Translate

الخميس، 15 نوفمبر 2012

صور لأجمل نساء الأرض



صور لأجمل النساء



الصورة الأولـى
امرأة حافظة لكتاب الله ،، وتطبق ما فيه من أحكام

الصورة الثانية
امرأة تتخذ من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لها


الصورة الثالثة
امرأة لا تلتفت لأي دعوة من هنا أو هناك تدعوها لخلع حجاب العفة والطهارة والحياء 

الصورة الرابعة
امرأة بارّة بوالديها.. تقوم بواجباتها في كل المجالات 

الصورة الخامسة

امرأة مطيعة لزوجها ، تطيعه في كل ما لا يغضب الله تبارك وتعالى ، وتكون له عونا ورفيقا 

الصورة السادسة

امرأة تمنع عن نفسها لذيذ النوم ، لتقف بين يدي الله تعالى تصلي له وتسأله الأجر والثواب 

الصورة السابعة

امرأة تصوم النافلة ، ابتغاء رضوان الله تبارك وتعالى ومحبته وبركته 

الصورة الثامنـة

امرأة تصون لسانها ولا تخوض في أعراض الناس 

الصورة التاسعة

امرأة لا تنظر إلى ما حرم اللهُ تبارك وتعالى 

والصورة العاشرة

امرأة تقدم الزوج والولد والمال والروح في سبيل الله عز وجل ونصرة الإسلام 


هؤلاء هن ملكات جمال الدنيا بامتياز

وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ






محمد إسماعيل عتوك  
أستاذ في اللغة العربية ـ سوريا


قال الله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحيِي العِظام وَهِيَ رَمِيم * قُلْ يُحْييها الّذي أَنْشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَلِيم ﴾ (يس:77ـ 79)

أولاً- هذه الآيات الكريمة ، جاءت في خاتمة سورة ( يس ) ، وفيها ذكر شُبْهَةِ مُنكري البعث والنشور ، والجواب عنها بأتمِّ جواب وأحسنه وأوضحه ، في صورة حوار، والغرض منها تثبيت أمر البعث عند منكريه ، ومعارضيه بعقولهم . وقد استُهِلت بقوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾(يس:71)

وهو كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان إنكار الكافرين البعث ، بعدما شاهدوا في أنفسهم أوضح دلائله ، وأعدل شواهده ؛ كما أن ما سبق من قوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا ﴾(يس:71)

كلام مستأنف مَسوقٌ لبيان بطلان إشراكهم بالله تعالى بعدما عاينوا فيما بأيديهم ما يوجب التوحيد والإسلام . والغرض من الاستفهام في كل منهما إنكار ما هم عليه من الشرك ، والتكذيب بالبعث ، وتنبيههم إلى ما كانوا قد شاهدوه بأعينهم في الآفاق من خلق الأنعام وتذليلها لهم ، وما كانوا قد عاينوه في أنفسهم من خلقه تعالى لذواتهم ، وتذكيرهم به .

وقيل : الجملة الثانية هي عين الأولى ، أعيدت تأكيدًا للنكير السابق ، وتمهيدًا لإنكار ما هو أحق منه بالإنكار ، لما أن المنكَر هناك عدم علمهم بما يتعلق بخلق أسباب معايشهم . وههنا عدم علمهم بما يتعلق بخلق أنفسهم . ولا ريب في أن علم الإنسان بأحوال نفسه أهم ، وإحاطته بها أسهل وأكمل ، فإنكار الإخلال بذلك أدخل ؛ كأنه قيل : أولم يروا خلقه تعالى لأسباب معايشهم ، مع كونه آيةمشهودة منظورة بين أيديهم على وحدانيته تعالى، وعبادته وحده ؟ ثم قيل : أولم يروا خلقه تعالى لأنفسهم أيضًا، مع كونه آية مشهودة منظورة في واقعهم ، وخاصة نفوسهم ، وهي في غاية الظهور ونهاية الأهمية على معنى : أن المنكر الأول بعيد قبيح ، والثاني أبعد وأقبح ؛ فإن الإنسان قد يغفل عن الأنعام وخلقها عند غيبتها ، ولكن لا يغفل هو مع نفسه، متى ما يكون ، وأينما يكون .
فما بال هذا الجاحد يغفل عن خلقه من نطفة مهينة ، ولم يك من قبل شيئًا ؟ ! وما باله لا يتذكر ذلك ، ولا ينتبه إلى وجه دلالته , ولا يتخذ منه مصداقًا لوعد الله تعالى ببعثه ونشوره بعد موته ودثوره ؟ ! وهل خلقه من نطفة ميتة إلا إحياء بعد موت وعدم حياة ؟! أليس في ذلك من الدليل على البعث والنشور ما يكفي لأن يتذكر، ويترك خصومته ؟ ! ولكن أنَّى له الذكرى ، وقد لجَّ في الخصام والجدل الباطل !

ومذهب سيبويه ، وجمهور النحويين أن الاستفهام في قوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾

للتقرير، وأن الواو لعطف ما بعدها على ما قبلها؛ وإنما جيء بها بعد الهمزة ، وكان القياس تقديمها عليها هكذا :

﴿ وَأَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾

كما قدِّمت على﴿ هَلْ ﴾في قوله تعالى :

﴿ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾(طه:9)

لأنه لا يجوز أن يؤخر العاطف عن شيء من أدوات الاستفهام ؛ لأنها جزء من جملة الاستفهام ، والعاطف لا يقدم عليه جزء من المعطوف . وإنما خولف هذا في الهمزة دون غيرها ؛ لأنها أصل أدوات الاستفهام ، فأرادوا تقديمها تنبيهًا على أنها الأصل في الاستفهام .

وعلى ذلك يكون قوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾(يس:77)

معطوفًا على قوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا ﴾(يس:71)

على أن الواو متقدمة على الهمزة في الاعتبار، وأن تقدُّم الهمزة عليها، لاقتضائها الصدارة في الكلام . 

والزمخشري اضطرب كلامه في ذلك ، فتارة جعل الهمزة متقدمة على الواو ؛ كما هو مذهب الجمهور ،  وتارة جعلها داخلة على جملة محذوفة ، عُطِف عليها الجملة ، التي بعدها ، فقدَّر بينهما فعلاً محذوفًا ، يقتضيه المقام ، مستتبعًا للمعطوف، تعطف الواو عليه ما بعدها .

وعليه يكون تقدير الكلام في الجملة الأولى : { أغفلوا، ولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا... } ؟ وفي الجملة الثانية : { أغفل الإنسان ، ولم ير أنا خلقناه من نطفة ...}؟

والتحقيق في هذه المسألة الخلافيَّة : أن الواو في قولنا : ﴿ أَوَلَمْ ﴾ مسلوبة الدلالة على العطف ، وأصل الكلام : ﴿ أَلَمْ ﴾ ، وهو تركيب يفيد معنى الإثبات ، ويجرى في لسان العرب مجرى التنبيه والتذكير ؛ كقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾(الشرح:1)

قال مكي في (مشكل إعراب القرآن) : ”الألف نقلت الكلام من النفي ، فردته إيجابًا “ . والإيجاب : إثبات ، وهو ضدُّ النفي . والغرض منه : التذكير، والمعنى : شرحنا لك صدرك . وهذا ما نصَّ عليه الزمخشري ، فقال : ” استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار ، فأفاد إثبات الشرح وإيجابه ؛ فكأنه قيل : شرحنا لك صدرك ، فنبَّه على ذلك ، وذكَّر به “ .

ولا يجوز حمل هذا الاستفهام على استفهام التقرير؛ لأن التقرير- باتفاقهم جميعًا- هو حمل المخاطب على أمر قد استقر عنده ، وعلم به ، ثم جحده . وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون جاحدًا لشرح الله تعالى صدره ؛ وإنما مراد الله تعالى من هذا الاستفهام هو مجرد التنبيه والتذكير .  

ونحو ذلك قوله تعالى :

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾(الحج:63)

سأل سيبويه أستاذه الخليل عن هذه الآية ، فقال : ”هذا واجب ، وهو تنبيه ؛ كأنك قلت : أتسمع ؟ “ . وفي النسخة الشرقية من كتاب سيبَوَيْهِ : ” انتبهْ ! أنزل الله من السماء ماء ، فكان كذا وكذا “ .

فهذا استفهام يراد به الإثبات ، والغرض منه التنبيه ، أو التذكير ، خلافًا لمن ذهب إلى أن الغرض منه التقرير . وبيان ذلك :

أنك إذا قلت: أليس زيد قائمًا ؟ فإن ذلك يحتمل وجهين :

أحدهما: أن يكون الاستفهام على أصله من طلب الفهم . فيجاب بـ{ نعم } في الإيجاب، وبـ{ لا } في النفي .

والثاني : أن يكون مرادًا به الإثبات ؛ لأن الهمزة للنفي ، ونفي النفي إثبات ؛ وحينئذ يكون الغرض منه : التنبيه ، والتذكير، أو الإنكار، ويجاب بـ{ بلى } في الإيجاب ، وبـ{ نعم } في النفي .. وقد يكون الغرض منه أيضًا : العتاب ، أو التحذير ، أو السخرية والتهكم ، أو التوقُّع والانتظار .. أو نحو ذلك من المعاني، التي يخرج إليها الاستفهام . وعلى هذا الوجه يحمل قوله تعالى :

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾(الشرح:1)

﴿ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ﴾(هود:78)

فالغرض من الأول : التنبيه ، والتذكير . والغرض من الثاني : الإنكار . ولو كان المتكلم - هنا - غير الله تعالى ، لاحتمل الاستفهام في كل منهما أن يكون حقيقيًّا ، الغرض منه : طلب الفهم .

فإذا قلت : أليس زيد بقائم، كان المراد به الإثبات ، والغرض منه : التقرير، لا غير ، بدليل دخول الباء على خبر المنفي . ويجاب بما أجيب به الوجه الثاني من الاستفهام الأول ، إيجابًا ، ونفيًا . وعلى ذلك يحمل قوله تعالى :

﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾(التين:8)

﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾(العلق:14)

فالغرض من هذا الاستفهام في هاتين الآيتين ، وأمثالهما لا يكون إلا تقريرًا ، بقرينة وجود الباء في كل منهما .

ثم تدخل { الواو } بين الهمزة ، و{ لم }، فتشير إشارة خفيَّة إلى حدوث فعل مغاير لما بعدها ، ما كان ينبغي أن يحدث؛ كقوله تعالى :

﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾(الإسراء:99)

فهذا استفهام يراد به الإثبات ، ويفيد أن ما بعده قد وقع فعلاً ، والغرض منه التنبيه ، والتذكير ؛ لأن المخاطبين به على علم بأن الله تعالى هو الخالق لذواتهم ، ولكل شيء في هذا الوجود ؛ ولكنهم نسوه وغفلوا عن ذلك ، أو تناسوه عنادًا ، ومكابرةً ، فأنكروا قدرة الله تعالى على بعثهم ونشورهم بعد موتهم ودثورهم . ولو أنهم تنبهوا ، وتذكروا ، أو لم يكابروا ، لما وقع منهم ذلك الإنكار .

أما قوله تعالى :

﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾(يس:80)

فقد ورد في معرض التقرير لقدرة الله تعالى على الإعادة، ردًّا على اعتراض المشركين والملحدين ، الذي تعدَّى الإنكار إلى الجحود ؛ ولهذا أدخلت الباء في خبر المنفي . ومثل ذلك قوله تعالى :

﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾(القيامة:40)

وعلى الآية الأولى من هذه الآيات الثلاثة يحمل قوله تعالى هنا :

﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾

أي : قد رأى الإنسان أنا خلقناه من نطفة ؛ لكنه غفل عن مبدأ خلقه، فأنكر إحياء العظام الرميمة ، فذكَّره تعالى بمبدأ خلقه ؛ ليدله به على النشأة الثانية . وهذا المعنى الثاني - أعني : إنكار إحياء العظام الرميمة - هو الذي أشارت إليه الواو ، التي أدخلت بين الهمزة ، وأداة النفي ، وهو معنى مغاير لما رأوه من خلق الله تعالى لأنفسهم . ولو كانت هذه الواو للعطف ، لما دلت الآية على هذا المعنى .

وفرق كبير بين أن يقال في معنى الآية : أغفل الإنسان ، ولم يرَ ، وبين أن يقال : قد رأى ؛ ولكنه غفل ، أو نسي ، أو تناسى . 

وكوْنُ هذا الاستفهام في معنى الإثبات يقتضي- كما ذكرنا- أن ما بعده قد وقع، وعلم به الناس ، إما عن طريق المشاهدة؛ كما في قوله تعالى :

﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾.
أو عن طريق السماع ؛ كما في قوله تعالى :

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بٍأًصْحَابِ الْفِيلِ ﴾(الفيل:1)

قيل في تفسيره : الخطاب للرسول صلى الله عليه و سلم . وهو ، وإن لم يشهد تلك الوقعة ، لكن شاهد آثارها ، و سمع بالتواتر أخبارها ؛ فكأنه رآها .

ولقائل أن يقول : قال الله تعالى :

﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِىء الله الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾(العنكبوت:19)

فعلق الرؤية بكيفية الخلق ، لا بالخلق ، والكيفية غير معلومة ، فكيف جاز أن يقال : ﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا ﴾؟ فالجواب عن ذلك : أن هذا القدر من الكيفية معلوم ، وهو أن الله تعالى خلق الإنسان ، ولم يكن شيئًا مذكورًا ، وأنه خلقه من نطفة ، هي من غذاء ، هو من ماء وتراب ، وهذا القَدْرُ كافٍ في حصول العلم بإمكان الإعادة ؛ فإن الإعادة مثله .

وقال تعالى : ﴿أَوَلَمْ يَرَ ﴾ ، ولم يقل :﴿أَوَلَمْ يَنْظُر ﴾ ؛ لأن حقيقة النظر هي تقليب البصر حيال مكان المرئي طلبًا لرؤيته ، ولا يكون ذلك إلا مع فقد العلم . والشاهد قولهم : نظر ، فلم يَرَ شيئًا . ويقال : نظر إلى كذا ، إذا مدَّ طرفه إليه رآه ، أو لم يرَه . أما الرؤية فهي إدراك الشيء من الجهة المقابلة . وإدراك الشيء هو الإحاطة به من كل الجوانب ، ووكلاهما لا يكون إلا مع وجود العلم .

بقي أن تعلم أن الفرق بين الرؤية والعلم هو أن الرؤية لا تكون إلا لموجود، والعلم يتناول الموجود والمعدوم . وكل رؤية لم يعرض معها آفة فالمرئي بها معلوم ضرورة ، وكل رؤية فهي لمحدود ، أو قائم في محدود ؛ كما أن كل إحساس من طريق اللمس ، فإنه يقتضي أن يكون لمحدود ، أو قائم في محدود .

فإذا عرفت ذلك ، تبين لك سِرَّ التعبير بالرؤية في قوله تعالى :

﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾ ؟

دون التعبير بالنظر ؛ كأن يقال : ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُر الْإِنسَانُ ﴾ ؟ أو التعبير بالعلم ؛ كأن يقال : ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَم ﴾ ؟ 

والمراد بـ﴿الْإِنسَان ﴾ - هنا - عموم جنس الكافر المنكر للبعث ، وإن كانت الآيات نزلت في  كافر مخصوص ، هو أبيُّ بن خلَف الجُمَحِيّ- في أصح الأقوال - وهو الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحربة يوم أحد . قال المفسرون : إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ، فقال : يا محمد ! أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمَّ ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : نعم ، ويبعثك ، ويدخلك جهنم ، فأنزل الله عزَّ وجل هذه الآية إلى آخر السورة . 

 الإنسان وعموم الجنس البشري خلقوا من نطفة، صورة لنطفة بشرية تحاول النفاذ إلى داخل البيضة الأنثوية من أجل تلقيحها

وقد ثبت في أصول الفقه أن الاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ؛ ولهذا كان حمله على العموم أولى من حمله على إنسان مخصوص ؛ ألا ترى أن قوله تعالى :

﴿ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾(المجادلة:1)

قد نزل في واحدة ، والمراد به الكل في الحكم ؟ فكذلك كل إنسان منكر البعث ، فهذه الآية رَدٌّ عليه . وعلى ذلك يكون خطاب﴿الْإِنسَان ﴾في الآية من حيث هو إنسان ، لا إنسان معين ، ويدخل من كان سببًا في النزول تحت جنس الإنسان الكافر دخولاً أوليًّا .

وقوله تعالى : ﴿ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾ إشارة إلى وجه الدلالة على البعث والنشور، وتنبيه على كمال القدرة والاختيار؛ لأن النطفة جسم متشابه الأجزاء ، ويخلق الله تعالى منه أعضاء مختلفة ، وطباعًا متباينة ، وخَلْقُ الذكر والأنثى منها أعجب ما يكون ؛ ولهذا لم يقدِر أحد على أن يدَّعيه ، كما لم يقدِر أحد على أن يدَّعي خَلْقَ السموات والأرض ؛ ولهذا قال تعالى :
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله ﴾(الزخرف:87) ؛ كما قال:

﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله ﴾(الزمر:38)

والنطفة هي القليل من الماء الصافي ، ويعبَّر بها عن ماء الرجل ، الذى يخرج منه إلى رحم المرأة ، وتجمَع على : نُطَف ، ونِطاف . وقيل : سمِّي ماء الرجل نطفة ؛ لأنه ينطِف . أي يقطر قطرة بعد قطرة ، من قولهم : نطِفت القربة ، إذا تقاطر ماؤها بقلَّة . وفي الحديث : ” جاء ورأسه ينطِف ماء “ . أي : يقطر . ونقطة واحدة من مني الرجل تحوي ألوف الخلايا ، وخلية واحدة من هذه الألوف هي التي تصير بقدرة الله الخالقة جنينًا ، ثم تُصَيِّر هذا الجنين إنسانًا ، فإذا هو خصيم مبين .

جذور قصة الحوثيين





كشف تقرير حقوقي يمني عن قيام الحوثيين بإنشاء 36 سجناً تابعاً لهم في محافظة صعده شمال البلاد, حيث يقبع في هذه السجون الآلاف من معارضي جماعة الحوثي التي تتهمها السلطات بتلقي الدعم من طهران.

التقرير الذي أصدرته منظمة حقوقية يمنية ويرصد الانتهاكات التي حصلت في محافظتي صعدة وحجة جراء المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية، أشار إلى أن هذه السجون تتوزع على سبع مديريات، أبرزها مديرية سحار التي يمتلك الحوثيون فيها 13 سجناً، تليها رازح بـ7 سجون، ثم مديرية الصفراء 5 سجون، مديرية حيدان 4، مديرية صعده 3، مديرية مجز 3، ومديرية باقم سجن واحد.

ونوه تقرير منظمة "وثاق" لدعم التوجه المدني بأن جماعة الحوثيين "التي تتهمها السلطات بتلقي دعم مالي وعسكري وسياسي من إيران"، قامت باحتلال وتدمير 43 مسجداً يرتادها المواطنون السنة في صعدة خلال الفترة من 2004 حين أعلنت الجماعة تمردها المسلح على الدولة وحتى نهاية 2011". وبحسب التقرير فإن "جماعة الحوثي حولت بعض تلك المساجد إلى أماكن للمقيل والسمر وتعاطي القات، فيما حولت مساجد أخرى إلى سجون خاصة تابعة لها".

وفيما يعد أول رصد ميداني لحجم الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين في مناطق الصراع، كشفت مؤسسة "وثاق" للتوجه المدني في تقريرها العام الأول عن13910 انتهاكات طالت المدنيين في محافظتي صعدة وحجة من قبل مسلحي الحوثي والقوات الحكومية منذ اندلاع أول حرب إلى نهاية العام الماضي.

انتهاكات جسيمة

وبحسب التقرير، تشهد محافظة صعدة انتهاكات جسيمة بحق المدنيين غير المحسوبين على أطراف الصراع، حيث بلغت 8794 انتهاكاً خلال الفترة من يونيو 2004 حتى نهاية 2011، على يد جماعة الحوثي المتواجدة في المحافظة، وفي المقابل بلغت انتهاكات القوات الحكومية خلال حربها مع الحوثيين 245 انتهاكاً.

وأفاد التقرير بأن المسلحين الحوثيين قتلوا 531 مدنياً أعزل، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة.

وكشف التقرير ذاته عن انتهاكات مستمرة تطال المدنيين بمحافظة حجة جنوب صعدة، بفعل ما تشهده من تمدد مسلح لجماعة الحوثي التي يحملها سكان هذه المحافظة مسؤولية ما يتكبده المدنيون من انتهاكات بلغت 4866 حالة انتهاك.

وكان مسؤول حكومي يمني قد أكد أن محافظة صعدة (شمال البلاد) أصبحت معزولة عن الدولة وسلطاتها، مشيراً إلى أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته يمارسون مهام الدولة في المحافظة.

وقال أمين عام محافظة صعده، محمد العماد، إن جماعة الحوثي تمارس عمليات انتهاك لحقوق الإنسان وقتل للأبرياء من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة لها في ظل ما وصفه بـ"الصمت المطبق للدولة".

مليونية لمحاكمة الحوثي

وفي وقت سابق، أكد رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين أحمد الكحلاني، أن أكثر من 365 ألف شخص شردتهم حروب الحوثيين من محافظة صعدة ومناطق مجاورة أخرى، مشيراً إلى أن هذا العدد يشمل فقط المسجلين لدى الوحدة التنفيذية والذين تقدم لهم مساعدات غذائية، وأن هناك الكثير من النازحين غير مسجلين لدى الوحدة ويصعب تحديد رقم دقيق بشأن أعدادهم.

يذكر أن ناشطين حقوقيين يمنيين كانوا قد دشنوا في يوليو/تموز الماضي حملة مليونية لمحاكمة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته، جراء ما قالوا إنها جرائم ارتكبها وأنصاره ضد المواطنين الأبرياء في محافظات صعدة وحجة والجوف شمال البلاد، ومساعيه لخلق بؤر توتر على الحدود اليمنية السعودية.

***************************************************************************

قصة الحوثيين

أصبحت قصة الحوثيين قاسمًا مشتركًا في معظم وسائل الإعلام في السنوات الخمس الأخيرة، وهي من القصص المحيرة حيث تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم!
فمن هم الحوثيون؟ ومتى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟ ولماذا تحاربهم الحكومة اليمنية؟ وما هو تأثير القوى الخارجية العالمية على أحداث قصتهم؟ هذه الأسئلة وغيرها هي موضوع مقالنا، والذي أرجو أن ينير لنا الطريق في هذه القصة المعقَّدة..
تحدثنا في المقال السابق (قصة اليمن) عن تاريخ الحكم في اليمن بفترة طويلة جدًّا من الزمن حتى عام 1ا في المقال السابق (قصة اليمن) عن تاريخ الحكم في اليمن بإيجاز، ورأينا أن الشيعة الزيدية كان لهم نصيب في الحكم فترة طويلة جدًّا من الزمن تجاوزت عدة قرون، وأنهم ظلوا في قيادة اليمن حتى عام 1962م عندما قامت الثورة اليمنية. وأوضحنا الفرق بين المذهب الزيدي الذي ينتشر في اليمن، والمذهب الاثني عشري الذي ينتشر في إيران والعراق ولبنان، والذي فصَّلناه بشكل أكبر في عدة مقالات سابقة: "أصول الشيعة" و"سيطرة الشيعة" و"خطر الشيعة" و"موقفنا من الشيعة"..
وذكرنا في المقال السابق (قصة اليمن) أيضًا أن نقاط التماسّ بين الشيعة الزيدية والسُّنَّة أكبر من نقاط التماس بين الشيعة الزيدية والاثني عشرية الإمامية، بل إن الاثني عشرية الإمامية لا يعترفون أصلاً بإمامة زيد بن علي مؤسِّس المذهب الزيدي، وعلى الناحية الأخرى فإن الزيديين لا يقرون الاثني عشرية على انحرافاتهم العقائديَّة الهائلة، ولا يوافقونهم على تحديد أسماء اثني عشر إمامًا بعينهم، ولا يوافقونهم في ادّعاء عصمة الأئمة الشيعة، ولا في عقيدة التقيَّة، ولا الرجعة، ولا البداءة، ولا سبّ الصحابة، ولا غير ذلك من البدع المنكرة.
وقلنا كذلك: إنه لم يكن هناك وجود للاثني عشرية في تاريخ اليمن كله، إلا أن هذا الأمر تغيَّر في السنوات الأخيرة، وكان لهذا التغيُّر علاقة كبيرة بقصة الحوثيين.
جذور قصة الحوثيين
بدر الدين الحوثيبدأت القصة في محافظة صعدة (على بُعد 240 كم شمال صنعاء)، حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن. وفي عام 1986م تم إنشاء "اتحاد الشباب"، وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه، كان بدر الدين الحوثي -وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك- من ضمن المدرِّسين في هذه الهيئة.
وفي عام 1990م حدثت الوحدة اليمنية، وفُتح المجال أمام التعددية الحزبية، ومن ثَمَّ تحول اتحاد الشباب إلى حزب الحق الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في اليمن، وظهر حسين بدر الدين الحوثي -وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي- كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م.
تزامن مع هذه الأحداث حدوث خلاف كبير جدًّا بين بدر الدين الحوثي وبين بقية علماء الزيدية في اليمن حول فتوى تاريخية وافق عليها علماء الزيدية اليمنيون، وعلى رأسهم المرجع مجد الدين المؤيدي، والتي تقضي بأن شرط النسب الهاشميّ للإمامة صار غير مقبولاً اليوم، وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو جديرٌ لحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.
اعترض بدر الدين الحوثي على هذه الفتوى بشدَّة، خاصة أنه من فرقة "الجارودية"، وهي إحدى فرق الزيدية التي تتقارب في أفكارها نسبيًّا مع الاثني عشرية. وتطوَّر الأمر أكثر مع بدر الدين الحوثي، حيث بدأ يدافع بصراحة عن المذهب الاثني عشري، بل إنه أصدر كتابًا بعنوان "الزيدية في اليمن"، يشرح فيه أوجه التقارب بين الزيدية والاثني عشرية؛ ونظرًا للمقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية، فإنّه اضطر إلى الهجرة إلى طهران حيث عاش هناك عدة سنوات.
وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية إلا أن أفكاره الاثني عشرية بدأت في الانتشار، خاصة في منطقة صعدة والمناطق المحيطة، وهذا منذ نهاية التسعينيات، وتحديدًا منذ سنة 1997م. وفي نفس الوقت انشقَّ ابنه حسين بدر الدين الحوثي عن حزب الحق، وكوَّن جماعة خاصة به، وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية، بل إنها كانت تتعاون مع الحكومة لمقاومة المد الإسلامي السُّنِّي المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولكن الجماعة ما لبثت أن أخذت اتجاهًا معارضًا للحكومة ابتداءً من سنة 2002م.
وفي هذه الأثناء توسَّط عدد من علماء اليمن عند الرئيس علي عبد الله صالح لإعادة بدر الدين الحوثي إلى اليمن، فوافق الرئيس، وعاد بدر الدين الحوثي إلى اليمن ليمارس من جديد تدريس أفكاره لطلبته ومريديه. ومن الواضح أن الحكومة اليمنية لم تكن تعطي هذه الجماعة شأنًا ولا قيمة، ولا تعتقد أن هناك مشاكل ذات بالٍ يمكن أن تأتي من ورائها.
مظاهرات ضخمة للحوثيين وبداية الحرب
الحوثيينوفي عام 2004م حدث تطوُّر خطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر الدين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة والمهديّة، بل ويدَّعِي النبوَّة. وأعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بشنّ حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية، واستخدمت فيها أكثر من 30 ألف جندي يمني، واستخدمت أيضًا الطائرات والمدفعية، وأسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي، واعتقال المئات، ومصادرة عدد كبير من أسلحة الحوثيين.
تأزَّم الموقف تمامًا، وتولى قيادة الحوثيين بعد مقتل حسين الحوثي أبوه بدر الدين الحوثي، ووضح أن الجماعة الشيعية سلحت نفسها سرًّا قبل ذلك بشكل جيد؛ حيث تمكنت من مواجهة الجيش اليمني على مدار عدة سنوات.
وقامت دولة قطر بوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في سنة 2008م، عقدت بمقتضاها اتفاقية سلام انتقل على إثرها يحيى الحوثي وعبد الكريم الحوثي -أشقاء حسين بدر الدين الحوثي- إلى قطر، مع تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية. ولكن ما لبثت هذه الاتفاقية أن انتُقضت، وعادت الحرب من جديد، بل وظهر أن الحوثيين يتوسعون في السيطرة على محافظات مجاورة لصعدة، بل ويحاولون الوصول إلى ساحل البحر الأحمر؛ للحصول على سيطرة بحريَّة لأحد الموانئ حتى يكفل لهم تلقِّي المدد من خارج اليمن.
لقد صارت الدعوة الآن واضحة، والمواجهة صريحة، بل وصار الكلام الآن يهدِّد القيادة في اليمن كلها، وليس مجرَّد الانفصال بجزء شيعي عن الدولة اليمنية.
أسباب قوة الحوثيين
لذلك تبريرات كثيرة تنير لنا الطريق في فهم القضية، لعل من أبرزها ما يلي:
أولاً: لا يمكن استيعاب أن جماعة قليلة في إحدى المحافظات اليمنية الصغيرة يمكن أن تصمد هذه الفترة الطويلة دون مساعدة خارجية مستمرة، وعند تحليل الوضع نجد أن الدولة الوحيدة التي تستفيد من ازدياد قوة التمرد الحوثي هي دولةإيران، فهي دولة اثنا عشرية تجتهد بكل وسيلة لنشر مذهبها، وإذا استطاعت أن تدفع حركة الحوثيين إلى السيطرة على الحكم في اليمن، فإنَّ هذا سيصبح نصرًا مجيدًا لها، خاصة أنها ستحاصر أحد أكبر المعاقل المناوئة لها وهي السعودية، فتصبح السعودية محاصَرة من شمالها في العراق، ومن شرقها في المنطقة الشرقية السعودية والكويت والبحرين، وكذلك من جنوبها في اليمن، وهذا سيعطي إيران أوراق ضغط هائلة، سواء في علاقتها مع العالم الإسلامي السُّني، أو في علاقتها مع أمريكا.
وليس هذا الفرض نظريًّا، إنما هو أمر واقعي له شواهد كثيرة، منها التحوُّل العجيب لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ المعتدل إلى الفكر الاثني عشري المنحرف، مع أن البيئة اليمنية لم تشهد مثل هذا الفكر الاثني عشري في كل مراحل تاريخها، وقد احتضنته إيران بقوَّة، بل واستضافته في طهران عدة سنوات، وقد وجد بدر الدين الحوثي فكرة "ولاية الفقيه" -التي أتى بها الخوميني- حلاًّ مناسبًا للصعود إلى الحكم حتى لو لم يكن من نسل السيدة فاطمة رضي الله عنها، وهو ما ليس موجودًا في الفكر الزيدي. كما أن إيران دولة قوية تستطيع مدَّ يد العون السياسي والاقتصادي والعسكري للمتمردين، وقد أكّد على مساعدة إيران للحوثيين تبنِّي وسائل الإعلام الإيرانية الشيعية، والمتمثلة في قنواتهم الفضائية المتعددة مثل "العالم" و"الكوثر" وغيرهما لقضية الحوثيين.
كما أن الحوثيين أنفسهم طلبوا قبل ذلك وساطة المرجع الشيعي العراقي الأعلى آية الله السيستاني، وهو اثنا عشري قد يستغربه أهل اليمن، لكن هذا لتأكيد مذهبيَّة التمرد. هذا إضافةً إلى أن الحكومة اليمنية أعلنت عن مصادرتها لأسلحة كثيرة خاصة بالحوثيين، وهي إيرانية الصنع. وقد دأبت الحكومة اليمنية على التلميح دون التصريح بمساعدة إيران للحوثيين، وأنكرت إيران بالطبع المساعدة، وهي لُعبة سياسية مفهومة، خاصة في ضوء عقيدة "التقية" الاثني عشرية، والتي تجيز لأصحاب المذهب الكذب دون قيود.
ثانيًا: من العوامل أيضًا التي ساعدت على استمرار حركة الحوثيين في اليمن التعاطف الجماهيري النسبي من أهالي المنطقة مع حركة التمرد، حتى وإن لم يميلوا إلى فكرهم المنحرف؛ وذلك للظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة جدًّا التي تعيشها المنطقة. فاليمن بشكل عام يعاني من ضعف شديد في بنيته التحتية، وحالة فقر مزمن تشمل معظم سكانه، لكن يبدو أن هذه المناطق تعاني أكثر من غيرها، وليس هناك اهتمام بها يوازي الاهتمام بالمدن اليمنية الكبرى.
ويؤكد هذا أن اتفاقية السلام التي توسَّطت لعقدها دولة قطر سنة 2008م بين الحكومة اليمنية والحوثيين، كانت تنص على أن الحكومة اليمنية ستقوم بخطة لإعادة إعمار منطقة صعدة، وأن قطر ستموِّل مشاريع الإعمار. لكن كل هذا توقف عند استمرار القتال، ولكن الشاهد من الموقف أن الشعوب التي تعيش حالة التهميش والإهمال قد تقوم للاعتراض والتمرد حتى مع أناسٍ لا يتفقون مع عقائدهم ولا مبادئهم.
ثالثًا: ساعد أيضًا على استمرار التمرد، الوضعُ القبلي الذي يهيمن على اليمن؛ فاليمن عبارة عن عشائر وقبائل، وهناك توازنات مهمَّة بين القبائل المختلفة، وتشير مصادر كثيرة إلى أن المتمردين الحوثيين يتلقون دعمًا من قبائل كثيرة معارضة للنظام الحاكم؛ لوجود ثارات بينهم وبين هذا النظام، بصرف النظر عن الدين أو المذهب.
رابعًا: ومن العوامل المساعدة كذلك الطبيعة الجبلية لليمن، والتي تجعل سيطرة الجيوش النظامية على الأوضاع أمرًا صعبًا؛ وذلك لتعذر حركة الجيوش، ولكثرة الخبايا والكهوف، ولعدم وجود دراسات علميَّة توضح الطرق في داخل هذه الجبال، ولا وجود الأدوات العلمية والأقمار الصناعية التي ترصد الحركة بشكل دقيق.
خامسًا: ساهم أيضًا في استمرار المشكلة انشغال الحكومة اليمنية في مسألة المناداة بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي، وخروج مظاهرات تنادي بهذا الأمر، وظهور الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق "علي سالم البيض" من مقرِّه في ألمانيا وهو ينادي بنفس الأمر. هذا الوضع لا شك أنه شتَّت الحكومة اليمنية وجيشها ومخابراتها؛ مما أضعف قبضتها عن الحوثيين.
سادسًا: وهناك بعض التحليلات تفسِّر استمرار التمرد بأن الحكومة اليمنية نفسها تريد للموضوع أن يستمر! والسبب في ذلك أنها تعتبر وجود هذا التمرد ورقة ضغط قوية في يدها تحصِّل بها منافع دولية، وأهم هذه المنافع هي التعاون الأمريكي فيما يسمَّى بالحرب ضد الإرهاب، حيث تشير أمريكا إلى وجود علاقة بين تنظيم القاعدة وبين الحوثيين. وأنا أرى أن هذا احتمال بعيد جدًّا؛ لكون المنهج الذي يتبعه تنظيم القاعدة مخالف كُلِّية للمناهج الاثني عشرية، ومع ذلك فأمريكا تريد أن تضع أنفها في كل بقاع العالم الإسلامي، وتتحجج بحجج مختلفة لتحقيق ما تريد، واليمن تريد أن تستفيد من هذه العلاقة في دعمها سياسيًّا واقتصاديًّا، أو على الأقل التغاضي عن فتح ملفات حقوق الإنسان والدكتاتورية، وغير ذلك من ملفات يسعى الغرب إلى فتحها.
وإضافةً إلى استفادة اليمن من علاقتها بأمريكا، فإنها ستستفيد كذلك من علاقتها بالسعودية، حيث تسعى السعودية إلى دعم اليمن سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لمقاومة المشروع الشيعي للحوثيين، واستمرار المشكلة سيوفِّر دعمًا مطَّردًا لليمن، ولعل الدعم لا يتوقف على السعودية، بل يمتد إلى قطر والإمارات وغيرها.
وبصرف النظر عن الأسباب فالمشكلة ما زالت قائمة، والوضع فيما أراه خطير، ووجب على اليمن أن تقف وقفة جادة مع الحدث، ووجب عليها كذلك أن تنشر الفكر الإسلامي الصحيح؛ ليواجه هذه الأفكار المنحرفة، وأن تهتم اهتمامًا كبيرًا بأهالي هذه المناطق حتى تضمن ولاءهم بشكل طبيعي لليمن وحكومتها.
ويجب على العالم الإسلامي أن يقف مع اليمن في هذه الأزمة، وإلاّ أحاط المشروع الشيعي بالعالم الإسلامي من كل أطرافه، والأهم من ذلك أن يُعيد شعب اليمن حساباته وينظر إلى مصلحة اليمن، وأن هذه المصلحة تقتضي الوحدة، وتقتضي الفكر السليم، وتقتضي التجمُّع على كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعندها سنخرج من أزماتنا، ونبصر حلول مشاكلنا.
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.



قل و لا تقل


صحِح كلماتـــك

*****************

كلمات نحسبها دعاء.. وقد تكون علينا بلاء والعياذ بالله منها :


" اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه"

سبب النهي: فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول: يا
رب افعل ما شئت ولكن الطف فيه، بدلاً من أن يدعوه متذللاً أن يرفع عنه البلاء تماماً ويعرف أنه بضعفه ليس حملاً للحظة ابتلاء واحدة من رب العالمين
وأيضاً فيه منافاة للحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يردُّ القضاء إلا الدعاء"

" الله يكفينا شر هذا الضحك"

سبب النهي: لا يجوز لأنه من الطِّيرة (التشاؤم)، وتوقع شيء مكروه سيحدث والعياذ بالله

قول: "لا حول الله"

سبب النهي: هذا من نتائج ثقافة المسلسلات، وهو نفي يقتضي كفر قائله إذا قصد
النفي عياذا بالله من ذلك والأصل من هذه الجملة: لا حول ولا قوة إلا بالله
أو يـا حول الله (الاستعانة بحول الله و قوته سبحانه وليس نفيها)

قول بعض الناس: "الدين لب وقشور"

سبب النهي: لأن القشور لا فائدة فيها غالباً بل وترمى وتُهمل.. بينما الدين كله خير أصوله وفروعه وواجباته وسننه

قول: "فلان شكله غلط"

سبب النهي: لأن فيه سخرية على خلق الله تعالى واعتراضاً عليه وسخرية على الشخص نفسه مما فيه غيبة وإهانة له

تسمية نوع من الزهور: "عبَّاد الشمس"

سبب النهي: لأن جميع المخلوقات بما فيها الأشجار والزهور لا تعبد سوى الله سبحانه وتعالى ويجب تصحيح هذا المصطلح مثلا بتسمية هذه الزهرة ب: زهرة الشمس أو تبَّاع الشمس أو دوار الشمس وهي الأصح.

القول عن الميت: "دُفن في مثواه الأخير"

سبب النهي: لأن هذه الجملة تتضمن إنكار البعث لأن القبر ليس المثوى الأخير

القول إذا ابتُلِيَ أحدهم بمصيبة: "فلان ما يستاهل"

سبب النهي: لأن فيه اعتراض على حكم الله واتهام لله سبحانه وتعالى بالظلم اذا افتُرِضَ أنه لا يستحق هذا الابتلاء

القول عن الذي مات: "ربنا افتكره.. تذكره"

سبب النهي: لأن فيه نسبة صفة النسيان إلى ذات الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك..والله سبحانه وتعالى لا ينسى أحداً من خلقه ولا يتذكره إلا عند مجيء أجله فقط!! تعالى عن ذلك سبحانه

قول: "نسيتني يا فلان نسيك الموت"

سبب النهي: لأنهم حكموا على ملك الموت بأنه ينسى ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم : "لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٍ"

قول: "شاءت حكمة الله كذا"

سبب النهي: لأن الحكمة أمر معنوي لا مشيئة لها والذي يشاء هو الله تعالى فالصواب: شاء الله تعالى كذا

قول بعض المرضى: "لعنة الله على المرض"

سبب النهي: لأن الله تعالى هو الذي قدَّر المرض ومن سبَّه فقد سب مشيئة الله واعترض على قضائه

قول: "من علمني حرفا صرت له عبدا"

سبب النهي: لأنه مبني على حديث موضوع.! ! !

قول: "اليوبيل الفضي أو الذهبي"

سبب النهي: لأن اليوبيل كلمة يهودية معناها الخلاص والتحرير، والاحتفال به فيه اتباع لهم

تسمية الأحكام الشرعية: "عادات وتقاليد"

سبب النهي: لأنها توهم بأن الإسلام عادات ورثناها عن أسلافنا تقبل التغير أو التبديل وتوحي بعدم التقيد باتباعها كما أن العمل بها -اذا اعتبرناها كذلك- ينقصه النية من ابتغاء وجه الله في اتباع دينه الحق والعمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه فتذهب أعمالنا هباءً والعياذ بالله

قول: "مات فلان شهيداً"

سبب النهي: لأن الشهادة لشخص معين لا تجوز إلا بنص شرعي أو اتفاق عليه
والأصح الدعاء له مثلا: يارب احتسبه/إقبله من الشهداء وليس التقرير بذلك تأكيداً

القول للمتزوج: "بالرفاء والبنين"

سبب النهي: لأن هذه التهنئة تهنئة أهل الجاهلية

قول البعض: "الله يظلمك كما ظلمتنني"

سبب النهي: لأن فيها اتهاما لله بالظلم، تعالى الله عن ذلك

قول: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"

سبب النهي: سوء أدب مع الله يتضمن إعلاناً أنك تكره ما قضى الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أصابه مكروه يقول: "الحمد لله رب العالمين على كل حال"



اللَّهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.. اللهم آمين

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
هذا والله أعلم