الصفحات

الخميس، 28 أغسطس 2025

رواية الأرض الطيبة

تبدأ القصة يوم زفاف وانغ لونغ وتتتبع صعود ثروته وهبوطها. تعيش عائلة هوانغ وهي عائلة من ملاك الأراضي الأثرياء في بلدة قريبة حيث تعيش زوجة وانغ لونغ المستقبلية أو-لان عبدةً. إلا أن عائلة هوانغ تتدهور تدريجيًا بسبب تعاطي الأفيون والإنفاق المفرط والاقتراض غير المنضبط وعزوف الناس عن العمل.

بعد زواج وانغ لونغ وأو-لان عمل كلاهما بجد في مزرعتهما وادخرا تدريجيًا ما يكفي من المال لشراء قطعة أرض واحدة تلو الأخرى من عائلة هوانغ. أنجبت أو-لان ثلاثة أبناء وثلاث بنات أصبحت الابنة الأولى معاقة ذهنيًا نتيجة سوء تغذية حاد ناجم عن المجاعة. أشفق عليها والدها بشدة وأطلق عليها لقب "المسكينة الحمقاء" وهو لقب اعتادت مخاطبته به طوال حياتها. قتلت أو-لان ابنتها الثانية عند ولادتها لتجنيبها معاناة النشأة في مثل هذه الظروف الصعبة ولمنح بقية أفراد الأسرة فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.

خلال المجاعة والجفاف المدمرين اضطرت العائلة للفرار إلى مدينة كبيرة في كيانغسو (جيانغسو) بحثًا عن عمل. عرض عم وانغ لونغ الحاقد شراء ممتلكاته وأرضه لكن بسعر أقل بكثير من قيمتها الحقيقية. باعت العائلة كل شيء باستثناء الأرض والمنزل. ثم واجه وانغ لونغ رحلة طويلة جنوبًا وهو يفكر في كيفية نجاة العائلة سيرًا على الأقدام عندما اكتشف أن "عربة الإطفاء" (وهي كلمة صينية تعني القطار الحديث البناء) تنقل الناس جنوبًا مقابل أجر.

في المدينة يتسوّل أو-لان والأطفال بينما يسحب وانغ لونغ عربة ريكشا. يتسول والد وانغ لونغ ولكنه لا يكسب أي أموال ويجلس ينظر إلى المدينة بدلاً من ذلك. يجدون أنفسهم غرباء بين مواطنيهم الأكثر حضرية الذين يبدون مختلفين ويتحدثون بلكنة سريعة. لم يعودوا يتضورون جوعًا بفضل وجبات العصيدة الخيرية التي تبلغ قيمتها سنتًا واحدًا لكنهم ما زالوا يعيشون في فقر مدقع. يتوق وانغ لونغ للعودة إلى أرضه. عندما تقترب الجيوش من المدينة لا يمكنه العمل إلا ليلًا في نقل البضائع خوفًا من التجنيد الإجباري. في إحدى المرات أحضر ابنه لحمًا مسروقًا إلى المنزل. غاضبًا ألقى وانغ لونغ اللحم على الأرض لا يريد أن يكبر أبناؤه كلصوص. ومع ذلك التقط أو-لان اللحم بهدوء وطهوه. عندما اندلعت أعمال شغب بسبب الطعام انجرف وانغ لونغ مع حشد ينهب منزل رجل ثري وحاصر الرجل نفسه الذي خاف على حياته وأعطى وانغ لونغ كل أمواله لضمان سلامته. عثرت أو-لان على مخبأ مجوهرات في مكان آخر بالمنزل فأخذته لنفسها.

استخدم وانغ لونغ هذا المال لإعادة العائلة إلى منزلها وشراء ثور جديد وأدوات زراعية وتوظيف خدم لفلاحة الأرض. مع مرور الوقت وُلد طفلان آخران ابن وبنت توأم. وعندما اكتشف الجواهر التي نهبها أو-لان اشترى وانغ لونغ ما تبقى من أرض عائلة هوانغ. ثم أرسل ابنيه الأولين إلى المدرسة ودرّب الثاني أيضًا على يد تاجر وأبقى الثالث على الأرض.

مع ازدياد رخاء وانغ لونغ اشترى محظية تُدعى لوتس. تحمّلت أو-لان خيانة زوجها عندما أخذ الجوهرتين الوحيدتين اللتين طلبت الاحتفاظ بهما لنفسها لؤلؤتين ليصنع منهما أقراطًا ليهديها إلى لوتس. تدهورت صحة أو-لان ومعنوياتها وتوفيت في النهاية بعد أن شهدت زفاف ابنها البكر. يُقدّر وانغ لونغ أخيرًا مكانتها في حياته وهو ينعى وفاتها.

ينتقل وانغ لونغ وعائلته إلى المدينة ويستأجرون منزل هوانغ القديم. وقد أصبح رجلاً عجوزاً ويرغب في السلام مع عائلته لكنه ينزعج من الخلافات المستمرة وخاصة بين ابنيه الأول والثاني وزوجتيهما. يهرب ابن وانغ لونغ الثالث ليصبح جندياً. في نهاية الرواية يسمع وانغ لونغ أبناءه يخططون لبيع الأرض فيحاول ثنيهم عن ذلك. يقولون إنهم سيفعلون ما يشاء لكنهم يبتسمون لبعضهم البعض ببراءة.

السبت، 23 أغسطس 2025

ذكرى وفاة الزعيم سعد زغلول

في مثل هذا اليوم23 اغسطس1927م..
وفاةسعد زغلول، رئيس وزراء مصر.
سعد زغلول (1858م - 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. أحد الذين طالبوا باستقلال مصر. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.

نشأته
ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا مركز (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.

سيرة حياته
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».

وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الأميرة نازلي فاضل، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.

توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.

وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.

ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولّى رئاسته في 18 يوليو 1907 م

أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.

التاريخ السياسي

تمثال الزعيم سعد زغلول باشا في الإسكندرية.
أدى غياب زغلول إلى الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م. لدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924م، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد المشكل من الجمعية التشريعية بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول.

«الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطني، وزعيم الأمة، البطل القومي المتشدد. وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضائلوا في أعين الجماهير. ولكنه أيضا قد حان أخيرا أو أن اعتلائه السلطة ويعود ذلك جزئيا أنه تحالف مع مجموعة القصر حيث قبلوا ضمنيا الشروط التي تنظم حماية المصالح البريطانية في مصر.»

في أعقاب اغتيال السير لي ستاك، سردار (مصر) والحاكم العام للسودان إبان ما يعرف بـالحكم الثنائي، وفي 19 نوفمبر 1924م وعلى إثر تصاعد المطالب البريطانية اللاحقة والتي كان مفادها أن سعد زغلول أصبح شخصاً غير مرغوب به؛ كما سيتم تفصيله في فقرة العودة للحياة السياسية؛ اضطر زغلول أن يقديم إستقالته. ثم عاد لاحقا إلى الحكومة في عام 1926م حتى وفاته في عام 1927م.

الوفد المصري
خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م.

تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.

وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية. جاء في الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول وفي أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلا في استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى».

اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى·

في عام 1921 برزت الخلافات بين سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد فصل على أثرها عشرة من أعضاء الوفد رغم أنهم كانوا أغلبية، حينها قال كلمته المشهورة، المسألة ليست مسألة أغلبية وانما مسألة توكيل، فأخضع بهذه الكلمة القاعدة الديمقراطية للقاعدة القانونية.

العائلة
زوجة سعد، صفية زغلول تزوجها عام 1895م، وهي ابنة مصطفى فهمي باشا، وزير في مجلس الوزراء المصري ورئيس وزراء مصر مرتين.، كانت ثائرة نسائية وكانت أيضا ناشطة سياسية.

الجدول الزمني
1857م يوليو: ولد لعائلة من الفلاحين من الطبقة المتوسطة في إبيانه في دلتا النيل.
سنوات الشباب: تلقى تعليمه في جامعة الأزهر الإسلامية في القاهرة، ثم أكمل تعليمه في المدرسة المصرية للقانون؛ والتي كانت في حينه تؤهل المتخرج منها لممارسة مهنة المحاماة .

1892م: عُين قاضيا في محكمة الاستئناف.
1906م: يصبح رأس وزارة التربية والتعليم.
- يشارك في تأسيس حزب الأمة، في الوقت التي كانت مجموعة معتدلة من المصريين تدعى المزيد للحصول على استقلال مصر من بريطانيا.

1910م: عُين زغلول وزيرا للعدل.
1912م: يستقيل من منصب وزير العدل بعد خلاف مع الخديوي عباس حلمي الثاني.
1912م: تم انتخابه إلى الجمعية التشريعية.
1913م: تم تعيينه نائبا لرئيس الجمعية التشريعية، وهو المنصب الذي يستخدم لانتقاد الحكومة.
1914م- 1918م: خلال الحرب العالمية الأولى، فإن زغلول والعديد من أعضاء الجمعية التشريعية من الجماعات الناشطة شكلت هيكلا تشريعيا في جميع أنحاء مصر. أدت الحرب العالمية الأولى إلى الكثير من الصعاب على السكان المصريين، وذلك بفضل العديد من القيود البريطانية.
13 نوفمبر 1918م: مع نهاية الحرب العالمية الأولى، فإن زغلول واثنين آخرين من أعضاء سابقين من المجلس التشريعي دعوا المفوض السامي البريطاني، للسؤال عن إلغاء الحماية البريطانية. يسألون أيضا أن يكون لمصر ممثلين في مفاوضات السلام بعد الحرب. ولكن تم رفض هذه المطالب، فما كان من أنصار زغلول، وهي مجموعة تعرف الآن باسم الوفد، بأن أصبحت تحرض على الفوضى في جميع أنحاء البلاد.
1919م مارس: زغلول وثلاثة أعضاء آخرين من الوفد تم نفيهم إلى مالطا. لكن سرعان ما تم إطلاق سراح سعد وبعد ذلك عين الجنرال إدموند اللنبي وتولّى منصب المفوض السامي لمصر. سعد سافر إلى باريس، فرنسا في محاولة لتقديم روايته للحالة المصرية إلى ممثلي الدول الحليفة، ولكن دون نجاح يذكر.
1920م: زغلول عقد عدة لقاءات مع وزير المستعمرات البريطاني، اللورد ميلنر ويتوصل إلى تفاهم معه، ولكن زغلول كان غير متأكد من ردة فعل المصريين تجاه هذا التفاهم وكيف سوف يستوعبون أنه يصوغ اتفاقا مع البريطانيين، لذلك فضل أن ينسحب.
1921م: استخدم زغلول أنصاره لعرقلة تشكيل الحكومة، ثم رد اللورد اللنبي على محاولات سعد لعرقلة تشكيل الحكومة، بترحيله إلى جزر سيشل في المحيط الهندي.
1922م فبراير: حصلت مصر على استقلال محدود، وفقا لتوصيات اللورد ميلنر، حيث تم إبرام هذا من خلال المحادثات مع زغلول.
1923م: السماح لزغلول بالعودة إلى مصر.
1924م:
أ. فبراير: أصبح زغلول رئيسا للوزراء بعد أن فاز الوفد ب 90% من مقاعد البرلمان في الانتخابات.
ب. أثبت سعد زغلول من التجارب أنه قادر على وقف المظاهرات وأعمال الشغب بين المصريين.
جـ. تشرين الثاني (نوفمبر): وقعت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان، والتي أسفرت تداعياتها عن تقديم سعد زغلول باستقالته؛ كما سيتم ذكرها بالتفصيل في الفقرة اللاحقة.
1926م: زغلول يصبح رئيسا للبرلمان، وهذا المنصب يمكنهُ من السيطرة على تصرفات المتطرفين القوميين.
23 أغسطس 1927م: وفاة زغلول في القاهرة.
العودة للحياة السياسية
عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح. تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:

أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة.
تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.
تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية.
أن تسحب القوات المصرية من السودان.
أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.
كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر. وافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته. وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان. ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م. وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927م.

وفاته

سعد زغلول عام 1924م
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م، ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت الأمة بـالمنيرة بـحي السيدة زينب الذي شُيّد عام 1931 ليُدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919م). فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى تُتاح الفرصة لكافة المصريين والأجانب حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجانب من زيارته ولأن المسلمين لم يتذوقوا الفن الفرعوني وكانوا يفضلون لو دفن في مقبرة داخل مسجد يطلق عليه اسمه فأهملوه حتى اتخذ عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة قرارا بترميمه على نفقة المحافظة كما وضعه على الخريطة السياحية للعاصمة.

كان سعد باشا زغلول قد اشترى الأرض المقام عليها الضريح عام 1925م. وذلك قبل وفاته بعامين ليقيم عليها ناديا سياسيا لحزب الوفد الذي أسسه ليكون مقرا بديلا للنادي الذي استأجره كمقر للحزب في عمارة «سافوي» بميدان سليمان باشا - وسط القاهرة - وقامت حكومة زيوار باشا بإغلاقه، وهذه الأرض يطل عليها من بيته ومساحته 4815 مترا مربعا، وقد كلف سعد زغلول باشا كل من فخري بك عبد النور وسينوت بك حنا عضوا الوفد بالتفاوض مع بنك اثينا وهو الجهة المالكة للأرض، ولكن حكومة زيوار أوعزت للبنك بعدم البيع عنادًا لسعد زغلول حتى لا يستخدم الأرض في إقامة مقر لحزب سياسي.

وفي يوم 23 أغسطس عام 1927م اجتمعت الوزارة الجديدة في ذلك الوقت برئاسة عبد الخالق باشا ثروت، وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات، وبدأ تنفيذ المشروع ودفن سعد باشا مؤقتاً في مقبرة بمدافن الإمام الشافعي لحين اكتمال المبنى، كما أقامت حكومة عبد الخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية.

واكتمل هذا البناء في عهد وزارة إسماعيل باشا صدقي عام 1931م، وكان من خصوم سعد زغلول، فحاول جعل الضريح الضخم لشخص واحد واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء، ولكن صفية زغلول الملقبة بـ «أم المصريين» وزوجة سعد زغلول رفضت بشدة هذا الاقتراح وأصرّت على أن يكون الضريح خاصا بسعد فقط، وفضلت أن يظل جثمانه في مقابر الإمام الشافعي إلى أن تتغير الظروف السياسية وتسمح بنقله في احتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم للأمة.

وفي عام 1936م تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفى باشا النحاس وطلبت أم المصريين نقل جثمان سعد باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة، وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936م للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول إلى المقبرة سرا للاطمئنان على رفاته قبل نقلها ظنا منهما أنه ربما حدث أو يحدث شيئا لرفات زعيم الأمة، وكان معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسؤول عن مدافن الإمام الشافعي، ولفّوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان إلى أن حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرون إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثانية القاهرة من الإمام الشافعي حتى وصل إلى موقع الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديدا ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا».

وقد قام بتصميم الضريح على الطراز الفرعوني المهندس المعماري الراحل فهمي مؤمن كما أشرف على بنائه، وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع 4815 مترا مربعا، أما الضريح فيحتل مساحة 650 مترا ويرتفع حوالي 26 مترا على أعمدة من الرخام الجرانيت وحوائطه من الحجر، وللضريح بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وارتفاعه ستة أمتار ونصف وهو نسخة طبق الأصل من الباب الآخر المطل على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل بطبقة من الرخام الجرانيت بارتفاع 255 سم كما أن السلالم مكسوة أيضا بنفس النوع من الرخام، ويحاط الضريح بدرابزين من النحاس والحديد والكريستال.!!!!!!!!!

الذكرى 60 لوفاة زعيم الشعب

في مثل هذا اليوم23 اغسطس1965م..
وفاة مصطفى النحاس، رئيس وزراء مصر.
مصطفى النحاس (15 يونيو 1879 - 23 أغسطس 1965) أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين. تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيساً لمجلس الأمة (مجلس النواب المصري حالياً). ساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيماً له من 1927م إلى 1952 عندما تم حل الحزب. ساهم كذلك في تأسيس جامعة الدول العربية.

حياته المبكرة

مصطفي النحاس عام 1890
ولد مصطفى النحاس في 15 يونيو 1879 في سمنود، محافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال. والده محمد النحاس أحد تجار الأخشاب المشهورين مُمتَلك عدة ورش وعقارات، له سبعة من الإخوة والأخوات. تلقى تعليمه الأساسي في كتاب القرية في سن السابعة. أرسله والده وهو في سن الحادية عشر للعمل بمكتب التلغراف المحلي، ونال إعجاب من في المكتب بعد إتقانه لطريقة الإرسال والإستقبال وترجمة الرموز. وصل هذا الخبر أحد المستشارين المُقيِمين في الدائرة وذهب إلى والده مقنعًا إياه بضرورة إرسال ابنه للتعلم في مدارس القاهرة. انتقل مصطفى النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، والتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق (كلية الحقوق الآن) عام 1896 وتخرج فيها عام 1900.

رفض النحاس العمل كمساعد نيابة وفضل العمل الحر كمحام. كانت أول وظيفة للنحاس في مكتب محمد فريد المحامي الذي تولى زعامة الحزب الوطني بعد مصطفى كامل. ترك مكتب محمد فريد، وبعد فترة قصيرة أصبح شريكًا للمحامي المشهور حينها محمد بك بسيوني بمدينة المنصورة. ظل يعمل في المحاماة حتي عام 1903. عرض عليه عبد الخالق ثروت باشا العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا أثناء ما كان وزيرًا للحقانية. رفض النحاس هذا العرض، لكن ذهب ثروت إلى والد النحاس ليُقنع النحاس بقبول الوظيفة حتى قبلها. كان أول تعيين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، ثم بعد ذلك تسعة أعوام متنقلًا بين مدن الدلتا والقاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبه، رئيسًا لدائرة محكمة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.

بدايته السياسية
إنضمامه لمجموعة سعد زغلول
يُعد دخول مصطفى النحاس الحياة السياسية مرتبطًا بإعلان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون للمبادئ الأربعة عشر التي أُذِيعت بعد الحرب العالمية الأولى. حينما نادى الرئيس الأمريكي بحق الشعوب الصغيرة في تقرير مصائِرها، أثر هذا في وجدان النحاس الذي كان يكن شعورًا عدائيًا تجاه الإحتلال البريطاني لمصر. كان النحاس وقتها يعمل قاضيًا بمدينة طنطا، ويلتقي ببعض أصدقائه في القاهرة بمكتب المحامي أحمد بك عبد اللطيف من المؤيدين لفكر الحزب الوطني. شغل المجموعة التفكير في آلية لإيصال صوت مصر للعالم، وكان هذا هو الفكر السائد لدى المجموعات السياسية في هذا الوقت. بدأت المجموعة في التواصل مع سعد زغلول، نائب رئيس الجمعية الشرعية حينها، فتطوع علي ماهر (مدير إدارة المجالس الحسبية بوزارة الحقانية -العدل حاليًا) للتواصل مع عبد العزيز فهمي عضو الجمعية وأحد المقربين من سعد زعلول. فشل ماهر في إقناع فهمي باستعداد المجموعة للعمل تحت قيادة سعد زغلول. قرر النحاس الذهاب بنفسه لإقناع فهمي بذلك فغنم النحاس بموافته، وأخبره بأن هناك نية لتشكيل وفد مصري يتحدث باسم مصر، وهناك توجه بدمج كافة فصائل المجتمع في هذا الوفد، حتى لا يتهم الوفد بالحزبية.

بدأ سعد زغلول بتشكيل الوفد، وأدرك حينها أنه لو سمح للحزب الوطني إرسال مرشحيه، لأرسل المغالين منهم، ما كان سيجهض أي مفاوضات. سعى سعد زغلول إلى ضم عناصر من الحزب الوطني من اختياره تجنبًا لأية صراعات، لذا اخُتير مصطفى النحاس وحافظ عفيفي في 20 نوفمبر 1918 ضمن أعضاء الوفد السبعة.

توابع الحرب العالمية الأولى
عانى الشعب المصري جراء الحرب العالمية الأولى مع أنه لم يكن طرفًا فيها. فقد أُعلنت الأحكام العُرفِية وتعطل مجلس شورى القوانين، كذلك الاعتقالات لأفراد الحزب الوطني، الشيء الذي ترك آثاره في كل مكان. وكان من أهم نتائج الحرب فرض الحماية البريطانية على مصر عام 1914، وفصل مصر عن الدولة العثمانية وعزل الخديوي عباس حلمي وتعيين حسين كامل سُلطان مصر. أدت الظروف إلى فشل الحزب الوطني في حركته السياسة، وتكوين أفراد حزب الأمة لحزب جديد باسم حزب الوفد، بزعامة سعد زغلول. بدأ سعد زغلول في تشكيل حزب الوفد وضم حينها مجموعة كبيرة من أعضاء حزب الأمة والجمعية التشريعية والحزب الوطني، وكان من ضمنهم مصطفى النحاس الذي عُين سكرتيرًا للحزب الجديد. كان من ضمن أبرز أعضاء الحزب:

أحمد لطفي السيد (حزب الأمة)
عبد العزيز فهمي (الجمعية التشريعية)
علي شعراوي (حزب الأمة)
حافظ عفيفي (حزب الوطني)
سينوت حنا (الحزب الوطني)
إسماعيل صدقي
ثورة 1919
لعِب النحاس دورًا هامًا خلال ثورة 1919، فكان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلًا لنادي المدارس العليا. نظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموظفين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسه ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب. فُصل النحاس من منصبه كقاضٍ نتيجة لنشاطه السياسي، وأصبح سكرتيرًا عاماً للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس، حيث افتتح مكتبا للمحاماة.

عُرِض مشروع ملنر، ووافق عليه طائفة ملاك الأراضي الزراعية داخل الوفد الذين كانو يشكلون 83% من الوفد مُعلنين بأن هذا أقصى ما يمكن تحصيله. رأى سعد زغلول أن هذا العرض غير مناسب بعد الثورة، لذا كتب سعد زعلول للنحاس وواصف وعفيفي في 22 أغسطس 1920 يعرض فيه مشروع ملنر ومشكلة الامتيازات واستمرار الحماية البريطانية. كان النحاس في هذا الوقت في القاهرة، بينما كان سعد في أوروبا وكان من المفترض أن يقوم أعضاء الوفد في القاهرة والعائدين من الخارج بعرض المشروع على الشعب بحياد للتعبير عن رأيه. تلقى النحاس رسالة سعد فما كان منه إلا أن عرض المشروع بحياد مطلق، ما يوحي بعدم تأييده لذلك دون أن يُعلن صراحةً. واقترح النحاس على الوفد بعد ذلك كتابة التحفظات التي أبداها الشعب حول المشروع، مما يعني أن المشروع غير مقبول بشكله الحالي. أدى هذا الاقتراح إلى فاعلية أكثر لشخصية النحاس داخل الوفد، وليس كونه مجرد تابع لسعد زغلول.

النحاس والوفد
أصبح النحاس الساعد الأيمن لسعد زغلول. عُين النحاس في يوليو 1920 سكرتيرًا للجنة الوفد المركزية في القاهرة بعد اعتقال عبد الرحمن فهمي. بعد انضمامه لسعد زغلول في باريس، قدم إليه تقرير حول رأي الشعب في مشروع ملنر، ورافق زغلول إلى لندن في أكتوبر 1920.نُفِي مصطفى النحاس وسعد زعلول ومكرم عبيد وآخرين عام 1921.

رئاسة حزب الوفد
ترأس النحاس باشا حزب الوفد عقب وفاة سعد زغلول وبموافقة غالبية الأعضاء على ذلك، وكان سكرتير الوفد هو صديقه وشريكه مكرم عبيد.
عند اشتعال ثورة 1936-1939 في فلسطين، أسس النحاس اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأمور في المنطقة. وكان مسؤولاً عن المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936م إلا أنه لاحقاً ألغاها. الأمر الذي أشعل اضطرابات مضادة للإنجليز، مما أدى إلى حل وزارته في يناير 1952م. وبعد ثورة يوليو 1952 سـُجن هو زوجته، زينب الوكيل، من 1953م إلى 1954م ثم تقاعد من الحياة العامة.

في 30 ديسمبر 1937م عهد الملك فاروق إلى محمد محمود بتأليف وزارته الثانية، وكان محمد محمود زعيما للمعارضة في مجلس النواب ورئيسا لحزب الأحرار الدستوريين الذي عطل الدستور والحياة البرلمانية في عام 1928م، واشترك الحزب الوطني وكان يرأسه محمد حافظ رمضان في الوزارة المسؤولة. واستصدر محمد محمود في البداية مرسوما بتأجيل انعقاد البرلمان شهرا.

اعترض أعضاء مجلس النواب على قرار الحل فتدخل البوليس لإخراج الأعضاء بالقوة من المجلس، وكان أحمد ماهر باشا رئيسا للمجلس، وأمر بعدم مناقشة مرسوم تأليف الوزارة ومرسوم حل البرلمان فقرر الوفد فصله لتضامنه مع محمود فهمي النقراشي مرشح القصر.

ألف أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي وأنصارهما حزبا جديدا باسم الهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر باشا، وجرت الانتخابات في أبريل 1938م وحصل مرشحو القصر على 193 مقعدا (113 للدستوريين و80 للسعديين) وحصل الوفد على 12 مقعدا، والحزب الوطني على 4 مقاعد، كما حصل المستقلون الموالون للحكومة على 55 مقعدا. وقدم محمد محمود استقالته في 27 أبريل 1938م فكلفه الملك بتأليف وزارته الثالثة.استعان محمد محمود في تأليفه الوزارة بإسماعيل صدقي عدو العمال الأول الذي ارتبط اسمه بسياسة القهر وإلغاء الدستور والعنف ضد الحركة العمالية.

في عام 1938م وقعت المحاولة الثالثة للاعتداء على مصطفى النحاس بوضع متفجرات في موتور سيارته، فاكتشف أمرها وتم إبعادها ونجا مصطفى النحاس. ثار خلاف منذ البداية حول رغبة محمد محمود أن يضم لوزارته أكبر عدد من الدستوريين، لأن حزبه حصل على الأغلبية فرفض الملك وأصر على تمثيل السعديين بنسبة معقولة، واستمر الصراع مع القصر ممثلا في علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي.

بعد مرور عام وشهرين ساءت صحة محمد محمود فقدم استقالته، فعهد الملك فاروق إلى علي ماهر باشا بتأليف الوزارة للمرة الثانية وانشئت وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن الوزارات المشكلة. لم يمض على تشكيل الوزارة أسبوعان حتى نشبت الحرب العالمية الثانية وضاعت كل أماني وآمال العمال في صدور تشريعاتهم المعطلة. وفي أول سبتمبر 1939م أعلنت الوزارة الأحكام العرفية كما فرضت ضريبة إضافية للدفاع قدرها 1%.

مذكرة النحاس
في 5 أبريل 1940م قدم مصطفى النحاس مذكرة للسفير البريطاني ليحملها إلى الحكومة البريطانية، يطالب فيها أن تصرح بريطانيا من الآن بأن القوات البريطانية ستنسحب من الأراضي المصرية فور انتهاء الحرب، وأن مصر ستشارك في مفاوضات الصلح وسيتم الاعتراف بحقوق مصر في السودان وإلغاء الأحكام العرفية، وقوبلت هذه المذكرة بارتياح كبير من فئات الشعب.

في يونيو 1940م أعلنت إيطاليا الحرب على الحلفاء منضمة إلى ألمانيا، وساءت العلاقة بين السفارة البريطانية ووزارة علي ماهر باشا المؤيدة للمحور. وفي 22 يونيو 1940 وجهت السفارة البريطانية إنذارا للملك بأنه لا سبيل للتعاون مع علي ماهر باشا ولوحت صراحة بإنزال الملك عن العرش ووضعه تحت الرقابة حتى لا يهرب. طلب الملك تشكيل وزارة ائتلافية وأوفد وكيل الديوان الملكي عبد الوهاب طلعت إلى مصطفى النحاس وكان في كفر عشما بالمنوفية. رفض مصطفى النحاس الاشتراك في وزارة ائتلافية حتى لو كان رئيسا لها، وطالب بتأليف وزارة محايدة يكون أول عمل لها حل مجلس النواب وإجراء انتخابات حرة. وانتهى الاجتماع دون اتفاق على أي شيء من هذا.

شهدت بداية عام 1941 أزمة حادة في السلع التموينية وبدأت طوابير الخبز حيث كان الناس يهجمون على المخابز للحصول عليه ويتخطفون الخبز من حامليه، وأوشكت الأزمة أن تصل حد المجاعة. ووصلت قوات روميل في الصحراء الغربية إلى العلمين بجوار الإسكندرية فخرجت المظاهرات في 2 فبراير 1942 بتدبير القصر تهتف بحياة روميل وعجز حسين سري عن مواجهة الموقف فقدم استقالته.

عندما استقالت وزارة حسين سري كانت قوات روميل بالعلمين في يوم 2 فبراير 1942. طلب السفير البريطاني من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص على الولاء للمعاهدة نصا وروحا قادرة على تنفيذها وتحظى بتأييد شعبي وأن يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942.

إنذار جديد

استدعى الملك فاروق قادة الأحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية. كانوا جميعا -عدا مصطفى النحاس- مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسة مصطفى النحاس؛ فهي تحول دون انفراد الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان. في يوم 3 فبراير 1942 رفض مصطفى النحاس تأليف وزارة ائتلافية.

في اليوم التالي الموافق 4 فبراير 1942م تقدم السفير البريطاني بإنذار جديد، إلا أن مصطفى النحاس رفض الإنذار هو وجميع الحاضرين من الزعماء السياسيين أثناء الاجتماع الذي دعى إليه الملك بعد تلقي الإنذار.

في مساء اليوم حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها جنرال ستون بالملك الذي قبل الإنذار ودعا لاجتماع القادة السياسيين وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة ورفض النحاس وظل الملك يلح عليه مناشدا وطنيته أن ينقذ العرش ويؤلف الوزارة ولم يكن هناك مفر من أن يقبل النحاس تشكيل الوزارة مسجلا ذلك للتاريخ في خطاب قبوله تأليف الوزارة حديث الملك: «وبعد أن ألححت علي المرة تلو المرة والكرة بعد الكرة أن أتولى الحكم ونشادتني وطنيتي واستحلفتني حبي لبلادي من أجل هذا أنا أقبل الحكم انقاذا للموقف منك أنت».

احتجاجه على تعيين الإنجليز له

الملك فاروق مع التشكيل الوزاري الجديد وإلى جانبه الأمير محمد علي توفيق ومصطفى النحاس باشا.
في 5 فبراير 1942م أرسل مصطفى النحاس احتجاجا إلي السفير البريطاني في خطابه المشهور استنكر فيه تدخل الإنجليز في شؤون مصر جاء فيه: «لقد كلفت بمهمة تأليف الوزاة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها».

رد السفير البريطاني مايلز لامبسون على مصطفى النحاس بخطابه قائلا: لي الشرف أن أؤيد وجهة النظر التي عبر عنها خطاب رفعتكم المرسل منكم بتاريخ اليوم وإني أؤكد لرفعتكم أن سياسة الحكومة البريطانية قائمة على تحقيق التعاون بإخلاص مع حكومة مصر كدولة مستقلة وحليفة في تنفيذ المعاهدة البريطانية المصرية من غير أي تدخل في شؤون مصر الداخلية ولا في تأليف الحكومات أو تغييرها.

ثورة الشعب المصري الثانية وإلغاء إتفاقية 1936

محمد نجيب مع مصطفى النحاس
في يوم 8 من أكتوبر عام 1951 وقف الرئيس مصطفى النحاس على منصة مجلس النواب، وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذين حضروا ليستمعوا للبيان الذي سيلقيه رئيس الحكومة. حيث تحدث النحاس شارحاً تفاصيل المفاوضات التي أجرتها حكومته مع الجانب البريطاني لتحقيق الجلاء عن مصر وتوحيد شطري الوادي (مصر والسودان) تحت التاج الملكي، إلى أن قال "حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذي لا يعرف ضجيجاً أو صخباً، بل يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات، وإقامة الدليل على أن شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذي يٌكره على ما لا يرضاه أو يسكت عن حقه في الحياة. أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها في حينها القريب، وإني لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوى الموقف الخطير الذي تواجهه متذرعة له بالصبر والإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات في سبيل مطلبها الأسمى. يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت معاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها.."

كانت هذه المقتطفات من خطاب النحاس.

وقد زلزل إلغاء المعاهدة كيان بريطانيا؛ فقد اجتمع في اليوم التالي هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا بكل مستشاري الوزارة وحضر الاجتماع بريان روبرتسون قائد القوات البرية في الشرق الأوسط وأصدر الوزير بياناً يحتج فيه على إلغاء المعاهدة.

وأعلن الجنرال روبرتسون أنه سيطير إلى القاعدة البريطانية في القنال (قناة السويس). وفي مصر طلب السفير البريطاني من القادة البريطانيين لجيش الاحتلال الاجتماع به في نفس اليوم في الإسكندرية واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل.

ألغت الحكومة البريطانية الإجازات لجميع قوات جيش الاحتلال. وفي الخرطوم طافت دبابات الجيش البريطاني في الشوارع لإرهاب السودانيين فقابلوها بالهتافات بسقوط الاحتلال.وتعتبر هذه هي الثورة المصرية الثانية بعد ثورة 1919.

قام مجلس قيادة انقلاب 1952 باعتقال النحاس بطريقة مهينة وبدون علم الرئيس محمد نجيب والذي كان معارضا لذلك، حيث قام بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، والتي قدمت إليه من الضباط الأحرار لعلمه بوطنيته ومواقفه المشرفة السابقة وكذلك لاحتكاكه به.

وفاته
توفي في منزله بجاردن سيتي 23 أغسطس 1965م وشيعت جنازته من مسجد الحسين بالقاهر!!!!!!!!

الأحد، 3 أغسطس 2025

رؤساء وزراء مصر 🇪🇬



إليك قائمة بأسماء رؤساء وزراء مصر منذ عام 1952 حتى الآن:  

### **عصر الجمهورية (بعد ثورة 1952)**  

1. **علي ماهر باشا** (23 يوليو 1952 – 7 سبتمبر 1952)  
2. **محمد نجيب** (7 سبتمبر 1952 – 18 يونيو 1953) *(أول رئيس للجمهورية لاحقًا)*  

### **رؤساء وزراء في عهد جمال عبد الناصر (1954–1970)**  
3. **جمال عبد الناصر** (18 يونيو 1953 – 25 فبراير 1954) *(أصبح رئيسًا لاحقًا)*  
4. **محمد نجيب** (25 فبراير 1954 – 8 مارس 1954) *(فترة ثانية)*  
5. **جمال عبد الناصر** (8 مارس 1954 – 18 أبريل 1954) *(فترة ثانية)*  
6. **محمد نجيب** (18 أبريل 1954 – 14 نوفمبر 1954) *(فترة ثالثة)*  
7. **جمال عبد الناصر** (14 نوفمبر 1954 – 29 سبتمبر 1962) *(فترة رابعة، ثم ألغى المنصب حتى 1962)*  
8. **علي صبري** (29 سبتمبر 1962 – 3 أكتوبر 1965) *(أول رئيس وزراء بعد عودة المنصب)*  
9. **زكريا محيي الدين** (3 أكتوبر 1965 – 10 سبتمبر 1966)  
10. **محمد صدقي سليمان** (10 سبتمبر 1966 – 19 يونيو 1967)  
11. **جمال عبد الناصر** (19 يونيو 1967 – 28 سبتمبر 1970) *(تولى رئاسة الوزراء أثناء حرب 1967 حتى وفاته)*  

### **رؤساء وزراء في عهد أنور السادات (1970–1981)**  
12. **محمود فوزي** (21 أكتوبر 1970 – 16 يناير 1972)  
13. **عزيز صدقي** (16 يناير 1972 – 26 مارس 1973)  
14. **أنور السادات** (26 مارس 1973 – 25 سبتمبر 1974) *(تولى المنصب أثناء حرب أكتوبر 1973)*  
15. **عبد العزيز حجازي** (25 سبتمبر 1974 – 16 أبريل 1975)  
16. **مامدوح سالم** (16 أبريل 1975 – 2 أكتوبر 1978)  
17. **مصطفى خليل** (2 أكتوبر 1978 – 15 مايو 1980)  

### **رؤساء وزراء في عهد حسني مبارك (1981–2011)**  
18. **أنور السادات** (15 مايو 1980 – 6 أكتوبر 1981) *(قُتل أثناء توليه المنصب)*  
19. **حسني مبارك** (7 أكتوبر 1981 – 2 يناير 1982) *(تولى رئاسة الجمهورية لاحقًا)*  
20. **أحمد فؤاد محيي الدين** (2 يناير 1982 – 5 يونيو 1984)  
21. **كمال حسن علي** (17 يوليو 1984 – 4 سبتمبر 1985)  
22. **علي لطفي** (4 سبتمبر 1985 – 10 نوفمبر 1986)  
23. **عاطف صدقي** (10 نوفمبر 1986 – 2 يناير 1996)  
24. **كمال الجنزوري** (4 يناير 1996 – 5 أكتوبر 1999)  
25. **عاطف عبيد** (5 أكتوبر 1999 – 14 يوليو 2004)  
26. **أحمد نظيف** (14 يوليو 2004 – 29 يناير 2011) *(أُقيل خلال ثورة 25 يناير)*  

### **ما بعد ثورة 25 يناير 2011**  
27. **أحمد شفيق** (29 يناير 2011 – 3 مارس 2011) *(أقيل بعد الثورة)*  
28. **عصام شرف** (3 مارس 2011 – 7 ديسمبر 2011)  
29. **كمال الجنزوري** (7 ديسمبر 2011 – 2 أغسطس 2012) *(فترة ثانية)*  
30. **هشام قنديل** (2 أغسطس 2012 – 8 يوليو 2013) *(أقيل بعد 30 يونيو 2013)*  

### **رؤساء وزراء في عهد عبد الفتاح السيسي (2014–الآن)**  
31. **إبراهيم محلب** (1 مارس 2014 – 19 سبتمبر 2015) *(رئيس حكومة مؤقتة ثم دائمة)*  
32. **شريف إسماعيل** (19 سبتمبر 2015 – 7 يونيو 2018)  
33. **مصطفى مدبولي** (7 يونيو 2018 – حتى الآن) *(لا يزال في المنصب)*  

هذه القائمة تشمل جميع رؤساء وزراء مصر منذ ثورة 1952 حتى اليوم. بعض الفترات شهدت إلغاء المنصب أو تولي الرئيس له مباشرة.

السبت، 28 يونيو 2025

الشرفاء قلة

((الشرفاء قليلون))
فاروق سيف النصر وزير العدل الأسبق .. وزير يموت مفلساً 
رحل فاروق سيف النصر وزير العدل في هدوء.. رحل وترك وراءه سمعة طيبة عن وزير محترم.. وزير دخل الوزارة وجلس علي كرسيها 18 سنه ثم غادرها ليموت مفلساً.. لم يتربح من منصبه وإقرارات الذمة المالية التي كان يقدمها باستمرار لم يضف إليها اكثر من أول إقرار قدمه في حياته عقب تعيينه في النيابة العامة سنة 1944 وكتب فيه أنه لديه شقة ايجار بالدقي عن والده بقريته بملوي بالصعيد وظل هذا هو إقرار ذمته حتي عام 1961 عندما أضاف إليه منزلاً بضاحية المهندسين وفي عام 2004 وقبل أيام من اعتذاره عن الوزارة كان إقرار الذمة المالية لفاروق سيف النصر بعد 18 عاما وزيرا للعدل هو شقة إيجار بالدقي ومنزل بالمهندسين و2 فدان زراعية بملوي بالصعيد وحتي رحيل فاروق سيف النصر عن 86 عاما لم يمتلك الرجل أي شيء عما كان يمتلكه منذ عام 1961 باستثناء سيارة ملاكي لانجزا موديل عام 2000 لتنقلاته الخاصة بين مستشفيات القاهرة لتلقي العلاج.
في الأسبوع الماضي دخلت شقته بالمهندسين لم يكن بها سوي مئات البدل والكرافتات والأحذية وأكثر من 100 وسام ودرع ونياشين من معظم دول العالم ومكتبه تضم قرابة 10 آلاف كتاب في القانون، أما معاش الرجل الحكومي فقد أصبح منقطعا بحكم القانون في اليوم الثاني لرحيله فبناته الثلاث نهي وضحي وهناء متزوجات بالإضافة إلي مكتبه الشخصي الذي يضم آلاف الأوراق بخط يده الذي كان غاية في الجمال وحريص علي تشكيل الحروف بنطقها العربي الأصيل، فقد كان منظما للغاية لدرجة أنه قبل 4 أيام من رحيله صاغ بخط يده وفي 7 صفحات فلوسكاب نعيه.. محافظا علي الألقاب ما بين هانم وست وبك وأفندي لكل شجرة أسرته التي بدأت بوالده القاضي محمود سيف النصر وجده عبدالمجيد باشا سيف النصر عضو مجلس النواب ووالدته شمس هانم حبيب ابنة محمود باشا حيبب أحد باشاوات المنوفية والذي بني بماله الخاص مدرسة المساعي الحميدة بقرية كفر المصيلحة.
رحيل والده المفاجئ بجراحة خاطئة لإزالة الزائدة الدودية تاركا إياه وعمره 4 سنوات وشقيقه عادل عامين غرس فيه الاعتماد علي النفس بشكل كامل حتي فيما تولي جده محمود بك سيف النصر تربيته وإرساله للقاهرة لاستكمال تعليمه بكلية الحقوق كان فاروق سيف النصر يعتمد علي نفسه ومجهوده في التعليم لذلك جذب انتباه جهابذة القانون بكلية الحقوق الذين كانوا يدرسون له ومنهم الشيخ محمد أبوزهرة وأحمد أمين وكامل مرسي وعبدالرزاق السنهوري، ووحيد رأفت لذلك تخرج في الكلية عام 1943 بمرتبة الشرف متفوقا علي زميليه المقربين له بسنوات الدراسة الأربع بالكلية وهما ممدوح عطية وزير العدل الأسبق والأديب المعروف عبدالرحمن الشرقاوي.
طوال 18 عاما قضاها وزير العدل لم يذهب أحد من بناته الثلاث أدمن أزواجهم أو من أحفاده إليه بوزارة العدل، بل كان ينبه علي أسرته محذرا استخدام اسمه كوزير للعدل في أي أمر من أمور الحياة اليومية لذلك رسبت إحدي بناته 3 مرات في الحصول علي الدكتوراه بسبب تعمد المشرفين عليها ذلك لكون والدها وزير العدل يترفع عن الاتصال بأي منهم حتي ولو لمجرد سؤالهم عن ابنته وكان رده علي ذلك أنه لو فعل ذلك فسوف يكون عليه سداد المقابل في اليوم التالي مباشرة، لذلك رفض مجرد تخصيص أي قطعة أرض له بالمدن العمرانية الجديدة، ورفض بحسم أن يكون من ملاك مارينا لذلك ظل حتي رحيله يقضي الصيف في شقته الخاصة بالإسكندرية والتي تخص زوجته منذ الخمسينيات وحتي عندما أصر أحفاده علي الذهاب لمارينا ولو لمرة احدة قام باستئجار شاليه شهريا يخص طبيباً معروفاً.
لا أنا ولا انتم ولا أزواجكم يشترون متراً واحداً في أي مكان بمصر طوال ما أنا في الوزارة علشان لما أقف في مجلس الشعب واسمع عن لسان الوزراء ومنتجع فلان أحط رجلي في وش التخين فيهم» هكذا كان ينبه علي أسرته في اجتماعه الأسبوعي معهم كل يوم سبت طوال 18 عاما حيث كان يوم الجمعة هو يومه الطبي الذي يقضيه متنقلا بين 5 مستشفيات بالقاهرة لعلاج العظام والضغط والسكر والقلب، حتي عندما جاء وزيرا للعدل لم يكن يمتلك سيارة خاصة باستثناء سيارة الحكومة المخصصة له لذلك حينما ذهب للقاء الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء عام 1987 لاختياره وزيرا للعدل واستدعي الدكتور محمد مخلوف زوج ابنته لتوصيله لمجلس الوزراء بسيارته الفيورا، لذلك كان كثيرا ينام بملابسه الرسمية وهو في منزله تحسبا لارتباط عمل مساء عقب عودته من الوزارة وذلك علي الرغم من كبر سنه.
في مكتبه الخاص بمنزله بالمهندسين والذي من فرط بساطته لا يمكن للمرء أن يستوعب أنه منزل وزير مطلقا سوف تجد آلافاً من قطع الورق الصغير مكتوب عليها «لا إله إلا الله» وأخري مكتوب عليها «محمد رسول الله» وسر هذا الورق أنه كلما كان أحد من وزارته أو أسرته مسافراً خارج مصر كان يكتب علي ورقة بيضاء «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ويشقها نصفين ويحتفظ بنصف الورقة ويعطي المسافر النصف الآخر، وكانت هذه عادته التي اكتسبها من والدته، كما أنه لم يفته يوما أن يكون جالسا مع زوجته في الصف الرابع بالكرسي 3433 بكل حفلات كوكب الشرق السيدة أم كلثوم منذ أن صعدت أم كلثوم للنجومية وحتي رحيل أم كلثوم.
كان فاروق سيف النصر حريصا جدا علي أناقته وشياكته حتي بعد تركه المنصب الوزاري، فقد كان تفصيل البدل لديه يتم أسبوعيا، أما الكرافتات والأحذية والقمصان فكان صاحب ذوق رفيع جدا فيها للدرجة التي كان ينفق 80% من دخله علي ملابسه وأناقته لذلك ترك مئات البدل والكرافتات والأحذية بمنزله بعد رحيله.
أكثر من مرة طلب فاروق سيف النصر من الرئيس مبارك أن يتقاعد عن منصبه بسبب حالته الصحية إلا أن الرئيس مبارك وكما يروي كان يرد عليه «مش هانمشي إلا مع بعض» إلا أنه وبعد وفاة زوجته عام 2004 شعر فاروق سيف النصر بأنه فقد جزءاً من كيانه الشخصي والروحي والمعنوي وأبلغ الرئيس مبارك بذلك فكان قرار الرئيس بقبول تقاعده ولكن حينما كانت أسرته تسأله عن سر علاقته الخاصة بالرئيس مبارك وما يتردد عنها بأنها قديمة من أيام الصبي بالمنوفية كان يبتسم وهو لا يملك من 50 عاما عمل في القضاء سوي شقة ايجار ومنزل بالمهندسين وفدانين زراعيين بملوي
((ْ اخرصورة للمستشار فاروق سيف النصر يغفر الله له .........قبل وفاته بمدة قصيرة))
منقول

الجمعة، 27 يونيو 2025

القشة التي قصمت ظهر البعير

حكاية المثل: القشة التي قسَمت ظهر البعير

يُروى أن رجلًا كان يمتلك جملًا، وأراد ذات يوم أن يسافر إلى بلدة بعيدة، فبدأ يحمل على ظهر الجمل أمتعة كثيرة، حتى جعل عليه ما لا يقل عن حمولة أربعة جمال. وبدأ الجمل يترنح من كثرة ما وُضع فوقه، حتى إن الناس من حوله أخذوا ينادون على صاحبه قائلين: "كفى، لقد أثقلت عليه!".

لكن الرجل لم يُبالِ بكلامهم، بل زاد على ذلك بأن وضع فوق الحمل حزمة صغيرة من التبن، قائلاً: "هذه خفيفة، ولن تضر". وما إن وضعها، حتى خرّ الجمل على الأرض عاجزًا عن الحركة.
فقال الناس مندهشين: "هذه هي القشة التي قسَمت ظهر البعير!".

والحقيقة أن القشة لم تكن وحدها السبب، بل كانت الوزن الزائد كله هو ما أنهك الجمل، وكانت القشة مجرد القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس.

 هذا المثل يُضرب للتعبير عن أن الضغط المتراكم، مهما تحمّله الإنسان، قد يصل إلى نقطة لا يُحتمل فيها الأمر، حتى وإن كان السبب بسيطًا في الظاهر. فربما كلمة صغيرة، أو موقف عابر، يكون سببًا في انهيار الشخص، لا لضعفه، بل لأن ما قبله كان فوق طاقته.
رأقت لي

الأربعاء، 25 يونيو 2025

هل تعرف؟ أحمد زكي

لو سألت اي شاب او طالب من شباب مصر و قلت له ماذا يعرف عن احمد زكي؟

حيرد فورا و بكل ثقه يحكي لك عن افلام احمد زكي الممثل المصري المشهور..

تعالوا بقي ارفع لكم الستار علي شخصيه من اعظم شخصيات العصر في بر مصر..

شخصيه اسطوريه من العلم و الثقافه و تحقيق التفوق في مجالات تبدو متضاده!،، حقق انجاز استثنائي و غير مسبوق و غير ملحوق في العلم و الادب و الشعر.. 

من مدرس اعدادي الي استاذ بكليه العلوم ثم يصبح رئيس جامعه و بعدين يكون هو المؤسس للمركز القومي للبحوث علي امل يكون نواه للنهضه العلميه لمصر و يتم انتخابه بالاجماع لعضويه مجمع اللغه العربيه الي رئيس تحرير مجله الهلال ثم منصب وزير ثم مؤسس مجله العربي الكويتيه!!

الكاتب والعالم الكبير/
🤩 أحمد زكي 🤩..

كان طالب متفوق و دؤوب واسع المعرفه غزير العلم ، حصل علي المركز الثالث عشر على الجمهورية في الثانوية العامة ، وثالث مصري يحصل على الدكتوراه في العلوم، منشئ المركز القومي للبحوث ، كان وزيرا في الحكومة المصرية قبل ثورة 1952 ، ورئيسا لجامعة القاهرة ، ، وأنشأ مجلة العربي الكويتية ورأس تحريرها 17 عامًا .

ولد أحمد زكي بن محمد حسين عاكف في محافظة السويس في 29 من رمضان 1311هـ 5 من أبريل 1894م ،.

ألحقه أبوه بالكتاب لفترة قصيرة ، ثم التحق بمدرسة السويس الابتدائية، ثم حينما انتقل والده إلى القاهرة التحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، وظل بها حتى أتم المرحلة الابتدائية سنة ( 1907م)، ثم التحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية، ومنها نال الشهادة الثانوية سنة (1911م)، وكان ترتيبه الثالث عشر على القطر المصري .

ثم التحق أحمد زكي بمدرسة المعلمين العليا، وزامل فيها عددا من الطلاب شاء لهم القدر أن يكونوا من أعلام النهضة الفكرية والأدبية، وحسبك أن يكون من بينهم محمد فريد أبو حديد الأديب الكبير، ومحمد عوض محمد الجغرافي النابه، ومحمد شفيق غرب مؤسس المدرسة التاريخية المصرية الحديثة، وعبد الحميد العبادي المؤرخ الكبير، وأحمد عبد السلام الكرواني أول من درس الطيران وهندسته، ومحمد بدران شيخ المترجمين العرب في العصر الحديث.

.وهذه المجموعة الفريده اشتركت -وهي على وشك التخرج في مدرسة المعلمين- في تأليف لجنة التأليف والترجمة والنشر" وهي التي صارت بعد ذلك أعظم مؤسسة أهلية قامت على النشر في مصر، ولا تزال مطبوعاتها عنوان الجودة والإتقان والتميز، وأثْرت الحياة الفكرية بزاد ثقافي لا يزال أثره قائما حتى الآن.

وبعد التخرج عمل مدرسا بالمدرسة السعيدية الثانوية، ثم ألغي التعيين بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، ثم رشح للسفر في بعثة إلى إنجلترا لاستكمال تعليمه، لكنه حرم منها بسبب رسوبه في الكشف الطبي.

لم يجد أحمد زكي بدا من العمل في ميدان التدريس، فاشتغل مدرسا بالمدرسة الإعدادية الثانوية، وهي مدرسة غير حكومية قامت في العقد الثاني من القرن العشرين بجهة الظاهر (حي بالقاهرة)، وقام بالتدريس فيها عدد كبير من نوابغ المدرسين ممن ضاقت عنهم مدارس الدولة بسبب الحرب العالمية الأولى، ومن بين هؤلاء عباس محمود العقاد، وأحمد حسن الزيات، ومحمد فريد أبو حديد، وغيرهم من أعلام الفكر والأدب.

ثم اختير ناظرا لمدرسة وادي النيل الثانوية بباب اللوق بالقاهرة، وكان صاحبها هو والد الفنان الكبير يوسف وهبي، وتقوم مكانها اليوم المدرسة الألمانية بباب اللوق.

وفي سنة (1919م) استقال من وظيفته وتوجه إلى إنجلترا على نفقته الخاصة طلبا للتخصص في الكيمياء التي لم يكن للمصريين في نهضتهم الحديثة إلى ذلك اليوم عهد بها، وكانت شيئا مجهولا .

وهناك التحق بجامعة "نوتنجهام" التي زامله فيها العالم الكبير "علي مصطفى مشرفة" ثم تركها إلى جامعة ليفربول، وحصل على شهادة بكالوريوس العلوم من ليفربول سنة 1923م ، و حاز دكتوراه الفلسفة في الكيمياء بعدها بعام، ثم انتقل إلى جامعة مانشستر لمواصلة البحث العلمي، فأمضى بها عامين، ثم التحق بجامعة لندن، ومكث بها عامين آخرين، توجها بحصوله على درجة الدكتوراة في العلوم سنة ( 1928م) وهي أرفع الدرجات العلمية التي تمنحها الجامعات، وكان ثالث مصري يحصل على هذه الدرجة الرفيعة.

وبعد رجوعه من إنجلترا عين أستاذا مساعدا للكيمياء العضوية في كلية العلوم، ثم أستاذا بها سنة (1930م)، ليكون أول أستاذ مصري في الكيمياء .

وحين خلا منصب مدير مصلحة الكيمياء في سنة 1936م وكان يشغله أجنبي، عين أحمد زكي مديرا ، فكان أول مصري يتولى هذا المنصب الرفيع ، فنهض بمصلحة الكيمياء وأعاد تنظيمها ، وظل مديرا لها إحدى عشرة سنة ، فارتقى بها إلى المصاف العالمية، وجعلها قادرة على الوفاء بحاجات المجتمع المصري وصناعاته .

وفي سنة 1946 قام برحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تفقد خلالها كثيرا من مراكزالبحوث العلمية ، ومن خلال هذه الزيارة وغيرها من الزيارات إلى المعاهد والمؤسسات العلمية والصناعية والجامعات استطاع أن يضع أساسا دقيقا للمركز القومي للبحوث الذي ولد على يديه صرحا شامخا، وتولى هو رئاسته خمس سنوات (1947م – 1952م)

وعندما شكل حسين سري باشا وزارته سنة 1952م قبل الثورة ، اختار أحمد زكي وزيرا للشئون الاجتماعية ، وحاول أن ينفث في الوزارة روحا إصلاحية وهمة ونشاطا، لكن الأيام كانت أسرع منه في قطع بوارق الأمل، فاستقالت الوزارة بعد أقل من عشرين يوما في الثاني والعشرين من يوليو سنة 1952، أي قبل قيام الثورة بيوم واحد، وعاد أحمد زكي مرة أخرى إلى رئاسة المجلس القومي للبحوث.

في سنة 1929أسهم مع نخبة من أعلام الفكر في تأسيس المجمع المصري للثقافة العلمية ليكون منارة لنشر الثقافة العلمية بين طوائف الأمة.

وفي سنة 1938م كان لأحمد زكي الفضل الأكبر في إنشاء الجمعية الكيميائية المصرية وتولى رئاستها ربع قرن من الزمان.

وفي سنة 1944م اشترك مع عشرة من خيرة العلماء المصريين في تأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم كان من بينهم علي مصطفى مشرفة، ومحمد خليل عبد الخالق، وحسن صادق، وإبراهيم رجب فهمي، وكامل منصور، وتولى أحمد زكي رئاستها باعتباره أكبر الأعضاء سنا، حسبما يقضي به نظام الأكاديمية.

وإلى جانب هذا النشاط الوافر كان عضوا في المجلس الأعلى لدار الكتب، وفي مجلس إدارة معهد فؤاد الأول للصحراء، وفي مجلس إدارة البنك الصناعي .

وعلى الرغم من هذه الأعباء التي كانت تثقل كاهل أحمد زكي وتحمله مسئوليات إدارة مؤسسات علمية وجمعيات أهلية فإنه لم ينقطع عن مواصلة الكتابة في كبريات الصحف والمجلات كالهلال والرسالة والثقافة، وكان صاحب بيان عربي جميل وقدرة فائقة على العرض الجذاب، فكتب عن تاريخ العلم وقصص الاختراع والمخترعين ، وتبسيط النظريات العلمية، وترجم بعض الآثار العلمية الأوروبية، فنشر على صفحات مجلة الرسالة كتابه "قصة الميكروب.. كيف كشفه رجاله" على مدار ثلاث سنوات (1935 = 1938م)، وترجم كتاب "في أعماق المحيطات" إلى العربية،وكان لأسلوبه الأدبي في معالجة الموضوعات العلمية فضل في نشر العلم بين غيرالمتخصصين.

وقد رشحته مواهبه الأدبية وتبحره في الكيمياء وتمكنه من الإنجليزية والفرنسية والألمانية أن يكون ضمن الفوج الثالث الذي دخل مجمع اللغة العربية سنة (1946م)، وهم: عبد الرزاق السنهوري، وإبراهيم بيومي مدكور، وعبد الوهاب عزام، ومحمود شلتوت، ومحمد فريد أبو حديد، وغيرهم،

وقد استقبله "أحمد أمين" بقوله: "إنه كيمائي عظيم، وأديب كبير، مزج بين العلم والأدب كما يُمزج السكر والماء، فبينما نراه في معمله بين الأنابيب والمحاليل، نراه في مكتبه يحلل الكلمات ويستخرج المعاني ويصوغ الأفكار".

وفي قمة نشاطه العلمي وانشغاله الإداري يقبل دعوة آل زيدان أصحاب دار الهلال في رئاسة تحرير مجلة الهلال سنة (1947م)، وقد دامت رئاسته أربع سنوات، استطاع خلالها أن ينهض بالمجلة نهوضا واضحا، فدعي لها كبار الكتاب ورجال السياسة، واستحدث لها أبوابا صحفية جديدة، وأظهر عناية بأبواب العلم والطب والأسرة، وجعل الهلال تصدر في اثني عشر عددا في العام بدلا من عشرة .

تولى الدكتور أحمد زكي رئاسة جامعة القاهرة في الفترة من أغسطس 1953 إلى سبتمبر 1954

يذكرالتاريخ لأحمد زكي موقفين يدلان على حرصه على الحفاظ على كرامة العلم واحترامه لتاريخه :

الموقف الأول : بعد قيام الثورة زاره أحد المسئولين في المجلس الأعلى للبحوث الذي كان يشغل رئاسته ، وأبدى المسئول في حديثه ما يشير إلى امتهان مكانة المجلس، فما كان من أحمد زكي إلا أن قام بالرد على ذلك في كتاب أطلق عليه "المجلس الأعلى للبحوث ماضيه القصير وحاضره ومستقبله"، تحدث فيه عن العلم وكرامة العلماء، وعن الأمم المتقدمة والمتخلفة ، ثم لم يلبث أن تقدم باستقالته سنة 1953 .

والموقف الثاني : عندما كان رئيسا لجامعة القاهرة وفي إحدى مظاهرات الطلبة داخل الحرم الجامعي اقتحمت قوات الشرطة الجامعة على غير رغبة مدير الجامعة ،واعتدت على الطلبة وأحدثت بهم إصابات احتاجت نقلهم إلى المستشفى.

وعزم أحمد زكي على الاستقالة احتجاجا على انتهاك حرمة الجامعة ، لكنه عدل عنها بعد أن علم بزيارة الرئيس محمد نجيب للطلاب الجرحى في المستشفى مواسيا لهم، واعتبر ذلك اعتذارا من الدولة لهؤلاء الطلاب المنادين بالحرية.

وبعد خروجه من الجامعة انصرف إلى القراءة ، والإطلاع حتى عرضت عليه دولة الكويت إصدار مجلة العربي ، فذهب إلى هناك واختار فريق العمل الذي يعاونه، وصدر العدد الأول في شهر ديسمبر سنة 1958م

وعلى صفحات مجلة العربي نشر أحمد زكي سلسلة مقالات ممتعة بعنوان "وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه.. وقدرة الله تتجلى في بديع صنعه"، ومقالات بعنوان "في سبيل موسوعة علمية"، وهي تعد من خير ما كُتب بالعربية في هذا المجال، وقد دامت فترة رئاسته لمجلة العربي سبعة عشر عاما

توفي الدكتور أحمد زكي في 7 من شوال 1395هـ الموافق 13 من أكتوبر 1975م عن عمر ٨١ عاما بعد معاناه مع مرض استدعي علاج في انحلترا و لكن حينما شعر بدنو نهايته قرر العوده الي مصر و ترفي في مستشفي المعادي للقوات المسلحه ، و نعاه امير الكويت بعزاء شديد الاحترام و التبجيل..

تابعوني و سوف احكي لكم اسرار من حياته الخاصه و علاقته شديده الرومانسيه بزوجته الانجليزيه و قصه الحب الخالد..

 شكرا دكتور اسامه شوقي

وصفات هامه جدا لصحتك

»»اللي عنده املاح في جسمه وحرارة في القدمين وخشونة»» الركبة ويحس بالآم في أقدامه ومتعبته في ««جسمه««
✓•»اسمع مايقوله الدكتور رئيس قسم الكيماء بمركز البحوث ✓•»القومي بمصر سابقاً : د.عبدالباسط محمد سيد الله جزاه ✓•٪الله خيرآ 
«««الطريقة ««
✓•»100 جرام حبة البركة ( الحبة السوداء ) 
✓•»200 جرام شمر ( السنوت ) 
✓•»يطحنون ويخلطون سوى ويؤخذ ملعقة صغيرة الصباح ✓•»وملعقة بالليل وخلال 3 أيام تزول كل الأعراض والآلام ««بأمر الله ««
»»»ارسله لغيرك محتسباً اجره»»»
«««««««
✓•»الصيانه لجسم المرأه الجميله من سن الثلاثين ✓•»والأربعين وما بعدها الحجامة كل 6 اشهر .
✓•» شرب السنا مكي كل 6 اشهر .
✓•»الحرص على شرب ماء زمزم .
✓•» اخذ ثلث ملعقة طعام حب الرشاد ( مطحون ) على ✓•»كاسة حليب كل صباح وعلى الريق لمدة 5 ايام كل 3 ««اشهر ««
✓•» اخذ منقوع اللبان الذكر ( الشحري ) بمقدار فنجان شاي ««على الريق لمدة 5 ايام كل شهر ««
✓•»اخذ ملعقة صغيرة ( تقليب الشاي ) من مسحوق القرفة ✓•»وبلعها بالماء يوميآ ولتكن في منتصف النهار .
✓•»مضغ عود قرنفل كل يوم .
✓•» مضغ حبة هيل كل يوم .
✓•»شرب مقدار فنجان قهوه من الماء مضاف عليها ملعقة ✓•»صغيرة ( تقليب الشاي ) من خل التفاح .
✓•»المداومة على شرب كأس ماء مغلي ( فاتر ) بعد كل وجبه 
✓•» بلع عدد 7 حبات من حبة البركة ( الحبة السوداء يوميآ 
✓•» قدر اﻹمكان اﻹصطباح بأكل عدد 7 حبات من التمر يوميآ .
✓•» بلع ملعقة طعام عسل يوميآ . * الفوائد :
✓•» حب الرشاد لآلام العظام والمفاصل والغضاريف .
✓•» اللبان الذكر لتوسيع الرئة والتنفس وتنظيف الكلى ««والمسالك البولية وتفتيت الحصى ««
✓•» القرفة لتنظيم السكر في الجسم 
✓•»القرنفل والهيل غني بالكورتيزون الطبيعي المفيد للجسم .
✓•» خل التفاح مفيد لتنظيف الدم .
✓•» الماء الساخن يكسر الكوليسترول .
✓•» الحبة السوداء والعسل دواء وشفاء 
✓•» التمر غذاء متكامل ( وجبة كاملة 
✓•»اسأل الله لي ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في ««»الدنيا والدين والاخرة .
««««««««
✓•»للهالات السوداء 
✓•»جيل صبار 
✓•»ملعقة زيت البرتقال 
✓•»ملعقة زيت لوز حلو 
✓•»قطرات من زيت اللبان الاصلي وليس المغشوش 
✓•»يدهن به تحت العين مع استعمال مساج
»»لا تنس الصلاة على النبي »»

السبت، 3 مايو 2025

الشيخ محمد بن على الشمس الدمنهورى و الشيخ عبد الرحمن الحلبى الدمنهورى

[[ترجمة الشيخ عبد الرحمن الحلبى الدمنهورى]]

قال السخاوى فى الضوء اللامع (١): هو عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن أحمد ابن عبد الواحد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن جابر التاج ابن فقيه حلب الشهاب الأذرعى الدمنهورى الشافعى. ولد بحلب سنة تسعة وخمسين وسبعمائة، فحفظ القرآن والمنهاج وتفقه بحلب ثم بالقاهرة على الشرف ابن غنوم وغيره، وما قدم القاهرة إلا بعد أن درس فى الأسدية بحلب. ثم ولى قضاء دمنهور الوحش زمنا، وكان فاضلا كيسا مشاركا فى العلوم مستحضر الأشياء حسنة، كتب الخط الحسن، وقال الشعر الجيد، وحدث فسمع منه الفضلاء. ومات فى يوم الثلاثاء العشرين من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بدمنهور، وروى عنه المقريزى فى عقوده وغيرها: أن أباه قال له: إنه رأى فى منامه رجلا وقف أمامه وأنشده:

كيف نرجو استجابة لدعاء … قد سددنا طريقه بالذنوب

قال فأنشده إرتجالا:

كيف لا يستجيب ربى دعائى … وهو سبحانه دعانى إليه

مع رجائى لفضله وابتهالى … واتكالى فى كل خطب عليه

ا. هـ.

[[ترجمة الشيخ محمد بن على الشمس الدمنهورى]]

وفيه أيضا (٢)، أن منها الشيخ محمد بن على بن عبد الرحمن بن عيسى بن أحمد ابن محمد الشمس الدمنهورى، ثم الفوّى الفخارى نسبة لبيع الفخار. ولد بدمنهور عظيم وأوراد عظيمة فى الليل، جميل المعاشرة حلو اللسان، كثير الحياء والأدب، لا يكاد يرفع رأسه فى وجه جليسه. فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله وأن ينفعنا ببركاته آمين. ا. هـ.عظيم وأوراد عظيمة فى الليل، جميل المعاشرة حلو اللسان، كثير الحياء والأدب، لا يكاد يرفع رأسه فى وجه جليسه. فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله وأن ينفعنا ببركاته آمين. ا. هـ.  ونشأ بها، فقرأ القرآن واشتغل بالفقه على ابن الخلال وجماعة، وكتب عن السراج الأسوانى شيئا من نظمه وجلس ببلده لتعليم الأطفال فانتفع به، ومن نظمه:

إذا ما قضى الله فكن صابرا … وما قدر الله لاتنأ عنه

وكن حامدا شاكرا ذاكرا … فربى هو الكل والكل منه

وقوله: «إذا ما قضى الله» هو بحذف ألف الله التى قبل الهاء للوزن.

ونعم الرجل صلاحا وخيرا وأنسا. مات قريب الستين بعد الثمانمائة ظنا.

ا. هـ.


[[ترجمة الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى]]

 



[[ترجمة الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى]]

وفى الجبرتى أن من دمنهور، العالم العلامة أوحد الزمان وفريد الأوان الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهورى المذاهبى. ولد بها سنة إحدى ومائة وألف، وقدم الأزهر وهو/صغير. وكان يتيما فاشتغل بالعلم وجال فى تحصيله واجتهد فى تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة ومعرفة فى فنون غريبة، وأفتى على المذاهب الأربعة، وألف الكتب العديدة، وكان يدرس بالمشهد

الحسينى فى رمضان. وولى مشيخة الجامع الأزهر بعد موت الشيخ السجينى، وهابته الأمراء لكونه قوّالا للحق أمارا بالمعروف، وقصدته الملوك من الأطراف، وهادته بهدايا فاخرة. حج سنة سبع وسبعين ومائة وألف مع الركب المصرى، ولما وصل مكة أتى إليه رئيسها وعلماؤها لزيارته، وبعد حجه وعوده مدحه الشيخ الأدكاوى بقصيدة يهنيه فيها بذلك يقول فيها:

فقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت … صدورنا حين صح العود للوطن

قرأ-المترجم-على أفقه الشافعية فى زمنه، الشيخ عبد ربه بن أحمد الديوى، شرح المنهج وشرح التحرير، وقرأ على الشهاب الخليفى نصف المنهج، وشرح ألفية العراقى فى المصطلح. وعلى الشنوانى شرح التحرير والمنهج وإيساغوجى وشرح الأربعين لابن حجر، وشرح الجوهرة لعبد السلام. وأخذ عن الشمس الغمرى شرح البهجة الوردية لشيخ الإسلام، وشرح الرملى على الزبد والمواهب للقسطلانى، وسيرة كل من ابن سيد الناس والحلبى. وقرأ على الشيخ عبد الجواد المرحومى ألفية ابن الهائم فى الفرائض بشرحها لشيخ الإسلام وشباك ابن الهائم. وعلى الشيخ عبد الجواد الميدانى الدرة والطيبة، وشرح السعد على أصول الشاطبية لابن القاصح

وغير ذلك. وعلى الشيخ عبد الله الكنكسى الألفية والتوضيح وشرح السلم وشرح مختصر السنوسى مع حاشية اليوسى والمطول والمختصر للسعد، والخزرجية والكافى وألفية العراقى … وغير ذلك. وعلى الفقيه الشيخ محمد عبد العزيز الزيادى الحنفى متن الهداية، وشرح الكنز للزيلعى، والسراجية فى الفرائض … وغير ذلك. وعلى السيد محمد الريحاوى متن الكنز والأشباه والنظائر، وشيئا من المواقف من مبحث الأمور العامة. وأخذ عن الزعترى الميقات والحساب والمجيب والمقنطرات والمنحرفات، وشيئا من اللمعة. وعلى السحيمى منظومة الوفق المخمس وروضة العلوم. وعلى الشيخ سلامة الفيومى أشكال التأسيس. وعلى عبد الفتاح الدمياطى رسالة فى العمل بالكرة.

وللمترجم شيوخ أخر كالشهاب أحمد بن الخبازة، والشيخ حسام الدين الهندى، وحسين أفندى الواعظ، والشيخ محمد الفاس.

وأما مؤلفاته فهى كثيرة جدا منها:

حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون، ومنتهى الإرادات فى تحقيق الاستعارات، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، والفتح الربانى بمفردات ابن حنبل الشيبانى، وطريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب الإمام الأعظم، وإحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد، والرقائق الألمعية على الرسالة الوضعية، وعين الحياة فى استنباط المياه، والأنوار الساطعات على أشرف المربعات- وهو الوفق المئينى-، والقول الصريح فى علم التشريح، وإقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة، والزهر الباسم فى علم الطلاسم، ومنهج السلوك فى نصيحة الملوك، والكلام السديد فى تحرير علم التوحيد، وبلوع الأرب فى اسم سيد سلاطين العرب .... وغير ذلك، وغالبها رسائل صغيرة الحجم منثورة ومنظومة.

توفى المترجم عاشر شهر رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف، وكان منزله ببولاق فخرج بمشهد حافل وصلى عليه بالأزهر، ودفن بالبستان، عليه رحمة الله.