[[ترجمة الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى]]
وفى الجبرتى أن من دمنهور، العالم العلامة أوحد الزمان وفريد الأوان الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهورى المذاهبى. ولد بها سنة إحدى ومائة وألف، وقدم الأزهر وهو/صغير. وكان يتيما فاشتغل بالعلم وجال فى تحصيله واجتهد فى تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة ومعرفة فى فنون غريبة، وأفتى على المذاهب الأربعة، وألف الكتب العديدة، وكان يدرس بالمشهد
الحسينى فى رمضان. وولى مشيخة الجامع الأزهر بعد موت الشيخ السجينى، وهابته الأمراء لكونه قوّالا للحق أمارا بالمعروف، وقصدته الملوك من الأطراف، وهادته بهدايا فاخرة. حج سنة سبع وسبعين ومائة وألف مع الركب المصرى، ولما وصل مكة أتى إليه رئيسها وعلماؤها لزيارته، وبعد حجه وعوده مدحه الشيخ الأدكاوى بقصيدة يهنيه فيها بذلك يقول فيها:
فقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت … صدورنا حين صح العود للوطن
قرأ-المترجم-على أفقه الشافعية فى زمنه، الشيخ عبد ربه بن أحمد الديوى، شرح المنهج وشرح التحرير، وقرأ على الشهاب الخليفى نصف المنهج، وشرح ألفية العراقى فى المصطلح. وعلى الشنوانى شرح التحرير والمنهج وإيساغوجى وشرح الأربعين لابن حجر، وشرح الجوهرة لعبد السلام. وأخذ عن الشمس الغمرى شرح البهجة الوردية لشيخ الإسلام، وشرح الرملى على الزبد والمواهب للقسطلانى، وسيرة كل من ابن سيد الناس والحلبى. وقرأ على الشيخ عبد الجواد المرحومى ألفية ابن الهائم فى الفرائض بشرحها لشيخ الإسلام وشباك ابن الهائم. وعلى الشيخ عبد الجواد الميدانى الدرة والطيبة، وشرح السعد على أصول الشاطبية لابن القاصح
وغير ذلك. وعلى الشيخ عبد الله الكنكسى الألفية والتوضيح وشرح السلم وشرح مختصر السنوسى مع حاشية اليوسى والمطول والمختصر للسعد، والخزرجية والكافى وألفية العراقى … وغير ذلك. وعلى الفقيه الشيخ محمد عبد العزيز الزيادى الحنفى متن الهداية، وشرح الكنز للزيلعى، والسراجية فى الفرائض … وغير ذلك. وعلى السيد محمد الريحاوى متن الكنز والأشباه والنظائر، وشيئا من المواقف من مبحث الأمور العامة. وأخذ عن الزعترى الميقات والحساب والمجيب والمقنطرات والمنحرفات، وشيئا من اللمعة. وعلى السحيمى منظومة الوفق المخمس وروضة العلوم. وعلى الشيخ سلامة الفيومى أشكال التأسيس. وعلى عبد الفتاح الدمياطى رسالة فى العمل بالكرة.
وللمترجم شيوخ أخر كالشهاب أحمد بن الخبازة، والشيخ حسام الدين الهندى، وحسين أفندى الواعظ، والشيخ محمد الفاس.
وأما مؤلفاته فهى كثيرة جدا منها:
حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون، ومنتهى الإرادات فى تحقيق الاستعارات، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، والفتح الربانى بمفردات ابن حنبل الشيبانى، وطريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب الإمام الأعظم، وإحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد، والرقائق الألمعية على الرسالة الوضعية، وعين الحياة فى استنباط المياه، والأنوار الساطعات على أشرف المربعات- وهو الوفق المئينى-، والقول الصريح فى علم التشريح، وإقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة، والزهر الباسم فى علم الطلاسم، ومنهج السلوك فى نصيحة الملوك، والكلام السديد فى تحرير علم التوحيد، وبلوع الأرب فى اسم سيد سلاطين العرب .... وغير ذلك، وغالبها رسائل صغيرة الحجم منثورة ومنظومة.
توفى المترجم عاشر شهر رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف، وكان منزله ببولاق فخرج بمشهد حافل وصلى عليه بالأزهر، ودفن بالبستان، عليه رحمة الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق