على بعد 65 كم جنوب شرق الإسكندرية تقع مدينة دمنهور و التي تعد واحدة من أهم مدن مصر القديمة، التي عرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم "بادمى – إن حور" أى مدينة الإله حورس، على اعتبار أنها كانت مركزًا من مراكز عبادة هذا الإله.
و تطور الاسم بعد أن أطلق اليونانيين عليها اسم" هرموبوليس بارفا" أما فى العصر البيزنطي فقد عرفت بإسم " تمنهور" و الذي تحول إلى الإسم الحالي.
عرفت دمنهور فى الماضى باسم دمنهور الوحش، والسبب فى ذلك أنه كان يوجد بالقرب منها مكان يسمى بهذا الاسم فنسبت إليه، ولكن بعد ذلك أصبحت تسمى باسم دمنهور فقط دون إضافة.
وزار ابن بطوطة مدينة دمنهور فى القرن 8هـ/ 14م، فقال إنها مدينة كبيرة جبايتها كثيرة ومحاسنها أثيرة، وهى أم مدن البحيرة بأسرها وقطبها الذى عليه مدار أمرها.
أما ابن دقماق من القرن 9هـ/ 15م فقال عنها "هى مدينة قديمة عامرة وبها جامع ومدارس وحمامات وفنادق وقصور وغير ذلك وهى قاعدة البحيرة، وبها إقامة نائب الوجه البحر.
ويضيف ابن دقماق أنه "لما حدثت فتنة عربان البحيرة فى سنة بضع وثمانين وسبعمائة من الهجرة أمر السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بإنشاء العمائر بها وعمل عليها سورًا من اللبن وذلك لإصلاح ما هدمه العربان أثناء ثورتهم".
وعرفت مدينة دمنهور منذ العصر البيزنطى كمركز صناعى، لصناعات عديدة مثل الفخار والزجاج والرسوم المائية على الجص (الفريسكو) ومن المؤكد أيضًا أن دمنهور كانت فى القرن 7هـ/ 13م مركزًا من مراكز صناعة النسيج،وتنسب إليها الثياب الدمنهورية التى كانت تحمل إلى مختلف الجهات.
وأنجبت دمنهور كثيرًا من العلماء من أمثال الشيخ عبد الرحمن الحلبى الدمنهورى، والشيخ محمد بن على الشمسى الدمنهورى،والشيخ ناصر الدين الدمنهورى بالإضافة إلى الشيخ أحمد عبد المنعم الدمنهورى،الذى تولى مشيخة الأزهر " الإمام العاشر" بعد موت الشيخ السجينى،وهذا الرجل هابه الأمراء لكونه قوالًا للحق أمارًا بالمعروف وكان من مكانته أنه عندما زار مكة المكرمة فى موسم حج سنة 1177هـ / 1763م أتى إليه رئيسها وعلماؤها لزيارته.
وكان من بين مشاهير دمنهور امرأة قبطية تزوجها خارجة بن حذافة، وهو الرجل الذى لعب دورًا مهما فى مصر إلى جانب عمرو بن العاص، منذ الفتح العربى حتى تم إغتياله بدلًا من عمرو بن العاص فى عام 40 هـ / 660م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق