Translate

الجمعة، 25 مايو 2018



أحمد زكي باشا

..............................
أرى بعد الكلام على أحمد تيمور باشا أن أنتقل إلى الكلام على سميِّه وصديقه وصنوه ((أحمد زكي باشا))، كانا في عملهما يتشابهان في الغاية ويختلفان بعض الاختلاف في الوصول إليها، كان أحمد زكي باشا أيضاً إماماً في التاريخ، وعالماً بأدب أمته، ومحكماً أدب الإفرنج، وكان إلى ذلك خطيباً مصقعاً، ولد رحمه الله في المحرم سنة 1284 بمدينة الإسكندرية، واختلف المترجمون في جده أو أبيه، والإجماع على أنه من أصل مغربي، رحل جده أو أبوه إلى يافا في فلسطين في التجارة، ثم انتقل إلى رشيد، إلا أن الباشا المترجم كان يكتم أن أباه ولد في يافا، وبعبارة أصرح أنه فلسطيني الأصل، وما أدري لم ذلك؟ وكفله أخوه محمود بك رشاد، ودفعه إلى مدارس الحكومة، حتى بلغت به خاتمة المطاف إلى مدرسة الحقوق، وكان اسمها مدرسة الإدارة في عهده، وظهرت أمارات النبوغ عليه منذ كان يدرس الدروس الابتدائية، ثم دخل في خدمة الحكومة بالمسابقة، ودخل أولاً مترجماً في محافظة الإسماعيلية، ثم انتقل إلى قلم المطبوعات في وزارة الداخلية، حتى بلغ أمانة السر في مجلس النظار، (1889م) وأصبح في آخر أيام خدمته أمين سر المجلس.

هذه نظرة عجلى في نشأة أحمد زكي وعمله الرسمي، ولو كان موظفاً كأكثر الموظفين ما سمع به أحد غير أهل بيئته، والمحتفين به، ولا تعدت شهرته حدود مصر، ولكن كان أحمد زكي رجلاً من غير هذا الطراز، كان رجل علم وأدب وبحث منذ وعى، فلم تشغله مشاغل الإدارة والكتابة عن عمله، ودرس فن الترجمة فزاد إحكاماً للغتين العربية والفرنسية، وقل من أتقن الفرنسية من أبناء مصر إتقانه، فقد كان ينشئ فيها ويخطب كما ينشئ أدباء الفرنسيين ويخطبون، وكان إذا سمع الخطاب العلمي في أحد المجامع الفرنسية ينقله حالاً وبدون استحضار إلى العربية، وبالعكس، لا يكاد يخرم منه معنى، ولا يتلجلج ولا يتلكأ وهذا لم يكتب لغير أفراد قلائل من البلغاء.

وسافر أحمد زكي ثلاث مرات إلى مؤتمرات المستشرقين في الغرب نائباً عن الحكومة المصرية، وبذلك اتصل بأكثر المستعربين من علماء المشرقيات في الديار الأجنبية، وكانوا يسألونه فيما يقع لهم من المشاكل فيحلها لهم أحسن حل، ويساعدهم على ما هم بسبيله من خدمة العلم، ولا سيما فيما له من مساس بالمدنية الإسلامية، ولقد قال أستاذي الشيخ طاهر الجزائري، (وكان من أعظم الرجال علماً بالتاريخ الإسلامي ودقائقه ومشكلاته) إنه ليس على أديم الأرض رجل عرف المدنية العربية والإسلامية كما عرفها أحمد زكي، بزَّ في هذا الفرع المسلمين وغير المسلمين.

وأعانه اتصاله بالحكومة على اختصار صندوق الحروف العربية في المطابع، وبدأ ذلك بالمطبعة الأميرية، واختار النمط الذي راقه، وأملى إرادته في ذلك على أرباب الاختصاص، وكان درس الطرق لهذا الإصلاح في رحلتين له إلى الغرب، وهو الذي أدخل طريقة الاختزال إلى اللغة العربية، وكذلك طريقة الترقيم لتعرف الجملة العربية إن كانت في التعجب أو الاستفهام أو متصلة بما تقدمها أو منفصلة عما تأخر عليها، وسافر إلى اليمن في آخر أيامه لخدمة السياسة العربية، فما نسي العلم، واتصل بإمامها، فوقف على كتب اليمن، واستنسخ ما راقه منها، وكتب جذاذات مفيدة في أسماء بلاد اليمن وإرجاعها إلى أصولها القديمة، ورحل مرات إلى القسطنطينية، واستنسخ منها لنفسه أو لدار الكتب المصرية عشرات من أمهات الكتب العربية بالتصوير الشمسي.

أما خزانة كتبه التي وقفها على الأمة فقد جعلت أولاً في جناح خاص في دار الكتب المصرية، ثم نقلت إلى قبة الغوري، ثم أعيدت بعد وفاته إلى دار الكتب مثل الخزانة التيمورية، وهي من الخزائن المهمة جداً.

كتب لي يوم 14 جمادى الأولى 1337 و15 حزيران 1919: ولعله يسرك أن تعرف أن خزانتي قد انتقل عديدها من الألفين فبلغ الاثني عشر ألفاً الآن، وأنا أشكر الله تعالى طلباً للمزيد.

وأتيح لي أن أصف بالتطويل خزانتي أحمد تيمور وأحمد زكي في مجلة المقتبس، وقد رأيت المخطوطات النادرة جداً في خزانة الأول، والمطبوعات النادرة في العرب والإسلام باللغات العربية والإفرنجية في خزانة الثاني، لا جرم أن ثروة صاحب الخزانة التيمورية أعانته كثيراً على التوسع في اقتناء الأطايب من المخطوطات على ما اعترف بذلك أحمد زكي نفسه.

أما صاحب الخزانة الزكية، فقد بدأ يجمع خزانته وهو تلميذ أيضاً بمدرسة الحقوق سنة 1883 فكانت النقود التي يرضخ بها له أخوه محمود رشاد بك يشتري بها كتباً إفرنجية، وأخوه يبتاع له الكتب الثمينة، فتولد فيه الغرام بالكتب كما قال عن نفسه، ولما دخل في خدمة الحكومة خصص نصف راتبه الشهري لمشتري الكتب، وكانت الديون التي عليه إلى آخر أيامه للوراقين والطباعين وباعة الكتب العتيقة والجديدة في أوربا ومصر، وأكثر كتبه الإفرنجية بالفرنسية، ومنها ما كتب باللاتينية والألمانية والإنكليزية والإسبانية والإيطالية، واجتمع له معظم الكتب العربية التي طبعها علماء الإفرنج منذ القرن الخامس عشر والمخطوطات العربية التي ضمتها خزانته هي منتقاة أيضاً، وأكثرها في التاريخ والآداب.

ومن خصائصه أنه كان محيطاً بكل ما حوت خزانته كفعل أحمد تيمور، وقد علق عليها شروحاً وحواشي أشفعها بمفكرات وجذاذات، أما تنسيقها فأقل من تنسيق الخزانة التيمورية، لأن صاحب هذه الخزانة انقطع إليها سنين وما أضاع أوقاته في الإدارة والسياسة والتوسع في معرفة الناس.

كانت زوج أحمد زكي باشا من فضليات العقائل، وعاونته بثروتها على الظهور والبذل، وكانت داره في جيزة الفسطاط في الثلث الأخير من حياته محط رجال العلماء والأدباء من الأقطار الشرقية والغربية والأقاليم المصرية، واختار لها اسم ((بيت العروبة)) وهو اسم موفق وافق فيها الاسم المسمى، وأنشأ بجوارها جامعاً ومدفناً، فلم يتم الجامع على ما يحب من الهندسة العربية والزخرف، نقول ((بيت العروبة)) ويمكن أن يطلق عليه ((بيت شعوب الخافقين)) ولطالما دعا إلى داره عشرات من الآسياويين والإفريقيين والأوربيين والأميركيين، فمزجهم مزجاً وخطبهم واستخطبهم، وتجلت فيه مكارم الشرقيين بل مكارم المصريين....

كان يحب المناقشة، فإذا آنس من كاتب غلطة استفظعها، وكتب فيها المقالات أو يقر له مرتكب تلك الشنعاء معتذراً، وهو قد يعتذر أيضاً إذا ارتكب خطأ، وقد يعترف به جهاراً شأن العلماء، كان يبادر إلى إطلاع الناس على أعماله، وقد يبالغ فيها، فاستفاضت لذلك شهرته، وساعد على نمائها قوة بيانه، وشدة عارضته، وتوفره على خدمة علماء الغرب في كل ما يعنّ لهم من الأسئلة على حين كان يتلكأ عن إجابة المسترشدين به من علماء الشرق فإذا آخذوه على إهماله زعم أنه كسول.

كان أحمد زكي يتجوز فيما لا يتجوز فيه أرباب التقوى، فكأنه تخلق بأخلاق من عاصرهم وعاشرهم، وما رأى حرجاً في ذلك، ويضطره العبث واللعب إلى الإسراف، ولذلك أنفق كل ما دخل في يده من مال قرينته أولاً ثم من مال شقيقه ثانياً، أنفق جميع ما خلفه أخوه من نقد، وهو مبلغ لا يستهان به في سنين قليلة، غير حاسب للأيام حساباً، وربما أفرط في ذلك، ولعل إفراطه من كونه لم يعقب ولداً، وقيل إنه ترك خدمة الحكومة مختاراً، وقيل إنه أريد على ترك الخدمة لأنه أتى أشياء تخالف قانون الإدارة.

مجلة التمدن الإسلامي: السنة الرابعة، العدد الثالث، 1357 - 1358هـ - 1938م


أحمد تيمور باشا

.......................
قلنا إن تيمور باشا كان يتصدق في السر، وذلك بأن يجري مشاهرات في السر على من قعد بهم الدهر عن الاكتساب، ويفضل على بيوت كثيرة المحاويج المساتير ويدر عليهم رواتب مقررة تأتيهم في بيوتهم رأس كل شهر، ويأبى عليه شرفه ودينه ومكارمه إذاعة ما تجود به نفسه، ولذلك أخذ العهود على من كان يعطيهم ما يقوم بأودهم أن لا يذكروا أنهم يرزقون منه، ولما باح أحدهم بالسر لضغط شديد وقع عليه، شق ذلك على هذا المحسن، فقطع المشاهرات والإدرارات كلها، متظاهراً بالضائقة، وعاد بعد مدة يرسل بواسطة المصرف حوالات مالية بأسمائهم وهم لا يعرفون مصدرها، بل إن المصرف نفسه لا يعرف حقيقة اسم المرسل، ولذلك صح لنا أن نقول: إنه كان لا ينفق ماله على غير العلم وعمل الخير، ويبالغ في كتمان صدقاته حتى لا تدري شماله بما فعلت يمينه، وكانت أطيانه تزيد، وريعها ينمو، ونعمته تفشو مع هذا البذل الكثير.

ولئن كانت أحداث الأيام قد تفرق بيننا بعض السنين ولا سيما زمن الحرب العامة، فما استطاعت أن تفرقنا بالمراسلة، وعندي من رسائله أكثر من مئة وأربعين رسالة هي في خزانتي أجمل ذخر وذكرى، وفيها صورة من علمه وأدبه وخلقه ومنازعه ومراميه، وقد جاء في بعضها كلام جميل يجدر اقتباسه، لأنه صادر من صديق إلى صديق يبوح له أبداً بذات نفسه، فمنها ما كتبه عندما وجهت إليه رتبة الباشوية، وكيف ضاق صدره بها، وضاق صدره أيضا لما صدر الأمر الملكي بتعيينه عضواً في مجلس الشيوخ، وحاول أن يستقيل غير مرة لولا حرصه على رضا الملك فؤاد الأول رحمه الله الذي أنعم عليه بالرتبة والعضوية به بدون توسط أحد، دعاه إلى هذا التشريف فرط محبته لتيمور وتقديره لنبله وفضله.

تولى أحمد تيمور أعمالاً كانت في نظره ألذ من كل مظهر، كان عضواً في مجلس دار الكتب المصرية، وعضواً في المجمع المصري، وعضواً في المجمع العلمي العربي، وقد خدم هذه المجامع والمجالس خدماً جليلة، وأحسن إلى مجمع دمشق أنواع الإحسان بمقالاته وأبحاثه التي نشرها في مجلته، وبإهدائه أمهات من المخطوطات المصورة، وبمنحه مجموعة نفيسة جداً من النقود الذهبية والفضية والنحاسية والزجاجية انتهت إليه من جده وأبيه، وهي اليوم في متحف عاصمة الشام تنادي بلسان الحال أن أحمد تيمور كان يعطف على كل بلد عربي عطفه على مصر، وما أنشئت خزانة كتب في بلاد الشرق إلا كانت هدايا أحمد تيمور إليها أسبق الهدايا، وتنشيطه للقائمين بها أبلغ تنشيط.

قلنا: إنه كان عزوفاً عن الناس يؤثر العزلة، وكان يود لو مكنته أعماله في القاهرة على الانقطاع إلى مزرعته بقويسنا، يأنس بجانب خزانته، ويستخرج فوائدها لقومه، ثم إن ذلك كان من الصعب عليه أيضاً، لأنه كان على عزوفه ألوفاً يألف من تربطه بهم وحدة الفكر ووحدة الروح، كتب إلي في رجب (1338هـ) يقول: ((... وقد كان سيدنا وأستاذنا الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله ورضي عنه مفزعي الوحيد؛ عندما أكون في القاهرة، فشاء القدر أن يفجعنا به، ولا يبقي لنا من تلك الأيام إلا الذكرى المؤلمة والأسف المتواصل، حالنا يا سيدي الأخ عجيب غريب في هذا التطور الجديد، فقد أصبحت العامة والخاصة، الجهال والعلماء، في مستوى واحد من الآراء، ونعمت والله الحالة، لولا أنه عمل صالح مرفوع إلى أسفل؛ ونتيجة منطقية تابعة للأخس من المقدمتين، فقل لي بعينك أي أنس في الاجتماع وأية لذة في المخالطة، وقد أصبح من المتحتم على المرء قبول كل ما يقال على تغيره وتناقضه كل يوم، وإلا فالويل له ثم الويل، ولهذا تراني في أكثر أوقاتي جانحاً إلى وحدتي بقويسنا مكتفياً بمنادمة كتبي....)). وكتب من رسالة: ((...أما الأصول العامة فسيدي عالم بها من الجرائد الضالة المضلة، والمصير مجهول، والله لطيف بعباده)). ولما أنشئ المجمع اللغوي الأول في مصر كتب أنه انضم إليه من هب ودب، وأنه أميل إلى التشاؤم بعد أن سمع اقتراحات بعضهم بضم أشخاص اشتهروا بانتصارهم للعجمة، وفتح الصدر لكل دخيل.

هذه صورة صغيرة من منازع أحمد تيمور وأخلاقه. بقي علينا أن نلم إلمامة خفيفة بتآليفه، وبها نتبين صورة علمه وأدبه، فأهم ما كتب ((معجم الألفاظ العامية المصرية)) بين فيه أصول تلك الألفاظ واشتقاقها وما يرادفها من الفصحى، وهو من أفيد التآليف، يدل على تبحر مترجمنا في اللغة وعلى بعد غوره في فنونها، وهو لم يطبع؛ ومن تآليفه المطبوعة تصحيح أغلاط القاموس المحيط وتصحيح أغلاط لسان العرب وهي رسائل تدل على دؤوبه وعبقريته ومعرفته الواسعة باللغة، هي بضع رسائل، تعد من أهم الكتب، وقيمة التآليف بفائدتها وإمتاعها لا بطولها وعرضها وثقل حجمها وكثرة أوراقها، ومن كتبه المطبوعة رسالة في اليزيدية، وأخرى في حدوث المذاهب الأربعة، وثالثة في العلم العثماني، ورابعة في قبر السيوطي، وخامسة في أبي العلاء المعري وعقيدته، وسادسة في الحلقة المفقودة من تاريخ مصر، وسابعة في الألقاب والرتب وغير ذلك. ومما لم يطبع أو طبع في إحدى المجلات العلمية ((طبقات المهندسين)) ألفه باقتراحي وإجابة لرجائي، وكنت آسف أن تضيع تراجم أولئك العظماء الذين خلفوا لنا هذه المصانع والعاديات، وما رأيت أحق من أحمد تيمور باشا لوضع كتاب في سيرهم، ومن رسائله التصوير عند العرب والأمثال العامية، وهي خمسة آلاف مثل عامي، ولعب العرب، ونقد القسم التاريخي من دائرة معارف ((فريد وجدي)) وذيل طبقات الأطباء والآثار النبوية، ومفتاح الخزانة للبغدادي، وأعيان الشرق في القرن الثالث عشر، جعله ذيلاً لسلك الدرر للمرادي، ثم ألحقه بذيل في تراجم أعيان أوائل القرن الرابع عشر ومنها نوادر المسائل أو معجم الفوائد والبرقيات، وهي كلمات تؤدي كل منها معنى جملة كاملة، إلى غير ذلك من رسائله ومقالاته وتحقيقاته، مما نشره في المؤيد والأهرام والمقتطف والضياء والمقتبس والهلال والهندسة والسلفية والآثار والزهراء، ومنها ما نشر له بعد وفاته في ((الرسالة)) إلى غير ذلك مما كان يكتبه بالمناسبات، أما الكتب التي استرشد فيها العلماء والناشرون بآرائه فكثيرة جداً يتألف منها كتاب من أمتع الكتب في النقد والبحث، هذا إلى رسائله إلى علماء الشرق والغرب، وكان يكتب كل ذلك بيده لا يعتمد فيه على كاتب ولا مساعد، وهو سريع الإجابة على ما يرد عليه من الأسئلة، إلا إذا اقتضى الحال التعمق في البحث، فإن خزاناته وتعاليقه كانت متقنة يهتدي بها إلى ما يريد لساعته، والمأمول أن يتقدم نجلاه الأستاذان إسمعيل ومحمود فيعيدان طبع جميع رسائل والدهما وكتبه، فما يجب أن يكون كتاباً برأسه ((كمعجم العامية)) و((طبقات المهندسين)) و((ذيل طبقات الأطباء)) ينشر على حدته، أما الرسائل والمقالات الأخرى فإنها تجمع في مجلدين جميلين ليرجع العلماء والباحثون إليهما بسهولة.

هذا هو أحمد تيمور وصفته لكم بقدر ما يسمح المقام، وإذ أردتم أن أشارككم في شعوري فيه وحكمي عليه، فاسمحوا لي أن أبوح بما في قرارة نفسي لأقول فيه كلمة من يأبى التزيد ولا يحبه: إني لا أعرف في بلاد العرب من أقصى شمالي إفريقية على البحر الأطلنطي إلى خليج فارس، رجلاً جمع مثل هذه الصفات وأحب العلم هذه المحبة الشديدة، وخدمه في نطاق طاقته هذه الخدمة، وهو في أصله من طبقة النبلاء، وأرباب الثراء، فما أبطرته النعمة ولا استهواه الغنى والجاه، وراح في كل أدوار حياته يبتعد عن الشهرة والشهرة تلحقه كعادتها مع من لا يتطلبها، وربما كانت شهرته في البلاد الخارجية عن القطر المصري أوسع، وقد رأيته يتبرم بالثروة ظاهراً وباطناً، أما هذه الصيانة وهذه التقوى وهذا الثبر؛ فقد قل حتى في رؤساء الدين مثله، هذا مع اتساع الفكر لكل جديد، وفتح الصدر لكل بحث إذا لم يصادم العقل فيه النقل.

كان إماماً مدققاً في علوم اللغة والبيان، كاتباً نقي العبارة يكتب على أجمل ما يكتب نبغاء المؤلفين، لا تعمد ولا تصنع، يحيط بالتاريخ الإسلامي عامة، وبتاريخ مصر خاصة إحاطة واسعة، وقد رزق ذاكرة قوية، لا ينسى ما يقيد وما لا يقيد، وغلب عليه التواضع وتملكه الحياء، والحياء من الإيمان، فكأنه من جنس أولئك العلماء الذين ذكرهم الإمام محمد عبده يوماً في مجلسه، وكان ذلك فيما أذكر في دار أحمد تيمور باشا بدرب سعادة، وقد سأله أحد الحضور: أما آن لمصر أن تنشئ جامعة تخرج أبناءنا في العلوم بالعربية؟ فأجاب الأستاذ الإمام: حقاً لقد حان الوقت لذلك، وحتى تهيأت لنا أسباب تأسيسها، نجلب إن شاء الله لتدريس بعض الفروع فيها أساتذة من سويسرا، فاستغرب أحد الحضور هذا التخصيص بالسويسريين وسأل الأستاذ عن هذا السر فأجابه: نعم من سويسرا، ذلك لأن علماءها كالبنات العذارى إذا حدقت النظر في وجوههن أخذهن الحياء واحمررن خجلاً.

إن محصول الأستاذ تيمور في العلم لا يعد قليلاً إذا اعتبرنا جودة ما أتى به من الأبحاث، وإذا أدركنا أن التعليق على مخطوطاته استغرق جانباً عظيماً من وقته وأن غرامه بالكتب كان يتقاضاه صرف الساعات الطويلة أيضاً، أكبرنا ما أتى به، خصوصاً وقد علمنا أنه كان يتولى كل أمرٍ بنفسه، حتى كتابة الفهارس، ولو نبغ مثله عند أُمة غربية من الأمم الكبرى أو غيرها لكان اسمه في كل لسان، ورسمه في كل عين؛ ولكن هو الشرق يُكبر الصغير، ويُصغر الكبير، وينسى رجاله أو يتناساهم؛ كأن الرجال فيه كثر، وقد تستفيض شهرة من لا يحسن أكثر من استفاضة شهرة من يحسن، ولا يُبجل في الأغلب إلا من دَجَّل ودلس وعبث بعقول الناس.


عثمان الأول بن أرطغرل

عثمان الأول بن أرطغرل
Image result for ‫عثمان الأول بن أرطغرل‬‎

مؤسس الدولة العثمانية


مقدمة:
إن الأمور الحتمية القدرية التي قضاها الله عز وجل والتي يغفل عنها معظم المسلمين ويجهلها تمامًا أعداء الإسلام أن الله عز وجل قد حفظ أمة الإسلام من الزوال بالكلية واستجاب لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم في ألا يُسلط عليها عدو من سواها يستأصل شأفتها تمامًا، فأمة الإسلام قد تضعف وقد تمرض مرضًا شديدًا ويدب الوهن في كل أعضائها ولكنها لا تموت، ولا تخلو الأرض أبدًا إلى قيام الساعة من الجماعة المؤمنة الموحدة، فهي لا تنقرض ولا تزول مثلما حدث مع دول أخرى كبيرة مثل: دولة الإغريق، أو الرومان، أو الفرس، وكلما سقط للمسلمين في بلد دولة قام لهم في بلد آخر دولة، وكلما اضطهدوا واستضعفوا في بقعة قووا وتجمعوا في بقعة أخرى.

ومهما كانت الضغوط والابتلاءات على المسلمين فإن جذوة الإيمان تظل حية متقدة في قلوبهم ومن لا يصدق فلينظر إلى مسلمي روسيا وما عانوه لعهود طويلة من نكال واضطهاد، ولما سقطت إمبراطورية الكفر نهض المسلمون من تحت الركام في أيديهم مصحفهم وفي قلوبهم هداية الإسلام، وفي نفس العام الذي سقطت فيه الخلافة العباسية العريقة تحت ضربات الجحافل الهمجية المغولية سنة 656 هجرية، ولد رجل وسط غمار هذه الأحداث الرهيبة، قدر له أنه سيكون منشئ دولة تنوب عن أمة الإسلام في التصدي لأعدائها لقرون عديدة، ودولة ستعيد مجد الخلافة الإسلامية ودولة ستنشر الإسلام في قلب أوروبا ويتحقق على يديها موعود النبي صلى الله عليه وسلم بفتح عقر دار النصرانية القسطنطينية، ونعني بها: الدولة العثمانية التي تنتسب لبطلنا هذا الذي نؤرخ له.

أصل الدولة العثمانية:
يرجع أصل الدولة العثمانية إلى الجنس التركي أو التركماني، وكلاهما واحد؛ فالتركمان هو نحت لكلمتين هما: "ترك"، "إيمان" وكانت علامة على من يؤمن من قبائل الترك بالإسلام حيث كانت الوثنية منتشرة فيهم قبل الإسلام، وينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تستوطن شمال العراق في إقليم كردستان، وتعيش على رعي الدواب، ولكن هذه القبيلة تحت الضغط المغولي الوحشي اضطرت للهجرة إلى بلاد الأناضول وذلك سنة 617 هجرية، واستقرت هذه القبيلة في مدينة "أخلاط" وكانت من أملاك الأيوبيين، فلم يستقر بهم الحال بالمدينة فواصلوا الهجرة باتجاه الشمال الغربي حيث كانت دولة سلاجقة الروم وزعيمها علاء الدين السلجوقي.

كان دخول العشيرة التركمانية وزعيمها "أرطغرل بن سليمان" إلى أرض سلاجقة الروم أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية وقصص التراث الشعبي المشوقة؛ ذلك لأن "أرطغرل" وقبيلته عند دخولهم لأرض سلاجقة الروم وجد قتالًا شرسًا تدور رحاه بين المسلمين والبيزنطيين وكانت الكفة قد أوشكت للميل ناحية البيزنطيين، وهنا تقدم "أرطغرل" ورجال قبيلته لإنجاد إخوانهم في الدين من الهزيمة، وكان هذا التقدم سببًا لانتصار المسلمين على النصارى، وقدر "علاء الدين" هذه الفعلة لأرطغرل وعشيرته، وأعطاهم قطعة كبيرة من الأرض في الحدود الغربية على الحدود مع الدولة البيزنطية ليسكنوا فيها، وأقام معهم حلف مودة وأخوة وجهاد ضد الدولة البيزنطية.

الأمير عثمان:
ولد "عثمان بن أرطغرل" سنة 656 هجرية أي في نفس العام الذي سقطت فيه دولة الخلافة العباسية، أي أن "عثمان" ولد في أجواء مضطربة والأمة الإسلامية في حالة ضعف واضطهاد وتسلط من أعدائها، فتفتحت عينا الصبي الصغير على مآسي المسلمين وزوال هيبتهم وضياع خلافتهم، وتفتحت أيضًا على عدو صليبي عتيد مرابط على ثغور قبيلته، فنشأ "عثمان" محبًا للجهاد، مشحونًا بالإيمان، مضطرمًا برغبة عارمة في استعادة أمجاد المسلمين والانتقام من أعداء الإسلام.
كانت القبيلة التركمانية - التي هي معدن العثمانيين وأصلهم بحكم موقعها الجديد المثاغر للبيزنطيين - قبيلة جهادية معنية بأمور الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام، مما جعلها قبيلة مؤمنة طغى عليها سمت الإيمان والحياة النقية، فلا مجال للترف ولا وقت للهو واللعب، بل حلقة مستمرة من الجهاد ضد أعداء الإسلام، لذلك نجد أن "عثمان" كان ملازمًا لأبيه "أرطغرل" في جهاده ضد الصليبيين، وأيضًا ملازمًا لأحد علماء الدين الصالحين الورعين واسمه الشيخ "إده بالي" القرماني، يتعلم على يديه ويبيت عنده الليالي، وكانت ابنة الشيخ صالحة وجميلة فأراد "عثمان" أن يتزوجها فرفض الشيخ في بادئ الأمر ولكنه عاد ووافق بعدما قص عليه "عثمان" هذه الرؤيا العجيبة، فلقد نام عثمان عنده يومًا فرأى في منامه كأن قمرًا خرج من حضن الشيخ ودخل حضنه، عند ذلك نبتت شجرة عظيمة من ظهره ارتفعت أغصانها إلى عنان السماء، وتحتها جبال عظيمة تتفجر منها الأنهار، ثم تحولت أوراق الشجرة إلى سيوف مشرعة ناحية القسطنطينية، فاستبشر الشيخ "إده بالي" بهذه الرؤيا، ووافق على تزويجه من ابنته، وبشر عثمان بأنه وذريته سيرثون الأرض ويحكمون العالم.

انهيار مملكة سلاجقة الروم:
كانت مملكة سلاجقة الروم قد تكونت بعد المعركة الخالدة "ملازكرد" سنة 463 هجرية والتي انتصر فيها السلاجقة بقيادة "ألب أرسلان" على جحافل البيزنطيين يقودهم الإمبراطور "رومانوس ديوجين" وقد فتحجت هذه المعركة الطريق أمام السلاجقة المسلمين للانسياح في منطقة الأناضول، وعين السلطان "ملكشاه بن ألب أرسلان" أحد أقاربه وهو "سليمان بن قتلمش" واليًا على الأناضول، أو آسيا الصغرى لمواصلة التوسع في أرض الروم، واستمرت هذه المملكة أكثر من قرنين من الزمان وتعاقب عليها أربعة عشر حاكمًا من سلالة "سليمان بن قتلمش" حتى ظهر المغول في ساحة الأحداث.

بعدما أسقط التتار الخلافة العباسية واصلوا حملتهم البربرية لإبادة الإسلام وأهله، فاتجهوا ناحية الشام التي سقطت سريعًا في أيديهم ولكن الله عز وجل - الذي حفظ الإسلام وأهله من سنة الاستئصال - قيض المماليك وقائدهم "سيف الدين قطز" ليوقفوا الاكتساح التتاري وينتصروا عليهم في معركة عين جالوت سنة 658 هجرية، وبعدها حول التتار وجهتهم إلى منطقة الأناضول حيث مملكة سلاجقة الروم والتي قد دب الضعف والتفرق بين أمرائها مما جعلها لا تصمد أمام ضربات التتار وخاف بعض أمرائها وتحالفوا مع التتار ضد إخوانهم المسلمين واستقوا بالكافرين على المؤمنين، مما جعل "الظاهر بيبرس" يسير إلى بلاد سلاجقة الروم سنة 675 هجرية ويحاربهم مع حلفائهم التتار والكرج "أهل جورجيا الآن" وينتصر عليهم في معركة البستان، ومع قوة المماليك وضعف المغول واهتمامهم بالعراق وما حولها فقط زالت دولة سلاجقة الروم وقامت مكانها عدة إمارات في الأناضول منها: أبناء أيدين وأبناء تركة وأبناء أرتنا وأبناء كرميان وأبناء حميد وأبناء صاروخان وغيرهم كثير.

قيام الدولة العثمانية:
مر بنا كيفية دخول واستقرار القبيلة التركمانية بقيادة "أرطغرل بن سليمان" في غرب الأناضول بعدما سمح لهم أمير إمارة القرمان "علاء الدين السلجوقي" بالاستيطان بإمارته وعقد حلفًا مع "أرطغرل" للدفاع المشترك ضد العدو البيزنطي، ولما توفي "أرطغرل" سنة 687 هجرية تولى مكانه ولده "عثمان"، فبدأ يوسع أملاك القبيلة ناحية الغرب بموافقة "علاء الدين" أمير القرمان، وأصدر "عثمان" عملة باسمه كناية عن المكانة والسيادة.
في سنة 699 هجرية أغار المغول على إمارة القرمان، ففر من وجههم "علاء الدين" ودخل بلاد الروم، وما لبث أن مات بها في نفس العام وتولى من بعده ولده "غياث الدين" الذي حارب المغول ولكنه قتل في حربه ضدهم، فأفسح المجال لـ"عثمان" لأن يستقل بما تحت يديه من أراض خاصة بعدما انفرط العقد بتلك البلاد المهمة والتي تعتبر ثغر المسلمين قبالة عدوهم العتيد الدولة البيزنطية، وأعلن "عثمان" قيام الدولة الإسلامية الجديدة في هذه البقعة الملتهبة من العالم، ولم يكن هذا التأسيس من باب حب السلطة التملك، إنما كان حبًا في نشر الإسلام.

عقبات في الطريق:
عندما قامت الدولة العثمانية وظهرت للوجود سنة 699 هجرية، كانت البقعة الملتهبة التي أقمت فيها مليئة بالعقبات والمشاكل التي ستصطدم حتمًا ولا بد بهذه الدولة الوليدة.

هذه العقبات كانت كالآتي:
1- عقبات داخلية: وتتمثل في الإمارات المجاورة للدولة العثمانية، مثل إمارات القرمان ومنتشا وصاروخان وغيرها كثير، وكان أمراء تلك البلد ضعفاء متفرقين، يؤثرون الدنيا ومتاعها الزائل، قد قعدوا عن الجهاد واشتغلوا بخلافاتهم الداخلية ومطامعهم الشخصية عن نصرة الإسلام ومقارعة الأعداء مما أطمع فيهم المغول والصليبيين وغيرهم، وهؤلاء المتغلبون على إماراتهم رفضوا أي محاولة للاتحاد مع الأمير عثمان، وقفوا حجر عثرة في سبيل إعادة مملكة سلاجقة الروم المتحدة القوية، بل وقفوا أمام أي اتحاد، وبالتالي كانوا عبئًا ثقيلًا على حركة الفتح الإسلامي.

2- عقبات خارجية: وتتمثل في الإمارات الصليبية المتناثرة في منطقة الأناضول الواسعة والذين يحكمون هذه المناطق على شكل الحكم الذاتي، مع الارتباط الديني والقومي مع الدولة الأم "بيزنطة"، مثل: إمارة بورصة، ومادانوس، وأدره نوس، وكستلة وغيرهم، وهؤلاء عداوتهم أصلية وقديمة، لذلك قرر الأمير "عثمان" أن يبدأ رحلته الجهادية بمواجهة الصليبيين في منطقة الأناضول، خاصة وأن أمراء الصليبيين قد تنادوا سنة 700 هجرية بتكوين حلف صليبي لتصفية الوجود الإسلامي الجديد بالأناضول بعدما سقطت سلطنة سلاجقة الروم.

رحلة الجهاد المقدس:
بدأ الأمير "عثمان الأول" رحلته الجهادية المقدسة واضعًا نصب عينيه هدفًا أسمى هو إعلاء كلمة الله عز وجل في فترة زمنية حرجة بالنسبة للأمة الإسلامية التي تعاني من ضربات التتار من ناحية الشرق، وضربات الصليبيين الإسبان بالأندلس من ناحية الغرب، وكانت صفات "عثمان الأول" الإيمانية وعميق حبه للدين غالبة وحاكمة على تحركاته وحملاته، فكان لا يبدأ القتال مع أعداء الإسلام إلا بعدما يعرض عليهم الخصال الثلاث؛ الإسلام، أو الجزية، أو القتال.

شعر سكان الأراضي القريبة من الدولة العثمانية الوليدة صدق إخلاص "عثمان" ونيته الجادة في نشر الإسلام، فتحركوا وانضموا للأمير "عثمان" في رحلته الجهادية المقدسة، من هؤلاء: جماعة "غزياروم" أي غزاة الروم وهي جماعة إسلامية كانت ترابط على حدود الروم بنية الرباط وصد غارات الروم عن المسلمين وذلك منذ عهد الخليفة العباسي "المهدي بالله"، أي أنهم كانوا أصحاب خبرة طويلة في قتال الروم، ومن هؤلاء أيضًا جماعة "الإخيان" أي الإخوان وهي جماعة من أهل الخير يعينون المسلمين ويقومون بخدمة المسافرين والجيوش المجاهدة، وهي جماعة تتألف من كبار التجار وأصحاب رءوس الأموال الذين سخروا أموالهم لنصرة الدين، وأيضًا جماعة "حاجيات روم" أي حجاج أرض الروم وهي جماعة معنية بالعلم الشرعي وتفقيه المسلمين بأمور الدين، وكان لانضمام أمثال هذه الجماعات أثر قوي وزخم كبير للحملة الجهادية.

ظهرت شجاعة الأمير "عثمان الأول" وحزمه في المائة يوم الأولى من قيام الدولة العثمانية حيث شن أمراء النصارى بالأناضول حملة صليبية على الدولة الوليدة سنة 700 هجرية، فقاد "عثمان" الجيوش بنفسه وباشر القتال بسيفه ورمحه واستطاع بفضل الله عز وجل ثم قوة عزمه وشجاعته الفائقة في القتال أن يشتت هذه الحملة الغادرة، ثم شرع بعد ذلك في فتح الحصون الصليبية، ففتح حصون "كتة"، و"لفكة"، و"آق حصار"، و"قوج حصار"، وذلك سنة 707 هجرية، ثم فتح حصون "كبوة"، و"يكيجة"، و"تكرربيكاري" سنة 712 هجرية، ثم توج فتوحاته بفتح مدينة بورصة أو بورسة، وذلك بعد مجاهدة ومحاصرة ومرابطة عدة سنوات قضاها الأمير "عثمان" في مصابرة عدوه حتى تم له الفتح سنة 717 هجرية، وأظهر فتح بورصة مدى صبر وثبات الأمير "عثمان" في جهاد أعداء الإسلام.

حاول أمراء النصارى في الأناضول إعادة الكرة مرة أخرى وتحالفوا هذه المرة مع "المغول" الذين كانت تربطهم بالنصارى علاقة وثيقة قائمة في الأساس على كره الإسلام ومحاربة المسلمين، وإلا فهؤلاء كفار مشركون والآخرون وثنيون يعبدون الشمس والكواكب، فجهز الأمير "عثمان الأول" جيشًا بقيادة ابنه الثاني "أورخان" وسيره لقتال المغول قبل تحالفهم مع النصارى فأوقع بهم هزيمة كبيرة، شتتت شملهم وصرفتهم عن فكرة الاتحاد مع البيزنطيين.

الشخصية الآسرة:
كانت شخصية "عثمان" متزنة وخلابة وآثرة في نفس الوقت، فشدة إيمانه بالله عز وجل، وحماسته العالية في نشر الإسلام بأوروبا، جعلت منه شخصية شديدة الجاذبية للجميع؛ مسلمين وكافرين، فلم تطغ قوته على عدالته، ولا سلطته على رحمته، وكان إذا وعد أوفى، فعندما اشترط أمير قلعة "أولوباد" البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، ألا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة التزم بذلك الأمير "عثمان"، وكذلك كل من جاء بعده.
هذه الشخصية الجاذبة جعلت حتى أعداءه الكافرين ينبهرون بتلك الشخصية الباهرة فيدخلون في الإسلام، وأوضح مثال على ذلك القائد البيزنطي "إقرنيوس" الذي كان واليًا على مدينة بورصه واستمات في الدفاع عنها ودخل في صراع طويل مع الأمير "عثمان" حتى سقطت المدينة في النهاية بعد خمس سنوات من الحصار، وخلال تلك الفترة احتك "إقرنيوس" بالأمير "عثمان" وانبهر بخصاله وأخلاقه النبيلة وشخصيته الآسرة، وفي النهاية أعلن "إقرنيوس" إسلامه عن صدق ويقين، بل صار من كبار قادة الجيش العثماني الذي يحارب دولته الأصلية "بيزنطة" وما أشبه هذه القصة بقصة إسلام القائد الرومي "جريجوري بن تيودور" الذي تسميه المراجع العربية "جرجة" والذي أسلم على يد الصحابي العظيم "خالد بن الوليد" أثناء معركة "اليرموك" الخالدة ودخل القتال مع المسلمين ضد بني جنسه حتى استشهد آخر المعركة.
وهكذا أثر الشخصية الإيمانية وعملها في النفوس.

وصية رجل عظيم:
ظل الأمير "عثمان" يعمل على تثبيت دعائم الدولة الإسلامية الوليدة في هذه البقعة الحساسة والملتهبة من العالم القديم، ويؤسس الدولة على القيم الإيمانية والأخلاقية المتينة ليضمن لها بإذن الله الاستمرار والنهوض والبقاء.
ظل هذا الرجل الصالح ناصحًا لأمته ولدينه حتى وهو على فراش موته وقد حفظ لنا التاريخ وصية الأمير "عثمان" لابنه وخليفته من بعده "أورخان الأول" وهي تعتبر دستور الدولة العثمانية التي سارت عليه أيام قوتها وأوج مجدها إذ قال له:
"يا بني، إياك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلًا، يا بني، أحط من أطاعك بالإعزاز، وأنعم على جنودك، ولا يغرنك الشيطان بجندك ومالك، وإياك أن تبتعد عن أهل الشريعة، يا بني: إنك تعلم أن غايتنا هي إرضاء رب العالمين وأن بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق فتحدث مرضات الله جل جلاله، يا بني، لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة حكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا، وللإسلام نموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل".

وهكذا يتضح لنا الأسس التي وضعها الأمير "عثمان" من بعده، ومنها:
1- الإيمان العميق بالله عز وجل والعمل على اتباع أوامره وشريعته في شتى أمور الدولة.
2- مشورة العلماء وأهل الفقه والشرع في مجريات وأمور الحكم والنزول على رأي الشورى.
3- تحديد الهدف الذي قامت من أجله دولة بني عثمان وهو إعلاء كلمة الله ونشر دين الإسلام.
4- تحديد الوسيلة لتحقيق هذا الهدف وهو الجهاد في سبيل الله.
وفي سنة 726 هجرية توفى الأمير العظيم بعدما أسس دولة صغيرة مساحتها ستة عشر ألف كيلو متر مربع من الأرض، ولكنها على تقوى من الله ورضوان، وغاية جهادية جعلت هذه الدولة تتمدد في ظرف قرن واحد من الزمان لتشمل آسيا الصغرى والبلقان ومعظم أوروبا الشرقية، وتقهر الدولة البيزنطية وتفتح القسطنطينية وتعيد الخلافة الإسلامية من جديد وتنشر الإسلام في قلب أوروبا، فجزاه الله عز وجل عن الإسلام كل خير.

المصادر:
1- تاريخ الدولة العلية. محمد فريد وجدي.
2- سلاطين آل عثمان. القرماني.
3- الدولة العثمانية. جمال عبد الهادي.
4- العثمانيون في التاريخ والحضارة. محمد حرب.
5- تاريخ الدولة العثمانية. د/ علاء حسون.
6- التاريخ الإسلامي. محمود شاكر.


الخميس، 24 مايو 2018

اعظم مئة شخصية غيرت التاريخ

اعظم مئة شخصية غيرت التاريخ


اعظم مئة شخصية غيرت مجري التاريخ هذا العنوان هو في الأصل اسم لكتاب ألفه مايكل هارت والذي هو عالم من علماء العصر الحديث عمل في وكالة (نـــاسا ) الأمريكية وله ابداعات علمية كبيرة في شتى العلوم مثل الفيزياء والكيمياء وغيرها . 
ـ الف كتابه هذا حيث وضع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أول شخصية .. ووضع الخليفة والصحابي الجليل عمر بن الخطاب 52 .. فقط اثنان من العرب ..
ـ انظروا الحيف !!

وكأنه لم يكن هناك علماء المسلين ومشاهير غيروا التاريخ 

لكن هذه مهمة مؤرخي وكتاب العرب ..
أعرض لكم شخصيات هذا الكتاب من الترتيب الأدنى فالأعلى .. ستكون الشخصية ثم ديانتها ثم مكانتها
ولست هنا بصدد نقده .. ولكنها عرض لمعلومات .. أو ما يسمونه اثراء معلوماتي .. ومنا ومنكم نفيد ونستفيد..
100) ماهيفيرا - الهندوسية مع الجاينية - مؤسّس الدين الجايني ، و هو دينٌ في الهند يتْبعُه قرابة 5 ملايين شخص
99) جاستينيان الأول - الكاثوليكية - إمبراطور روماني ؛ أعاد فتح الإمبراطورية الرومانية في الشرق الأوسط
98) هوميروس - الوثنيّة اليونانيّة - شاعر الملاحم
97) شارلاماين - الكاثوليكية - تأسّست الإمبراطوريّة الرومانية بتعميده عام 800 ميلادي
96) مينز - الوثنيّة المصرية - أول فرعون مصري ؛ وحّد شمال مصر مع جنوبها ؛ حكم قبل 3000 سنة من ميلاد عيسى
95) ميخائيل جورباتشيف - النصرانية الأوثوذوكسية الأصولية - أنهى الشيوعية في الإتحاد السوفييتي
94) الملكة إيليزابيث الأولى - الأنجليكية - ملكة بريطانية ؛ أعادت "كنيسة انجلترا" للقوة بعد الملكة "ميري" في القرن السادس عشر
93) زوروستر - المجوسيّة - مؤسّس الدين المجوسي
92) مينشَس - الكونفيوشيّة - فيلسوف ؛ مؤسّس أحد مذاهب الدين الكونفيوشسي
91) هنري فورد - البروتستانتيّة - اخترع السيّارة
90) فرانسيس بيكون - الأنجليكيّة - فيلسوف ؛ مُطبِّق الأسلوب العلمي الإستقرائي ؛ طلب من طلابه تحقيقاتاً علمية كاملة ، مُستبعدةً للنظريّات الناقصة
89) ماو زيدونج - الإلحاد (و هو إنكار وجود الله) ، ثم الشيوعية ، ثم الماويّة - مؤسّس الماويّة ، و هي النسخة الصينيّة من الشيوعيّة 
88) بيتر الأكبر - النصرانية الأوثوذوكسية الأصولية - حوّل روسيا إلى أمّة أوروبيّة عظيمة بين القرن السابع عشر و القرن الثامن عشر
87) سايرَس الأكبر - المجوسيّة - مؤسّس الإمبراطوريّة الفارسيّة
86) فاسكو دي جاما - الكاثوليكية - مُستكشف ؛ اكتشف الطريق البحري من أوروبا إلى الهند 
85) سوي وين تاي - الدين الصيني التقليدي - وحّد الصين في القرن السادس ميلادي
84) لينين - النصرانية الأوثوذوكسية الأصولية ، ثم الإلحاد ، ثم الماركسية و الشيوعية (يهودي الأصل) - حاكم روسي ؛ والد الثورة الشيوعية
83) ماني - المانيكيانيّة - مؤسّس الدين الماني ، و الذي ضاهى الدين النصراني في قوّته في القرن الثالث ميلادي ، و اندثر هذا الدين تماماً في القرن الثالث عشر
82) جريجوري بينكوس - يهودي - عالِم في الغدد و الهرمونات ؛ اكتشف حبّة منع الحمل
81)جون فيتزجيرالد كينيدي - الكاثوليكية - رئيس أمريكي

80) توماس مالثوس - الأنجليكية - اقتصادي ؛ كاتب "مقالة في أصل التكاثر و الإستيطان"
79) نيكولاي ماكيافيلي - الكاثوليكية - كاتب "الأمير" ، و هي أُطروحة سياسية ذات تأثير
78) جان جاك روسو - البروتستانتية ، ثم الكاثوليكية ، ثم الربوبية (دين يعتقد أن الله خلق العالم ثم تركه ، و العياذ بالله) - فيلسوف فرنسي ربوبي و مؤلّف
77) لينارد يولر - الكالفينية - عالم في الفيزياء و الرياضيات ؛ والد الرياضيات الحديثة
76) إنريكو فيرمي - الكاثوليكية - مؤسّس العصر الذري ؛ والد القنبلة النوويّة
75) يوهانس كبلر - اللوثرية - فلكي ألماني ؛ دَرَس تحرّكات الكواكب
74) فولتير - الجانسينيّة - كاتب و فيلسوف ؛ كَتَب القصّة القصيرة الشهيرة و المؤثّرة على الأدب العالمي: "كانديد"
73) لاو زو - الطاويّة - مؤسّس الدين الطاوي في الصين
72) يوهان سيباستين باخ - اللوثرية ، ثم الكاثوليكية - موسيقار 
71) فيلهيلم كونراد رونتجن - الدين غير معروف - مكتشف الأشعّة السينية ، أو أشعة إكس
70) إدوارد جينر - النصرانية (لا يُعرف أي مذهب) - مكتشف لقاح الجدري
69) سيجموند فرويد - اليهودية (بالإسم فقط) ، ثم الإلحاد - مؤسّس التحليل النفسي ؛ والد علم النفس الحديث
68) ويليام الفاتح - الكاثوليكية - مؤسّس إنجلترا الحديثة
67) جولياس سيزر (يوليوس قيصر) - الوثنيّة الرومانيّة - إمبراطور روماني
66) جوزيف ستالين - النصرانية الأوثوذوكسية الأصولية ، ثم الماركسية و الشيوعية - ثوري ؛ حاكم الإتحاد السوفييتي في منتصف القرن العشرين
65) الملكة إيزابيلا الأولى - الكاثوليكية - حاكمة أسبانية ، أرسَلَت كولومبوس ليكتشف أمريكا لاحقاً
64) توماس جيفرسون - الإيبيسكوبيليّة ، ثم الربوبية - ثالث رئيس أمريكي ؛ كاتب ميثاق "إعلان الإستقلال"
63) هيرناندو كورتيز - الكاثوليكية - أسباني ؛ فتح المكسيك 
62) فرانسيسكو بيزارو - الكاثوليكية - فاتح أسباني في أمريكا اللاتينية : هزم شعب الإنكا
61) نيكولاس أوغست أوتو - الدين غير معروف - شارك في اختراع محرّك الإحتراق الداخلي
60) جوزيف ليستر - من نصارى كويكرز - المكتشف الأساسي للمعقّمات ، و التي خفّضت معدّلات الوفاة بعد العمليات الجراحية
59) ماكس بلانك - البروتستانتية - عالم في الفيزياء و الطاقة و الحرارة : والد "النظرية الكمّيّة" في الفيزياء
58) جريجور ميندل - الكاثوليكية - من أهم علماء الجينات و الوراثة
57) جون كالفين - البروتستانتية ، ثم الكالفينية - إصلاحي بروتستانتي ؛ أسّس المذهب الكالفيني
56) إيرنست راذرفورد - الدين غير معروف - فيزيائي ؛ رائد في مجال الفيزياء دون الذرية
55) ويليام هارفي - الأنجليكية - مكتشف الدورة الدموية
54) أوغوستين - النصرانية - عالم دين نصراني في القرن الخامس ميلادي ، أشد شخص تأثيراً في النصرانية المحرّفة بعد بولس
53) أسوكا - البوذيّة - ملكٌ هندي اعتنق البوذية ثم نشرها في بلاده في القرن الثالث قبل الميلاد
52 ) عمر ابن الخطّاب - الإسلام - الخليفة الثاني ؛ وسّع الإمبراطوريّة الإسلامية




51) البابا أوربان الثاني - الكاثوليكية - نادى للحرب الصليبية الأولى ، و التي حُشِدَت فيها الجيوش النصرانية و انتهت بمقتل قرابة 70 ألف مسلم في القدس
50) مايكل أنجلو - الكاثوليكية - الرسّام الشهير ، أيضاً ناحت و مهندس معماري
49) رينيه ديكارت - الكاثوليكية - فيلسوف عقلاني و عالم رياضيات
48) سايمون بولوفار - الكاثوليكية ثم الإلحاد - بطل قومي في فينيزويلا ، و كولومبيا ، و الإكوادور ، و بيرو ، و بوليفيا ، حيث حرّرهن من احتلال الأسبان
47) لويس داجور - الدين غير معروف - مخترع التصوير الفوتوغرافي
46) ويرنر هايزنبرج - الدين غير معروف - فيزيائي ؛ مؤسّس نظرية الإشتباه أو الإرتياب
45) لودفيج فان بيتهوفن - الكاثوليكية - الموسيقار الشهير
44) جون لوك - الأنجليكية ، ثم النصرانية الليبرالية (حتى هم ابتلوا بالليبراليين!) - فيلسوف و رجل دين ليبرالي
43) أليكساندر فليمنج - النصرانية الكاثوليكيّة - مكتشف البنسلين
42) ألكساندر جراهام بل - اليونيفيرساليّة (الإعتقاد أن الجميع سيُغفر لهم و ينجون) - مخترع الهاتف
41) أوليفر كروميل - البروتستانتيّة - قائد عسكري و سياسي بريطاني في القرن السابع عشر
40) بلايتو (أفلاطون) - الأفلاطونية ؛ الفلسفة اليونانيّة - من أعظم الفلاسفة في التاريخ ؛ مؤسّس الأفلاطونيّة
39) أدولف هتلر - نشأ على الكاثوليكية ، ثم الوثنيّة الجديدة و النازيّة - قائد عسكري و سياسي ؛ قاد دول المحور في الحرب العالمية الثانية
38) جولييلمو ماركوني - الكاثوليكيّة و الأنجليكية - مخترع المذياع
37) ويليام ت. ج. مورتون - الدين غير معروف - رائد في علم التخدير 
36) أنتوني فان لافينهوك - الكالفينية - من روّاد صناعة المايكروسكوبات ؛ درس الحياة المجهريّة
35) توماس أديسون - إحدى مذاهب البروتستانتيّة - مخترع اللمبة ، و الكثير غيرها
34) نابليون بونابارت - الكاثوليكية (بالإسم فقط ، و كان لا يؤمن بوجود عيسى) - فاتح فرنسي
33) الإسكندر الأكبر - الوثنيّة اليونانيّة - فاتح
32) جون دالتون - من نصارى كويكرز - عالم في الفيزياء ، و الكيمياء ، و النظريّة الذرية ؛ له قانون الضغوط الجزئية
31) إدوارد دي فير (و يُعرف أيضاً بـ"ويليام شيكسبير") - النصرانية - أديب
30) آدم سميث - البروتستانتيّة الليبرالية - اقتصادي ، و فيلسوف ديني
29) جنكيز خان - الشامانيّة المنغولية - فاتح منغولي
28) أورفيل رايت و ويلبور رايت - البروتستانتية (بالإسم فقط ، فهم لم يهتموا بالدين) - مخترعا الطائرة
27) كارل ماركس - اليهودية ، ثم النصرانية ، ثم الإلحاد ، ثم الماركسية الشيوعية - مؤسّس الشيوعية
26) جورج واشنطن - البروتستانتية - أول رئيس لأمريكا
25) مارتن لوثر - الكاثوليكية ، ثم اللوثرية - مؤسّس البروتستانتيّة و اللوثرية
24) جيمس كليرك ماكسويل - طوائف مختلفة من النصرانية - فيزيائي
23) مايكل فاراداي - الدين الساندماني - عالم فيزيائي و كيميائي ؛ وضع "قانون فاراداي"
22) جيمس واط - لا ديني - صنع الماكينة البخاريّة 
21) قسطنطين الأكبر - الوثنيّة اليونانيّة ثم النصرانية - الإمبراطور الروماني الذي اعتنق النصرانية (بعد أن حرفها بولس في عهده) و فرضها على دولته
20) أنتوان لورنت لافواجييه - الكاثوليكية - والد الكيمياء الحديثة ؛ فيلسوف ؛ اقتصادي
19) نيكولاس كوبرنيكوس - كاثوليكي - فلكي
18) أغسطس قيصر - الوثنية اليونانية - حاكم
17) شي وانج تي - الدين الصيني التقليدي - إمبراطور صيني
16) تشارلز داروين - نصراني بالإسم - عالم أحياء ؛ صاحب نظرية التطور التي أثّرت في العلم الحديث
15) موسى - نبي - من أهم أنبياء الدين اليهودي الصحيح
14) يوكليد - الأفلاطونية و الفلسفة اليونانية - عالم رياضيات
13) أرسطو - الأفلاطونية و الفلسفة اليونانية - فيلسوف يوناني ذو تأثير
12) جاليليو جاليلي - كاثوليكي - فلكي
11) لويس باستر - كاثوليكي - عالِم ؛ اكتشف البسترة
10) ألبرت آينستاين - يهودي الأصل ، لم يتبع ديناً معيناً (و لم يكن ملحداً كما يعتقد البعض) - عالم في الفيزياء ؛ طوّر النظرية النسبية
9) كريستوفر كولومبوس - كاثوليكي - مكتشف أمريكا
8) يوهان جوتنبورغ - كاثوليكي - مخترع الطباعة
7) ساي لون - دين صيني تقليدي - مخترع الورق
6) بولس - اليهودية ، ثم النصرانية - كان يهودياً ، و اضطهد المؤمنين (أهل المسيحية الصحيحة) ، فلم يثنهم ذلك ، فأعلن أنه قديس نصراني و غيّر الدين تماماً ، فأدخل فكرة التثليث ، و ألوهية عيسى ، و ألغى الختان و أباح الخنزير
5) كونفوشيوس - الكونفوشيوسيّة - مؤسّس الدين الصيني: الكونفوشيوسيّة 
4) بوذا - الهندوسية ، ثم البوذية - مؤسّس البوذية (و البوذية ليست ديناً بقدر ما هي فلسفة و رؤية للحياة)
3) المسيح عيسى - النبي - أتى بالنصرانية ، و هي امتداد لدين موسى
2) إسحاق نيوتن - الأنجليكية ، لكنه رفض الإيمان بالتثليث ، و لم يصدق أن لعيسى نصيباً من الألوهية ، و كان يعتقد أن عيسى أفضل المخلوقات ، الأمر الذي تكفّره باقي طوائف النصارى ، و هو قريبٌ جداً من الإسلام - فيزيائي ، مكتشف الجاذبية ، و قوانين الحركة
1) محمد - الإسلام - أتى بدين الإسلام