Translate

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

أنواع الزهور ومعانيها


*أنواع الزهور ومعانيها*


Alstroemeria, Peruvian Lily
ألستروميريا
معناها : الصداقة
هذه الزهرة لها ألوان متعددة: الأصفر، المشمشي، برتقالي، أحمر، زهري ، بنفسجي، بنفسجي فاتح، أبيض مائل للصفرة، أبيض وتأتي بالألوان الثنائية.
تعيش من 6 إلى 8 أيام


Anemone, Windflower
شقائق النعمان
معناها : شوق وانتظار
هذه الزهرة لها جميع ألوان قوس قزح
تعيش من 6 إلى 12 أيام



Oncidium Orchid, Golden Shower Orchid
زهرة الأوركيد
معناها : الحسناء
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
تعيش من7 إلى14 أيام.

Anthurium, Flamingo Flower, Tail Flower
زهرة الفلامنجو
معناها : حسن الضيافة.
منها 120 نوع
من ألوان هذه الزهرة الزهري الابيض والأحمر.
تعيش من 2 إلى 3 أسابيع .



Aster
أستر
معناها : الصبر والاحتمال
من ألوان هذه الزهرة البنفسجي، الزهري، الأبيض
تعيش من 5 إلى 14 يوم.



Bird of Paradise
عصفور الجنة
معناها : الفرح والابتهاج
من ألوان هذه الزهرة البنفسجي، البرتقالي والازرق.
تعيش من 8 إلى 10 يوم.



Bouvardia, Double
بوفارديا
معناها : الحماس والتعصب
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والأحمر .
تعيش من 1 إلى 2 أسبوع.



Calla Lily
الزنبق
معناها : قمة الجمال.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والأصفر .
Carnation
القرنفل
معناها : الجمال والكبرياء.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والأصفر .



Chrysanthemum Spray
زهرة الأقحوان
معناها : الولاء والإخلاص.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والأصفر والأحمر والبنفسجي .



Daffodil
النرجس
معناها : الشهامة والنخوة
من ألوان هذه الزهرة الأبيض والأصفر والبرتقالي .


Delphinium, Hybrid
ديلقنيوم
معناها : Heven
من ألوان هذه الزهرة البنقسجي والزهري والازرق .


Freesia
فريسيا
معناها : البراءة
من ألوان هذه الزهرة الأبيض والأصفر و البنقسجي والزهري .
تعيش من 5 إلى 10 أيام .




Gerbera Daisy
ديزي
معناها : الجمال
من ألوانها: الورديَ والذهبيَ والأصفر وذات لون أبيض مائل للصفرةَ واللون الأبيض، والقرمزي، والأحمر والبرتقالي.
تعيش من 5 إلى 10 أيام .


Gladiolus, Sword Lily
زنبق الجلاديلياس
معناها : قوة الشخصية .
لها ألوان جميلة متعددة.
تعيش من 7 إلى 10 أيام .


Hyacinth
زنبق الياقوت
معناها : الوفاء.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والبنفسجي والأزرق .
تعيش من 8 إلى 14 أيام .

هيدرانجيا
معناها : القلب المخلص.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والبنفسجي والأزرق .
تعيش من 8 إلى 12 أيام .

Iris
السوسن
معناها : المديح .
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والبنفسجي والأزرق والأرجواني والأصفر .

تعيش من 2 إلى5 أيام .



Larkspur
السوسن
معناها : خفة الظل.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والبنفسجي
تعيش من1 إلى2 أسبوع .

Asiatic Lily
زنبق الإيساتك
معناها : الجلالة والعظمة.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض والبرتقالي والأصفر
تعيش من10 إلى14 يوم.



Lisianthusليزانثس
معناها : االرحيل والهجران.
من ألوان هذه الزهرة الزهري والأبيض واالبنفسجي.
تعيش من7 إلى10 أيام.

Cymbidium Orchid
زهرة الأوركيد
معناها : الحسناء
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
تعيش من7 إلى14 أيام.




Dendrobium Orchid
زهرة الأوركيد
معناها : الحسناء
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
تعيش من7 إلى14 أيام.



Phalaenopsis Orchid, Moth Orchid
زهرة الأوركيد
معناها : الحسناء
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
تعيش من7 إلى14 أيام.



Persian Buttercup
الزهرة الفارسية
معناها : التألق.
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
تعيش من7 إلى12 أيام.



Rose
الورد
معناها : الحب.
منها 120 نوع
من ألوان هذه الزهرة جميع ألوان قوس قزح .
.



Snapdragon
معناها : الشوق والرغبة.
منها 120 نوع
من ألوان هذه الزهرة الأحمر الزهري الأبيض والأصفر .
تعيش من 5 إلى 10 ايام .






زهرة الشمس Sunflower 
معناها : النية الصافية.
منها 120 نوع
من ألوان هذه الزهرة الأصفر الذهبي والبرتقالي والأحمر

لغة الزهور >> لغة الزهور في السياسة والتاريخ

إاتخذت بعض الزهور شارات لدول، مثل اللوتس لمصر الفراعين، والريحان لألمانيا. على زمن غليوم الكبير، والأرز للبنان، وبلغ القرنفل حدًا من إعجاب الناس به، وفضلته ماري انطوانيت على غيره من الزهور، وكانت تخفيه في طيات ثيابها وهي سجينة، وجعل أحد ملوك العصور الوسطى حاشيته تمضع الفرنقل قبل التحدث إليه لتفوح رائحته العطرية من أفواههم.ولم يكن الزنبق أقل مكانة فقد صار رمزًا مقدسًا لمريم العذراء، وحبذه شارل العاشر (فرنسا) على سائر الأزهار، وكانت البنفسج زهرة وطنية في أثينا القديمة، كما كانت زهرة نابليون المفضلة عندما كان منفيًا في جزيرة ألبا، وانتقلت معه بعد هروبه إلى فرنسا، وما زالت حرب الوردتين تعرف في تاريخ إنجلترا أثناء الحرب الأهلية عندما تنازعت على العرش أسرة يورك وشعارها الوردة البيضاء، وأسرة لانكاستر وشارتها الوردة الحمراء.
لغة الزهور >> 

حين تتعطل لغة الكلام .. يكون للزهور لغة تنطق بأجمل المشاعر : 
لغة الزهور >> بحسب مكان الزهرة ووضعيتها 
لغة الورود هي لغه رومانسيه,تكشف مافي الصدور من حب وشوق والم وعذاب...
فورده حمراء واحده تغني عن باقه كامله من الورود
, وليست الورده نفسها من تعبر على هذا بل ايضاً اوراقها واشواكها
فالاوراق هي الامل والاشواك هي الخطر.
اذا كانت الوردة تميل إلى اليمين فهي تعني( أنا )
أما إذا كان ميلها نحو اليسار فهي تعني ( أنت ) .
وإذا قُدمت الوردة باليد اليمنى فهذا جواب إيجابي
أما إذا قُدمت باليد اليسرى فيدل هذا على جواب سلبي .
قديماً استخدمت النساء الورود كنوع من الزينة :
فاذا وضعت المرأة الوردة فوق قلبها فهي بهذا تريد القول( أنا أحب )
وعندما تزين شعرها بوردة فهذا يدل على الحذر والاحتراس.
وإذا وضعت المرأة وردة في معصمها وردة فهذا رمز للصداقة أو للذكرى. 


لالوان الورود معاني ودلات منها:
اللون الاحمر انا اعد الايام الى ان نتقابل مره ثانيه.
*اللون الأحمر الداكن انا افتقدك كثيراً
*اللون الاصفر انت شمس في حياتي.
*اللون الوردي انا اعشقك واوعدك بالصدق.
*اللون الابيض انا اؤمن بعفتك وطهارتك.
*اللون البرتقالي انا صديقك المخلص والوفي .
*اللون البنفسجي اتمنى لك كل السعاده والتوفيق.
*اللون الازرق سابقى الى جانبك حتى الموت.

دلالات أخرى ومعاني :
يقول الورد الأحمر لأيّ لون أننيّ أحبّك 
يدلّ الورد الأحمر الغامق على جمال العقل الباطن .
يعني الورد الأبيض الحبّ و النّقاء الكنسيّين
يعني الورد الأصفر الفرح و الفرح اليوم, تاريخيًّا, عنوا انخفاض حبّ و خيانة .
يدلّ الورد المرجانيّ على الرّغبة
يقول البرتقال أنّني مغرم و متحمّس ."
يحبّ متوسّط ورد اللافندر من النّظرة الأولى
يدلّ الورد القرنفليّ الفاتح على الرّشاقة, الأرستقراطيّة و الإعجاب
يقول الورد القرنفليّ الدّاكن شكرًا ."
بصفة عامّة, الورد الشّاحب التّلوين يعني الصّداقة .
الأحمر الحبّ الحقيقيّ و الرّغبة
أبيض ترنيمة و الحبّ الحقيقيّ
أبيض أنا جدير منك
الأسود الوداع, الموت
أصفر صداقة
أصفر غيرة
القرنفل \ خوخ الحلاوة, من فضلك تصدّقني, الامتنان, التّقدير, الإعجاب أو التّعاطف
القرنفل الفاتح جريس, الفرح, الفرح
قرنفليّ داكن الامتنان
اللافندر الحبّ من النّظرة الأولى, الفتنة, التّميّز
البرتقال إعجاب
المرجان الرّغبة
أبيض و أحمر اتّحاد
لغة الزهور >> بحسب عدد الزهور 
اعداد الورود فلها دلالات اخرى منها:
1الورده الوحيده انت كل شئ لي.
2الوردتان دعنا نسافر مع بعضنا البعض.
3 وردات متى استطيع مقابلتك مره ثانيه؟
4 وردات انا شاكر لك.
5 وردات سافعل اي شئ تطلبه.
6 وردات انا اشك في كلمتك.
7 وردات انا احبك.
8 وردات انا مخلص لك حتى الموت.
9 وردات اريد ان اكون وحدي معك.
10 وردات هل تريد الزواج بي

لغة الزهور >> بحسب نوع الزهور 
الرّاوند - النّصيحة 
الياسمين الهنديّ - حبّ 
زهر الهولي الأبيض - هل أنا منسيّ ؟ 
القرنفل الأحمر الغامق – واحسرتاه على قلبي الحزين. 
الوردة الحمراء الغامقة – الخجل.
الوردة الحمراء الكاملة - الجمال .
الورد الخمري اللون - جمال بلا حدود 
الوردة الفريدة – جمال فائق
الأقحوان - السّرور والبهجة 
رجل الغراب - الطّفولة 
النّرجس الأصفر الكبير – النبل الشّهامة 
زهرة التوت الوردي - اعتراف بالحبّ 
التيوليب الأحمر - بيان الحبّ 
زهرة النّسرين الصّفراء – مؤشر لانخفاض الحب 
القرنفل الأصفر - الندم 
ورد بلا شوك – الحب المبكر 
شقائق النعمان - التّوقّع 
البنفسج الأزرق - الوفاء
الليلاك البنفسجي - عواطف الحبّ الأولى
الورد الأحمر المائل للرمادي - الإنتعاش 
الوردة البيضاء - أنا لائق بك 
زهرة الدراق - أنا أسير حبك 
السّوسن - لديّ رسالة لك 
الأقحوان الأبيض - البراءة 
الوردة الصّفراء - الغيرة 
الداندليون – وحي الحب
زهرة اللّوتس – الحب البعيد 
اللّبلاب - زواج 
الورد الإسكوتلندي - قلبي مشتعل 
السوسن الأصفر - الهوى
بيوني - الخجل 
الأقحوان الأصفر - تجاهل الحبّ 
أماريليس - جمال رائع 
هونييفلاور - حبّ حلو و سرّيّ
زهرة الزينيا – التفكير بالأصدقاء الغائبين 
الوردة الحمراء و البيضاء معًا - اتّحاد 
القرنفل الوري- حبّ المرأة 
روز ماري - وجودك ينعشني
التوت الوردي و مايرتل . - اعتراف بالحبّ .
زهرة الميجنونيت و زهرة الربيع الملونة . - صفاتك تفوق جمالك الرائع .
الزّنبق البرّيّ و السرخس . - حلاوتك الفائقة أبهرتني . 
الوردة الصّفراء واللبلاب مع عيدان قش . – غيرتك حطمت حبنا .



لغة الزهور >> بحسب مزج الزهور واتحادها 
وردة واحدة - البساطة
انضمّ وردتان معًا - خطبة
دستة - إعلان الحبّ الأبعد
الورد الأحمر و الأبيض معًا - اتّحاد 
المشاعر السّعيدة الصّفراء و الحمراء 
اختلط الورد الأحمر و الأصفر معًا يقول التّهاني !"
يدلّ الورد الأصفر و البرتقاليّ على الأفكار العاطفيّة معًا
--------------------


لغة الزهور >> دلالاتها في الخطبة والزواج هناك دور تلعبه الأزهار في موضوعات الخطبة والزواج ،
فقد جاء في كتاب منزل وحديقة أفضل للكاتب الأمريكي د. ميلتون كارلتون..
للزهور دور كبير في الخطبة والزواج في كثير من بلدان العالم،
ففي جزر هاواي إذا أرادت الفتاة أن تعلن عن رغبتها في أن تخطب فإنها تضع زهرة على أذنها اليمنى،
وعندما تتم خطبتها تضع الزهرة على أذنها اليسرى،
أما المرأة المتزوجة فعلاً فتضع زهرة على كلتا أذنيها،
وفي المجر تتخذ الورود طريقًا للتفاهم والتخاطب إذ بها تعبر الفتاة عن رأيها في شريك حياتها،
فإذا قبلت باقته كان ذلك إعلان القبول وعلى الشاب أن يطلبها من أهلها،
وقريب من هذا يحدث في رومانيا أيضًا،

لغة الزهور >> بحسب التراث والشعر العربي 
دلالات الزهور والثمار في تراث الحب العربي الذي نقل عنه المشعلاني:
فالسوسن عن العرب دلالته السوء.
وفيه يقول شاعر: 
يا ذا الذي أهدى لنا سوسنا ما كنت في إهدائه محسنا
أوله سوء، فقد ساءني يا ليت أني لم أر السوسنا 

أما عند الإفرنج فإنه يعني الحوار والوصال.
فإذا أرسل محب لمحبوبه سوسنا فإنه يعني أن يحرر له رسالة. ويتطير العشاق العرب من زهر الياسين لأن في اسمه يأس، يقول شاعر: 

أهدي حبيبي ياسمينا فبي من شره الطيرة وسواس
أراد أن يؤنس من وصله إذا كان في شطر اسمه الياس 


أما عند من نقل عنهم المشعلاني فيدل الياسمين على اللطف والأنس، والرمان عند العرب ينبئ بقرب الوصال واللقاء. 

وعن اللوز قال الشاعر:
ومهد إلينا لوزة قد تضمنت لمبصرها قلبين فيهما تلاصقا
كأنهما حبان فازا بخلوة على رقبة في مجلس فتعانقا
الحب والزهور يموت الحب كما يموت الورد الزهور سيم العشق و العشاق قالوا في الحب و الزهور 

الحب والزهور
يموت الحب كما يموت الورد
 
هل هكذا تموت الأحاسيس الجميلة كما يموت الورد ؟ 

يموت الورد مقطوعاً من شجرته وكذلك يموت الحب بعد أن يقرر صاحبه اقتطاعه من أحشاء القلب 

ويموت كذلك الورد مدعوساً تحت الأقدام كما تموت الأحاسيس الجميلة عندما يدوس عليها صاحبها ليقتلها 
ويموت الورد إذا لم يسقيه صاحبه الماء الذي يحييه 
وكذلك يموت القلب إذا لم يسقيه صاحبه بالحنان والعاطفة الجميلة والحب ..
لماذا يتعامل الناس مع الحب كما يتعاملون مع الوردة .. ينظرون إليها ويتمتعون بجمالها ، 

يشتمون رائحتها العطرة ، ويجعلونها عنواناً للفرح والسعادة ، يسقونها 
ويعتنون بها ويجعلونها سيدة كل الورود وملكة كل الأزهار .. 
كذلك يفعلون مع الحب عندما يحترمونه ويقدسونه ويجعلون من يحبون معجزة جديدة 
فيبادلونه المشاعر الجميلة ويرسمون له الطريق نحو الجنة ويدخلون على حياته الفرحة 
والبهجة ويعطونه الوعود ويرسمون له الأحلام ويدخلونه إلى تلك الدنيا الوردية الجميلة 
بعدها يجدون غيره فيرحلون ويقتلونه قبل الرحيل كما يلقون بالوردة على قارعة الطريق بعد الاستمتاع بها !! قالت الوردة : ما ذنبي أنني أحببت وما ذنبي أنني ألقيت بجسدي بين أيدي هؤلاء الذين لا يتألمون ؟!؟ وقال المحب : ما ذنبي أنني أحببت ووضعت قلبي بين يدي هؤلاءالذين لا يحترمون الوعد ولا يصدقون ؟! الوردة والحب شيئان مختلفان لكن حياتهما واحدة ولذتهما واحدة وكذلك أقول بأن موتهما واحد .. 
وما أتعسه من حب يموته الاثنان !! كلمة أخيرة : تموت الوردة على قارعة الطريق باكية حزينة ويموت الحب عندما يقرر العشاق إغراق السفينة !!-----------الحب والزهور
الزهور سيم العشق و العشاق: 

لعبت الزهور دورًا كبيرًا في حياة العشاق، فحملت خطراتهم وأسرارهم، ونقلت أخبارهم وأفكارهم 

واتخذوها سيمًا (علامة) فيما بينهم، وقد كانت الزهور من بين سيم المحبين أو علامتهم التي يتعارفون بواسطتها.
اقترن الحب منذ عصور قديمة بمظاهر الطبيعة الجميلة، وصارت المرأة في عرف العشاق كالروضة الزاهية، 

أو كالزهرة اليانعة، وكم شبه الشعراء الخدود بالورود، وتثنّى القدود بتمايل الغصون، 
ورفيف الشعر برفيف أوراق الزهر، وعمر السعادة في العشق بقصر حياة الورد.. 
إلى آخر ما يعرف قرَّاء الغزل من شعر المغرمين، فلا جرم أن اقترنت المرأة بالزهور والنور، والرقة والجمال، .
ولم يكتف العشاق بذلك، وإنما جعلوا الزهرة رسولاً إلى المرأة لتعرف مراد محبها منها، 

فصارت رمزًا أو لغة أو لحنًا، تنقل أذواقهم وأشواقهم، وتظل هكذا في رحلة ذهاب وإياب لنقل المشاعر، 
والتعبير عن المقاصد والخواطر.
ولكن لماذا توسع العشاق في استخدام النبات للتعبير عن الطوايا والنيات، هل لجمال فيه فقط؟!، 

هناك آراء وحكايات منها: أن النبات يعشق كالإنسان، ويتألم ويتبرم ويصل ويفرح مثل الآدميين. لغة الزهور: 
وسيم العشَّاق مع الزهر غالبًا ما يتمثل في زهرة أو ثمرة، أو فرع شجرة، أو جذع نبات، 

يحمله العاشق شحنة عاطفية دافئة، ويبعث به إلى من يهوى فيعالج نفسه المنطوية، 
وينمي شوقه الفاتر، ويخرج القلب مع تلقي الرسالة من عذاباته، ويسترسل مع إشراقة الزهور، 
وينساب منتشيًا ولو إلى حين.
وسيم الزهر تعبر عن مفهوم ذاتي للحب أو لحالة فيه، وليس عن مفهوم موضوعي بحت، 

ذلك أن المحب يسقط على زهرة معينة معنى ما، أو يحدد لها لغة رمزية تقولها صمتًا، 
وقد يرى غيره في هذه الزهرة عينها شيئًا مختلفًا، بل تفاوتت رمزية الزهور من ثقافة لأخرى، 
بل داخل الثقافة الواحدة من منطقة لأخرى ومن زمن لآخر.
ونحن إذا تلفتنا إلى أحاسيس العشاق، وأملينا النظر في سيمهم ألفينا لغة الزهور ملأى 

بصور التعبير المختلفة التي تمثل معاني الهوى، وغليان العواطف، وعدم استقرارها على حال، 
كما تعبر عن فرحة المغرمين بالرسائل التي تبشر بقرب المزار ونعيم السعادة فيه، 
فالزهرة في سيم العشاق تبكي عنهم، وتعلن الأسى، وتظهر الحرقة والجوى، وتبرد القلوب، 
أو تزيدها حرارة وتوهجًا، وتُعرب عند أهل المجون والفجورعن حالهم، 
أو تنطق بالطهارة والعفاف عند أصحابهما، أو تحمل معاني الغيرة والشك.
ولا ريب أن نفوس العشاق ليست من رتبة واحدة، أو نبع واحد، فمنهم من يطلب الخطر 

والمغامرة والشهوة، ومنهم من يتطلع إلى حياة جياشة مع أفئدة حساسة ومُهَج لَهْفى، 
ومن يهفو إلى فردوس نقي تتعانق فيه الأرواح، ومن يدلف إلى ممالك الخيال وعوالم الأطياف تُغْرِه الأحلام.
وسيم العشق أو لغة الزهور حافلة بكل هذا، معبرة عن مختلف الميول والرغبات، 

وتتمثل فيها ألوان من الصبابات، ففي مجال الغزل والتشبيب نجد العاشق يقدم لمن يهوى
"الزنبق الملون"، ليقول له: "عيونك بديعة" أو "الحناء" أي "صفاتك حسنة". 
وفي مجال نشوة الحب والسعادة فيه، وإظهار الأشواق، وتجسيم الإحساسات، وإعلان الطرب،
والاهتزاز من الفرح يبعث المحب "بزنبق الحقل" أي "حياتي لك"، وفي مجال الوفاء، وصدق الوداد،
ودوام الذكر، وعدم التحول، والقدرة على تحمل الصعاب مهما تكاثرت، 
يرسل العاشق زهر "الديسم" ويعني: حبي لك لا يعتريه الذبول، أو فرع من شجرة خروب خضراء 
أي وداد وحب يدومان لبعد القبر.
ولأن العاشق يخشى الرقباء والعذَّال؛ فإنه يكثر من رسائل التحذير حتى لا يشهر به، 

وتصير سيرته مضغة في أفواه السُمَّار، ويستخدم زهورًا لتحمل المرسل إليه على الاحتياط 
ومن هذا "زهور الحناء" أي إياك أن تفعل، أو "حشيشة الدينار" 
وتعني أن القوم يراقبوننا، أو "الخطمية الشمالية" والمراد منها أن ينظر المحب في الأمر قبل الوقوع به، 
وجوز الطيب: "اجتماع منتظر".
ويحمل الزهور ما يدور بخلد العشاق حتى الظن والاتهام، والمحب بطبيعته حساس مرتاب؛ 

ومن ثم اتخذ المغرمون من الزهور ما يعبر عن هذه الحالة، فإذا أرسل واحد لمن يهوى "بابيروس" 
فكأنه يقول له: قلبك ميال لكل من تنظر إليه، أو "بخور مريم" أي أن هناك ريبة تداخله، 
وقد يتنامى هذا الشعور في طواياه فيرسل بزهرة "البطم" ليتهم حبيبة بأن قلبه يخلو من الحب.
وفي لغة الزهر ما يعرب عن نفور العاشق من المسرات الخطرة والسعادة الهمجية، والشراهة، 

والتوحش والشراسة وفي هذا تستخدم زهور البنفسج الأصفر.
وقد يطلقون على النبات الواحد وأنواعه وأجزائه عدة ملاحن لتكون أوسع تعبيرًا، 

وأدق دلالة على ما في نفوسهم، فالزنبق الأبيض يعني "حسن طبيعي"، 
والزنبق الأحمر يعني احتراق العاشق في العشق، والزنبق الأصفر يعني الكذب والغش.
ومن الزهور والنباتات التي تقترب من دلالاتها "زهرة ندى الشمس"، 

وتعني: أنتظرك في الصباح الباكر. وزهرة "ورود عرائس" وتعنى المحبة السعيدة، 
والسيم هنا يشير إلى الحالة فبين العرس والمحبة السعيدة رابطة وثيقة، وزهرة الفل رمز اللطف والظرف، 
والسيم هنا وصف للمحبوب، ولا يمكن أن نفرق بين الفل واللطف، 
وثمر "الفلفل" يعني أحرقت قلبي، وفي هذه السيم صلة بين الفلفل الحراق، واحتراق القلب بالحب، 
وشجر "الصبر" ويعني الحزن، وفي هذا السيم ملاءمة بين الصبر والحزن، لأن الإنسان 
يصبر على مكروه وهو في حالة حزن وألم، ونبات الشوك رمز للصعوبة والخشونة،
وكلها من المعاني الملائمة للشوك، وهناك ألفاظ أخرى موافقة إلى حد كبير للمعاني التي خلعوها عليها.
-------------
الأحلام و الزهور 
رؤية الزهور التي لا تعرف اسمها يؤول إلى رؤية أناس مختلفة الملابس .
رؤية الزهور الزكية الرائحة يؤول إلى الثناء الحسن خصوصاً لمن شمه .
رؤية زهور لا رائحة لها يؤول إلى هماً أو أمراً لا يدوم لصاحب الرؤيا .
رؤية زهر اللسان يؤول إلى المال وكسبه.
رؤية زهر الخشخاش يؤول إلى مال هنيء وربما نال الرائي هناء ومسرة.
رؤية زهر الحرمل فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن أكله.
رؤية زهر ما ينبت في الأرض بغير ساق مثل الفرع والبطيخ وما أشبه ذلك فإنه
يؤول بعدم ثبوت الرائي فيما هو فيه من خير أو شر.
من رأى أنه يشم نرجسا فإنه يكون منشرا باحسان وخير وإن رأى نرجسا كثيراً في الأرض 

فإنه يدل على زيادة عياله.
من رأى أنه أعطى نرجسا لأحد أقربائه فإنه يدل على بقائه.
رؤية زهرة الياسمينا على شجرة في وقته فإنه يدل على حصول ولد.
رؤية زهور الياسمين مقطوفا من شجره فإنه يدل على الهم والغم.
ومن رأى أنه أعطى باقة ياسمين فإنه يدل على وقوع كلام بينهما.
رؤية أزهار الأشجار في وقتها فهو خير ومنفعة وقضاء حاجة.
رؤية الجلنار يؤول بعرس أو جارية حسناء.
رؤية زهر الاجاص والمشمش والسفرجل يؤول بكلام لطيف يسمعه الرائي.
من رأى أنه يأكل زهرا من شجر في وقته وأوانه فإنه يؤول بكلام حسن .
من رأى أنه شم شيئا من تلك الأزهار فإنه يؤول بالمدح له والثناء عليه .
الـــمـــرأه والـــزهــــور عند الفرنسيين 


تـوصـف الـمـرأه عـندمـا تكون بحـالة حـب بـألورده المتفـتـحـه وفـي حـالـة
الحـزن بـورده ذابله فقدت نضارتها .. ان لغـة الحـوار بين الورد والنساء
ستظل عامره بكثير من جمل الغزل والتى تمثل زادا للشعراء والادباء
ويعـتـبر الفرنسيين ان
*زهرة الـتيوليب الحمراء ترمز للحب والعاطفه وتخاطب المرأه الجميله
*زهرة اللاوند فهي تخاطب المرأه الرقيقه والمرهفة الحس
*وترمز زهرة البنفسج للحب الصامت المتأجج وتخاطب المرأه الخجوله
*واما الورد الاحمر فيخاطب المرأه ذات العاطفه البركانيه
* الورده الصفراء فهي تخاطب المرأه النرجسيه
*الورد الازرق فهو يخاطب المرأه ذات المكانه العاليه
*الورده الروز فهي تخاطب المـرأه الوفيه ذات العاطفه الثابته
*والياسمين الابيض للمرأه الرقيقه ولكنها متمرده على واقع سىء
* والقرنفل الابيض يخاطب المرأه المتشككه ويقول لها ثقي في حبي
*والقرنفل الوردي فهو للغزل ويقول انا معجب بشده بك
* والقرنفل الاحمر يقول للفتاه انا مؤمن يأخلاصك
*وزهرة الكامليليا البيضاء فتقول انك تحتقرين الحب
* والكاميليا الحمراء فتقول للمرأه انـك اجـمـل نساء العالم
هـذا ما يـؤمـن بـه الفـرنسيين والذين يعتبرون ان لكل مناسبه زهورها
ونادرا ما يعود زوج الى بيته ويده خاليه من زهره ما والزهور عندهم
.اغلى من الذهب ولا يوازيها سوى العطور
:ملاحظه هامه هنا للوردة الورديةفقط
لغة الحوار بين الـــمـــرأه و الـــزهــــور 

تـوصـف الـمـرأه عـندمـا تكون بحـالة حـب بـالورده المتفـتـحـه
و فـي حـالـة الحـزن بـورده ذابله فقدت نضارتها
ان لغـة الحـوار بين الورد والنساء ستظل عامره بكثير
من جمل الغزل و التى تمثل زادا للشعراء و الادباء
زهرة الـتيوليب الحمراء ترمز للحب و العاطفه
و تخاطب المرأه الجميله
زهرة اللاوند تخاطب المرأه الرقيقه و المرهفة الحس
زهرة البنفسج ترمز للحب الصامت المتأجج و تخاطب المرأه الخجوله
اما الورد الاحمر فيخاطب المرأه ذات العاطفه البركانيه
الورده الصفراء تخاطب المرأه النرجسي
الورد الازرق فهو يخاطب المرأه ذات المكانه العاليه
الورده الروز فهي تخاطب المـرأه الوفيه ذات العاطفه الثابته
الياسمين الابيض للمرأه الرقيقه و لكنها متمرده على واقع سىء
القرنفل الابيض يخاطب المرأه المتشككه و يقول لها ثقي في حبي
القرنفل الوردي للغزل و يقول انا معجب بشده بك
القرنفل الاحمر يقول للفتاه انا مؤمن بأخلاصك
زهرة الكامليليا البيضاء فتقول انك تحتقرين الحب
الكاميليا الحمراء فتقول للمرأه انـك اجـمـل نساء العالم
طرائف الزهور
طلبت من حبيبها زهرة فتركها
أخذ شاب ألماني حبيبته في احد الأعياد لمشاهدة السيرك، وجلسا مقابل قفص الاسود وبيدها زهرة قرنفل جاءها بها،
خطر لها هي الأخرى ان تمتحن حبيبها، اسقطت الزهرة في القفص، ونظرت في وجه حبيبها العاشق الصادق ينبغي ان يلتقط لحبيبته ما يسقط منها،
وما سقط منها كان في عرين الاسد ، نظر في وجه فتاته فنظرت شزرا اليه تتحداه في حبه. لم يعد له خيار وجمهور المشاهدين يتطلعون اليه والى ما سيفعله.
نهض وسار نحو القفص. فتح الباب ودخل خائفا ينظر في وجه ملك الغاب. نظر الاسد اليه ثم الى الزهرة. تراجع الى الوراء وأغمض عينيه.
كان أسداً يحترم المحبين ، ظل يتراجع ويعطي الفتى فرصته، فسار نحو الزهرة، خطوة خطوة، التقطها وعيناه مركزتان على الأسد،
خرج من القفص وأوصد الباب وراءه، سار نحو فتاته يتابعه الجمهور بأعينهم، وكلهم اعجاب وتقدير،حتى اذا وصل مكانها رمى بزهرة القرنفل
على الأرض أمامها وسحقها بحذائه، بصق في وجه الفتاة وخرج من السرك.
لص.. يسرق الزهور فقط
ضبط رجال مباحث الكويت لصا تخصص في سرقة الزهور فقط بعد ارتكابه لعدة حوادث.. توجه اللص لمحل زهور وطلب باقات ورد تكلفتها 45 دينارا..
وبعد ان وضعها العامل في سيارته «الجيب» انطلق بها هاربا.. ولكن العامل التقط رقم السيارة.. وتم ضبطه وتبين انه ارتكب 5 حوادث بنفس الطريقة..
-------------------
أكبر وأسوأ الزهور رائحة في العالم
لندن: أعلن متحدث باسم حديقة كيو البريطانية أن أكبر زهرة ذات اسوأ رائحة في العالم بدأت في التفتح بعد أن وصلت الى ذروة نضجها .
وأضاف المتحدث أن البرعم الاصفر بدأ في التضخم بصورة كبيرة وقد وصل ارتفاعه الان الى نحو ثلاثة امتار ،
ثم بدأت الزهرة في التفتح وكشفت عن الجزء الداخلي الاحمر بها ، وبدأ النبات في الاحماء مما جعلها تفرز رائحة نفاذة
توصف بأنها مزيج من رائحة الاسماك النتنة والغائط
---------------
أكبر باقة زهور
جوهانسبورغ - رويترز - لمناسبة أولي أيام الربيع، أهدي سكان جنوب أفريقيا رئيسهم السابق نيلسون مانديلا أول من أمس، أكبر باقة زهور في العالم،
تحتوي أكثر من 00033 زهرة.
والحدث الذي نظّمته إحدي الاذاعات المحلية، أتاح جمع أكثر من 00098 دولار، أعطيت لـ مؤسسة نيلسون مانديلا للطفولة ، إذ أن ثمن كل زهرة دفعه شخص واحد.
أما مانديلا، الذي يخضع منذ تموز (يوليو) الماضي لعلاج بالأشعة بسبب إصابته بسرطان البروستاتا، فلم يتسلّم الهدية الكبيرة بيديه، بل تسلّمها أولاده وأحفاده نيابة عنه.
والباقة التي تشكّلت من 23333 زهرة، تعلوها عقدة من ورود، ستسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. ويُذكر أن الباقة الكبـري السابقة صُنعت
في حديقة الأزهار في ولايـــة ميسوري الاميركية، وتألّفت من 10882 زهرة.
--------------------

أمين يوسف غراب













أمين يوسف غراب (1914-1971).

كاتب قصة 
مصري. تعلم القراءة، والكتابة بعد السابعـة عشرة من عمـره. حصل على جائزة الدولة –المصرية- التقديرية في القصة القصيرة عام 1964. من أعماله: "الأبواب المغلقـة" – "يوم الثلاثـاء" – " آثار على الشفـاه". ومن رواياته "شباب امرأة" والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من بطولة : "تحية كاريوكا" - "شكري سرحان".
ولدفي قرية محلة مالك, مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ في 31 مارس سنة 1912,
 ثم انتقلت أسرته إلى دمنهور وهو في سن مبكرة, ومن هنا كانت النشأة ثم العمل في دمنهور فيما بعد. لم يدخل أمين يوسف غراب المدارس قط،ولم يتعلم تعليما منظما في حياته، كما إنه لم يقرأ حرفا واحدا
 حتى بلغ السابعة عشر من عمره على الرغم من نشأته في أسرة ثرية،لكن يبدو أن أبويه لم يأخذانه بالشدة فعاش مدللا ـ وهو الولد الوحيد ـ مترفا،بدء الاطلاع والمعرفة فيقرأ كل ما يقع تحت يده من أدب عربي وأدب غربي مترجم. بعد هذه القراءات بدأ أمين يوسف غراب يكتشف في نفسه بذرة الأديب فكتب القصة القصيرة أول ما كتب، وعندما أعلنت مجلة الصباح عن مسابقة للقصة القصيرة اشترك فيها أديبنا الناشئ ففاز بالمركز الأول عن قصة "بائعة اللبن" سنة 1940. وبعد عامين من هذا التاريخ احترف أمين يوسف غراب الأدب بعد أن نشر له الأستاذ محمد التابعي قصة " في البيت "في مجلة آخر ساعة في أبريل سنة 1942، إذ أعجب بها التابعي إعجابا كبيرا، ثم جعله يكتب قصة العدد في المجلة لسنوات طويلة عاش أمين يوسف غراب القسم الأعظم من حياته في الريف،فلم ينتقل إلى القاهرة إلا في عام 1949،وكان عمره آنذاك سبعا وثلاثين عاما، بعد أن تشبع بحياة الريف وقيمه ومثله وعاداته وتقاليده،فحمل معه إلى القاهرة تجاربه الأولي في الريف، ولعل هذا يفسر لنا أن معظم شخصيات قصصه تأتي من أعماق الريف،أو من أصل ريفي على الأقل، لقد استفاد أمين يوسف غراب من هذه النشأة الريفية،فهو بارع في تصوير الحياة الريفية، وبارع أيضا في تصوير الشخصية الريفية،وبارع في الغوص في أعماق هذه الشخصيات،وبارع في عرض التفاصيل الدقيقة الخاصة بالحياة بالريف،مثل قصص (رمان الجناين، والشيخة غزال، ومائة دجاجة وديك أحمر، وزوجة رجل آخر) وغيرها،وجميعها أيضا من أجود قصصه على المستوى الفني. في القاهرة عمل أمين يوسف غراب في عدة وظائف،فبدأ كاتبا بسيطا في مطابع السكة الحديد عام 1949،ثم سكرتيرا لمصلحة السكة الحديد عام 1951، إلى أن انتقل للعمل مديرا للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (المجلس الأعلى للثقافة حاليا) منذ عام 1956، وقد ظل في هذه الوظيفة إلى أن توفاه الله في 27 ديسمبر عام 1970، إثر تعرضه لنزلة برد حادة ، نتج عنها نزيف قاس أودى بحياته،وهكذا مات عن عمر يناهز 58 عاما.



سيرة الشاعر: إسماعيل حسين الحبروك.

إسماعيل الحبروك

( 1344 - 1381 هـ) 
( 1925 - 1961 م)
ولد ببلدة «أبو حمص» (محافظة البحيرة - غربيّ الدلتا - مصر)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مسقط رأسه، ومدينة دمنهور، والإسكندرية، والقاهرة.
تلقى تعليمه قبل الجامعي في دمنهور، ثم التحق بكلية الحقوق - جامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1948.
راسل عدداً من الصحف منها «الزمان» و«روز اليوسف»، وبدأ نشاطه الصحفي بالمراسلة وهو طالب، وقد انتقل إلى القاهرة عقب تخرجه، حيث عمل في دار الهلال، والشعب التي رأس تحريرها، ومجلة الجيل الجديد، وعمل أيضاً رئيساً لتحرير جريدة الجمهورية، كما عمل بالأهرام عدة سنوات.
كان شاعراً وزجالاً وكاتب مقالة، وقصصياً، ومؤلفاً للأغاني، وله إنتاج معدود فيها جميعاً، وبخاصة كتابة الأغنية والقصة.
نال جائزة الدولة سنة 1956 عن أحسن مجموعة أغان وطنية، وجائزة الدولة عام 1957 عن أحسن مقال صحفي - ونال وسام النجمة المغربي من الملك محمد الخامس.

الإنتاج الشعري:
- ليس له ديوان، وقصائده منشورة بالصحف التي عمل بها، وله ثلاث قصائد نشرتها مجلة الراديو المصري: «تقولين»: 9/11/1946 - «أنشودة الحرمان»: 22/3/1947 - «أين الربيع» 24/5/1947، وله قصيدة في حريق القاهرة (يناير 1952) نشرها أحمد بهاء الدين في كتابه: فاروق ملكاً. 

الأعمال الأخرى:
- أولاً: ألف رواية واحدة، وأربع مجموعات قصصية، وقصصًا أخرى متناثرة، وترجم رواية «هاربة من الليل»: مجموعة قصصية - الكتاب الذهبي - روز اليوسف 1957، و«زوجة للبيع»: مجموعة قصصية - الدار المصرية للطباعة والنشر 1958، و«امرأة بلا مقابل»: مجموعة قصصية - الشركة العربية - الكتاب الفضي 1958، و«الزوجة العذراء»: رواية - الدار المصرية للطباعة والنشر 1959، و«بقايا عذراء»: مجموعة قصصية - الكتاب الذهبي - روز اليوسف 1961، و«القلب الشجاع» - ترجمة - دار المعارف بمصر 1962.
- ثانياً:ألف عددًا كبيراً جداً من المقالات نشرت في الصحف التي عمل بها.
الاتجاه السائد في شعره عاطفة الحب، والوطنية، والقصائد القلائل التي بين أيدينا منوعة القافية، وهذا مؤشر على رصيده اللغوي، ونزعته الغنائية معاً، في شعره شجن وحزن، ولديه حدس جيد التوقع، فآخر ما غنى له أهل الطرب كان يعكس شعوراً 
بقرب الرحيل.
كانت مقالاته أشد حدة من قصائده، وقد منع من الكتابة الصحفية زمناً بسبب مقال هاجم فيه الشيخ أحمد حسن الباقوري (وزير الأوقاف) آنذاك.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد بهاء الدين: فاروق ملكاً - مكتبة الأسرة - القاهرة 1999.
2 - سيد حامد النساج: دليل القصة المصرية القصيرة، صحف ومجموعات - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1972.
3 - علي شلش: دليل المجلات الأدبية - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1985.


    الشاعر الراحل إسماعيل الحبروك صاحب مجموعة بديعة من الأغانى الوطنية مثل إحنا الشعب، يا أغلى اسم فى الوجود، أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد، يا جمال يا حبيب الملايين، وعن الحب والمشاعر كتب أرق الأغانى التى تغنى بها العندليب الأسمر وفايزة أحمد ومحرم فؤاد:  أسمر يا اسمرانى، تخونوه، مالكش دعوة بيا، اوعى تكون بتحب يا قلبى.. التقينا حسين الحبروك ابن الشاعر الكبير ليخبرنا عن بداية والده ومحطات حياته وكيف تكونت مشاعر وشخصية الكاتب والشاعر إسماعيل الحبروك.

    •  لمحات عن إسماعيل الحبروك
     إسماعيل حسين الحبروك ولد ببلدة أبوحمص التابعة لمحافظة البحيرة كان والده يمتلك مضربًا للأرز وعاش فى مسقط رأسه فترة قبل انتقاله إلى دمنهور، ثم إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة، تلقى تعليمه قبل الجامعى فى دمنهور ثم التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية وتخرج فيها عام 48 ولد فى يناير 1925 وتوفى 1961، راسل الحبروك عددًا من الصحف منها الزمان و«روزاليوسف» وبعد انتقاله إلى القاهرة عقب تخرجه عمل فترة فى «روزاليوسف» ثم انتقل بعدها إلى دار الهلال، ثم رئيسا لتحرير جريدة الشعب ثم انتقل إلى أخبار اليوم وترأس تحرير مجلة الجيل ثم رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وعمل  بالأهرام لعدة سنوات.. كان شاعرًا وزجالاً وكاتب مقال وقصة ومؤلفا للأغانى وله إنتاج معدود فيها جميعا خاصة فى كتابة الأغنية والقصة.
    نال جائزة الدولة عام 56 عن أحسن مجموعة أغانى وطنية وجائزة الدولة عام 57 عن أحسن مقال صحفى ونال وسام النجمة المغربية من الملك محمد الخامس.
    إسماعيل الحبروك لم تكن له دواوين ولكن قصائده منشورة بالصحف التى عمل بها. 
    • أعماله الأدبية
     أما أعماله الأدبية فقد كتب رواية واحدة وأربع مجموعات قصصية  وقصصًا أخرى متناثرة منها «هاربة من الليل» مجموعة قصصية نشرت فى الكتاب الذهبى لمجلة روزاليوسف  و«زوجة للبيع» وهى مجموعة قصصية أخرى وامرأة بلا مقابل ورواية «الزوجة العذراء» و«بقايا عذراء» وهى رواية طويلة تم إعدادها كفيلم بطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين، كتب الحبروك عددًا كبيرًا من المقالات ونشرت فى الصحف التى عمل فيها.
    •  شاعر العاطفة والوطن 
    الاتجاه السائد فى شعره الحب والعاطفة والوطنية وقصائده منوعة القافية وهذا مؤشر على رصيده اللغوى ودائما ما كان يعكس شعورا بقرب الرحيل، وكانت مقالاته أشد حدة من قصائده وتم منعه من الكتابة لمدة وصلت إلى عام وكان وقتها رئيسا لتحرير جريدة الشعب وكان بسبب مقال هاجم فيه الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف وقتها.
    •  طفولته
    قصته فى كتابة الشعر بدأت بوالدته وكان ذلك فى الربع الأول من القرن العشرين، وفى بدايات القرن العشرين لم تكن المرأة تحظى بقدر وفير من العلم ومن الحرية، ولكن والدته هى من حببته فى الشعر وزرعته بداخله، فهى كانت تردد الشعر بشكل عفوى أمامه، وبدأ يكتب شعرًا وهو فى المرحلة الثانوية. 
    • تأثير النشأة عليه
     معظم أهالى الريف يتميزون  بإحساس التذوق العالى أكثر من أهالى المدن وهذا لطبيعة البيئة هناك وانبساط الأفق وسعته والطبيعة تجعل الإحساس مرهفًا أكثر، حيث على امتداد البصر لا يوجد سوى الطبيعة ولا يوجد عمارات تحد البصر ولا سيارات ولا ضوضاء، فالحياة فى الريف أكثر سهولة فى كل شيء والمعاناة أقل فهناك كل العوامل التى تساعد على التفوق بشكل أكبر.
    له قصيدة تحت عنوان «الحرمان» أنا المحروم يا دنيا وحرمانى بلا أخر ف مالى أمس أذكره/ ولا يوم ولا باكر أعيش بغير ما  ذكرى ولا أمل ولا خاطر، فمن غيرى بلا ماض ولا غيب ولا حاضر/ أنا المحروم يا دنيا أنا فى روضة الفيحاء محروم/ وفى البيد، فلا فى الروض أزهار ولا حلو عناقيد/ ولا البيد تعى شعرى ولا تصغى لترديدي/ أنا فى مأتمى مرح وأبكى ليلة العيد من الحرمان/ يا دنيا أنا فى البر محروم ومحروم على اليابس/ فلا فى البحر شطئان تلوح لقلبى اليائس ولا فى البر إشراق يداعب روحى اليائس، ظلام يشمل الدنيا وغمر كله دامس من الحرمان/ يا دنيا أنا المحروم من ليلى  وفى القلبين أشواق إذا ما جئتها ليلا يفل العزم أشفاقا وأما طلع الصبح فما فى الصبح عشاقا/ فلا لليل ولا صبح وفى جنبى خفاقا من الحرمان يا دنيا».
    هذان البيتان يحملان أجمل أحاسيسه وأصدقها: «أنا فى الحانة الحمراء محروما وفى المسجد/ فبين الصخب فى الحانات عبد ناسك يزهد وفى المسجد فى الميقات/ لم أركع ولم أسجد فلا أنا مؤمن صلى ولا أنا كافر الحد».
    • تقولين
    تقولين لم أملأ حياتك كلها وفيها فراغ سوف يشغله غيري/ وأنت حياتى يا حياتى فان مت فحبك لى عمر يزيد على عمري/ فيا جنتى مهما عصيتك عامدا وياجنتى مهما تماديت فى الكفر/ زراعاك لى دنيا ساحيا بظلها وقلبك لى قبرا إذا غبت فى القبر/ تقولين أن تنظر لغيرى فأننى أغير على حبى وأخشى على طيري/ دعينى ففى رؤى سواك تصوف ولون من التبكير والزهد والصبري/ وأنتى نعيم الله أقبلت بعدما يأست من النعماء والفضل والخير/ وأخشى على هذا النعيم الذى معى يضيع أن توانيت فى الشكر». 
    القصيدة التى كتبها فى حريق القاهرة، قصيدة شهيرة  كتبها فى يناير عام 52 نشرت فى كتاب أحمد بهاء الدين ( فاروق ملكا ):
     سأنام حتى لا أرى وطنى يباع ويشتري/ ولمن يباع ومن يبيع إنجلتر لـ إنجلترا/ سأنام حينا يا رفاق كى لا أرى شعبى يساق لعناق قاتله العزيز/ وشرب نخب الاتفاق جزاركم يلهو بكم وبكفه دمكم مراق/ سأنام قبل العاشرة وتنام مثلى القاهرة نمنا وظلت بعدنا عين المفاوض ساهرة/ سأنام كلا لن أنام ولن أدع أحدا ينام سأسير أصرخ فى الدجي/  متحديا هذا الظلام، ويقال من أنت لن أخشى سأمضى للأمام برصاصهم صنعوا السلام فقل على مصر السلام.
    • علاقته بوالده 
    كان له أخ أكبر منه خريج هندسة الإسكندرية وكان يحب فتاة فى دمنهور وكان يتمنى الزواج بها  وهى كانت تشجعه على النجاح دائما لإتمام الزواج خاصة أن ابن عمها كان يريد الزواج بها، وفى عام تخرجه بعد نجاحه كان يريد إبلاغها كان يسير بين عربات القطار للإسراع وسقط ولقى مصرعه فتوفى الأب بعدها بعام أو عام ونصف متأثرا بحزنه على ابنه  وكان إسماعيل الحبروك وقتها فى المرحلة الابتدائية.
    • دخوله الفن بشكل احترافى
    التقينا بصديق عمره الإعلامى  فهمى عمر الذى روى لنا ذكرياته مع إسماعيل الحبروك   قال:
    أنا التقيت بإسماعيل الحبروك فى الإسكندرية  سنة 1945  كنت فى أولى حقوق وهو فى ثالثة وكان هو فى تلك الأيام نجم نجوم جامعة الإسكندرية وكلية الحقوق على وجه الخصوص لعدة أسباب لأنه شاعر الكلية، أديب الكلية، قائد مظاهرات الكلية ضد الاحتلال الإنجليزى ويعمل مراسلا ومدير مكتب لجريدة روزاليوسف فى عز مجدها ويكتب أسبوعيا قصة قصيرة فى روزاليوسف وكنا نتابعها من أجل قراءة ما يكتبه إسماعيل الحبروك،  بالإضافة إلى أن أجره وقتها أثناء الدراسة يصل إلى 15 جنيها، وكان بهذا نعتبره نجم الكلية اللامع فمن نجوميته أنه يصعد على مائدة فى منتصف الكلية ليلقى خطبة أو قصيدة فنذهب كلنا خلفه ونهتف يسقط الاستعمار فهو كان مشهورًا وكل الطلبة يعرفونه ويشيرون إليه دائما، بالإضافة إلى أنه معروف فى مجتمع الإسكندرية ويدعى إلى جميع المناسبات الاجتماعية والحفلات  فى الإسكندرية ويدعى إلى الأندية الكبرى مثل سبورتنج والصيد بصفته نجما من نجوم الإسكندرية،  وليس الكلية فقط فهو كان شخصية متفردة وصنع نجوميته بنفسه وبأدبه وقصصه وأغانيه..   ومرت الأيام وتخرج قبلى بعامين   وكانت مفاجأة جميلة جدا عندما التحقت بالإذاعة المصرية عام 50 التقيت بإسماعيل الحبروك مرة ثانية وهو واحد من نجوم الصحافة فى مصر وواحد من كبار الكتاب فى مجلة روزاليوسف ثم ذهب إلى الجمهورية ثم مجلة الجيل الجديد كرئيس لتحريرها وأنا بدأت فى تقديم برامج فى الإذاعة وأحرص على استضافة إسماعيل الحبروك بين حين وآخر وكان يرسل لى قصة من قصصه القصيرة أقدمها فى برامجى واستمرت الصداقة بيننا لسنوات، وفى إحدى المرات كنت فى روما سنة 1960 كنت أذيع أخبار الدورة الأوليمبية فى روما وأثناء وجودى هناك فوجئت بإسماعيل الحبروك أمامى فى أحد شوارع روما وأسكننى معه فى البانسيون الذى يقيم فيه واستضافنى لمدة عشرة أيام وكان هذا فى شهر أغسطس، ولم يمهله القدر كثيرا لأنى فوجئت أنه فى مارس عام 1961 رحل إسماعيل الحبروك.
    • بدايته مع  كتابة الأغنية فى عام 1954
    الشيخ  أحمد حسن الباقورى ذهب إلى رئيس مجلس قيادة الثورة وقال له أنا المدنى الوحيد فى مجلس قيادة الثورة وكلكم ضباط وإسماعيل الحبروك هاجمنى فى جريدة الشعب «منع بعدها الحبروك من الكتابة وكان يرسل إليه المرتب كل شهر وكان يصمم ألا يأخذ هذا المرتب وكان هذا سبب شجار مع والدتى التى كانت تحاول إقناعه باستلام مرتبه من أجل أبنائه، فكان يتقبله على مضض بسبب أنه يتقاضاه دون أن يقدم عملاً، فدخل وقتها فى كتابة الأغنية فهو كان شاعرًا، الذى أمسك بيده وقدمه للإذاعة كشاعر للأغنية هو الأستاذ فهمى عمر، فهو قدمه وقتها لحافظ عبدالوهاب الذى كان يشغل وقتها منصب «رئيس قسم الموسيقى والغناء» وعرفه له على أنه أحد أكبر شعراء ثورة طلبة جامعة الإسكندرية
    ومن هنا يضيف فهمى عمر:
    من هذا التاريخ بدأت حكاية إسماعيل الحبروك مع الفنانين وتقدم الإذاعة أغانيه فكانت الإذاعة وقتها.. مختارات الإذاعة وأغنيات أنتجتها الإذاعة للحبروك بالمئات وهو لم يكن بحاجة لمساعدة أحد فإنتاجه وأشعاره تتحدث عن نفسها، ثم انطلق إلى كتابة الأغنيات للأفلام فغنت له شادية وعبد الحليم، فريد الأطرش، محرم فؤاد.
    •  أغانيه الوطنية
    كتب الحبروك مجموعة من أفضل الأغانى الوطنية التى علقت فى ذاكرة الوطن، وظل الناس يرددونها حتى وقتنا هذا ومن أشهرها أغنية: «يا أغلى اسم فى الوجود» التى منح الرئيس جمال عبد الناصر المطربة  نجاح سلام الجنسية المصرية بعد غنائها.. حصل على جائزة عن مجموعة أفضل أغانى وطنية عن حرب 56 التى من بينها «يا أغلى اسم فى الوجود، دع سمائى، أمانة عليك يا مسافر بورسعيد».
    والأغنية الأخيرة هذه لها قصة طريفة فأيام حرب 56 كان المؤلفون والملحنون يتواجدون بشكل دائم فى مبنى التليفزيون ويجلسون على سلم الإذاعة ويعملون على أغانيهم فكتب إسماعيل الحبروك «أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد.. أمانة عليك أمانة.. لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد».
    وكانوا يقومون بتلحين الأغنية علموا أن الرقابة معترضة على الأغنية وصعد إسماعيل الحبروك  للمسئولين عن الرقابة ليعلم سبب الرفض ووجه الاعتراض، خاصة أنها أغنية وطنية، فأخبروه أن جملة «لتبوس لى كل إيد».. تحمل بعض المهانة، فرد عليه أبى أن من يذهب للحرب وارد أن يستشهد وأن الشهداء مبشرون بالجنة وأنا أتمنى أن أقبل يد المبشرين بالجنة، فاقتنعت اللجنة وحصلت الأغنية على موافقة الرقابة.
    •  كتابة القصص القصيرة
     إسماعيل الحبروك كان يلتقط القصة من الحياة وكان له قصة رغم أنها قصة قصيرة إلا أنها تحولت إلى فيلم روائى شهير وهى قصة «قلبها الجديد» مثلتها بعد هذا ليلى مراد، كان إسماعيل الحبروك يحب صوت ليلى مراد جدا ويتمنى أن يكتب لها أغنية، وكتب لها أغنية وأعطاها لبليغ ليلحنها، وكان التلحين والبروفات تتم فى معهد الموسيقى العربية وكان بليغ يدندن  بها فدخل عبدالحليم حافظ وسمع كلمات الأغنية وكان بليغ مشهورًا وسط أصدقائه باسم «بلبل» فدخل عبدالحليم ليقول له: «بلبل أغنية مين دى؟» فقال لها: إنها أغنية ليلى مراد، فقال له «مين اللى كاتبها؟» فأخبره أنه إسماعيل الحبروك فقال له إسماعيل هو من كتب لى أغانى الوسادة الخالية كلها وهذه الأغنية تمشى مع سياق الفيلم فذهب بعدها بليغ حمدى وعبدالحليم حافظ وإسماعيل الحبروك وصلاح أبوسيف مخرج الفيلم إلى ليلى مراد فى منزلها لاستئذانها أن تترك لهم الأغنية، فوافقت وقالت: إن عبدالحليم هو صوت الغد، ولكن «عايزة أسألك سؤال يا إسماعيل.. الصدق فى الأغنية دى جبته منين؟» قال: لها إن السبب فى هذا الصدق هو باب كان يقدمه فى مجلة روزاليوسف اسمه «جراح قلب» ومن كم رسائل الخيانة التى تصلنى أوحت لى بهذه الأغنية، وهذه الأغنية كانت «تخونوه»، وهذه كانت أول لقاء بين عبدالحليم حافظ وبليغ حمدى.
    وكان يوقع فى هذا الباب باسم «أمينة» باعتبار أنها امرأة ومن المعروف أن المرأة تفتح قلبها للمرأة بشكل أكبر، واسم أمينة.. كان من منطلق أنها أمينة على أسراركم. ومن المواقف الطريفة لهذا الباب أن هناك جمعية نسائية قد أرسلت خطابا لإسماعيل الحبروك على أنه أمينة لحضور ندوة عن خيانة الرجل وقسوته مع المرأة فأخذ الجواب وذهب به إلى إحسان عبد القدوس وكانت هذه من القصص الطريفة.
    •  إسماعيل الحبروك و«روزاليوسف»
    بسبب مراسلته لـ «روزاليوسف» فى فترة الجامعة مقابل 15 جنيهًا، فإنه ذهب بعد التخرج والزواج بمصوغات التعيين إلى المؤسسة ففوجئ أن المرتب وصل إلى 12جنيهًا فذهب إلى إحسان وقال له ضاحكا: هل يعقل أن يكون مرتبى وأنا طالب وعازب 15جنيهاً والآن متزوج وأعول 12جنيهًا؟ 
    كان الأساس لدى إسماعيل الحبروك عنده هو الشعر دونا عن كل مواهبه وهذا لأنه بدأه وهو فى سن صغيرة جدا قبل سن الجامعة بسنوات وفى الجامعة كان يكتب قصائد أكثر.
    فى فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت الكتابة أكثر ازدهارا خاصة من ناحية الحب وإسماعيل الحبروك سواء فى كتابة القصيدة أو القصة القصيرة المشكلة عنده تكمن فى البداية، فمجرد البداية فى الكتابة ينطلق قلمه وينساب، نحن كنا نسكن فى الزمالك وعمله فى الجمهورية وهذه المسافة لا تتعدى العشر دقائق فكان يستطيع أن يكتب أغنية فى هذه المسافة مادام أن مطلع هذه الأغنية فى ذهنه، وكانت أمى قالت لى مرة إن هناك «مطلع» واحد هو الاستثناء، فلم يستطع أن يكمله وأنا لا أعرف لماذا ولا هى أيضا وهو: 
    «فرق كبير بين قلبى وقلبك أنت نسيت وأنا لسه بحبك»
    فقلت لها يا أمى لعله لم يستطع أن يكمله لأن هذا ليس «مطلع» بل هذا كلام شخص.
    بتسأل ليه عليا.. مالكش دعوة بيا.
    أخى الصغير رحمة الله عليه كان مات شهيدًا كان لديه كلمة ما دائما يرددها وهى «مالكش دعوة بيا» فأخذها إسماعيل الحبروك وصاغها أغنية من أشهر أغانى فايزة أحمد. 
     «بتسأل ليه عليا وتقول وحشاك عينيا هاخاصم عينيا لو تسأل عليك»
    •  حنانه وعاطفته الواضحة
    عرف عنه حنانه الشديد لدرجة أن أحد أبناء أصدقائه أطلق عليه اسم «إسماعيل الحبوب» وبعد وفاته أمى كانت دائما تبكيه بفظاعة فهو أعطاها الحب كله فى وقت قليل بحكم قصر عمره، وكانت دائما ما تتذكر بيتين من الشعر العربى القديم كان يرددهما لها فهى كان اسمها  «سعاد» وكان يقول لها: 
    «بانت سعاد وقلبى اليوم متبول.. متيم أثرها لم يفد مكبول»
    فهو كان حساسا جدا ومتعلقًا أشد التعلق بأمه فأنا عايشت هذا معه  فهى كانت تعيش فى الإسكندرية وفى مرة كان يحدثها فوجد نبرة صوتها مختلفة فسألها ما بها قالت له إنها فقط كانت نائمة لم يطمئن عليا إلا بعد أن أخذ القطار للإسكندرية ورأها وقبل يدها وعاد إلى القاهرة فى نفس اليوم، كل هذه الحساسية والرهافية تميز إسماعيل الحبروك شخصيته وكتاباته وتكونت لديه فى اللاشعور.
    •  أم عيون زرقا
    أمى كانت على قدر من الجمال وهو من اللامعين وسيم وجميل الهيئة والمعشر وكان رجلاً لا يقاوم وحسن الكلام معروفاً لدى الجميع، الواقعة التى كانت أمى ترددها دائما أن يوم عقد قرانهما اشترى تذكرتين وذهبا الحفلة وقال لها : «انتى الوحيدة اللى أم كلثوم غنت فى فرحها» وهى لم تكن لها أى علاقة بالوسط سوى أنها زوجة إسماعيل الحبروك فكان يرفض احتكاكها به   والذهاب إلى الحفلات وغيره.
    أثناء وجوده معها ومع أصدقائهما فى الحفلات الاجتماعية كانوا يمزحون معها ليثيروا غيرتها قائلين: «زوجك ده بيضحك عليكى انتى بيضاء وهو كاتب «أسمر يا أسمراني» شوفى كتبها لمين؟» كانت هذه دائما مزحة بينهم ليقول لها دى خواطر وأكل عيش علشان الولاد، وكان يثق فى رأيها ويقول مراتى لم تقل لى الله على أغنية ولم تنجح فكانت مستمعة ومتذوقة لأشعاره، كانت أمى عيناها تميلان للزرقة ففى إحدى المرات كان يصالحها فقال لها: «دقاتك مش دى دقات لا وحياتك ناقصين دقة مين اللى خدتها فين ودتها أوعى تكون أم عيون زرقا، محناش قد الشوق والفرقة» وغناها بعد هذا محرم فؤاد. 
    •  إسماعيل الحبروك الأب
     حنين زيادة عن اللزوم.. وأنا صغير عملت حادثة بالعجلة وكسرت يدى وهو كان سيسافر فى رحلة عمل إلى اليابان فى صباح اليوم التالى  ولكنه لغى هذه السفرية، حيث كانت دعوة لرؤساء التحرير ورغم أهميتها لكنه رفض أن يسافر رغم محاولات أمى لطمأنته.
    كان من أقرب أصدقائه من الشعراء محمد التهامى ومن الوسط الصحفى محسن محمد وصلاح منتصر وأحمد رجب، ومن المطربين  نجاة  ومحرم فؤاد وعبد الحليم حافظ وكارم محمود وكان من أكثر  المطربين قربا لقلبه وأحبه كثيرا.
    • الإحساس بدنو الأجل وسمة الحزن الغالبة على كلمات أغانيه 
    حسين الحبروك «الصدق كان ظاهرا فى شعره وسمة الحزن فى قصائده فلا نعلم هل هو إحساس بدنو الأجل أم ماذا؟ فرغم صغر سنه وقت وفاته إلا أنه حدثت أكثر من مصادفة جعلت جميع من حوله شعروا أنه كان لديه إحساس بدنو أجله». 
    يقول ابنه حسين:
    الإحساس بالموت مثله مثل الميلاد فنحن لا نعرف متى نولد ولا متى نموت ولكن لا أعلم كيف كان لديه هذا الإحساس طوال الوقت ويظهر هذا بوضوح فى كتاباته فأنا كنت أكتب كتابًا عنه فوجدت بيتين كتبهما فى فبراير 61 وهو توفى 16 مارس من نفس العام «ستنسى الناس كل مقالاتى وستبقى فى القلوب من الشعر أبياتى كان عمرى رحلة وقصائدى رحلاتي».
    هو مات بنزيف فى المخ كان فى يوم سبت 14 مارس وقت إصابته بالنزيف وقبلها بأسبوع واحد كان قد أعطى الموجى أغنية وقال له الأغنية دى بتاعت محرم فؤاد، وهو وقت دخوله المستشفى أطباء مصر كلها ذهبوا لرؤيته من كل التخصصات فهو شاب فى السادسة والثلاثين من عمره وكاتب معروف، فكان الأطباء يخرجون من عنده فيبكون بالدموع حزنا على حالته، ووقتها كان الموجى قد انتهى من الأغنية وهى التى تقول «يا حبيبى قل لى أخرة جرحى إيه قلبى مجروح من زمان واحترت فيه والطبيب شافنى بكى بدموع عنيه وقال لى جرحك ده مانيش قادر عليه» فما هذه المصادفة العجيبة؟ 
    ومصادفة أخرى أن النزيف أصابه يوم الأحد ويوم السبت كان قد أعطى بليغ حمدى أغنية لنجاة وهذه الأغنية كلماتها «كل شيء راح وانقضى واللى بينا خلاص مضى  بس وحياة اللى فات واللى أصبح ذكريات عمرى ما حبيت ولا أتمنيت غيرك انت يا حبيبي».
    لعل شجنه وسمة الحزن لديه  ترجع إلى وفاة أخيه الصغير فى ريعان شبابه بعد تخرجه ويلحق به والده بعد أن كان يزور قبره يوميا ويبكى عليه إلى أن لحق به بعدها بوقت قصير، بالتأكيد كان هذا سببًا فى لمحة الحزن والشجن فى بعض أغانيه.
    •  جنازتان
    بليغ حمدى كان صديقًا عزيزًا لى واستمرت علاقتنا حتى وفاته وكنا نتقابل ففى مرة أقسم لى أن «كل شيء راح وانقضى» أعاد تلحينها 5 مرات لأنه لم يكن راضياً عنها.
    كان هناك أشهر قارئ للكف فى الخمسينيات اسمه جعفر وكان دائما أبى يقيم حفلات ويدعو إليها جعفر على اعتبار أن الفنانين ضيوفه من محبى قراءة الكف وفى آخر حفلة وكانت يوم خميس فقال له «أنا كل مرة أعزمك ولا تقرأ لى الكف» فأخذ جعفر كفه وقرأه له ثم همس له فى أذنه بألا يصدق ما يقال وأن هذا مجرد «أكل عيش» فرآه عبدالحليم حافظ وقال له «بتوشوش إسماعيل بتقول له إيه؟».
     جعفر ذهب لحليم وقال له يا حليم: «مش هييجى خميس تانى على إسماعيل الحبروك» ومات إسماعيل الحبروك فى الثلاثاء الذى تلاه، فقارئ الكف هذا لم يرد أن يخبر إسماعيل الحبروك وقال له إن هذا فقط أكل عيش لمجرد تسلية الضيوف ولكنه تنبأ بوفاته وعبدالحليم هو من أخبرنى بهذه القصة وفى النهاية فقراءة الكف هذه علم وتختلف عن قراءة الفنجان  ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا.
    حسين الحبروك أقيمت له جنازتان واحدة فى دمنهور وكانت جنازة مهيبة وحضرها حتى من لا يعرفه بشكل شخصى، فإذا مرت من أمام محل يغلق صاحبه ليسير وراء الجنازة والأخرى فى القاهرة   وأقيمت مدرسة باسمه هناك وشوارع تحمل اسمه فى القاهرة ودمنهور والإسكندرية •

    _____

    وحيد رمضان أحد ضباط «ثورة يوليو»


    نتيجة بحث الصور عن السفير / وحيد جودة رمضان
    ترك دراسة الطب والتحق بالكلية الحربية وبعد تخرجه سرعان ما صار وحيد الدين جودة رمضان، واحداً من الضباط الأحرار، الذين أخذوا على عاتقهم تطهير الوطن مما أصابه من ظلم واستبداد وتوحش للفساد فقادوا ثورة يوليو، تلك الثورة التى أشاعت زخماً وطنياً فى ربوع مصر والعالم العربى ومثلت منعطفاً مهماً فى تاريخ مصر ما بين عهدين.
    فى البداية اجتمع الفرسان على قلب رجل واحد فنجحت الثورة، وفى النهاية عرف الخلاف طريقه بينهم فتفرقوا شيعاً ومذاهب، ولم يبق منهم فى النهاية سوى عبدالناصر والسادات، وهنا نقف على رواية جديدة مختلفة تماماً أشبه بالمراجعة الشاملة لمسيرة الثورة وحصادها الجميل والمرير أيضاً، وبعض من كواليسها.
    الرواية لواحد من الضباط الأحرار الذى يبلغ من العمر الآن 90 عاماً ومتعه الله بذاكرة حاضرة وروح مشرقة، هو السفير وحيد رمضان، الذى خص «المصرى اليوم» بحديث من نوع خاص.. وإلى نص الحوار:
    ■ كيف بدأت علاقتك بـ«عبدالمنعم عبدالرؤوف»، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين المتهم فى قضية هروب عزيز باشا المصرى؟
    - فى مايو 1941 هرب عزيز باشا المصرى بواسطة طائرة مسروقة من سلاح الطيران، يقودها اليوزباشى طيار عبدالمنعم عبدالرؤوف، ويساعده اليوزباشى طيار حسين ذوالفقار صبرى، وكان عزيز باشا يقصد الهروب إلى بيروت ومنها إلى بغداد لمساعدة «رشيد عالى الكيلانى» فى ثورته ضد الإنجليز فى العراق، لكن الطائرة سقطت بهم فى قليوب، وكان مأمور قسم قليوب تلميذاً لـ«المصرى» حينما كان مديراً لكلية البوليس، الأمر الذى ساعد على نقلهم من قليوب إلى إمبابة فى سيارة المأمور، إلى أن تم القبض عليهم بواسطة البوليس السياسى فى منزل الفنان عبدالقادر رزق، صديق عزيز باشا، ثم اعتقل عبدالمنعم عبدالرؤوف فى سجن الكتيبة الثالثة التى أعمل بها، ولحسن حظى أننى كلفت بحراسته حتى أننى كنت أستبدل الضابط المناوب لحراسته لأقوم بحراسته كل يوم ونشأت بيننا صداقة امتدت بعد الإفراج عنه ليصبح رائداً فى العمل الوطنى، وبعد أن قُدم عزيز باشا المصرى وزميله للمحاكمة العسكرية العليا، ثم الإفراج عنهما فى 7 مارس 1942، بقرار من النحاس باشا، رئيس الحكومة، تقرر نقل عبدالمنعم إلى سلاح الطيران ثم إلى الكتيبة الثالثة بنادق مشاة.
    ■ عرّفك عبدالمنعم عبدالرؤوف على جمال عبدالناصر.. فأين كان هذا اللقاء ومتى.. وهل كان هناك تنظيم سرى آخر داخل الجيش غير الإخوان المسلمين؟
    - تعرفت على اليوزباشى جمال عبدالناصر فى بيت عبدالمنعم عبدالرؤوف فى السيدة زينب قبل اللقاء الذى جمع الـ7 الذين أقسموا على المصحف والمسدس، وهم: عبدالمنعم عبدالرؤوف، وجمال عبدالناصر، وكمال الدين حسين، وخالد محيى الدين، وحسين حمودة، وسعد حسن توفيق، وصلاح خليفة، وكان هذا فى منزل بحى الصليبة بين السيدة زينب والقلعة، وأقسموا جميعاً يمين الولاء لجمعية الإخوان المسلمين، أمام عبدالرحمن السندى، رئيس النظام الخاص بالجمعية، ومن تاريخ هذا اليوم انتشرت الخلايا السرية داخل الجيش، وكان الصاغ محمود لبيب، يلقن الضباط تكتيك العمل السرى وكنت قبل هذا القسم عضواً فى خلية تضم عبدالمنعم عبدالرؤوف وأنور الصيحى مما يعنى أن النواة الأولى للعمل السرى الوطنى داخل الجيش نمت وترعرعت داخل جمعية الإخوان المسلمين ولم تكن هناك تنظيمات أخرى كما ادعى البعض، وما حدث بعد ذلك انسلاخ من جسد جماعة الإخوان.
    ■ هل كانت لك علاقة مباشرة بـ«حسن البنا»؟
    - كان حسن البنا شخصية ساحرة آسرة وتعرفت عليه أثناء العمل السرى فى حديث الثلاثاء، الذى كان يلقيه بمقر الجمعية بالحلمية وكنت أذهب لمكتبه من حين لآخر بصفتى عضواً بالتنظيم السرى لضباط الجيش.
    ■ كان لحادث 4 فبراير أثره السيئ على نفوس ضباط الجيش، فهل كانت غيرة على ما تعرض له ملك البلاد من إهانة أم على كرامة وطن؟
    - حاصر الإنجليز قصر عابدين بالدبابات فى 4 فبراير 1942 وأجبروا الملك على قبول حكومة «النحاس باشا»، بل إن السفير الإنجليزى كانت بيده ورقة تنازل الملك عن العرش، لكن أحمد حسنين طلب من الملك أن يمنحه السفير فرصة واستجاب السفير، وكل هذا فعله الإنجليز لاعتقادهم بأن الملك على صلة بدول المحور عن طريق «يوسف باشا ذوالفقار» سفير مصر بإيران، ووالد الملكة فريدة، وكنت فى ذلك الوقت بالكتيبة الثالثة مدافع ماكينة ويومها استقال القائمقام محمد نجيب من الجيش، وعندما وصلنا إلى القصر خرج علينا أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكى، وطلب منا الهدوء لمصلحة البلد.
    ■ قمت بحراسة الملك فاروق أثناء زيارته فلسطين خلال الهدنة الأولى من حرب 1948، وكنت قد قلت إنك كنت تفكر فى اغتياله؟
    - بدأت حرب فلسطين فى 15 مايو 1948 وعقب الهدنة الأولى، كلفت بحراسة الملك فاروق، وكنا نستقل قطاراً خلال الرحلة التى استغرقت يوماً واحداً، وفعلاً كانت نفسى تحدثنى طوال الرحلة باغتيال الملك، ولكن كيف؟.. إلى أن حانت الفرصة عندما وصلنا إلى مستعمرة «دير سنيد» ووجدت نفسى فى مواجهة الملك وتحت يدى 4 مدافع ماكينة، كانت مخصصة لحراسته وتحت إشرافى، لكننى تراجعت عن الفكرة، لكن ونحن فى طريق العودة حدث أمر كانت له دلالة توحى بقرب الخلاص، فعندما وصلنا رفح استقبل الملك كبار ضباط الجيش وكل من سلم عليه قبّل يده عدا البطل أحمد عبدالعزيز، ولك أن تعرف أننى درست على يديه التاريخ العسكرى بالكلية الحربية.
    ■ قيل إن اللواء «نجيب» كان صاحب بطولات فى حرب 1948، فهل التقيته هناك.. وما مدى صحة إشرافه على بعض العمليات؟
    - كنت أشترك فى معركة «كراتيا» وفوجئت بقائد اللواء الأميرالاى «محمد نجيب بك» يشرف بنفسه على المعركة، وكانت المرة الأولى التى ألتقيه وفى مساء هذا اليوم أُعلنت الهدنة الثانية، وكنت أسمع عن بطولاته، إلى أن رأيته بنفسى يدير العمليات فى الميدان على خلاف أقرانه من الضباط الكبار، رغم أن وجوده فى الصف الأول يعرضه للخطر، وأصيب محمد نجيب 3 مرات أثناء العمليات الحربية وكادت الثالثة تقضى على حياته.
    ■ أنقذت جمال عبدالناصر من موت محقق خلال حصار الفالوجا.. كيف حدث ذلك وأنت قيد تنفيذ حكم الإعدام؟
    - فى نوفمبر 1948 بعد الحكم علىّ مباشرة قضيت فترة داخل خندق بالقيادة وكان معى دائماً صلاح سالم انتظاراً لتنفيذ الحكم، الذى لم ينفذ بسبب الحصار المفروض علينا، وفى ليلتى 27 و28 ديسمبر 1948 كادت قوات اليهود تحتل الجناح الذى تدافع عنه الكتيبة السادسة مشاة ببلدة عراق المنشية، وكان أركان حرب الكتيبة الصاغ جمال عبدالناصر وسمعته من خلال اللاسلكى الذى كان بحوزة «صلاح سالم» يطلب النجدة من «السيد طه»، ويقول: «إذا لم تصلنى النجدة فوراً سأفقد السيطرة على الموقف»، فقلت لـ«صلاح»: «إحنا هانسيب جمال لوحده؟» فقال صلاح: «هنعمل إيه ياوحيد؟» فقلت له: «أنا على استعداد للتطوع وخوض المعركة لإنقاذ عراق المنشية»، فأخذنى إلى السيد طه، برئاسة القوات فوافق على الفور ووفر لى ما طلبته من سلاح وحمالة جنود «سيارة» مدرعة مكشوفة»
    وبالفعل انطلقت إلى كتيبتى وكانت مفاجأة سارة للجنود، أن الملازم ثان «عبدالمجيد شديد» محافظ الدقهلية بعد الثورة، صمم على ألا يتركنى وصحبنى فى خوض المعركة وذهبنا ومعنا شاويش واثنان من الجنود بالحمالة لموقع المعركة، ودعوت الله أن ينصرنا دون أن أعرف أن الدعاء مستجاب وقت الزحف، وفى الطريق كانت قنابل الهاون تتساقط علينا من مدافع العدو إلى أن فوجئت ببعض الجنود يرتدون معاطف الجيش المصرى فناديتهم متسائلاً: أين مواقع اليهود؟ فردوا علىّ بقنبلة يدوية انفجرت أمام الحمالة، وتبادلنا إطلاق النار وقتلناهم وواصلنا السير على طريق مزروع بالتين الشوكى إلى أن وجدنا جمال عبدالناصر يتحصن أمام مخزن تبن ومعه جندى المراسلة، وانفرجت أساريره بقدومنا وقال إن اليهود سيرسلون كتيبة للتعزيز، ستأتى من ثغرة بالتبة السودانية ولو قدرت تسدها سيكون عملاً بطولياً، وتقطع عليه الوصول إلى هنا،
     وبالفعل تقدمنا إلى أن وصلنا إلى سفح التبة واتخذنا مواقع بأعلاها وبدأنا الاشتباك مع العدو وبعد ساعة تقريباً سكنت مدافع اليهود المحتلة التبة، وقمنا بتفقد التبة فوجدناها مغطاة بجثث الإسرائيليين والمصريين والسودانيين وتركت الطاقم فى التبة ونزلت لـ«عبدالناصر» ففرح وهنأنى بهذا العمل البطولى، وأهدانى بندقية تشيكية، وكتب تقرير المعركة بنفسه بخط يده.
    ■ ماذا عما أشيع عن الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين؟
    - ما قيل عن الأسلحة الفاسدة أمر مبالغ فيه، نعم كانت هناك أسلحة كان من المفترض أن تورد للقوات المصرية بفلسطين، إلا أنها كانت تنفجر ذاتياً أو كيميائياً داخل المخازن وكان معظمها من إيطاليا ومخلفات جيوش الحلفاء بالصحراء الغربية، وكان أبرز الموردين القائمقام عبدالغفار عثمان وبعض حاشية الملك، وعلى رأسهم «حسين سرى عامر» وكيل سلاح الحدود فى ذلك الوقت، وأذكر أن الذى فجر هذه القضية «إحسان عبدالقدوس» إذ أمده بعض ضباط الجيش بهذه المعلومات، لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم تصل إلينا بندقية واحدة فى أرض الميدان بفلسطين من هذه الصفقات.
    ■ بعد حرب فلسطين عمل «عبدالناصر» على خلق تنظيم سرى آخر داخل الجيش بعيداً عن الإخوان، فما موقفكم من هذا التنظيم؟
    - بالفعل بدأ جمال عبدالناصر تشكيل تنظيم الضباط الأحرار من جسد الإخوان المسلمين، بعد الانتهاء من حرب فلسطين، وبدأ يطرح سؤالاً على معظم أعضاء التنظيم إنت أحرار ولاّ إخوان؟! ولما سألنى هذا السؤال قلت له ونصحته ألا يسأل مثل هذا السؤال فى ذلك التوقيت، لأن الملك سيقضى علينا قبل أن ننجح فى عملنا، وكان عبدالناصر نشطاً فى تكوين تنظيم يقوده شخصياً ولا يدين بالولاء لـ«الإخوان المسلمين» ولبى عبدالناصر طلبى وكل من كمال الدين حسين وخالد محيى الدين وحسن إبراهيم وبغدادى وصلاح سالم وبعضهم كانوا معه ليلة القسم على المصحف والمسدس أمام عبدالرحمن السندى، زعيم الجهاز السرى لـ«الإخوان»، وبذلك يكونون حنثوا بقسم الإخوان، وللعلم صاحب اسم ضباط الأحرار هو الصاغ «محمود لبيب»، مهندس العمل السرى داخل الجيش،
     وليس كما زعم البعض أن من ابتدع الاسم هو جمال منصور عام 1950، وكان بمناسبة إصدار المنشور الأول للضباط الأحرار، ويؤيد ما قلته سؤال جمال عبدالناصر لنا عام 1949 إنت أحرار ولا إخوان؟ وكان لبيب ومعه صالح باشا حرب ضمن المقاومة السنوسية الليبية ضد الإيطاليين عام 1911، ولما فشلت المقاومة هرب «لبيب» فى غواصة ألمانية إلى تركيا ومكثت بها إلى أن قامت ثورة كمال أتاتورك، وكان الضباط الأتراك الذين عزلوا السلطان عبدالحميد، يطلق عليهم الضباط الأحرار، ومن ثم استلهم محمود لبيب هذا الاسم، لكونه يعطى غطاء أمنياً على تحركنا داخل الجيش بعيداً عن الإخوان المرصودين أمنياً فى ذلك الوقت، المهم عملت مع جمال عبدالناصر دون أن أختلف مع عبدالمنعم عبدالرؤوف.
    ■ قمت بتجنيد بعض الضباط للحركة وكان أبرزهم «يوسف صديق» الرجل الذى اقتحم قيادة الجيش ليلة الثورة وكان سبباً فى نجاحها؟
    - جندت البكباشى يوسف صديق لحركة الضباط الأحرار فى أكتوبر 1951، وسر استجابته لى يتلخص فى ثقته بإخلاصى له، لأننى ذكرته بالخطاب الذى أرسلته إليه بتوقيع مخلص، أنبه فيه للحذر من «رياض مصطفى»، قائد الكتيبة، التى يعمل بها «يوسف» فى منقباد، الذى كان يكن له الحقد لدرجة أنه تعهد للأميرالاى «عبدالرؤوف عابدين»، قائد اللواء، بأنه سيأتيه بـ«صديق» متلبساً بجريمة، فاستجاب لى على الفور، وكان رهانى على «يوسف صديق» صائباً، لأنه فدائى مخلص ينكر ذاته، وكان أستاذى فى الكلية الحربية، ودرست على يديه فنون التكتيك العسكرى، وكان أديباً شاعراً وفيلسوفاً ومتواضعاً وشجاعاً، يحظى بحب كل مرؤوسيه، لأنه كان وطنياً من طراز رفيع،
    ويشهد على ذلك ما قام به ليلة 23 يوليو 1952 عندما رفض العودة إلى ثكناته بالمقدمة التي كانت معه عندما أخبره «عبدالناصر» و«عامر» بأن أمر الحركة انكشف فأبى الرجوع، وقال لهما: سأموت فى مبنى القيادة، ومعلوم بعد ذلك ما فعله البطل الأسطورى وكان فى هذه الليلة فى حالة مرضية سيئة، حيث كانت رئته تنزف دماً، واضطر إلى أخذ حقنة مسكنة فى صيدلية بمصر الجديدة، ويوسف صديق يذكرنى بالبطل الفذ أحمد عبدالعزيز، الذى استشهد فى فلسطين برصاصة مصرية، أتته من الكتيبة السادسة مشاة التى كان رئيس أركانها عبدالناصر، وحدث ذلك كما روى لى صديقى صلاح سالم، الذى كان يصاحبه فى تلك الليلة التى استشهد فيها البطل، حيث كانا يستقلان عربة جيب يقودها صلاح لحضور مؤتمر بالقيادة العامة بفلسطين وأطلقت النيران المصرية عليهما لأنهما لم يكونا يعرفان كلمة سر الليل.
    ■ عملت مع «عبدالحكيم عامر» برئاسة الفرقة الأولى مشاة فى رفح، هل كنت على صلة به قبل ذلك؟
    - تعرفت على الصاغ عبدالحكيم عامر بالقاهرة، أثناء عملى برئاسة اللواء مدافع ماكينة، ومقره ثكنات العباسية، وكان «عامر» رئيس أركان حرب سلاح المشاة، ثم انتقل إلى رئاسة الفرقة الأولى مشاة برفح وطلب نقلى معه، وعملت بمكتب عمليات الفرقة الذى كان يضمنى مع صلاح سالم وعبدالحكيم عامر، وكان يمر علينا كل يوم البكباشى أنور السادات، قائد قسم الإشارة برفح، وكنت لا أتحدث معه كثيراً، لأنه كان لا يعلم أننى ضمن تنظيم الضباط الأحرار، بخلاف «عامر» و«صلاح» وتوثقت الصداقة بينى وبين «عامر»، وحاولت أن أخفف حدة الخلاف بين عبدالمنعم عبدالرؤوف و«عبدالناصر»، فقمت بدعوة عبدالرؤوف وعبدالحكيم عامر على الغداء فى بيتى برفح.
    ■ كان شعار منظمات الشباب من إبداعك.. متى تم تكليفك بقيادة هذه المنظمات وما الهدف من إنشائها؟
    - بعد إنشاء هيئة التحرير وحل الأحزاب فى 17 يناير 1953 كلفنى «عبدالناصر» بقيادة منظمات الشباب، وكانت بدايتى فى العمل السياسى الرسمى، وقبل ذلك فى أغسطس 1952 استدعانى «عبدالناصر» لحضور اجتماعات شعبية لتأييد الثورة ولمخاطبة الشباب إلى أن قرر تكليفى بقيادة منظمات الشباب، وبالفعل وضعت لها شعار «نصر الله، وعزة الوطن وتحرير الفرد لزوم الجماعة»، وكان هذا الشعار يلخص دور المنظمات تقريباً، وأنشأت المكتب الإدارى للمنظمات بالعاصمة والمكاتب الفرعية بالأقاليم، وكان يعاوننى فى هذا العمل د. محمد مندور وعبدالمغنى سعيد والدكتور محمد فتح الله، أستاذ الجامعة، وقمنا بطبع كراسات صغيرة لشرح مبادئ الثورة، ثم نوزعها على فروع المنظمات بأنحاء القطر المصرى، وطغت الجامعات والمدارس والأقاليم، وكنت أعقد الندوات والمؤتمرات للدعوة لاعتناق أفكار الثورة والاصطفاف لتأييدها.
    ■ حذرت «عبدالناصر» فى إحدى زياراتك من «عبدالحميد السراج» وما يفعله بالسوريين فهل كانت لك علاقة بانفصال سوريا عن مصر، وما حقيقة المنشور الذى كان سبباً فى اعتقالك؟
    - كنت ضحية هذا الانفصال، ففى إحدى زياراتى لمصر سنة 1960 زرت «عبدالناصر» وسألنى عن أخبار أوروبا عامة وسويسرا خاصة فأجبته، ولكن أضفت عليه أن الشعب السورى منزعج من الطريقة التى يحكم بها «عبدالحميد السراج» فى سوريا حتى إنهم يطلقون عليه «السلطان عبدالحميد» لكنه قال لى: ومن أين لك بهذه الأخبار، فهل سافرت إلى «دمشق»، فقلت له: لا لكننى أدرس بجامعة «جنيف» ومعى أكثر من 100 طالب سورى، وصلتى بهم طيبة، لدرجة أنهم كانوا يطلقون على المشير عبدالحكيم عامر، المندوب السامى، وقبل الانفصال بشهر انتهت علاقتى بسويسرا، وعدت إلى القاهرة فى أغسطس 1960، وشرعت أنا وأخى لطفى واكد نكتب عريضة بعد الانفصال لعبدالناصر نحذره فيها من أن الذى حدث بسوريا يمكن أن يتكرر فى مصر، ووقعت العريضة فى يد إحدى الجهات العسكرية السيادية فقام سامى شرف، بمساعدة «داوود عويس» مدير مكتب «عامر» فى وزارة الحربية.
    ■ متى وكيف تم الإفراج عنكم.. وهل كان لتجربة السجن تأثير على حياتك فيما بعد؟
    - تم الإفراج عنا فى 14 فبراير 1964 إثر نقاش حاد بين «ميشيل عفلق»، زعيم حزب البعث السورى، وجمال عبدالناصر، حيث اتهمه عبدالناصر بأنه قابلنى فى سويسرا للتآمر على الوحدة، فرد عليه «ميشيل» بحدة قائلاً: لقد التقيت «وحيد رمضان» ومعه 10 من الضباط الأحرار فى القاهرة، للبحث عن صيغة ديمقراطية شعبية لتثبيت أقدام الوحدة، وخرجنا من وزارة الداخلية، وكانت تجربة السجن ثرية استفدت منها كثيراً، خاصة أننى التقيت سيد قطب «بمستشفى طرة»، وكان يرحمه الله يعيش برئة واحدة، وكانت لى معه حكايات تستحق أن تروى، ربما فى موضع آخر، وكنا نتحدث فى كل شىء،
     بداية من الأدب وصولاً إلى الدين، إلا أننا لم نتحدث فى السياسة ألبتة، لأننا كنا نعلم «أن الحيطان لها ودان» وخلال هذه المرة سمعت روايات خطيرة عن طرق التعذيب التى تعرض لها «الإخوان» داخل السجن، الذى نصبت لهم به مذبحة ذات يوم على يد صلاح الدسوقى، محافظ القاهرة فيما بعد، وبعد خروجى من السجن تم إعدام «سيد قطب»، وظنى أنهم لو تركوه لمات وحده، لكن عقلية المستبد تأبى عليه ترك الأمور دون أن تكون بصماته مطبوعة على أوراق القدر، لقد قرأ عبدالناصر كتاب «الأمير لــ«ميكيافيللى» أكثر من 17 مرة كما قال،
    ولا شك أنه استوعب ما فيه جيداً، بدليل أنه تخلص من كل أصدقائه إلا الماكرين منهم، وأشهرهم «السادات، وزكريا محيى الدين» ومن سخرية الأقدار أن الذى أشرف على سيناريو الخلاص من «المشير عامر» هو الفريق محمد فوزى زوج خالة سامى شرف، فوزى هذا هرب ليلة قيام الثورة، وقال لزملائه فى سلاح المدفعية، ليست لى علاقة بما تقومون به، هرب ليلة الثورة، والهارب هذا يصبح فيما بعد القائد العام للقوات المسلحة، وهو أحد مشاهد الكوميديا السوداء التى كانت من تأليف عبدالناصر، الذى قال لنا فى بداية الثورة إنه بحاجة إلى «الجدعان» لنجاح هذه الثورة، ولما نجحت قال:«السجن للجدعان».

    «يوسف صديق»

    الذكرى الـ«104» على ميلاد «يوسف صديق».. التحق بالحربية عام «1933».. اعتقل بواسطة قوات الثورة.. دعا إلى العودة إلى الحياة النيابية بعد نجاح حركة الضباط الاحتياط في 23 يوليو 1952


    يوسف‏ منصور يوسفيوسف‏ منصور يوسف ‏صديق‏ الأزهريإسلام أبوخطوة
     









    يوسف‏ منصور يوسف ‏صديق‏ الأزهري عسكري مصري كان ضمن تنظيم الضباط الأحرار. 

    ولد‏ صديق ‏في‏ ‏قرية‏ ‏زاوية‏ ‏المصلوب‏ ‏التابعة‏ ‏لمركز‏ ‏الواسطي‏ ‏محافظة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏في‏ 3 ‏يناير‏ 1910. والده وجده عملا‏ ‏ضابطين‏ ‏بالجيش‏ ‏المصري‏.‏ والده اليوزباشي منصور صديق شارك بحرب استرداد السودان وقضي جل خدمته بالسودان توفي سنه1911 م. جده يوسف صديق الأزهري كان حاكم كردفان أبان الثورة المهدية قتل خلالها وكل أسرته ولم ينجُ سوي ولداه منصور وأحمد أتم‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏دراسته‏ ‏الأولية‏ ‏بمدرسة‏ ‏الواسطي‏ ‏الابتدائية‏ ‏ثم‏ ‏مدرسة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏الثانوية.

    مشواره العسكري 

    التحق‏‏ ‏بالكلية‏ ‏الحربية‏، ‏وتخرج‏ منها‏ ‏عام‏ 1933، ‏‏تخصص‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏العسكري‏ ‏وحصل‏ ‏على‏ ‏شهادة‏ ‏أركان‏ ‏الحرب‏ ‏عام‏ 1945‏م‏. ‏وبمجرد‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏يوسف‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الثلاثينيات،‏ ‏التحق‏ ‏بإحدى ‏الكتائب‏ ‏بالسلوم‏ ‏وأخذ‏ ‏يمارس‏ ‏نشاطه‏ ‏السياسي‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأحزاب،‏ ‏خاصةً اليسار‏ ‏المصري. قرأ‏ ‏كثيرًا‏ ‏في‏ ‏الاقتصاد‏ ‏والتاريخ، ‏وعندما‏ ‏نشبت‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏الثلاثينيات‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏القتال‏ ‏الدائر‏ ‏بالصحراء‏ ‏الغربية،‏ ‏كما‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ 1948‏، وقاد‏ ‏كتيبته‏ ‏بجرأة‏ ‏نادرة‏ ‏واستطاع‏ ‏أن‏ ‏يحتل‏ ‏نقطة‏ ‏مراقبة‏ ‏على‏ ‏خط‏ ‏الدفاع‏ ‏بين المجدل وأسدود،‏ ‏وكان‏ ‏الضباط‏ ‏يطلقون‏ ‏على‏ ‏المنطقة‏ ‏التي‏ ‏دخلها شريط‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏.

    تنظيم الضباط الأحرار 

    بدأت‏ ‏علاقة‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ بتنظيم‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏عندما‏ ‏تعرف‏ ‏على‏ ‏النقيب‏ ‏وحيد‏ جودة‏ ‏رمضان‏ ‏إبان‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ 1948. ‏وبعدها‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏عرض‏ ‏عليه‏ ‏وحيد‏ ‏رمضان‏ ‏الانضمام‏ ‏لتنظيم‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏فلم‏ ‏يتردد‏ ‏لحظة‏ ‏واحدة‏ ‏في‏ ‏الموافقة. ‏ ‏وقبل الثورة بأيام‏ ‏زاره ‏‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وعبد‏ ‏الحكيم‏ ‏عامر‏ ‏في‏ ‏منزله‏ ‏للتنسيق‏ ‏من‏ ‏أجل الثورة وهكذا‏ ‏قام‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏بدوره‏ ‏في‏ ‏قيام‏ ‏الثورة.‏

    هذا‏ ‏الدور‏ ‏أكده‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ في العيد العاشر للثورة حينما تحدث في خطابه بهذه المناسبة عن دور يوسف صديق في الثورة وقصة اعتقاله بواسطة قوات الثورة وسعادته لرؤية يوسف صديق الذي فك أسره على الفور وكذلك أكد دوره الريادي في تنفيذ الثورة كل ‏من‏ ‏‏‏اللواء محمد‏ ‏نجيب‏ ‏وعبد‏ ‏اللطيف‏ البغدادي‏ ‏وجمال‏ ‏حماد‏ ‏وحمدي‏ ‏لطفي‏ ‏في‏ ‏مذكراتهم‏ ‏التي‏ ‏جاءت‏ ‏مطابقة‏ ‏لمذكرات‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏.

    دعوتة لعودة الحياة النيابية 

    عقب‏ ‏نجاح‏ ‏حركة‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏دعا‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏عودة‏ ‏الحياة‏ ‏النيابية‏، ‏وخاض‏ ‏مناقشات‏ ‏عنيفة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الديمقراطية‏ ‏داخل‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏.‏ ويقول‏ ‏يوسف‏ ‏عن‏ ‏تلك‏ ‏الخلافات‏ ‏في‏ ‏مذكراته‏:

    "‏كان‏ ‏طبيعيا‏ً ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏عضوًا‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة،‏ ‏وبقيت‏ ‏كذلك‏ ‏حتى ‏ ‏أعلنت‏ ‏الثورة‏ ‏أنها‏ ‏ستجري‏ ‏الانتخابات‏ ‏في‏ ‏فبراير‏ 1953، ‏غير‏ ‏أن‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏بدأ‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏يتجاهل‏ ‏هذه‏ ‏الأهداف،‏ ‏فحاولت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مرة‏ ‏أن‏ ‏أترك‏ ‏المجلس‏ ‏وأعود‏ ‏للجيش‏ ‏فلم‏ ‏يُسمح‏ ‏لي‏ ‏بذلك، ‏حتى ‏ ‏ثار‏ ‏فريق‏ ‏من‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏على‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏ ‏يتزعمه‏ ‏اليوزباشي‏ محسن‏ ‏عبد‏ ‏الخالق ‏وقام‏ ‏المجلس‏ ‏باعتقال‏ ‏هؤلاء‏ ‏الثائرين‏ ‏ومحاكمتهم،‏ ‏فاتصلت‏ ‏بالبكباشي‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وأخبرته‏ ‏أنني‏ ‏لا يمكن‏ ‏أن‏ ‏أبقي‏ ‏عضوًا‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏وطلبت‏ ‏منه‏ ‏أن‏ ‏يعتبرني‏ ‏مستقيلا‏ً، ‏فاستدعاني‏ ‏للقاهرة‏، ‏ونصحني‏ ‏بالسفر‏ ‏للعلاج‏ ‏في‏ ‏سويسرا‏ ‏في‏ ‏مارس‏ 1953".‏

    وعندما‏ ‏وقعت‏ ‏أزمة‏ ‏فبراير‏ ‏ومارس‏ ‏عام‏ 1954، ‏طالب‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏في‏ ‏مقالاته‏ ‏ورسائله‏ ‏لمحمد‏ ‏نجيب‏ ‏بضرورة‏ ‏دعوة‏ ‏البرلمان‏ ‏المنحل‏ ‏ليمارس‏ ‏حقوقه‏ ‏الشرعية‏، ‏وتأليف‏ ‏وزارة‏ ‏ائتلافية‏ من ‏قبل‏ ‏التيارات‏ ‏السياسية‏ ‏المختلفة‏ ‏من‏ ‏الوفد‏ ‏و الإخوان‏ ‏المسلمون‏ ‏والاشتراكيين‏ ‏والشيوعيين،‏ ‏وعلى‏ ‏أثر‏ ‏ذلك‏ ‏اعتقل‏ ‏هو‏ ‏وأسرته، ‏وأودع‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏الحربي‏ ‏في‏ ‏أبريل‏ 1954، ‏ثم‏ أُفرج‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏مايو‏ 1955 ‏وحددت‏ ‏إقامته‏ ‏بقريته‏ ‏بقية‏ ‏عمره إلى أن توفي في ‏31 ‏مارس‏ 1975.