Translate

الاثنين، 25 فبراير 2013



خطبة الوداع (10 هجرية)

ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم. 

الأحد، 24 فبراير 2013

قراءة لتسعة أيام لم تنته بعد:


بقلم محمد محسوب
قراءة لتسعة أيام لم تنته بعد:
اجتمعت كافة القوى السياسية بمقر حزب الوفد يومي ٩ و ١٠ يونيو ٢٠١٢ للاتفاق على أسماء أعضاء الجمعية التأسيسية بعد أن اتفق الجميع على معايير ذلك بمحضر موقع أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اجتماع سابق لم يغب عنه سوى حزب الوسط...
وبعد الاتفاق على الأسماء وخروج شخصيات مشاركة على شاشات التلفزيون لتعلن ولادة التأسيسية بالتوافق من بينهم شخص الفقير لله مع الدكتور الفاضل محمد أبو الغار بلقاء مع المذيع اللامع يسري فودة ؛ فوجئ الجميع في اليوم التالي باتصالات من قادة بعض القوى السياسية تأمر مندوبيها بإعلان تراجعها عن الاتفاق حتى أن رئيساً لأحد الأحزاب لم يستطع القيام من مكانه وأصابته صدمة لأنه لم يمكنه كرجل أن ينطق بكلمة تراجع عن الاتفاق كما طلب إليه زعيم تياره!!
وانسحب البعض غير إن القوام الأساسي للتاسيسية استمر ملتزما بالاتفاق حتى أقره الاجتماع المشترك للمجلسي الشعب والشورى يوم ١٢ يونيو.
جاء يوم الخميس ١٤ من الشهر شديد الحرارة بطقسه وأحداثه ، فصدر حكم الدستورية الشهير بحل مجلس الشعب بكامله ، ولم يمنعها وقتذاك تجمع الآلاف على أبوابها ولم تعتبر ذلك حصارا مانعا من الانعقاد أو حائلا دون حل المجلس.
في نفس اليوم مساء التقيت بالدكتور أيمن نور واتفقنا على استمرار التأسيسية وضرورة إنعقادها سريعا ليقيني أن التأسيسية المنتخبة والمتوافق عليها كانت أكثر المؤسسات شرعية في لحظة غاب فيها البرلمان. والتقينا في ذات الليلة المهندس أبو العلا ماضي والأستاذ عصام سلطان فتشاورنا واتفقنا على نفس الأمر وبدأنا الاتصال بباقي القوى المشاركة للإعداد لاجتماع أول جمعية تأسيسية بتاريخ مصر.
يوم الجمعة ١٥ منه سارع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار قراره بحل مجلس الشعب دون استفتاء على خلاف السوابق الدستورية ففرح من فرح وحزن من حزن.
يوم السبت١٦ والأحد ١٧ جرت مرحلة الإعادة لانتخابات الرئاسة بين الفريق شفيق والدكتور مرسي تصحبها شعور هائل بأن انقساما في المشاعر أصاب الشارع المصري وكان أشد قي جانب آبناء الثورة الذين صوت بعضهم لشفيق قلقا من مرسي وصوت بعضهم لمرسي خوفا من عودة نظام لم نكد نتخلص منه...
ولما حل ليل اليوم التاسع وقبل بدء الفرز الأحد ١٧ أصدر المجلس العسكري إعلانه الدستوري المكمل فاختص نفسه بسلطة التشريع وسلطة الوصاية على التأسيسية وحق تشكيلها خلال اسبوع لو عرض لها اي عارض !!! وسمح لنفسه بمد سلطة القضاء العسكري أو الشرطة العسكرية للمدى الذي يرغبه.
ووقتها توقع الكثيرون رد فعل قوي من الحريصين على المسار الدستوري أو القلقين على مصير الثورة أو المتمسكين باستمرارها ، غير إن احتجاجا واضحا لم يصدر ومظاهرة واحدة لم تخرج ومقالة يتيمة لم تكتب بل استبشر البعض بذلك خيرا باعتباره ضمانة لعدم هيمنة الإخوان على المحروسة... في سابقة لم تعرفها أية ثورة يلتحف فيها بعض مناصريها بهيمنة العسكر على الحكم قلقا من البعض الآخر!!!.
ولما جاء يوم ١٢ اغسطس وألغى الرئيس المنتخب الاعلان المكمل بدأت مسيرة الآلام وزادت سخونة المشهد السياسي حتى وصل الى ما نحن عليه الآن ... فاختلط الحابل بالنابل وأصبح دستور ٧١ مطلبا ثوريا وعسكرة الحكم أولى لدى البعض من استكمال التحول الديموقراطي .. والحوار محرما بين أبناء الوطن ...

السبت، 23 فبراير 2013

السيمفونية الأخيرة








حِيِنَ تُوُلَدُ مِنْ رَحْمِ السَّمَاَءِ أَجِنَّةً مُشَوَّهَة..
خَاوِيَةِ الْقُلُوُبْ..مُشَتَّتَةِ الْمَبَاَدِئْ..مُزْدَوَجَةِ الْوُجُوُهْـ
هِيَ [أَرْوَاحْ]..لَكُمْ أَنْ تُسَمُّوُهَا مَاشِئْتُم..
لَكِنَّهَا لَيْسَتْ بــِ أَرْوَاحْ..ْ
حِيِنَ تَتَمَنَّىَ السَّمَاءُ بَعْدَ أَنْ تَلِدَهَا..أَنْ تَكُوُنَ عَقِيِمْ..لَاتُنْجِبْ
عَلَىَ أَنْ تُشَوِّهَـ الْأَرْضَ بــِ تِلْكَ الْأَرْوَاحْ الْمُشَوَّهَة..







حِيِنَ تَغْدُوُ [الْأَرْوَاحْ]..بِلَا أَرْوَاحْ
لَا تَنْبِضُ بــِ الْقِيَمْ..وَلَا تَتَنَفَّسُ شُعُوُرًا أَوْ عَاطِفَة..
لَايَدُلُّ عَلَىَ حَيَاتِهَا سِوَىَ هَوَآءُ تَشْهَقُهُ..
وَآخَرَ تَزْفُرُهْـ..







حِيِنَمَا يَكُوُنُ مُحَرِّكُهَا الْمَنْطِقْ..وَلَا غَيْرِ الْمَنْطِقْ
فـَ يَخْلَعُ الْمَنْطِقْ رِدَاءَهُـ اسْتِنْكَارًا لَهُمْ..
فـَ الْمَنْطِقُ شِرْياَنُ الْحَيَاة..وَالْعَاطِفَة دِمَاؤُهَا..
وَمَا قِيِمَةُ الشِّرْيَانِ مِنْ غَيْرِ دِمَاءْ..؟
أَوْ الْقَلْب مِنْ غَيْرِ نَبْضْ..؟
أَوْ الْوَرْد مِنْ غَيِرِ سَاقٍ..؟
أَوْ الْبَحْر مِنْ غَيْرِ مَاءْ..؟






حِيِنَمَا يَنْظُرُوُنَ إِلَيْكَ بِاسْتِنْكَارْ..



وَتَسْمَعُ تِلْكَ الـْ [الْأَرْوَاحِ] تَهْمِسُ عَنْكَ..
حِيِنْ تُلْبِسُكَ ثَوْبَ الْحَمَاقَة..


وَتُلَقِّبُكَ بــِ الْغَرِيِبْ..
فَقَطْ..
لَأَنَّكَ سَمَحْتَ لـِ مَشَاعِرِكَ أَنْ تُشَارِكَكَ قَرَارَكْ..





حِيِنَمَا يُجَاهَرُ بــِ الْكَذِبِ وَالنِّفَاقْ وَالرِّيَاءُ عَلاَنِيَّةً بـِ فَخْرْ..
وَيَتَوَارَى الصِّدْقُ وَالصَّرَاحَة وَالْأَمَانَة خَجَلاً..
حِيِنَ يُكَنَّىَ الْشَّهْمُ بــِ "السَّاذَجْ"
وَ ذُو الْأَخْلَاقِ بــِ "الْمُنَافِقْ"
وَ صَاحِبُ الدِّيِنِ بــِ "الْمُتَخَلِّفْ"






حِيِنَمَا تُوُأَدُ الرَّحْمَةَ فِيِ مَهْدِهَا..
وَتُجْهَضُ الرَّأْفَةَ قَبْلَ أَنْ تُوُلَدْ..
حِيِنَمَا يَكُوُنُ مَنْ لَا دِينَ لَهُ..
أَكْثَرُ الْتِزَامًا وَأَخْلاَقًا مِنْ أَصْحَابِ الدِّيِنِ نَفْسِهِمْ..






عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ الْمَفَاهِيِمْ..



وَتُقْلَبُ رَأْسًا عَلَىَ عَقِبْ..
فـَ يُنْصَرُ الظَّالِمْ وَيُعَاقَبُ الْمَظْلُوُمْ..


يُحْتَفَىَ بــِ ذَوِيِ الْقُلُوُبِ الْقَاسِيَة..
وَيُحْتَقَرْ كُلِّ ذِيِ قَلْبٍ رَحِيِمْ..
وَ تَغْدُوُ الطِّيِبَةُ جَرِيِمَةً تُقْتَرَفْ..يُعَاقَبُ عَلَيْهَا..







حِيِنَمَا تَتَمَزَّقُ الْمَشَاعِرُ وَالْعَوَاطِفُ بَيْنَ أَنْيَابِ الْقَسْوَةِ..
وَتَتَبَخَّرِ الْأَحْلَامُ وَالْأَمَانِيِ..بــِ أَلْسِنَةِ لَهَبِ الْوَاقِعْ
وَتَغْرَقُ الْمَبَادِئُ وَالْقِيَمْ بــِ دَوَّامَاتِ الْانْفِتَاحِ وَ التَّحَرُّرِ..





حِيِنَهَا تَصْرَخُ الْحَيَاة..

كَفــَــــــــى





وَتَعْزِفُ سِيمْفُونِيَّتُهَا عَلَى لَحْنِ أَنِيِنِهَا..
لاَفِظَةً أَنْفَاسَهَا الْأَخِيِرَة..


وَتَرْقُصُ الْغُيُوُمُ عَلَىَ أَلْحَانِ الْحَيَاةِ وَجَعًا..
تَتَزَلْزَلُ الْأَرْضُ ثَاَئِرَة..وَتَرْعِدُ السَّمَاءُ حَنقًا..
لَعَلَّ تِلْكَ [الْأَرْوَاحتَسْتَفِيِقُ مِنْ غَيْبُوُبَتِهَا..

وَلَكِنَّهَا تَأْبَىَ أَنْ تَسْتَفِيِقْ
................................تَأْبَىَ أَنْ تَسْتَفِيِقْ
..........................................تَأْبَىَ أَنْ تَسْتَفِيِقْ
************************************************************************************************************************************

سيمفونية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
السيمفونية (بالإنجليزية: Symphony) هي مؤلف موسيقى يتكون من حركة واحدة على الأقل، ويكتب عادة من أجل الأوركسترا. وقد نشأ هذا النوع من التأليف الموسيقى في القرن الثامن عشر، ثم تطور علي أيدي بعضأعلام الموسيقى الكلاسيكية في القرون الثامن عشر والتاسع عشر، وأواسط القرن العشرين حتي إستقرت علي الشكل الحالي.
ومنذ القرن الثامن عشر فقد تبلور البناء العام للسيمفونية ليكون من شقين وهما:

[عدل]
ترجع التسمية الإنجليزية "Symphony" إلي لفظان
 يونانيان وهما لفظة "Sym" وتعني Together أي "معا" بالعربية، ولفظة "phone" وتعني "صوت" بالعربية. لذلك يصبح اللفظ كاملا "Sounding Together"، وأقرب ترجمة له بالعربية هي "إنشاد جماعي". كما ترجع أيضا إلي لفظة لاتينية وهي "Symphonia".معني الكلمة

استخدم هذا اللفظ من قبل اليونانين علي ثلاثة مراحل؛ أولها كان لإدراك التناغم بين الأصوات المتتابعة وتلك المتزامنة، ثم استخدم ثانيا لوصف الحالات الخاصة من الأصوات المتتابعة (مثل الفترة الفاصلة بين الأوكتاف الرابع والخامس في الموسيقى الحديثة)، وإستخدم ثالثا وأخيرا لوصف تناغم الأوكتاف. أما عند الرومان فقد استخدم بصفة أساسية لوصف توافق الأصوات والموسيقي وما زال يستخدم في الشعر.
أما في القرن السابع عشر، فقد ظهر اللفظ في أعمال كل من جوفاني غابرييلي (بالإيطالية: Giovanni Gabrieli) وهينريش شوتز (بالألمانية: Heinrich Schütz) وموسيقيون آخرون. ثم جاءت اللفظة الإيطالية Sinfonia لتظهر في أعمال آخري. وهكذا بدأ اللفظ في الانتشار منذ منتصف القرن السابع عشر وتطور السيمفونية في القرن الثامن عشر خلال الحقبة المعروفة باسم العصر الباروكي (أو الحقبة الباروكية) (بالإنجليزية: Baroque Era) والذي إمتد لمدة قرن بين عامي 1650-1750 م.

[عدل]نشأة وتطور السيمفونية

[عدل]القرن الثامن عشر

ترجع البدايات الحقيقية للعمل السيمفوني لعصر الباروك، مع نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر، حيث استخدمت السيمفونية كافتتاحية إيطالية للأوركسترا (بالإنجليزية: Italian overture) والتي عادة كما كانت تتكون من ثلاث حركات في أنماط راقصة. وقد ظهرت عادة في أعمال ألساندرو سكارلاتي (بالإيطالية: Alessandro Scarlatti) وآخرون. وفي ذلك الوقت لم تكن السيمفونيات تعتبر من الأعمال المشهورة، بل كانت تقتصر ثلاثة أتواع من الحفلات؛ أولها حفلات الأوبرا - وذلك في هيئة أوبرا (بالإنجليزية:opera) - وثانيها في الموشحات الدينية بالكنيسة - علي هيئة أوراتوريو (بالإنجليزية: oratorio) - كما ظهرت ثالثا في الحفلات التي تقام بدون تمثيل - علي هيئة كانتاتا (بالإنجليزية: cantata). ولم تكن مدة السيمفونية في أي من هذه الصور الثلاث طويلة، بل كانت تتراوح عادة بين 10-20 دقيقة كحد أقصي.
بالتوازي، يعتبر "ريبيينو كونشيرتو" (بالإيطالية: ripieno concerto) أحد أسلاف السيمفونيات، وهو عبارة عن كونشرتو للآلات الوترية بدون صولو. وأقدم مؤلفات هذا النمط قام بها جوزيبي توريلي (بالإيطالية: Giuseppe Torelli) عام 1698. أيضا قام أنطونيو فيفالدي (بالإيطالية: Antonio Vivaldi) بكتابة أعمال علي هذا النمط، غير أن أشهر أعمال هذا النمط كانت السيمفونية الثالثة من أعمال يوهان سباستيان باخ (بالإنجليزية: Johann Sebastian Bach).
وهكذا، ظلت الإفتاحية الإيطالية - بحركاتها الثلاث - هي أساس الأعمال السيمفونية في تلك الفترة، حيت كانت تتكون من حركة سريعة تسمي أليغرو (بالإيطالية: allegro)، ثليها حركة بطيئة، وتختتم بحركة سريعة. وكانت أعمال موزارت الأولي تندرج تحت هذا الإطار. وظل الوضع علي هذا الحال حتي نهاية عصر الباروك في منتصف القرن الثامن عشر، حيث حدث تحولا كبيرا في السيمفونية من خلال أعمال كل من موزارت وهايدنحيث قاما بإدخال حركة رابعة راقصة مع تعديلات بالحركة الأولي الأصلية ليصبح شكل السيمفونية كالتالي:
وهكذا بدأت الملامح الأساسية للبناء السيمفوني في التشكل ليتم استخدامها في الأعمال الموسيقية للقرن الثامن عشر من قبل أعلام الموسيقى الكلاسيكية. وكانت أول مقطوعة تدخل نمط المينبوويت في إطار سيمفونية ذات حركات ثلاث هي من أعمال جورج ماتييس مون (بالألمانية: George Matthis Moon) في عام 1740، علي أن يوهان ستاميتز (بالألمانية: Johan Stamitz) يعتبر أول من استخدم هذا النمط في إطار سيمفونية ذات حركة رباعية.
يوهان سباستيان باخ
في هذه العصر، كان يوجد مركزان يعتبرا منارة إنتاج وكتابة الموسيقي الكلاسيكية؛ أولهما مدينة فيينا، حيث كانت تكتب فيها العديد الموسيقيين من قبل جورج كريستوف واجنسيل(بالألمانية: George Christoph Wagenseil)، فينزل ريموند بريك (بالألمانية: Wenzel Raimund Brick)، جورج ماتييس مون (بالألمانية: George Matthis Moon)؛ أما ثانيهما فهو مدينة مانهايم الألمانية، حيث شهدت نشأة ما يسمي بمدرسة مانهايم (بالإنجليزية: Mannheim school).
ولم تقتصر كتابة الأعمال السيمفونية علي هذين المركزين فقط، بل شهدت بعض أنحاء أوروبا كتابة السيمفونيات:
وفي أواخر هذا القرن، تميز بالعديد من المؤلفين الموسيقيين من فيينا وهم يوهان بابتيست فانهال (بالألمانية: Johann Baptist Vanhal)، كارل ديتيرس فون ديترسدورف (بالألمانية: Carl Ditters von Dittersdorf)،وليوبولد هوفمان (بالألمانية: Leopold Hoffmann)، غير أن هايدن (بالألمانية: Joseph Haydn) - الذي كتب 106 سيمفونية طوال 40 عاما - وموزارت (بالألمانية: Wolfgang Amadeus Mozart) يعتبرا من أهم أعلام هذا الموسيقي الكلاسيكية لهذا العصر بعد إدخالهما التطوير الذي ميز العمل السيمفونى.

[عدل]القرن التاسع عشر

في أواخر القرن الثامن عشر، كانت الأصوات الموسيقية (بالإنجليزية: vocal music) هي المعول الأساسي الذي تقوم عليه الحفلات الموسيقية، سواء كانت أوبرالية أو موشحات دينية بالكنيسة. ومع تنامي الأوركسترا في أوروبا، بدأت السيمفونية تطرق مجال الحفلات الموسيقية بقوة. وإمتدت فترة التحول هذه لمدة 30 عاما في الفترة 1790 إلي 1820. وكانت أعمال لودفيج فان بيتهوفن (بالألمانية: Ludwig van Beethoven) هي من قامت بثبيت أركان هذا البناء في أوائل القرن التاسع عشر.
لودفيج فان بيتهوفن
بدأت أعمال بيتهوفن - السيمفونية الأولي والثانية - متأثرة بأعمال هايدن، غير أنه ابتداء من السيمفونية الثالثة فقد استطاع بتهوفن أن يرسم لنفسه الشكل الخاص به، وقد بدأت أعماله منذ هذه السيمفونية في إعطاء أبعاد جديدة وتوسيع آفاق للعمل السيمفوني، مرورا بالسيمفونيات الآخري ووسولا إلي السيمفونية التاسعة - التي ألفها وهو أصم - حيث أعطت المجال واسعا أمام الكورس في الحركة الأخيرة - الرابعة - من السيمفونية. وقد قام بيتهوفن بالإضافة إلي فرانز شوبرت (بالألمانية: Franz Schubert) بإدخال تغيير جديد علي نسق السيمفونية؛ حيث قاما بتطوير نمط المينبوويت (بالفرنسية: minuet) إلي نمط آخر وهو نمط شيرزو (بالإنجليزية: scherzo). وأصبحت منذ هذا القرن أصبحت أعمالهما - خصوصا قصيدة بيتهوفن التاسعة - هي المبادئ الأساسية التي راعتها الأجيال التالية في مجال الموسيقى اللكلاسيكية.
قامت أجيال الموسيقيين التالية التي شهدها هذا القرن بدمج المفردات الموسيقية التي قام بتطويرها موسيقيون أمثال جون فيلد (بالإنجليزية: John Field)، لويس سبوهر (بالألمانية: Louis Spohr) وكارل ماريا فون ويبر (بالألمانية: Carl Maria von Weber) يالتغييرات البنائية التي أدخلها لودفيج فان بيتهوفن (بالألمانية: Ludwig van Beethoven) علي العمل السيمفوني. وكان أبرز الأعمال التي عكست هذا الإتجاه أعمال كل من الموسيقيين الألمانيين روبرت شومان (بالألمانية: Robert Schumann) وفيليكس مندلسون (بالألمانية: Felix Mendelssohn). وبذلك نشأت فترة غنية في الموسيقي الكلاسيكية عرفت بالرومانسية، وهي تعبر أطول فترات العصور الموسيقية، فقد إمتدت من أعمال بيتهوفن - في بدايات هذا القرن - حتي أعمال سيرجي رحمانينوف (بالإنجليزية: Sergei Rachmaninoff) في أواسط القرن العشرين.
وهكذا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بدأت السيمفونية في الانتشار أكثر وأكثر لتصبح من أساسيات الحفلات الأوركسترالية، كما إزدادت مدتها؛ فبعد أن كانت في بداياتها لا تزيد عن 20 دقيقة، وصلت إلي 60 دقيقة كما في سيمفونية بيتهوفين التاسعة. وقد ترسخت أركان البناء السيمفوني في الرسوخ، وكانت أعمال يوهان برامز (بالألمانية: Johannes Brahms) هي خير ممثل لتلك الفترة، حيث ساهمت في تثبيت دعائم البناء من خلال مستوياتها البنائية العالية ومحتواها الفني الرفيع. في نفس الوقت كانت أعمال كل من أنطون باكنر (بالإنجليزية: Anton Bruckner)، أنطونين دفوراك (بالإنجليزية: Antonín Dvořák)، كاميلي سانت سينس(بالإنجليزية: Camille Saint-Saëns) وتشايكوفسكي (بالإنجليزية: Pyotr Ilyich Tchaikovsky) من أعلام تلك الفترة.
وفي أوخر هذا القرن، قام بعد عازفي الأرغن الفرنسيين بتصنيف أعمالهم ضمن السينفونيات التي تحمل طابع هذه الفترة - أي الطابع الرومانسي، ومن أشهرهم شارل ماري وندور (بالفرنسية: Charles-Marie Widor).

[عدل]القرن العشرون

شهد القرن العشرين توسعا وتطويرا في العمل السيمفونى، وأصبح مرادفا للحفلات الموسيقية التي تؤديها الأوركسترا في دول مختلفة. وبينما استمر مؤلفون موسيقيون أمثال سيرجي رحمانينوف (بالإنجليزية: Sergei Rachmaninoff) وكارل نيلسن (بالإنجليزية: Carl Nielsen) في كتابة السيمفونية باستخدام حركاتها الأربعة، فقد قام مؤلفون آخرون بسلوك مسلكا مغايرا، حيث قام غوستاف ماهلر (بالإنجليزية: Gustav Mahler) بكتابة سيمفونياته الثانية والخامسة والسابعة باستخدام نسق يتكون من 5 حركات، بينما قام جون سيبيليس (بالإنجليزية: Jean Sibelius) بكتابة سيمفونيته السابعة باستخدام نسق يتكون من حركة واحدة فقط.
وبالرغم من هذه الاختلافات، فقد استمر التأليف السيمفوني وفق الأسس التي وضعت من قبل موتسارت وهايدن ودعمها بيتهوفن؛ أي علي نسق 4 حركات للسيمفونية. وشهدت هذا اقرن زيادة كبيرة في عدد السيمفونيات التي تم تأليفها، كما شهد زيادة في فرق الأوركسترا التي إنتشرث في العديد من دول العالم، سواء في أوروبا أو إفريقيا أو غيرها. ويندر أن تجد اليوم أي أوركسترا لا تقوم بعزف أي من أعمال هؤلاء الأعلام الذين أثروا الموسيقي بسينفونياتهم الرائعة.