Translate

الاثنين، 20 يناير 2014

افضل 100 كتاب ادبي على مر التاريخ

افضل 100 كتاب ادبي على مر التاريخ

افضل 100 كتاب ادبي على مر التاريخ تبدأ بـ دون كيشوت وتحتوي على رائعة الطيب صالح موسم الهجرة للشمال ورواية نجيب محفوظ اولاد حارتنا
وهي بضبانتها نسخاً ولصقاً فأرياً كما يلي
1دون كيخوته : سيرفانتيس.
Don Quixote Miguel de Cervantes
2الاشياء تتداعى : غينوا اتشيبي .
Things fall apart Chinua Achebe
3حكايات خرافية : هانز كريستيان اندرسن .
Fairy tales and stories Hans Christian Andersen
4كبرياء وهوى : جين اوستن
Pride and prejudice Jane Austen
5الاب غوريو : بلزاك
Old Goriot Honore de Balzac
6ثلاثية ( مولوي ) ( مالون يموت ) ( اللامسمى ) : صموئيل بيكيت
Trilogy: Molloy, Malone dies, The Unnamable Samuel Beckett
7الديكاميرون : جيوفاني بوكاتشيو
Decameron Giovanni Boccaccio
8روايات مختارة : خورخي لويس بورخيس
Collected fictions Jorge Luis Borges
9مرتفعات ويذرنج : اميلي برونتي
Wuthering Heights Emily Bronte
10الغريب : البرت كامو
The Stranger Albert Camus
11قصائد : بول تسيلان
Poems Paul Celan
12رحلة في آخر الليل : سيلين
Journey to the end of the night Louis-Ferdinand Celine
13حكايات كانتيبري : جيفري تشوسر
Canterbury Tales Geoffrey Chaucer
14نورسترومو : جوزيف كونراد
Nostromo Joseph Conrad
15الكوميديا الالهية : دانتي اليجيري
The Divine Comedy Dante Alighieri
16الآمال العظيمة : تشارلز ديكنز
Great expectations Charles Dickens
17جاك المؤمن بالقدر : ديدرو
Jacques the fatalist and his master Denis Diderot
18برلين : الفرد دبلن
Berlin Alexanderplatz Alfred Doblin
19الجريمة والعقاب : ديستوفيسكي
Crime and punishment Fyodor Dostoyevsky
20الابلة : ديستوفيسكي
The Idiot Fyodor Dostoyevsky
21الممسوس : ديستوفيسكي
The Possessed Fyodor Dostoyevsky
22الاخوة كارمازوف : ديستوفيسكي
The Brothers Karamazov Fyodor Dostoyevsky
23ميدل مارش : جورج اليوت
Middlemarch George Eliot
24الرجل الخفي : رالف اليسون
Invisible man Ralph Ellison
25ميديا : يوربيديس
Medea Euripides
26ابسالوم ، ابسالوم : وليم فولكنر
Absalom, Absalom William Faulkner
27الصخب والعنف : وليم فولكنر
The Sound and the fury William Faulkner
28مدام بوفاري : فلوبير
Madame Bovary Gustave Flaubert
29التربية العاطفية : فلوبير
A Sentimental education Gustave Flaubert
30اغاني الغجر : لوركا
Gypsy Ballads Federico Garcia Lorca
31مائة عام من العزلة : ماركيز
One hundred years of solitude Gabriel Garcia Marquez
32الحب في زمن الكوليرا :ماركيز.
Love in the time of cholera Gabriel Garcia Marquez
33ملحمة جلجامش .
The Epic of Gilgamesh
34فاوست : غوته .
Faust Johann Wolfgang von Goethe
35الارواح الميتة : غوغول .
Dead souls Nikolai Gogol
36الطبل الصفيح : غونتر غراس .
The Tin Drum Günter Grass
الشيطان : روسا
The Devil to pay in the backlands Joao Guimaraes Rosa
38الجوع : كنوت هامسن
Hunger Knut Hamsun
39الشيخ والبحر : ارنست همنغواي .
The Old man and the sea Ernest Hemingway
40الإلياذة : هوميروس .
The Iliad Homer
41الاوديسة : هوميروس
The Odyssey Homer
42بيت الدمي : هنريك ابسن
A Doll’s house Henrik Ibsen
43كتاب ايوب
The Book of Job Anon
44يوليسس : جيمس جويس
Ulysses James Joyce
45القصص الكاملة : كافكا
The Complete Stories Franz Kafka
46المحاكمة : كافكا
The Trial Franz Kafka
47القلعة : كافكا
The Castle Franz Kafka
48تمييز شاكونتالا : كاليداسا
The Recognition of Sakuntala Kalidasa
49بلد الثلج : ياسوناري كواباتا
The Sound of the mountain Yasunari Kawabata
50زوربا اليوناني : نيكوس كازنتزاكيس
Zorba the Greek Nikos Kazantzakis
51ابناء وعشاق : د . هـ . لورانس
Sons and lovers D H Lawrence
52الشعب المستقل : هالدور ليزانس
Independent people Halldor K Laxness
53القصائد الكاملة : جياكومو ليوباردي
Complete poems Giacomo Leopardi
54المفكرة الذهبية : دوريس ليسنغ
The Golden notebook Doris Lessing
55بيبي ذات الجورب الطويل : استريد ليندجرين
Pippi Longstocking Astrid Lindgren
56يوميات مجنون وقصص اخرى : لو
Diary of a madman and other stories Lu Xun
57المهابهارتا
Mahabharata Anon
58اولاد حارتنا : نجيب محفوظ
Children of Gebelawi Naguib Mahfouz
59آل بودنبروك : توماس مان
Buddenbrooks Thomas Mann
60الجبل السحري : توماس مان
The Magic Mountain Thomas Mann
61موبي ديك : هرمان ملفيل
Moby Dick Herman Melville
62مقالات : ميشيل مونتين
Essays Michel de Montaigne
63تاريخ : اليزا مورانت
History Elsa Morante
64محبوبة : توني موريسون
Beloved Toni Morrison
65حكاية جنجي : موراساكي شيكيبو
The Tale of Genji Murasaki Shikibu
66رجل بلا خصال : روبرت موزيل
The Man without qualities Robert Musil
67لوليتا : فلاديمير نابكوف
Lolita Vladimir Nabokov
68ملحمة نجالس
Njal’s saga
69: جورج اوريل
George Orwell
70التحولات : اوفيد
Metamorphoses Ovid
71كتاب اللاطمانينة : فوناندو بيسوا
The Book of Disquiet Fernando Pessoa
72الحكايات الكاملة :ادغار الن بو
The Complete tales Edgar Allan Poe
73البحث عن الزمن الضائع : مارسيل بروست
Remembrance of things past Marcel Proust
74غارغانتو بنتاغروئيل : رابليه
Gargantua and Pantagruel Francois Rabelais
75بيدور بارمو : خوان رولفو
Pedro Paramo Juan Rulfo
76المثنوي : جلال الدين الرومي
The Mathnawi Jalalu’l-Din Rumi
اطفال منتصف الليل : سلمان رشدي
Midnight’s children Salman Rushdie
78بستان سعدي : سعدي الشيرازي
The Bostan of Saadi (The Orchard) Sheikh Saadi of Shiraz
79موسم الهجرة الى الشمال : الطيب صالح
A Season of migration to the north Tayeb Salih
80العمى : خوزيه سارماغو
Blindness Jose Saramago
81هاملت : وليم شكسبير
Hamlet William Shakespeare
82الملك لير : وليم شكسبير
King Lear William Shakespeare
83عطيل : وليم شكسبير
Othello William Shakespeare
84يوبيدوس ملكا : سوفوكليس
Oedipus the King Sophocles
85الاحمر والاسود : ستندال
The Red and the black Stendhal
86حياة واراء ترنسندام شاندي : لورانس شتيرن
The Life and opinions of Tristram Shandy Laurence Sterne
87اعترافات زينو : ايتالفو سفيفو
Confessions of Zeno Italo Svevo
88رحلات غوليفر : جوناثان سويفت
Gulliver’s travels Jonathan Swift
89الحرب والسلام : تولستوي
War and Peace Leo Tolstoy
90آنا كارنينا : تولستوي
Anna Karenina Leo Tolstoy
91موت ايفان ايليتش وقصص اخرى : تولستوي
The Death of Ivan Ilyich and other stories Leo Tolstoy
92قصص مختارة : انطوان تشيكوف
Selected Stories Anton Chekhov
93الف ليلة وليلة
Thousand and One Nights
94مغامرات هوكلبريري فين : مارك توين
The Adventures of Huckleberry Finn Mark Twain
95الرامايانا : فالميكي
Ramayana Valmiki
96الانيادة : فيرجيل
The Aeneid Virgil
97اوراق العشب : والت ويتمان
Leaves of grass Walt Whitman
98السيدة دالواي : فيرجينيا وولف
Mrs Dalloway Virginia Woolf
99إلى المنارة : فرجينيا وولف
To the lighthouse Virginia Woolf
100مذكرات هادريان : مرغريت يوسنار
Memoirs of Hadrian Marguerite Yourcenar
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
دون كيخوت العمل الأصلي الجزء الأول في 1605
دون كيخوت دي لامانتشا (بالإسبانية: Don Quijote، يعرف بالعربية: بدون كيشوت) هي رواية مكتوبة مبكره للمؤلف الإسباني ميغيل دي سرفانتس سافيدرا. اوجد سرفانتس المنشأ الروائي لقصة دون كيخوت استنادا إلى مخطوطة من اختراع مؤرخ مغاربي، كان العمل في مجلدين : الأول في 1605، والثاني في 1614.
نشر عام 1605 م. الجزء الأول من رواية (العبقري النبيل دون كيشوت دي لامانتشا) وتلفظ أحياناً (دون كيخوت) أما الجزء الثاني فلم يظهر سوى عام 1615 م وهي أروع الكتب في الأدب العالمي وكثيراً مايقارن سيرفانتس في حياته الواقعية ببطله الخيالي.
ــــــــــــــ
دون كيشوث وتنطق بالاسبانية ( دون كيخوتة) الكتاب الذي ظفر بنجاح في اسبانيا منذ ظهوره عام 1605 ثم في بقية انحاء العالم يكاد ان يكون منقطع النظير، حيث طبع (500) مرة في اللغة الاسبانية و (200) مرة في الانجليزية وما يعادلها في الفرنسية وانه مترجم الى معظم لغات الأرض.
وفي هذا دلالة واضحة على انه عبارة عن قصة انسانية لم يقف تأثيرها عند شعب دون شعب، ولم يقتصر نفوذها على زمان دون زمان.
@ نجاح غير متوقع
عندما اصدر ميجيل دى سيرفانتس (1547- 1616م) روايته هذا عام 1605م لم يكن معروفا في الاوساط الادبية ولم يكن احد يتوقع له هذا النجاح الساحق، بل كان مجرد جندي متقاعد يعاني من الضيق المادي وله بعض المحاولات غير الناضجة في كتابة التمثيليات والروايات والنقد الادبي.
@ الرواية وخلاصتها
دون كيشوت هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين – بورجوازي متوسط الحال يعيش في احدى قرى اسبانيا ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في ان يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الارض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين.
فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه فأصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا اعجف هزيلا.
وانطلق على هذه الهيئة شأن الفرسان السابقين الذين انقرضوا منذ أجيال.
ثم تذكر وهو سائر في طريقه فرحا مزهوا ان الفارس الجوال لا بد له من تابع مخلص أمين، فعمد الى فلاح ساذج من ابناء بلدته وهو سانشوبانزا فيفاوضه على ان يكون تابعا له وحاملا لشعاره، ويعده بان يجعله حاكما على احدى الجزر حين يفتح الله عليه، ويصدقه سانشو ويضع خرجه على حماره ويسير خلف سيده الجديد.
@ معركة طواحين الهواء
واول المعارك التي سعى هذا الفارس الوهمي الى خوضها كانت ضد طواحين الهواء اذ توهم ( ولم يكن شاهد مثلها من قبل!) انها شياطين ذات اذرع هائلة واعتقد انها مصدر الشر في الدنيا، فهاجمها غير مصغ الى صراخ تابعه وتحذيره ورشق فيها رمحه فرفعته اذرعها في الفضاء ودارت به ورمته ارضا فرضت عظامه.
@ معركة الأغنام
ثم تجىء بعد ذلك معركة الاغنام الشهيرة فلا يكاد دون كيشوت يبصر غبار قطيع من الاغنام يملأ الجو حتى يخيل اليه انه زحف جيش جرار فيندفع بجواده ليخوض المعركة التي اتاحها له القدر ليثبت فيها شجاعته ويخلد اسمه وتنجلي المعركة عن قتل عدد من الاغنام وعن سقوط دون كيشوت نفسه تحت وابل من احجار الرعاه يفقد فيها بعض ضروسه.
@ سانشو التابع المظلوم
ولا يسلم سانشو المسكين خلال مغامرات سيده المزعوم من الأذى، فالبرغم من انه يحب السلم وتؤثر السكينة على القتال فإن المشكلة تجىء من ان دون كيشوت بوصفه فارسا لا يباح له الا قتال الفرسان فاذا جاء العدوان او الاستفزاز من مدنيين، فقد وجب ان يتكفل بهم سانشو، والنتيجة الحتمية لذلك ان يتحمل سانشو الكلمات والصفقات والضرب بالعصى والرجم بالحصى والتقاذف في الملاءات! تماما كما حدث مع فريق من التجار الذين احتك (بدون قصد) فرس دون كيشوت بافراسهم اثناء مسيرته، وكما حدث مرة اخرى عندما رفض دون كيشوت ان يدفع اجر مبيتهما في فندق على الطريق اذ توهم انه بات ليلته في قلعة من قلاع الفرسان.
وتتولى مغامرات دون كيشوت الذي يجرجر وراءه تابعه المغلوب على امره وتتوالي هزائمه في كل المعارك التي خاضها وهو في كل مرة يدرك انه قد هزم بالفعل، ولكنه لا يفسر الأمر على الوجه الصحيح فيرجعه الى جنونه هو، وانما يفسره على ان خصومه من السحرة قد ارادوا حرمانه من نصر مؤكد فمسخوا بسحرهم العمالقة الشياطين الى طواحين هواء ومسخوا الفرسان المحاربين الى اغنام.
@ الصراع بين المثالية والواقعية
ولعلنا لا نتجاوز الحق اذا قلنا ان هذه القصة تمثل الصراع الأبدي بين مثالية تتطلع الى الخير والحق والجمال وبين واقع عملي نفعي يفرض وجوده على البشر فدون كيشوت كان مبتغاه الاصلي ان يخرج ليملأ الارض عدلا بعد اذ امتلأت جورا، ولكن جهاده لا ينتهي الى شيء، وربما انعكست الآية فجلبت عليه من المضرة فوق ما حدث له من الخير.
1 تأثير الرواية
2 الرواية
3 التفاعل النصي
4 المراجع
[عدل] تأثير الرواية
دون كيخوت ل Honoré Daumier (1868)
عندما اصدر ميجيل دى سيرفانتس (1547- 1616م) روايته هذا عام 1605م لم يكن معروفا في الاوساط الادبية ولم يكن أحد يتوقع له هذا النجاح الساحق، بل كان مجرد جندي متقاعد يعاني من الضيق المادي وله بعض المحاولات غير الناضجة في كتابة التمثيليات والروايات والنقد الادبي[1]. رواية دون كيخوت هي العمل الأكثر تأثيرا من الادب الأسباني في العصر الذهبي وربما الادب الأسباني بأسره مؤسسا لاعمال الغرب الحديثة في الأدب، وهي الأكثر رواجا من اعمال الادب غير الديني وغير السياسي في كل الاوقات. رواية دون كيخوت هي الأكثر شعبية في التاريخ ونالت هذه الرواية الزاخرة بأعمال البطولة مرتبة أفضل رواية من بين روايات أفضل ” مئة كاتب في العالم”[2].
[عدل] الرواية
التماثيل البرونزية في مكان ميلاد سرفانتس متاحف — الكالا دي ايناريس دون كيخوت وسانشو بانزا
دون كيخوت هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين – بورجوازي متوسط الحال يعيش في إحدى قرى إسبانيا في إقليم لامانشا الإسباني ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في أن يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الأرض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين. فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه فأصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا اعجفاهزيلا[1].
يروي المؤلف في كتابه هذا ما حدث لنبيل كان يعيش في إقليم لامانشا الإسباني، ولا يملك سوى درع ورمح وفرس. إلا أن هذا لم يمنعه من أن ينصب نفسه فارسا متجولا برفقة فلاح بسيط من جيرانه يدعى سانشو بانزا، معتقدا أن من واجبه محاربة الظلم والظلام في كافة بقاع الأرض. كان سانشو بانزا ضخم الجثة بعكس صاحبه دون كيخوتي الطويل الهزيل، وتنشأ المفارقات المضحكة ابتداء بمنظر الرجلين ثم تستمر على طوال هذه الرواية الكوميدية ذات الأسلوب الجميل والخفيف.[3]
شخصية دون كيخوت من النماذج الإنسانية العليا وهي شخصية مغامرة حالمة تصدر عنها قرارات لاعقلانية، اما رفيقه سنشوينثا فيمثل بدن الإنسان، هذا الرفيق الاصيل للروح.[4].
حديث دون كيخوت مع سانشو، المؤمن بالفروسية والخادم الشكاك، من أكثر الحوارات سحراً في الأدب.جزأي دون كيخوت اشبه بالنظرية وعكسها. فنرى دون كيخوت في الجزء الأول من الرواية كمبدع فانتازي حقيقي أُتخم من قراءة نصوصٍ قديمة عفنة، فينطلق ليسن قوانين الفروسية من جديد، ليدافع عن العدالة والحب في عالمٍ آثم. يقاتل طواحين الهواء، النعاج وبنات صاحب الخان. ويقول كارلوس فوينتز، في مقالته العظيمة عن دون كيخوتة، ” إنها فن يُحيي ما قتله التاريخ.”
أما الجزء الثاني من الرواية فيقطع العرى مع الماضي. ونجد كيخوت، الذي جلد سانشو قبل قليل لاعتقاده أن معلمه لا يعرف أن دولوسينيا ليست فائقة الجمال. إنه يعرف أنها مجرّد فتاة قروية سوقية، لكنها أنبل من أن تبقى كذلك، ينادي على سانشو: ” تعال، يكفي أن أراها أنا جميلة وشريفة. لقد رسمتها في مخيلتي كما أريدها أن تكون.” إننا لا نعرف هنا من يسخر من من، ومن نحن لنشرّع الفرق بين الحلم والحقيقة؟ إننا الممثلون والجمهور معا في تمثيلية تحزيرية.
هنا ينقض دون كيخوت على عرض دمى متحركة ويقطع رأس الجنود-الدمى، ليمنعهم من اعتقال عاشق وأميرته وهما هاربان معا إلى أحضان الحرية. ثم يعوّض بعدئذٍ صاحب الدمى بسخاء لقاء “دين الشرف” هذا. في الفصل الأخير نرى التركيب النهائي:
يتبرأ دون كيخوتة المحتضر من ” أشباح الجهل السوداء” التي جاءته من القراءة ” من كتبي البغيضة عن الفروسية”. ويندم على شيء واحد فقط وهو عدم امتلاكه الوقت الكافي لقراءة ” كتب أخرى يمكن أن تنير الروح[4].

الأحد، 19 يناير 2014

أغذية لمحاربة نزلات البرد

أغذية لمحاربة نزلات البرد
أكدّ مركز استعلامات المستهلك بمدينة ميونيخ الألمانية أنه يُمكن مواجهة
الفيروسات والبكتيريا المسببة لنزلات البرد في الشتاء من خلال تناول
الأطعمة المحتوية على المواد المثبطة للالتهاب أو التي تتمتع بتأثير
مضاد للبكتيريا.

ويضرب المركز الألماني أمثلة لهذه الأطعمة:

• الفلفل الأحمر:
إن الحساء الساخن المحتوي على الفلفل الأحمر الحار يعمل على تحفيز
إفراز العرق الصحي، كما أن الفلفل الحار يسهم في تحفيز سريان الدم
داخل الأغشية المخاطية، وبذلك تكون هذه الأغشية على استعداد للتصدي
للبكتيريا على نحو أفضل.

ويرجع هذا التأثير الرائع للفلفل الحار إلى احتوائه على فيتامين (ج)
وزيوت طيّارة وكذلك بعض المواد النباتية الثانوية، التي تعمل على
الوقاية من البكتيريا.

• الفجل الحار:
إن الفجل الحار الذي يحتوي أيضاً على فيتامين (ج) يتمتع بتأثير مشابه،
كما تتميز زيوت الخردل الموجودة بداخله والمحتوية على مادة الكبريت
بتأثير مضاد للبكتيريا والفيروسات.

• الزنجبيل:
إن الزنجبيل يتمتع بتأثير مثبط للالتهاب ومضاد للبكتيريا، ومن الأفضل
أن يتم تناوله لأكثر من مرة على مدار اليوم في صورة شاي ساخن.

• نبات البيلسان:
يتمتع مشروب نبات البيلسان الساخن بتأثير محفز للتعرق الصحي ومزيل
للإفرازات المخاطية بفضل ما يحتويه من زيوت طيّارة.وكي يُجدي
مشروب البيلسان الساخن نفعاً من الأفضل أن يتم الاستلقاء في الفراش
وتدفئة الجسم جيداً بعد احتسائه، كي يتم طرد نزلة البرد إلى خارج

 الجسم بفعل عملية التعرق.

هل تعرف من هو معلم أروبا و أستاذها ؟







قد تظن أنه أعطى الأوروبيين علماً معيناً أو كتباً محددة. لا يقتصر الأمر على ذلك بل قد أعطاهم ما هو أهم من هذا بكثير، لقد أعطاهم إضافة إلى الكثير من مؤلفاته الخاصة العديد من كتب الفلسفة اليونانية التي لم تصل الا عبر شروحه، إلى جانب منهجية البحث والنقد العلمي الفكري الخاصة به.

إنه الطبيب الفيلسوف ابن رشد

أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي أحد أبرز فلاسفة الحضارة الإسلامية الذين أثروا في الشرق والغرب، وهو من أعظم المفكرين الذين حاولوا التوفيق بين الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية.
يسمى في الغرب بالشارح بسبب شروحه المتميزة لأعمال أرسطو، فلقد عني بكلام أرسطو وترجمه إلى العربية وزاد عليه زيادات كثيرة.
ترجمت كثير من مؤلفاته إلى عدة لغات، وظل الكثير من كتبه ضمن المقررات الدراسية في جامعة باريس وجامعات أوربية أخرى لمئات السنين. وبقي تأثيره على أوروبا حتى القرن السادس عشر.

ولد ابن رشد عام 520هـ ونشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والقضاء وكان جده -واسمه أيضا محمد بن رشد أبو الوليد- فقيها مالكيا وإماما لجامع قرطبة الشهير.
وقد درس على أيدي مشاهير العلماء والفقهاء واستفاد من ذخائر مكتبات قرطبة، وكان بحرا في شتى العلوم من طب وفلسفة ومنطق وكلام وفلك وفقه ورياضيات وفيزياء وشعر وموسيقى.

ترك ابن رشد عددا ضخما من الكتب والآثار العلمية، لكن مع الأسف لم تصلنا كلها وبعضها ضاع أصلها العربي وبقيت ترجمتها.
له مؤلفات طبية تبلغ عشرين كتاباً أهمها (الكليات في الطب) وهو متوفر باللاتينية، و(التصوير الشمسي) وترجم الى اللاتينية والأسبانية والعبرية.
وفي علم الفلك له ملخص لكتاب المجسطي وقد ترجم الى العبرية، ورسالة في حركة الفلك اسمها (تلخيص كتاب النفس).
وأما الفلسفة فله فيها مؤلفات كثيرة منها: (فلسفة ابن رشد)، (فصل المقال فيما بين الحكمة والاتصال)، و(تهافت التهافت) في الرد على كتاب الامام الغزالي (تهافت الفلاسفة).
كما ألف (التحصيل في اختلاف مذاهب العلماء) ،(الضروري)في المنطق ،(منهج الأدلة) في الأصول، و(بداية المجتهد ونهاية المقتصد)في الفقه.
وله (جوامع كتب أرسطا طاليس) في الطبيعيات والإلهيات، و(علم مابعد الطبيعة).

كان ابن رشد دمث الخلق فقدّمه المنصور الموحدي وأجلّه فكان طبيباً في بلاطه. ثم اتهمه خصومه بالزندقة والإلحاد وأوغروا صدر المنصور عليه فأبعده عن البلاط وأحرق بعض كتبه. ثم رضي عنه وأذن له بالعودة في العام الأخير من حياته، وكانت وفاته عام 595هـ.

د. محمد فارس/موسوعة علماء العرب والمسلمين
باقر أمين الورد/ معجم العلماء العرب

Photos of Life They are absolutely PRECIOUS! صور قيمه جداً


Subject:Photos of Life They are absolutely PRECIOUS!














































أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي


سلسلة المجاهدون




أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي



النسب والقبيلة

أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي ، الملقب بالمنصور الموحدي .

المولد و النشأة

ولد سنة 554هـ، ولاه أبوه الوزارة فاستفاد من ذلك معرفة بأحوال الناس وسياسة الحكم، ولما مات أبوه اجتمع الموحدون وبنو عبد المؤمن على توليته، فبايعوه وعقدوا له الولاية ولقبوه بالمنصور[1].

أهم المعارك ود وره فيها ( موقعة الأرك )

غزا أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن، صاحب بلاد المغرب والأندلس، بلاد الفرنج بالأندلس؛ وسبب ذلك أن ألفنس ملك الفرنج بها ، و مقر ملكه مدينة طليطلة ، كتب إلى يعقوب كتابًا نسخته: باسمك اللهم فاطر السموات والأرض؛ أما بعد أيها الأمير، فإنه لا يخفى على كل ذي عقل لازب، ولا ذي لب وذكاء ثاقب، أنك أمير الملة الحنيفية، كما أنا أمير الملة النصرانية ، وأنك من لا يخفى عليه ما هم عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل ، وإهمال الرعية ، واشتمالهم على الراحات ، و أنا أسومهم الخسف وأخلي الديار، و أسبي الذاراري، و أمثل بالكهول، وأقتل الشباب، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم، وقد أمكنتك يد القدرة، وأنتم تعتقدون أن الله فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفًا، فقد فرض عليكم قتال اثنين منا بواحد منكم، ونحن الآن نقاتل عددًا منكم بواحد منا، ولا تقدرون دفاعًا، ولا تستطيعون امتناعًا.
ثم حكي لي عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، و تمطل نفسك عامًا بعد عام، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، ولا أدري الجبن أبطأ بك أم التكذيب بما أنزل عليك.
ثم حكي لي عنك أنك لا تجد سبيلاً للحرب لعلك ما يسوغ لك التقحم فيها ، فها أنا أقول لك ما فيه الراحة، وأعتذر عنك، و لك أن توافيني بالعهود والمواثيق والأيمان أن تتوجه بجملة من عندك في المراكب و الشواني ، و أجوز إليك بجملتي وأبارزك في أعز الأماكن عندك ، فإن كانت لك فغنيمة عظيمة جاءت إليك ، وهدية مثلت بين يديك ، و إن كانت لي كانت يدي العليا عليك ، و استحققت إمارة الملتين ، و التقدم على الفئتين ، و الله يسهل الإرادة ، و يوفق السعادة بمنه لا رب غيره ، و لا خير إلا خيره.
فلما وصل كتابه وقرأه يعقوب كتب في أعلاه هذه الآية : {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [النمل: 37]، وأعاده إليه، و جمع العساكر العظيمة من المسلمين وعبر المجاز إلى الأندلس .
وقيل كان سبب عبوره إلى الأندلس أن يعقوب لما قاتل الفرنج سنة ست وثمانين وصالحهم، بقي طائفة من الفرنج لم ترض الصلح، كما ذكرناه، فلما كان الآن جمعت تلك الطائفة جمعًا من الفرنج، وخرجوا إلى بلاد الإسلام، فقتلوا وسبوا وغنموا وأسروا ، وعاثوا فيها عيثًا شديدًا، فانتهي ذلك إلى يعقوب، فجمع العساكر ، وعبر المجاز إلى الأندلس في جيش يضيق عنهن الفضاء ، فسمعت الفرنج بذلك، فجمعت قاصيهم و دانيهم ، وأقبلوا إليه مجدين على قتاله، واثقين بالظفر لكثرتهم ، فالتقوا، تاسع شعبان، شمالي قرطبة عند قلعة رياح، بمكان يعرف بمرج الحديد، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فكانت الدائرة أولاً على المسلمين، ثم عادت على الفرنج، فانهزموا أقبح هزيمة وانتصر المسلمون عليهم، {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}   ]التوبة: 40 .
وكان عدد من قتل من الفرنج مائة ألف وستة وأربعين ألفًا ، و أسر ثلاثة عشر ألفًا ، وغنم المسلمون منهم شيئًا عظيمًا، فمن الخيام مائة ألف وثلاثة وأربعون ألفًا، ومن الخيل ستة وأربعون ألفًا، ومن البغال مائة ألف، ومن الحمير مائة ألف . و كان يعقوب قد نادى في عسكره : من غنم شيئًا فهو له سوى السلاح ؛ و أحصى ما حمل إليه منه ، فكان زيادة على سبعين ألف لبس ، و قتل من المسلمين نحو عشرين ألفًا .
ولما انهزم الفرنج اتبعهم أو يوسف ، فرآهم قد أخذوا قلعة رياح ، وساروا عنها من الرعب و الخوف ، فملكها ، و جعل فيها واليًا ، و جندًا يحفظونها، و عاد إلى مدينة أشبيلية  .
وأما ألفنس ، فإنه لما انهزم حلق رأسه ، ونكس صليبه ، و ركب حمارًا، وأقسم أن لا يركب فرسًا ولا بغلاً حتى تنصر النصرانية ، فجمع جموعًا عظيمة، وبلغ الخبر بذلك إلى يعقوب، فأرسل إلى بلاد الغرب مراكش وغيرها يستنفر الناس من غير إكراه ، فأتاه من المتطوعة والمرتزقين جمع عظيم ، فالتقوا في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، فانهزم الفرنج هزيمة قبيحة، وغنم المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والدواب وغيرها، وتوجه إلى مدينة طليلطة فحصرها ، وقاتلها قتالاً شديدًا، وقطع أشجارها، وشن الغارة على ما حولها من البلاد ، وفتح فيها عدة حصون ، فقتل رجالها ، و سبى حريمها، وخرب دورها، وهدم أسوارها، فضعفت النصرانية حينئذ، وعظم أمر الإسلام بالأندلس، وعاد يعقوب إلى أشبيلية فأقام بها.
فلما دخلت سنة ثلاث وتسعين سار عنها إلى بلاد الفرنج، وذلوا، واجتمع ملوكها، وأرسلوا يطلبون الصلح، فأجابهم إليه بعد أن كان عازمًا على الامتناع مريدًا لملازمة الجهاد إلى أن يفرغ منهم، فأتاه خبر علي بن إسحق الملثم الميورقي أنه فعل بإفريقية ما نذكره من الأفاعيل الشنيعة، فترك عزمه، وصاحلهم مدة خمس سنين، وعاد إلى مراكش آخر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة[2].
ووصفها صاحب كتاب نفح الطيب فقال : و معركة الأرك تضاهي وقعة الزلاقة أو تزيد ، و الأرك موضع نواحي بطليوس وكانت سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وغنم فيها المسلمون ما عظم قدره وكان عدة من قتل من الفرنج فيما قيل مائة ألف وستة وأربعين ألفًا، وعدة الأساري ثلاثين ألفًا، وعدة الخيام مائة ألف وخمسين ألف خيمة، والخيل ثمانين ألفًا، والبغال مائة ألف، والحمير أربعمائة ألف، جاء بها الكفار لحمل أثقالهم؛ لأنهم لا إبل لهم، وأما الجواهر والأموال فلا تحصى وبيع الأسير بدرهم والسيف بنصف درهم والفرس بخمسة دراهم والحمار بدرهم، وقسم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع[3].
وقال الشاعر أبو العباس الجراوي شاعر البلاط الموحدي في قصيدته واصفًا موقعة الأرك :
هو الفتح أعيى وصفه النظم والنثرا *** وعمَّت جميع المسلمين به البشرى
وأنجـد في الدنيا وغار حديثــه *** فراقت به حسنًا وطابت به نشـرا
لقد أورد الأذفونش[4] شيعته الردى *** وساقهمُ جهلاً إلى البطشة الكبرى
حكى فعل إبليس بأصحابـه الإلى *** تبرَّأ منهـم حيـن أوردهم بـدرا
رأى الموت للأبطال حوليه ينتقـي *** فطار إلى أقصـى مصارعـه ذعرا
ألوفٌ غدتْ مأهـولة بهم الفـلا *** وأمسـت خلاء منهمُ دورهم قفرا
و دارت رحى الهيجا عليهمْ فأصبحوا *** هشيمًا طحينًا في مهبِّ الصبا مذرى[5]

أخلاقه

لما نجا ألفنس ملك النصارى إلى طليطلة في أسوأ حال، فحلق رأسه ولحيته ونكس طليبه وآلَى أن لا ينام على فراش ولا يقرب النساء ولا يركب فرسًا ولا دابة حتى يأخذ بالثأر، وصار يجمع من الجزائر والبلاد البعيدة ويستعد ثم لقيه يعقوب وهزمه وساقه خلف بلاده ولم يبق إلا فتحها، فخرجت إليه والدة الأذفونش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن، فرقَّ لهن ومنَّ عليهن بها، ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جل، وردهن مكرمات، وعفا بعد القدرة، وعاد إلى قرطبة فأقام شهرًا يقسم الغنائم وجاءته رسل ألفنس بطلب الصلح فصالحه ، و أمن الناس مدته ، و فيه يقول بعض شعراء عصره :
أهل بأن يُسْعى إليه ويرتجى *** ويزار من أقصى البلاد على الرجا
مَنْ قد غدا بالمكرمات مُقَلَّدًا *** وموشَّحًا ومختَّمـًا ومتوَّجــا
عمرتْ مقاماتِ الملوكِ بذِكْرِهِ *** وتعطَّرت منه الريـاح تأرّجـا[6]

وفاته
توفي المنصور الموحدي في 22 ربيع الأول سنة 595هـ، وأوصى أن يُدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه من يمر به، فرحمه الله وأحسن مثواه[7].

قالوا عنه

قال عنه علي بن حزمون :
حيتك معـطـرة الـنـفـس *** نفحات الفتـح بـأنـدلـس
فذر الكفـار ومـأتـمـهـم *** إن الإسـلام لـفـي عـرس
أإمـام الـحـقِّ و نـاصـره *** و طهرت الأرض مـن الدنـس
و ملأت قلوب النـاس هـدى *** فدنا التوفيـق لمـلـتـمـس
و رفعت منار الـدين عـلـى *** عمد شـمٍّ وعـلـى أسـس
و صدعت رداء الكفر كـمـا *** صدع الديجور سنا قـبـس[8].


المراجع :

[1] موقع الشبكة الإسلامية، الرابطhttp://www.islamweb.net/.
[2] ابن الأثير: الكامل في التاريخ .
[3] نفح الطيب 1/443، 444.
 [4] ألفونسو الثامن .
[5] الأبيات من الطويل، منتدى موقع التاريخ، الرابطhttp://www.altareekh.com/vb/archive/index.php/t-40161.html.
[6] الأبيات من الكامل، انظر: نفح الطيب 1/443، 444.
[7] موقع الشبكة الإسلامية، الرابطhttp://www.islamweb.net/.
[8] عبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب .





سليمان الكلاعي



سلسلة المجاهدون 

 


 


 الإمام المجاهد سليمان الكلاعي


 


نسبه :

لست ألوم أحدًا إن لم يعرفه ، فالحق أن الأجيال الأخيرة من أمتنا يكفيها ثباتها الأسطوري على دينها ، و اعتزازها الكبير بانتمائها لهذه الأمة على رغم ما أحيطت به من ظروف كانت كافية لاستلال أي فكرة من العقول والقلوب، إلا أن معدن الأمة أصيل، شهد له الله تعالى بقوله: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ] آل عمران: 110[ .
إنه الإمام العلامة الكبير، والمجاهد العلم الشهيد، سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي البلنسي ، كنيته أبو الربيع .
***
لم يحفل عصر من عصور الأندلس بالعلماء والمحدثين كما حفل القرن الممتد من منتصف القرن السادس الهجري إلى منتصف القرن السابع الهجري، إذ بلغت التراجم التي أحصاها ابن الأبار في "تكملة الصلة" لشيوخ هذا العصر نحو 2500، فيم لم يُحص ابن بشكوال في قرن ونصف –منذ أول الخامس حتى منتصف السادس- سوى 1440، وكان ابن الفرضي قد أحصى خلال القرون الأربعة الأولى 1766 رجلا، وهذا مع أن الأندلس كان قد تقصلت أرضه في الزمن الذي رصده ابن الأبار [1].
ولسنا نذكر هذا إلا لشيء واحد، ذلك أن بروز عالم، وظهوره في عصر العلماء الحافل إنما هو الدليل الأظهر على مقامه في العلم ورسوخه فيه، إذ الميدان فسيح والفرسان كثير ، فكيف إذا كنا نتحدث عن " شيخ العصر " الذي انتهت إليه صدارة العلم في أيامه ؟!
و لم يشهد عصر من عصور الأندلس تضعضعا وتراجعا مثلما شهد في النصف الأول من القرن السابع الهجري، ففي أوله نزلت بالمسلمين هزيمة ساحقة في موقعة العقاب عام 609 هـ = 1212م، ثم ما لبثت دولة الموحدين أن –التي كانت تحكم المغرب والأندلسأن خارت قواها، وكان من آثار انحلال العُرَى أن تساقطت ممالك الأندلس وحواضرها سريعا كأنما حبات عقد انفرط، حتى قال ابن الدباغ الأشبيلي:
فما في أرض أندلس مقام   ...   و قد دخل البلا من كل باب
في 623 هـ سقطت بياسة ، ثم جزيرة ميورقة و بطليوس (627هـ)، و ماردة (628هـ)، و أبدة (630هـ)، و استجة والمدور (633هـ)، وفي نفس العام سقطت قرطبة –عاصمة الإسلام الباهرة ودرة مدن أوروبا الوسيطة ، و بلنسية (636هـ)، و مرسية و شلب (640هـ)، ودانية و لقنت (641هـ)، و أريولة و قرطاجنة و جيان (643هـ)، و شاطبة (644هـ)، و إشبيلية (646هـ)، و شنتمرية الغرب (647هـ)... و غيرها من أواسط المدن و صغارها .
و بلغ الحال من الضعف أن وقعت مملكتي قشتالة و ليون -أسياد الغرب والوسط- من ناحية، ومملكة أرجون -سيدة الشرق- من ناحية أخرى اتفاقية "المرسى Almirza" فيما بينهما (642هـ = 1244م)، وهي تشبه كثيرا اتفاقية سايكس بيكو المشهورة، إذ اتفقا على حدود توسع كل منهما في البلاد الأندلسية التي تتأهب للسقوط.
لم تكن معضلة العصر في العلماء فلقد كانوا من الكثرة بمكان، كانت المعضلة في الأمراء، ولعل في قصة الإمام سليمان الكلاعي نموذج لقصة العصر الذي خرجت فيه حواضر الأندلس من ظل الإسلام ولم تعد إليه حتى الآن .
***
تنازع أمراء البيت الموحدي على الحكم ، و كان بالأندلس منهم أربعة أمراء كبار؛ أبو محمد عبد الله في مرسية ، وأخوه أبو العلا إدريس في قرطبة ، وابن عمهما أبو زيد عبد الرحمن على بلنسية ، ثم أخوه – أي أخي أبي زيد - عبد الله البَيَّاسي على إشبيلية . و كلا هذين الأخيرين سيكون لهما قصة مخزية .
ثار أبو محمد عبد الله على خليفة الموحدين عبد الواحد فخلعه و تلقب بـ " العادل " 621هـ، ثم ما لبث أن ثار عليه ابن عمه  عبد الله البياسي الذي لم يجد عونا من الموحدين في ثورته هذه، فما كان منه إلا أن انحاز إلى فرناندو الثالث ملك قشتالة وتنازل له عن عدد من بلاد الأندلس، ثم قاتل معه المسلمين وقتل منهم بضعة آلاف في أكثر من مدينة مهمة، واستولى فرناندو بسبب هذا التحالف على مجموعة من المدن الحصينة التي تمثل خط الدفاع عن قرطبة، وظلت هذه الحال ثلاث سنوات يتصاعد فيها نفوذه وخطره وخطر النصارى معه حتى مُني بهزيمة شديدة أمام إشبيلية التي كانت في يد أبي العلا إدريس 623هـ، فما لبث أن هام على وجهه فتلقفه أهل قرطبة فقتلوه لما كان من خياناته الكثيرة، بل ذكر ابن عذارى أنه دخل في النصرانية .
لكن الأمور لم تهدأ، فأبو العلا إدريس الذي لم يستطع أن يواجه عبد الله البياسي في الأندلس إلا وهو أمام أسوار مدينته إشبيلية، ثم لم يستطع أن يحرز نصرا على النصارى بعدئذ فأبرم معهم 624هـ هدنة لمدة عام مقابل ثلاثمائة ألف قطعة فضية، هذا الرجل الذي تتفلت من بين يديه الأندلس نادى بنفسه خليفة على المغرب والأندلس وخرج على أخيه العادل و تآمر عليه حتى بلغ مأربه ، فقُتِل العادل ، و تلقب هو بـ " المأمون " 624هـ . إلا أن الأمر لم يَصفُ له ، فلقد بايعت المغرب ابن أخيه يحيى "المعتصم"!!
و هنا، كرر المأمون سيرة الخائنين فذهب إلى فرناندو يجدد معه الهدنة، ويطلب منه قوة عسكرية تنزل معه المغرب وتحارب له ، و قبل بشروط فرناندو المهينة التي كان منها: بناء كنيسة للنصارى في مراكش، والتنازل عن عشرة حصون يختارها بنفسه، وإذا أسلم نصراني يُرَدُّ إلى أهله، وإذا تنصر مسلم فلا سبيل لأحد عليه!!
ثم إن المأمون جمع جنوده ونزل بهم إلى المغرب وترك الأندلس كلها بلا دفاع فصارت مكشوفة للنصارى. ولم يبق بالأندلس إلا الأمير الرابع الذي ظل بعيدا عن الأحداث أبو زيد عبد الرحمن.
ثار بالأندلس ثلاثة رجال، ثار ابن هود على المأمون، ثم ثار ابن الأحمر على ابن هود، وفي شرق الأندلس ثار أبو جميل زيان، وحيث أننا في سياق قصة الإمام سليمان الكلاعي، فسنركز المشهد على بلنسية في شرق الأندلس، وهي الجهة التي كان فيها إمامنا سليمان الكلاعي ، وهي المنطقة التي كانت تأكلها مملكة أرجون.
فمع الاضطراب الحادث بالجزيرة وانهيار سلطان الموحدين ثار في بلنسية وزيرها ومدبر أمرها أبو جميل زيان على واليها -والي الموحدين- أبو زيد عبد الرحمن الذي يحكمها منذ 620هـ، وكان أبو زيد عبد الرحمن قد هزمه منذ قليل ثائرُ مرسية ابن هود الذي كان يطمع في الاستيلاء على ما بقي من الأندلسهرب أبو زيد وصارت بلنسية في يد أبي جميل زيان الذي انهزم لمرة أخرى أمام ابن هود. وحين رأى أبو زيد أن بلنسية قد صارت نزاعا بين أبي جميل وابن هود وأن دولة الموحدين يتواصل انهيارها ذهب لاجئا إلى خايمة الأول (Jaima I) ملك أراجون، فكرر بذلك سيرة أخيه عبد الله البياسي مع فرناندو الثالث!!
كان ذلك في أوائل 626هـ. طلب منه أبو زيد عبد الرحمن المساعدة في مقابل أن يعطيه ربع الأراضي التي يسترجعها هو، ومتنازلا له عن كل الأراضي التي يستولي عليها خايمة بنفسه، وعاد أبو زيد عبد الرحمن (629هـ) واستولى على بعض الأراضي بمساعدة الأراجونيين، ثم إنه أدرك من خلال أرض الواقع أنه لن يستطيع أن يعطي خايمة ما اتفق معه عليه، فتنازل عما له من حقوق في الاتفاقية، ثم كانت سقطته الكبرى.. لقد تنصر ودخل في حمى النصارى وتزوج بنصرانية، وسمى نفسه "بثنتيVicente"، ثم صار من جنودهم في الاستيلاء على الأراضي الأندلسية!!
وطَّد أبو جميل زيان سلطانه في بلنسية، ولم تنته المنازعات بينه وبين ابن هود، حتى دهمه خايمة الأول يريد أخذ بلنسية قاعدة شرق الأندلس.
ثمة رواية نصرانية[2] تقول بأن أبا جميل بدأ بالجهاد واستولى على عدد كبير من ثغور مملكة أراجون، فكان أن نهض إليه خايمة، إلا أن مسار الأحداث، وسكوت الرواية الإسلامية عن ذكر هذا، وطبيعة هؤلاء الزعماء تحملنا ترك هذه الرواية، بل "لا يمكن أن يكون أبو جميل بن زيان هو صاحب قرار مواجهة النصارى، لأنه كان في نفس هذا الوقت يفاوضه مستجلبا رضاه، بل هو بعد أن سقطت بلنسية وسار إلى دانية أخذ يفاوض ملك قشتالة ليتنازل له عنها في مقابل ميورقة. وإذن فقرار الخروج لحرب الأرجونيين كان مصدره أهل بلنسية وشيخهم أبا الربيع سليمان الكلاعي"[3].
كان الإمام سليمان الكلاعي في السبعين من عمره، خرج يقود الناس ويحرضهم على الجهاد حتى خرج معه أهل بلنسية (فالينسيا Valencia) يواجهون بإمكاناتهم المحدودة جيش النصارى الضخم، عند أنتيشة على بعد سبعة أميال من حاضرة بلنسية، وكانت موقعة كبيرة كان يحمل فيها الراية[4] حتى نال فيها الشهادة "مقبلا غير مدبر، ينادي المنهزمين: أعن الجنة تفرون؟! [وذلك] ضحى يوم الخميس الموفي عشرين لذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة"[5].
***
لاشك أن الثلاثين سنة الأخيرة من أيام الكلاعي كانت عصيبة كما رأينا، لقد انتهت دولة الموحدين القوية وورثها من لا يتردد في محالفة النصارى وتسليمهم البلاد في مقابل الاستعانة بهم على بني دينه، وأي شيء أقسى على قلب العالِم المجاهد حين يكون في ظل مستبد، لا هو يجاهد ولا هو يترك الناس يجاهدون، بل هو يتحالف مع العدو الذي يتوجب جهاده ؟!
الأقسى عليه ألا يجد ملجئا آخر، فعاصمة الخلافة تنهبها الفتن، وبلاد الأندلس موزعة على ثائرين متناوشين لا يمتلكون شرعية وليس فيهم كفء يتولى الأمر.
في مثل هذه الأحوال لا ينتبه التاريخ لأمر العلماء بل يحفل بشأن الأمراء، فالعلماء في الأسر والقَيْد، والأمراء يكتبون مصاير الممالك بما يَخُطُّونه من مناوشات وتحالفات، ولولا أن الإمام سليمان الكلاعي سقط شهيدا في جهاد، لما عرفنا أنه كان من المجاهدين، ولا شك في أن التاريخ غفل عن كثير من حوادث جهاده في طول حياته، إذ أننا لا نعرف من المعارك التي شهدها سوى هذه التي استشهد فيها برغم قول ابن فرحون الذي يؤكد أنها كانت كثيرة "كان من أولي العزم والبسالة والإقدام يحضر الغزوات ويباشر بنفسه القتال ويبلي البلاء الحسن "[6].
وأصل ما نعرفه عن الكلاعي مأخوذ عن تلميذه المؤرخ الشهير ابن الأبار صاحب اثنين من أهم مراجع التاريخ الأندلسي وهما "الحلة السيراء"، و"التكملة لكتاب الصلة"، وهذا الأخير ألفه ابن الأبار بأمر من شيخه الكلاعي وبمساعدة منه؛ أعطاه من علمه وفتح له خزائن كتبه.
يُعرف الكلاعي بإمامته في كثير من العلوم، قال ابن الأبار: "عني أتم العناية بالتقييد والرواية، وكان إماما في صناعة الحديث، بصيرا به، حافظا حافلا، عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للموالد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال وخصوصا من تأخر زمانه أو عاصره، كتب الكثير وكان حسن الخط لا نظير له نهاية في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الآداب والاشتهار بالبلاغة والفصاحة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في نظم القريض، خطيبا فصيحا مفوها مدركا، حسن السرد والمساق لما يحكيه ويحدث به ويود سامعه لو وصل حديثه ولم يقطعه "[7].
إلا أنه في علم الحديث أَجَلُّ وأَبْرَز، قال عنه الذهبي : الإمام، العلامة، الحافظ، المجود، الأديب البليغ، شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس[8]، الحافظ الكبير، بقية أعلام الحديث ببلنسية[9]. ولذا تضافرت كتب طبقات المحدثين على إيراد ترجمته [10].
ومصنفاته تدل على تعلقه برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، فغالبها كان في علم الحديث والسيرة وتاريخ الصحابة، مع شيء في الأدب، ومن المؤسف أنه لم يبق من تراثه الذي نقرأ عناوينه في الكتب التي ترجمت له إلا كتابه في السيرة "الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء".
والحقيقة أن منهجه في هذا الكتاب كاشف عن جانب من عقلية هذا الرجل، فهو قد أراد وضع كتاب يحكي فيه قصة النبي وخلفائه للبسطاء والعامة، فاعتمد على سيرة ابن إسحاق، فجردها من الأسانيد وسلاسل الأنساب والأشعار، ثم أكمل ما يقع من نقص في القصة بما أفادت به الكتب الأخرى – كالمغازي لـ موسى بن عقبة، والمبعث للواقدي، والتاريخ الكبير لأبي بكر بن خيثمة- دون أن يشير إلى هذا منعا لقطع استرسال القصة "ليكون المساق أَبْيَن والاتساق أحسن "[11].
فهو إذن، في علو علمه، كان رجلا داعية قريبا إلى شؤون الناس وأمورهم، رصد حاجتهم في كتاب قصة سلسة ممتعة، والعهد بأكابر العلماء –في كثير من الأحيان- انصرافهم عن التبسيط إلى التطويل، وعن العرض إلى التحقيق، وتفريعهم في الأمور وتصديهم للنوادر والفرائد مما يحقق تفوقهم ويؤكد صدارتهم وجلالتهم. والعهد أن يتولى هذا الاختصار والتبسيط لعموم الناس الدعاة وطلاب العلم، إلا أننا أمام نموذج جمع بين الأمرين، وهو أمر لا يتكرر كثيرا.
يؤكد لنا هذا أيضا هذه العبارات الدعوية –إن صح التعبير- التي أوردها في سياق هدفه من وضع الكتاب، وفيها يبدو واضحا تأثير عصره الفادح الكروب والمحتاج إلى الصبر والجهاد، يقول : " لا يخلو الحاضرون لهذا الكتاب من أن يسمعوا ما صنع الله لرسوله في أعداء تنزيله فيستجزلوا ثواب الفرح بنصر الله، أو يستمعوا ما امتحنه الله به من المحن التي لا يطيق احتمالها إلا نفوس أنبياء الله بتأييد الله، فيعتبروا بعظيم ما لقيه من شدائد الخطوب ويصطبروا لعوارض الكروب تأدبا بآدابه وجريا في الصبر على ما يصيبهم والاحتساب لما ينوبهم على طريقه صبره واحتسابه. وتلك غايات لن نبلغ عفوها بجهدنا، ولن نصل أدانيها بنهاية ركضنا وشدنا، وإنما علينا بذل الجهد في قصد الاهتداء ، وعلى الله سبحانه المعونة في الغاية و الابتداء "[12] .
ونفس الداعية هذه تتبدى بجلاء في ترجمة النباهي له ، إذ يذكر أنه "حسن الهيئة والمركب والملبس والصورة، كريم النفس، يطعم فقراء الطلبة، وينشطهم، ويتحمل مؤنتهم "[13].
 
و الكلاعي من علماء التفسير أيضا، نبصر ذلك حين يسوق لنا ابن حيان الأندلسي صاحب "البحر المحيط"، سلسلة إجازته لرواية تفسير ابن عطية، فيكون الكلاعي فيها شيخ شيخ ابن حيان [14].
***
إمام في العلم ، و إمام في الجهاد .. عندما حمل راية العلم أخذها بحقها فحَمَّلّتْه راية الجهاد ، ثم ألبسته تاج الشهادة ، نحسبه كذلك و الله حسيبه.
وعند هذا الحد من التنقيب في كتب التراجم والأخبار ينقطع عمل الباحثين في التاريخ، ولربما ندعو واحدا من تلاميذ شيخ العربية محمود شاكر "أبي فهرأن "يتذوق" شعر الكلاعي وأدبه ، فيرشدنا إلى لمحات في شخصية الرجل وتاريخه، كما فعل العلامة شاكر في تاريخ المتنبي حيث استخلصه من شعره فأخرج تاريخ المتنبي من جديد ، فللكلاعي شعر رائق بديع، سهل منساب مريح، نختم مقالتنا هذه بالتقاط أبيات منها توحي بأنها قيلت في لحظة معاناة بالغة .
أمولى الموالي ليس غيرك لي مولى ... وما أحد يارب منك بذا أولى
تبارك وجهٌ وُجِّهت نحوه المُنى ... فأوزعها شكرا وأوسعها طوْلا
تبرأت من حَوْلي إليك وقوتي ... فكن قوتي في مطلبي وكن الحوْلا
وهب لي الرضا مالي سوى ذاك مبتغى ... ولو لَقِيَتْ نفسي على نَيْله الهَوْلا



المراجع :

المصدرمدونة محمد إلهامي
[1] 
د. حسين مؤنس: شيوخ العصر في الأندلس، دار الرشاد، القاهرة، الطبعة الثانية، 1417 هـ = 1997م. ص117.

[2] 
أوردها محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 6/439. ينقلها عن: A. P. Ibars : Valencia Arabe, p. 628

[3] 
د. حسين مؤنس: شيوخ العصر في الأندلس، دار الرشاد، القاهرة، الطبعة الثانية، 1417 هـ = 1997م. ص120 (بتصرف).

[4] 
أبو الحسن النباهي: تاريخ قضاة الأندلس، تحقيق : لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، دار الآفاق الجديدة – بيروت، الطبعة الخامسة، 1403 هـ - 1983 م. 1/119.

[5] 
ابن الأبار: التكملة لكتاب الصلة، تحقيق: عبد السلام الهراس، دار الفكر، بيروت، 1415هـ- 1995م. 4/103.
[6] 
ابن فرحون: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تحقيق: مأمون بن محيي الدين الجنان، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ = 1996م. ص201.

[7] 
ابن الأبار: التكملة لكتاب الصلة 4/101.

[8] 
الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة التاسعة، 1413هـ = 1993م. 23/134 وما بعدها.

[9] 
الذهبي: تاريخ الإسلام، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ - 1987م. 49/190
.
[10] 
الذهبي: المعين في طبقات المحدثين، تحقيق: د. همام سعيد، دار الفرقان، عَمَّان، الطبعة الأولى، 1404هـ. ص62 (رقم 2086)، والذهبي: تذكرة الحفاظ، تحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1419هـ- 1998م. 4/141، والسيوطي: ذيل طبقات الحفاظ، تحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية بيروت. ص288.

[11] 
الكلاعي: الاكتفاء، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1387 هـ = 1968م. 1/2 وما بعدها.

[12] 
الكلاعي: السابق 1/6.

[13] 
النباهي: تاريخ قضاة الأندلس 1/119.
[14] 
ابن حيان الأندلسي : البحر المحيط، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى ، 1422 هـ - 2001 م. 1/114.