برامج التوك شو وبرامج الفضائيات الحوارية : 90 دقيقة - العاشرة مساءا - الحياة اليوم - القاهرة اليوم - مصر الجديدة - الطبعة الأولى - بلدنا بالمصرى - صباحك يامصر - فى الميدان - الحقيقة - الصحف المصرية - اخر النهار - سنوات الفرص الضائعة - صبايا الخير - منتهى الصراحة - حدوتة مصرية - اون تيوب - من جديد - واحد من الناس - كلام من القلب - قلوب عامرة - الحياة الأن - الملاعب اليوم - الدين والحياة - صفحة الرأى - كلام مصرى - بهدوء - ناس وناس - لازم نفهم - هنا العاصمة - ممكن - ناس بوك......
================================================================================================================================================
سحر الاعلام و قلب الحقاثق
قبل أن تقع ضحية ل"مرون" دولتك!
بقلم د. أحمد غانم
هل تعلم من هو ذلك الرجل العجوز؟
هذا الرجل هو الملياردير الأمريكي مانويل مرون الذي يمتلك الكوبري الذي يربط أمريكا بكندا.
السيد مرون هو أمريكي من أصل لبناني وقد اشترى الكوبري الوحيد الذي يربط كندا بمدينة ديترويت الصناعية ولسنوات طويلة ظل السيد مرون مستفيدا من هذا الإحتكار حتى قررت كندا أن تبنى "كوبري" آخر لاستيعاب حركة المرور المتزايدة على الحدود والتى تصب في صالح انتعاش التبادل التجاري بين البلدين وقررت الحكومة الكندية بناء الكوبري على نفقتها الخاصة دون تحميل الجانب الأمريكي أية تكاليف نظرا للأزمة الإقتصادية التى تمر بها ولاية ميتشجان الأمريكية.
حتى الآن يبدوا الأمر جيدا جدا للمواطن الأمريكي فالكوبري الجديد ستتحمل كندا ثمنه بالكامل وسوف يفيد الإقتصاد الأمريكي المتعثر و سيتم توفير آلاف الوظائف للعاطلين الأمريكيين الذين سيعملون في بناء ذلك الكوبري..
كل ذلك أمر جيد ومنطقي ومن المنتظر أن يقبله جميع سكان ولاية ميتشجان بالترحاب...وهذا ما حدث حتى تدخل الملياردير مرون بملايينه التى أنفقها على إعلانات تليفزيونية وكتاب في جرائد ودوريات وتظاهرات "تشيطن" الكوبري المقترح وتقلب الحقائق وتزورها كعادة "الإعلام الممول " لجعل المواطنين يرفضون الخير القادم من الكوبري ويعتبروته شرا يجب محاربته.
لم يخرج الملياردير للناس قائلا لا توافقوا على الكوبري لأنه سينافس الكوبري الذي أمتلكه وسيقلل من أرباحي وسيطرتي ولا يهم إذا كان سيوفر عشرات الآلاف من الوظائف للعاطلين..بالطبع لا...لقد توارى الملياردير خلف كتيبة إعلامية سياسية ممولة منه شخصيا لقلب الحقائق وتشويه المشروع ومحاولة جعل المواطنين يرفضونه..
حدث بالفعل ما يحدث في أي إعلام ممول لقلب الحقائق وترويج الإشاعات لدرجة ترويج إشاعة أن كندا ستجلب عمالا صينين وتوطنهم في أمريكا لبناء الكوبرى وهو ما نفته كندا وإشاعة أن كندا تتعدى بهذا المشروع على السيادة الأمريكية وإشاعة أن المسئولين الأمريكيين لا يراعون مصالح أمريكا بالموافقة على هذا المشروع..
الإعلانات التليفزيونية الممولة والكتاب الصحفيين الممولين كانوا في مهمة واحدة على مدار الساعة وهي الكذب ثم الكذب ثم الكذب لجعل الناس يرفضون المشروع ويصوتون ضد مصلحتهم لصالح مصلحة استمرار تفرد الملياردير مرون بالكوبري الوحيد وقتل أي منافسه له ولو كانت للصالح العام.
أخيرا تم عرض المشروع للتصويت وانتصرت إرادة الشعب على إرادة الماكينة الإعلامية الممولة من الملياردير مرون ولكن عند النظر للنتائج نجد أن أكثر من مليون ونصف مواطن صوتوا ضد المشروع تأثرا بإعلام الملياردير الذي قلب الحقائق...
هذه الحادثة تبين لنا خطورة الإعلام الممول الذي يقلب الحقائق ويجعل مليون ونصف مواطن يرون الحق باطلا والباطل حقا...
الحرب الإعلامية وغسيل الأدمغة من خلال الإعلام الممول هى السلاح الأخطر في الحرب ضد إرادة الشعوب وهي حرب ناعمة لا يستخدم فيها سلاح ولا تطلق فيها رصاصة..
الدرس المستفاد هو: قبل أن تصدق أي إعلامي يريد أن يشكل آراءك السياسية تجاه أي قضية عليك أن تسأل نفسك سؤالا بسيطا: من الذي يوقع على شيك راتب هذا الإعلامي؟...وهل تتوافق مصالحه مع مصالحي؟...
تيقظ حتى لا تقع ضحية ل"مرون" دولتك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق