Translate

الأحد، 29 يوليو 2018

القاديانية أو القديانية أوالأحمدية دين مُخْتَرَعٌ جديد

 القاديانية أو القديانية أوالأحمدية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.   المؤسس : ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.
  وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.  
 ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرءانا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسُد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".   ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمَل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا :
 " إن الله أنزل محمداً صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "،
 وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية.   نماذج من تخليطه : رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذئ اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !! 
  أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرءان، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت ءانفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرءان، لتنذر قوما ما أنذر ءاباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرءان ليكون ءاية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !!   وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!   ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وءاية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".   عقائد القاديانية : 1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.   2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب، أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".   3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرءان .   4. يقولون: لا قرءان إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرءان الكريم !!   5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة، كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".   6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .   7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير !!   8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.   9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند ءانذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!   10. يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!   11. لهم ترجمات عديدة للقرءان الكريم بلغات مختلفة، لكن بتفسير يدعو إلى ضلالهم.   بعض زعماء القاديانية : • الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية .   • محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذاً أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".   • الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.   موقف علماء الإسلام من القاديانية : لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.   وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.   وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .   وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .   وقفة مع القاديانية: كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعياً يقينياً على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى .   والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعاً من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة .   وعليه فالعلاج - كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة .

فرقة " الأحمدية اللاهورية " وحكم التزوج من نسائهم


السؤال : أنا رجل عمري 34 سنة ، وتزوجت امرأة عمرها 36 سنة ، أنا سنّي ، وهي " أحمدية لاهورية " ، تزوجتها منذ عام ونصف ، ولم أكن أعلم عن هذه الفرقة الكثير ، غير أن بعض أصدقائي قالوا لي : لا بأس بالزواج طالما أنها تنطق بالشهادة ، وما زالت على معتقداتها ، وتقول لي : ابقَ على معتقدك ولكن ستعلم في نهاية المطاف من المصيب من المخطئ ! . والحقيقة : أننا ننظر إلى مستقبل أولادنا على أي معتقد سينشئون ؟! . إنني أحب هذه المرأة من كل قلبي ، ولا أرى في الطلاق حلاًّ ؛ لأنه سيصبح من الصعب جدّاً لكل منّا أن يجد زوجاً ، لا سيما بعد هذا السن المتأخر ، وليس لي أن أحكم على أحد من أهل القبلة بالكفر ، فما نصيحتكم ؟ . ومما يميز " الأحمدية اللاهورية " عن القاديانية : أنهم لا يعتقدون أن " ميرزا غلام " نبي ، ولكن يرون أنه أبرز المصلحين في القرن الرابع عشر ، فهل يصنع هذا أي فارق بين الفرقتين ؟ .
تم النشر بتاريخ: 2010-03-07


الجواب :
الحمد لله
سبق في جواب السؤال رقم (4060) تفصيل اعتقاد " القاديانية " والحكم عليهم بأنهم غير مسلمين ، والذي يُفهم من كلامك أنك مقتنع بهذا ، وإنما الإشكال عندك في فرقة "الأحمدية اللاهورية" .
فليُعلم أن مؤسس القادنية " ميرزا غلام أحمد القادياني " قد خلَّف وراءه بعد موته – عام 1908 م - تركة من المال والجاه ، وأنه قد تنافس عليها كثير من أتباعه ، لكنَّ الاستعمار الإنجليزي – المؤسس الحقيقي لتلك الفرقة – لم يسمح لأحدٍ منهم بادِّعاء النبوة كما فعل الميرزا غلام أحمد ؛ ليحافظوا على انتشار تلك الفرقة بين المسلمين من غير تشكيك عوام المسلمين بهم ، لكن هذا لم يمنع من الخلاف مع ورثة الميرزا حول المال الذي خلَّفه لمن يكون وكيف يُقسم ؟
وقد حصل بسبب ذلك عام 1914 م افتراق في تلك الفرقة فنتج منه فرقتان : الأولى هي "الأحمدية القاديانية" وقد تبعت "بشير الدين محمود بن ميرزا غلام" والذي تولى أمر القاديانيين بعد موت "نور الدين البهيروي" الخليفة الأول لميرزا غلام ، وهي المقصودة بالقاديانية عند الإطلاق ، ويُطلق عليها "شعبة ربوة" – وهي اسم مدينة جديدة بناها وأسماها : "بشير الدين" ، وأدّعى أنها هي التي ورد ذكرها في القرآن (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ) البقرة/265 ، و (إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ مَعِينٍ) المؤمنون/50 - فرقة أخرى أُطلق عليها "الأحمدية اللاهورية" ؛ حيث جعلوا مركزهم في "لاهور" عاصمة "البنجاب" ، ويُطلق عليها "شعبة لاهور" ، وكان المتزعم لها هو "محمد علي" وهو قادياني خبيث ، كان من أبرز أعوان الميرزا غلام القادياني ، وله ترجمة مشهورة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية ، وقد حذَّر منها علماء أهل السنَّة لما فيها من دس اعتقاد الفرقة القاديانية فيها .
وقد اختلف العلماء في حقيقة اعتقاد "محمد علي" في الميرزا غلام أحمد القادياني ، فقال بعضهم بأنه كان يعتقد أنه مجدِّد ، لا أنه نبي ، ولكن الراجح أن الرجل خبيث ماكر ، وأنه أعلن هذا بعد وفاة الميرزا ليسوِّق للقاديانية من غير الانحراف الجلي الذي فيها وهو ادعاء الميرزا للنبوة ! وهو الذي حصل بالفعل ، فانتشرت بسببه القاديانية في بلاد كثيرة .
وإليك الآن تلخيصاً لأصل هذا الفرع من القاديانية ، وحقيقة اعتقادها :
قال الدكتور غالب بن علي عواجي وفقه الله :
"الفرع اللاهوري القادياني" :
أمير هذا الفرع هو : "محمد علي" ، من أوائل المنشئين صرح القاديانية ، وممن كان له يد ومنّة عظيمة في توجيه الغلام المتنبي ومساعدته بالفكر والقلم أيضاً ، وكان هو الآخر من أشد المخلصين للإنجليز والمحرضين على بذل الطاعة التامة لهم ، وقد كانت لهم مواقف مع الغلام وأسرته ؛ إذ كان أحياناً يتبرم من استبداد المتنبي بالأموال التي تصل إليه من أتباعه ، فيصرح للمتنبي بهذا ، ويرد عليه المتنبي هذه التهمة .
وبعد وفاة الغلام استفحل الخلاف بين أسرة "المتنبي" و "محمد علي" ، حول اقتسام الأموال التي جاءتهم حيث استغلها ورثة المتنبي مع علمهم (بأن هذه النبوة شركة تجارية وهم كلهم شركاء فيها) ، ولعل هذه الخلافات الشخصية لم يكن لها تأثير على إتمام الخطة وإحلال القاديانية محل الإسلام ، خصوصاً والقوة التي أنشأت الغلام وفكرته لا تزال هي القوة ، والمتآمرون لا يزالون في إتمام حبكها وتنفيذها .
أما بالنسبة لحقيقة معتقَد هذا الرجل في " غلام أحمد " ، وهل كان متلوناً أو كان له مبدأ أُمليَ عليه ، أو كان مقتنعاً به دون تدخل أحد : فإن الذي اتضح لي من كلام العلماء الذين نقلوا عنه آراءه أنهم مختلفون على النحو الآتي :
1. منهم من يرى أن "محمد علي" اختير من قبل الساسة الإنجليز لإتمام مخطط القاديانية بطريقة يتحاشى بها المواجهة مع مختلف طوائف المسلمين في الهند والباكستان وغيرهما ، ويتحاشى بها كذلك مصادمة علماء الإسلام الذين نشطوا في فضح القاديانية وإخراجها عن الدين الإسلامي ، فاقتضى الحال أن يتظاهر "محمد علي" وفرعه بأنهم معتدلون لا يقولون بنبوة "الغلام" ، وإنما يثبتون أنه مجدد ومصلح ؛ لاستدراج الناس إلى القاديانية ، ولامتصاص غضب المسلمين على القاديانية ، فتظاهر بعد ذلك "محمد علي" وفرعه بهذه الفكرة بغرض اصطياد من يقع في أيديهم .
2. ومنهم من يرى أن "محمد علي" وفرعه كانوا يعتقدون أن "الميرزا غلام أحمد" لم يدَّعِ النبوة ، وكل ما جاء عنه في ذلك إنما هي تعبيرات ومجازات ، وكابروا في ذلك اللغة ، وكابروا الواقع .
وقد لقبهم القاديانيون بالمنافقين (لأنهم يحاولون الجمع بين العقيدة القاديانية والانتساب إلى مؤسسها وزعيمها ، وبين إرضاء الجماهير) ومع هذا الموقف : فإن "محمد علي اللاهوري" ، دائماً يلقب "الميرزا غلام أحمد" بـ "مجدد القرن الرابع عشر" و "المصلح الأكبر" ، وزيادة على ذلك يعتقد أنه المسيح الموعود .
قال الندوي عنهم : "وعلى ذلك تلتقي الطائفتان" .
3. وذهب الأستاذ "مرزا محمد سليم أختر" في كتابه : "لماذا تركت القاديانية؟" إلى رأي آخر حيث قال - بعد أن ذكر ما وقع بين محمد علي وجماعة "الربوة" من خلاف على منصب الخلافة بعد نور الدين – قال : "وأنكر نبوة الميرزا ليكسب العزة عند المسلمين" ، ثم قال : "ولم ينكر أحدٌ هذه الحقيقة : أن  "محمد علي" أقر بنبوة "الميرزا" ، وإنكاره لنبوته يعتبر كالعقدة في الهواء" .
والواقع : أن القول بأن الفرع اللاهوري - وعلى رأسهم "محمد علي" - ما كانوا يؤمنون بنبوة الغلام عن اقتناع : قولٌ بعيدٌ جدّاً ؛ ذلك أن مواقفهم وتصريحاتهم كلها تشهد بإقرارهم بنبوة الغلام وليس فقط أنه مصلح ومجدد .
كما أن تصريحات "الغلام" نفسه بنبوته لا تخفى على من هو أبعد من الفرع اللاهوري ، فكيف يقال بأنها خفيت عليهم ؟! .
كما أن معتقد الفرع اللاهوري ليس له أي أساس آخر غير الأساس الذي بناه "غلام أحمد" وأسهم فيه "محمد علي" نفسه .
والباطل لا بد وأن يتناقض أهله فيه ، فقد صرح "محمد علي" نفسه بقوله عن الغلام : "نحن نعتقد أن "غلام أحمد" مسيح موعود ، ومهدي معهود ، وهو رسول الله ونبيه ، ونزله في مرتبة بيَّنها لنفسه - أي : إنه أفضل من جميع الرسل - ، كما نحن نؤمن بأن لا نجاة لمن لا يؤمن به !" .
ونصوص أخرى كثيرة كلها تثبت أن هذا الفرع لا يختلف في النتيجة عن الحركة القاديانية الأم في قاديان ، وأنه كان يراوغ في إظهار معتقده نفاقاً وإيغالاً في خداع العامة ، حتى إنه كان يوصي أتباعه في جزيرة "مارشيس" ألا ينشروا هناك أن الغلام نبي ، وأن من لم يؤمن به فهو كافر ؛ لأن هذا المسلك يضر بانتشار القاديانية ، أي : ولكن ينشروا أنه مجدد ، لتقريب وجذب المسلمين إليهم .
ومن أقوال هذا الفرع أيضاً : "يا ليت أن القاديانية كانت تُظهر غلام أحمد بصورة غير النبي ... ولو فعلوا هذا لكانت القاديانية دخلت في أنحاء العالم كله" .
وبهذا يتضح : أن هذا الفرع أمكر وأكثر احتيالاً لنشر القاديانية ، وهو الذي أتيح له التوغل في العصر الحاضر إلى أقصى البلدان الإسلامية في آسيا وفي أفريقيا .
وقد قام محمد علي بنشاط كبير في عرض القاديانية ، ولعل من أهم أعماله : ترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ، حيث ملأها بالأفكار القاديانية ، مما جعل الكثير من الناس يقعون ضحية تلك الأفكار ظانين أنها ترجمة رجل مسلم ، لقد اتجه هذا الرجل في تفسيره للقرآن وجهة خطيرة لم يتورع فيها عن الكذب والتعسف ومخالفة أهل العلم واللغة والإجماع ، وإنما فسره بمعان باطنية ، فيها التركيز على إنكار الإيمان بالغيب وبالقدرة الإلهية ، والأمثلة على ذلك كثيرة جدّاً ، منها على سبيل المثال :
1. قوله تعالى لموسى : (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) البقرة/60 ، أي : أن الله أمر موسى بالمسير إلى جبل فيه اثنتا عشرة عيناً .
2. (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) البقرة/63 ، أي : كنتم في منخفض من الأرض والجبل يطل عليكم .
3. (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة/65 ، أي : مسخت قلوبهم وأخلاقهم .
4. (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ) آل عمران/49 ، المراد بالطير هنا : استعارة ، أي : رجال يستطيعون أن يرتفعوا من الأرض وما يتصل بها من أخلاق وأشياء ، ويطيروا إلى الله ويحلقوا في عالم الروح .
5. المراد باليد البيضاء التي أُعطي موسى : أي : الحجة ، والحبال والعصي في قوله تعالى : (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) الشعراء/44 ، أي : وسائلهم وحيلهم التي عملوها في إحباط سعي موسى .
6. وفي قوله تعالى : (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) سبأ/14 الآية ، دابة الأرض : هو رجل اسمه "رحبعام بن سليمان" الذي تولى الملك بعده ، وسمي دابة الأرض لقصر نظره ، إذ كان لا يجاوز الأرض .
والمنسأة التي هي العصا : كناية عن ضعف الحكومة وانقراضها .
والجن : شعوب أجنبية بقيت في حكم بني إسرائيل إلى ذلك العهد .
وهدهد سليمان : هو إنسان ! كان يسمَّى الهدهد ، وكان رئيس البوليس السري ! في حكومة سليمان.

وقد تلاعب بمعاني القرآن الكريم على هذا التفسير الباطني الهزلي المملوء بالأكاذيب والخرافات ، وقد تلقفه المسلمون - خصوصاً من لم يعرف العربية - بكل سرور ، لعدم علمهم بأن تفسير "محمد علي" للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية ، إنما يراد به هدم معاني الشريعة الإسلامية والمفاهيم الصحيحة ، وقد ذكر الأستاذ الندوي في كتابه "القادياني والقاديانية" كثيراً من مثل هذا التلاعب بالقرآن للتحذير وإبراء الذمة .
"فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" (2/846 – 851) .
وعلى هذا ، فهذه الفرقة اللاهورية لا تختلف عن أصلها : ولها الحكم نفسه ، وهو الخروج من الإسلام .
وقد صدر قرار عن " مجلس مجمع الفقه الإسلامي " المنبثق عن " منظمة المؤتمر الإسلامي " برقم : 4 ( 4 / 3 ) بشأن القاديانية واللاهورية ، وقد جاء فيه :
"وأما اللاهورية : فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة ، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم" انتهى .
"مجلة المجمع" عدد 2 (1/209) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 45525 ) في تحريم تزوج المسلم من قاديانية .
وعليه : فلا يجوز لك البقاء مع زوجتك تلك إلا أن تعلن إسلامها ، وتتبرأ من قاديانيتها ، وبخلاف ذلك تكون علاقتك معها غير شرعية ، ولا يحل لك التذرع بحبها وتعلقك بها ، وتركك لها ليس لك فيه خيار ، بل هو واجب شرعي ، حتَّمه اعتقادها المنحرف ، قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) الأحزاب/36 ، فإما أن تعلن إسلامها ، وحينئذ تعقد عليها عقداً جديداً ، وذلك لبطلان عقد النكاح السابق ، وإما أن تصر على عقيدتها فتفارقها ، ومن ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه .

والله أعلم

ليست هناك تعليقات: