Translate

الأحد، 22 يوليو 2018

الملكة أروى بنت أحمد الصليحي

أروى بنت أحمد الصليحي

أروى بنت أحمد الصليحي
بواسطة : المحيط
Share
أروى بنت أحمد الصليحي، هي الملكة سيدة بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي، ملكة الدولة الصليحية أول ملكة في الإسلام، واسمها (سيدة) تكاد تجمعُ عليه أغلبَ المصادر التاريخية، ويورده كذلك معاصرها عمارة اليمني( تـ569هـ/1147م)، ويتابعه بقية المؤرخين، ويتفق معهم في ذلك المؤرخون  الإسماعيلون، ومن أبرزهم إدريس عماد الدين الذي يقول بذلك، ويستند إلى نص وصيتها التي تقول في مستهلها:” هذا ما أوصت به (سيدة) ابنة أحمد”، وكذلك في أكثر من موضع من الوصية مِمَّا يقطع الشك باليقين. أما اسم أروى فنرجح أنه لحقها في عصر متأخر كثيراً ولأسباب ما نزال نجهلها.
ولدت في (حراز) غرب صنعاء، ونشأت في حجر أسماء بنت شهاب (أم المكرم الصليحي أحمد بن علي)، وتزوجها المكرم، وفلج، ففوض إليها الأمور، فاتخدت لها عاصمة ذي جبلة، أو جبلة كما تسمى اليوم.

حكمها


وقامت بتدبير المملكة والحروب إلى أن مات المكرم سنة 477هـ/1084م)، وخلفه ابن عمه (سبأ بن أحمد) فكتب خليفة مصر إلى الحرة: قد زوجتك بأمير الأمراء سبأ على مئة ألف دينار. ومات سبأ سنة (492هـ/1099م)، وضعف ملك الصليحيين؛ فتحصنت بذي جبلة، واستولت على ماحوله من الأعمال والحصون، وأقامت لها وزراء وعمالاً.
امتدت أيامها بعد ذلك أربعين سنةً، وهي التي دبرت في سنة (481هـ/1088م) أو (497هـ/1086م) قتل سعيد الأحول أحد قاتلي علي بن محمد الصليحي والد زوجها. ويقول أحد العلماء بالإسماعيلية إنها : ” تُعَدُّ من زعماء الإسماعيليين “. فقد استطاعت سيدة ممارسة الدعوة والحكم بفضل وقوف الدعوة والدعاة إلى جانبها ولما كانت تتمتع به من صفات شخصية وبُعْد نظر وعلم.

أهم أعمالها


  1. قامت ببناء جامع ” السيدة أروى” المعروف حاليا في جبلة في اليمن.
  2. قامت ببناء جزء من الجامع الكبير في صنعاء.
  3. بنت المرافق الخدمية وجعلت الكثير من الاراضي الزراعية وقف للمواشي.
  4. قامت أيضاَ بإيصال مياه الشرب الى كل سكان مدينة جبلة عن طريق سقاية تمتد من أعلى قمم الجبل الى البيوت.
  5. اهتمت بالعلم والعلماء ووفرت لهم المساكن واعطتهم رواتب.
  6. امرت بتشكيل حلقات للعلم في جامع جبلة التي التحق بها طلاب العلم من كل مناطق اليمن.
  7. قامت في عهدها ثورة زراعية وتجارية نتيجه الاستقرار السياسي الذي جعل القوافل تاتي اليمن من كل المناطق العربية.
  8. سمحت بتعدد المذاهب وحق حرية العبادات وبهذا قلت النزاعات.

وفاتها


عمرت “أروى” طويلاً، توفيت بذي جبلة سنة (532هـ/1138م)، ودفنت في جامعها وهو من بنائها، ولها مآثر وسبل وأوقاف. وهي أطول من حكم من ملوك الصليحيين وآخرهم شأناً.

«رابعة العدوية».. شهيدة العشق الإلهي




رابعة العدوية
رابعة العدوية

«إلهي أنارت النجوم، ونامت العيون، وغلَّقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك.. إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ، أم رددتها علي فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني، وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك».
حالة حب شديد فيها يشتاق المحب إلى لقاء الله تعالى، فلا يرى شيئا إلا وجد فيه الله سبحانه وتعالى، وينتج عن هذا العشق أحوال من المكاشفات، والملاطفات التي لا يحيطها وصف، ولا يعرفها إلا من ذاقها إنه «العشق الإلهي».
فـ «رابعة العدوية» عاشقة الله، وشهيدة العشق الإلهي، أول من أخضعت لفظي الحب والعشق لقاموس المعنى الصوفي، واستخدمتهما تصريحًا في مناجاتها، وهي من أدخلت مفهوم العبادة من أجل المحبة، لا من أجل الخوف من النار أو الطمع في الجنة.
كانت رائعة الجمال فاتنة فائقة الحسن، لكنها لم تتزوج، ليس إعراضًا عن الزواج بل انشغالها بحلاوة العبادة والتقرب إلى الله تعالى، ومخافة أن تقصر بسبب ذلك في حق زوجها.
احترفت عزف الناي والغناء، لفترة من حياتها، ثم رأت رؤية جاءها فيها نور ساطع أمرها بترك اللهو والغناء للعبادة والقرآن، فما كان منها إلا أن انقطعت عنهما ولزمت العبادة واستبدلت شعرها في اللهو بمناجاتها الرائعة في العشق الإلهي والزهد.
تخلت عن متاع الدنيا ابتغاء رضوان الله، تخلت عن حب من يفنى، وجعلته جزءًا بسيطًا من حب من يبقى، حب الله الذي بيده يجعل الدنيا كلها تحب من أحبه وتتبعه، فيكون سيدها، وقائدها، لا تابعها وهالكها.
دخلت رابعة طريق العباد والزهاد.. طريق البكاء والخوف، وطريق التهجد في الليالي الطوال، فكانت تحضر حلقات المساجد، والأذكار، فـ إتخذت حياتها في حلقات الذكر والوعظ والإرشاد ومغالبة النفس.
كانت لرابعة أحوال شتى، فـ مرة يغلب عليها الحب، ومرة يغلب عليها اليأس، وتارة يغلب عليها البسط، ومرة يغلب عليها الخوف، ولكن العشق الإلهي يبقى طابعها المميز، ورائدها في تصوفها.
قال لها سفيان الثوري: «ما حقيقة إيمانك؟»، فقالت له: «ما عبدته خوفًا من ناره، ولا حبًا لجنته، فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حبًا وشوقًا إليه».

نساء غيرن التاريخ