Translate

السبت، 3 مايو 2025

الشيخ محمد بن على الشمس الدمنهورى و الشيخ عبد الرحمن الحلبى الدمنهورى

[[ترجمة الشيخ عبد الرحمن الحلبى الدمنهورى]]

قال السخاوى فى الضوء اللامع (١): هو عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن أحمد ابن عبد الواحد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن جابر التاج ابن فقيه حلب الشهاب الأذرعى الدمنهورى الشافعى. ولد بحلب سنة تسعة وخمسين وسبعمائة، فحفظ القرآن والمنهاج وتفقه بحلب ثم بالقاهرة على الشرف ابن غنوم وغيره، وما قدم القاهرة إلا بعد أن درس فى الأسدية بحلب. ثم ولى قضاء دمنهور الوحش زمنا، وكان فاضلا كيسا مشاركا فى العلوم مستحضر الأشياء حسنة، كتب الخط الحسن، وقال الشعر الجيد، وحدث فسمع منه الفضلاء. ومات فى يوم الثلاثاء العشرين من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بدمنهور، وروى عنه المقريزى فى عقوده وغيرها: أن أباه قال له: إنه رأى فى منامه رجلا وقف أمامه وأنشده:

كيف نرجو استجابة لدعاء … قد سددنا طريقه بالذنوب

قال فأنشده إرتجالا:

كيف لا يستجيب ربى دعائى … وهو سبحانه دعانى إليه

مع رجائى لفضله وابتهالى … واتكالى فى كل خطب عليه

ا. هـ.

[[ترجمة الشيخ محمد بن على الشمس الدمنهورى]]

وفيه أيضا (٢)، أن منها الشيخ محمد بن على بن عبد الرحمن بن عيسى بن أحمد ابن محمد الشمس الدمنهورى، ثم الفوّى الفخارى نسبة لبيع الفخار. ولد بدمنهور عظيم وأوراد عظيمة فى الليل، جميل المعاشرة حلو اللسان، كثير الحياء والأدب، لا يكاد يرفع رأسه فى وجه جليسه. فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله وأن ينفعنا ببركاته آمين. ا. هـ.عظيم وأوراد عظيمة فى الليل، جميل المعاشرة حلو اللسان، كثير الحياء والأدب، لا يكاد يرفع رأسه فى وجه جليسه. فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله وأن ينفعنا ببركاته آمين. ا. هـ.  ونشأ بها، فقرأ القرآن واشتغل بالفقه على ابن الخلال وجماعة، وكتب عن السراج الأسوانى شيئا من نظمه وجلس ببلده لتعليم الأطفال فانتفع به، ومن نظمه:

إذا ما قضى الله فكن صابرا … وما قدر الله لاتنأ عنه

وكن حامدا شاكرا ذاكرا … فربى هو الكل والكل منه

وقوله: «إذا ما قضى الله» هو بحذف ألف الله التى قبل الهاء للوزن.

ونعم الرجل صلاحا وخيرا وأنسا. مات قريب الستين بعد الثمانمائة ظنا.

ا. هـ.


[[ترجمة الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى]]

 



[[ترجمة الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى]]

وفى الجبرتى أن من دمنهور، العالم العلامة أوحد الزمان وفريد الأوان الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهورى المذاهبى. ولد بها سنة إحدى ومائة وألف، وقدم الأزهر وهو/صغير. وكان يتيما فاشتغل بالعلم وجال فى تحصيله واجتهد فى تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة ومعرفة فى فنون غريبة، وأفتى على المذاهب الأربعة، وألف الكتب العديدة، وكان يدرس بالمشهد

الحسينى فى رمضان. وولى مشيخة الجامع الأزهر بعد موت الشيخ السجينى، وهابته الأمراء لكونه قوّالا للحق أمارا بالمعروف، وقصدته الملوك من الأطراف، وهادته بهدايا فاخرة. حج سنة سبع وسبعين ومائة وألف مع الركب المصرى، ولما وصل مكة أتى إليه رئيسها وعلماؤها لزيارته، وبعد حجه وعوده مدحه الشيخ الأدكاوى بقصيدة يهنيه فيها بذلك يقول فيها:

فقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت … صدورنا حين صح العود للوطن

قرأ-المترجم-على أفقه الشافعية فى زمنه، الشيخ عبد ربه بن أحمد الديوى، شرح المنهج وشرح التحرير، وقرأ على الشهاب الخليفى نصف المنهج، وشرح ألفية العراقى فى المصطلح. وعلى الشنوانى شرح التحرير والمنهج وإيساغوجى وشرح الأربعين لابن حجر، وشرح الجوهرة لعبد السلام. وأخذ عن الشمس الغمرى شرح البهجة الوردية لشيخ الإسلام، وشرح الرملى على الزبد والمواهب للقسطلانى، وسيرة كل من ابن سيد الناس والحلبى. وقرأ على الشيخ عبد الجواد المرحومى ألفية ابن الهائم فى الفرائض بشرحها لشيخ الإسلام وشباك ابن الهائم. وعلى الشيخ عبد الجواد الميدانى الدرة والطيبة، وشرح السعد على أصول الشاطبية لابن القاصح

وغير ذلك. وعلى الشيخ عبد الله الكنكسى الألفية والتوضيح وشرح السلم وشرح مختصر السنوسى مع حاشية اليوسى والمطول والمختصر للسعد، والخزرجية والكافى وألفية العراقى … وغير ذلك. وعلى الفقيه الشيخ محمد عبد العزيز الزيادى الحنفى متن الهداية، وشرح الكنز للزيلعى، والسراجية فى الفرائض … وغير ذلك. وعلى السيد محمد الريحاوى متن الكنز والأشباه والنظائر، وشيئا من المواقف من مبحث الأمور العامة. وأخذ عن الزعترى الميقات والحساب والمجيب والمقنطرات والمنحرفات، وشيئا من اللمعة. وعلى السحيمى منظومة الوفق المخمس وروضة العلوم. وعلى الشيخ سلامة الفيومى أشكال التأسيس. وعلى عبد الفتاح الدمياطى رسالة فى العمل بالكرة.

وللمترجم شيوخ أخر كالشهاب أحمد بن الخبازة، والشيخ حسام الدين الهندى، وحسين أفندى الواعظ، والشيخ محمد الفاس.

وأما مؤلفاته فهى كثيرة جدا منها:

حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون، ومنتهى الإرادات فى تحقيق الاستعارات، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، والفتح الربانى بمفردات ابن حنبل الشيبانى، وطريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب الإمام الأعظم، وإحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد، والرقائق الألمعية على الرسالة الوضعية، وعين الحياة فى استنباط المياه، والأنوار الساطعات على أشرف المربعات- وهو الوفق المئينى-، والقول الصريح فى علم التشريح، وإقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة، والزهر الباسم فى علم الطلاسم، ومنهج السلوك فى نصيحة الملوك، والكلام السديد فى تحرير علم التوحيد، وبلوع الأرب فى اسم سيد سلاطين العرب .... وغير ذلك، وغالبها رسائل صغيرة الحجم منثورة ومنظومة.

توفى المترجم عاشر شهر رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف، وكان منزله ببولاق فخرج بمشهد حافل وصلى عليه بالأزهر، ودفن بالبستان، عليه رحمة الله.




 

[(دمنهور)]

فى كتاب تقويم البلدان لأبى الفداء أنها، بفتح الدال المهملة، وفتح الميم، وسكون النون ثم هاء مضمومة وواو وراء مهملة.ر شيرول الفرنساوى فيما كتبه على مصر أن: خليج الإسكندرية يمر بح

وهى فى الشرق والجنوب عن الإسكندرية، وهى قاعدة البحيرة، ولها خليج من خليج الإسكندرية، وهى على مرحلة من الإسكندرية، وهذه تعرف بدمنهور الوحش، وإليها تنسب الثياب الدمنهورية.

ودمنهور أيضا: قرية أخرى بين الفسطاط وإسكندرية، تعرف بدمنهور وحشى.

ودمنهور أيضا: قرية ثالثة من نواحى القاهرة، وتعرف بدمنهور شبرى، ودمنهور الشهيد. ا. هـ.

وفى دفاتر التعداد مثل ذلك، إلا أن المذكور فيها دمنهور الوحش فى كل منهما، ولكن قول أبى الفداء هو الأقرب للصواب لأجل المغايرة بينهما. وبالبحث قد عثرنا على قرية رابعة تسمى بهذا الاسم، وهى فى مديرية أسيوط، بين بنى شقير ومنفلوط.

ذات نخيل ومساجد.


ثم إن دمنهور الوحش هى دمنهور البحيرة، وإنما أضيف اسمها إلى الوحش لأن بقربها محلا كان يسمى بذلك، وكانت أيضا فى السابق تسمى يتم انهور كما فى بعض كتب التواريخ.

وكانت فى القرن السابع عامرة جيدة الأبنية، وكانت تنقل منها الأقمشة الدمنهورية إلى الجهات، وهى واقعة على خليج إسكندرية، وبينها وبين الإسكندرية نحو مرحلة.

وكانت فى القرن السابع من الهجرة عامرة جيدة الأبنية فتهدمت بزلزلة سنة ٧٠٢ من الهجرة، على ما ذكره المقريزى فى كتاب السلوك، وذكر فى الخطط فى باب كنائس النصارى: أنه فى سنة ٧٢١ فى يوم الأحد ثالث يوم الجمعة الذى حصل فيه هدم كنائس القاهرة ومصر، ورد الخبر من الأمير بدر الدين يلبك المحسنى والى الإسكندرية أنه، لما كان يوم الجمعة تاسع ربيع الآخر بعد صلاة الجمعة حصل للناس انزعاج وخرجوا من الجامع، ووقع الصياح: «هدمت الكنائس»؛ فركب
المملوك من فوره فوجد الكنائس قد صارت كوما وعدتها أربع كنائس، وأن بطاقة وقعت من والى البحيرة بأن كنيستين فى مدينة دمنهور قد هدمتا والناس فى صلاة الجمعة من هذا اليوم.

وقد جدد السلطان برقوق أسوار دمنهور فى سنة ٧٩٢ هجرية، وكان فيها وجاق من الينكشارية، على ما ذكره السياح برون.، وهى واقعة على خليج إسكندرية، وبينها وبين الإسكندرية نحو مرحلة.

وكانت فى القرن السابع من الهجرة عامرة جيدة الأبنية فتهدمت بزلزلة سنة ٧٠٢ من الهجرة، على ما ذكره المقريزى فى كتاب السلوك، وذكر فى الخطط فى باب كنائس النصارى: أنه فى سنة ٧٢١ فى يوم الأحد ثالث يوم الجمعة الذى حصل فيه هدم كنائس القاهرة ومصر، ورد الخبر من الأمير بدر الدين يلبك المحسنى والى الإسكندرية أنه، لما كان يوم الجمعة تاسع ربيع الآخر بعد صلاة الجمعة حصل للناس انزعاج وخرجوا من الجامع، ووقع الصياح: «هدمت الكنائس»؛ فركب
رى مدينة دمنهور على بعد ألف ومائتى متر أو ألف وخمسمائة متر، وماء النيل يصل إليها من خليج مخصوص ينتهى إلى خليج الإسكندرية فوق قرية فلاقا.

وقال العالم سنونى فى سياحته فى مصر: إن دمنهور مدينة كبيرة، إلا أنها غير جيدة البنيان، فإن أكثرها من الطوب النئ، وهى محل البك-أى حاكم البحيرة- والكاشف، وهى مركز تجارة القطن المتحصلة من البلاد المجاورة.

وقال الأب سيكادو بويل: إن هذه المدينة هى التى كانت تسمى قديما هرموبوليسبروا، خلافا لمن زعم أنها محل منيلاوس العتيقة، ولمن زعم أن هرموبوليس محلها الآن الرحمانية.

قال كترمير: الحق القول الأول، لأنه المعوّل عليه عند الأقباط وهم أعلم ببلدهم.

ولا يعارض هذا القول استرابون أن مدينة هرموبوليس كانت على شاطئ النيل مع أنها الآن على/بعد منه، ومن خليج الإسكندرية، لأن الخليج الذى كان يوصل ماء النيل إلى الإسكندرية كان منفصلا عن النيل بقرب مدينة شابور.

وكان لدمنهور خليج مخصوص ينتهى إلى خليج الإسكندرية، ويغلب الظن أن هذا الخليج كان موجودا زمن الرومانيين، وأما جزء خليج الإسكندرية الموصل إلى الرحمانية فهو حادث بعد استرابون. ومعنى كلمتى يتم انهور وهرموبوليس واحد وهو مدينة هوروس، والكلمة الثالثة الرومانية ترجمة للأولى القبطية، وأما مدينة منيلاوس التى تكلم عليها استرابون فكانت على يمين خليج كانوب وقاعدة لخط منيلايت-وهى كلمة قبطية أيضا لا يونانية-فإن منيلايت اليونانى لم يبن بمصر قط. وفى بعض كتب القبط سميت هذه المدينة بموعد الأشياء، وأن الأروام حرفوها كما حرفوا أسماء كثيرة من المقدسين وغير ذلك بأسماء من عندهم لتنسب إلى بلادهم، من ذلك قولهم أن مدينة كانوب اسمها مشتق من اسم ريس سفينة منيلاوس، وأن مدينة سايس- وهى صا الحجر-بناها الأثينيون، وليس الأمر كذلك.

والمعروف الذى لا ينكره أحد من المؤرخين أن سكروب الذى أسس مدينة أثينه أصله من مدينة صا الحجر كما برهن على ذلك العالم شميت، من أهالى برن، فى رسالة ألفها بخصوص المهاجرين إلى مصر وتوطنوا أثينه. ا. هـ.

ثم إن دمنهور البحيرة الآن مدينة كبيرة، وهى مركز مديرية البحيرة، وكانت فى الزمن الأول ثمان بلاد: شبرى، والدمنهورية، وقرطسة-بلد الحبشى-، ونقرهة، وسكتيده، وهذه الخمسة هى الموجودة الآن، وأما الثلاثة الآخر فمنها:

بلدة كانت تسمى طموس، ومحلها الآن محل أبى الريش، بينه وبين دمنهور نحو خمسمائة متر، ومنها: بلدة كانت تسمى الأتلة، وبلدة كانت تسمى قراقص وقد عدمتا. فأما شبرى دمنهور: فهى فى غربى السكة الحديد على شمال الذاهب إلى الإسكندرية، وأما: فرطسه فهى فى شرقى السكة فى مقابلة شبرى، ونقرهة، عند السوق على الشاطئ الغربى لترعة الخطاطبة، وكذا سكتيده، وقد صارت كلها مدينة واحدة. وأغلب أبنيتها بالآجر وعلى دورين، وفيها ما هو على ثلاثة أدوار أو دور واحد، وفيها قصور تشبه قصور الإسكندرية، وبها ديوان المديرية بجميع لوازمه.

وبها محكمة ولاية مأذونة بالمبايعات والاسقاطات والأيلولات والرهونات ونحو ذلك، بخلاف غيرها من محاكم مديريتها، وهى خمس محاكم ليست مأذونة بهذه الأقلام الأربعة وهى: محكمة بالنجيلة، ومحكمة بناحية أبى حمص، ومحكمة بناحية العطف، ومحكمة الدلنجات، ومحكمة شبرا خيت.

وفيها شارع يمر من قنطرة السكة الحديد إلى وسطها، تحفه حوانيت وخانات وقهاو، ويتوصل منه إلى سوق القطن فوق ترعة الخطاطبة، ولها غير السوق الدائم، سوق كل يوم أحد، يباع فيه أنواع البهائم وخلافها، وفيها أربع معاصر للزيت، وأربعة دكاكين صاغة بقرب جامع الزواوى، وثلاثة دكاكين قبانية.

وبها عدة مساجد جامعة، أكثرها بمنارات غير الزوايا، فمنها: جامع سيدى محمد الأفلاقى، فى حارة باب النصر، وهو جامع قديم، قد جرى ترميمه من زمن