Translate

الاثنين، 21 يوليو 2014

البحر الميت

منتجع وسبا كراون بلازا

لا يوجد في العالم سطح مائيّ يشبه البحر الميت: انخفاضه القياسيّ عن سطح البحر، مياهه شديدة الملوحة رغم أنها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة. ورغم تسميته التي أطلقت عليه لعدم وجود الكائنات الحية فيه، فهو بحر حيّ وغنيّ بالأملاح والمعادن التي تشكل ثروة هائلة يُستفاد منها في الصناعة ومجالي الطب والعلاج. تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منه علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظرًا لارتفاع نسبة الملوحة في مياهه، حيث لا يحتاج الإنسان إلى إلمام بفنون السباحة. لا أحد يغرق في البحر الميت! أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والبرومين والمنغنيز هي سرّ جذب هذا المكان للسياح من كل أنحاء الأرض. بلغت مساحة البحر الميت عام 2002، 650 كيلومترًا مربعًا. وقد وصل طوله وقتها إلى 67 كم وعرضه 18 كم، وعمقه في أعمق نقطة 380 مترًا (أي 800 متر تحت سطح البحر). نتيجة للجفاف المتواصل اللاحق بالبحر فإنّ مستوى المياه فيه ومساحته الكلية في انخفاض دائم. وللمقارنة، فإنّ خريطة انتدابية بريطانية من العام 1930 أشارت إلى أنّ مساحته كانت 1,038 كيلومترًا مربعًا، وطوله 76-78 كم وعرضه 17.5 كم. يُعدّ البحر الميت ثالث أملح بحر وبحيرة في العالم، بعد بحيرة دون خوان في أنتاركتيكا وبحيرة عسل في جيبوتي. وقد أطلقت عليه تسمية "البحر الميت" لعدم قدرة الكائنات الحية أو الأسماك على العيش فيه، لملوحة مياهه، وهذه الملوحة هي المميز الأول والرئيسي لهذا المكان. يقع البحر الميت في منخفض عميق يشكل جزءًا من الشق السوري الأفريقي، وبحسب نظرية جيولوجية فإنه كان في الماضي جزءًا من بحيرة واسعة حلوة المياه امتدت على منطقة غور الأردن ومرج بن عامر وصبت في البحر الأبيض المتوسط. أسهل الطرق للوصول إلى البحر الميت من ناحية المواصلات في الأردن هي السفر من عمان. توجد حافلات تخرج من محطة المهاجرين إلى سويمة في البحر الميت. هذه الحافلات تعود إلى عمان من هناك وآخر حافلة تنطلق من البحر الميت إلى عمان في الساعة 16:00 عصرًا. وتوجد حافلة أيضًا من مادبا تمر عبر جبل نيبو ثم عبر الشونة وتنتهي في السويمة. هناك عدة حافلات يومية على هذا الخط والوقت اللازم للوصول عبره أقل من ساعة واحدة. ويمكن من الشونة السفر إلى عمان بالحافلات بحيث يمكنك السفر من عمان إلى البحر الميت إلى مادبا (أو بالعكس) في يوم واحد لو رغبت. ولا توجد حافلات بين البتراء والبحر الميت. يتبدل المناخ في البحر الميت بحسب المواسم. ويمكن لدرجات الحرارة أثناء الموسم السياحي أن ترتفع بشكل ملحوظ، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية، في حين أنها تكون 30 درجة فقط في الربيع. ويبلغ معدل عدد الأيام الصاحية والمشمسة (بلا مطر) 330 يومًا في السنة، في حين يهطل المطر في أيام قليلة أثناء فصل الشتاء. ومع أنّ البحر الميت يُعدّ منطقة مشمسة جدًا إلا أنّ الرطوبة المنخفضة والمناخ الجوي الخاص، يجعلان من الصيف هناك أمرًا محتملاً بالتأكيد. لذلك فإنّ التسفع تحت الشمس في البحر الميت لا يحمل مخاطر الكيّ من الشمس. ومن الجميل زيارة البحر الميت في كل فصول السنة، باستثناء الشتاء لمن يبحث عن أجواء شمسية ودافئة. من يأتي من بلاد حارة (كدول الخليج) قد يجد الشتاء في البحر الميت أمرًا منعشًا بحقّ. ومن الممكن حدوث فيضانات في الأيام الماطرة في الشتاء والربيع. لذا من المحبذ الانتباه أثناء المشي في الأماكن الضيقة أثناء هذين الموسمين. النشرات الإخبارية تُنذر دائمًا في حالات احتمال التعرض للفيضانات. معظم مطاعم البحر الميت موجودة في الفنادق والمنتجعات السياحية، وتقدم مأكولات متنوعة من المطبخ الشرقي والغربي. هناك بعض المطاعم والاستراحات القليلة خارج الفنادق، إلى جانب مطعم "تشيلي هاوس" للوجبات السريعة عند مدخل البحر الميت، ومطعم في "مجمع بانوراما البحر الميت". كافة مطاعم الفنادق لها قسم داخل الفندق وقسم خارجه يطلّ على البحر الميت وبإمكان السائح أن يستمتع بالطعام وبالمنظر الجميل، خاصة ساعة مغيب الشمس.. كما تعتبر منطقة البحر الميت منطقة سياحية تحتوي فنادق ومنتجعات قريبة من بعضها البعض، ولا تحتوي على مجمعات تجارية أو أسواق خارجها. هناك فقط إمكانية تسوّق ومحال تجارية داخل الفنادق والمليئة بالسلع التي تصلح كهدايا وتذكارات ومواد علاجية من منتجات البحر الميت كأملاح وطين البحر. كما أنّ العروض الترفيهية تقدم في الفنادق والمنتجعات السياحية، ومنها عروض حيّة موسيقية. البحر الميت هو منطقة سياحية بكلّ ما فيها، وبشكل أساسي الفنادق والمنتجعات السياحية. أضف إلى ذلك شواطئه والسياحة العلاجية من خلال أملاح وطين البحر الميت. هنالك أيضًا "مجمع بانوراما البحر الميت"، وهو عبارة عن متحف يروي قصة المنطقة مع الأبعاد التاريخية والطبيعية من خلال عرض صور وعينات جيولوجية تقدم نموذجًا عن الحضارات التي مرّت على البحر الميت.

ليست هناك تعليقات: