لمحات عن الكعبة المشرفة و سدانتها
لمحات من سدانه الكعبة المشرفة
كسو تها وغسيلها وبعضاً من تاريخها
قال الله تعالى
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّآ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ }
سورة البقرةالآية : 127
نص صريح لا شبهة فيه يدل على
أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قد رفعا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
" ورد في قاموس المعاني ما نصه " رفَعَ الشَّيءَ :
أعلاه وطوَّله أو زاد فيه
ومن السنه النبوية :
ما جاء في صحيح البخاري من حديث أبن عباس
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال حدثنا
إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير
عن بن عباس رضي الله عنهما قال:
( لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل
وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء فجعلت أم إسماعيل تشرب
من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت
دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم إسماعيل حتى لما بلغوا
كداء نادته من ورائه يا إبراهيم إلى من تتركنا قال إلى الله قالت
رضيت بالله قال فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على
صبيها حتى لما فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا
قال فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت هل تحس أحدا فلم تحس
أحدا فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة ففعلت ذلك أشواطا ثم
قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل تعني الصبي فذهبت فنظرت فإذا هو
على حاله كأنه ينشغ للموت فلم تقرها نفسها فقالت لو ذهبت
فنظرت لعلي أحس أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت
فلم تحس أحدا حتى أتمت سبعا ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل
فإذا هي بصوت فقالت أغث إن كان عندك خير فإذا جبريل قال
فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال فانبثق الماء
فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر قال فقال أبو القاسم
صلى الله عليه وسلم لو تركته كان الماء ظاهرا قال فجعلت تشرب
من الماء ويدر لبنها على صبيها قال فمر ناس من جرهم ببطن
الوادي فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذاك وقالوا ما يكون الطير
إلا على ماء فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هم بالماء فأتاهم فأخبرهم
فأتوا إليها فقالوا يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك أو نسكن
معك فبلغ ابنها فنكح فيهم امرأة قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله
إني مطلع تركتي قال فجاء فسلم فقال أين إسماعيل فقالت امرأته
ذهب يصيد قال قولي له إذا جاء غير عتبة بابك فلما جاء أخبرته
قال أنت ذاك فاذهبي إلى أهلك قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله
إني مطلع تركتي قال فجاء فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب
يصيد فقالت ألا تنزل فتطعم وتشرب فقال وما طعامكم وما شرابكم
قالت طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم
وشرابهم قال فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بركة بدعوة
إبراهيم قال: ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله إني مطلع تركتي فجاء
فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له فقال يا إسماعيل إن
ربك أمرني أن أبني له بيتا قال أطع ربك قال إنه قد أمرني أن
تعينني عليه قال إذن أفعل أو كما قال قال فقاما فجعل إبراهيم يبني
وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان
{ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّآ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ }
قال : حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة فقام
على حجرالمقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان
{ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّآ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ }
صحيح البخاري
اعتنى إسماعيل عليه السلام بالكعبة المشرفة طيلة فترة حياته
وبعد وفاته آلت ولاية الكعبة إلى ابنه نابت، ثم لأخيه قيذر من بعده
ثم نال هذا الشرف مضاض بن عمرو الجرهمي استمرت ولاية البيت
في جرهم فترة من الزمن
ثم أتت فترة ولاية خزاعة البيت :
بعد ذلك استردت قريش ولاية الكعبة ، بواسطة قصي بن كلاب بن مرة
وهو الجد الرابع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسليل
إسماعيل عليه السلام
ثم تولى الولاية من بعده ابنه عبد الدار ثم اقتسم بنو عبد الدار،
وبنو عبد مناف الولاية فكان لبني عبد الدار الحجابة والولاية والندوة.
وكان لبني عبدمناف السقاية والرفادة والقيادةاعادت قريش بناء الكعبة
قبل البعثة بسنوات بعد ما شب حريق فيها، أدى إلى هدمها
ولاتزال سدانة الكعبة في قريش الى يومنا هذا
وتحديداً في بيت آل الشيبي :
نسبة الى شيبة بن عثمان رضي الله عنه وهم يجتمعون مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب
بداية كسوة الكعبة :
يقال: إن تُبع الحميري { تبع الثالث} هو أول من كسا الكعبة والسبب في
ذلك عندما قام بمحاولة هدم الكعبة والاستيلاء على كنوزها، تعرض
لعاصفة هوجاء أوقفته عن التقدم، ثم مرض بمرضٍ شديد ، فأشار عليه
أحباره بالتوقف عن محاولته، وأن يعظم البيت ويطوف حوله، ويحلق
رأسه عنده، ويذل له، واستجاب تُبع لهذه المشورة، وأقام بمكة ستة أيام
أحضر خلالها أفخر الثياب لعمل كسوة للكعبة وكان قبلة قد قدم تُبع الأول
ملك اليمن بجيش يريد هدم الكعبةٍ، فهزم ودحرعلى يد قريش وجاء من
بعده تُبع الثاني فتصدت له قريش وهزم كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالثياب اليمانية عندما احترقت على يد امرأة أرادت تبخيرها وبعد ذلك
كساها الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالقماش
المسمى بالقباطي
قال ابن إسحاق
وكانت الكعبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر ذراعا ،
وكانت تكسى القباطيثم كسيت بعد البرود ، وأول من كساها الديباج
الحجاج بن يوسفوبعد الخلافة الراشدة كان الخلفاء الأمويون والعباسيون
ثم المماليك والأتراك يتنافسون على كسوة الكعبة
في العهد العثماني :
أنشأ محمد علي باشا حاكم مصر إدارة حكومية لصنع الكسوة
في مصر وارسالها الى مكةويقال أن ذلك كان منذ عهد شجر الدر
وعهد المماليك
في العهد السعودي :
أمرالمؤسس الملك
عبدالعزيز بن الرحمن آل سعود يرحمه الله في سنة 1346هـ
بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ، وفي
منتصف العام نفسه، تم إنتاج كسوة للكعبة المشرفة في مكة المكرمة
في عام 1392هـ 1972م أمر الملك فيصل يرحمه الله بتجديد مصنع
الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة، وتم افتتاحه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما كان وليا للعهد
وذلك في ربيع الآخر سنة 1397هـ- 26 مارس 1977م
فسبحان من سخرلهذا البيت العتيق أفئدة من الناس تهفواليه
ولاشك أن الله تقبل دعوة خليله ابراهيم عليه السلام
{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }
ابراهيم - 37
مراحل تصنيع الكسوة :
الصباغة
تصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي ويتم فيها صباغة
الحريرعلى هيئة شلل بالألوان الأسود والأحمروالأخضر
النسيج
يتم فيها تحويل هذه الشلل إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرَّز عليه
الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير جاكارد وهو المكون
لقماش الكسوة.
الطباعة
تطبع جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على
القماش بطريقة السلك سكرين وذلك تمهيداً لتطريزها. وفي المرحلة قبل
النهائية، يتم تطريز الخطوط والزخارف تطريزاً يدوياً بأسلاك الفضة
والذهب. وفي مرحلة التجميع النهائية يتم تجميع قماش الجاكارد ليشكل
جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة
تمهيداً لتركيبها
ويستهلك الثوب الواحد 450 كيلو جراما من الحرير فيما تبلغ مساحة
مسطح الثوب 658 متراً مربعاً تتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب
والحزام من 16 قطعة يبلغ مجموع أطوالها ما يقارب 47 متراً كما تشتمل
الكسوة على 4 قطع صمدية
{قل هو الله أحد الله الصمد}
توضع على الأركان و6 قطع تحت الحزام و14 قنديلاً موضوعة
بين أضلاع الكعبة
مكونات الكسوة :
يتكون الثوب من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 متراً بعرض 95
سنتيمتراويبلغ طول الحزام 47 متراً، ويتكون من 16 قطعة، كما تشتمل
الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص،
ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصف المتر وبعرض أربعة أمتار مكتوب
عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك
الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. ، وتبلغ تكاليف الثوب
الواحد حوالي 17 مليون ريال سعودي , وتتكون من خمس قطع تغطي
كل قطعة وجها من أوجه الكعبة، أما الخامسة فهي الستارة التي توضع
على باب الكعبة ويتم توصيل القطع الأربع مع بعضها البعض.وتوجد
6قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداءو11قنديلاً موضوعة بين أضلاع
الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5متر بعرض 4أمتار مشغولة
بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي
غسيل الكعبة :
يتم غسل الكعبة مرتين سنوياً الأولى في شهر شعبان والثانية في شهر
ذي الحجة وتغسل الكعبة خلالها من الداخل بماء زمزم وطيب الورد
والمسك. ويتم غسل الأرضية والجدران الربعة من الداخل بارتفاع متر
ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.
كسوة الكعبة :
تكتسي الكعبة المشرفة في التاسع من ذي الحجة ثوبها الجديد الذي تم
تصنيعه بمصنع الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة لتزدان به بدلاً من الثوب
القديم وهي عادة تتم كل عام حسب التقويم السنوي الهجرى الإسلامي.
ويتم استبدال الثوب في احتفال إسلامي تنظمه الرئاسة العامة لشؤون
الحرمين الشريفين يحضره الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد
النبوي الشريف وكبير سدنة المسجد الحرام وعدد من المسؤولين السعوديين.
وتبدأ مراسم تغيير الكسوة عقب صلاة العصر حيث يبتدر المشاركون في
عملية استبدال الكسوة عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على
واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم. ويتم تثبيت القطع
في عُرى معدنية خاصة 47 عروة مثبتة في سطح الكعبة ليتم فك حبال
الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد نظراً لكراهية ترك واجهات الكعبة
مكشوفة بلا ساتر.
ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبا مع
الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة 16 قطعة جميع أطوالها
نحو 27 متراً و6 قطع تحت الحزام، وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ
إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع. ومن ثم تثبت
4 قطع صمدية
{ قل هو الله أحد الله الصمد }
توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات
قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة وآخر قطعة يتم تركيبها هي
ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل تغيير الكسوة
. وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينةٍ
من القماش الأبيض وبارتفاع نحو مترين من شاذروان القاعدة الرخامية
للكعبة والمعرفة بعملية إحرام الكعبة.
لقطات تبين مراحل تغير كسوة الكعبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق