ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ و ســلاطــينها من البــدايه للنهايــه


السلطــان_الظــاهر_سيـف_الـدين_بلـباي: (15)
*لقـــبه و نسـبه: الملك الظاهر أبو نصر، أبو سعيد سيف الدين بلباي الإينالي المؤيدي.
*مــدة الحكــم: شهرين إلا أربعة أيام (872هـ/1467م).
*السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين الاينالى المؤيدى ( يلباى في تسمية ابن تغرى و ابن إياس )، ( توفي في الإسكندرية في 19 سبتمبر 1468م ). احد سلاطين الدولة المملوكية البرجية (الشركسية)، سُمي في شبابه "يلباى تلي وتعني يلباي المجنون" ، أستاذه الأول كان "إينال ضضع" ولذلك سمي ب
#الإينالي، وأستاذه الثانى السلطان المؤيد شيخ ولذلك لُقب ب
#المؤيدي . جلس على عرش مصر في 9 اكتوبر 1467م وقد تخطى السبعين من عمره، بعد وفاة السلطان الظاهر خشقدم ، و حكم صورياً لمدة شهرين إلا أربعة أيام حتى عُزل في 7 ديسمبر 1467م .
•جاء بلباى إلى مصر واشتراه السلطان المؤيد شيخ وضمه لمماليكه قبل عام 1417م وثم عتقه وضمه للمماليك السلطانية وسكن في قلعة الجبل ، و بعدما توفي المؤيد أصبح خاصكى وظل على هذا الحال حتى أصبح من أعيان الخاصكية وأعطاه الأشرف برسباى ثُلث قرية طحوريا ( في مركز شبين القناطر في القليوبية ) كإقطاع يعيش منه، وثم نقله السلطان العزيز يوسف لنصف بنها العسل. في بدايات دولة السلطان الظاهر جقمق عُين ساقى وثم أصبح رأس نوبة. استطاع بلباي ان يمسك العزيز يوسف الذي هرب من قلعة الجبل ووأرسله للسلطان جقمق في القلعة ففرح به وأعطاه قرية سرياقوس فوق إقطاعاته التي يملكها وترقى وأصبح أمير طبلخاناه و وظل هكذا حتى تسلطن المنصور عثمان فقبض عليه لسبب ما وحبس في الإسكندرية وظل محبوساً حتى أطلق سراحه السلطان الأشرف إينال وأرسله ليعيش في دمياط و ثم نقله إلى القاهرة، وبعد بضعة ترقيات وصل لمركز حاجب حجاب مصر وظل في هذا المركز حتى نال منصب أمير آخورية الكبرى، ثم أصبح أتابك العسكرالمصرى في سبتمبر 1466م وظل في هذا المنصب حتى توفي السلطان الظاهر خشقدم ورشحوه "الأجلاب" باعتباره أتابك العسكر ووافق المماليك والأمراء واتفقوا على تنصيبه مع أنه في الواقع لم يكن يريد السلطنة وعندما أخبره الأمراء أنهم يريدونه سلطاناً، امتنع لكن كما قال ابن تغري : "لم يلتفتوا إلى كلامه" ، وأخذوه إلى القصر السلطانة من باب، وعندما أتى بقية الأمراء وجدوا الباب قد وقع فدخلوا القصر من الإيوان فتفاءل الناس بزوال ملكه بسرعة. وقبل الأمراء الأرض له وتسلطن سريعاً دون أن يركب حصاناً بأبهة السلطان كما كانت العادة. بعد السلطنة عُين الأمير تمربغا أتابكاً للعسكر الذي كان منصب بلباي قبل السلطنة .
•نُصب بلباي وقد ناهز السبعين بلقب " الظاهر " بعد دفن " خشقدم " على عكس العادة في أن يتم تنصيب السلطان الجديد قبل دفن السلطان المتوفى.
•أصيب الظاهر بلباى بحالة نفسية بعد سلطنته أو كما قال ابن تغرى " غطاه المنصب وصار كالمذهول، ولزم السكات وعدم الكلام " [4]، فبقي سلطاناً ضعيف الشخصية لا يحكم في شيء، والحاكم الفعلى كان الدويدار الكبير " خاير بك " ( أو خير بك )، و لما كان بلباي يُسأل عن شيء كان يرد : " إيش كنت أنا، قل له " ( يعنى لخاير بك ) حتى انتشرت الجملة بين عامة المصريين و أصبحوا يسمونه " إيش كنت انا قل له " ، و كانت عندما تُقدم له قضية أو مظلمة كان يقول : " قولوا لخاير بك ". وعلاوة على ذلك يقول ابن تغري أن بلباي لم يكن يعرف القراءة ولا يستطيع التوقيع المستندات دون أن يضع له نقاط يملؤها وبتلك الطريقة اضطربت أحوال السلطنة وزادت سطوة "الجلبان" و عانت الناس.
•كان خاير بك زعيم المماليك "الخشقدمية" أصبح والظاهر بلباي بقى لعبة في أيديهم وأصبحوا هم من يسيطر على البلاد، وتسبب ذلك في نشوب تمرد قام به المماليك "المؤيدية" وكان هؤلاء مماليك السلطان " المؤيد أحمد " ، و قامت معركة بين الطرفين انتهت بانتصار الخشقدمية وعزلوا بلباة الذي أظهر ضعفاً كبيراً وقلة حيلة، وهو في طريقه إلى سجن الإسكندرية كان يقول : " وا الله ما أنا بسلطان، أنا أمير، وماذا أعمل بالسلطنة، سني كبر وعقلى ذهل، بالله سلم على السلطان وقل له أنى لستُ السلطان "، وظل يبكي فيقول ابن تغري : " كان قديماً يُعرف بيلباى المجنون، فهذه كانت شهرته قديماً وحديثاً في أيام شبابه، فما بالك به بعدما شاخ وكبر سنه وذهل عقله وقل نظره وسمعه ".
•أصدر الأمراء صورة شرعية بخلع الظاهر بلباي على أساس أنه عاجز عن تدبير السلطنة وعزلوه وسُجن في سجن الإسكندرية، ونصبوا الظاهر تمر بغا الرومي مكانه. تُوفي الظاهر بلباي في عهد السلطان الأشرف قايتباي في 19 سبتمبر 1468م في سجن الإسكندرية بعدما مرض بالطاعون.
•حكم الظاهر بلباى شهرين إلا أربعة أيام ولم يكن سلطاناً إلا بالاسم فقط وولم يكن هناك سلطاناً في سنه خُلع في مدة أقل من مدته. و رغم قصر مدته كانت أيامه مضطربة وزادت فيها الأسعار وكثرت السرقات وحدثت مظالم كثيرة ويقول ابن تغري : " وصار فيها كل مفعول جائز" ووصف أيامه بإنها كانت " نكدة، قليلة الخير، كثيرة الشر ". وكمختصر لحكايته يقول : " وبالجملة كانت سلطنته غلطة من غلطات الدهر ".
•وُصف الظاهر بلباى بأنه كان ضخم سليم النية لم يكن له دراية بأمور الحكم، وكان سمج الشكل سيء الخلق، بخيلٌ طويل اللسان، وختم ابن تغرى ترجمة الظاهر بلباى بقوله: " وبالجملة كان رجلاً ساكناً غير أهل للسلطنة-رحمه الله وعفا عنه ".
*لقـــبه و نسـبه: الملك الظاهر أبو سعيد تمربغا الرومي .
*مــدة الحكــم: شهرين تقريباً (1468م).
•الظاهر تمر بغا الرومي، هو سلطان من المماليك البرجية، تولى عرش مصر لفترة قصيرة لا تتجاوز شهرين في سنة 1468.
•يذكر ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أن الظاهر تمر بغا كان رومي الجنس من قبيلة أرنؤط، جلبه تاجر في صغره إلى الشام في حدود سنة 824 هـ فاشتراه الأمير شاهين الزرد كاش نائب طرابلس ثم نقل إلى ملك غيره إلى أن ملكه الملك الظاهر جقمق قبل أن يتولى السلطنة.
•أعتقه الملك الظاهر وجعله من جملة مماليكه الخواص به،أن تسلطن فقربه وأدناه وجعله خاصكيا سلاحدارا مدة ثم جعله خازندارا ثم أمره في أواخر سنة 846 هـ إمرة عشرة بدلًا من آقبردى الأمير آخور الأشرفي واستمر على ذلك مدة طويلة وهو معدود يوم ذاك من خواص الملك إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية بدلًا من دولات باى المحمودي المؤيدي الذي رقي إلى تقدمة ألف.
•ظل تمر بغا في هذا المنصب حتى مات الظاهر جقمق وتسلطن بعده ولده الملك المنصور عثمان، فصار تمر بغا عند ذلك هو مدبر المملكة الفعلي، حتى وقعت الفتنة بين المنصور عثمان وبين أتابكه الأشرف إينال وهي الواقعة التي خلع فيها الملك المنصور عثمان وتسلطن من بعده الأشرف إينال ودام القتال بين الطائفتين سبعة أيام، وكان القائم على تحصين القلعة ومقاتلة الأتابك إينال هو تمر بغا مع خجداشيته الظاهرية.
•وعندما تسلطن إينال وانتصر أمسك الملك الظاهر تمر بغا هذا وسجنه بالإسكندرية أشهرا ثم نقله إلى حبس الصبيبة بالشام، حيث ظل بالصبيبة أكثر من خمس سنين، وكانت مدة سجنه بالإسكندرية والصبيبة نحو ست سنين.
•في أواخر سنة 862 هـ أمر الأشرف إينال بإطلاق سراح تمر بغا وأمره بالتوجه إلى دمشق ليتجهز بها ويتوجه مع موسم الحاج الشامي إلى مكة ويقيم بها، فسار تمر بغا إلى مكة وجاور بها سنة 863 هـ، حتى تسلطن الملك الظاهر خشقدم في سنة 865 هـ فعاد تمر بغا إلى القاهرة فأكرمه الملك الظاهر ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضا عن جانبك الأشرفي المشد الذي قُبض عليه، وخلع عليه في اليوم المذكور باستقراره رأس نوبة النوب عوضا عن بيبرس الأشرفي خال الملك العزيز يوسف الذي قُبض عليه أيضا فدام على ذلك إلى أن أخرج الملك الظاهر خشقدم الأتابك جرباش إلى ثغر دمياط بطالا واستقر عوضه في الأتابكية الأمير قانم أمير مجلس فنقل الملك الظاهر تمر بغا إلى إمرة مجلس عوضا عن قانم المذكور، وذلك في شهر رمضان سنة 869 هـ فاستمر في إمرة مجلس إلى أن مات الملك الظاهر خشقدم في عاشر شهر ربيع الأول وتسلطن الملك الظاهر يلباى فصار الملك الظاهر تمر بغا هذا أتابك العساكر عوضا عن الملك الظاهر يلباى المذكور فعند ذلك تحقق كل أحد أن الأمر يؤول إليه.
*لقـــبه و نسـبه: الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباي.
•هو قايتباي المحمودي الأشرفي، ثم الظاهري، أبو النصر، سيف الدين، سلطان الديار المصرية، من المماليك البرجية، أي (ملوك الجراكسة).
*مــدة الحكــم: 28 سنةً(1468-1496).
•ولد سنة 815 هـ ـ 1412 م، وكان من المماليك، واشتراه الأشرف برسباي بمصر صغيرًا من الخوجه محمود سنة 838هـ بمبلغ خمسة وعشرون دينار، وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء، فأعتقه واستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن أصبح في سنة 872هـ أتابك العسكر للظاهر تمربغا اليونانى الذي خلعه المماليك في السنة نفسها، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة، فتلقب بالملك الأشرف. وكانت مدته حافلة بالحروب، امتد حكمه 28 عاما، وسيرتُه من أطول السِّيَرِ. تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية، أشدها ابتداء العثمانيين ـ أصحاب القسطنطينية ـ محاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالاً عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يُسمع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس، سلمًا دون قتال، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس.
•كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش، كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته.كما اتصف بالبخل الشديد، جنديا محنكا، الشجاعة والاقدام، بعد النظر والنشاط والحزم ترك كثيراً من آثار العمران وأبرزها قلعة قايتباي بالإسكندرية ودمشق والحجاز والقدس ، ولا يزال بعضها قائماً إلى الآن. توفي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496م. خلفه اربعة سلاطين الا انهم كانو اقل قوة وأكثر ضعفا.إلى أن جاء السلطان الغورى في العام 1501 ميلاديه والذي اعاد للسلطنة الهيبة والقوة.وكان قدره ان يدخل في صراع مع العثمانين في موقعة مرج دابق ويلقى هزيمة نتيجه لخيانه كل من خاير بك وجان بردي الغزالي وينتهى الامر بقتل السلطان الغورى ويقال ان جثته لم يعثر عليها.تستمر المحاولات على يد أبن اخيه طومان باى الذي لم يكن أحسن حالا وتصبح مصر ولاية عثمانية في الرابع والعشرين من شهر أغسطس العام 1516 ميلاديه بعد معركه باب النصر ويعدم طومان باى على باب زويلة.
*لقـــبه و نسـبه: الملك الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد ابن الأشرف قايتباي .
*مــدة الحكــم: سنة واحدة (902هـ/1497م-901هـ/1496م).
*السلطان الملك الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد ابن الملك الأشرف قايتباى المحمودى الظاهرى (القاهرة، 1482 - القاهرة، 29 ديسمبر 1498) احد سلاطين الدولة المملوكية البرجية (الشركسيه). جلس على عرش مصر مرتين، حكم من 1496 إلى 1497 وكان يبلغ أربعة عشر عام ومن(1497 إلى 1498).هو ابن السلطان الأشرف قايتباي. لقب بـ "ذو اللقبين" حيث لقبه الأول بـ "الناصر" ثم لقب بـ "الأشرف". كان سلطان صغير في السن ورغم أنه كان ابن السلطان الكبير قايتباى لكنه كان شخص فاسد وبدأ الاضطراب والضعف ينتشر في الدولة المملوكية من عهده.
•بعد مرض السلطان الأشرف قايتباى و كان في الثمانين من عمره ذهب له الأتابك
#تمراز و قاله يا مولانا السلطان الأحوال فسدت و الرأى ان تسلطن سيدى (محمد). لما صمت قايتباى تمزار اخد محمد ابن السلطان و ذهب به الي باب السلسله و اجلسه وانتظر وصول الامير آقبردى الدوادار حتي يسلطنوا الامير محمد لكن فجاءه هجمت العسكر عليهم بقيادة قانصوه خمسمئه و كرنباى الاحمر و قبضوا على تمراز الذي اعتقدوا انه كان ينتوي ان يسلطن نفسه ، و ربطوه و حبسوه فى البرج الذي فى باب السلسله و رحلوه الي الاسكندريه.
•جماعة قانصوه خمسمئه مكثوا فى باب السلسله و تشاوروا فمن موضوع مين اللى يتسلطن و اتفقوا على ان محمد ابن السلطان هو اللى يتسلطن. الأشرف قايتباى كان قد تزوج مره واحده لكن كان لديه محظيات و جاريه اسمها "اصل باى" و منها كان ابنه محمد. •ثاني يوم في الصباح الامراء اتوا الخليفه العباسى فى القاهره المتوكل على الله ابو العز عبد العزيز و القضاه الاربعه و تحدثوا عن ضرورة خلع السلطان قايتباى لإنه فى النزع الاخير فخلعوا الأشرف و سلطنوا ابنه محمد مكانه و لقبوه "الملك الناصر" بعدما كان لقب بـ "المنصور" و كنوه "ابو السعادات" ، و عين قانصوه خمسمئه أتابك لعسكر مصر. كل هذا و السلطان قايتباى فى سريره لا يعلم ما يحدث و لو علم لمنعهم من سلطنة محمد لإنه كان طفل في ال14 من عمره ، و على قول ابن إياس ، كان يكرهه. لكن قايتباى توفى فى عصر يوم الأحد 7 اغسطس 1496 و حزن المصريين عليه كثيراً.
•و كالعاده مع كل سلطنه جديده حدثت تنقلات فى المناصب و خرجت إنعامات و إقطاعات للامراء و وُزعت النقود على العسكر و صدرت أوامر بالغاء الضرائب لكن الأتابكى قانصوه خمسمائه الذي كان وصى على الناصر محمد كان اعلاهم فى المنصب و المكانه حتي انه لم يكن يصلى مع السلطان الصغير فى العيد الكبير و لا في يوم الجمعه و قبض على جماعه من الطائفه "الإيناليه" و نفاهم الي الشام و قبض كرتباى الاحمر على جماعه من امراء العشرات من غير رغبة السلطان.
*لقـــبه و نسـبه: الملك الظاهر أبو سعيد قانصوه خمسمائة .
*مــدة الحكــم: ثلاثة أيام (902هـ/1497م).
*الظاهر قانصوه أو الأشرف قانصوه خمسمائة أحد سلاطين الدولة المملوكية الشركسية، تولى الحكم في 902 هـ الموافق 1497،استمر حكمه ثلاثة أيام فقط.
•كان الظاهر قانصوه أتابك عند الناصر محمد بن قايتباي، فكان في يوم من الأيام وثب قانصوه على السلطان الناصر وأسره، ثم استدعى الخليفة والقضاة، وأثبت عجز الملك الناصر عن السلطنة والقيام بالملك، وخلعه في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من جمادى الاولى سنة 902 هـ، وتسلطن الاشرف قانصوه خمسمائة بعد خلع الناصر محمد بن قايتباى، ثم فقد قانصوه خمسمائة في وقعة خان يونس وكانت مدّة سلطنته ثلاثة أيام، ثم يوم السبت مستهل جمادى الاخرة سنة 902 هـ، جدّدت البيعة للناصر محمد بن قايتباى وأعيد إلى السلطنة المرة الثانية بعد ثبوت رشده.
*مــدة الحكــم: سنه واحده (902هـ/1497م الي 904هـ/1498م).
*قانصوه خمسمئه بعدما خلع الناصر محمد سلطن نفسه بدلا منه لكن سلطنته دامت ثلاث ايام فقط ، اضطر بعدها ان يهرب و عاد الناصر محمد بن قايتباى للسلطنه مره اخري و غير لقبه من "الناصر" ل "الأشرف" حتي يرضى مماليك والده "الأشرفيه قايتباى" فلا يصبح لمماليكه "الناصريه"ميزه و التي كانت تفضلهم عن مماليك والده. و دى حاجه بتوضح ضعف شخصيته و خضوعه للجلبان. احتار الناس في لقبه و اصبح يخطب له فى الجوامع مرات بالناصر و اخري بالأشرف و لذلك سمى "ذو اللقبين".
•استمر الأشرف محمد فى سلوكه العنيف و مصادقته للاوباش و ساديته و حبه للقتل فكان يخرج المساجين من السجون و يقتلهم بيده و كان يقطع يدين و أذنين والسنة الجلبان الذين كان يعانى منهم و اصبحت هناك عداوه كبيره بينه و بينهم.
•احتار الامراء فى موضوعه و صمموا على ان يضعوا حداً لتصرفاته و عندما لم يجدوا شيئاً نافعاً تخلصوا منه بالقتل فى 29 ديسمبر 1498 ، بعد ان اتفقوا مع خاله " قانصوه " الذي كان يحميه و يسانده قبل كده.
•قتل الناصر محمد و هو في ال 17 عاماً بعد سلطنه استمرت حوالى سنتين و ثلاث شهور و 19 يوماً شاملهً فترة خلعه ثلاث ايام . و فرح المصريين بالخلاص منه و سلطن بعده خاله "قانصوه" (الظاهر قانصوه).
•وصف ابن إياس ايام سلطنته بإنها كانت : "كلها شرور، وفتنة، فقد كان عسوفاً جاهلاً، سفاكاً للدماء، معاشرا للأوباش".
*لقـــبه و نسـبه: الملك الظاهر قانصوه الأشرفي .
*الظاهر قانصوه الأشرفي أو الظاهر أبو سعيد قانصوه ، أحد سلاطين الدولة المملوكية الشركسية، تولى الحكم في (ربيع الأول 904 هـ/1498 م - 905 هـ/1500 م) خلفًا للسلطان الناصر محمد بن قايتباي.وهو خال السلطان الناصر محمد بن قايتباي. هو عنده اقل من تلاتين سنه و استمر فى الحكم لسنة 1500. اسمه " من قانصوه الأشرفى " لإن استاذه كان الامير " قانصوه الألفى " اشتهر بإسم " السلطان ماعرفش ".
*مــدة الحكــم: سنتان (904هـ/1498م-905هـ/1500م).
•قانصوه كان فى منصب "الدواداريه الكبرى" وقت سلطنة ابن أخته السلطان الناصر ابو السعادات. ابو السعادات كان شاباً صغيرا. في السابعة عشر من عمره و كان مشهور بالطيش و سوء التصرف و ضعف الشخصيه و كان يصاحب الأوباش و الحرافيش من عامة الناس و هذا تسبب فى سوء علاقته بالامراء و رجال الدوله و ايضاً خاله "قانصوه " الذي كان دائماً يساعده و يقف بجانبه فى ازماته مع الامراء. لكن الامراء بزعامة "ازبك" و " طومان باى " (العادل) فى الاخير قرروا ان يزيحوه فقتلوه عام 1498 بعدما اتفقوا مع خاله قانصوه ان يتسلطن بدلاً منه اذا قتلوه.
•بعدما قُتل ابوالسعادت، بايع الامراء خاله "قانصوه" مثلما اتفقوا معه و لقب بالملك الظاهر. اما الامير ازبك فكان اول من يبايعه و مع انه كان يعتبر نفسه الاحق بالسلطنه ، فعينه قانصوه أتابك للجيش و رقى طومان باى لمنصب "الدواداريه الكبرى" الذي كان منصبه قبل ان يتسلطن و اعطي له ايضاً مناصب الوزاره و الاستداريه كمكافأه له . قنصوه فى الحقيقه كان مجرد سلطان بالاسم و من كانوا يحكمون هم الامراء اما هو فلم يكن له اهميه تذكر في الحكم حتي اذا سأله اي شخص عن اي امر يرد و يقول " ماعرفش " حتي ان اسماه المصريون "السلطان ماعرفش". يقول المؤرخ ابن إياس انه "كان مسلوب الإختيار مع الأمراء".
•الامير طومان باى من جهته و رغم المناصب التي اعطاها له السلطان قانصوه كان يطمع فى السلطنه لكنه كان خائف من الأتابكى " جان بلاط " ، بدأ يتآمر مع نائب الشام " قصروه " المتمرد على السلطه فى مصر ، و لما عرف قانصوه بما يحصل انتشرت اشاعه بإنه امر بالقبض على طومان باى و هو فى الصعيد. •الإشاعه كما يقول ابن إياس ، كانت السبب فى زوال سلطنة قانصوه لإن الامراء حينما سمعوا الإشاعه و صدقوها قرروا ان يتخلصوا من قانصوه فلما عرف بتدبير الامراء هرب منهم و دخل قسم الحريم فى قلعة الجبل و تنكر فى ملابس سيده و لم يعرف احداً اين ذهب.
•الامراء خلعوا قانصوه عام 1500 بعدما حكم اكتر من عشرين شهراً و اختلف الامراء على موضوع سلطنه شخص جديد لكن طومان باى انحاز لجان بلاط و سلطنه ضد رغبة الامراء و العسكر.
*لقـــبه و نسـبه: السلطان الملك الأشرف أبو النصر جان بلاط أو جانبلاط من يشبك الأشرفي.
*مــدة الحكــم: سنة واحدة(905هـ/1500م-906هـ/1501م).
* (1455 - 1501) من مماليك الأمير يشبك من مهدي الأشرفي صاحب القبة الشهيرة بمنطقة حدائق القبة.
•سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) الرابع والعشرين. حكم مابين 905 هـ/1500 م و 906 هـ/1501 م. نسب لأستاذه الأمير "يشبك" الذي أهداه للسلطان "الأشرف قايتباي" الذي أعتقه و رقاه لمنصب " جمدار " ثم "أتابك " في حكم " الظاهر أبو سعيد قانصوه والذي كان ضعيفا مما حدا بأمراء المماليك أن يعزلوه .
•انحاز العادل طومان باي لجان بلاط ضد رغبة الأمراء والعسكر فتولى السلطنة وتلقب بـ " الأشرف " و بكنية " أبو النصر "على كنية أستاذه " الأشرف قايتباي ".
•تمرد الأمير "قصروه" نائب السلطان في الشام فحاول جان بلاط انه يرضيه فعينه أتابكاً للعسكر لكن قصروه تمادى في التمرد و زاد من العصيان في الشام فاضطربت الأحوال هناك فخرج جان بلاط في السنة الثانية من حكمه لقمع التمرد.
•لكن العادل طومان باي تسلطن خارج مصر واتحد مع قصروه وعزلا جان بلاط، وصارت للسلطنة المملوكية سلطانين بنفس الوقت إلى أن عاد العادل طومان باي إلى مصر وكسر الأشرف جانبلاط وادخل السجن بعدما حكم لمدة ستة أشهر و18 يوم وبويع العادل طومان باي سلطانا مكانه.
*لقـــبه و نسـبه: الملك ابو النصر طومان باى الأشرفى قايتباى 1501-1501 .
*مــدة الحكــم: سنة واحدة (906هـ/1501م).
•احد سلاطين المماليك الشراكسة في مصر والشام. وهو غير الأشرف طومان باي. أصله من بلاد الغور وهي بلاد في جبال خراسان قريبا من هراة، كان قد اشتراه الملك الأشرف قايتباي ثم أعتقه و حكم العادل مصر سنة 1501 وعمره حوالي أربعين سنة. لقب بالأشرفي نسبةً لأستاذه الأشرف قايتباي.
•عاش طومان باي فترةً طويلة في طباق قلعة الجبل في خدمة السلطان الأشرف قايتباي الذي أعتقه و رقّاه لوظيفة جمدار ثم ترقى حتى أصبح مدبر المملكة في عهد السلطان الأشرف جان بلاط.
لما حصل التمرد في الشام بقيادة نائب الشام " قاصروه " سافر طومان باي إلى الشام و انحاز قاصروه إليه و في حضور قضاة الشام قام بخلع السلطان جان بلاط و تسلطن طومان باي مكانه ولقب نفسه بالعادل و بعدها عاد إلى مصر .
•كان العادل طومان باي محبوباً جداً من عامة الناس قبل أن يصبح سلطانا حتى أنه يروى أن السيدات كن يزغردن من شبابيك البيوت عندما يمر في الطرقات .. لكن بعد أن تولى السلطنة تغيرت طباعه فكرهه الناس إذ قام بخنق الامير قاصروه الذي ساعده في خلع جان بلاط .. كما أمر بخنق السلطان السابق جان بلاط في سجنه بالأسكندرية.
•جافى المماليك الملك العادل طومان باي فلم يصاحبوه في صلاة الجمعة ولم يلبوا دعوته لهم فعلم أنهم سينقلبون عليه فهرب بعد نحو مائة يوم من توليه السلطنة فبايع المماليك الملك الأشرف قانصوه الغوري الذي جد في البحث عن العادل طومان باي حتى عثر عليه وقطعوا رأسه ودفن بقبته الموجودة بجهة المطبخ السلطاني (وتقع الآن على طريق صلاح سالم داخل مقر قيادة المنطقة المركزية العسكرية بالعباسية).
*لقـــبه و نسـبه: الملك الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغوري.
*مــدة الحكــم: 15 سنةً(906هـ/1501م-922هـ/1516م ).
•جركسي الأصل، من سلاطين المماليك البرجية. ولد سنة (850 هـ- 1446 م). ثم امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وجعله من جملة مماليكه الجمدارية ثم أصبح في حرسه الخاص وارتقى في عدة مناصب حتى ولي حجابة الحُجّاب بحلب. وفي دولة الأشرف جنبلاط عين وزيرا.
•بويع بالسلطنة سنة 906 هـ- 1500 م وظل في ملك مصر والشام إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516. كان الغوري مغرماً بالعمارة فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر، وقد خلف ثروة فنية جلها خيرية، بمصر وحلب والشام والأقطار الحجازية. واهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأبراج الإسكندرية . وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى وأنشأ منارة للجامع الأزهر. وله مجموعة أثرية مهمة في حلب مكونة من أبنية وجامع ومدرسة.
•بعد خلع العادل طومان باي اتفق زعماء المماليك على سلطنة الغوري بدلا منه، وقد كان الغوري حينها من أهم المماليك المقدمين كونه كان يشغل كل من الدودارية الكبرى والوزارة والاستادارية وكشف الكشاف عند العادل، وصار في آخر أيامه هو "الحركة" القاضي للكثير من الحوائج في الدولة ، حتى أظهر تمرداً عليه بإمتناعه عن حضور مناسبة ختم البخاري عنده بالقلعة بعد أن كان العادل قد أرسل خلفه ليحضر. ولما أطيح بالعادل، كان الغوري من ضمن الأمراء المقدمين الذي ركبوا واجتمعوا سوياً لاختيار السلطان الجديد. ولم يكن اختيارهم له الا لكبر سنه (60 عاما حينها) وأنه ليس له طموح سياسي، مما يجعل مسألة خلعه لصالح أحدهم يسيرة، فحملوه وأجلسوه رغْماً عنه على العرش وهو يبكي ولا يريد المُلك واشترط عليهم ألا يقتلوه وأن يبقوه حياً إذا أرادوا خلعه فوافقوا على ذلك وبايعوه جميعاً.
•خالف الغوري سريعاً توقعات خصومه من الأمراء إذ نجح في إبعاد كثيرين منهم وفرض ضرائب باهظة على آخرين واستأثر بالملك، وأظهر حنكة في إدارة شئون الدولة التي انخفضت إيراداتها بشدة بعد اكتشاف البرتغاليين لرأس الرجاء الصالح، إلا أن الإجراءات التي قام بها جلبت غضب الناس والمماليك عليه حيث فرض ضرائب باهظة وخفض الأجور مما أدى لحالة تذمر بين المماليك ولم يمنعهم من عزله إلا خوفهم من انعدام أجورهم بعد ذلك إذا عين أي سلطان اخر.
•كان البرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة فاستولوا على الحبشة ثم هاجمت سفنهم سواحل مصر والحجاز في عهد السلطان الغوري وحاولوا كسب تعاطف باقي أوروبا معهم بإكساب حملتهم على دولة المماليك بعداً صليبياً وأعلنوا أن هدفهم الرئيسي هو الأراضي المقدسة في مكة والمدينة، أمر السلطان ببناء الشون وأرسل الحاميات البرية إلى السواحل لمنع تقدم البرتغاليين على الأرض، ثم بعد اكتمال جاهزية السفن بدأت معارك بحرية عنيفة وصفها ابن زنبل الرمّال في تأريخه نجحت فيها البحرية المملوكية في طرد السفن البرتغالية من البحر الأحمر والاحتفاظ به كبحيرة مملوكية مغلقة، ثم تقدمت سفن المماليك في المحيط الهندي وهاجمت القلاع البرتغالية على سواحل اليمن وعُمان وإيران وشرق أفريقيا ثم طورت هجومها باتجاه المستعمرات البرتغالية في الهند لمساندة حاكم كوجرات الهندية الموالية للمماليك وهزموا البرتغاليين بالفعل عام 1508 في معركة شاول إلا أن البرتغاليين تمكنوا من إعادة تجميع اسطولهم وهاجموا اسطول المماليك في معركة ديو 1509 فهزموهم هزيمة قاسية فانسحب المماليك واكتفوا بالسيطرة على البحر الأحمر.
•بدأ العثمانيون في الظهور كقوة صاعدة في المنطقة منذ النصف الأول من القرن الرابع عشر وعند قيام دولة بني عثمان أتخذ العثمانيون من مدينة "بورصة" في آسيا الصغرى عاصمة لهم وبمرور الوقت بدأت الدولة الفتية في التوسع حتى أستولت على منطقة آسيا الصغرى بأكملها وتوجت انتصارات العثمانيين بنجاح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادية. و قد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالفت الدولة المملوكية والدولة العثمانية ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمورلنك وبقايا الصليبيين. إلا انه سرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع اقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك.
•ظهرت الدولة الصفوية الشيعية في الشرق في إيران والعراق عام 1501 وبرزت تطلعاتهم نحو الشام مبكراً، ففي عام 1507 قامت قوة صفوية بمهاجمة حامية ملطية التابعة للمماليك، ورد الغوري بقوة إذ أمر بحشد 1500 من قواته واستعدوا لحرب الصفويين وقبل أن تخرج القوة من القاهرة وصل رسل من الشاه إسماعيل الصفوي تقدم اعتذاراً عما حدث وزعموا أنه لخطأ ما، وبدا الرسل ريفيين أجلافاً وهم بداخل قصر القاهرة الأنيق مما حدا بقانصوه لإهمال الصفويين، وبرغم تكرارهم للهجمات لاحقا إلا أنه اكتفى بإرسال أمير عشرة لمعسكر الصفويين لأمرهم بالانسحاب. غير السلطان من نظرته للصفويين تماما عام 1511 إذ وقعت في يده رسائل من الشاه إسماعيل لملوك أوروبا يستحثهم على حرب المماليك والعثمانيين من الغرب بينما يهاجمهم هو من الشرق، أخذ السلطان التهديد الصفوي على محمل الجد وارتاب من تحركات الشاه إسماعيل. •تطورت الأحداث بعد ذلك بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم الأول سلطان العثمانيين وبدت الحرب على مقربة بينهم وبحث كل من الطرفين على مساعدة السلطان الغوري ضد الأخر فآثر التزام الحياد، وهُزم الصفويون هزيمة شنيعة في معركة جالديران على يد السلطان سليم في 1514 م الذي قام بعد المعركة بالهجوم على إمارة ذو القدر التابعة للمماليك وإبادتها، مما أدى لزوال كافة الدول العازلة للمماليك عن العثمانيين. مع تطور الأحداث لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية والتي كانت مركزا للخلافة الإسلامية العباسية، ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان قانصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة لخيانة بعض القادة للغوري (خاير بك - القاضي يونس - جان برد الغزالي) هُزم الجيش المصري بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه تحت سنابك الخيل العثمانية و لم يستدل على جثته. .
*لقـــبه و نسـبه: الملك الأشرف أبو النصر طومان باي.
*مــدة الحكــم: سنة واحدة(922هـ/1516م-923هـ/1517م ).
*الأشرف أبو النصر طومان باي آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. تسلّم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق عام 922هجري/1516 ميلادي بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد مقتل الغوري أجمع الأمراء على اختياره سلطاناً لمصر، وقد امتنع طومان باي عن قبوله منصب السلطنة في بداية الأمر بحجة ضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث كان خان الخليلي قد نُهِب وقُتِل جميع التجار بحجة أصولهم العثمانية، لكنه عاد بعد إلحاح وبعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث اسيراً بأيدي العثمانيين بحلب، ثم انهزم طومان باي بمعركة الريدانية في 29 ذي الحجة 923 هجري/1517ميلادي، وانضوت مصر تحت الخلافة العثمانية الفتية.
•كان طومان باي جركسي الأصل، اشتراه السلطان قانصوه الغوري وقدمه إلى السلطان الأشرف قايتباي، ولهذا يُدعى "طومان باي من قانصوه"، فصار من جملة مماليك قايتباي الكتابية، واستمر على ذلك حتى اعتلى الملك الناصر محمد بن قايتباي عرش مصر فأعتقه وخصص له خيلا وغلمانًا، وبقي جدارًا ثم خاصكيًا. واستمر على ذلك حتى تولى قانصوه الغوري سلطنة مصر في شوال سنة 906 هـ - أبريل 1501 م. فأخذ يترقى في المناصب، فصار أمير عشرة (أي يرأس عشر فرسان)، واستمر على ذلك إلى سنة 910 هـ حيث توفي المقر الناصري محمد بن السلطان الغوري، فأنعم عليه السلطان بمنصب أمير طبلخانه (أي يرأس أربعين فارسا)، واستمر في هذا المنصب حتى ذي الحجة سنة 911 هـ حين أنعم عليه لسلطان بتقدمة ألف فارس، وعندما توفي الأمير أزدمر بن علي باي الدوادار الكبير في جمادي الأولى سنة 913 هـ أنعم السلطان الغوري عليه بمنصب داودار كبير (الذي يبلغ الرسائل للسلطان ويقدم إليه المظالم)، ثم أنعم عليه بالاستإدارية العالية (المشرف على حاشية السلطان وخدمه) في يوم الإثنين 11 من شعبان سنة 914 هـ.
•وفي عام 917 هـ خلع السلطان عليه وعينه أمير ركب الحج، وصحبه للحج في هذا العام عدد كبير من الأعيان كالأمراء مقدمي الألوف، وجماعة من الرؤساء بالديار المصرية، وبعض مشايخ العربان. وعند عودة الركب إلى القاهرة في محرم سنة 918 هـ خلع السلطان على الأمير طومان باي ونزل من القلعة في موكب حافل وكان يومًا مشهودًا. ويعلق ابن إياس قائلا:«وقد رجع من هذه السفرة والناس عنه راضية، وأشيع عنه أخبار حسنة مما فعله في طريق الحجاز من البر والإحسان وفعل الخير وحمل المنقطعين، والصدقات بطول الطريق على الفقراء والمساكين فشكر له الناس ذلك.».
•وفي يوم الخميس التاسع من رمضان سنة 918 هـ خلع السلطان الغوري عليه وعينه متحدثًا على ديوان الوزارة وسائر الدواوين ويصف ابن إياس ما وصل إليه قائلا:«فتضاعفت عظمته جدًا، واجتمع فيه عدة وظائف سنية ولا سيما لكونه قرابة السلطان، فلما نزل من القلعة كان له يوم مشهود، وفي صحبته سائر الأمراء وأرباب الدولة، يتقدمهم الطبل والمزامير.» .
•وفي ذي القعدة من سنة 920 هـ عندما ذهب الغوري إلى ثغر الإسكندرية، أصدر مرسومًا بأن يكون طومان باي قائد غيبته. وقد حرص طومان باي على إشاعة الأمن في القاهرة وكبح جماح المماليك فأمر "بأن يُنادى في القاهرة بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء، وبأن يعلقوا على كل دكان قنديلا من المغرب، وأن لا مملوكا ولا غلاما ولا عبدا يخرج من بعد العشاء ومعه سلاح، فضج الناس له بالدعاء".
•وفي ربيع الآخر سنة 922 هـ عندما خرج السلطان الغوري إلى الشام لملاقاة السلطان سليم الأول العثماني خلع عليه وعينه نائب الغيبة في القاهرة إلى أن يحضر. وقد ظل كذلك إلى أن اختير سلطانًا على مصر عقب مصرع الغوري في مرج دابق.
•في شوال سنة 910 هـ ثار المماليك الجلبان ووثبوا على السلطان بالقلعة وأظهروا العصيان ومنعوا الأمراء من القلعة فتصدي لهم طومان باي ولم يمكنهم من مرادهم حتى سكن الوضع. وفي المحرم من عام 916 هـ ثارت جماعة من المماليك بسبب النفقة ونهبوا سوق ابن طولون والدكاكين الواقعة حوله فغُلقت الأسواق فانطلق الأمير طومان باي يطوف على المماليك فمن وجد عنده شيء من النهب أخذه ورده لأصحابه، ثم هدأ المماليك بالعدول عن ثورتهم وأقنع السلطان بترضيتهم.
•في 27 محرم سنة 916 هـ خرج طومان باي إلى الصعيد لإخماد الفتنة بين قبيلتي بني عدي وبني كلب واستمر هناك خمسة أشهر وعاد إلى القاهرة حيث خله عليه الغوري. كما خرج إلى الغربية في 16 صفر سنة 917 هـ لمعاقبة قتلة شيخ العرب عيسى بن يوسف وعاد إلى القلعة حيث كافأه السلطان في موكب عظيم. وفي المحرم سنة 918 هـ أعلن عربان البحيرة العصيان وأفسدوا الزرع ونبهوا المحاصيل فعين لهم الغوري تجريدة ضخمة على رأسها طومان باي توجهت إلى البحيرة حيث قمعت العربان وعادت إلى القاهرة. وفي شهر رجب سن 921 هـ خرج طومان باي على رأس قوة عسكرية قاصدًا جبل نابلس لتأديب العربان الذين تمردوا على نائب غزة وقطعوا الطريق وأفزعوا المسافرين فأعاد الأمان.
•رجع أمراء المماليك إلى مصر من مرج دابق وتشاوروا في الأمر ووقع اختيارهم على الأمير طومان باي الدوادار نائب الغيبة ليخلف الغوري، فرفض قبول المنصب والأمراء يصرون عليه ويصف ابن إياس ذلك بقوله:اجتمع رأي الجميع على سلطنة طومان باي الدوادار وترشيح أمره لأن يلي السلطنة فصار يمتنع عن ذلك غاية الامتناع، والأمراء كلهم يقولون: ما عندنا من نُسلطنه إلا أنت ولا مَحيد لك عنها طوعا أو كرها.
•لكنه أصرّ على رفضه فاستعان المماليك بالشيخ أبي السعود الجارحي لإقناعه، فأحضر الشيخ مصحفا وحلف الأمراء بانهم إذا سلطنوه لا يخونونه ولا يغدرون به، وسوف يرضون بقوله وفعله، فأقسموا على ذلك. فدُقت البشائر بالقلعة ونودي باسمه في القاهرة وارتفعت الأصوات بالدعاء له، وخُطب باسمه على منابر مصر والقاهرة بعد أن ظل الخطباء يخطبون باسم الخليفة العباس خمسين يوما وكان ذلك في شهر رمضان سنة 920 ه.
•وصلت الأخبار إلى القاهرة باستيلاء العثمانيين على الشام وتوجههم صوب غزة فاعلن طومان باي النفير، ودعا الشعب كله للمشاركة، ويعلق ابن إياس بقوله:«فاستحث بقية الأمراء الذين تباطأوا عن الخروج استعدادًا للسفر إلى غزة بسبب النفقة وعنفهم بقوله: اخرجوا قاتلوا عن أنفسكم وأولادكم وأزواجكم، فإن بيت المال لم يبق فيه لا درهم ولا دينار، وما عندي نفقة أنفقها عليكم.».
•وفي يوم الأحد 24 من ذي القعدة سنة 922 هـ تقابلت مقدمة الجيش المملوكي بقيادة جان بردي الغزالي مع طلائع الجيش العثماني بقيادة سنان باشا بالقرب من بيسان، وهُزم المماليك هزيمة نكراء، واستولت الجنود العثمانية على الخيل والجمال والأسلحة. وقد تعددت أسباب الهزيمة ما بين ضخامة عدد العثمانيين واستخدام الجنود العثمانية لكلاليب تخطف الفارس عن فرسه وتلقيه أرضًا، إلى استخدام العثمانيين للبنادق والتي قال عنها ابن زنبل:«ولا ضرهم (أي المماليك) إلا البندق فإنه يأخذ الرجل على حين غفلة لا يعرف من أين جاءه، فقاتل الله أول من صنعها، وقاتل من يرمي بها على من يشهد لله بالوحدانية.».
•بعد موقعة غزة بأيام قليلة وصل وفد من السلطان سليم من خمسة عشر رجلا إلى القاهرة يحملون كتابا إلى طومان باي. يقول الكتاب:
•وقد جنح طومان بي إلى السلام ورأى أن يوافق على مطالب سليم حقنا لدماء المسلمين، لكن الأمير علان الدودار الكبير قام بقتل الوفد العثماني وأعلن عزمه على القتال بقوله: "رأيي أن نقاتل عن بلادنا وحريمنا وأرزاقنا أو أن نقتل عن آخرنا".
•ما أن وصل السلطان سليم إلى الخانكاه، حتى شرع طومان باي في تنظيم جيشه، ولكن جان بردي الغزالي تجلت خيانته إذ ألح بدفن المدافع بالرمال حتى لا يراها جواسيس العثمانيين ثم أرسل خطابا إلى خاير بك يخبره بأمر المدافع وباستعدادات جيش طومان باي ونصح العثمانيين في خطابه بأن لا يهجموا من الريدانية وأن يلتفوا من جانب الجبل.
•قسم السلطان سليم جيشه إلى ثلاث فرق مستفيدًا من نصائح الغزالي: فرقة مقابلة لجيش المماليك في الريدانية، وفرقة أخرى سارت تحت الجبل الأحمر والمقطم وأحاطت بهم من اليمين والخلف، وفرقة سارت في اتجاه بولاق وأحاطت بهم من الشمال. •عندئد أدرك طومان باي ومن معه خيانة الغزالي لهم ولم يمتنعوا عن قتله إلا خوفا من افتتان الجنود في المعركة. وأعاقت الخنادق جيش العثمانيين من جهة الريدانية، فانطلق السلطان طومان باي ومعه جماعة من المخلصين له كالأمير علان والأمير كرتباي وسط صفوف العثمانيين قاصدين السلطان سليم، ويصف ابن زنبل ذلك بقوله:«فما زالوا في مشوارهم وهم يطعنون بالقنطاريات حتى غاصوا في جميع عسكر الروم بجملتها، فلله درهم من فرسان لكونهم لقوا هذا الجيش العظيم بنفوسهم، فما زالوا يضربون ويطعنون حتى وصلوا سنجق السلطان وقتلوا من حوله وأسروا وزيره سنان باشا وقتله طومان باي ظنا منه أنه هو السلطان سليم بنفسه، وقد حزن عليه سليم حزنًا شديدًا حتى قال: "أي فائدة في مصر بلا يوسف.».
•وكانت الخسائر فادحة من الطرفين، إلا أن الهزيمة كانت من نصيب طومان باي والمماليك. ودخل العثمانيون القاهرة يوم الجمعة 30 من ذي الحجة سنة 922 هـ الموافق 23 يناير 1517 م في موكب حاشد على رأسه الخليفة المتوكل على الله، ووزراء السلطان سليم، فخُطب للسلطان سليم على المنابر ولم يدخل القاهرة إلى يوم الثلاثاء وسلمت إليه مفاتيح القلعة. وقد استبيحت القاهرة ثلاثة أيام من سلب ونهب وهتك للأعراض ولاقى أهلها الأهوال.
•في ليلة الأربعاء (5 محرم 923 هـ - 28 يناير 1517 م) اجتمع طومان باي بنحو سبعة آلاف فارس وصارت بينهم وبين العثمانيين معارك في شوارع القاهرة، كما شاركه العربان وهاجموا مخيمات العثمانيين بالريدانية، واستمر القتال من الفجر إلى بعد المغرب وصار المماليك الجراكسة يقطعون رأس من يظفرون به من العثمانيين ويحضرونها بين يدي طومان باي.واشتد القتال يوم الخميس من بولاق إلى الناصرية، واستجمع العثمانيون قواهم وأجلوا قوات المقاومة فتحصن طومان باي بحي الصليبة، واتخذ من جامع شيخون مركزًا للمقاومة وحفر الخنادق، وأقام تحصينات في المنطقة عند رأس الصليبة وقناطر السباع ورأس الرميلة وجامع ابن طولون.
•وما أن استجمع العثمانيون قواهم حتى تسلل المماليك وقالوا: "من يقابل هذه النار المهلكة"، وبقي طومان باي والمخلصون له ثم اضطر إلى الانسحاب إلى بركة الحبش ثم عبر النيل إلى الضفة الغربية بالجيزة ووصف ابن زنبل الصليبة بقوله: «وأما طومان باي فإنه لم يهرب وحطم عليهم حطمة الأسد الغضبان وقتل فيهم فتلا حتى كلّ ساعده، ولكن ماذا يفعل الواحد في مائتي ألف أو أكثر.».
•وما أن أعاد العثمانيون سيطرتهم على القاهرة حتى استباحوها فكانت مجازر بشرية يصفها ابن إياس "بالمصيبة العظمى التي لم يُسمع بمثلها فيما تقدم من الزمان، فقتلوا جماعة كثيرة من العوام وفيها صغار وشيوخ لا ذنب لهم، وحطوا غيظهم في العبيد والغلمان والعوام، ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، فصارت جثثهم مرمية في الطرقات، فكان مقدار من قتل في هذه الواقعة فوق العشرة آلاف إنسان في عدة هذه الأربعة أيام، ولولا لطف الله لفني أهل مصر قاطبة بالسيف". وهجم العثمانيون على زاوية الشيخ عماد الدين بالناصرية، ونهبوا ما فيها من قناديل وحصر، وأحرقوا البيوت من حولها، كما نهبوا محتويات مسجد السيدة نفيسة، أما جامع شيخون مركز المقاومة فقد أحرقه العثمانيون فاحترق سقف إيوانه الكبير، وقبضوا على نحو ثمانمائة من المماليك وضربوا أعناقهم.
•جمع طومان باي نحو ألفين من فرسان المماليك وسبعة آلاف من العربان بالقرب من أطفيح، والتقوا بالعثمانيين جنوبي الجيزة في معركة كبيرة استطاع خلالها الأمير شادي بك من الاستيلاء على مراكب العثمانيين في النيل، وطوق الجنود العثمانيين من الخلف وحصرهم بينه وبين طومان باي، وأبادوا القوة العثمانية عن آخرها فلم يبق منها سوى قائد الانكشارية إياس أغا وأبو حمزة أحد أمراء المماليك الخائنين.
•ما أن بلغ نبأ الهزيمة السلطان سليم حتى صب غضبه على خاير بك الذي زين له الزحف على مصر قائلا له: "قد غررت بنا وأدخلتنا في بلادء هؤلاء، ولا أحد يسهل عليه ترك بلاده، كنت أحسب أنهم زمرة قليلة وشرذمة ذليلة، أنت أغررتني وطمعتني في أخذ هذا الإقليم، فانظر كيف تصنع، ودبر نفك كيف تعرف وإلا فيها رأسك". وقرر سليم مهادنة طومان باي فجمع وزراءه ومستشاريه وقال لهم: ".. وأنا أريد أن أرسل له كتابا بالأمان مع قاصد عاقل يرد الجواب فلعل الله أن يهديه ونبقيه على بلاده، وأخبره أني رضيت منه بالاسم فقط، ويجعل الخطبة والسكة باسمي وأعطي له مصر إلى أن يموت".
•وافق طومان باي على الصلح، ولكن أمراءه لم يثقوا بوعود السلطان سليم وغلبوا طومان باي على رأيه وذبحوا الوفد العثماني.وما أن وصلت هذه الأنباء إلى لسلطان سليم حتى توعد بالانتقام ونقل جيشه إلى بركة الحبش، وأمر بإحضار أمراء المماليك المحتجزين عنده وأمر بضرب أعناقهم.
•التقى الجيش العثماني بالأمير شادي بك ومعه ألفين من خيرة فرسان المماليك والعربان، وعلى الرغم من عدم التكافؤ في الأعداد إلا أن العثمانيين تراجعوا منهزمين رغم كثرة القتلى من صفوف شادي بك ويصف ابن زنبل نهاية المعركة بقوله: "فلم يكن إلا شيء قليل حتى انطفت جمرة الروم وخمدت، وكلت حركاتهم وجمدت، ورد جموعهم الأمير شار بك قهرا وزجرا بحد سيفه".فغضب السلطان سليم وقال: "ما كنت أظن أن أقاسي من أحد مثل ما قاسيت في يومي هذا، ولا كنت قول إني بهذه العشرة آلاف فارس وراجل التي هي خيار قومي ويتبعها أكثر من عشرين ألفا ألفى هذا الأعور (يقصد شادي بك) الذي هو في أقل من خمسمائة فارس ما لقيت منه ويفني أكثر عسكري".
•قسم العثمانيون قواتهم إلى أربع فرق: الأولى بقيادة السلطان سليم، والثانية بقياد الغزالي، والثالثة بقيادة يونس باشا، والرابعة بقيادة إياس باشا قائد الانكشارية ويعاونهم عرب الغزالة على أن يطبقوا على قوات طومان باي من جميع الجهات.فهزموا الجراكسة ومن معهم وأعملوا فيهم القتل، فلجأ طومان باي إلى حسن بن مرعي وابن عمه الذين أقسموا له على الولاء.إلا أن حسن بن مرعي خانه فدل عليه فقبض العثمانيون عليه وقادوه إلى السلطان سليم.
•أزعج طومان باى العثمانيين كثيرا بحرب العصابات والضربات المباغتة عندما كان السلطان سليم في القاهرة. ولكن العرب الذين كانوا يكرهون الشراكسة (المماليك) دلوا على مكانه، فأُسر.
بعد أن قبض الجنود على طومان باي، حملوه في الأصفاد إلى معسكر السلطان سليم بإمبابة، ودار بينهما حوار أشاد به ابن زنبل، وبرر طومان باي مقاومته وذكر خيانة خاير بك والغزالي. فأُعجب السلطان سليم به وقال لجلسائه: "والله مثل هذا الرجل لا يُقتل ولكن أخروه في الترسيم حتى ننظر في أمره" وأراد أن يأخذه معه إلى إسطنبول.
•وضع السلطان سليم الأول عرشا بجانبه وأجلس عليه الحاكم المملوكي الجديد. تكلم طومان وخاطب السلطان سليم بكلام خال من اللياقة، قائلا له أنه لم ينتصر على المماليك بشجاعته، وإنما انتصر بمدافعه وبنادقه، فأجابه السلطان سليم الأول متسائلا، لماذا لم يتزود وهو على رأس دولة كبيرة بهذه الأسلحة؟ وتلا عليه الآية الكريمة التي تأمر بمقابلة العدو بمثل أسلحته(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) .
•كان الفرق بين المدفعية العثمانية والمملوكية في معركة الريدانية فرقا يزيد على نصف قرن، ففي عام 1410م طلب السلطان المملوكى من السلطان العثماني سليمان القانوني مدفعيين وبحريين أتراكاً، وأُجيب إلى طلبه، إذ كانت تركيا تفوق مصر في ذلك التاريخ.
•وقد كانت عملية إرسال المهمات الاستراتيجية والمدفعيين والبحارة والفنيين إلى مصر في عهد السلطان العثماني بايزيد الثاني قد اكتسبت أهمية كبيرة، فعلى سبيل المثال أرسل إلى مصر في عام 1511م عدد 400 مدفع وكميات هائلة من البارود والنحاس.
أما القادة البحريين العثمانيين الدهاة المقتدرين مثل عروج بربروس وسليمان ريس وكمال ريس، فإنهم إما التحقوا بالبحرية العثمانية في مصر، أو قاموا بنقل المهمات الاستراتيجية والموظفين الفنيين إلى مصر.
•كان الشراكسة الذين كانوا مع المماليك ثم التحقوا بخدمة العثمانيين يخشون نقمة طومان باي عليهم فأخبروا السلطان سليم الأول بأن طومان باي لايزال يسعى وراء سلطة مصر، وشرحوا له ذلك بإسهاب وأقنعوه بوجوب إعدام طومان باى. فسُلِّم طومان باى إلى على باشا دلقدار أوغلو ليعدمه على باب زويلة، وكان المماليك قد أعدموا شهسوار بك والد على باشا دلقدار أوغلو قبل 40 سنة (في أغسطس 1472م) على نفس هذا الباب لصداقته مع العثمانيين.
•وفي يوم الاثنين 21 ربيع الأول سنة 923 هـ الموافق 23 أبريل 1517 م أمر السلطان سليم بأن يعبروا بطومان باي إلى القاهرة، فعبروا به إلى بولاق وشقوا به القاهرة حتى وصلوا إلى باب زويلة، ورأي الحبال فعلم أنه مشنوق فتشهد وقرأ الفاتحة ثلاثا، وشُنق أمام الناس، وضج الناس عليه بالبكاء والعويل، وبقي مصلوبا ثلاثة أيام ثم أنزل ودفن خلف مدرسة الغوري. ويصف ابن إياس ذلك وهو شاهد عيان على ماحدث بقوله:وقد ظلت جثته معلقة ثلاثة أيام كي يراها الجميع ويعلم بانتهاء دولة المماليك، ثم دفُنت في قبة السلطان الغوري، وبموت طومان باي انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، واستتب الأمر للسلطان سليم والخلافة العثمانية القوية بمصر وبلاد الشام، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
•في 26 أبريل، أُقيم لطومان باى احتفال تشييع جثمان لامثيل له، بحيث لو مات وهو على العرش لما أُقيم له مثل هذا الاحتفال ورغم أن السلاطين العثمانيين يحملون في بعض الأحيان توابيت آبائهم ولايدخلون تحت أي تابوت آخر يحملونه، إلا أن السلطان سليم الأول اكتنف تابوت طومان باى الثاني.
•حضر مراسم تشييع الجثمان الرسمي كافة الرجال العثمانيون والمماليك معا، ووزع السلطان سليم الأول النقود الذهبية على الفقراء تطييبا لروح السلطان طومان باي لمدة 3 أيام.