن عبدالحليم هو صوت الغد، ولكن «عايزة أسألك سؤال يا إسماعيل.. الصدق فى الأغنية دى جبته منين؟» قال: لها إن السبب فى هذا الصدق هو باب كان يقدمه فى مجلة روزاليوسف اسمه «جراح قلب» ومن كم رسائل الخيانة التى تصلنى أوحت لى بهذه الأغنية، وهذه الأغنية كانت «تخونوه»، وهذه كانت أول لقاء بين عبدالحليم حافظ وبليغ حمدى.
وكان يوقع فى هذا الباب باسم «أمينة» باعتبار أنها امرأة ومن المعروف أن المرأة تفتح قلبها للمرأة بشكل أكبر، واسم أمينة.. كان من منطلق أنها أمينة على أسراركم. ومن المواقف الطريفة لهذا الباب أن هناك جمعية نسائية قد أرسلت خطابا لإسماعيل الحبروك على أنه أمينة لحضور ندوة عن خيانة الرجل وقسوته مع المرأة فأخذ الجواب وذهب به إلى إحسان عبد القدوس وكانت هذه من القصص الطريفة.
• إسماعيل الحبروك و«روزاليوسف»
بسبب مراسلته لـ «روزاليوسف» فى فترة الجامعة مقابل 15 جنيهًا، فإنه ذهب بعد التخرج والزواج بمصوغات التعيين إلى المؤسسة ففوجئ أن المرتب وصل إلى 12جنيهًا فذهب إلى إحسان وقال له ضاحكا: هل يعقل أن يكون مرتبى وأنا طالب وعازب 15جنيهاً والآن متزوج وأعول 12جنيهًا؟
كان الأساس لدى إسماعيل الحبروك عنده هو الشعر دونا عن كل مواهبه وهذا لأنه بدأه وهو فى سن صغيرة جدا قبل سن الجامعة بسنوات وفى الجامعة كان يكتب قصائد أكثر.
فى فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت الكتابة أكثر ازدهارا خاصة من ناحية الحب وإسماعيل الحبروك سواء فى كتابة القصيدة أو القصة القصيرة المشكلة عنده تكمن فى البداية، فمجرد البداية فى الكتابة ينطلق قلمه وينساب، نحن كنا نسكن فى الزمالك وعمله فى الجمهورية وهذه المسافة لا تتعدى العشر دقائق فكان يستطيع أن يكتب أغنية فى هذه المسافة مادام أن مطلع هذه الأغنية فى ذهنه، وكانت أمى قالت لى مرة إن هناك «مطلع» واحد هو الاستثناء، فلم يستطع أن يكمله وأنا لا أعرف لماذا ولا هى أيضا وهو:
«فرق كبير بين قلبى وقلبك أنت نسيت وأنا لسه بحبك»
فقلت لها يا أمى لعله لم يستطع أن يكمله لأن هذا ليس «مطلع» بل هذا كلام شخص.
بتسأل ليه عليا.. مالكش دعوة بيا.
أخى الصغير رحمة الله عليه كان مات شهيدًا كان لديه كلمة ما دائما يرددها وهى «مالكش دعوة بيا» فأخذها إسماعيل الحبروك وصاغها أغنية من أشهر أغانى فايزة أحمد.
«بتسأل ليه عليا وتقول وحشاك عينيا هاخاصم عينيا لو تسأل عليك»
• حنانه وعاطفته الواضحة
عرف عنه حنانه الشديد لدرجة أن أحد أبناء أصدقائه أطلق عليه اسم «إسماعيل الحبوب» وبعد وفاته أمى كانت دائما تبكيه بفظاعة فهو أعطاها الحب كله فى وقت قليل بحكم قصر عمره، وكانت دائما ما تتذكر بيتين من الشعر العربى القديم كان يرددهما لها فهى كان اسمها «سعاد» وكان يقول لها:
«بانت سعاد وقلبى اليوم متبول.. متيم أثرها لم يفد مكبول»
فهو كان حساسا جدا ومتعلقًا أشد التعلق بأمه فأنا عايشت هذا معه فهى كانت تعيش فى الإسكندرية وفى مرة كان يحدثها فوجد نبرة صوتها مختلفة فسألها ما بها قالت له إنها فقط كانت نائمة لم يطمئن عليا إلا بعد أن أخذ القطار للإسكندرية ورأها وقبل يدها وعاد إلى القاهرة فى نفس اليوم، كل هذه الحساسية والرهافية تميز إسماعيل الحبروك شخصيته وكتاباته وتكونت لديه فى اللاشعور.
• أم عيون زرقا
أمى كانت على قدر من الجمال وهو من اللامعين وسيم وجميل الهيئة والمعشر وكان رجلاً لا يقاوم وحسن الكلام معروفاً لدى الجميع، الواقعة التى كانت أمى ترددها دائما أن يوم عقد قرانهما اشترى تذكرتين وذهبا الحفلة وقال لها : «انتى الوحيدة اللى أم كلثوم غنت فى فرحها» وهى لم تكن لها أى علاقة بالوسط سوى أنها زوجة إسماعيل الحبروك فكان يرفض احتكاكها به والذهاب إلى الحفلات وغيره.
أثناء وجوده معها ومع أصدقائهما فى الحفلات الاجتماعية كانوا يمزحون معها ليثيروا غيرتها قائلين: «زوجك ده بيضحك عليكى انتى بيضاء وهو كاتب «أسمر يا أسمراني» شوفى كتبها لمين؟» كانت هذه دائما مزحة بينهم ليقول لها دى خواطر وأكل عيش علشان الولاد، وكان يثق فى رأيها ويقول مراتى لم تقل لى الله على أغنية ولم تنجح فكانت مستمعة ومتذوقة لأشعاره، كانت أمى عيناها تميلان للزرقة ففى إحدى المرات كان يصالحها فقال لها: «دقاتك مش دى دقات لا وحياتك ناقصين دقة مين اللى خدتها فين ودتها أوعى تكون أم عيون زرقا، محناش قد الشوق والفرقة» وغناها بعد هذا محرم فؤاد.
• إسماعيل الحبروك الأب
حنين زيادة عن اللزوم.. وأنا صغير عملت حادثة بالعجلة وكسرت يدى وهو كان سيسافر فى رحلة عمل إلى اليابان فى صباح اليوم التالى ولكنه لغى هذه السفرية، حيث كانت دعوة لرؤساء التحرير ورغم أهميتها لكنه رفض أن يسافر رغم محاولات أمى لطمأنته.
كان من أقرب أصدقائه من الشعراء محمد التهامى ومن الوسط الصحفى محسن محمد وصلاح منتصر وأحمد رجب، ومن المطربين نجاة ومحرم فؤاد وعبد الحليم حافظ وكارم محمود وكان من أكثر المطربين قربا لقلبه وأحبه كثيرا.
• الإحساس بدنو الأجل وسمة الحزن الغالبة على كلمات أغانيه
حسين الحبروك «الصدق كان ظاهرا فى شعره وسمة الحزن فى قصائده فلا نعلم هل هو إحساس بدنو الأجل أم ماذا؟ فرغم صغر سنه وقت وفاته إلا أنه حدثت أكثر من مصادفة جعلت جميع من حوله شعروا أنه كان لديه إحساس بدنو أجله».
يقول ابنه حسين:
الإحساس بالموت مثله مثل الميلاد فنحن لا نعرف متى نولد ولا متى نموت ولكن لا أعلم كيف كان لديه هذا الإحساس طوال الوقت ويظهر هذا بوضوح فى كتاباته فأنا كنت أكتب كتابًا عنه فوجدت بيتين كتبهما فى فبراير 61 وهو توفى 16 مارس من نفس العام «ستنسى الناس كل مقالاتى وستبقى فى القلوب من الشعر أبياتى كان عمرى رحلة وقصائدى رحلاتي».
هو مات بنزيف فى المخ كان فى يوم سبت 14 مارس وقت إصابته بالنزيف وقبلها بأسبوع واحد كان قد أعطى الموجى أغنية وقال له الأغنية دى بتاعت محرم فؤاد، وهو وقت دخوله المستشفى أطباء مصر كلها ذهبوا لرؤيته من كل التخصصات فهو شاب فى السادسة والثلاثين من عمره وكاتب معروف، فكان الأطباء يخرجون من عنده فيبكون بالدموع حزنا على حالته، ووقتها كان الموجى قد انتهى من الأغنية وهى التى تقول «يا حبيبى قل لى أخرة جرحى إيه قلبى مجروح من زمان واحترت فيه والطبيب شافنى بكى بدموع عنيه وقال لى جرحك ده مانيش قادر عليه» فما هذه المصادفة العجيبة؟
ومصادفة أخرى أن النزيف أصابه يوم الأحد ويوم السبت كان قد أعطى بليغ حمدى أغنية لنجاة وهذه الأغنية كلماتها «كل شيء راح وانقضى واللى بينا خلاص مضى بس وحياة اللى فات واللى أصبح ذكريات عمرى ما حبيت ولا أتمنيت غيرك انت يا حبيبي».
لعل شجنه وسمة الحزن لديه ترجع إلى وفاة أخيه الصغير فى ريعان شبابه بعد تخرجه ويلحق به والده بعد أن كان يزور قبره يوميا ويبكى عليه إلى أن لحق به بعدها بوقت قصير، بالتأكيد كان هذا سببًا فى لمحة الحزن والشجن فى بعض أغانيه.
• جنازتان
بليغ حمدى كان صديقًا عزيزًا لى واستمرت علاقتنا حتى وفاته وكنا نتقابل ففى مرة أقسم لى أن «كل شيء راح وانقضى» أعاد تلحينها 5 مرات لأنه لم يكن راضياً عنها.
كان هناك أشهر قارئ للكف فى الخمسينيات اسمه جعفر وكان دائما أبى يقيم حفلات ويدعو إليها جعفر على اعتبار أن الفنانين ضيوفه من محبى قراءة الكف وفى آخر حفلة وكانت يوم خميس فقال له «أنا كل مرة أعزمك ولا تقرأ لى الكف» فأخذ جعفر كفه وقرأه له ثم همس له فى أذنه بألا يصدق ما يقال وأن هذا مجرد «أكل عيش» فرآه عبدالحليم حافظ وقال له «بتوشوش إسماعيل بتقول له إيه؟».
جعفر ذهب لحليم وقال له يا حليم: «مش هييجى خميس تانى على إسماعيل الحبروك» ومات إسماعيل الحبروك فى الثلاثاء الذى تلاه، فقارئ الكف هذا لم يرد أن يخبر إسماعيل الحبروك وقال له إن هذا فقط أكل عيش لمجرد تسلية الضيوف ولكنه تنبأ بوفاته وعبدالحليم هو من أخبرنى بهذه القصة وفى النهاية فقراءة الكف هذه علم وتختلف عن قراءة الفنجان ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا.
حسين الحبروك أقيمت له جنازتان واحدة فى دمنهور وكانت جنازة مهيبة وحضرها حتى من لا يعرفه بشكل شخصى، فإذا مرت من أمام محل يغلق صاحبه ليسير وراء الجنازة والأخرى فى القاهرة وأقيمت مدرسة باسمه هناك وشوارع تحمل اسمه فى القاهرة ودمنهور والإسكندرية •
_____
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق