Translate

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

قطوف الأدب من كلام العرب 6

82=

.
ذكر أن امرأةً من قريش كان بينها وبين رجلٍ خصومة، فأهدت إلى عمر فخذ جزور، ثم خاصمته إليه فتوجه الحق، والحكم عليها، فقالت يا أمير المؤمنين: افصل بيننا، كما يفصل فخذ الجزور فقضى عليها، ثم قال: إياكم والهدايا فإنها تذل الأعناق


83-


ونأخذ للبردوني أبيات من قصيدة "اجتماع طارئ للحشرات" التي يتطرق فيها لعدم جدوى الاجتماعات، بما فيها مؤتمرات القمة العربية، وتشكيل اللجان:
قرّروا في الجلسة الأولى بأن يصلوا ما مات بالأمس انقطاعا
وأرتأوا أن لا تدور الأرض أن تلبس الشمس إزاراً وقناعا
أن يبيعوا العصر كي يسترجعوا زمناً من قبل أن يلقوه ضاعا
قرروا في الجلسة الوسطى بأن يطبخوا الليل ويعطوه الجياعا
شكّلوا بين الأفاعي لجنة أسكتوا بين الصراصير النزاعا
وأقاموا بعد هذا حفلة أنفدوا فيها دم الليل اجتراعا
وبإعلان البيان اقتنعوا غير أن الصمت لم يُبدِ اقتناعا
وبهذا اختتموا أعمالهم وابتدت سلطانة القمل الوداعا

84-

وإليك هذه الأبيات التي لا تحتاج لتعليق لأحمد مطر:
كلب والينا المُعظّم عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لاُعدم
عندما أثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي قد تسمّم

85-
الرشـــــــــــــــــيد والبرمكية 

حكي ان امرأة دخلت على هارون الرشيد وعنده جماعه من وجوه اصحابه فقالت :يا امير المؤمنين اقر الله عينك وفرحك بما اعطاك لقد حكمت فقسطت فقال :من تكونين ايتها المرأة؟ فقالت من آل برمك ممن قتلت رجالهم واخذت اموالهم فقال :اما الرجال فقد مضى فيهم قضاء الله واما المال فمردود اليك ثم التفت الى الحاضرين من اصحابه وقال: اتدرون ما قالت هذه المرأة فقالوا:ما نراها قالت الا خيرا , قال: ما اظنكم فهمتم ذلك اما قولها اقر الله عينك اي اسكتها عن الحركة واذا سكتت العين عن الحركة عميت واما قولها وفرحك الله بما اعطاك اخذته من قوله تعالى "حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة" واما قولها :حكمت فقسطت اخذته من قوله تعالى "واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا"

86-

وقد اجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقال لهم : أيكم القائل
فلما تحساها وقفنا كأننا ~~ نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا

قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
إذا نــزلت دون اللهاة من الفتى ~~ دعا همه عن صدره برحيل

قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
فتمشت في مفاصلهم ~~ كتمشي الــبرء في السقم

قالوا أبو نواس قال : فهو أشعركم

87-



قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.

دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.

ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم

حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.

تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .

فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.

وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .

وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .

ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .

فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.

فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين

وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.

ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل

الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.

فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .

فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك

هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,

ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه .
88-

( الأصمعي وصوت صفير البلبل ) 


قيل أنه : (أي الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور ) كان يحفظ الشعر من مرة واحدة وله مملوك يحفظه من مرتين وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات وكان بخيلاً جداً حتى أنه كان يلقب بالدوانيقي ( أبو الدوانيق ) 
قال الرواي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبن منه غير عينيه وجاء الخليفة وقال : إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة فقال :يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ماهي مكتوبة عليه فأنشد الأصمعي هذه القصيدة 


صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً 
وأنت يا سيدي دلي 
وسيدي وموللي
وكم وكم تيمني 
غزيل عقنقل 


قال الراوي : فلم يحفظها الملك لصعوبتها ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها احد منهما فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته فقال : يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاة ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها .
فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنها ذهباً فنفذ مافي خزينته من المال فأخذه وانصرف فلما ولّى قال الخليفة : يغلب على ظني أن هذا الأصمعي فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته قال" يا أمير المؤمنين إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك " .
89-



الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.

وكان له صديق يدعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.

في إحدى السهرات العائلية قال هذا للشاعر الإمام العبد: 

كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:


لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد 

..اجاب الشاعر...لكن هذا البيت في القصيدة عينها اشد روعة وهو: 


ما كنت احسبني أحيا الى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود

90-


نادرة من نوادر أحد الشعراء وسرعة بديهتهم، ألا وهو أمير الشعراء: أحمد شوقي:

حدث عندما كان شوقي منفيا فى أسبانيا أن استقل الأوتوبيس هو وابنه حسين ، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء ، يعلق سلسلة ذهبية بصدره ، وفى فمه سيجار ضخم ، ثم ما لبث أن استسلم للنوم فى ركن من السيارة ، وراح يغط فى غطيطا مزعجا ، وصعد نشال شاب وسيم ، وهم أن يخطف السلسلة الذهبية ، ولكنه أدرك أن شوقي يراه ، أشار النشال إليه إشارة برأسه مؤداها : هل أخذها ؟. أجابه شوقي برأسه أيضا: خذها ، فنشلها الشاب ونزل. . .

ولم يكد الشاب يترك السيارة حتى التفت الابن إلى والده شوقي وقال: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم ؟أجاب شوقي: شئ عجيب يا بنى ! لو كنت مقسما للحظوظ فلمن كنت تعطى السلسلة الذهبية ؟ كنت تعطيها عملاقا دميما أم شابا جميلا؟ فقال الابن : كنت سأعطيها للشاب الجميل أجاب شوقي ببساطة : ها هو أخذها

91-

يُقال أن ابن الرومي الشاعر العباسي ادركه الصيام في شهر (اغسطس) فصام رمضان الا انه وصف معاناة الحر والعطش فقال :

شهر الصيام مبارك *** (ما لم يكن في شهر آب!!)

الليل فيه ساعة *** (ونهاره يوم الحساب)!

خفت العذاب فصمته *** (فوقعت في نفس العذاب)!


2-

دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :

تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال

علي اليوم نذر من صيام *** فأشرق وجهه مثل الهلال


93-

* ومنه ان ابن العميد علم ان قاضيا افطر خطأ في اول رمضان .. وصام خطأ ايضا في اول ايام عيد الفطر .. فقال فيه :

يا قاضيا .. بات اعمى *** عن الهلال السعيد

افطرت في رمضان *** وصمت في يوم عيد

94-


* ومن ذلك قول (البحتري) وهو يمدح الخليفة ويهنئه بشهر الصوم وبعيد الفطر:

بالبر صمت وانت افضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بيوم الفطر عيدا .. انه *** يوم اغر على الزمان مُشهر


  1. 95-

    قال ابن عبدربه في هجاء بخيل :

    لا يفطر الناس من اكله *** لكنه صوم لمن افطرا

    في وجهه من لؤمه شاهد *** يكفي به الشاهد ان يخبرا

    لم يعرف المعروف أفعاله*** قط كما لم ينكر المنكرا

    96-


    * ومنه قول احد الشعراء الظرفاء ممن يولعون بالطعام والشراب ولكن رمضان يمنعه منهما .. فراح ينتظر هلال شوال بفارغ الصبر :

    قل لشهر الصيام انحلت جسمي *** ان ميقاتنا طلوع الهلال

    اجهد الآن كل جهدك فينا *** سنرى ما يكون في شوال!

    97-



    ذكر محمد بن أحمد الترمذي قال: كنت عند الزجاج أعزيه بأمه وعنده الخلق من الرؤساء

    والكتاب إذ أقبل ابن الجصاص فدخل ضاحكاً وهو يقول:
    الحمد لله قد سرني والله يا أبا إسحاق ...

    فدهش الزجاج ومن حضر وقيل له: يا هذا كيف سرك ما غمه وغمنا .....

    فقال: ويحك بلغني أنه هو الذي مات فلما صح عندي أنها هي التي ماتت سرني ذلك.
    فضحك الناس جميعاً.

قطوف الأدب من كلام العرب 5

61-
يقول الشاعر أحمد شوقي في الثقلاء:
سقت الثقيل من السفينة في الدجى .. فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع النهار أتت به ..... نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه كما أتاني سالما ........ لم أبتلعه لأنه لا يهضم



62-

وقال أعرابي يذكر غرماء له:

جاؤوا إليّ غضابا يلغطون معا=يشفي أذاتهم أن غاب أنصاري
لما أبوا جهرة إلا ملازمتي=أجمعت مكرا بهم في غير إنكار
وقلت إني سيأتيني غدا جلبي= وأن موعدكم دار ابن هبار
وما أواعدهم إلا لأربثهم=عني فيحرجني نقضي وإمراري
وما جلبت إليهم غير راحلة=تخدي برحلي وسيف جفنه عاري
إن القضاء سيأتي دونه زمن=فاطو الصحيفة واحفظها من الفار


63_

أبيات للقراءة فقط ولسنا مقتنعين بها، بل علينا أن نغير النظرة لما تحتويها:

من كانَ يملكُ درهمينِ تعلمتْ = شفتاه أنواعَ الكلامِ فقالا
وَتقَدَّمَ الفصحاءَ فاستمعوا له = ولرأيتُه بين الورى مُخْتالا
لولا دراهمُهُ التي في كيسِهِ = لرأيته شَرَّ البريةِ حالا
إِن الغنيَّ إِذا تكلمَ كاذباً = قالوا: صدقْتَ وما نطقْتَ مُحالا
وإِذا الفقيرُ أصابَ قالوا: لم = يُصِبْ وكذبْتَ ياهذا وقُلْتَ ضلالا
إِن الدراهمَ في المواطنِ كُلِّها = تكسو الرجالَ مَهابةً وجلالا
فهي اللسانُ لمن أرادَ فصاحةً = وهي السلاحُ لمن أرادَ قِتالا


64-


جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ =لاحَ عِزريلُ منذراً وقريبا
وتصدى لها فصدتْ وقالتْ= قبحَ الشيخُ أن يكون حبيبا
قال هذا المشيبُ نورٌ فقالتْ =أوقدوا في السراجِ هذا المشيبا
قال إني أبو العجائبِ قالتْ =وعجيبٌ أن لا تكون عجيبا
يا أبا الهولِ يا أخا الهرمِ الأك= برِ حسبي فقد كفاكَ عيوبا
يا نذيرَ المماتِ يا وجعةَ القل=بِ متى كنتَ للقلوبِ طبيبا
أنتَ كالبدرِ غيرَ أنكَ ممحو= قٌ وكالشمسِ أوشكتْ ان تغيبا
وجديرٌ بمن يؤملُ في المو =تِ حياةً يحيى بها أن يخيبا


56-

ولأبي إسحاق الصابي في البق:

وليلةٍ لم أذق من حرها وسناً= كأن في جوها النيران تشتعل
أطاف بي عسكرٌ للبق ذو لجب= ما فيه إلا شجاعٌ فاتكٌ بطل
من كل شائلة الخرطوم طاعنةٍ= لا تحجب السجف مسراها ولا الكلل
طافوا علينا وحر الشمس يطبخنا= حتى إذا نضجت أجسادنا أكلوا


66-


من أملح ما قيل في ذم الطفيلي قول السلمي:

لو طبخت قدرٌ بمطمورةٍ = بالشام أو أقصى حدود الثغور
وأنت بالصين لوافيتها = يا عالم الغيب بما في القدور


67-
إذا ما جئتَ أحمدَ مستميحاً ... فلا يغررك منظرهُ الأنيقُ
له عرفَ وليس لديه عرفٌ ... كبارقةٍ تروق ولا تريقُ
فما يخشى العدوُّ لهُ وعيداً ... كما بالوعدِ لا يثقُ الصديقُ

68-
يقول الشاعر 
أسعد رستم (شاعرلبناني)
والمعذرة ممن عنده عذر التمشيط

لصديقنا في رأسه صحراء جفت فلا عشب بها أو ماء
وكانها الميدان من بعد الوغى فنيَ الجميع فما بها أحياء
كصحيفة البلوْر يلمع سطحهاولها بياض ناصع وضياء
في الليل لا يحتاج قنديلاً فمِن اشراقها تتبدد الظلماء
ولقد سمعناه يقول ودمعه يجري فيعمي مقلتيه بكاء
كم من دوا للشعر قد جربته يوما فراح سدى وظل الداء
يا حسرتي ذهب الشباب وكان لي فيه مآثرُ جمةٌ غراء
أسفاه مالي في الحياة مطامع فأنا وسكان القبور سواء
قلنا له مهلاً لم هذا البكا فاسمع ففي هذا الكلام عزاء
ان زال شعرك وابتليت بصلعة فلأن فيك نباهة وذكاء
فأجاب لا شرفاً اريد ولا علا هل لديكم للشعور دواء
قلنا نعم زبل يرش فإنما بالزبل تحيا الروضة الغناء


69-

قال ابن الرومي ويا شدما أضحكتني هذه الأبيات:

لو تلّففتَ في كساء الكسائي = وتلبست فروة الفرّاءِ
وتخّللتَ بالخليل وأضحى = سيبويه لديك رهنَ سباءِ
وتكوّنتَ من سوادِ أبي الأسودِ شخصاً , يُكنى أبا السوداءِ
لأبى الله أن يعدّكَ أهل العلـمِ إلا من جملة الأغبياءِ


70-
كان أبو الفتح كشاجم يمتلك سكينًا نفيسةً لبري الأقلام، فطمع فيها كاتبٌ أديبٌ فسرقها فرثاها أبو الفتح بقصيدةٍ منها الأبيات التالية:

يا قاتل الله كتاب الدواوين = ما يستحلون مِن سرْق السكاكين
لقد دهاني لطيف منهمو خَتِل = في ذات حد كحد السيف مسنون
فابتزنيها، ولم أشعر به عبثًا = ولستُ- لو ساءني ظنٌّ- بمغبون
كانت تقوم أقلامي وتنحفها = بريًا، وتسخطها قَطّا فترضيني
هيفاء مرهفةً، بيضاء مذهبةً = قال الإله لها- سبحانه- كوني
كأنها حين يشجيني تذكرها = في القلب مني، وفي الأحشاء تفريني




71-
للشاعر المصري محمود غنيم عندما دعاه أحد أصدقائه مرة إلى مأدبة في سفح الهرم، وذبح له ديكاً هزيلاً، فلم ينج هذا الصديق من مداعبات الشاعر، فكتب قصيدة يقول فيها:

يا صاح مالك والكرم=

البخل طبعك من قدم

شهدت ببخلك ليلة=

قمراء في سفح الهرم

تباً لديكك يا أخي=

هضم الحديد وما انهضم

ديك هزيل الجسم=

تركله الجرادة بالقدم

في دولة الأدياك كان=

من السعاة أو الخدم

خلناه في الأطباق=

رسماً بالمداد وبالقلم

جلد يحيط بأعظم=

لا لحم فيه ولا دسم



72.
قال أعرابي يصف ليل البراغيث:):

ليلُ البراغيث أعياني وأنصبني ... لا بارك الله في ليل البراغيثِ
كأنهنّ وجلدي إذ خلونَ به ... قضاةُ سوءٍ أعاثوا في المواريثِ


73-


أحد شعراء العصر العباسي الأول هو الشاعر أحمد بن يوسف الكاتب كان له صديقاً؛ وكان لصديقه هذا أخ اسمه عبدالحميد، كان الشاعر لا يحبه، وكان يصارح صديقه بهذا الشعور. وكان لصديقه هذا ببغاء نفقت، فأنشد يواسيه في فقد الببغاء مع الإشارة لأخيه:
أنت تبقي ونحن طرّا فداك أحسن الله ذو الجلال عزاكا
فلقد جلّ بخطب دهر أتانا بمقادير أتلفت ببغاكا
عجباً للمنون كيف أتتها وتخطّت عبدالحميد أخاكا
كان عبدالحميد أصلح للموت من الببغاء وأولي بذاكا
شملتنا المصيبتان جميعاً: فقدنا هذه ورؤية ذاكا

74-

واشتري الشاعر فواز حجّو تذكرة يانصيب آملاً أن يفوز بالجائزة، بل خطّط في أحلام يقظة لمرحلة ما بعد الفوز من مشاريع وأعمال تجارية. ولما لم يحالفه الحظ كتب نصاً سمّاه "ورقة يانصيب وأحلام زبّال" جاء فيه:
عقدت عليك آمالي ورحت أجرّ أذيالي
وقلت غداً ستثريني وتصلح فيك أحوالي
وأربح فيك جائزة تعبيء جيبي الخالي
وأبني ألف مشروع وألفي مصنع آلي
وتصبح ثروتي العظمي تضاهي ثروة الوالي
ولكن يا لسوء الحظ خابت فيك آمالي
وحين أفقتُ من حلمي وعدتُ لواقعي الحالي
وجدت فخامتي الحمقاء عليها ثوب زبّال

75-


ومن الشعراء الصعاليك أبو الحسين الجّزار، الذي كانت لوالده زوج عجوز اعتقد أنها السبب في هلاكه، فأنشد:
أذابت كلي الشيخ تلك العجوز وأردته أنفاسها المرديه
وقد كان أوصي لها بالصداق فما في مصيبته تعزيه
لأني ما خلت أن القتيل يوصي لقاتله بالديه


76-

وكتب جورج صيدح (1893-1978م) مدافعاً عن صلعته:
صلعة الخير لا أصابتك عين من عيون الحساد
إن لي صلعة أجلّ من الشيب وأحري بمدحة القراظ
يشتهي المشط أن يمر عليها بخطوط دقيقة أو غلاظ
ما أنا الأصلع الوحيد فيهجو صلعتي كل شاعر مغتاظ

77-


ودخل أحد أصدقاء الشاعر أبو العباس النامي، أحد شعراء العصر العباسي، عليه، فرأي آخر شعرة سوداء في رأسه، وأبدي ملاحظته تلك. فأجابه: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، وقال:
رأيت في الرأس شعرة بقيت سوداء تهوي العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروِّعها بالله ألا رحمت غربتها
فقلّ لبث السوداء في وطن تكون فيه البيضاء ضرتها

78-


أما بيرم التونسي (1893-1961) فقد كتب يلخص حادثة في أبيات طريفة:
حطّوا الغفير علي الدكان يحرسه فباعه جملة لا بيع قطاعي
جاء الحرامي له ليلاً وقاوله علي الذي فيه من مال وأبضاع
والصبح جاء إلي الدكان صاحبه فلم يجد غير السقف والقاع
قال المعاون شغل ليس تعرفه فاللص لا يسرق المستيقظ الواعي


79-


وقال كمال الدين بن الأعمى، من شعراء العهد الأيوبي، يذم داراً سكنها:
دارٌ سكنت بها أقل صفاتها أن تكثر الحسرات من حشراتها
الخيرُ عنها نازح متباعد والشر دانٍ من جميع جهاتها
وبها خفافيش تطير نهارها مع ليلها ليست علي عاداتها
وبها قراد لا اندمال لجرحها لا يفعل المِشراط مثل أداتها
وبها من الجرذان ما قد قصرت عنه العتاق الجرذ في حملاتها
وبها خنافس كالطنافس أفرشت في أرضها وعلت علي جنباتها

80-


كذلك، شكا أبو بكر الصولي، من شعراء العصر العباسي الثاني، من البق والبراغيث التي عاشت معه في داره:
قد مُنينا بهنات هُن من شر الهنات
نافراتٌ آمرات قلقاتٌ مقلقات
سافكاتٌ لدماء الناس منها شاربات
معنا في الفراش والقمص علينا واثبات
باسطاتٌ باحثاتٌ صائداتٌ قاتلات
طعنها في الأبدان من طعن الكُماة
إضافة لتصوير الأمر بأبيات ساخرة، اقتبس الشاعر السجع الذي ورد في الآية الكريمة "عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات سائحات ثيبات وابكارا"

81-

وكان بين الشاعرين السوريين سعيد قندقجي وعلي دمّر مبادلات شعرية ساخرة. نزلا ذات مرة في غرفة واحدة في فندق في دمشق. وكان من عادة سعيد النوم متاخرا ومن عادة علي النوم مبكراً والاستيقاظ مبكرا، وكان يغيظه طبع صديقه فكتب ذات مرة يخاطبه وهو نائما:
يا جملا مُمددا اليوم تصحو أم غدا
قد ضج من شخيرك الفندق وارتاع العِدا
تشخر من فوق ومن تحت ترجّ الأعمدا
وإن تقلبت عوي السرير يبغي منجدا
وإن أتي الجرسون ولي هارباً مرتعدا
قم يا سعيد إن صبر الناس خوفا نفدا
حديقة الحيوان تشكو النقص تبغي عددا



قطوف الأدب من كلام العرب 4


46-


أخرجَ الحجاج رجلاً من سجنِه ليعاقبَه، فقال له: سمنت يا غضبان قال: الرفد والرفعة، والخفض والدعة، ومن يكن ضيف أمير المؤمنين يسمن، قال: لأحملنك على الأدهم، قال: مثل الأمير أعزه الله يحمل على الأدهم والورد والمكيث، قال: إنه حديد قال: لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً. قال: اضربوا به الأرض، قال: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) قال: جروه قال: (بسم الله مجراها ومرساها) قال: احملوه على الأيدي فلما حمل، قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) فضحك الحجاج، وقال: غلبنا هذا الحديث الخبيث، خلوه إلى صفحي عنه، قال: (فاصفح عنهم وقل سلام) .


47-

وضع المأمون طعاماً، وكان عنده أعرابي، فقال: يا أعرابي، هلم، قال: إني صائم، فاختلفت الألوان، فرأى جدياً مشوياً
فغسل يده، فقال له المأمون: ألم تقل إنك صائم، قال: أقدر على صيام يوم واحد، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا

48-


وروي عن عمر بن الخطاب، أنه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: لا تغالوا صدقات النساء؛ فإنه لا يبلغني عن أحد، أنه ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سيق إليه، إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، فقامت امرأة طويلة فقالت: ليس لك ذلك يا أمير المؤمنين، قال: ولم؟ قالت: كتاب الله أحق أن يتبع أم قولك؟ قال: كتاب الله، قالت: فإن الله تعالى يقول: (وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً) فقال عمر رضي الله عنه: امرأة أصاب، ورجل أخطأ، ثم قال: كنت نهيتكم عن أن تغالوا صدقات النساء، فليفعل كل واحد في ماله ما أحب

 49 -

لما تولى الحجاج شؤون العراق، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وسألهم: من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج ؟


فقال الأول :


أنا ابن الذي دانت الرقاب لهما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة يأخذ من مالها ومن دمها

فأمسك عن قتله، وقال لعله من أقارب الأمير .

وقال الثاني :


أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يومًا فسوف تعود
ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره فمنهم قيام حولها وقعود


فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب

وقال الثالث:


أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما إذا الخيل في يوم الكريهة ولت


فترك قتله وقال :

لعله ابن أحد شجعان العرب
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم،
فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك ..
فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه:
علموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم .

ثم أطلقهم وأنشد:


كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي




50-
يحكى ان شاعرا اقدم على طلب يد امرأه يحبها ولم يعرف ما يخبئ له القدر منها.
ذالك أنها كانت من أجمل نساء القريه فرفضت طلبه فألح عليها أن يعرف السبب. فقالت له ببيت من الشعر :

يا خليلي وانت خير خليل ... أرأيت راهبا بلا دليل
أنت ليل وكل حسناء شمس... واجتماعك بك من المستحيل

فعاد خائبا فرأه صديقه الشاعر فعلم منه مصيبته وهون عليه ببيت من الشعر قائلا له:

هي الشمس مسكنها في السماء*** فعز الفؤاد عزاءا جميلا
فلن تستطيع اليها الصعود***** ولن تستطيع اليك النزولا



51-
يروي الزبيدي "أنَّ الكسائي أقبل على أبي يوسف، قال: يا أبا يوسف هل لك في مسألة؟ قال: نحو أو فقه؟ قال: بل فقه، فضحك الرشيد حتى فحص برجله، ثم قال: تلقي على أبي يوسف فقهاً؟ قال: نعم، قال: يا أبا يوسف ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق أن دخلت الدار؟ قال: إنْ دخلت الدار طُلقت. قال: أخطأت يا أبا يوسف، فضحك الرشيد، ثم قال: كيف الصواب؟ قال: إذا قال: أنْ، فقد وجب الفعل، وإذا قال: إنْ فلم يجب، ولم يقع الطلاق، قال: فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أنْ يأتي الكسائي"
52-

قيل لطفيلي: ما أبغض الطعام اليك؟ قال: القريض «2» . قيل له: ولم ذا؟ قال:
لانه يؤخر إلى يوم آخر

53-

!طفيلي وزنادقة حملوا للمأمونأمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سمّوا له بالبصرة؛ فجمعوا، وأبصرهم طفيلي، فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع! فانسلّ فدخل وسطهم، ومضى بهم المتوكلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعدّ لهم، فدخلوا الزورق، فقال الطفيلي: هي نزهة! فدخل معهم، فلم يكن بأسرع من أن قيّدوا وقيّد معهم الطفيلي، ثم سير بهم إلى بغداد، فأدخلوا على المأمون، فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا، فيأمر بضرب رقابهم، حتى
وصل إلى الطفيلي وقد استوفى العدّة، فقال للموكلين: ما هذا؟ قالوا والله ما ندري، غير أنا وجدناه مع القوم، فجئنا به. فقال له المأمون: ما قصتك ويلك؟
قال: يا أمير المؤمنين، امرأته طالق إن كان يعرف من احوالهم شيئا، ولا مما يدينون الله به؛ إنما انا رجل طفيلي رأيتهم مجتمعين فظننتهم ذاهبين لدعوة! فضحك المأمون وقال: يؤدّب! وكان ابراهيم بن المهدي قائما على رأس المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي ذنبه،
فعفا عنه وأطلقه.

54-

ومرّ طفيليّ بقوم يتغدّون، فقال: سلام عليكم معشر اللئام! فقالوا: لا والله، بل كرام. فثنى رجله وجلس، وقال: اللهم اجعلهم من الصادقين واجعلني من الكاذبين

ردا على قصيدة شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا
يقول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:

شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً = من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله = كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة = مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى = وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً = مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته = أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي = ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى = وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه = رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة = ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إنَّ المعلم لا يعيش طويلا



56-

ودار خراب بها قد نزلت .. ولكن نزلت إلى السابعة
فلا فرق مابين أن أكون ... بها أو أكون على القارعة
وأخشى بها أن أقيم الصلاة .. فتسجد حيطانها الراكعة
إذا ماقرأت إذا زلزلت ...... خشيت بأن تقرأ الواقعة


57-


أتعس الشعراء لمصطفى الحدري:

آه لتلك الليلة الليلاءِ=قضيتها في محنة وبلاءِ

هجم البعوض عليّ هجمة ظالم=وأهانني باللسع والإيذاء

يشوي الوجوه بلسعه فكأنه=وفد الجحيم يهمُّ بالأحياء

ما عن تقى زرت المساجد سحرة=لكنما خوفاً من الثقلاء

هجمت علي جموعهم بشراسة=فخرجت من داري بغير حذاءِ

إن أختبئ تحت اللحاف فإنني=لابد مختنقٌ لفقد هواءِ

وإذا خرجتُ أماتني بطنينه=وهجوم أسراب من الغوغاء

جمعوا مظاهرة عليّ وأضربوا=فكأن بيتي مجلس الوزراء

وأمين عاصمتي ينام بقصره=خلواً من الأعباء والأرزاء

يا ليتها علِقت به حتى يرى=ماذا يعاني أتعس الشعراء

58-

يقول الشاعر ابن سودون، الذي عاش في القرن 16 في ديوانه: "نزهة النفوس ومضحك العبوس"، الذي جاء فيه تلك الأبيات، التي تكمن مفارقتها في أن موضوعها هو اللا شيء:
كأننا والماء من حولنا قومٌ جلوس حولهم ماءُ
والأرضُ أرضٌ والسماءُ سماءُ والماءُ ماءٌ والهواءُ هــواءُ
والبحرُ بحرٌ والجبالُ رواسخ والنورُ نورٌ والظلامُ عمـاءُ
والحرُ ضد البرد قولٌ صادق وجميع أشياء الورى أشياءُ

59-

كتب بعض الشعراء أشعاراً ساخرة في حكام سفهاء، انشغلوا عن مصالح الرعية بتوافه الأمور، كبيتي أبو الطيب الطاهري في خليفة من خلفاء العصر العباسي كان ينفق كثيراً من وقته في صيد البط:
طال غزو الأمير للبط حتي ما له من عاداته إقفال
فهنيئاً له هنيئا مريئا كل قرن لقرنه قتــّال

60--


وأنشد أبو علي القالي (901-967م) يبدي عرفانه لثوبه الشتائي:
جزاك الله خيرا من كساء فقد أدفأتني في ذا الشتاء
فأمك نعجة وأبوك كبش وأنت الصوف من غزل النساء