Translate

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

كيفية التعامل مع المتقاعد المسِن






كيفية التعامل مع المتقاعد المسِن :
إن جميع الأديان قد اهتمت بفئة المسنين، والإسلام خاصة حيث قرن القرآن
ما بين عبادة الله سبحانه وتعالى وضرورة الإحسان إلى الوالدين،
ولذا نجد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة
قد حضت على ذلك.
ولذا فإن التعامل مع المتقاعد المسن يكون من خلال الآتي:

-  فهم طبيعة مرحلة التقاعد والأزمات المختلفة التي يمر بها المتقاعد،
فالفهم هو أولى خطوات التعامل بموضوعية مع الأزمة - المشكلة.
- تصميم برامج وقائية تقي من أزمة التقاعد المفاجئ
وجعلها عملية تدريجية.
- الاستفادة قدر الإمكان من طاقات المتقاعدين البشرية.
 - تخفيف مشكلات المتقاعدين من خلال إعطائهم أدوارًا جديدة يمارسونها
في مجتمعهم مما يجعلهم يواصلون حياتهم بشكل طبيعي.
-        إعداد فريق علاجي متكامل يشمل: إخصائيًا نفسيًا - إخصائيًا اجتماعيًا –
طبيبًا نفسيًا - ممرضًا متخصصًا في مجال كبار السن لتقديم رعاية متكاملة
لهذه الفئة، الذين هم في التحليل النهائي آباؤنا وأمهاتنا.

نصائح صحية ونفسية للمسنين:
-  تناول 6 أكواب على الأقل من المياه يوميًا تزيد في الصيف
 أو عند القيام بمجهود شاق.
-  تناول الخضر والفاكهة ولا تهمل تناول طبق السلاطة بمكوناته المختلفة
-التقليل قدر الإمكان من الملح والمقبلات والمخللات.
-  التقليل قدر الإمكان من الحلويات واللحوم السمينة الدهون.
-  الإكثار من تناول الألبان ومنتجاتها لتقليل هشاشة العظام.
-  ممارسة الرياضة ولو المشي يوميًا مدة ساعة أو نصف ساعة.
-  الامتناع فورًا عن التدخين.
- محاولة إنقاص الوزن لأن البدانة أساس البلاء.
-عدم إهمال الكشف الدوري لأن الكثير من الأمراض يمكن علاجها في البداية
بدرجة أسهل.
- التقليل من تناول الشاي والقهوة لأنهما يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم.
- الابتعاد عن الانفعال وتقبل كل أحداث الحياة بصدر رحب.
- الابتعاد عن الاكتئاب ولماذا الاكتئاب وما أصابك لن يخطئك،
وما أخطأك لن يصيبك.
-  حب ما تعمل واعمل ما تحب.
- اجعل لحياتك هدفًا، وأن يكون هذا الهدف به قدر من إسعاد الآخرين.

أحوال المتقاعدين
المتقاعدون يشكون من فقدان الأصدقاء والعصبية والانعزالية
وخبرة السنين الضائعة
تجمع أغراضها التي ملأت حجرة مكتبتها لأكثر من 30 سنة،
وتضع بداخل الصندوق الورقي شهاداتها التقديرية،
والجوائز والدروع التي حصلت عليها مزيلة الغبار عنها.
وقبل أن تخرج تودع مكتبها بنظرة أخيرة فتقع عيناها على الطباشير
البيضاء وكم مرة عطست من رائحتها وهي تشرح الدرس لطالباتها،
الآن قد وصلت لمرحلة التقاعد والحياة تكافئها راحةً لها..
ولكنها تشعر بأن صوتها مخنوق، ويداها ترتعشان،
وتتمنى ألا تعود إلى البيت. هذا ما تقوله مربية الأجيال مديرة مدرسة
تقول ما أقوله هو جزء من سيرة حياتي التي بترت،
وتضيف وهي تتذكر ذلك اليوم عدت إلى بيتي بابتسامة مزيفة،
وجسد مريض، مثلت لأبنائي وزوجي أنني كما أنا ما زلت المعلمة
والمديرة. وكلما أشارت عقارب الساعة إلى السابعة صباحاً
يرن جرس المدرسة في أذنيها وتهم بالوقوف وتمسك بالعصا لتنظم الطالبات
ليستمعن لإذاعة المدرسة الصباحية فتفيق فجأة وهي واقفة أمام المرآة
ممسكة بفرشاة شعرها وصوت المذياع يتلو آيات من الذكر الحكيم...
وعانت كثيراً حتى تأقلمت مع الحياة الجديدة،
وتقول كنت عصبية جداً وأرفع صوتي على زوجي وأقوم بكسر الصحون
وأضرب خادمتي وأراقب أبنائي وكأنني جاسوسة،
وشعرت بأني سببت الضيق لهم فالتزمت بنصيحة زوجي
بأن افتح مشغلاً للخياطة وصرت اقضي يومي فيه،
وتضيف عرفت أن في أميركا وبعض الدول الغربية هناك جمعيات
تهتم بهؤلاء المتقاعدين لتخرجهم من الوحدة والعزلة وتعلمهم
 كيف يبتسمون للحياة أما هنا فلم نجد غير بيتنا .

وآخر يذكر لنا منذ أن تقاعد وهو يعيش في حالة لا ترضي عدوا ولا صديقا
بتعبيره: وفي أول سنة تقاعد جلست أراقب كل صغيرة وكبيرة في البيت،
إلى أن ملّ الجميع مني، بل حتى نفسي ملّت من حالتي وأصبت بالضغط
والسكري جراء هذه المراقبة ويتكئ أبو عبد الله على المركي ثم يضيف
إن الوظيفة نعمة فقد كانت تبعدني عن أشياء في المنزل لم أكن أشاهدها
أو أنني كنت أشاهدها ولكنها لم تكن تشغل بالي
 ولعله وهو في سنته الأولى من التقاعد كان يشعر بغربة كبيرة،
ويشعر أن المجتمع غريب عليه «لم أكن أتصور أن العلاقات
التي تربطني بالآخرين هي من أجل المصلحة.. لقد كان ابني عبد الله
يقول لي إن الدنيا تغيرت وعليك أن تدرك أن من حولك هم من أجل منصبك
فقد كان مسؤولاً في إحدى الجهات الحكومية ـ
لا لأنهم يبحثون عن صديق صادق»، ويلتفت يميناً وهو يضيف
قال ابني ذات يوم وأنا على رأس العمل إن الناس تسير بالواسطة هذه الأيام،
تخيّل أن هذه الكلمة قيلت لي قبل 9 أشهر،
فكانت إجابتي إنك لا ترغب في التعب بل تود أن يأتيك كل شيء جاهزاً،
ولم أدرك أن الواسطة لها دور إلا بعد أن تقاعدت 
لأن طلباتي قبل ذلك كانت تصلني إلى مكتبي.

وهذه أخرى ابنة متقاعد ومتقاعدة
فتاة تعيش بين والدين متقاعدين وتخبرنا عن أول يوم تقاعدا فيه
وتقول والدي كان يعمل في المختبر الطبي لأكثر من 30 سنة،
وبعد أن أحيل إلى التقاعد صار عصبيا وانطوائيا
وقد صادق جهاز التلفاز والدواء لم تمر الأشهر الأولى لتقاعده حتى أصيب
لأكثر من مرة بأزمات قلبية وهو يبحث عن كينونته في المجتمع فلم يجدها،
وتضيف اقترحت عليه بأن يفتح مختبرا خاصا ليقتل شبح الفراغ
ولكنه غضب مني كثيراً فهو يشعر بأن الحياة باعته
ولن تشتريه مرةً أخرى، اما والدتها التي عملت موظفة في مستشفى
 لـ36 سنة، فترى بأنها لم تتغير حالتها بل تأقلمت وصالحت الحياة
على عكس زوجها الذي خاصمها. وتقول والدتها أم محمد
لم اعان من اي مشكلة بسبب تقاعدي إلا بمشكلة واحدة وهي أنني
 لم أحصل على مكافأة نهاية الخدمة إلى الآن،
مشيرة إلى أنها أحيلت للتقاعد منذ أكثر من خمسة أشهر.

وتقول هذه الأخرى  21 عاما، الطالبة في الجامعة
صار والدي صديقي بعد أن تقاعد فصار قريبا منا أكثر،
حتى المستوى الدراسي لأخواني تحسن بسبب متابعته لهم.
ولكي يقتل والدي الملل والرتابة يقوم برياضة المشي على البحر
كما أنه كثير السفر.

يوضح الدكتور محمد عبد الباسط بخاري مدير مستشفى الصحة النفسية
بالطائف بأن هناك أعراضا نفسية تصيب المتقاعد وذلك نتيجة لتدني الصحة
الجسدية لتقدمه في العمر فيصاب بأمراض القلب والشرايين والسكر
والروماتيزم. ويضيف قد يصاب بالاكتئاب والقلق البسيط
ويزداد الشعور بعدم القيمة والحاجة إليه من قبل المجتمع وأسرته
وكذلك شعوره بفقده للأصدقاء،
ويشير بأن على المتقاعد أن يكون مؤمنا أكثر بالحياة فبعد رحلة طويلة
حافلة بمحطات عدة من أفراح وأحزان والتقلبات من النجاح
والإخفاق من الطبيعي أن يصل إلى هذه المحطة،
ويضيف على الأهل والأبناء إحاطة المتقاعد ومنحه الحب والحنان
والاحترام والسؤال الدائم عنه مما يعطيه الإحساس بأهميته
ومركزه المحافظ عليه .

 إما بالنسبة للمتقاعد فيقول الدكتور بخاري 
عليه أن يخرج من قوقعته بتقوية الصلات الاجتماعية مع الآخرين
 وإذا احتاج إلى طبيب نفسي عليه ألا يتردد في زيارته .

ليست هناك تعليقات: