[ جـواب سـؤال الـتـفـكـر ]
* قال تعالى :
{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
( سورة البقرة - (7) )
* بَيَّنَ الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الآية منافذ العلم والإدراك في الإنسان.
و كان السؤال الأول هو : فما هي ؟
أما السؤال الثانى فكان : ما هو معنى الآية السابقة ؟
و تفضلوا للإجابة :
إجابة السؤال الأول :
أما منافذ العلم و الإدراك في الإنسان ،
يقول الشيخ الشعراوي يرحمه الله :
و هكذا يعلمنا الله أن منافذ العلم في الإنسان هي السمع و الأبصار و الأفئدة ...
( تفسير الشعرواي )
أما إجابة السؤال الثانى فهى :
وفي معنى أو تفسير الآية السابقة، يقول شيخنا السعدي يرحمه الله :
ثم ذكر الله سبحانه وتعالى الموانع المانعة لهم من الإيمان
فقال سبحانه و تعالى :
{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِم }
أي : طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان , و لا ينفذ فيها ،
فلا يعون ما ينفعهم , و لا يسمعون ما يفيدهم ،
{ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَة }
أي: غشاء و غطاء و أكنة تمنعها عن النظر الذي ينفعهم ,
و هذه طرق العلم و الخير , قد سدت عليهم , فلا مطمع فيهم ,
و لا خير يرجى عندهم ، و إنما منعوا ذلك ,
و سدت عنهم أبواب الإيمان بسبب كفرهم و جحودهم و معاندتهم بعد ما تبين لهم الحق ,
كما قال تعالى :
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّة }
وهذا عقاب عاجل، ثم ذكر العقاب الآجل،
فقال تعالى :
{ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم }
و هو عذاب النار , و سخط الجبار المستمر الدائم .
( المصدر : تفسير السعدي )
[ وقفة مع الشيخ / محمد متولى الشعرواي ]
يقول يرحمه الله :
و لكن في الآية الكريمة التي نحن بصددها قدم الله القلوب على السمع و الأبصار ...
و ذلك أن الله يعلم أنهم اختاروا الكفر .. و كان هذا الاختيار قبل أن يختم الله على قلوبهم ..
و الختم على القلوب .. معناه أنه لا يدخلها إدراك جديد و لا يخرج منها إدراك قديم ..
و مهما رأت العين أو سمعت الأذن ..
فلا فائدة من ذلك لأن هذه القلوب مختومة بخاتم الله
بعد أن اختار أصحابها الكفر و أصروا عليه ..
و في ذلك يصفهم الحق جل جلاله :
{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُون }
و لكن لماذا فقدوا كل أدوات الإدراك هذه ؟
لأن الغشاوة التفت حول القلوب الكافرة ، فجعلت العيون عاجزة عن تأمل آيات الله ،
و السمع غير قادر على التلقي من رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق