منع نشر مقال لـ العوا يطالب بإلزام بيشوي بالاعتذار
القاهرة: أعلنت صحيفة "المصري اليوم" المصرية المستقلة أمس الأول، رفضها نشر مقال ثانٍ للمفكر الاسلامي الدكتور محمد سليم العوا، رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار. والمقال يتناول أسباب الاحتقان بين المسلمين والأقباط ويفند من خلاله المقابلة التي تمت بين البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والتي جرت الاسبوع الماضي. وذكرت الصحيفة التي يعد رجل الاعمال المسيحي ساويرس احد كبار الممولين لها في بيان أنه لا يجب أن تنتصر "شهوة" الصحافة على الاعتبارات الوطنية، مبررة عدم نشره أولاً باعتبارات المساحة، وثانياً لـ "وقف المساجلات في قضية شديدة الخطورة على استقرار المجتمع". وكشف مكتب العوا لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن الصحيفة رفضت نشر مقاله المعنون "الكنيسة... والوطن (2)" بحجة أنه "طويل". وأفاد بأن العوا "قام باختصار نحو 1000 كلمة من المقال، وحذف بعض الجمل التي اعتُرض عليها، ولكن الصحيفة استمرت في رفضه دون إبداء سبب واضح"، فقرّر نشره على موقعه الخاص على شبكة الإنترنت. وقال العوا في مقاله الممنوع من النشر في "المصري اليوم": إن "الجرح الذي سببته تصريحات بيشوي مازال مفتوحاً"، وأصر على قيام البابا شنودة بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلزام بيشوي بـ "الاعتذار الصريح عن تصريحاته، حتى يتجنب الوطن زلزالاً لا يُبقي ولا يذر". وكان الأنبا بيشوي اعتبر أن مسلمي مصر ضيوف على الأقباط أصحاب الأرض، كما زعم أن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه أضاف آيات للقرآن تهاجم المسيحيين عقب وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. في هذه الأثناء، أكد مصدر كنسي اتخاذ البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية قراراً بالصمت، تجاه ازدياد حدة التوتر الطائفي الذي عبّر عنه تظاهر آلاف المواطنين المصريين ضد الكنيسة، وذلك أمام مسجد الفتح في منطقة رمسيس في قلب القاهرة أمس الأول، عقب انتهاء شعائر صلاة الجمعة. وقال المصدر الكنسي للـ "الجريدة": إن "البابا شنودة الثالث أكد أنه لن يظهر خلال الفترة المقبلة في وسائل الإعلام". وكان آلاف المصريين قد تظاهروا في محيط مسجد الفتح الكبير بميدان رمسيس عقب صلاة الجمعة الماضية، وسط انتشار ما يزيد على خمسة آلاف جندي وضابط من مختلف القطاعات الأمنية سيطروا على ميدان رمسيس والجلاء وأول شارع الجمهورية والشوارع الأخرى المتفرعة من الميدان. وطالب المتظاهرون خلال هتافاتهم بمحاكمة الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنسية بسبب هجومه على القرآن الكريم وتشكيكه في بعض آياته. كما طالبوا بإطلاق سراح الأسيرات من سجون الكنيسة وانتقاد البابا شنودة، حيث قاد المظاهرة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر وحامل نجمة سيناء من رئاسة الجمهورية . وخطب الشيخ سلامة في المتظاهرين بكلمة ثائرة هاجم فيها القيادات الكنسية التي أبدت ـ حسب قوله ـ استهتارا بالمشاعر الإسلامية وصلت إلى حد الطعن في القرآن، ودعا إلى فتح أبواب الكنائس للرقابة الأمنية وسيادة القانون أسوة بالمساجد ، ولضمان عدم تكديس أي أسلحة أو مواد محظور تداولها داخل الكنائس . في سياق متصل، قررت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" وقف بث قناة "البدر" بدعوى مخالفتها الضوابط والشروط المرخص لها بالعمل. وصرح مصدر مسؤول بالشركة بأن القناة "خالفت خلال الفترة الأخيرة العديد من الضوابط والشروط المصرح لها لاستخدامها في بث برامجها"، وذلك في إشارة لاستضافة القناة في بعض برامجها شيوخا وجهوا نقدا للكنيسة المصرية على خلفية طعن الرجل الثاني في الكنيسة في صحة القرآن الكريم وما تلاه من نقد مجمع البحوث بالأزهر لهذا الرجل. يذكر أن قناة البدر انطلقت عام 2007 كقناة عامة ذات صبغة دينية، وتقدم برامج اجتماعية وبرنامج "ملفات ساخنة جدا" وبرنامج "قضايا المرأة العربية". وهي قناة دينية اجتماعية ثقافية أردنية مصرية تبث برامجها من العاصمة المصرية القاهرة، وهي ملكية مشتركة لكل من الأردني نبيل بدر والمصري محمد مقبل. جانب من مقال العوا..
نشرت صحيفة "الدستور" المستقلة في عددها الصادر اليوم الاحد مقال الدكتور العوا الذي رفضت نشره "المصري اليوم"، وكان مما جاء فيه، ما نصه:
.. أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي: "آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية".
والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغني بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن.والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني عن المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية علي جميع رجال الكنيسة قادر علي إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدي البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقي الجرح مفتوحًا حتي تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولي، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر. فإذا أبي الأنبا بيشوي ذلك، فإنه لا يبقي أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له: "الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين".. "آل عمران: 60-61". ثم سأل الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلي التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: "المسألة الأولي بدأت من مشكلات كاميليا... هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا علي مستوي البلد كله... لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها... المسألة تطورت من فرد معين إلي هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلي أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا... حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا"، وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله "كان هناك جرح متبادل" رد عليه البابا بحزم: "الجرح مش متبادل.. أرجوك».
"الواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدي إلي تغيير الأجواء؟ بأن المسألة "بدأت من مشكلات كاميليا" إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلي الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة.
وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلي الكنيسة كانت السيدة وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلي الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون، وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتي اليوم.
وقد ثار شباب ورجال أقباط علي بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة علي رجال الأمن فأصيب منهم 55 من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب علي الصحفيين.
وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلي تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية.
وتزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلي الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلي الكنيسة في مارس 2005 طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين هما الآن تحت سيطرتنا.
وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلي زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون.
كان تسليم المسْلِمات إلي الكنيسة، وإصرارها علي ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم "وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط، ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء علي رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!".
كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتي اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر.
وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولي في تاريخ الإسلام ، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهي عنه نهيًا قاطعًا "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلي الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن..." "الممتحنة:10".
مقابلة العوا في "الجزيرة"
كانت تصريحات العوا فى برنامج "بلا حدود" بقناة "الجزيرة" قبل حوالي اسبوعين قد أثارت موجات من الهجوم القبطي الشديد عليه. وتحدث العوا فى الحلقة التى تناولت أوضاع الأقباط والمسلمين وتصريحات الأنبا بيشوى، التى أشار فيها إلى أن المسلمين ضيوف على الأقباط فى مصر، والاستعداد للاستشهاد حتى لا تخضع الأديرة للدولة" عن العلاقة بين الطرفين وقال إنها علاقة طيبة وأخوية منذ 14 قرنا. وردا على سؤال من مقدم البرنامج أحمد منصور عن واقعة ضبط جوزيف بطرس الجبلاوى واتهامه بجلب متفجرات من إسرائيل وإخفائها فى مطرانية بورسعيد، واستدل منصور ببلاغ نبيه الوحش المحامى، ونقل المذيع عن الوحش القول إن "الحادثة تعزز من الاتهامات الرائجة بتحول العديد من الأديرة إلى مخازن للسلاح والمتفجرات". وجاءت إجابة العوا بأنه يأسى ويأسف لهذه الواقعة، لأن عائلة الجبلاوى أصدقاء طفولة للعوا نفسه. وأضاف فى إشارة إلى بطرس الجبلاوى: "السلاح الذى يأتى به القبطى لكى يخزنه فى الكنيسة لا معنى له إلا أنه استعداد لاستعماله ضد المسلم"، واستنكر عدم تتبع وسائل الاعلام لهذه القضية كما تتابع جميع القضايا. وكان أكثر من مائة محام مصري، أعربوا في بيان لهم عن تأييدهم لتصريحات العوا التي أشار فيها إلى وجود حالة من الفتنة بسبب عدم الشفافية في التعامل مع الكنيسة بشأن ما يتردد من تخزين أسلحة بالكنائس والأديرة . وأكد البيان تأييده لتصريحات العوا التي أدلى بها مؤخرا في برنامج على قناة "الجزيرة" ، قائلا :" إنه تحدث باسم مصر محذراً بلسان المحب للشعب المصري وليس مهددا بترحيل النصارى الضيوف على المسلمين كما قال بعض المسيحيين "، وذلك في إشارة إلى تصريحات أطلقها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس. وكان الأنبا بيشوي أطلق تصريحات قال فيها إنه على استعداد للاستشهاد في مواجهة أي سيناريو يرمي إلى تفتيش الأديرة ، واصفًا الأقباط بأنهم "أصل البلد" وأن المسلمين مجرد "ضيوف عليهم" ومهددا بترحيل المسلمين من مصر باعتبارهم ضيوفا عليها. ورد بيان المحامين المصريين على تصريحات الأنبا بيشوي بالقول :" إنه في الوقت الذي تخالف فيه الكنيسة القانون وتتحدى الدولة باحتجاز مواطنات مصريات بغير حق ، يتزايد الغلو والتطرف عند البعض في الكنيسة المصرية حتى وصل تبجح أحدهم أن يصرح أن المسلمين ضيوف في بلدهم ووطنهم". وحذر البيان من استمرار ما أسماه التطرف الكنسي وتحديه للدولة والمسلمين والذي بدا واضحا في الحملة التي شنها بعض المسئولين بالمجلس الملي على العوا لأنه حذر من تغول هذا التطرف الكنسي وخطورته على أمن مصر ، كما حذر البيان من ضعف الدولة في بسط سيادتها أمام هذا التغول الكنسي الذي "يهدد مصر". وأكد المحامون الذين برروا تضامنهم مع العوا باعتباره محاميا في المقام الأول أنهم كانوا يتمنون أن تخرج الكنيسة لتعلن أن كنائسهم وأديرتهم جاهزة لمن يريد أن يفتش ومفتوحة لمن يتهمهم بمخالفة القانون حتى يظهر صدق كلام العوا من عدمه. تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش : الأحد , 3 - 10 - 2010 الساعة : 8:47 صباحاً توقيت مكة المكرمة : الأحد , 3 - 10 - 2010 الساعة : 11:47 صباحاً |
قصة اختراع عيد المولد النبوي
لما واجه الفاطميون صعوبات عديدة في بلاد المغرب، وكثر عليهم الثوار والخارجون، أراد خلفاء الدولة الفاطمية البحث لهم عن مكان جديد يكون موطئ قدم لعرش وكرسي دولتهم، وكانت أنسب الأماكن المرشحة لذلك هي "مصر"، لما كان لها من مكان متميز وسابقة في الإسلام، وأيضًا لوجود اضطرابات داخلية فيها وفي الدولة العباسية ككل، وبالفعل استطاع جوهر الصقلي قائد جيوش المعز الفاطمي أن يدخل مصر في شعبان سنة 357هـ، واستمر لمدة أربعة سنوات يشيد مدينة "القاهرة" ودخل المعز القاهرة في شعبان سنة 361هـ.
- كان المعز الفاطمي شخصية شديدة الذكاء، أدرك أن عليه مهمة صعبة في أرض مصر لاختلاف العقائد، فأهل مصر سُنّة، لا مكان بينهم للشيعة أو الباطنية أو الإسماعيلية، وأدرك المعز أنه سوف يلاقي صعوبات جمة، ففكر في وسيلة يستميل بها قلوب العامة وأهل مصر حتى يروج أمره عليهم، فرأى أن أقرب السبل للوصول لرضا أهل مصر هو عمل شيء يدل على الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت، لما كان عند أهل مصر من ميل لهم واعتقاد فيهم، فأحدث المعز الفاطمي بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وجعله مقدمًا على عيدي الفطر والأضحى! وأغدق فيه بالأموال والعطايا على الفقراء، وعلّق الزينات، وأقام الولائم، وسيّر المواكب العظيمة والجند الكثيرة بالأعلام والأبواق، فاستولى بتلك الاحتفالات والشعائر على قلوب العامة وفتنهم، وواكب تلك الاحتفالات وجود حالة من ا لقحط والجوع عند أهل مصر؛ فاستفادوا مما يوزع من هبات وصدقات وطعام وشراب، ووافقوا على هذه البدعة النكراء التي دخلت بلاد المسلمين على يد الفاطميين، وكان المعز يحتفل بالمولد أول الأمر في ثامن الشهر، ثم حدث خلاف على تعيين اليوم، فصار يقيمه سنة في الثامن، وسنة في الثاني عشر من ربيع أول.
- استمرت هذه البدعة قائمة في مصر في دولة الفاطميين لا تعرف إلا عندهم فقط، حتى تسربت في القرن السادس الهجري لأحد أمراء الدولة الأيوبية، وهو المظفر أبو سعيد بن زين الدين كوكبري صاحب مدينة أربل، وكان له آثار حسنة وأفعال طيبة، ولكنه كان له ميل شديد للصوفية، فاستطاع أحدهم أن يدخل عليه بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فاعتنى كوكبري بأمر المولد وبالغ في الاحتفال به، وكان يصنع طعامًا كثيرًا حتى إنه كان يمد سماطًا للطعام فيه خمسة آلاف رأس غنم مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، وثلاثين ألف صحن حلوى، وكان ينفق على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، ولقد صنف له بعض المشايخ مجلدًا في فضل المولد النبوي، سماه: "التنوير في مولد البشير النذير"؛ فأعطاه كوكبري عليه ألف دينار. ومن مدينة أربل انتشر الاحتفال بالمولد النبوي لسائر بلاد المسلمين؛ لأن الناس ـ وخاصة الصوفية ـ كانوا يفدون على مدينة أربل من كل مكان ثم يعودون لبلادهم ليقيموا بها تلك الاحتفالات البدعية.
- مما سبق يتضح لنا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة تمت عقب القرون الثلاثة الفاضلة؛ وأن أول من أحدثها هم الفاطميون، وعداوتهم للمسلمين معلومة معروفة، وأيضًا كان الدافع لعقد تلك الاحتفالات البدعية سياسيًا في المقام الأول لكسب ود أهل مصر. منقول.
لما واجه الفاطميون صعوبات عديدة في بلاد المغرب، وكثر عليهم الثوار والخارجون، أراد خلفاء الدولة الفاطمية البحث لهم عن مكان جديد يكون موطئ قدم لعرش وكرسي دولتهم، وكانت أنسب الأماكن المرشحة لذلك هي "مصر"، لما كان لها من مكان متميز وسابقة في الإسلام، وأيضًا لوجود اضطرابات داخلية فيها وفي الدولة العباسية ككل، وبالفعل استطاع جوهر الصقلي قائد جيوش المعز الفاطمي أن يدخل مصر في شعبان سنة 357هـ، واستمر لمدة أربعة سنوات يشيد مدينة "القاهرة" ودخل المعز القاهرة في شعبان سنة 361هـ.
- كان المعز الفاطمي شخصية شديدة الذكاء، أدرك أن عليه مهمة صعبة في أرض مصر لاختلاف العقائد، فأهل مصر سُنّة، لا مكان بينهم للشيعة أو الباطنية أو الإسماعيلية، وأدرك المعز أنه سوف يلاقي صعوبات جمة، ففكر في وسيلة يستميل بها قلوب العامة وأهل مصر حتى يروج أمره عليهم، فرأى أن أقرب السبل للوصول لرضا أهل مصر هو عمل شيء يدل على الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت، لما كان عند أهل مصر من ميل لهم واعتقاد فيهم، فأحدث المعز الفاطمي بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وجعله مقدمًا على عيدي الفطر والأضحى! وأغدق فيه بالأموال والعطايا على الفقراء، وعلّق الزينات، وأقام الولائم، وسيّر المواكب العظيمة والجند الكثيرة بالأعلام والأبواق، فاستولى بتلك الاحتفالات والشعائر على قلوب العامة وفتنهم، وواكب تلك الاحتفالات وجود حالة من ا لقحط والجوع عند أهل مصر؛ فاستفادوا مما يوزع من هبات وصدقات وطعام وشراب، ووافقوا على هذه البدعة النكراء التي دخلت بلاد المسلمين على يد الفاطميين، وكان المعز يحتفل بالمولد أول الأمر في ثامن الشهر، ثم حدث خلاف على تعيين اليوم، فصار يقيمه سنة في الثامن، وسنة في الثاني عشر من ربيع أول.
- استمرت هذه البدعة قائمة في مصر في دولة الفاطميين لا تعرف إلا عندهم فقط، حتى تسربت في القرن السادس الهجري لأحد أمراء الدولة الأيوبية، وهو المظفر أبو سعيد بن زين الدين كوكبري صاحب مدينة أربل، وكان له آثار حسنة وأفعال طيبة، ولكنه كان له ميل شديد للصوفية، فاستطاع أحدهم أن يدخل عليه بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فاعتنى كوكبري بأمر المولد وبالغ في الاحتفال به، وكان يصنع طعامًا كثيرًا حتى إنه كان يمد سماطًا للطعام فيه خمسة آلاف رأس غنم مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، وثلاثين ألف صحن حلوى، وكان ينفق على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، ولقد صنف له بعض المشايخ مجلدًا في فضل المولد النبوي، سماه: "التنوير في مولد البشير النذير"؛ فأعطاه كوكبري عليه ألف دينار. ومن مدينة أربل انتشر الاحتفال بالمولد النبوي لسائر بلاد المسلمين؛ لأن الناس ـ وخاصة الصوفية ـ كانوا يفدون على مدينة أربل من كل مكان ثم يعودون لبلادهم ليقيموا بها تلك الاحتفالات البدعية.
- مما سبق يتضح لنا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة تمت عقب القرون الثلاثة الفاضلة؛ وأن أول من أحدثها هم الفاطميون، وعداوتهم للمسلمين معلومة معروفة، وأيضًا كان الدافع لعقد تلك الاحتفالات البدعية سياسيًا في المقام الأول لكسب ود أهل مصر. منقول.