Translate

الخميس، 4 مايو 2017

الأزهر و شيوخه






شيوخ الأزهر

الشيخ الإمام حسونه النواوى



عين فى مسجد محمد على بالقلعة لتدريس مادة الفقه وكذلك فى مدرسة دار العلوم و مدرسة الحقوق يعد الشيخ حسونه النواوى ثانى اثنين جمعا بين منصب شيخ الأزهر ومنصب مفتى الديار المصرية وهو من مواليد عام 1255 هـ 1839 م وعين شيخا للجامع الأزهر عام 1313 هـ 1896 م وظل بهذا المنصب حتى عام 1317 هـ 1900 م وتركه ثم عاد إليه عام 1327 هـ 1909 م وقد توفى رحمه الله عام 1924 م بعد أن ظل فى بيته عدة سنوات وفى مشيخة الشيخ حسونه صدر قانون لتنظيم الأزهر عام 1895 م وهذا القانون استهدف تنظيم الأزهر من الناحية الإدارية وعقبه شكل مجلس الأزهر وبين هذا القانون كيفية الدراسة بالأزهر وكفل انتظامها وادخلت الأزهر علوم لم تكن تدرس به من قبل كالحساب والهندسة والجبر والجغراقيا والتاريخ والخط ولقد بين هذا القانون أن مدة الدراسة بالأزهر 13 عاما يعطى للطالب بعد ثمانى سنوات شهادة الأهلية ثم بعدها يعطى العالمية بعد أن يكون قد أمضى أربع سنوات من آثاره العلمية سلم المسترشدين فى أحكام الفقه و الدين

الشيخ الإمام سليم بن أبى فراج البشرى




ولد فى محلة بشر من قرى محافظة البحيرة عام 1248 هـ 1832 مـ تلقى علومه بالأزهر على يد علمائه الأجلاء كالشيخ الباجورى و الشيخ عليش و الشيخ الخنانى الذى استخلفه فى قراءة أمهات الكتب مع تلامذته فباشر عمله فى التدريس و ذاع صيته و تخرج على يديه كثير من الأزهريين النابهين بجانب تدريسه للعلوم فى الأزهر كان شيخا و نقيبا للمالكية و عضوا ً فى مجلس إدارة الأزهر تولى المشيخة عام 1317 هـ 1900 مـ و استقال من المنصب عام 1320 هـ 1902 مـ ثم عين مرة ثانية وفقا لشروطه عام عام 1327 هـ 1909 مـ و بقى بالمنصب حتى لقى ربه عام 1335 هـ 1916 مـ على الرغم من أعبائه فى المشيخة و نقابة المالكية لم يترك التدريس و التأليف و قيادة الحركة الإصلاحية كانت له مواقف تشهد بشجاعته و بعد نظره و حكمته مما رفع من شأن الأزهر علماء و طلابا من آثاره العلمية 1 حاشية تحفة الطلاب لشرح رسالة الآداب فى الأدب 2 حاشية على رسالة الشيخ عليش فى التوحيد 3 شرح نهج البردة 4 الاستئناس فى بيان الأعلام و أسماء الأجناس فى النحو

الشيخ الإمام محمد أبو الفضل الجيزاوى




ولد بقرية وراق الحضر من قرى محافظة الجيزة سنة 1264 هـ 1874 مـ و تلقى تعليمه بالأزهر على يد أفاضل العلماء مثل الشيخ عليش و الشيخ العدوى و الشيخ الإنبابى و غيرهم عين عضوا فى إدارة الأزهر فى عهد الشيخ البشرى ثم وكيلا للأزهر سنة 1326 هـ 1908 مـ و لم يترك التدريس طوال هذه الفترة تولى المشيخة سنة 1335 هـ 1917 مـ عاصر أحداث الثورة المصرية سنة 1919 مـ و ما تلاها من صراع بين الشعب و مستعمريه و حكامه وقاد مسيرة الأزهر فى خضم تلك الأحداث حتى لقى ربه سنة 1346 هـ 1927 مـ استصدر قانونا فى سنة 1923 مـ تقدم به خطوة نحو الإصلاح يتضمن 1 خفض كل مرحلة من مراحل التعليم بالأزهر إلى أربع سنوات 2 إنشاء أقسام التخصص فى التفسير و الحديث و الفقه و الأصول و النحو و الصرف و البلاغة و الأدب و التوحيد و المنطق و التاريخ و الاخلاق ويلتحق بها من يحصل على العالية 3 تأليف لجنة لإصلاح التعليم بالأزهر انتهت إلى وجوب تدريس العلوم الرياضية التى تدرس بالمدارس المدنية منح اسمه وسام العلوم و الفنون من الطيقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آ ثاره العلمية الطراز الحديث فى فن مصطلح الحديث حاشية على شرح العضد فى أصول الفقه كتاب تحقيقات شريفة

الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغى 



ولد بالمراغة من مراكز سوهاج سنة 1298 هـ 1881 مـ حفظ القرآن الكريم ثم حضر إلى الأزهر فتلقى علومه علي كبار علمائه مثل الشيخ محمد عبده وقد تأثر به وأفاد منه علما ومنهجا في الإصلاح اتسم الشيخ المراغي بسعة الأفق ولم يكن يكتفي بدراسة الكتب بل جعل يقيل علي كل مصادر المعرفة بعد أن حصل على العالمية سنة 1904 م عمل بالقضاء في السودان ثم تدرج في المناصب حتى عين رئيسا للمحكمة الشرعية العليا سنة 1923 م ثم عين شيخا للأزهر عام 1928م و استقال عام 1929 م ثم عاد الى المشيخة مرة ثانية عام 1935م وبقي بها حتى وفاته سنة 1945 م كان مولعا بالإصلاح فى كل مجال عمل فيه ففى حقل القضاء شكل لجنة لتنظيم لائحة الاحوال الشخصية برياسته ولم يتقيد بمذهب ابي حنيفة كما كان المتبع آنذاك وكان في هذا متأثرا بنزعة شيخه الاستاذ الإمام محمد عبده تزعم الدعوة الي فتح باب الاجتهاد وتوحيد المذاهب حتى تتوحد الأمة دارت بينه وبين أغاخان سنة 1938 م محادثات بهدف تكوين هيئة للبحث الديني تستهدف التضامن بين الهيئات التعليمية في العالم الإسلامي والعمل على تبسيط قواعد الدين الإسلامي وتعاليمه ومحاولة التوفيق بين المسلمين علي اختلاف مذاهبهم وتأكيد الروابط فيما بينهم في مشيخة الأزهر ألف لجانا لدراسة قوانين الأزهر والعمل على إصلاحها كما شكل لجنة من كبار العلماء تتولي الإفتاء فيما يعرض عليها من أمور المسلمين عدل في نظام هيئة كبار العلماء وأضاف شروطا لاختيار أعضائها واسماها جماعة كبار العلماء انشأ مراقبة للبحوث والثقافة الإسلامية عام 1945 م وتختص بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية والبعوث الإسلامية والدعاة منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر من آثاره العلمية 1 الأولياء والمحجورون نال بها عضوية هيئة كبار العلماء في الفقه 2 تفسير جزء تبارك 3 بحث في وجوب ترجمة معاني القرآن الكريم 4 مباحث لغوية وبلاغية

الشيخ الإمام محمد الأحمدى الظواهرى



ولد بقرية كفر الظواهرى بمحافظة الشرقية سنة 1295 هـ 1887 مـ و نشأ فى بيت علم و صلاح حصل على العالمية من درجة الأولى ودرس بمعهد طنطا الاحمدى و ذاع صيته من الناحيتين العلمية و الصوفية ألف كتابه العلم و العلماء وفيه دعوة إلى الإصلاح تلك التى كان يقف لها الشيخ الشربينى بالمرصاد عين شيخا لمعهد طنطا و كان متحمسا للإصلاح و انعكس ذلك على المعهد و طلابه ثم عين عضوا بالمجلس الأعلى للأزهر تولى المشيخة عام 1348 هـ 1929 مـ فأقبل على الإصلاح وصدر القانون رقم 49 لسنة 1930م الذى تضمن إنشاء كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية و تخصص المادة لتخريج مدرسين للكليات و تخصص المهنة الدعوة القضاء التدريس تضمن القانون كذلك تأليف هيئة تسمى مجلس الأزهر الأعلى و لها حق النظر فى اللوائح و القوانين برياسة شيخ الأزهر و عضوية الوكيل و المفتى و مشايخ الكليات انتقل إلى رحمه الله عام 1944 م منح اسمه وسام العلوم و الفنون من طبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آ ثاره العلمية 1 العلم و العلماء فى الإصلاح 2 رسالة الأخلاق الكبرى 3 السياسة و الأزهر مقالات و مذكرات 4 الوصايا و الآداب 5 مقادير الأخلاق

الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق



ولد الشيخ مصطفى بن حسن بن احمد بن محمد عبد الرازق بقرية ابو جرج من قرى محافظة المنيا سنة 1304 هـ 1885 م وحفظ بها القرآن الكريم ثم حضر الى القاهرة حيث تلقى تعليمه بالآزهر على ايدي علمائه الأجلاء ومنهم الأستاذ الإمام محمد عبده توطدت الروابط بين الإمام محمد عبده وبين والده حسن باشا عبد الرازق وكان ذا ثقافة دينية ازهرية فضلا عن مكانته الاجتماعية والسياسية تأثر الشيخ مصطفي بالإمام محمد عبده تأثرا كبيرا ودفعه ذلك الى الاهتمام بتراث الشيخ جمال الدين الأفغاني ايضا نبغ الشيخ مصطفي في دراسته ونال شهادة العالمية من الدرجة الأولي عين بالتدريس بمدرسة القضاء الشرعي ولكن طموحه دفعه الى الاستزادة من العلم فارتحل الي فرنسا ليجمع الى ثقافته ثقافة الغرب من خلال جامعة السوربون و وافاد من دراسته الفلسفة والآداب عاد ليتدرج في الوظائف سكرتيرا لمجلس الأزهر سنة 1916م ثم مفتشا في المحاكم الشرعية سنة 1921 م ثم استاذا للفلسفة في كلية الآداب سنة 1927 م تقلد منصب وزارة الأوقاف عدة مرات ثم تقلد المشيخة سنة 1945 م صادفته عدة صعاب لدى توليه المشيخة ومضى الشيخ في طريقه للإصلاح واستطاع أن يجمع حوله العلماء ولكن عاجلته المنية سنة 1947 م من آثاره العلمية 1- ترجمة فرنسية لرسالة التوحيد للشيخ محمد عبده بالاشتراك مع الاستاذ ميشيل برنارد 2- رسائل بالفرنسية عن معنى الإسلام ومعنى الدين في الإسلام 3- التمهيد لتاريخ الفلسفة 4- فيلسوف العرب والمعلم الثاني 5- الإمام الشافعي 6- الإمام محمد عبده 7- بحث في حياة البهاء زهير وشعره 

الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوى



ولد في الزرقا من مراكز دمياط حاليا سنة 1878 م ولما اتم حفظ القرآن حضر الى القاهرة وتلقي تعليمه في الأزهر و نال اعجاب اساتذته الأعلام ومنهم الشيخ محمد عبده والشيخ الإمام ابو الفضل الجيزاوي نال شهادة العالمية سنة 1906 م واشتغل بالتدريس بمعهد الإسكندرية حتى سنة 1917 م ثم عين قاضيا شرعيا لما ذاع صيته العلمي والخلقي اختاره المسئولون اماما للسراي الملكية بعد صدور قانون تنظيم الأزهر سنة 1930 م عين عميدا لكلية الشريعة ثم عضوا في جماعة كبار العلماء سنة 1934 م فوكيلا للأزهر مع رياسته للجنة الفتوي سنة 1944 م وفي سنة 1948 م عين شيخا للأزهر وسع من دائرة البعثات للعالم الإسلامي وأرسل النوابغ لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية توطئة لإيفادهم الي البلاد الإسلامية التي تتخاطب بالإنجليزية أفسح المجال أمام الوافدين الى الأزهر من طلاب البعوث ويسر لهم الإقامة والدراسة اختط للمعاهد الدينية خطة تغطي عواصم الأقاليم حيث افتتح في عهده خمسة معاهد جديدة وصل إلي اتفاق مع وزارة المعارف ليكون الدين الإسلامي مادة اساسية بالمدارس و أن يتولي تدريسها خريجو الأزهر اسهم في الحركة الوطنية سنة 1919 م بقلمه ولسانه انتقل الى رحمة الله في سنة 1950 م منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر

الشيخ الإمام عبد المجيد سليم



ولد سنة 1882م فى قرية ميت شهاله من قرى المنوفية وتلقى تعليمه بالأزهر على يد علمائه الأفاضل ومنهم الإمام الشيخ محمد عبده حصل على العالمية من الدرجة الأولى عام 1908م عاصر أحداث وطنه وشارك فيها وشغل الكثير من المناصب الدينية فى الأزهر والقضاء الشرعى الإفتاء وكان لآرائه الدينية صدى بعيد فى العالم الإسلامى كافة أشرف على الدراسات العليا فى الأزهر ورأس لجنة الفتوى وأسهم فى إصلاح الأزهر أثر عنه اشتغاله بالتقريب بين المذاهب الإسلامية وله فى هذا المجال كثير من المراسلات مع علماء البلاد الإسلامية كان فقيها حرا لا يتقيد بمذهب معين وإنما يتعمق الأدلة وهو فى هذا متأثر بأستاذه الإمام محمد عبده انتقل إلى رحمة الله عام 1954م مُنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية فتاويه وتبلغ بضعة عشرة ألف فتوى مقالاته وآراؤه ودراساته فى الصحف والمجلات وبخاصة رسالة الإسلام

الشيخ الإمام إبراهيم إبراهيم حمروش



ولد فى قرية الخوالد مركز ايتاى البارود محافظة البحيرة سنة 1880م ونشأ بها فحفظ القرآن الكريم ثم حضر إلى القاهرة وتلقى تعليمه بالأزهر درس على أعلام العلماء كالشيخ محمد عبده والشيخ أبو خطوة والشيخ بخيت وغيرهم حصل على العالمية من الدرجة الأولى سنة 1906م عمل مدرسا بالأزهر ثم قاضيا فى المحاكم الشرعية ثم شيخا لمعهد أسيوط سنة 1928م ثم شيخا لمعهد الزقازيق ثم عميدا لكلية اللغة العربية عند إنشائها سنة 1932م ثم شيخا لكلية الشريعة سنة 1944م كان رئيسا للجنة الفتوى وعضو مجمع اللغة العربية منذ إنشائه سنة 1932م تولى المشيخة فى سبتمبر سنة 1951 وأعفى من منصبه فى فبراير سنة 1952م إثر أحد مواقفه الوطنية انتقل إلى رحمة الله فى نوفمبر 1960م منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية عوامل نمو اللغة بحث نال به عضوية جماعة كبار العلماء فصول ودراسات فى مجلة المجمع اللغوى مقالات وأبحاث عديدة فى الصحف والمجلات

الشيخ الإمام محمد الخضر حسين



ولد بمدينة نفطة بتونس سنة 1293 هـ 1876م وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بجامعة الزيتونة 1307هـ 1889م ونال شهادة العالمية سنة 1321هـ 1903م تولى التدريس فى الزيتونة وأنشأ مجلة السعادة العظمى سنة 1321هـ ثم ولى قضاء بنزرت بتونس عام 1324هـ 1905م إلى جانب التدريس والخطابة بمسجدها ثم استقال وعاد إلى الزيتونة للتدريس بها ثانية وفى سنة 1325هـ اشترك فى تأسيس الجمعية الزيتونية عين مدرسا فى سنة 1326هـ بمدرسة الصادقية وهى المدرسة الثانوية الوحيدة فى القطر التونسى كرس قلمه وبيانه لمحاربة الاستعمار وتنقل بين أقطار عربية وغربية كثيرة حتى استقر به المقام فى القاهرة حيث حصل على العالمية من الأزهر وأصبح من علمائه و أساتذته تجنس بالجنسية المصرية وشارك فى النشاط العلمى والعملى وعين رئيسا لتحرير مجلة الأزهر عام 1349هـ 1931م عين عضوا بمجمع اللغة العربية منذ إنشائه فى سنة 1366هـ صدرت مجلة لواء الإسلام فعُهد إليه رياسة تحريرها فى سنة 1370هـ تقدم برسالة القياس فى اللغة العربية ونال بها عضوية جماعة كبار العلماء تولى مشيخة الأزهر فى سنة 1371هـ 1952م واستقال لأسباب صحية سنة 1373هـ انتقل إلى رحمة الله سنة 1377 هـ سنة 1958م مُنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية كتاب القياس فى اللغة العربية نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم نقد كتاب فى الشعر الجاهلى ديوان خواطر الحياة

الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج



ولد بأسيوط سنة 1896م وحفظ القرآن ودرس مبادئ العلوم الدينية والعربية ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1910م ونال شهادة العالمية سنة 1923م عين مدرسا بمعهد أسيوط ثم أنتقل إلى معهد القاهرة سنة 1931م ثم عين مدرسا بكلية الشريعة سنة 1933م ثم عين عضوا بلجنة الفتوى ممثلا للمذهب الحنفى سافر فى بعثة الأزهر إلى جامعة السربون بفرنسا وعاد ليعين فى كلية الشريعة فى قسم تخصص القضاء الشرعى وعضوا بلجنة الفتوى نال عضوية جماعة كبار العلماء برسالته السياسة الشرعية ثم عمل استاذ للشريعة الإسلامية بكلية حقوق عين شمس واختير عضوا فى لجنة الدستور وعين شيخ للأزهر سنة 1954م أخذ خطوة فى طريق الإصلاح فقرر تدريس اللغات الأجنبية وظل شيخ للأزهر إلى أن عين وزيرا فى سنة 1963م أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية مُنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1955م انتقل إلى رحمة الله سنة 1975م مُنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية البابية وعلاقتها بالإسلام بالفرنسية رسالة الدكتوراه السياسة الشرعية فى الفقه الإسلامى رسالة عضوية كبار العلماء الأحوال الشخصية فى الشريعة الإسلامية مذكرة فى الفقه المقارن حكم الربا فى الشريعة الإسلامية شركات التأمين من وجهة نظر الشريعة الإسلامية


الشيخ الإمام محمود شلتوت



فى الثالث و العشرين من أبريل عام 1893 ولد محمود شلتوت منية بنى منصور إحدى قرى مركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة والتحق بكتاب القرية وأتم حفظ القرآن الكريم ثم التحق بمعهد الإسكندرية عام 1906 م وكان الأول دائما فى سنوات دراسته إلى أن نال الشهادة العالمية عام 1918م وفور تخرجه عين مدرسا بمعهد الإسكندرية ثم نقل مدرسا بالقسم العالى فى الأزهر بالقاهرة فى عهد الشيخ مصطفى المراغى وقد كان الشيخ شلتوت من أكبر مؤيدى الشيخ المراغى فى دعوته و اتجاهاته لإصلاح الأزهر وعندما استقال الشيخ المراغى من منصبه فصل الشيخ شلتوت وكان ذلك فى عام 1931م فى عهد وزارة صدقى و كان معه عدد من علماء الأزهر مثل الشيخ محمد عبد اللطيف دراز و الشيخ عبد الجليل عيسى و الزنكلونى و العدوى و فصلوا جميعا فى عهد الشيخ الأحمدى الظواهرى وقد اتجه الشيخ شلتوت للعمل بالمحاماة فى المحاكم الشرعية فكان يترافع فى قضايا الوقف والزواج والطلاق والنفقة وذاع صيته لدى المتقاضيين ورغم ذلك استمرت علاقة الشيخ شلتوت بالأزهر فظل ينفخ فى زملائه ويخلق بينهم تيارا إصلاحيا وعمل بجهده على تقويته وفى فبراير 1935م أعيد الشيخ شلتوت إلى عمله بالأزهر وعين مدرسا بكلية الشريعة بعد خمسة أعوام من عزله ولما نجحت حركة الأزهريين وعاد الشيخ المراغى إلى مشيخة الأزهر عين الشيخ شلتوت وكيلا لكلية الشريعة فى عام 1937اشترك الشيخ شلتوت ممثلا للأزهر فى مؤتمر القانون الدولى المقارن مدينة لاهاى فى هولندا وقد عين الشيخ شلتوت عضوا بمجمع اللغة العربية عام 1946 ومراقبا عاما للبحوث والثقافة بالأزهر عام 1950م ومستشارا للمؤتمر الإسلامى ووكيلا للأزهر عام 1957م ثم عين شيخا للأزهر عام 1958 م وظل فى المنصب حتى وفاته كان الشيخ شلتوت صاحب نشاط ملحوظ فى الحياة الثقافية والدينية عن طريق العديد من المحاضرات التى كان يلقيها فى المنتديات العامة والأحاديث الإذاعية والتى مازال حتى الآن يذاع منها حديث الصباح كما كان عالما مجددا واسع الأفق يدعو إلى الحرية المذهبية المستقية على فهم الإسلام وكان يرفض العصبية الطبقية والتعصب الأعمى لمذاهب فقهية معينة وكان يتطلع لتحقيق الوحدة الإسلامية واصدر فتواه عندما كان شيخا للأزهر بجواز التعبد على المذهب الفقهى للشيعة الإمامية وهو المذهب الجعفرى كسائر مذاهب أهل السنة وقد كان الشيخ شلتوت فى طليعة المنادين بالتجديد والإصلاح فى الأزهر وهو يعد تلميذا نجيبا فى مدرسة الشيخ محمد عبده و الشيخ المراغى و الشيخ عبد المجيد سليم فقد حمل راية الإصلاح والتجديد من بعدهم عندما عين شيخا للأزهر وقد طالب بإعادة النظر فى مناهج الأزهر وقال أننا نريد انقلابا محببا إلى النفس وقد وجدت دعوته أذانا صاغية فصدر فى عهده قانون تطوير الأزهر عام 1961 م وهو بذلك أول من ادخل اللغات الأجنبية ضمن مناهج الدراسة بالأزهر كما ادخل فقه الشيعة فى مناهج الدراسة إلى جانب المذاهب الأربعة كان الشيخ شلتوت فقيها مجتهدا صاحب رأى وله فتاوى جريئة فى المعاملات المالية التى لم تكن معروفة لدى الفقهاء السابقين فقد أفتى بجواز الأرباح المحددة بنسب الأسهم فى الشركات التعاونية وللشيخ عدة مؤلفات هامة وتحظى هذه المؤلفات بالانتشار الواسع فى شتى أنحاء العالم العربى والاسلامى ولا تزال حتى الآن يعاد طباعتها وتوزيعها فى فترات زمنية متقاربة ومن أهم مؤلفاته فقه القرآن والسنة و مقارنة المذاهب و يسألونك وهى إجابات عن أسئلة فى موضوعات شتى و منهج القرآن فى بناء المجتمع و المسئولية المدنية و الجنائية فى الشريعة الإسلامية و القرآن والقتال و القرآن والمرأة و تنظيم العلاقات الدولية فى الإسلام و الإسلام و الوجود الدولى و تنظيم النسل و رسالة الأزهر و إلى القرآن الكريم و الإسلام عقيدة و شريعة و من توجيهات الإسلام و الفتاوى و تفسير القرآن الكريم و العشرة أجزاء الأولى وقد نال الشيخ محمود شلتوت ألوانا من التكريم من مختلف الدول الإسلامية التى زارها فقد منحته جامعة شيلى درجة الزمالة تقديرا لجهوده فى خدمة العلم ونال وسام النبيلين من ملك المغرب والدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا باندونيسيا وفى يوم 13 ديسمبر1961 ليلة الإسراء والمعراج ليلة الجمعة و فى مستشفى العجوزة لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن أتم سبعين عاما وسبعة اشهر وعشرين يوما فى خدمة الإسلام لتودع الأمة الإسلامية عظيما من عظمائها قلما يجود الزمان بمثله

الشيخ الإمام حسن مأمون



ولد فى سنة 1894م فى بيت علم ودين فحفظ القرآن والتحق بالأزهر وبعد حصوله على الثانوية التحق بمدرسة القضاء الشرعى وتخرج منها سنة 1918م عمل بالقضاء الشرعى وترقى فيه حتى أصبح قاضيا عاما وذاعت شهرته فتم تعينه قاضى قضاة السودان سنة 1941م ثم عاد إلى القضاء الشرعى بمصر سنة 1947م وتدرج فى مناصبه حتى منصب رئيس المحكمة العليا الشرعية سنة 1952م عين مفتيا سنة 1955م وفى سنة 1964م تولى مشيخة الأزهر وظل فى منصبه حتى ثقل عليه المرض فاستعفى من منصبه فى سبتمبر سنة 1969 منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1970م انتقل إلى رحمة الله عام 1973م منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية الفتاوى دراسات وأبحاث فقهيه السيرة العطرة الجهاد فى الإسلام

الشيخ الإمام الدكتور محمد الفحام



ولد فى الإسكندرية سنة 1894م وحفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه بمعهد الإسكندرية الأزهرى وواصل دراسته بالأزهر ونال شهادة العالمية سنة 1922م عين مدرسا للعلوم الرياضية بمعهد الإسكندرية بجانب العلوم الدينية والشرعية ثم نقل إلى كلية الشريعة مدرسا للمنطق والبلاغة سنة 1935م سافر فى بعثة إلى فرنسا سنة 1936 وعاد منها يحمل الدكتوراه من السوربون سنة 1946 عمل مدرسا بكليات جامعة الأزهر وجامعة الإسكندرية ثم تولى عمادة كلية اللغة العربية سنة 1959 تولى مشيخة الأزهر سنة 1969 وفى عام 1972 انتخب عضوا بمجمع اللغة العربية وفى عام 1973 استعفى من المشيخة فأجيب إلى طلبه منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1973 انتقل إلى رحمة الله عام 1980 منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية رسالة الموجهات فى المنطق سيبويه وآراؤه فى النحو المسلمون واسترداد بيت المقدس


الإمام الدكتور عبد الحليم محمود



ولد سنة 1910 بقرية أبو حمد مركز بلبيس بمحافظة الشرقية حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر سنة 1923 م حصل على العالمية سنة 1932 م ثم سافر إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه سنة 1940 م فى الفلسفة الاسلامية بعد عودته عمل مدرسا بكليات الأزهر ثم عميدا لكلية أصول الدين سنة 1964 م و عضوا ثم امينا عاما لمجمع البحوث الاسلامية فنهض به و أعاد تنظيمه عين وكيلا للأزهر سنة 1970 م فوزيرا للاوقاف و شئون الأزهر ثم تولى مشيخة الأزهر سنة 1973 م ألف لجنة لتقنين الشريعة الإسلامية فى صيغة مواد قانونية ليصدر بها قانون فى مجلس الشعب فى عهده تضاعفت عدد المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية كما زادت كليات جامعة الأزهر زيادة واضحة انتقل إلى رحمه الله عام 1978 م منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية التصوف عند ابن سينا فلسفة ابن طفيل الإسلام والعقل التصوف الإسلامى الحارث بن أسد المحاسى رسالة دكتوراه بالفرنسية الفلسفة اليونانية مترجم عن الفرنسية

الإمام الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار



ولد بقرية السالمية مركز فوه بمحافظة كفر الشيخ فى العشرين من اكتوبر سنة 1910 م حفظ القرآن الكريم بمكتب القرية ثم التحق بمعهد دسوق الدينى ثم معهد الإسكندرية ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرج من الكلية بتفوق عام 1939 م ثم التحق بتخصص الدراسات العليا قسم العقيدة والفلسفة وحصل على العالمية بدرجة مع لقب أستاذ فى العقيدة والفلسفة سنة 1945 م فى فبراير سنة 1946 م تم تعيين فضيلته مدرسا بكلية أصول الدين وفى سنة 1949 م اختاره الأزهر عضوا فى بعثاته التعليمية إلى انجلترا حتى حصل عل الدكتوراه بتفوق فى الفلسفة العامة من كلية الآداب بجامعة أدنبره ثم عاد أستاذا بكلية أصول الدين وفى سنة 1955 اختير مديرا للمركز الإسلامى بواشنطن حتى عام 1959 م ثم عاد أستاذا بكلية أصول الدين وفى سنة 1963 م اختاره الأزهر رئيسا لبعثته الأزهرية فى ليبيا وفى سنة 1968 م صدر قرارا جمهوريا بتعيين فضيلته امينا عاما للمجلس الأعلى للأزهر وفى سنة 1970 صدر قرارا جمهوريا بتعيينه أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية وفى سنة 1974 م عين وكيلا للأزهر وفى سنة 1978 م صدر قرار جمهورى بتعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر وفى آخر يناير سنة 1979 صدر قرار جمهورى بتعيينه شيخا للأزهر منح قلادة الجمهورية سنة 1981 م إلى أن توفى إلى رحمة الله فى اليوم الثانى عشر من جمادى الأولى سنة 1402 هـ الموافق الثامن من مارس سنة 1982 م من آثاره العلمية الوجود والخلود فى فلسفة بن رشد العقيدة والأخلاق فى الفلسفة اليونانية العالم بين القدم والحدوث رسالة عن الحرب والسلام فى الإسلام بالإنجليزية

الشيخ الإمام جاد الحق على جاد الحق



ولد فى 5 من ابريل عام 1917 م فى قرية بطره مركز طلخا دقهلية حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية ودرس بالجامع الأحمدى بطنطا سنة 1930م ثم بمعهد القاهرة الدينى حصل على الشهادة العالمية من كلية الشريعة عام 1943 م والعالية مع تخصص القضاء الشرعى عام 1945 م بدأ حياته العملية فى المحاكم الشرعية سنة 1946 م ثم عين موظفا قضائيا بدار الإفتاء ثم أمينا للفتوى عام 1952 م ثم قاضيا بالمحاكم الشرعية عام 1954 م ثم تقلد مناصب القضاء ثم انتدب مفتشا قضائيا بوزارة العدل سنة 1974 م فمستشارا بمحاكم الاستئناف سنة 1976 م عين عضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومجلس الأمناء باتحاد الإذاعة والتليفزيون عين مفتيا للجمهورية فى 26 من أغسطس عام 1978 م ثم وزيرا للأوقاف فى 4 من يناير عام 1982 م عين شيخا للأزهر فى 17 من مارس سنة 1982 م منح وشاح النيل بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آثاره العلمية الأحكام القضائية التى اشتملت على بحوث واجتهادات فقهيه فى التطبيق البحوث الفقهية والتقارير الفنية فى التفتيش على أعمال القضاء بالمحاكم الفتاوى وهى تحت الطبع مع مجموعة الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية سنة 1895م

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى



ولد فضيلته بقرية سليم الشرقية مركز طما محافظة سوهاج في 28 أكتوبر 1928 م. 2- تلقى تعليمه الأساسي بقريته وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمعهد الإسكندرية الدينى سنة 1944 م وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين وتخرج منها سنة 1958م ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959 م ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 5 سبتمبر 1966م. 3- عين فضيلته مدرسا بكلية أصول الدين سنة 1968 م ثم عميدا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976 ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985 م ثم مفتيا لجمهورية مصر العربية في 28 أكتوبر 1986 م ثم عين شيخا للأزهر الشريف في 8 من ذى القعدة سنة 1416 هـ الموافق 27 من مارس 1996 م . 4- أعير خلال عمله بجامعة الأزهر إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة 1972 م إلى سنة 1976 م ثم رئيسا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة 1980 م إلى 1984 م .

الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب



الدكتور أحمد الطيب من مواليد محافظة قنا ، من أسرة ينتهى نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب ، ولد الدكتور أحمد الطيب بالمراشدة فى دشنا عام 1946م ، والتحق بالتعليم الأزهرى وتخرج فر جامعة الأزهر ، حاصلا على الليسانس من كلية الدراسات الإسلامية فى شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 1969م ، ثم عين معيدا بالجامعه ، وحصل على الماجستير عام 1971م ، ثم الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عام 1977م . وانتدب الدكتور أحمد الطيب بعد حصوله على الدكتوراه عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا فى 27 / 10 / 1990م ، ثم انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان مع منحه بدل العماده فى 15 / 11 / 1995م ، كما عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعه الإسلامية العالمية بباكستان 1999 / 2000م . عين الطيب فى منصب مفتى الجمهورية لمدة عام واحد عام 2002 ، وفى العام التالى له عين رئيسا لجامعة الأزهر فى 2003 م ، علاوة على كونه عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده مؤسس الطريقه الخلوتية بأسوان . وللدكتور أحمد الطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات فى العقيدة والفلسفة الإسلامية ، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية من بينها ، مباحث الوجود والماهيه من كتاب المواقف – مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية – مدخل لدراسة المنطق القديم – أصول نظرية العلم عند الأشعرى – تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازانى . ويعتبر الدكتور أحمد الطيب من أبرز المتصوفه من علماء الأزهر ، وورثها عن والده وجده فى الأقصر . وهو شيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية الصوفية بصعيد مصر .



نبذه عن الأزهر


مبنى جامعة الأزهر في القاهرة.
جامعة الأزهر مؤسسة تعليمية وضع أساسها بالقاهرة جوهر الصِّقليّ (إلياس الصقلي) القائد الفاطمي في الرابع عشر من رمضان عام 359هـ، 970م. واستغرق بناء جامعها الأساس نحو العامين، وأُقيمت فيه الصلاة لأول مرة في السابع من رمضان عام 360هـ، الثاني والعشرين من يونيو عام 971م، وهو ما عُرف بالجامع الأزهر الشريف، نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
لم يسرع الفاطميـون بدفع الأزهر إلى غايته التي أُنشـئ من أجلها وهي: نشر الفقه الشيعي والدعوة الشيعية ومنافسـة الجوامـع المصريـة السنيــة مثـل جامـعي عمرو ابن العاص وابن طولون، اللذين كانت تُعقد فيهما الحلقات الدراسية الكبرى، بل اكتفوا بجعله مسجدًا رسميًا يقوم في عاصمة ملكهم الجديدة. وتُلقى من فوق منبره خطبة الجمعة التي كانت بمثابة برنامج الدولة الرسمي، وقصروا الدعوة إلى مذهبهم وأهدافهم السياسية على مجالس خاصة. وعندما توطدت دعائم الحكم الفاطمي بمصر اهتم الخلفاء الفاطميون بالأزهر، وفتحت أبوابه لدراسة العلوم الدينية والعقلية في عهد الخليفة العزيز بالله (365 - 386هـ ,976 - 996م)، وأنشأ به ملجأ للفقراء يسع خمسة وثلاثين شخصًا. واستجلبوا له خيرة فقهاء وعلماء الدعوة الشيعية وقضاتها، وأغدقوا عليهم المال، ونقلوا إليه كثيرًا من الكتب، وشجعوا طلاب العلم من البلاد الإسلامية الأخرى للالتحاق به. وكانوا بين الحين والآخر يجرون توسعًا في مبانيه للدراسة وأروقة للطلاب ومساكن للأساتذة. وخصصوا أموالاً ثابتة للإنفاق على الجامع الأزهر، كما أسهم كثير من رجال الدولة والأمراء وأهل البر في تخصيص جزء من أموالهم لتنفق على الطلاب والأساتذة وبقية شؤون الأزهر، الذي اشتهر نتيجة لهذا الاهتمام، وارتبط اسمه برسالة العلم وأصبح جامعة كبيرة.
تغير حال الأزهر على عهد الأيوبيين؛ إذ كانوا من أهل السنة، ولذا حاولوا محو كل أثر للفاطميين الشيعة، فمنع صلاح الدين الأيوبي الخطبة من الجامع الأزهر، وقطع عنه كثيرًا مما أوقفه عليه الحاكم بأمر الله؛ فأُهملت الدراسة فيه، وعُطِّل نشاطه، وعلى الرغم من ذلك، ظلت أبوابه مفتوحة، يُدرَّس فيه الفقه السني على المذاهب الأربعة، وكان مسرحًا لنشاط بعض أعلام الفكر والأدب في أواخر العهد الأيوبي.
استعاد الأزهر مكانته من جديد في عهد المماليك (648 - 922هـ،1250 - 1517م)؛ فقد زاد الملك الظاهر بيبرس المملوكي في بنائه وشجع التعليم فيه وأعاد الخطبة إليه عام 665هـ، 1267م. وحذا حذوه كثير من الأمراء، فذاع صيته، وأَمَّهُ طلاب العلم والعلماء من كل أنحاء العالم الإسلامي، وزاد في مجده أن غزوات المغول في المشرق الإسلامي قضت على معاهد العلم هناك، وأن الأمة الإسلامية بالمغرب أصابها التفكك مما أدى إلى إهمال مدارسها الزاهرة.
وبنى الأمير طيبرس المدرسة الطيبرسية بالقرب من الأزهر عام 709هـ، 1309-1310م، وبنى الأمير أقنعا عبدالواحد المدرسة الأقنعاوية كذلك بالقرب منه عام 740هـ،1340م. وقد ألحقت هاتان المدرستان بالأزهر فيما بعد، ومازالتا جزءًا منه إلى اليوم.
وجدد الطواشي بشير الجامدار الناصري بناء المسجد وزاد فيه حوالي عام 761هـ،1360م. وكان قايتباي أكثر الحكام رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، فقد أكمل مازاده في بناء المسجد عام 900هـ، 1494م، وأقام منشآت للفقراء والعلماء.
أفل نجم الأزهر قليلاً في العهد العثماني (923 - 1220هـ، 1517 - 1805م) ومع ذلك، فقد سجل التاريخ بعض مظاهر الاهتمام العثماني بالأزهر؛ فقد بنى عثمان كتخذات القزدوغلي (قاصد أوغلي) زاوية ليصلي فيها العميان، عُرفت بزاوية العميان، سنة 1148هـ، 1735 - 1736م. وكان عبد الرحمن كتخذات (توفي 1190هـ، 1776م) من أكثر الناس اهتمامًا بالأزهر؛ فقد بنى مقصورة وأحسن تأثيثها، وأقام قبلة للصلاة ومنبرًا للخطابة ومدرسة لتعليم الأيتام وصهريجًا للمياه. ووصلت المباني الجديدة بين المدرسة الطيبرسية والأقنعاوية.
ونظر محمد علي باشا وأسرته من بعده إلى الأزهر بوصفه مؤسسة مصرية مرهوبة الجانب؛ لما له من دور في السياسة والشؤون العامة. وكانوا يسعون لإضعاف نفوذه، ولكنهم كانوا يضطرون لإجراء بعض الإصلاحات فيه. وشهد الأزهر تطورًا وإصلاحًا كبيرًا منذ أواخر القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي.
النظم الداخلية للجامع الأزهر
عُرف طلاب العلم الذين يؤمون الأزهر بالمجاورين، يقيم بعضهم في المسجد والبعض الآخر خارجه، وينقسم الذين يقيمون داخل المسجد إلى طوائف، بحسب البلدان التي يقدمون منها أو حسب المذهب الفقهي، ولكل طائفة رِوَاق خاص بهم ملاصق للجامع. والأروقة حجرات يضع فيها الطلاب المجاورون كتبهم ومتاعهم، وينامون فيها. ويوجد الآن ستة وعشرون رواقًا، منها: رواق الصَّعَايدة ورواق مكة والمدينة ورواق الدَّكَارْنَة ورواق الشَّوام ورواق المغاربة ورواق السِّناَّرِيَّة ورواق الأتراك ورواق البَرْنَاوِيّة ورواق الجَبَرْتِ ورواق الحنفية ورواق الحنابلة.
كان على رأس الأزهر في القرون الوسطى ناظر، ينتخب من بين كبار موظفي الدولة وكان لكل رواق شيخ، ولكل طريقة صوفية نقيب، وأصبح له رئيس علمي (شيخ عموم) منذ العهد العثماني، وهو يرأس شيوخ الأقسام المختلفة ويتصل بالحكومة مباشرة.
وقد عرف الأزهر نظام العطلات، وأطولها العطلة التي تبدأ بشهر رجب وتنتهي بانتهاء أيام عيد الفطر، نحو نهاية الأسبوع الأول من شوال. ويقوم مسؤول بتدبير الشؤون الإدارية التي من بينها إدارة المكتبة وتوزيع الجراية (حصة الطعام) على الطلاب والمدرسين، يعاونه عدد من صغار الموظفين والخدم.
التعليم بالأزهر
المتون والحواشي. كانت المتون والحواشي سائدةً في الأزهر، خلال العصرين المملوكي والعثماني، ولم تكن للكتب الأمّهات وجود في أيدي الطلاب، ويبدو أن هذا كان النظام الشائع السائد في سائر المدارس والمعاهد سواء في الأزهر، أم فيما سواه من المعاهد. ومن أهم تلك المتون والحواشي، كتاب الأجرومية لمحمد بن داود الصنهاجي (ت733هـ، 1332م) ومن شروحه: شرح الكفراوي (ت1202هـ، 1786م) وشرح الأزهري (ت905هـ، 1499م). ثم تلخيص المفتاح للقزويني (ت739هـ، 1338م)، ومن شروحه، شرح التفتازاني (ت791هـ، 1389م)، ولكن الأمر الذي لا شك فيه أن الأساتذة المعلمين، كانوا يطلعون على أمهات الكتب في علوم العربية والشريعة والعقيدة والمنطق والفلسفة، وكانت مكتبة الأزهر ـ التي سوف يرد في هذه المقالة حديث عنها ـ تلبّي احتياجات هؤلاء الأساتذة، والنابهين الشغوفين بالمعرفة الواسعة من طلاّبهم.
تدريس الفقه والعقيدة. كانت المذاهب الفقهية الأربعة هي التي يتم بمقتضاها تدريس الفقه والعقيدة، وينقسم الطلاب إلى مجموعات، حسب تلك المذاهب. وكان الطلاب الذين يدرسون على المذهب الشافعي هم الكثرة الغالبة، يليهم المالكية فالأحناف والحنابلة.
بعض أحوال الأساتذة. كان للعلماء المجاورين سلطان على طلابهم كسلطان الوالد على ولده، فالطلاب يحترمون شيوخهم كثيرًا إلى الحد الذي يقبلون فيه أيديهم، ويحملون نعالهم، ويؤدون لهم مختلف الخدمات ويخاطبونهم بكلمة ¸مولانا· أو ¸أستاذنا· أو ¸شيخنا·.
يلبس الشيوخ في بعض المناسبات كساوي التشريف ليتميزوا بها. ويجلسون على مقاعد من الجريد أو الخشب، أو يتربعون على حصير المسجد مسندين ظهورهم إلى الأعمدة أثناء إلقاء دروسهم. ويتحلق الطلاب حول شيخهم للاستماع إلى شرح المتون، وأخذ مذكرات عنه بعد الدرس، والرجوع إلى الكتب التي تكثر عليها الحواشي. ويستعينون على حفظ دروسهم بكتب منظومة شعرًا. وكانت الامتحانات في العهد الأول إجازات يمنحها الشيوخ لتلاميذهم تدل على أن التلميذ قد أجاد فنًا معينًا أو كتابًا يجيزه لتدريسه.
من علماء الأزهر قديمًا. ينبغي الإشارة هنا إلى أن منصب شيخ الأزهر لم ينشأ إلا في العصر العثماني، وكان لقبه هو (شيخ عموم). وهذا المنصب كمنصب مدير الجامعة. وهو يرأس شيوخ الأقسام المختلفة، وله مكانته الروحية والسياسية لدى الشعب والسلطة الحاكمة. وقد حفظ لنا الشيخ عبد الرحمن الجبرتي (1168 - 1237هـ، 1754 - 1822م) أسماء بعض شيوخ الأزهر منذ عام 1100هـ، 1688م الذين كان يتم اختيارهم من أئمّة علماء الأزهر. وأول من تولى المشيخة منهم: الشيخ محمد عبدالله الخرشي المالكي (ت1101هـ، 1689م)، ثم الشيــخ محمـد النـشَـرْتي (ت1120هـ، 1708م).
ومن أشهر علماء الأزهر، وإن لم يتولوا منصب المشيخة، العز بن عبدالسلام (ت660هـ، 1261م) الملقب بسلطان العلماء، وكان مرهوبًا مهيبًا مسموع الكلمة لدى سلاطين المماليك، وجماهير الشعب.
ومن هؤلاء العلماء ـ أيضًا ـ ابن حجر العسقلاني (773 - 852هـ، 1371 - 1449م)، صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري، وكان ـ كما وصفه السيّوطي ـ إمام الحفّاظ في زمانه، وانتهت إليه الرحلة في الرئاسة والحديث، فلم يكن في عصره حافظ مثله.
ومن أشهرهم ـ أيضًا ـ كمال الدين الدّميري (750 - 808هـ، 1349 - 1405م)، كان من أساتذة الأزهر في الحديث والفقه والتفسير والأدب. وهو ـ بعدُ ـ مؤلف الموسوعة الشهيرة حياة الحيوان، أورد فيها أسماء الحيوان، مرتبةً على الحروف الأبجديّة، يذكر فيها اسم الحيوان، ثم يتعرض للجوانب اللغوية والعلمية.
من علماء الأزهر حديثًا. من العلماء الذين تقترن بأسمائهم حركة الصحوة الشاملة، التي أحدثها الأزهر داخل مصر وخارجها، الجبرتي، مؤلف عجائب الآثار في التراجم والأخبار، وقد ترجم فيه أحداث الحملة الفرنسية وعصر محمد علي. والكتاب ـ في مجموعه ـ وثيقة تاريخية هامة، إذ كان الجبرتي شاهد عصر، بالإضافة إلى ما اعتمده من روايات المتقدمين في السن والوثائق التاريخية، وما وقع له من شواهد القبور. وقد كان والده عالمًا أزهريًا. ويعدُّ رفاعة الطهطاوي (1216 - 1290هـ، 1801 - 1873م) من أبرز الريادات الفكرية المستـنيرة التي خرَّجها الأزهر، وكان واعظـًا رافق البعثة العلمية التي أوفدها محمد علي إلى فرنسا، ولكنه تعلم الفرنسية واطّلع على آدابها، وتأمل جوانب الحياة في المجتمع الفرنسي، وصار بعد ذلك داعية إصلاح وتنوير في المجتمع المصري.
ويأتي الشيخ محمد عبده (1266 - 1323هـ، 1850 - 1905م) في الطليعة من رواد حركة الإصلاح الشامل على أسس إسلامية. وهو عالم أزهري، رافق جمال الدين الأفغاني، وأصدر معه مجلة العروة الوثقى، في باريس، ونادى بإصلاح الأزهر، حتى صدر قانون إصلاح الأزهر عام 1313هـ، 1895م. وجدد أساليب الكتابة، ومناهج البحث في العلوم الإسلامية والعربية، وشرح العديد من كتب التراث الأدبي مثل: مقامات الهمذاني، ونهج البلاغة.
الأزهر وجامعته في العصور الحديثة
المباني الإدارية لجامعة الأزهر بمدينة نصر في القاهرة.
حفل التاريخ المصري الحديث بجهود كبيرة لإصلاح الأزهر، وكان من أبرز المنادين بإصلاحه الشيخ محمد عبده. فقد تقدم إلى الخديوي عباس الثاني بخطة إصلاح، ووفق في استصدار قانون تمهيدي في 17 رجب من عام 1312هـ، 15 يناير 1895م. وتألف مجلس لإدارة الأزهر من كبار شيوخه الذين يمثلون المذاهب الأربعة. وعني المجلس بحركة الإصلاح التي تمثلت في جعل مرتبات للشيوخ، واستصدار قانون لكساوي التشريف، واهتم بمساكن المجاورين وتنظيم توزيع الأطعمة، وحدد العطلات وقصر أجلها، وأدخل بعض العلوم الحديثة، وعني بمكتبة الأزهر، وأنشأ مكتباً في المعاهد الملحقة به.
قطع الإصلاح شوطًا جديدًا تحت القانون رقم 10 لسنة 1911م حيث زيدت فيه مواد الدراسة، وحدِّد فيه اختصاص شيخ الجامع الأزهر، وأُنشىء له مجلس برئاسة شيخه يسمى المجلس الأعلى للأزهر، ووضع فيه نظام لهيئة كبار العلماء، وجعل لكل مذهب شيخ، ولكل معهد مجلس إدارة. وأنشئ قسم خاص للتخصص سنة 1923م. وأدخل نظام المراحل التعليمية فيه عام 1930م: 1- الابتدائي ومدته أربع سنوات 2- والثانوي ومدته خمس سنوات 3- والعالي ومدته أربع سنوات، ويضم ثلاث كليات: اللغة العربية والشريعة وأصول الدين. وحددت المواد الدراسية التي تدرس في كل مرحلة وكلية 4- التخصص، وهو على نوعين، تخصص في المهنة، وتخصص في المادة. ويقوم المتخصصون في المهنة بشغل وظائف الوعظ أو القضاء أو الإفتاء أو المحاماة أو التدريس في المعاهد الدينية والمدارس الحكومية. ويقوم المتخصصون في المادة بشغل وظائف التدريس في الكليات الثلاث. وأطلق على شهادتهم العَالِمية.
توجد أقسام غير نظامية يسمح فيها بدخول الطلبة الذين لم تتوافر فيهم شروط القبول بالأقسام النظامية، وكذلك أفراد الجمهور للتوسع في دراسة اللغة العربية والعلوم الدينية. وأجرت ثورة يوليو 1952م إصلاحات جذرية في الأزهر حيث تم تنظيم هيئاته وإقامة كليات للدراسات الإسلامية والعربية والطب والعلوم والتجارة والهندسة والإعلام.
وأوضح قانون إصلاح الأزهر أن القصد من ذلك تخريج الداعية المسلم الذي يحمل سلاح العلم الحديث والإيمان، ليساهم في نشر الإسلام والتمكين لدين الله في كل مجالات الحياة. كانت ومازالت تلك رسالة الأزهر الشريف وربما أضعف شح الإمكانات من فعالية هذه الرسالة لكنه لم يوهن عزيمة الحكومات المتعاقبة في دعمه والمحافظة عليه صرحًا شامخًا للعلم والعمل.
الأزهر ونضاله السياسي
هناك كثير من الأحداث التي تدل على دور الأزهر النضالي عبر العصور. فمن فوق منبر الأزهر، ومن أروقته وأبهائه علت صيحة الجهاد لمقاومة الصليبيين والتتار. ومن داخل الأزهر ـ أيضًا ـ انطلقت دعوة الجهاد ضد الحملة الفرنسية (1213هـ، 1798م). يقول الجبرتي: ¸ لما ظهرت غلبة الفرنساويين في القرن الثالث الهجري على مصر وملكوا قلاعها أرسل كبيرهم إلى مشايخ الأزهر مراسل، فلم يجيبوه، فعند ذلك ضربوا بالمدافع على البيوت والحارات، وتعمدوا ـ بالخصوص ـ الجامع الأزهر، أطلقوا عليه المدافع والبنادق، وعلى ماجاوره من الأماكن كالغورية والفحّامين، فضجّ أهل تلك الجهة ونادوا: ياخفيّ الألطاف نجّنا مما نخاف·.
كما قاد الأزهر ثورتين متواليتين ضد حملة نابليون، وهما: ثورة أكتوبر عام 1213هـ، 1798م، وثورة مارس عام 1215هـ، 1800م، مما جعل إقامة الحملة الفرنسية في مصر فكرة يائسة. وعن الثورة الأولى يقول دي لاجونكيير ـ أحد ضباط الحملة الفرنسية ـ ¸كانت الدعوة إلى الثورة تختلط جهارًا بأذان المؤذّنين يدعون إليها خمس مرات في اليوم مع كل صلاة·. أما المؤرخ الإنجليزي كريستوفر فرهيرولد، فيقول: ¸كان الأزهريون هم قادة الوطنية والفداء، وتزعم الثورة يوم نشوبها عالم أزهري شاب هو الشيخ بدر القُدسي، فقد نزل إلى الشارع وخطب في جمع غفير من الناس داعيًا كل مؤمنٍ بالله أن يذهب إلى الجامع الأزهر·.
وقد وصف لنا عبد الرحمن الجبرتي بإسهاب تصرّفات جنود الحملة حين دخلوا الأزهر بخيولهم ¸.. وتفرقوا في صحنه ومقصورته وكسروا القناديل والسهّارات وهشموا خزائن الطلبة المجاورين .. ودشنوا الكتب والمصاحف، وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم داسوها..·. وآخر مانضيفه عن نضال الأزهر ضد الحملة الفرنسية اغتيال سليمان الحلبي ـ الفتى الأزهري الشامي ـ لكليبر، وقد حوكم ونفذ فيه حكم الإعدام، مع أربعة آخرين من رفاقه. انظر: سليمان الحلبي.
ويمضي الأزهر ـ عبر تاريخه ـ بمسيرة النضال، فيقود عمر مكرم ـ عالم أزهري ـ حركة المقاومة ضدّ الحملة البريطانيـة عام 1222هـ، 1807م، ثم يقـود أحمد عرابي ـ من أبناء الأزهر ـ الحركة الوطنية ضد الإنجليز والخديوي عام 1298هـ، 1880م، وقد سمّيت الحركة بالثورة العُرابية.
كما شارك الأزهر في قيادة ثورة 1338هـ، 1919م بأحد أبنائه، وهو سعد زغلول، الذي تدل وقائع حركته الوطنية على التفاف الأمة حوله، وتأييد جمهرة كبيرة من رجال الأزهر لثورته. وهنا نسوق بعض ماقاله اللورد ألنبي، أحد قادة الاستعمار البريطاني في مصر، ¸ إن الحركة الوطنية التي كانت في بادئ الأمر حركة سياسية بحتة، بدأت الآن تتخذ طابعًا دينيًا. وجامع الأزهر هو مركز الاضطرابات الدينية، حيث تُلقى فيه الخُطب المثيرة والنارية ليل نهار. وبالنظر للطبيعة المقدسة للأزهر والمعترف بها في كافة أنحاء العالم الإسلامي، فإن من غير الممكن كبح جماح من يرتادونه بالقوة·.
مكتبة الأزهر
أنشئت مكتبة الأزهر في مبنى كان في الأصل مدرسة مستقلة عن الأزهر، ثم ألحق بمبنى الأزهر، وكانت تلك المدرسة تسمّى المدرسة الأقنعاوية. وتُعد مكتبة الأزهر من أغنى المكتبات العامة، إذ بلغ عدد ماتضمَّه خزائنها من العناوين نحو 15,400 عنوان، تصل عدد مجلداتها إلى مايزيد على ربع المليون كتاب. هذا عن الكتب المطبوعة. أما المخطوطات فتبلغ 25,000 مخطوط، وبعضها نادر، لا يوجد فيما سواها من الخزائن، بما في ذلك دار الكتب المصرية.
وعندما أنشئت دار الكتب المصرية (المكتبة الخديوية سابقًا)، نقلت جميع الكتب التي كانت في المدارس المختلفة إلى تلك المكتبة الجديدة، ولكن من حُسن حظ مكتبة الأزهر أن بقيت كما هي لم تمسّ.
مجلة الأزهر
تصدر مجلة الأزهر منذ عام 1349هـ، 1930م وهي مجلة شهرية، وكان اسمها نور الإسلام، ثم غيِّر إلى مجلة الأزهر. وفي بعض الفترات رأس تحريرها رجال غير أزهريين، ولكنهم من أفذاذ أهل الفكر. فمنهم على سبيل المثال: محمد فريد وجدي، وعباس محمود العقاد، ومحب الدين الخطيب. وما تزال المجلة توالي صدورها غرة كل شهر هجري، وتصدر ملاحق تعالج موضوعات إسلامية مفيدة.

منح الأزهر الشريف جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1420هـ، 2000م تقديرًا للدور الكبير الذي يقوم به هذا الصرح الإسلامي العريق في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف سنة

ليست هناك تعليقات: