فوائدواضرار الفلفل الحار *************
فلفل صحتك،
كان هو عنوان نصيحة رابطة التغذية الأميركية في إصدارها يوم الخامس من هذا الشهر بعد قولها ان الفلفل الحار غذاء صحي! ويساعد الفلفل الباحثين اليوم في التعرف على كيفية الإحساس بألم الذبحة الصدرية وألم روماتزم المفاصل لإيجاد علاج لهما، لكن الحذر ما زال يذكر حول تناوله لمن يشكو من القولون العصبي أو الإكثار منه عموماً كما تشير الدراسات. ***** وقد حسمت رابطة التغذية الأميركية اخيرا كل الحديث الدائر حول أضرار الفلفل الحار وذكرت أن تناول الفلفل يوفر العديد من الفوائد الصحية لاحتوائه على الكثير من العناصر الجيدة، كما أن إضافة الفلفل الحار تكسب الطعام نكهة وطعماً غنياً الأمر الذي يصرف عن ذهن الإنسان حاجته إلى طعم الملح في الوجبة الغذائية بما يقلل من تناوله. يحتوي الفلفل الحار على العديد من الفيتامينات، لعل أهمها هو فيتامين «سي» الذي تتضاعف كميته باكتساب ثمرة الفلفل اللون الأحمر، لتصل الكمية في بعض أنواعه إلى 340 ملغ لكل 100 غرام منه، ما يجعله من أغنى المنتجات النباتية المحتوية على فيتامين «سي»، لكن هذا الأمر يتأثر كثيراً بطريقة الطهي والتجفيف. كما أن كل 100 غرام من الفلفل الطازج يحتوي تقريباً علي 240 ملغ من البوتاسيوم و 9 ملغ من الصوديوم و1 غرام بروتين و 4 غرامات سكريات و 0.3 غرام زيوت و 4 ملغ من فيتامين «أيه» و 1.6 غرام من الألياف، فمجمل الطاقة فيه لا يتجاوز 22 كيلو كالوري فقط. ويستخدم الفلفل اليوم كإضافة إلى الطعام بشكل واسع في العالم، إذْ يزداد الطلب عليه، فباكستان التي ليست من الدول الرئيسة المنتجة له زاد إنتاجها له في السنوات الماضية بنسبة 32%. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن صبغة صناعية مسماة علمياً بصبغة «سودان» تضاف الى مسحوق الفلفل المجفف القادم من بعض الدول كالهند نظراً لدورها في نشوء السرطان مما دفع الهيئات الصحية إلى النصيحة بتناول الطازج أو المثلج من الفلفل، وهو ما فيه الفائدة. الأبحاث الطبية التي تناولت موضوع الفلفل تمحورت حول أمرين، الأول يتعلق بفائدة أو ضرر تناوله والثاني حول المواد الكيميائية فيه ومجال استخداماتها الطبية. وحتى اليوم لم تثبت لتناول الفلفل أضرار يقينية على جسم الإنسان السليم لا من ناحية الجهاز الهضمي ولا من ناحية نشوء السرطان في أي مكان في الجسم، وهو ما حدا العديد من هيئات الصحة العالمية إلى النصح بتناوله طازجاً أو مضافاً إلى الطعام أثناء الطهي. والحقيقة أن كثيرا من الدراسات تتحدث عن فوائد تناوله بكميات معتدلة فهو يحسن من قدرة الجهاز الهضمي على هضم الطعام عبر تأثير المواد المهيجة فيه لإثارة إفراز اللعاب وعصارات المعدة والأمعاء وزيادة حركة عضلات الجهاز الهضمي بدءا من المعدة إلى القولون، فهو بذاته لا يسبب أمراضاً في المعدة أو القولون، لكن في حالة وجود أمراض فيهما لأسباب أخرى كقرحة والتهاب المعدة أو القولون العصبي بالذات فإن له أضراراً توجب تجنبه حينها. وتهييج الفلفل للجهاز الهضمي نافع كوسيلة لتنشيطه حينما يكون بكمية معتدلة بيد أن الإفراط في تناوله يؤدي إلى أمرين، الأول زيادة إفرازات المعدة والقولون مما يعيق شفاء قروح المعدة والقولون، والثاني زيادة حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإسهال أو تكرار التبرز. الأمر اللافت أن الفلفل يحتوي على مواد مثيرة للجهاز العصبي، فحرارة هذه المواد تثير خلايا الفم العصبية التي بدورها تحث الدماغ على إفراز مادة «الإفدرين» التي تنبه وتنشط الدورة الدموية وترخي العضلات المتوترة وتخفف من الشعور بالألم لتزيد بالتالي من نشاط الجسم، وهو ما يعزى إليه الإحساس بالعافية والقوة لدى متناولي الفلفل من الرجال!، وأيضاً ما يبرر الإحساس بالتلذذ من تناوله!. كما أن استخدامه على الجلد يزيد من تدفق الدم ويخفف من الألم وهو ما جعل البعض ينصح به لتدليك المفاصل المؤلمة. وتقي مادة «فلفونايد» من أمراض تصلب شرايين القلب والدماغ وتقلل من ضرر العديد من المواد المؤدية إلى السرطان، ذلك أنها مادة تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة. هذه هي أهم الفوائد النظرية للفلفل والمركبات التي فيه وتحتاج هذه الأمور كلها إلى دراسات تثبت الفوائد الطبية بشكل أدق كي ينصح بتناوله لغايات علاجية، وإلا فالدراسات إلى اليوم توجه بتناوله باعتدال كمنتج نباتي مفيد عموماً، خاصة أن غالب الناس يتناوله بغية تحسين طعم الوجبة الغذائية، والمهم في مثل هذه الحالات أن لا يكون ضاراً، أما كونه مفيدا كعلاج فهو ما يحتاج مزيداً من الدراسة لإثباته. دراسات لم تحسم نتائجها بعد: تأثيرات الفلفل على القولون وعلى آلام الروماتيزم * القولون العصبي له علاقة وثيقة بالفلفل، فهناك أجزاء في الفم تدعى مستقبلات الإحساس بالحرارة وهي عبارة عن أجزاء من أطراف خلايا عصبية مسؤولة عن الإحساس بالحرارة أو المواد الحارقة كالتي في الفلفل. الذي لاحظه الباحثون أن المرضى المصابين بالقولون العصبي يكثر وجود نوع من هذه المستقبلات ليس في الفم بل في الأغشية المبطنة للقولون لديهم وتدعى مستقبلات الفلفل أو مستقبلات «فالينويد-1» وهو ما لا يوجد بهذه الكثرة في قولون بقية الناس السليمين. يقول الباحثون من مستشفى «همرسميث» اللندني إن هذا الاكتشاف يفيد من جهتين، الأول تحذير مرضى القولون العصبي من الإكثار من تناول الفلفل الحار لأنه يهيج هذه المستقبلات، وذلك كنصيحة على أساس علمي، إذْ يؤدي الفلفل لديهم إلي اضطرابات القولون العصبي المزعجة، والثاني هو إمكانية علاج القولون بدواء يسكن هذه المستقبلات وبالتالي يخفف من معاناة المرضى. ويؤكد الدكتور «كرستوفر مانتيه» من جامعة «ديوك» بالولايات المتحدة أن تسكين هذه المستقبلات ربما يفيد حالات التهاب القولون المزمن، ولا يوجد هذا الدواء بعد. اما التهابات المفاصل فقد درس الباحثون من مستشفى «ماسشسوتس» العام في بوسطن بالولايات المتحدة علاقة مستقبلات الفلفل أو «فالينويد-1» بإحساس المرء بألم المفاصل عند التهابها، والذي وجدوه هو أن هذه المستقبلات تتأثر بالحرارة وتثير بالتالي ألم المفصل والجلد المحيط به عند حصول الالتهاب، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسة لهذه العلاقة لفهم ما يمكن أن يستفاد علاجياً منها. ما الذي يجعل الفلفل حاراً؟ * يوجد اليوم أكثر من 400 نوع من الفلفل في كافة أنحاء العالم، وتختلف أنواع الفلفل من ناحية الحجم والشكل واللون والطعم وكذلك درجة الحرارة. المادة المسؤولة عن حرارة الفلفل تدعي «كبسايكين»، وتزيد كميتها كلما زاد نضج الثمرة وغدا لونها أكثر حمرة في غالب الأنواع، وهي مادة كيميائية قوية وثابتة التركيب تقاوم درجات الحرارة العالية والمنخفضة، تتركز في الأغشية المحيطة بالبذور والبذور نفسها لثمار الفلفل وهو ما يجب تجنب تناوله. يعود الفضل في وضع مقياس لدرجة حرارة ثمرة الفلفل إلى العالم الألماني «ويبر سكوفيل»، إذْ طور عام 1902 طريقة تمكن من وضع قيمة رقمية للحرارة، وتستخدم فيها وحدة «سكوفيل» وهي تعني: أجزاء لكل مليون «كبسايكين»، والأنواع العادية تتراوح قيمتها بين 5 إلى 50 ألف وحدة، وذكرت الأنباء عام 2000 اكتشاف أقوى أنواع الفلفل حرارة وهو نوع «ناغا جولوكيا» في منطقة أسام بالهند وقوته 850 ألف وحدة!. ******************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق