Translate

الخميس، 12 أبريل 2018

ماذا تعلم عن الطائفة البكداشية

ماذا تعلم عن الطائفة البكداشية

هناك الكثير من الأديان حول العالم و لكل دين طقوس مختلفة في العبادة كما أيضاً هناك العديد من الطوائف المحسوبة على دين محدد و أيضاً لكل طائفة منهما طقوس مختلفة و بغض النظر عن أن كل من يتبع طائفة محددة يرى أنه فقط من يفعل الصواب و هو فقط الذي يتبع الطريقة الصحيحة للدين إلا أن جميعهم ينتمون إلى نفس الدين بمعني هناك عدة طوائف في الدين المسيحي و بالطبع كل طائفة ترى أنها فقط التي تسير على الطريق الصحيح و هي فقط التي تستحق أن تنتمي للمسحية و نفس الشيء في باقي الأديان الأخرى ، و لذلك إذا كنت تتفق أو لا تتفق مع طائفة محددة يجب عليكِ المعرفة لأن الثقافة و المعرفة واجب على كل إنسان ، و نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نقدم لك بعض المعرفة حيث أننا سوف تناول الحديث عن الطائفة البكداشية و هي طائفة تنسب إلى أحدى الطرق الصوفية للتعرف عليها بشكل أوضح تابع معنا .
ما هي الطائفة البكداشية : كما ذكرنا من قبل هي طائفة تتبع الطريقة الصوفية و يوجد أغلب التابعين إلى هذه الطائفة في تركيا و من بعد تركيا تنتشر هذه الطائفة في الأناضول و ألبانيا ، و بالرغم من أن هذه الطائفة تتبع الطريقة الصوفية إلا أنها أيضاً استوحت الكثير تعليمها من تعاليم الشيعة  الإثني عشرية و أيضاً استمدت بعض التعاليم لديها من القلندرية و هي أيضاً طريقة صوفية، تنسب إلى قلندر يوسف ، أما باقي تعاليمها و طقوسها أخذتها من بعض الديانات القديمة و المعتقدات الاجتماعية .
متى ظهرت طائفة البكداشية و من الذي قام بنشرها : بداية ظهور هذه الطائفة كان في القرن السابع الهجري و ظهرت هذه الطائفة على يد رجل يدعى الحاج بكتاش ولي و لذلك تم تسمية الطائفة نسبة له و يقال أن اسمه الحقيقي ” محمد بن إبراهيم أتا ” و لكنه أشتهر باسم الحاج بكتاش و لا يوجد الكثير من المعلومات حول حياته و هناك الكثير من الأقوال و القصص و لكننا سوف ننقل أكثر المعلومات التي تم الاتفاق عليها ،

محل الميلاد :  يقال أيضاً أنه ولد في ” نيسابور ” أحدى مدن إيران
بالم سلطان و تجديد الطريقة البكداشية: بالم سلطان هو خليفة الحاج بكتاش حيث أنه أصبح شيخ البكتاشية من بعدة و هو من حاول تجديد تعاليم الطائفة البكتاشية و أدخل فيها الكثير من التعاليم الشيعية ، و بالرغم أن الطائفة البكتاشية أغلب طقوسها شيعية إلا أنهم ينسبون أنفسهم إلى أهل السنة كما أن العقيدة في الأساس نشأت و ترعرعت في بلاد أهل السنة تركيا و لكن جميع أفعالهم تناقض هذا الأمر  .
طقوس الطائفةالبكداشية: من أبرز القوس الدينية لديهم العشاء الرباني و هو احتفال يقومون فيه بتوزيع الجبن و الخبز و النبيذ و يعترفون بأخطائهم إلى “بابا” و هو لقب أحدى الشخصيات الدينية لديهم و هذا الجزء من لطقوس يشبه طقوس الدين المسيحي و يقام هذا العشاء الرباني في التكية و هي مكان مخصص إلى اجتماعاتهم ، كما أن شرب الخمر لديهم ليس خطيئة و حجاب النساء ليس فرد عليهم .
الترتيب الديني لدى الطائفة البكداشية : الأشخاص المتعمقين في الدين لديهم لهم ترتيب في المقام و الأسماء و منها
– العاشق : و هي أول الرتب لديهم و تطلق على الشخص الذي المقتنع و المحب إلى الطريقة البكتاشية و لديه الرغبة في الانضمام إليها .
 الطالب : و هذه هي الرتبة الثانية و يطلق أسم الطالب على الشخص الذي قرر و أعلن انضمامه إلى الطائفة و يقر هذا الشخص و يتعهد من خلال حفل يقام له مخصوص .
–  المحب : و هذه الرتبة تأتي بعد انضمام الشخص بالفعل إلى الطائفة ..
– الباب : و هذه تعد أول الدرجات الدينية لديهم فهي الرتبة الأولى بالنسبة إلى الشخص المتعمق في الدين
– الددة : و هو اسم يطلق على الشخص الذي يأتي بعد أعلى رتبة دينية لديهم فهو الخليفة له و له قدر كبير .
– الددة بابا : هذا هو صاحب أعلى و أكبر رتبة لديهم كما أنه هو الذي يدير شئون الطريقة و يتم منحه هذه الدرجة بالانتخاب .

البكتاشية: تشيّعوا لآل البيت وقادوا جيوش الدولة العثمانية السنية


تشيّعوا للأئمة من أهل البيت، لكنهم طافوا ورقصوا وطوّروا تراثاً غنائياً موسيقياً ثرياً من "السماع". بجلوا الحلاج وجلال الدين الرومي ولم يهتموا بالفقه الجعفري. مسيحيون كثر اعتنقوا الإسلام من خلال دخولهم في طريقتهم، وفي المقابل، عندما أراد "يهود الدونمة" اعتناق الإسلام ظاهرياً، والإبقاء على تمسكهم بدينهم الأصلي "جوانياً"، لم يجدوا أفضل من الانخراط في هذه الطريقة.
مع ذلك، لعبت هذه الفرقة الدور الأساسي في ساحات القتال دفاعاً عن الدولة العثمانية "السنية"، وهيمنت مطولاً على الجيش فيها، إلى يوم أبيدت فيه فيالق الانكشارية في شوارع الأستانة يوم الواقعة الخيرية عام 1826، بتحريض من السلطان محمود الثاني.
أما الرجل الذي تسمّت الأجيال باسمه، الحاج بكتاش، والذي تباع صورته جنباً إلى جنب مع صورة الإمام علي في معظم المدن التركية اليوم، فقدّسه المسيحيّون قبل المسلمين في الأناضول والبلقان، مع أن الدراسات ترجّح أنه مات على مذهب أهل السنّة.
هم اليوم جزء أساسي من المشهد الديني والثقافي، لكن أيضاً السياسي، في تركيا وألبانيا، أما المعالم الأثرية لتكاياهم في القاهرة وبغداد وغيرها من المدن العربية، فيأكلها النسيان.
bektashi-dervishes

الاختلاط بين الجنسين والانتشار بين الشعوب

ليس هناك فرقة دينية ذهبت بعيداً في الغاء كل تمييز بين المرأة والرجل عند ممارسة الطقوس والشعائر الجماعية مثلما فعلت الطريقة الصوفية "البكتاشية". ولما كانت طقوس "البكتاشية" تشمل حلقات الذكر، والرقص الصوفي، والغناء والإنشاد، والتشارك في الطعام والمشرب، تحوّل الاختلاط بين الجنسين إلى مدار افتراء مزمن على أتباع هذه الطريقة التي يتسمّى المريد فيها بـ"العاشق" فـ"المحب" فـ"الدرويش"، أو يصعد في مسالك العارفين، ليصير "البابا"، باب التكية، أو المرشد أو "الخليفة بابا"، في حين يميّز رأس هرم الطريقة بتسمية "الدده بابا".
تنتشر البكتاشية في يومنا هذا، بشكل أساسي، في تركيا وألبانيا. لا يقل البكتاشيون عن ربع المسلمين في ألبانيا، ولا يتسمون بالعلويين، وقد انتقل مركز الفرقة إلى تيرانا بعد حظرها في تركيا الجمهورية، ثم ما لبث أن اضطهدت في ألبانيا على أيدي الشيوعيين، في حين بقي بكتاشيو تركيا الى جانب الخيارات العلمانية للنظام الجمهوري، رغم حظر فرقتهم، وعملوا من ثم على إعادة مأسسة وتشريع وجودهم.

علويّتان

وفي تركيا، تتماهى الطريقة مع "علويي الأناضول" إلى حد كبير، وتدخل معظم الجمعيات البكتاشية فيها ضمن "الفدرالية العلوية البكتاشية".
يتراوح عدد "علويو الأناضول البكتاشيون"، بين سبعة ملايين وإحدى عشر مليوناً، ويتوزّعون بين أتراك وأكراد، وهم طريقة في التصوّف الباطني، لا بد من عدم الخلط بينها وبين "العلوية النصيرية"، فالأخيرة طائفة دينية عرفانية، من خارج مقال التصوّف الدراويشي، تأسست في القرن الحادي عشر الميلادي في العراق، وينتشر أتباعها اليوم بين لواء الإسكندرون و"جبل العلويين" في سوريا وشمال لبنان.
"الثالوث" العلوي البكتاشي (الحق – محمد – علي) يختلف عن "الثالوث" العلوي "النصيري" (علي – محمد – سلمان، المرمز له كوكبياً بالقمر والشمس والسماء). وليس في العلوية "النصيرية" تنظيم طرقي هرمي يقارن بمنظومة التكايا البكتاشية، ويحضر في "النصيرية" الاعتقاد بالتقمص وتناسخ الأرواح وهذا غائب في "البكتاشية".
ولا تقيم العلوية النصيرية اعتباراً تبجيلياً محورياً لمؤسسها، محمد ابن نصير النميري، الذي تعتبره ناقل تعاليمها الأولى عن الإمام الحادي عشر عند الشيعة، حسن العسكري. أمّا البكتاشية فهي تستند بشكل أساسي إلى تركة وخوارق مؤسسها التي تتمازج في سيرته حوادث التاريخ مع عجائب الأسطورة.

تصوّف متشيّع أم تشيّع سنّي؟

"الحاج بكتاش ولي" شخصية صوفية من القرن الثالث عشر الميلادي، هاجرت من خراسان (شرق ايران) إلى الأناضول، والأرجح أنّه تركماني، الأمر الذي سهل انتشار دعوته بين قبائل التركمان في المرحلة السلجوقية، وينسب له البكتاشيون قدر كبير من المعجزات في الكتاب الذي يروي سيرة أولياءهم "ولاية نامة".
مع ذلك تشدّد الباحثة المرجعية في تاريخ التصوّف، آنا ماري شيمل، على انتماء الحاج بكتاش "السنّي" إلى "سلسلة روحية خراسانية تلتزم بالتسنن الصارم"، وترجّح أن يكون اختلاط تعاليم البكتاشية، التصوفية السنية في الأساسية، بالمعتقدات الشيعية "المغالية" لذوي العمامات الحمر من قبائل القزلباش التركمانية، هو الذي جعل البكتاشية في تركيا تأخذ هذا المسار "المتشيّع" في نهاية الأمر.

أطفال الشوارع ضحية التفكك الأسري والتسرب من التعليم


مصر: أطفال الشوارع ضحية التفكك الأسري والتسرب من التعليم



مصر: أطفال الشوارع ضحية التفكك الأسري والتسرب من التعليم
القاهرة ـ ولاء الشملول: طفل الشارع هو "كل طفل - ذكر أو أنثى _ ليس له محل إقامة ويبيت في أماكن غير معدة لذلك، أمضى بها ستة أشهر فأكثر، سواء كان تمردا على سلطة والديه أو وليه أو وصيه، أو مكره على ذلك من إحداهما أو تنيجة عدم توافقه مع ظروفه الأسرية أو الاقتصادية، أو النفسية أو التعليمية مما دفعته للهروب إلى الشارع".
في ندوة عالمية عن أطفال الشوارع في لوزان بسويسرا توضح أن الضغوط الاقتصادية الصعبة التي تعانى منها الأسر الفقيرة لاسيما في المناطق الريفية تظل أحد أهم مسببات مشكلة أطفال الشوارع. يوضح السيد جيرار: "معظم الأطفال الذين يجدون أنفسهم في شوارع القاهرة ليسوا من سكانها الأصليين... بل يفدون عليها من صعيد مصر أو من القرى والأرياف للبحث عن مصادر دخل بديلة خاصة مع تزايد الضغوط الواقعة على كاهل أسرهم إما بسبب عدم وجود الأرض أو انخفاض أسعار المنتجات الزراعية.... وينتهي بهم المطاف إلى شوارع القاهرة."
خطورة الظاهرة
تعلق الدكتورة النفسية " خديجه خوجة " قائلة "أطفال الشوارع لا نعتبرهم ظاهرة بل مشكلة لابد من وضع حلول لها فهؤلاء الصغار انتهكت طفولتهم والآباء لزم عليهم ضمان السلام لأبنائهم من كافة الجوانب  النفسية – الجسدية – العقلية – الانفعالية، فما لذي نتوقعه من طفل تربى في الشارع؟!... هؤلاء الأطفال معرضون لمخاطر.. ومن الناحية النفسية والانفعالية هذه الفئة تكون مصابه بالقلق والتبول اللا إرادي إلى جانب الحقد على المجتمع والعصبية والحرمان من أبسط حقوقهم مثل اللعب، مع الشعور بعدم الأمان والظلم.. ومن الناحية الجسدية فهؤلاء الأطفال معرضون لحوادث سيارات أو اغتصاب أو تعلم عادات سيئة.. أيضا نلاحظ على هؤلاء الأطفال مشكلات سلوكية كالكذب والسرقة لعدم توفر الرقابة الأسرية.. ومن الناحية العقلية يتدني مستوى الطموح فينحصر في توفير لقمة العيش.
أطفال الشارع وثقافة الخوف
إن أطفال الشارع, أو الأطفال المشردين, غالبا ما يعانون من شعور دائم بالخوف وانعدام الأمن. ويعتبر بحثهم عن الأمن من أهم العوالم التي دفعتهم إلى مغادرة أسرهم التي لا توفر لهم هذا الشعور, ولا تضمن لهم الحد الأدنى من الشروط لإشباع حاجياتهم ورغباتهم. وهؤلاء الأطفال, وقد استسلموا إلى فضاء الشارع, يخافون من مطاردة رجال الأمن لهم, أو ملاحقة بعض الكبار الذين يتخوفون من السلوكيات المنحرفة لأطفال الشارع (سرقة, تخريب, إثارة الفوضى… الخ), أو من اعتداء بعض المنحرفين من الكبار لا سيما المنحرفين جنسيا، وفي محاولتهم للتغلب على مخاوفهم يلجأ أطفال الشارع إلى ارتكاب أفعال معينة بقصد تخويف الآخرين منهم. فكأنهم بسلوكهم هذا, يحاولون التخلص من مشاعر الخوف التي يعانون منها بإثارة الخوف لدى الآخرين الذين يحتكون بهم في الشارع.
إن تخويف الآخرين, بالنسبة لطفل الشارع, هو بمثابة خطاب موجه للآخرين للاعتراف به كإنسان لا يختلف عن غيره من البشر, فكأنه يريد أن يقول للآخرين: إذا لم أحظ بحبكم واحترامكم, فلتخافوا مني على الأقل، وهذا ما جعل عالم النفس الفرنسي لاكان يعتبر جنوح الحدث في الشارع بمثابة حوار عنيف مع الآخر يحاول الحدث من خلاله انتزاع الاعتراف به كإنسان، وهذا ما يفسر لنا بعض سلوكيات أطفال الشارع التي تبدو سلوكيات لا مبرر لها وتعكس رغبة مجانية في الاعتداء والتخريب وإثارة الفوضى.
وهذه النزعة التدميرية لدى أطفال الشارع هي انعكاس للقلق الذي يعانون منه بسبب إقصائهم وتهميشهم: إقصاء من طرف أسرهم التي نبذتهم أو تخلت عنهم أو أهملتهم أو تعمدت دفعهم إلى الشارع, وتهميش من طرف المجتمع الذي لا يأبه لوجودهم في الشارع حيث لا يشعرون بالأمن ويتوقعون المطاردة والاعتداء في أية لحظة.
وقد يعبر أطفال الشارع عن نزعتهم التدميرية من خلال المشاجرات التي تقع بينهم والتي قد تؤدي بهم إلى ارتكاب أعمال عنف ضد بعضهم البعض، وكأن نزعة التدمير ـ في هذه الحالة- ـ تسقط على الذات عندما يحال دون توجيهها نحو الآخرين، وتتخذ المشاجرات طابعا حادا حيث يجدون في المشاجرات فرصة للتعبير عن حالة القلق التي يعيشونها والتنفيس عن شعورهم الدائم بالخوف والضياع.
مصر والمغرب
والتقينا بالأستاذة عزة خليل والتي أجرت بحثاً سابقاً عن أطفال الشوارع منشور في تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية، والتي تقول (ظاهرة أطفال الشوارع موجودة في غالبية البلاد العربية، وتتفاوت قدرة الباحثين حول تقديم صورة طبيعية عن واقع هذه الظاهرة، فهي في مصر والمغرب منتشرة على مستوى كبير وبأرقام كبيرة، وللأسف لا توجد إحصائية دقيقة تعبر عن الأرقام الحقيقية لأطفال الشوارع، ولكن الباحثين يطرحون أسباباً معينة أدت لظهور أطفال الشوارع منها التفكك الأسري الذي ينتج عن تدهور أحوال المعيشة، والمشاكل في النظام التعليمي، وضيق الحال، وكل هذا يجعل الصراعات قوية داخل الأسرة، علاوة على وجود نسبة من هؤلاء الأطفال بدون عائل، فالأب إما مسافر أو غير قادر على العمل، وهذا بنسب متزايدة.)
وتضيف الأستاذة عزة على الأسباب السابقة: نظام التعليم لا يجذب عددا من الأطفال، فهم يبحثون بالتالي على نظام أكثر حرية، فيؤسسون نظاما موازي للتعليم ويؤسسون شبكات أطفال لفظهم النظام الاجتماعي، وهي تنعكس مع تدهور الأوضاع والمشاكل بأشياء أخرى مثل العمل غير الرسمي.
أما عن النتائج المترتبة على هذه الظاهرة المقلقة فتقول الأستاذة عزة: يؤدى هذا إلى إهدار نسبة كبيرة من مورد بشري كبير هم الأطفال، ويؤدى لانخراطهم في أشكال متعددة من الجريمة، وأعمال خارجة عن القانون، مثل الدعارة.
وعن الحلول التي تراها لحل هذه الأزمة تقول: الحلول الحكومية المطروحة حتى الآن كلها تعالج الآثار وليس مصادر المشكلة فهم يتعاملون من منطلق أن هذا مظهر غير حضاري ويتم التعامل معهم من منطلق غير آدمي لمجرد إخفائهم عن الأنظار، ولكن الحل العملي في تصوري هو العمل على رفع مستوى المعيشة وحل مشكلات البطالة وحل مشكلات نظام التعليم خاصة النظام الابتدائي كي لا يتسرب أحد من التعليم بسبب سوء الخدمة.
الوعي الوعي!
أما الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فتقول:
عدد كبير من الأطفال يشردون ويطلق عليهم أطفال الشوارع وبعضهم يتجه نحو إدمان المخدرات الرخيصة وبعضهم يعمل في مهن مرهقة.
وعن أسباب الظاهرة تتفق الدكتورة سامية مع أستاذة عزة من أن التفكك الأسرى أحد أهم أسباب ظهور أطفال الشوارع علاوة على التسرب من التعليم علاوة على سوء العلاقة بين الوالدين والتعامل بالعنف الذي ينتقل للأطفال، فيتعرض الطفل للتسول والشحاذة، وكل هذا يؤدى لتدمير حياة الطفل لأنه لا يعرف معنى الطفولة واللعب، فيخرج ناقم على الحياة وحاقد على الناس لا يرى في الحياة شيئاً جميلاً بل يرى كل ما حوله أسوداً.
وعن الأرقام الحقيقية لأطفال الشوارع في مصر تقول الدكتورة سامية: لا توجد أرقام حقيقية معبرة عن ظاهرة أطفال الشوارع فالأرقام مخفية، فجزء كبير منهم متسرب من التعليم، وأوضاع الأطفال غير مستقرة فأحياناً يكون الأب متوفٍ أو هارب من الأسرة أو لا يعمل والطفل هنا يكون كبش فداء للأسرة، فيتحول إلى ضحية وضائع سواء دخل دار رعاية الأحداث أم لا فالدور تصنع منه مجرما أيضاً.

كارثة أطفال الشوارع في مصر: جيل ثان يفترش شوارع المدن



تبيّن طفلة لم تبلغ العامين من عمرها وترتدي ملابس رثة، تجري في الشارع إلى جوار أمها التي لم تعرف هي الأخرى مأوى سوى الشارع: تتفاقم مشكلة الجيلين الثاني والثالث من أطفال الشوارع في مصر، حيث الازمة الاقتصادية تتفاقم.
أمام مسجد السيدة زينب في الحي الشعبي الذي يحمل الاسم نفسه في وسط القاهرة، تجلس الأم الشابة أسماء، البالغة من العمر 22 عاما، مع طفلتها شهد، يوميا، وتعيش على ما يجود به عليها المصلون من صدقة، ومساء تنامان في الشارع في المكان نفسه.
ووضعت الحكومة المصرية برنامجا لمواجهة ظاهرة "الأطفال بلا مأوى"، وشكلت وزارة التضامن "فريق الشوارع" الذي نزل أعضاؤه مرتدين قمصانا خضراء كتب عليها "إحنا معاك... حياة آمنة كريمة لكل طفل"، إلى حي السيدة زينب حيث يوجد تجمع كبير من أطفال الشوارع للتحدث معهم وبناء علاقة تسمح بإقناعهم بالانتقال إلى دار رعاية تابعة للوزارة. ولكن الفريق أنهى جولته اليومية دون أن يصطحب شهد إلى هذه الدار.
ويوضح رئيس فريق الأخصائيين الاجتماعيين الذي يعمل في السيدة زينب، أحمد كمال، أن "أحدا لا يعرف من هو والدها"، مشيرا إلى أن أسماء، مثل عدد كبير من النساء المتشردات في الشوارع "تزوجت عرفيا مرات عدة" ويرفض والد ابنتها "الاعتراف بنسب الطفلة".
ويضيف أن "القانون لا يسمح باستقبال أي طفل في دار للرعاية إذا لم تكن لديه شهادة ميلاد موثقة. ومعظم هؤلاء الأطفال هم من الجيل الثاني أو الثالث من أطفال الشوارع وليست لديهم أوراق رسمية".
ويتابع "يتطلب الأمر إجراءات إدارية طويلة لاستخراج أوراق ثبوتية للأطفال مجهولي النسب".
حزام الفقر
ويقدر عدد أطفال الشوارع في مصر قرابة 16 ألفا، وفق بحث أجرته وزارة التضامن في العام 2014، بحسب المسؤول الإعلامي لبرنامج "أطفال بلا مأوى" حازم الملاح.
غير أن منظمة "يونسف" تقدر عددهم بـ"عشرات الآلاف"، وفق ممثل المنظمة في مصر، برونو مايس.
وترفض طبيبة الأطفال هنا أبو الغار، التي أنشأت في العام 2009 مؤسسة "بناتي"، الخوض في الأرقام، وتؤكد أن "كل التقديرات لا تحظى بالمصداقية".
ولكن في بلد يعيش 24 مليونا من سكانه، البالغ عددهم 90 مليونا، تحت خط الفقر، ويشهد أزمة اقتصادية قفزت بمعدل التضخم السنوي إلى قرابة 33% في نهاية أبريل/نيسان، "تتفاقم المشكلة بالتأكيد وتزيد الأعداد وتقلّ أعمار أطفال الشوارع"، بحسب أبو الغار.
وتعتقد الطبيبة الشابة أن "حزام الفقر"، وهي المناطق العشوائية الموجودة حول القاهرة والإسكندرية، والتي يقطنها ثمانية ملايين مصري، وفق تقديرات رسمية، "أصبحت المصدر الرئيسي" لأطفال لم يعرفوا أبدا معنى المنزل أو الأسرة.
وتقول "حتى بداية العقد الماضي، كان أكثر أطفال الشوارع من قرى الصعيد الفقيرة. ولكن خلال السنوات العشر الأخيرة كبرت العشوائيات وأصبحت تقذف بأطفال إلى الشارع يمارسون الدعارة والسرقة والتسول".
ويقول مايس إن "العنف المنزلي والعلاقات الجنسية بين المحارم داخل الأسرة ثم الفقر"، أبرز دوافع هروب الأطفال من بيوتهم، مضيفا "هذا يحدث في العشوائيات وفي الأسر التي تعاني من البطالة ومن تعاطي المخدرات ومن مستوى تعليمي ضعيف".
قنبلة قد تنفجر
وتواجه الجمعيات الأهلية التي تعمل مع أطفال الشوارع، المشكلات نفسها التي تصطدم بها وزارة التضامن. وتسعى "بناتي" إلى تقديم مساعدة عملية لهؤلاء الأطفال.
ففي منزل كبير محاط بحديقة في ضاحية 6 أكتوبر غربي القاهرة، يمرح أطفال تراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام في قاعة تستخدم كحضانة وتحوي لعبا وأوراقا وأقلاما للرسم والتلوين.
وينتمي هؤلاء إلى "الجيل الثاني أو الثالث" من أطفال الشوارع الذين تمكنت المؤسسة من استخراج أوراق ثبوتية لهم وجنبتهم أن يلقوا مصير أهاليهم.
بين هؤلاء الأبناء الثلاثة لأميرة، وهي شابة في الثانية والعشرين من عمرها تعيش في الشارع منذ أن كان عمرها خمس سنوات.
وتقول أميرة "اعتدت هذه الحياة وأكثر ما أعجبني فيها الحرية. لا أحد يقول لي أي شيء أو يفرض علي أي شيء وكل شيء مباح". ولكنها مع ذلك تقول باكية "لو تعلمت، لكنت أصبحت شخصا جيدا جدا".
وتزوجت أميرة زواجا عرفيا. وعندما جاءت إلى الجمعية، تم توثيق زواجها من والد أبنائها الذي ينفذ حاليا عقوبة سجن بسبب جريمة سرقة. وبالتالي كان في الإمكان استخراج شهادات ميلاد للأبناء الثلاثة ونقلهم إلى مركز الإقامة في ضاحية 6 أكتوبر.
وتتردد الشابة بصفة منتظمة على مركز الجمعية في منطقة الجيارة الشعبية غرب القاهرة، وهو عبارة عن شقة ضيقة يتم استقبال النساء فيها لمساعدتهن على العمل وإيجاد مسكن إذا كانت أعمارهن تزيد عن 18 عاما أو نقلهن إلى مركز إقامة إذا كن أصغر سنا.
وتلتقط الجمعية كذلك "الفتيات المعرضات" لأن تصبحن من أطفال الشوارع مثل نسرين التي وفرت لها "ماكينة حياكة أصنع بها أغطية للأسرة وأبيعها للجيران، فأكسب ما يساعدني على العيش أنا وإخوتي"، على حد قولها.
ولولا هذا العمل، كانت نسرين تريد ترك بيتها منذ ثلاث سنوات لتعيش "بعيدا عن المشاكل" الناتجة عن عجز والدها المعاق عن العمل.

وتقول أبو الغار "يجب أن نخشى انفجار مشكلة ملايين تربوا خلال العشرين سنة الأخيرة في العشوائيات وحرموا من أمان الأسرة ولا مهارات لديهم ويلجؤون إلى العنف لحل أي مشكلة. يتزوجون أحيانا 14 مرة ويعانون من كل الأمراض".
وتخلص إلى أن "المشكلة الحقيقية هي أن تعيش أجيال كاملة في الشوارع".

بحث عن ظاهرة اطفال الشوارع

الطفل يحتاج دائما إلى الرعاية و الاهتمام  فهذا كله من أبسط حقوق الطفل ،و لكن هناك فئة من الأطفال فرضت عليهم الظروف الحرمان من هذه الحقوق ،و يعرف هؤلاء الأطفال بأطفال الشوارع ،و لقد أصبحت  ظاهرة أطفال الشوارع من أخطر الظواهر التي تعاني منها الكثير من المجتمعات في مختلف دول العالم خاصة الدول النامية ،وسوف نتعرف خلال السطور التالية لهذه لمقالة على مفهوم هذه الظاهرة ،و أسبابها ،و آثارها فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة .
أولاً من هم أطفال الشوارع ..؟ ظاهرة خطيرة انتشرت بشكل مثير للجدل في مختلف المجتمعات خاصة التي تعاني من الفقر ويطلق مصطلح أطفال الشوارع على الأطفال الذين لم يلغوا من العمر ثمانية عشر عاماً ،و يعيشون بلا مسكن و يقضون ساعات طويلة في الشوارع .
ثانياً ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع ..؟ يوجد عدة أسباب كانت سبباً في انتشار هذه الظاهرة ،و هي كالتالي:
– فقدان الطفل لأبويه فلم يجد من يهتم به ويرعاه فيتجه إلى الشارع .
– التفكك الأسري ،و ذلك نتيجة للخلافات بين الزوجين ،و في الغالب تنتهي هذه الخلافات بالطلاق ،و ذلك يؤدي إلى تشرد الأطفال ،و يدفعهم ذلك إلى التوجه للشارع .
– اتباع أسلوب العنف في التعامل مع الطفل يدفعه في كثير من الأحيان إلى الهرب من المنزل .
– اتباع الأبوين لأسلوب التمييز بين الأبناء فمثلاً يقوم الأب أو الأم بتدليل أحد الأبناء ،و اتباع القسوة مع الآخر .
– الفقر الذي يؤدي إلى انهيار الأسر ،و تشرد الأبناء ،و خروجهم إلى الشارع بحثاً عن الطعام .
– فرض القيود على الأطفال فمثلاً حرمان الطفل من الخروج و التنزه يدفعه ذلك إلى البحث عن حريته فيهرب من المنزل .
– زيادة عدد أفراد الأسرة بالشكل الذي لا يسمح للأبوين بالوفاء باحتياجات الأطفال فيلجأ الطفل للشارع للحصول على ما يريده .
– كراهية الطفل للمدرسة و التعليم نتيجة لسوء معاملة المعلمين بجانب ذلك عدم سماع الأبوين لمشكلات الطفل يدفعه ذلك إلى الهرب من المنزل .
ما النتائج المترتبة على ظاهرة أطفال الشوارع ..؟ نتيجة لهذه الظاهرة الخطيرة تتأثر المجتمعات بعدة جوانب سلبية أبرزها الآتي
– انتشار الجرائم مثل السرقة ،و الاعتداءات ،و القتل .
– تعرض الأطفال للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة لعدم تقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم .
– يقع الأطفال فريسة لكبار المجرمين الذي يقومون باستغلال الأطفال في التسول ،و السرقة .
– تحول الأطفال إلى تعاطي المواد المخدرة ،و تدخين السجائر في سن مبكر .
– انتشار ظاهرة التسول في بلد ما يؤثر على مستوى هذه البلد بين البلدان الآخرى فتصبح من وجهة نظر السياح أنها بلد غير آمن .
كيف يمكن علاج هذه الظاهرة ..؟
– يجب على الدول التي تعاني من هذه الظاهرة أن تقوم بعمل حملات هدفها نقل الأطفال من الشارع إلى الملجأ ،و هناك يتلقى رعاية ،و عناية فائقة .
* دمج أطفال الشوارع مع غيرهم من أبناء المجتمع حتى لا يشعروا ،و كأنهم مشمشين .
* نشر الوعي في المدارس بمصير أطفال الشوارع حتى لا يفكر أحد الطلاب في الهروب من منزله ،و ترك أسرته .
* نشر الوعي بضرورة تحديد النسل ،و عدم انجاب أطفال دون التفكير في نفقاتهم ،و .
* نزول حملات مكثفة إلى الشوارع من جميع فئات المجتمع و ذلك لعقد جلسات مع أطفال الشوارع ،و اقناعهم بضرورة العودة إلى منازلهم أو الذهاب إلى الملاجئ
* وقوف الدولة بجانب الأسرة الفقيرة حتى تحافظ على كيانها و استقرارها .
* نشر الوعي الاجتماعي بين أبناء المجتمعات بضرورة الترابط الأسري
.

قاصرات الشوارع يروين قصصهن الموجعة

قاصرات الشوارع يروين قصصهن الموجعة: أبى ضاجعنى مرتين عقب معرفته بفقدان عذريتى.. وهربت بعد محاولة أخوالى معاشرتى.. وحملت وعمرى 11 عاما واغتصبنى 25 شابا.. والعنف الأسرى "خلى الشارع زى البيت"

قاصرات الشوارع يروين قصصهن الموجعة: أبى ضاجعنى مرتين عقب معرفته بفقدان عذريتى.. وهربت بعد محاولة أخوالى معاشرتى.. وحملت وعمرى 11 عاما واغتصبنى 25 شابا.. والعنف الأسرى "خلى الشارع زى البيت"

روى عدد من فتيات الشوارع القاصرات قصص بدء حياتهن مع الشارع، مؤكدين أن العنف الأسرى وسوء معاملة الأهل لهن هو ما دفعهن للهروب من منازلهن.

وبحسب الفيديو الذى أذاعه برنامج العاشرة مساءً، والذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى على قناة "دريم2"، قالت إحدى الفتيات باكية: "والدى سبب لجوئى إلى الشارع.. فقد كان كل ليلة يضربنى ويحاول أن يعتدى عليا جنسياً ما اضطرنى لترك المنزل، وبعد ذلك دعانى أحد الشباب فى الشارع العيش معه ومع والدته، ولكن اكتشفت أنه يعيش بمفرده وأفقدنى عذريتى تحت تهديد السلاح".

وتروى الأخرى قصة خروجها إلى الشارع، والتى بدأت بعد قيام أخوالها بمحاولة معاشرتها جنسياً، الأمر الذى دفعها لمغادرة بيت جدتها الذى كانت تقيم فيه لتتكيف مع الشارع بعد أن فقدت عذريتها وهى بنت 11 عاما وعندما ظهر عليها علامات الحمل أجهضت جنينها.

وفى الإطار نفسه، قالت إحدى فتيات الشارع القاصرات، إن أول محطاتها بالشارع كانت فى منطقة رمسيس بعد أن تعرفت على بعض أطفال الشوارع الذين عاشروها جنسياً الأمر الذى أصابها بحالة من الإحباط ما دفعها للعودة إلى منزلها مرة أخرى، وعندما علم والدها أنها ليست بكراً قام بمواقعتها جنسياً مرتين، وتابعت قائلة: "رحت سبت البيت ورجعت الشارع تانى لأنها مبقتش فارقة كتير وبعدها تعرضت للاغتصاب كتير جداً ومن أشخاص مختلفين، إحداها كانت فى حديقة بميدان التحرير من قبل 5 أفراد مارسوا معى الجنس".

وتقول أخرى إنها لجأت إلى المقابر لزيارة قبر أمها بعد أن تركت منزلها بسبب عنف أسرتها ففوجئت بقرابة 25 شابا ممن يتاجرون فى المخدرات قاموا باحتجازها فى أحد أحواش "الترب" لمدة شهر، وتابعت قائلة: "أول مرة أدخل فيها القرافة كان مع 25 نفرا وعملوا عليا حفلة.. كان دولاب مخدرات فى القرافة كلهم عاشرونى وحجزونى جنبهم"، لافتة إلى أنها شعرت بأعراض الحمل وهى فى سن الصغر بعد أن تعرضت للمواقعة الجنسية لمرات عدة مع أشخاص مختلفين، الأمر الذى دفعها إلى أن تجهض نفسها. 

وتستكمل أخرى قائلة "زوجى تاجر مخدرات ومدمن عاملنى بعنف لدرجة أنه كان يضربنى بالسلاح الأبيض ويحدث فى جسدى بعض الجروح النافذة الأمر الذى دفعنى للتوجه إلى بيت أهلى وعندما وجدت معاملة أهلى معى بنفس معاملة أبناء الشوارع قررت العيش فى الشارع وتركت منزل أهلى".

من جانبه قال عادل جاد الكريم، مدير فرع جمعية قرية الأمل، القائمة على إعادة تأهيل هؤلاء الفتيات إن الجمعية تعمل على هذه الحالات منذ عام 1988 مع البنين وبحلول عام 2000 بدأت تظهر الفتيات فى الشارع ويظهر عليها علامات الحمل خاصة فى الفئة العمرية ما بين 11 إلى 18 عاما الأمر الذى جعل الجمعية تكثف من عملها لإعادة تأهيل هذه الفئة لدمجها مرة أخرى فى المجتمع المصرى.


و جمعية قرية الأمل.. هي أول جمعية تؤسس لرعاية أطفال الشوارع في مصر في عام 1986، واعتمدت في عملها على منظومة عمل خاصة ومختلفة جعلت أحد خبراء منظمة الصحة العالمية يصفها بأنها جمعية متميزة على مستوى الشرق الأوسط، وبلغ بها النمو في نشاطها حد أن أصبحت مصدر تدريب وتأهيل الجمعيات الأخرى في نفس المجال سواء في مصر أو العالم العربي. ويوجد للجمعية 15 فرعاً في القاهرة وحدها، وفي طريقها لتأسيس فروع أخرى بالمحافظات.
مؤسس الجمعية هو الأستاذ سيد منير.. أجرت معه مراسلة لها أون لاين في القاهرة هذا الحوار:
• ما هي أهداف ونشاط جمعية قرية الأمل؟
ـ تقوم فكرة الجمعية على هدف رعاية الأطفال ذوي الظروف الصعبة بشكل عام، وبخاصة أطفال الشوارع والأطفال الأيتام والأطفال في الأسر المفككة، من خلال منظومة خاصة لمواجهة هذه الظاهرة.
درجة مواطن صالح
• كيف تعمل هذه المنظومة؟
ـ وجدنا أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيش فيها الأطفال في الشارع إلا أن حياة الشارع تتيح للطفل الحرية، وهذا عامل جاذب للطفل، فبدأنا بتقليل الارتباط بين الطفل وبين الشارع من خلال (مراكز الاستقبال) وهي مكان مخصص لاستقبال الأطفال والتعامل معهم وهو مؤهل بوسائل ترفيه ومشرف اجتماعي ومطبخ، ويقوم المشرف الاجتماعي بالالتقاء مع الأطفال والتحاور معهم وجذبهم كي يتعامل معهم وكي نرعاهم في الجمعية بدلاً من حياة الشارع.
ونقوم في الجمعية بدراسة حالة كل طفل، ودراسة إمكانية إعادته لأسرته مع حل المشكلة التي أدت إلى خروجه للشارع، وهذا أدى بنا إلى أن أنشأنا وحدة قروض ونقدم مشروعات صغيرة للأسر المستحقة لهذا مع اشتراط دخول الطفل للمدرسة، كما أسسنا فصول محو الأمية للكبار، وبالتالي فالطفل قبل إقامته بالجمعية يمر بمرحلة التأهيل التي يقوم بها أطباء متخصصون، وإذا كان الطفل في سن التعليم يتم إلحاقه بالمدرسة أو لو تعداه يلحق بتدريب مهني في ورش تابعة لنا في مدينة العاشر من رمضان.
ونظل نرعى الطفل حتى ينهي تعليمه وينهي مرحلة التجنيد، ونوفر لكل طفل منذ التحاقه بالجمعية دفتر توفير، وعند انتهاء التعليم وإقباله على الزواج نعطيه مبلغاً مخصصاً للإسكان بالتنسيق مع متبرعين وبهذا نصل به إلى درجة مواطن صالح بشكل تام.
رعاية المغتصبات
• عرفنا أنكم تقومون برعاية المغتصبات في الجمعية.. فماذا عن هذه الرعاية؟
ـ نعم نقوم بهذا بالتعامل مع البنات من أطفال الشوارع اللاتي تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي في الشارع على أيدي مجهولين، فقد بدأت الظاهرة في الأولاد فقط ثم انتشرت بين الفتيات أيضاً منذ ما يقرب من 10 سنوات، وبدأنا التعامل مع البنات لأنهن الأكثر تعرضاً للمخاطر والفساد في الشارع لإمكانية استغلالهن في أعمال الدعارة وممارسة البغاء، فنوفر لهن الرعاية، وبخاصة لو كانت حاملاً، من خلال مشروع أسميناه الأمهات الصغيرات الخاص بالبنات الصغيرات اللاتي حملن ولا يعرف والد الطفل، ونوفر لهن الرعاية الصحية والنفسية ونحاول تعديل سلوكهن ونقدم لهن أيضاً فكرة المشروع الصغير، كما توجد حضانة للطفل المولود في مدينة العاشر من رمضان، مع تأهيل الأم كي تقوم بدورها، ويشرف على هذا فريق طبي متخصص من الأطباء النفسيين من كلية الطب.
أهم الإنجازات
• ما أهم ما حققته الجمعية؟
ـ نقوم برعاية ما يزيد على 250 بالإضافة إلى ما يرد على مراكز الاستقبال ما بين 25-30 طفلاً يومياً وما يساوي 5 آلاف إلى 6 آلاف طفل سنوياً.
وقد وصف خبير من الأمم المتحدة الجمعية بأنها متميزة على مستوى الشرق الأوسط، كما أننا استحدثنا مركز استقبال متنقلا أخذته عنا ونفذته منظمة اليونيسيف العالمية لرعاية الطفل، كما قمنا بتدريب الجمعيات ذات النشاط الشبيه في عدد من الدول العربية مثل لبنان والمغرب واليمن وعمان. كما نقوم بتقديم التدريب بالتنسيق مع جهات دولية لمن يطلب خبرتنا.
بداية الفكرة
• كيف جاءت فكرة إنشاء جمعية قرية الأمل؟
ـ كنت مسافراً خارج مصر لفترة وعند عودتي في الثمانينيات وجدت ظاهرة أطفال الشوارع بدأت في الظهور بشكل واضح، فمن هنا عرضت الفكرة على مجلس الآباء بمدرسة أولادي ووجدت منهم استجابة واشتركنا معاً في رأس المال اللازم لإنشاء الجمعية، وكنت أول من رأس إدارة الجمعية.
الصعوبات والتمويل
• هل واجهتكم صعوبات عند إنشاء الجمعية؟
ـ نعم فالتراخيص بحاجة إلى وقت وصبر وجهد للحصول عليها، علاوة على بعض المشكلات في البداية مع وزارة الداخلية لأن الأطفال الذين يقبض عليهم يتم التعامل معهم بشكل سيئ فبنينا جسور علاقات طيبة مع وزارة الداخلية، فأصبحوا يتصلون بنا عند القبض على الأطفال من أجل رعايتهم، كما نقيم برامج مشتركة معهم لتوعية رجال الشرطة بخطورة ظاهرة أطفال الشوارع وكيفية التعامل معهم.
• ومن أين تحصلون على تمويل الجمعية؟
ـ في الأصل وعند البداية من المؤسسين، ثم بعد توسع النشاط نحصل على 80% من الاحتياجات المادية من الأهالي، علاوة على مشروعات مشتركة بيننا وبين جهات دولية مانحة.
خطط مستقبلية
• ما هي خططكم المستقبلية؟
ـ نسعى لإنشاء مشروعات استثمارية تنفق على الجمعية وأبنائها، بإنشاء نشاط تجاري على مستوى واسع، كما سنقوم بإنشاء فرع للجمعية لرعاية الإناث من أطفال الشوارع في الإسكندرية بالتعاون مع منظمة بلان الدولية.