Translate

الاثنين، 24 أغسطس 2015

باتريس لومومبا – اغتيال الحلم الأفريقي


ظهر لومومبا في زمن كانت الثورة على الاستعمار في العالم كله في أوجها، واغتياله لم يكن بهدف التخلص منه كشخص وفقط، وإنما أيضا الهجوم الاستعماري المعاكس بهدف وقف مد حركات التحرر الوطني في المستعمرات.

شهيد أفريقيا الخالد
(1925– 1961)
(أيها الأخوة الأعزاء فى الكفاح الأعزاء في الفقر، إن استقلالنا كلمة جوفاء بدون إمكانات التنمية الاقتصادية والبشرية)،،،،، لومومبا
باتريس لومومبا اسم محفور بالذهب على كل شبر من القارة السمراء، مناضل ضحى بحياته فكانت رخيصة زهيدة من أجل تحقيق هدفه. ومن ثم بات رمزاً للوطنية ومناهضة الاستعمار ليس في أفريقيا فحسب بل في العالم الثالث كله.
فكيف خاض معركته في الكونغو وأفريقيا؟
 هذا ما أحاول عرضه في بضعة أسطر.
 نشــأته: ولد "باتريس إيمرى لومومبا" في قرية "كاتاتا كوركومبى" بإقليم "كاساى" عام 1925، وعاش لومومبا في عائلة فقيرة، كان والده فلاحاً يكدح طوال النهار حتى يوفر لأسرته قوت يومها. ولما بلغ لومومبا الخامسة من عمره عمل مع والده، وعاش حياة شاقة لا يتسلل إليها نور الحلم ولا أمنيات المستقبل.
تعليمه: لكن الفتى كان ذكياً وعنيداً، فقد صبر وثابر وواصل تعليمه في مدرسة يشرف عليها مبشرون بلجيكيون ثم وُظف برتبة مُنشئ في شركة منجميه بلجيكية في “كيندي” بمقاطعة “كيغو”، وقد منحته السلطات البلجيكية منحة دراسية ليلتحق بمعهد البريد والبرق في ليوبولدفيل –سابقاً- كينشاسا حالياً، وبعد تخرجه عمل محاسباً في الصكوك البريدية.
وعندما بلغ من العمر 19 عاماً اشترك في دراسة القانون والاقتصاد التي نظمتها مدرسة للمراسلات وقضى فيها حوالي 11 عاماً، ولكنه قدم للمحاكمة بتهمة تبديد حوالي 2500 دولار، وحكم عليه بالسجن – وقيل أن ذلك كان مدبراً لأغراض سياسية – وبعد إطلاق سراحه عمل في شركة للبيرة، ثم مديراً لمحل تجارى حتى أغسطس عام 1958م.
ويعتبر من القلائل من الكونغوليين "المتطورين"، بمعنى الحاصلين على قدر من الثقافة وتجربة العمل في دوائر الإدارة الاستعمارية.
وجدير بالذكر أن الكونغو بتعدادها إبان الاحتلال البلجيكي الذي بلغ 13.5 مليون نسمة لم يكن من بين أبنائها سوى 17 فردا  حاصلين على شهادات جامعية.
فى عام 1955 أصبح لومومبا رئيساً للإتحادات العمالية كما التحق بالحزب الليبرالي البلجيكي فى الكونغو.
لومومبا وحركة "تحول'': حدث انعطاف حاسم فى مسار حياة لومومبا فى أكتوبر 1958، فقد بادر بتأسيس الحركة الوطنية الكونغولية (Le Mouvement National Congolais) ويرمز له (M.N.C) وأصبح هدفه هو الحصول على الاستقلال وتدعيم الوحدة الوطنية والدعوة لإقامة دولة كونغولية موحدة ذات حكومة مركزية قوية وفى نفس الوقت تنمية النشاط الإقتصادى لإشباع حاجات الأفراد عن طريق التوزيع العادل للمداخيل، وهو الاتجاه الذي أزعج السلطات الاستعمارية والمصالح الاقتصادية الأجنبية، خاصة انه كان يعمل بالصحافة فكان يترأس تحرير جريدة “الاستقلال” الناطقة بالفرنسية.
الظروف السياسية وتعجيل الاستقلال:
  كان عام 1958 زاخراً بالأحداث التي شكلَّت انقلاباً فى طبيعة الحياة السياسية بالكونغو ومنها
      أولاً: الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي “ديغول” خلال صيف 1958 لمدينة “برازافيل” وإعلانه فى الخطاب الذي ألقاه أنه يمكن لكل من يرغب فى الاستقلال الحصول عليه فوراً وفى الوقت الذي يريده.
     ثانياً: انعقاد مؤتمر التضامن الآسيوي والأفريقي الذي عقد فى أكرا عاصمة غانا عام 1958 وحضره باتريس لومومبا، وعاد يعلن لبلاده أنه يطالب بالاستقلال الفوري لكل أفريقيا وعلى الشعب الكونغولي أن يكف عن النوم وينتظر الحرية، فهو حق أساسي وليس هدية من المستعمر.
      ثالثاً: على الرغم من فرض بلجيكا ستاراً حديدياً يحول دون اتصال الكونغو بالتيارات الفكرية والحركات الثورية بالقارة إلا أنها لم تستطع أن تحافظ على هذه العزلة للأبد.
فكان لظهور العديد من الأحزاب أثر كبير فى تعجيل الاستقلال وبداية بزوغ حياة سياسية وطنية، فظهرت العديد من الاتجاهات السياسية ومنها:
الاتجاه الأول: يتزعمه “جوزيف كازا فوبو” “Joseph Kasa Vobu” ويمثل حزب الأباكو “Abako” وهو يؤيد فكرة الانفصال وذلك من خلال تقسيم الكونغو لدول جديدة مستقلة.
الاتجاه الثانى: حزب الكونكات ويقوده “مويس تشومبى” ويؤيد وجود حكومة مركزية وسلطة تشريعية على مستوى الدولة – اتحاد فيدرالي.
الاتجاه الثالث: هو اتجاه الوسط الذي يميل للإعلان ويهدف لإقامة مجتمع بلجى كونغولي ومن مؤيديه حزب الإتحاد وحزب التقدم الوطني.
الاتجاه الرابع: يمثله باتريس لومومبا وحزبه الحركة الوطنية الكونغولية، وإن كان الحزب قد انقسم لجناحين:
• جناح يميني من الحركة بقيادة السيد اليو.
• جناح يساري بزعامة لومومبا.
هذا الخلاف ساعد على ظهور بذور الشقاق مما أدى بعد ذلك لحرب أهلية، وإن كان ذلك لا يعد غريباً خاصة أن المجتمعات الأفريقية تتميز بالتعدد وكل جماعة أو حزب تنتمى لقبيلة معينة وبالتالي يسود الولاء القبلي مما أدى لحدوث اضطرابات في أوائل يناير 1959 ومظاهرات عنيفة اجتاحت البلاد وذهب ضحيتها خمسون قتيلاً وعشرات الجرحى، مما جعل السلطات البلجيكية تعتقل باتريس لومومبا بتهمة تدبير المظاهرات.
وكانت البلاد على أبواب حرب فعلية، كما خشيت السلطات البلجيكية من أن يتحول الكونغو “لجزائر” أخرى، مما جعلها تقرر عقد مؤتمر المائدة المستديرة فى بروكسل انطلاقا من 20 يناير 1960، وذلك لدراسة اقتراحات كونغولية وبلجيكية. وأفرج عن لومومبا لحضور هذا المؤتمر، وقد استغل وجوده وراح يشن حملة على بلجيكا ودورها المشين فى الكونغو.
استقلال الكونغو: وهكذا تحقق الحلم الذي طالما كان يداعب جفون الشعب الكونغولي، ونالت الكونغو استقلالها عقب انعقاد مؤتمر المائدة المستديرة وقد اتفق الطرفان على ما يلي:
  *  إعلان الاستقلال يوم 30 يونيو وإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية دون أن يكون للأوروبيين حق الاشتراك إلا إذا حصلوا على الجنسية.
 *  تشكيل أول وزارة كونغولية وفق نتائج انتخابات المجالس الإقليمية، وقد تقرر العمل بنظام مجلس النواب والشيوخ اللذين يشتركان في وضع الدستور.
 *  عقد معاهدة صداقة بين البلدين وتنص على أهمية التعاون الفنى واحتفاظ بلجيكا بقواعدها العسكرية فى كل من كامينا – كيتونا – وأخرى على حدود كل من رواندا وبوروندي.
وبالفعل جرت أول انتخابات فى البلاد في 11 مايو 1960 وحقق كل من لومومبا وكازافوبو وكالونجى انتصارات ملحوظة وأصبح من الواضح انهم هم الرجال الذين سيحددون مصير الكونغو، وبالفعل تشكلت أول حكومة كونغولية يوم 10 يونيو 1960 وحلت محل الإدارة البلجيكية. فتولى كازافوبو منصب رئيس الجمهورية فى 24 يونيو 1960 وأصبح لومومبا رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع – وقد أعطاه هذا المنصب القدرة على التحكم في القوات العامة – كما أعلن البرلمان اسم الدولة وهو “جمهورية الكونغو” فى 30 يونيو 1960، وجرت العديد من الاحتفالات فى البلاد بمناسبة الاستقلال وقد حضرها الملك “بودوان”، حيث ألقى كلمة مجد فيها أعمال أسلافه وقال:(إن الأخطار الحقيقية تكمن في عدم قدرة الدولة الناشئة على أمور البلاد بسبب خبرة الشباب في الحكومة وبسبب الصراعات القبلية) وكأن الملك تنبأ بما سيحدث في المستقبل.
ولكن باتريس لومومبا أخذ يعدد المساوئ التي عاناها الشعب فقال: (إن جراحنا حديثة بحيث لا يمكن إزالتها من أذهاننا. كان يفرض علينا القيام بالأعمال الشاقة لقاء أجور زهيدة لا تتيح لنا الغذاء الكافي، كنا نعامل بالشتائم والإهانات ونتحملها لأننا زنوج، فمن الذى ينسى ما حدث لإخواننا من أعمال القتل والشنق).
وهكذا حصلت الكونغو على الاستقلال فى ظروف لم يحدث مثلها في أي بلد أفريقي آخر، وذلك لأن الاستقلال في البلدان الأخرى كانت تسبقه مراحل متتالية تمهيدية ولكن الكونغو لم تشهد هذه المراحل الانتقالية، ويرجع هذا لطبيعة السياسة البلجيكية التي تعد من أهم أسس الصراع الدائر في الكونغو، خاصة أنها كانت تطبق السياسة الأبوية فى الحكم ولم تمهد الطريق أمام الكونغوليين للمشاركة فى الحكم وظلت تمارس سياستها حتى فوجئ الشعب بدون مقدمات بحصوله على الاستقلال.
إنجازات لومومبا: بالرغم من قصر مدة حكمه إلا أن له العديد من الإنجازات على المستوى الداخلي والخارجي:
  على المستوى الداخلي: عمل لومومبا على تكريس الوحدة القومية والتى تسمو على اعتبارات الولاء القبلي ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قيام حكومة مركزية وإحلال أبناء الوطن تدريجياً فى مناصب الإدارة والجيش والمؤسسات الاقتصادية، وبالرغم من أنه كان يدرك أن البلاد لا يوجد فيها الفنيون فى مختلف المجالات فإنه لا يرى مانعاً من الاستعانة بالدول التى ليس لها أطماع مثل كندا، ومن أهم المشاكل التى واجهته: نقص الخبرات الفنية، تزايد الاتجاهات الانفصالية، خضوع الاقتصاد القومي للاحتكارات الأجنبية، فكان يقول دائماً: (أيها الإخوة الأعزاء فى الكفاح الأعزاء فى الفقر. إن استقلالنا كلمة جوفاء بدون إمكانات التنمية الاقتصادية).
  على المستوى الخارجة: كانت سياسته الخارجية ترتكز على محورين أساسيين هما:
 * سياسة الحياد الإيجابي: كان يتبع سياسة الحياد الإيجابي والبعد عن التكتلات الدولية المتنافسة، وقد أوضح هذا فى المؤتمر الصحفي الذي عقد بالأمم المتحدة فى 26 يوليو 1960، فقال: (إن سياستنا هى الحياد الإيجابي إننا لا نريد المساعدة من جانب الدول التى تريد أن تفرض سلطانها علينا، ولا نريد أن نتخلص من الاستعمار لنقع تحت نيران الديكتاتورية، إن أفريقيا ليست ضد أحد وتطلب من الدول الاعتراف بحقوقها فإذا استجابت لندائنا بشأن الحرية والمساواة والإخاء فإن السلام العالمي سيكون مصيرنا).
 * مبدأ الوحدة الأفريقية: كان لومومبا يؤيد مبدأ الوحدة الأفريقية وحركات التحرر الوطني فقال: (إننا نريد أن نضع حداً لكل شكل من أشكال السيطرة الأجنبية فى أفريقيا وإنشاء أفريقيا حرة مستقلة وإلغاء الحدود المصطنعة التى خلفها الاستعمار فحركة تحرير الكونغو خطوة حاسمة لتحرير أفريقيا كلها، إننا نضع الغرب الآن فى ورطة إما أن يختار الصداقة مع أفريقيا أو يتركها).
وبالرغم من هذه الإنجازات إلا أن هذا المشروع الوطني والثوري اصطدم بالمصالح القبلية من جهة والإمبريالية الغربية من جهة أخرى. فقد كانت خيوط اللعبة تنصب للقضاء على هذا الزعيم الوطني، حيث لم يمض وقت قصير على رئاسته للوزراء، حتى كان لوكالة الاستخبارات الأمريكية دور واضح فى الكونغو وتفجير وحدة البلاد، بعد أن انتهت زيارة لومومبا فى يوليو 1960 للولايات المتحدة نهاية سيئة، ناشد لومومبا الإتحاد السوفيتي طلباً للمساعدة، مما أثار ضيق حكومة "ايزنهاور" وكان الضوء الأخضر للتخلص من لومومبا. ورغم عجز قوات الأمم المتحدة للتدخل بما يرضى لومومبا إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك "داج همر شولد"  كان من جانبه على عكس رغبة حكومة ايزنهاور المؤيدة لموبوتو.
إن اغتيال لومومبا جريمة التى لا تغتفر وتتسم بالخسة والدناءه والوحشية تقع مسئولتها على بلجيكا وكازافوبو وموبوتو ومويس تشومبى والولايات المتحدة ولكن جزء من المسئولية يقع على لومومبا نفسه الذي ترك سراً مقره الآمن "ليوبولدفيل" – فى حماية قوات الأمم المتحدة – وذهب الى "ستانلى فيل" مما سهل لأعدائه القبض عليه واغتياله.
  أزمات ومؤامرات:
 تعددت الأزمات التى شهدتها الكونغو وتحقق كل ما كانت ترجوه المصالح الإمبريالية الغربية، وغرقت الكونغو فى فوضى كاملة بعد مرور 6 أشهر فقط من الاستقلال ومن أهمها:
أولاً: بدأت القوات العامة بالتمرد وذلك بسبب سوء مرتباتها وامتد هذا التمرد لبقية أجزاء الدولة، فكان فى حد ذاته إنذاراً بالفوضى والانقسام.
ثانياً: إعلان مويس تشومبى فى 11 يوليو 1960 استقلال إقليم كاتنجا أغنى مقاطعات البلاد على الإطلاق وانفصاله عن الحكومة المركزية.
ولهذا مرت البلاد بمرحلة حرجة وحساسة أدت الى أخطر أزمة سياسية وأعنف مشكلة تواجه دولة حديثة الاستقلال.
وهكذا وجد باتريس لومومبا نفسه غارقاً فى المشاكل فلجأ الى هيئة الأمم المتحدة وسكرتيرها "داج همر شولد"، وبعد فترة وجيزة قرر مجلس الأمن إرسال قوات بقيادة الجنرال السويدي "كارل فون هورن" لكن بالرغم من وصولها إلا أنها رفضت أن تتدخل لصالح لومومبا.
ونتيجة لهذا الانفصال أصبحت هناك ثلاث سلطات تحكم البلاد:
• السلطة المركزية فى ليوبولدفيل، وهى مدعومة من الأمم المتحدة والبلدان الغربية.
• سلطة حكومية موالية للومومبا، ويدعمها الإتحاد السوفيتي والبلدان الأفريقية الثورية.
• حكومة كاتنجا التى لم تكن تتمتع بأى اعتراف رسمى ولكنها مدعومة من قبل الرأسمالية العالمية.
الأزمة الدستورية:
  وفى هذه المرحلة تغير الوضع فى الكونغو بشكل درامى، فالرئيس كازافوبو لم يتخذ أى إجراءات حاسمة، حيث أعلن فى حديث إذاعي: (أنه طرد لومومبا من منصبه وأحل محله جوزيف إيليو رئيس مجلس الشيوخ وأنه سيتولى بنفسه قيادة القوات المسلحة).
لكن لومومبا رفض الانصياع وقد صمم على مواجهة المؤامرة التى تستهدف، من خلال شخصه، مستقبل الدولة الوحدوي والتقدمي. وعلى الفور اتجه لومومبا للإذاعة وأعلن أنه لا يزال رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وإن كازافوبا خائن ولم يعد رئيساً للجمهورية وقد أعتمد لومومبا على نص دستوري يسمح لرئيس الوزراء أن يعزل رئيس الجمهورية إذا ظهر عجزه عن القيام بعمله.
وهكذا بدأت الأزمة الدستورية التى كانت وقوداً للحرب الأهلية فى الكونغو، حتى قيل عن الكونغو (كينشاسا) محرقة أفريقيا (Poudriere)حسب تعبير مجلة لوموند دبلوماتيك (Le monde Diplomatique)، وأثناء انعقاد مجلس الأمن يوم 10 سبتمبر، حيث قدم السكرتير العام تقريراً ذكر فيه أن الفوضى ناشبة فى الكونغو بسبب الصراع بين كازافوبو ولومومبا، وقال إن من حق كازافوبو دستورياً أن يعفى لومومبا من منصبه. ولهذا قررت الأمم المتحدة إغلاق محطة الإذاعة والاستيلاء على المطارات رغبة منها فى إخماد حرب الدعاية التى كان من الممكن أن تؤدى لثورة شعبية.
وبهذا نجحت بلجيكا أن تحقق بالخيانة والدسيسة مالم تحققه بالوسائل السلمية، ولكن فى نفس الوقت لم يتمكن كازافوبو من ممارسة السلطة الفعلية وكذلك عجز إيليو عن تشكيل وزارة تضطلع بالأمر بسبب قوة المعارضة فى ليوبولدفيل، وبهذا تكون قيادة الأمم المتحدة قد راهنت على حصان خاسر.
الانقلاب:
 فى الرابع عشر من سبتمبر قام الجنرال موبوتو الذى عينه إيليو بانقلاب عسكري وأعتقل باتريس لومومبا ولكنه قد تمكن من الفرار بعد ذلك. وبالرغم من أن عديداً من الدول حاولت عقد مصالحة بين الطرفين ومنها مصر، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل لانصياع كازافوبو وموبوتو للقوى الخارجية الأجنبية خاصة الولايات المتحدة. وفى فبراير 1961 عقد مجلس الأمن جلسة بناء على طلب الإتحاد السوفيتي للنظر فى مسألة القبض على لومومبا وسجنه، وحاولت الولايات المتحدة تمييع الموقف وأحيل الموضوع للجمعية العامة وكانت الولايات المتحدة تصر على أن مسألة القبض على لومومبا هى مسألة داخلية.
أما الوثائق فتؤكد أن السياسة الأمريكية قررت التخلص من لومومبا وأن الأجهزة السرية تلقت الضوء الأخضر من الرئيس أيزنهاور بالموافقة على إجراءات الاستئصال وفكرت المؤسسات السرية فى استعمال السم بوضعه فى معجون الأسنان، وفكرت فى استخدام فريق كوماندوز لخطف لومومبا.
اغتيال الحلم الأفريقي:
  اعتقل باتريس لومومبا فى 2 ديسمبر وأرسل الى النظام الإنفصالى فى مؤامرة دنيئة دبرها له رئيس البلاد وقائد الجيش حيث أعدموه فى يناير 1961 بالقرب من (اليزابيث فيل) فى إقليم كتانجا رمياً بالرصاص هو وزميله Joseph Okto نائب رئيس مجلس الشيوخ و Mourice Mpoloأول قائد للجيش الوطني الكونغولي وجاء فى كتاب «The Assasination of Lumumba» الذى كتبه Ludo De Witt، المساعد الأول لـ Rolph Bunche مبعوث همر شولد للكونغو أن Albert Kalonji زعيم كاساىKasi كان أحد المشتركين فى جريمة قتل لومومبا وسبب حقده عليه المجزرة التى ارتكبها الجيش الوطني بأوامر من لومومبا وبمساعدة السوفيت لوقف ما أسماه حركة انفصال كتانجا وكساى.
ولقد كشف البلجيكي جيرالد سوت الذي كان يعمل فى سلك البوليس بإقليم كاتنجا كيفية التخلص من جثة باتريس لومومبا، وذلك حتى لا يصبح قبره مزاراً للثوار. فلقد تم إستخراج الجثة من باطن الأرض وتقطيعها بمنشار فولاذى وتذويبها فى حمض الكبريتيك، وبعد عملية التذويب وجد المنفذون أن عظام الفكين والجمجمة لم تتآكلا، فقاموا بطحنها حتى تحولت الى طحين وتم خلط الطحين بالتراب الذي تمت فوقه عملية التذويب.
وهكذا اغتيل الثائر الأفريقي فى وضح النهار على مرأى ومسمع من العالم كله، فى جريمة يندى لها جبين المجتمع الدولى فقال عنه الرئيس المصري جمال عبد الناصر (إن جريمة قتل باتريس لومومبا سوف تؤرق الضمير الإنساني، فلقد تمت محاولة اغتيال استقلال الكونغو كوطن، وتم بالفعل قتل لومومبا كإنسان وزعيم).
حالته الاجتماعية:
  كان باتريس لومومبا متزوجاً وعمره 18 عاماً واسم زوجته “بولين” وله ولدان وبنت، وعندما حكم عليه بالإعدام عام 1961، لجأ أولاده وزوجته للقاهرة للإقامة فيها، وابنة لومومبا الكبرى تعمل صحفية فى مجلة المنار العربية التي تصدر من باريس.
تكريم الزعيم:
 أطلقت حكومة الكونغو اسم لومومباشى على مدينة (ستانلى فيل) تخليداً لذكرى الزعيم فى 1 يوليو 1966. كما أطلق إسمه على جامعة موسكو والتى يؤمها الطلبة الوافدون من أقطار العالم الثالث وهذا تأكيداً على الأبعاد الأممية لنضاله.
والغريب فى تكريم لومومبا، أن الجنرال موبوتو – الذى اعتقله – إعتبره فى عام 1966 بطلاً وطنياً من أبطال الكونغو، محاولاً بذلك توظيف الرصيد الثوري الذى يمثله لومومبا لمصلحته، حتى أن الدار التى نفذت فيها عملية الإغتيال أصبحت محجاً لكل الشباب الأفريقى.
هذا هو موجز كفاح باتريس لومومبا، الذى أغتيل بعد حياة سياسية ثورية قصيرة فى مدتها عميقة فى تأثيرها من أجل مبادئه وأفكاره، مما جعله أسطورة ومصدراً لتوهج العديد من حركات التحرر فى أفريقيا. ولهذا ستظل ذكراه خالدة فى قلب كل مناضل.


باتريس لومومبا أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو
لم يكن كغيره من الشباب‏,‏ فقد وضع قضية بلاده نصب عينيه فنسي حياته وبحث عن حريتها‏,‏ ولأنه مختلف عن غيره استطاع أن يقضي علي احتلال دام أكثر من ثمانيين عاما‏,‏ فأصبح التخطيط لموته هدفا شاركت فيه العديد من الدول الغربية واغتالته رصاصة أقرب أصدقائه إليه‏.‏
باتريس لومومبا زعيم إفريقي من عامة الشعب ولد عام1925 وتربي في أسرة متوسطة الحال أتاح له عمل والده بالتدريس فرصة التعليم مع قلة من أقرانه في الوقت الذي كان فيه الاحتلال البلجيكي يمنعه عن عامة الشعب, وخلال عمله ذاق أقصي صور الفصل والتمييز العنصري بين المستعمرين وسكان البلاد, فبدأت مشاعره الوطنية تتحرك وسعي للربط بين القوي الوطنية والقبائل الكونغولية للمطالبة بالحرية. وهنا بدأ رجال الاستعمار البلجيكي يكيدون له, فبعد11 سنة من بدء تعيينه في البريد دبروا له جريمة سرقة دخل علي إثرها السجن وعاني أبشع أنواع الاضطهاد, وبعد خروجه عام1958 قرر التفرغ للعمل السياسي, وكانت مشاركته في مؤتمر أكرا بمثابة شهادة ميلاد جديدة له, واستطاع ببراعته وشجاعته أن ينقل قضية تحرير بلاده وهموم ومطالب شعبه إلي المحافل الإقليمية والدولية, مما دفع بقوات الاحتلال إلي اعتقال لومومبا روح الثورة والزج به في السجن للقضاء علي توجهاته التحررية وإنهاء دوره القيادي.
ولم يهدأ الشعب, فنقل من سجنه بطائرة خاصة ليشارك في مؤتمر المائدة المستديرة في'بروكسل'; لبحث مستقبل الكونغو نتج عنه إجراء أول انتخابات ديمقراطية حصل فيها حزبه علي أعلي الأصوات, وعين أول رئيس وزراء منتخب للبلاد عام.1960
ولتحقيق الاستقرار حرص لومومبا علي أن تضم حكومته كل القوي الوطنية وأصدر عدة قرارات لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد, ومع ذلك لم تنعم الكونغو بالاستقلال سوي أسبوعين سرعان ما واجهت حكومته أزمات كبري بدأت بتمرد عسكري في الجيش, ثم أعقبه الإعلان عن انفصال كاتانجا أغني إقليم في الكونغو. ولم يجد أمامه إلا الاستعانة بالاتحاد السوفيتي فرفض طلبه, فلجأ إلي الأمم المتحدة التي استجابت وأرسلت200 ألف جندي لمساعدته, ولكن دون جدوي, وعندما أمر رئيس الجمهورية بعزله وجرده من كل صلاحياته أدرك لومومبا أنه عرضة للاغتيال وطلب الحماية من قوات الأمن, ولكنها تجاهلته, فذهب إلي أنصاره شمال البلاد طلبا للحماية فتأمر عليه موبوتو رئيس الأركان الذي كان حليفا سابقا له واستولي علي السلطة في انقلاب عسكري ولم يكتف بذلك بل قبض عليه وسلمه لأعدائه لقتله.
وفقا لكتاب نشر في هولندا مؤخرا بعنوان' اغتيال لومومبا', اعتمد مؤلفه علي وثائق بلجيكية سرية, فإنه اعتقل في يناير عام1961 علي يد خصمه تشومبي المتحالف مع موبوتو بحضور جنود تابعين لقوات الأمم المتحدة التي ساعدتهم برفعها الحماية عنه. ونقل ورفاقه إلي سجن بلجيكي وأعدموا رميا بالرصاص بعد بضع ساعات من حبسه وتخلصوا من الجثث بتقطيعها وإذابتها في حمض الكبريتيك.' الأمم المتحدة'
ولم تكن أمريكا ولندن غائبة عن الساحة, فقد ذكر أنهما تآمرتا علي قتله ولكنهم تركوا إطلاق الرصاص لصديقه وسكرتيره الشخصي ليبدو للجميع أن افريقياغيرمؤهلة للديمقراطية, ومعتقدين أن تاريخ نضاله سينسي بسهولة, ولم يتحقق هدفهم وما زال اسمه يتردد ليس في إفريقيا وحدها بل علي مستوي العالم.

الامام الزاهد محمدعبد الرحيم الخراشى

شموع على الطريق /من اعلام قرية بنى شقير
الامام الزاهد محمدعبد الرحيم الخراشى 
نبذة مختصرة عن حياته
هناك عند الحافة الشرقية للهضبة وتحت سفح جبل ابى فيدة وفى بقعة طاهرة على الشاطىء الشرقى للنيل قبالة قريته بنى شقير يرقد جثمان العالم الزاهد الامام محمد بن عبد الرحيم بن على خراشى بعد حياة حافلة بجلائل الاعمال تلك التى تجلت فى الدعوة الى الله الى طريق الحق والرشاد ولم تقتصر هذه الدعوة على مصر بل تخطت الحدود الى سوريا والكويت والسودان
ولد الامام محمد عبد الرحيم بقرية بنى شقير واحدة من قرى مركز منفلوط والتى ينحدر سكانها الاصليين من اصل عربى -فى اول يونيو عام 1890وبها تلقى تعليمه الاول فحفظ القرأن الكريم قبل ان يتم العاشرة ثم درس على والده علوم الفقه واللغة وتلتحق بالازهر الشريف وهناك نهل من نبع علوم مشايخ اجلاء حتى حصل على اجازة التدريس 
ومع رفيق الدعوة الشيخ عبد الهادى زيان اصدر فى اول المحرم 1338مجلة البصائر وهى دائرة معارفة اسلامية علمية فلسفية تاريخية ادبية
ولكى يتفرغ للدعوة الى الله والرد على الجاحدين والمنكرين ودعاة العلمانية رفض الارتباط بعمل حكومى وبدأبالقاء المحاضرات وعقد ندوات ومناظرات فغى سنة 1929وفى جمع حافل فى ساحة جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة وقف ليلقى على مسمع من العالم الاسلامى محاضرة بعنوان "معجزات القرأن الكريم "ولم يكتف بدعوته على مصر بل سافر الى سوريا بدعوة من جامعة دمشق1937والقى محاضرة فى مدرج جامعتها بعنوان" الاسلام ووسائل النهضةفى نظر البرهان والواقع "ففند فيها مزاعم المستشرقين واوضح انه لا سبيل للخلاث الا بالعودة لتعاليم الاسلام
ومن ثوابت الحقائق ان سيدى محند عبد الرحيم الخراشى ينتسب لسيدى محمد محرز بن ابى القاسم المنفلوطى الطهطاوى الذى ينتهى نسبه لسيدى موسى الكاظمبن جعفر الصادق حفيد الحسين ويلتقى هذا النسب مع العالم الجليل رفاعة الطهطاوى لم تقتصر حياة العالم الجليل على الدعوة بل شارك فى الحياة الاجتماعية على مستوى المحافظة فقد اختير عضوا بالمجالس المحلية فى اول تشكيل لها فى 1961/9/11نظرا لما يتمتع به من مكانة علمية وهو واحد من ابرز رجالات الطرق الصوفيه الذي كان لهم فضل السبق فى تخليص هذه الطوائف من بعض ما لحق بها نتيجة لعدم المعرفة بالاسس الفقهيه واقرت بذلك مشيخة الازهر
واهم ما ترك لنا من تراث فكرى ودينى
معجزات القران الكريم
الندا العطير
الاسلام فى نظر البرهان
رسائل الى العالم
مجلة البصأئر الشهرية
وفى فجر يوم 1962/3/23رحل امامنا عن عذا العالم ليلقى الله بعد حياة حافلة بجلائل الاعمال فعليه سحائب الرحمة والرضوان
""مأخوذ من مقال الاستاذ عبد الجواد المنفلوطى

الأحد، 23 أغسطس 2015

الجزرى ... أحد أعظم المهندسين والكيميائيين والمخترعين في التاريخ.


هو بديع الزمان أبو العز أبو بكر إسماعيل بن الرزاز، الملقب بــ"الجزري" نسبة إلى موطنه "أرض الجزيرة" بين نهري دجلة والفرات بالعراق، لا يُعرف الكثير من حياة الجزري؛ حيث تخلو كتب التراجم من ذكره، ومن المعتقد أنه ولد عام (561هـ-1165م) في أرض الجزيرة، وتُوفًّي عام (607هـ-1210م) وإن كانت بعض المصادر تشير إلى وفاته عام (602هـ-1206م).
ومن الثابت أنه خدم في بلاط ملوك "ديار بكر" التركمانيين الذين كانوا تابعين للدولة الأيوبية في عهد مؤسسها "صلاح الدين"، وقد رفعته خبرته العلمية وقدراته الابتكارية في الاختراع والإنشاء إلى مرتبة "ريّس الأعمال" أي كبير مهندسي الدولة.
ولا تتوافر تفاصيل كثيرة عن مرحلة الدراسة في حياة بديع الزمان الجزري، لكن من المقطوع به أنّه درس الرياضيات وما توافر في عصره من معلومات فيزيائية ومعلومات خاصة بالتطبيقات الصناعية، وأنه كان دائمًا يقرن الدراسة النظرية بالتجريب، ولا يثق بالنظريات الهندسية ما لم تؤكدها التجارب العملية، وكذلك تقع إنجازاته في دائرة الاختراعات الميكانيكية وصناعة الآلات، وكان هذا المهندس البارع معنيًّا -بصفة خاصة- باستخدام الحقائق العلمية والخبرة التكنولوجية في صناعة ما ينفع المجتمع من آلات مبتكرة.
إنجازات الجزري العلمية وكتابه القيم
وتتضح إنجازات الجزري العلمية من كتابه الهام "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل"، وهو كتاب في الهندسة الميكانيكية، يعدّ -بحقٍّ- أروع ما كتب في القرون القديمة والوسطى عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية.
وقد اشتُهر هذا الكتاب كثيرًا في العالم الغربي، وتُرجمت فصول كثيرة منه في الربع الأول من القرن العشرين إلى اللغة الألمانية، وقام بالترجمة كل من "فيدمان" (Wiedmann) و"هاوسر" (Hawser) اللذين قاما بأبحاث هامة جدًّا في تاريخ العلم والتكنولوجيا عند العرب، كما صدرت ترجمة كاملة باللغة الإنجليزية، قام بها "دونالد هيل" (Donald Hall) المتخصص في "تاريخ التكنولوجيا العربية".
ومن دراسة فصول الكتاب ندرك في الحال، أن الجزريّ كان راسخ القدم في فنّه، وأنه كان ملمًّا بكل الفنون الميكانيكية والهيدروليكية إلمامًا قويًّا، ونفهم من مقدمة الكتاب أنه قد ألّفه بطلب من ملك "ديار بكر" الملك "الصالح ناصر الدين أبي الفتح محمود بن قَرَ أرسلان بن داود بن سكان بن راتق" الذي تولّى الحكم ما بين عامي (597-619هـ)، ويذكر الجزري أنّه كان قبل ذلك في خدمة والد هذا الملك وفي خدمة أخيه، وأن خدمته تلك بدأت في عام (570هـ-1174م)، وأنه قد قضى خمسة وعشرين عامًا في خدمتهم.
ومن المؤسف أن النص العربي الكامل لهذا الكتاب، لم يُنشر إلا بعد نقله إلى الألمانية والإنجليزية، وقام معهد التراث العلمي العربي بإصدار نصه العربي الكامل؛ حيث قام بتحقيقه الدكتور المهندس أحمد يوسف الحسن بالتعاون مع الدكتور عماد غانم ومالك ملوحي، اعتمادًا على صورة كل مخطوطات الجزريّ المعروفة والموجودة في المكتبات العالمية المختلفة، وأفضلها مخطوطات إسطنبول (مخطوطة طوب قابي سَرايِي، رقم 3472).
ويعتبر كثير من الباحثين وعلماء التكنولوجيا التطبيقية، أنّ هذا الكتاب أهم مؤلف هندسي وصل إلينا من جميع الحضارات القديمة والوسيطة التي عرفها العالم حتى عصر النهضة الأوربية، ولا ترجع هذه الأهميّة فقط لاشتمال الكتاب على أوصاف مهمّة للآلات الميكانيكية التي ابتكرها ووصفها الجزريّ، بل ترجع أيضًا إلى اشتماله على طرائق صنعها؛ فقد وصفت هذه الطرق بتفاصيل وافية وإرشادات دقيقة أمكن معها صنعها في عصرنا بأيدي الفنيين، وكل ذلك قد أكسب كتاب الجزري شهرة واسعة، وظفر له باهتمام كبير في الغرب.
ومن الجدير بالذكر أن الباحث والمستشرق "دونالد هيل"، نال عن ترجمته لكتاب الجزري إلى الإنجليزية، وكتابة رسالة شاملة عن "بديع الزمان الجزري وتاريخ التكنولوجيا الإسلامية" جائزة "دكستر" الدولية التي تمنح لأصحاب الإنجازات المتميزة في مجالات التكنولوجيا، وهناك باحث ياباني اهتم بالجانب التشكيلي في كتاب الجزريّ وتوفَّر على دراسته، ونشر دراسات عن الرسوم الهندسية والأشكال التوضيحية التي حفلت بها إحدى مخطوطات الكتاب، وهي المخطوطة المحفوظة بالمكتبة السليمانية بجامع "أياصوفيا" بإسطنبول.
ولأهمية الكتاب الكبيرة في نظر الغرب، قال عنه المستشرق المهندس التكنولوجي الإنجليزي الدكتور "دونالد هيل": "لم تصلنا حتى العصور الحديثة وثيقة من أيّة حضارة أخرى في العالم، فيها ما يناظر ما في كتاب الجزري من ثراء في التصميمات والشروح الهندسية الخاصة بطرق صناعة وتجميع الآلات".
ويقول مؤرخ العلم الكبير "جورج سارتون": "هذا الكتاب هو أكثر الكتب من نوعه وضوحًا، ويمكن اعتباره الذروة في هذا النوع من إنجازات المسلمين".
أهمية كتاب "الجامع" للجزريّ ومحتوياته
يقع الكتاب في خمسة أجزاء يختص كل منها بقسم من أقسام الحيل أو تكنولوجيا الصناعات، ويجمع بين دفتيه الموضوعات التالية: الساعات المائية، السفن، أحواض القياس، النافورات، آلات رفع المياه التي تعمل بقوة جريان الماء، بعض الآلات المفيدة كالأبواب والأقفال... وقد ركز الجزريّ في كتابه، على أهميّة التجريب وأهمية الملاحظة الدقيقة للظواهر التي تكون أساسًا للاستنتاجات العملية.
ويلخّص الكتاب معظم المعارف المتراكمة عن الهندسة الميكانيكية حتى ذلك الوقت، مع تطويرات وإبداعات للجزريّ نفسه، وتكمن أهميته جزئيًّا فيما يتضمنه من وصف لآلات ومكونات وأفكار، وبالقدر نفسه من الأهمية، تبدو حقيقة أن الجزريّ صنف كتابه مع إصرار مُعلن على تمكين الصنّاع من بعده من إعادة تركيب آلاته؛ حيث قدم وصفًا مدققًا لكل من الخمسين آلة يتضمن صناعتها، وتركيبها، والأجزاء المكونة لها... وكما يقول المستشرق "دونالد هيل": "فقد زودنا بثروة هائلة من المعلومات المتعلقة بطرق ومناهج المهندسين الميكانيكيين في العالم الإسلامي".
ومما حفل به الكتاب؛ وصف الجزري خمس آلات لرفع المياه تعمل بقوة جريان الماء في مجراه الطبيعي، وقد جعلها الجزريّ ذات تصميمات مختلفة لتناسب الارتفاعات المتباينة التي يلزم نقل الماء إليها، وقد تركت هذه الآلات بصمة واضحة على تاريخ صناعة الآلات في العالم، وكذلك وصف الجزريّ النموذج الأول للمضخة المائية التي مهدت السبيل لابتكار المحرك البخاري وآلات الضخ التي تعمل بالمكابس أو الأسطوانات المتداخلة.
ابتكارات الجزريّ المتميزة
ووصف الجزريّ العديد من أنواع الساعات المائية والرملية، ومن بينها ساعات مائية تقوم فكرةُ عملها على تعبئة وتفريغ الماء من وعاء لآخر بمعدل ثابت، وبعض هذه الساعات مزود بآليات معقدة جدًّا تعتمد في عملها على حركة الماء في دورة مغلقة، وينتج عنها مؤثرات خلابة، مثل صدور أصوات موسيقية في أوقات معينة، أو بروز دُمية لتؤدي حركات طريفة بغرض التنبيه إلى أوقات الساعة.
لقد اخترع الجزري عددًا من الساعات المعروفة في زمانه باسم"البنكامات" أو "الفنكامات"، ومن بين هذه الساعات؛ ساعة الطبالين وهي ساعة بها طبالون يدقون طبولهم بعد كل ساعة تمضي، ليعرف الناس كم مضى من الساعات، ومن بينها ساعة على شكل زورق توضع للزينة في قاعات الاستقبال، وتحدد للضيوف الأوقات، ومن بينها ساعة مستوية، بها فيل يرفع خرطومه مرة أو عدة مرات كلما مضت من الزمن ساعة أو عدة ساعات، ومن بينها ساعة مائية من تصميم الجزري وتنفيذه، وتعمل ميكانيكيًّا بحركة الماء.
كما ابتكر الجزري أيضًا، عددًا من النوافير أو الفوارات لحدائق القصور في زمانه بشمال العراق، كذلك ابتكر الجزري عددًا من آلات التحريك للأشياء، وابتكر أيضًا دواليب ترفع المياه من البحيرات والآبار والأنهار، ومن بين ابتكارات الجزري؛ آلة ترفع الماء إلى نحو عشرين ذراعًا بواسطة دولاب من الماء السريع الجريان، وابتكر زورقًا متحركًا يوضع في بركة في مجالس السمر الليلية، وابتكر آلة ترفع الماء من بئر أو نهر بواسطة دابة تديرها لتمد الأراضي الزراعية بالمياه، وابتكر فوارة ذات عوامتين، تتبادلان العمل صعودًا وهبوطًا دون توقف أو انقطاع، فيستمر الماء في التدفق إلى أعلى، وابتكر تمثال بقرة على قرص عمود مجوف موضوع في وسط بركة، وتدير هذه البقرة دولابًا يرفع الماء من البركة إلى ارتفاع يصل إلى أكثر من مترين، وقد أبدع الجزري في رسم أشكال هندسية رائعة الجمال كان الصناع ينفذونها ويزينون بها أبواب المساجد والقصور.
الجزري والهندسة الميكانيكية
كان تأمين الماء من أجل الشرب والريّ وللأغراض المنزلية والصناعية، أمرًا حيويًّا في البلاد العربية والإسلامية؛ لم تكن هناك أمطار غزيرة وأنهار وجداول كثيرة كما هو الحال في شمال أوروبا، والمناطق التي كانت تهطل فيها الأمطار بكميات وفيرة تكفي للزراعة دون الحاجة إلى الريّ، ومن هنا تحتاج عمليات الري في كثير من الأحيان، إلى وسائل لرفع الماء لتلبية الحاجات الأساسية كالشرب والطبخ، أو لتزويد الأراضي الزراعية بالمياه اللازمة للزراعة.
لقد حاول المهندسون العرب والمسلمون، تحسين وسائل رفع الماء، ونجد ذلك واضحًا لدى كل من الجزريّ، وتقيّ الدين، إذ وصف كل منهما آلات لرفع الماء حاولا فيها تطوير الأنواع المعروفة، وقد خصص الجزري في كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل"، فصلاً خاصًّا لآلات رفع الماء وصف فيه خمسة أنواع يحتوي كل منها على تحسينات وابتكارات.
فالآلة الأولى، فيها تحسين كبير لعمل الشادوف، وهي آلة تدور بقوة الحيوان كما هو الحال في الساقية، والجزء الذي يغرف الماء عبارة عن مغرفة لها ذنب طويل أجوف كالميزاب، والمغرفة مربوطة عند نهاية ذنبها بمحور أفقي بحيث إنها تتحرك معه، ويحمل المحور عند أحد طرفيه ترسًا ويوجد بمحاذاة هذا الترس ترس جزئي يحمله محور مواز لمحور المغرفة، وفي الطرف الآخر لهذا المحور الثاني ترس رأسي يديره ترس أفقي، وهذا الترس الأخير يديره الحيوان المربوط بعمود الجر، يدور الحيوان في مسار دائري كما هو الحال في الساقية، ويدير زوج دواليب المسننة -بالتالي- المسنّن الجزئي، وتتعشق أسنان هذا الأخير بالمسنن المقابل وتديره، وترتفع المغرفة إلى الأعلى وتفرغ محتوياتها من الماء إلى القناة، وعندما ينتهي تعشق الأسنان الجزئي، تسقط المغرفة ثانية إلى الماء لتمتلئ وتتكرر العملية باستمرار، ونجد أن الجزريّ يصف لأول مرة الدولاب المسنن جزئيًّا، وقد استخدم هذا النوع من المسننات في أوروبا بعد حوالي مائتي عام من تاريخ كتاب الجزريّ.
والآلة الثانية للجزريّ مماثلة للأولى، إلا أنّها مزودة بأربع مغارف، ويحرك كل مغرفة مسنّن جزئي، وكانت الأسنان الجزئية موزعة بالتساوي على محيط الدائرة بحيث تقوم المغارف بعملها في مسافات زمنية متساوية، ويقول الجزريّ إن هذا التوزيع يجعل عمل الآلة أكثر هدوءًا، ونحن هنا أمام نفس مبدأ عمود الكامات في المحركات والضاغطات الحديثة.
الآلة الثالثة للجزريّ كانت أكثر تطويرًا للساقية، إذ أنّ الساقية تدور هنا بقوة الماء وليس الحيوان، ووصف الجزري هنا آلة على مقياس صغير لإقناع المتفرجين، يرى المشاهد منشأة ظاهرة للعيان مركبة إلى جانب مصدر الماء، وتحت المنشأة بركة ينزل إليها الماء من المصدر بواسطة أنابيب، وهناك سلسلة دلاء ترفع الماء من البركة، وتحت البركة يوجد حوض مخفي يحتوي على الآلات المحركة، ويمتد ضمن هذا الحوض المخفي عمود أفقي، مثبت على أحد طرفيه دولاب ذو كفّات شبيه بالمغارف (دولاب عنفة)، وفي أرضية البركة ثقب يندفع منه الماء ويصطدم بالمغارف مسببًا تدوير الدولاب، وعلى الطرف الآخر للمحور يوجد مسنّن رأسي يتعشق مع مسنّن أفقي يمتد محوره الأعلى نحو المنشأة الظاهرة، وفي أعلى هذا المحور الأخير يوجد زوج من المسنّنات، ويركب الدولاب الحامل لسلسلة الدلاء على المحور الأفقي للمسنّن الرأسي، وتصب الدلاء ماءها إلى قناة تنقل الماء إلى مصدره، وتبقى سلسلة الدلاء دائمة الحركة ما دام الماء يتدفق من أرض البركة مرتطمًا بالمغارف، ومن أجل إمتاع الناظرين، ربط بالمحور الرأسي نموذج لبقرة من الخشب تدور مع المحور فوق مبيضة ثابتة مستديرة دون أن تلمس أرجلها المنصة، ويبدو للناظر الذي لا يعلم مصدر الحركة وكأن البقرة هي التي تدير الساقية.
الآلة الرابعة للجزريّ شبيهة بالآلة الأولى، إلا أنّه استخدم فيها لأول مرة في تاريخ الهندسة الميكانيكية آلية المرفق والكتلة المنزلقة (Scotchyoke Mechanism) التي تحول الحركة الدورانية إلى حركة ترددية خطية.
وفي الآلة الخامسة، خرج الجزريّ عن نطاق آلات رفع الماء التقليدية، إذ استخدم في هذه الحالة، مضخة ماصّة كابسة ذات أسطوانتين متقابلتين، تكون الواحدة في شوط المصّ عندما تكون الثانية في شوط التصريف، واستخدم هنا آلية المرفق والكتلة المنزلقة، من أجل تحويل الحركة الدورانية إلى حركة ترددية، وأعطى أسلوبين للقوة المحركة أحدهما باستخدام دولاب عنفي ذي أجنحة، والثاني باستخدام دولاب ذي مجاديف يدور كما تدور الناعورة.
وأدخل الجزري في هذه الآلة عدة ابتكارات، فهنا نجد أقدم تطبيق لمبدأ المفعول المزدوج في الآلات المكبسية، وكذلك مبدأ تحويل الحركة الدورانية إلى ترددية، ونجد هنا أيضًا أول استخدام حقيقي لأنابيب الامتصاص في المضخات.
وفي مهرجان العالم الإسلامي الذي عقد ببريطانيا عام 1976م، عُرضت نماذج من وسائل الريّ التي استخدمت في بغداد في القرن الرابع للهجرة، كما عرض نموذج لمقياس النيل عند الروضة في وقت الفيضان استعمل على عهد الخليفة العباسي المتوكل، وعرض نموذج آخر لرفع الماء صنعت حسب إرشادات بديع الزمان الجزريّ في كتابه سالف الذكر، فقد اخترع الجزريّ عدة آلات وأجهزة -كما رأينا- وقد عرضت له آلة لقياس كمية الدم التي تؤخذ من المريض، أما اختراعه الذي أثار إعجاب المشاهدين ودهشتهم، فهو الساعة الدقاقة، وهي ساعة مائية تحدد الوقت وتقدم إشارات -تقوم بأدائها دُمى- لدوران دائرة البروج، وتعاقب الشمس والقمر في فلكهما السرمدي الدائم الذي لا انقضاء له ولا انتهاء.



الجزرى ... أحد أعظم المهندسين والكيميائيين والمخترعين في التاريخ.

أبو العز بن إسماعيل الرزاز' الملقب بـ الجزري (1136-1206). يعتبر الجزري أحد أعظم المهندسين والكيميائيين والمخترعين في التاريخ.
ولد الجزري في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع اليوم في الأقاليم الترکیة الجنوبية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر (آمد) شمال الجزيرة. حظي الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكها لمدة خمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م, فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية شديدة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل. من آلاته: آلات رفع الماء والساعات المائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات التحويل وأنظمة تحكم ذاتي والكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية كتاب "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".
كان علم الجزري أساس لنهضة العالم العربي ثم تحولت هذه النهضة إلى أوروبا. فقد اعترف العالم لين وايت والكثير من علماء الغرب أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزري قد نقلت إلي أوروبا، وان التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري.. وأنها لم تظهر في أوروبا إلا بعد الجزري بقرنين في ساعة جيوفاني ديدوندي الفلكية.. كما كان الجزري أول من تحدث عن ذراع الكرنك. كما ابتكر الجزري في آلات رفع المياه. وفي استخدام الكرات المعدنية للإشارة إلي الوقت في الساعات المائية.

من أعماله

  • المضخة ذات الأسطوانتين المتقابلتين وهي تقابل حاليا المضخات الماصة والكابسة.
  • نواعير رفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار.
  • مضخة الزنجير والدلاء في كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" هو نوع من آلات السقوط وهذه الآلات تعطي مردود حركي بفضل سقوط الماء على المغارف وتحتاج عادة مثل هذه الألات إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى.
  • صناعة الآلات ذاتية الحركة العاملة بالماء والساعات المائية والآلات الهيدروليكية التي ابتكرها علماء المسلمين وطورها الجزري.
  • وصف لعدد من الآلات الميكانيكية المختلفة من ضاغطة، ورافعة، وناقلة، ومحركة. كما أنه وصف بالتفصيل تركيب الساعات الدقيقة التي أخذت اسمها من الشكل الخاص الذي يظهر فوقها: ساعة القرد، وساعة الفيل، وساعة الرامي البارع، وساعة الكاتب، وساعة الطبال...إلخ.

  • ويذكر دونالد هيل بأن الجزري صنع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل، وآلات قياس، ونافورات، وآلات موسيقية، وأخرى لرفع المياه. كما صنع إبريقاً جعل>
    غطاءه على شكل طير يصفر عند استعماله لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء. كما ذكر ألدو مييلي أن الجزري صنع ساعة مائية لها ذراعان تشيران إلى الوقت.
رسم تخطيطى من احد كتب الجزرى لآله رفع المياه الى الأراضى العاليهرسم لساعه من اختراع الجزرى صوره لآداه موسيقيه من اختراع الجزرى

ساعة الفيل .. اختراع اسلامي ابهر الغرب


من أختراعات المسلمين في العصور الوسطى
ساعة الفيل :
هي عبارة عن اختراع اسلامي من العصور الوسطى بواسطة العالم الجزري (اسمه الكامل: أَبُو اَلْعِزِ بْنُ إسْماعِيلِ بْنُ الرِّزاز الجزري) و هي عبارة عن ساعة مائية على شكل فيل ضخم بالاضافة الى عناصر أخرى موزعة أعلى الفيل في بيت صغير تصدر صوت و حركة كل نصف ساعة.
ساعة الفيل، اختراع اسلامي من العصور الوسطى و نموذج هندسي جامع للحضارات المختلفة .
تعتمد الية التوقيت في الساعة على دلو مملوء بالماء داخل الفيل،بداخله وعاء يطفو على سطح الماء و به قتحة صغيرة من الوسط. يحتاج الوعاء الى نصف ساعة ليمتلأ عبر هذه الفتحة. أثناء التعبئة يسحب الوعاء معه خيط متصل بالبرج أعلى الفيل على مبدأ “السي سو” و هذا يؤدي الى افلات كرة تسقط في فم الافعى مما يجعل الافعى تنحني للامام ساحبة معها الوعاء المغمور بالماء داخل الفيل عن طريق خيوط. في نفس الوقت و عن طريق مجموعة من الخيوط أحد الشخصيات في البيت تحرك يدها اليمنى أو اليسرى ثم يقوم سائق الفيل بقرع الطبل و هذه العملية كاملة تحتاج الى نصف ساعة من الوقت قبل أن تعود الأفعى للخلف.
هناك ميزة ابتكارية اخرى في هذه الساعة و هي أنها تسجل التغير في طول الساعة الخاص بكل يوم، هذا يعني أن معدل التدفق يتغير يوميا ليناسب الاختلاف في طول الأيام خلال السنة و لتحقيق ذلك يوجد في الساعة دلوان علوي و سفلي، العلوي متصل بالية تحديد الوقت و السفلي متصل بمنظم عملية التدفق.

مكونات وأجزاء عفشة السيارة كاملة


  • حرصأ منا على توعية عملائنا بكيفية المحافظة على عفشة السيارة وتجنب سوء الاستخدام نقدم شرح شامل لكل أجزاء عفشة السيارة ووظيفة كل منها وكيفيه المحافظة عليها وإطاله عمرها



اولا : مكونات العفشة الامامية :


1: قطمة الدركسيون - الإسكاترة (علبة دركسيون أو الجريدة المسننة )

2: تيش دركسيون داخلى - تيش دركسيون خارجى (بارة طرف الدركسيون)

3: مقص علوى واخر سفلى (فى كل جنب)

4 : 4 كاوتش ميزان (فى كل جنب)

5: كوبلن خارجى وآخر داخلى مع اكس توصيل (فى كل جنب)

6: طنبورة ديسك امامى وجهاز فرامل (فى كل جنب)

7: مساعد + سوستة + بطاحة (فى كل جنب)

8: بيضة شمعدان (او مسمار ميزان) (فى كل جنب)

9: شمعدان (فى كل جنب)

10: بلية طنبورة (بلية العجل) (فى كل جنب)

11: 4 كاوتشات تراب (فى كل جنب)

عيوب العفشة وكيفية ضبطها :

=================
  • 1: علبة الدركسيون

frown emoticon

الاسكاترة )

 

علبة الدركسيون من اهم المكونات اللى بتكون موجودة فى العفشة لانها لو بايظة وكل عفشتك سليمة هتحس كأنك راكب مراجيح وتسمع تخبيط فى اى مطب

وعشان تتاكد ان علبة الدركسيون عندك سليمة :

1: هز الدركسيون وعينك على العجل لو لقيت مع اى حركة بسيطة للطارة الكاوتش بيتحرك يبقى كدة علبة الدركسيون سليمة ولا يوجد بها بوش ,غير كدة يبقى العلبة مبوشة ويلزملها طقم اصلاح

2: ممكن يكون العلبة مافيهاش بوش بس العلبة نفسها من جوة بدأت تروسها تتاكل وتضعف ودية بتبقى اسمها حشوة علبة الدركسيون وبتضطر تغيرها لما تسمع صوت خبط مع اى ارض غير ممهدة وغربلة فى الطارة وايضا بتحدث بعد سرعة 80 كيلو

3: ممكن تكون الاسكاترة بتسرب زيت الباور فتؤدى الى تقل فى التارة وصعوبة تحريكها وفى هذه الحالة يتحم حل الاسكاترة وعمل طقم إصلاح لها وتغيير الجوانات والأويل سيلات الداخلية التى تحجز الزيت

قطمة الدركسيون (عامود الدركسيون) :

عبارة عن العامود الموصل للحركة من التارة إلى الاسكاترة وهو يتكون من ماسورة معدنية ويتوسطها 2 أو 3 صليبة لنقل الحركة الدائرية للماسورة مع تعديل اتجاه الماسوة حتى تصل الحركة الى الاسكاترة

وعند تلفها يكون فيه بوش بسيط جدا عند تحريك التارة أو تشعر بنقرة شديدة عند تحريك التارة وفى هذه الحالة يتم تغيير صليبة الدركسيون التالفة

2: التيش الداخلى والخارجى (بارات الدركسيون) :

التيش عبارة عن زراع صغير فى اولة بيضة متحركة تنتهى بمسمار برغى يتم تركيبة فى نهاية كل جانب من الجريدة المسننة التى بداخل الاسكاترة وفى الجهة الاخرى من التيش مسمار أخر يتم تركيبه فى التيش الخارجى والذى يشبه بالضبط التيش الداخلى ووظيفة هذه الاتياش هى نقل حركة الجريدة المسننة الى العجل (كاوتش السيارة) حيث ان البيضة التى تكون فى نهاية التيش الخارجى (بارة طرف الدركسيون) يتم تركيبها بصامولة فى الشمعدان الذى تثبت فى العجلة

ودول لما بيبوظوا بتحس بصوت خبط فى العجلة نفسها اللى بيبقى التيش بتاعها بايظ , دة غير ان التوجية بيبقى خفيف جدا لما تيجى تكسر شمال مثلا , وعلى السرعات العالية فوق ال 100 مثلا بتلاقى العربية خفيفة فى التوجيهة

3: المقص العلوى والمقص السفلى :

* اولا المقص العلوى : بيكون على شكل مثلث فى الجنبين الخلفيين فى كاوتشة محكمة جدا , وفى اول المثلث بلية بعمود صغير بيتم تركيبة فى الجنب المخصص لية وبيكون مكانة امام المساعد من الاعلى وهو لايوجد إلا فى بعض انواع السيارات وليس معظمها

عيوبة بيخلى العربية مايلة شوية من قدام , مع النزول من المطب بيعمل صوت تزييق وخبطة بسيطة

* ثانياً المقص السفلى : ودة عبارة عن عمود فى اخرة كاوتشة وفى اولة كاوتشة (جلبة المقص) يجب ان تكون سليمة والا هتحس بأى مطب دة غير عومان العربية والمقص دة بيتوصل بالشمعدان وواصل باجنب العربية

وفى حالة ان تكون جلب المقصات مقطوعة أو غير سليمة يتم تغييرها فى حالة أن يكون الجسم المعدنى للمقص سليم أما اذا كان هناك إعوجاج فى المقص بسبب تعرض السيارة لصدمة أو خبطة فيتم تغيير المقص بالكامل

 

4 : كاوتش الميزان (مسمار الميزان) :

كاوتش الميزان من اهم العناصر الاساسية فى ظبط السيارة لانة بيتكون فى الجنب الواحد من 4 كاوتشات وبيتم استخدامة فى الفصل مابين اجزاء العفشة وبيركب على حاجة اسمها اطباق + مسمار الميزان

وعيوبة انك بتلاقى العفشة خفيفة مع مطبات الهواء بالذات

5 : الكبالن:

اولا : الكوبلن الخارجى ( راس الكوبلن ) :

رأس الكوبلن الخارجى هى التى تنقل الحركة الى العجل من الفتيس وبتمشى فى حركات امامية وخلفية وعلوية وسفلية لكى تستمر فى نقل الحركة من الفتيس الى العجل عند كسر الدركسيون فى الملفات وبهى تتكون من مجموعة من البلى داخل جسك الكوبلن ويجب ان تظل محتفظة بالشحم داخلها

واعراضها انك لما تيجى تكسر شمال او يمين بتسمع صوت زى طقطقة ودة معناة ان مكان البلى بدأ يبقى فية بوش ومابقاش محكم

ولازم يتغير عشان مع الوقت ممكن يفرك ويؤدى الى كسر الكوبلن

العيب الثانى ممكن يكون مجرى بلى الكوبلن نفسة بقى خفيف فيسبب رعشة اثناء السرعات او عدم احكام دقة التوجية عند الدخول فى المنحنيات الخفيفة

- الكوبلن الداخلى : الكوبلن الداخلى مهم جدا حيث يتكون من جسم الكوبلن + 3 صلايب فى احدى الجنبين تكون مربعة وفى الجنب الاخر وهو الايمن تكون صلايب دائرية

وهذا الكوبلن يتحرك فقط فى اتجاهين امامى وخلفى فقط وعمرة طويل

ومشاكل الكوبلن دة تظهر بوجود صوت خبط حديد×حديد اثناء التحرك الى الامام او الخلف , او عند الدخول فى ارض غير ممهدة

امتى تعرف انة بايظ : الكوبلن بيطلع بيتم الكشف على ال 3 صلايب لو لقيت الصليبة خفيفة او مبوشة بيتم تغيرها

نيجى لجسم الكوبلن نفسة واسمة عند الفنيين ( القلة ) :

بيتم الكشف عليها عن طريق تمرير الاصبع على المجرى اللى بيتم تركيب الصليبة فيه للبحث عن ريجة او تأكل فى المجرى نفسة لو بقيت الكلام دة يبقى يتغير فورا عشان يمنع صوت الخبط

- الاكس : ( عمود التوصيل ):

الاكس دة مهم جدا لانة اللى بيقوم بربط الكوبلن الداخلى بالكوبلن الخارجى وتثبيتهم فى الفتيس لاتمام عملية نقل الحركة

والاكس دة بيبقى فية جزء مشرشر لازم يكون سليم فى نهايتة واولة

لازم يكون مش واخد خبطة او مش معوج عشان مايتسببش فى رعشة

الاهم بقى لازم يكون نفس المقاس وكل ماتور ولية المقاس الخاص بية , ولازم يكون فية 5 ملى بوش فى كل ناحية لضمان سلاسة فى الاداء وعدم حدوث رعشة

الاكس مش بيجى لوحدة لازم يكون معاة كوبلن خارجى وداخلى

 

  • 6 : الطنابير :

طبعا الطنابير مهمة جدا لانها دية اللى بيتركب فيها العجلة ولازم تكون مظبوطة ولا يوجد بها ريجة

واى تلف بيؤدى الى رعشة على السرعات , رجة مع الفرامل بعد سرعة 80 كم , عدم ثبات بدال الفرامل اثناء الضغط علية

7: المساعدين والسوستة والبطاحة :

المساعد من اهم العناصر الاساسية فى العفشة لانة بيخلى العربية ماتميلش جامد لو بتاخد ملف , بتحافظ جدا على شاسية العربية , نعومة وراحة عند المطبات غير كدة يبقى المساعد بايظ

السوستة بتبقى هية اللى رافعة العربية وبتخفف الحمل عن المساعد + تخفيف الاحساس بالمطب

فلو لقيت جنب اوطى من جنب يبقى كدة السوستة ودعت

البطاحة : بتبقى راكبة فوق المساعد ومتصلة بجسم السيارة وعبارة عن كاوتشة ورولمان بلى بيخلى المساعد يلف مع كسر العجل سواء يمين او شمال

فلما تسمع صوت تزييقة فى الكسرات اكشف عليهم

8 : بيض الشمعدان

بيض الشمعدان بيبقى متركب على طرف الشمعدان نفسة ناحية الخارج وبيبقى راكب علية الجنب بتاع السيارة

لو البيضة دية باظت بتسمع صوت خبط وانت ماشى على ارض غير ممهدة وخبط مع الطلعة

9: الشمعدان (الركبة - الواجهة) :

الشمعدان دة اللى بيكون متوصل بشاسية السيارة وشايل العفشة كلها

ودة بيبقى عامل زى المثلث وفية كاوتش فى اخر الطرف والبلية اللى اتكلمنا عليها

10 :بلية الطنبورة :

طبعا عارفين ان بلية الطنابير مهمة جدا لانها بتقوم بتنعيم حركة السيارة

والبلية دية موجودة داخل السرة اللى بيبقى فيها مسامير العجل

وعشان تتجرب بيتم وضع السيارة على جهاز الموتسيكل ويقوم هذا الجهاز بتدوير العجلة سريعا ثم البدأ فى سماع اذا كانت البلية اصبحت خشنة او تصدر صوتا عالى مع سرعة الدوران

ويتم تغير البلية عن طريق وضعها على مكبس لازم وإلا هتفرك

11: اخيرا كاوتشات التراب :

يوجد فى كل جنب 4 كاوتشات للتراب

اتنين للكبالن وواحدة لعلبة الاسكاترا وواحدة لبيضة المقص

الكاوتش دة مهم جدا عشان لو مقطوع او اى حاجة بيدخل تراب للكوبلن او لحشو العلبة ويؤدى إلى تسرب الشحم من داخل القلة فيؤدى الى تلفهم بسرعة جدا

مكونات العفشة الخلفية :

==============

تتكون العفشة الخلفية من عفشة مستقلة للجنبين وروابط متعددة الوصلات:

1: جلبتين ركب

2: كاوتشات ميزان

3: شدادين

4: مساعد + سوستة

5: مقصين خلفيين

اولا : جلب الركب :

ودية بتركب عند اخر الركبة الخلفية ومهمة جدا وبتفرق جامد اوى فى ثبات العربية , وراحتها فى المطبات وعدم الاحساس بالمطب , على فكرة بتعلى العربية لما بتكون سليمة , وبتخلى العربية ماتهبطش اوى حتة مع التحميل

ثانيا : كاوتشات الميزان (مسمار الميزان) :

ودية مهمة جدا فى راحة العربية واتزانها على الطريق مع السرعات

ثالثا : الشداد:

ودة بيكون ماسك جسم العربية بالجنب الخلفى وبيتكون من كاوتشتين من اعلى واسفل

بالنسبة للمساعد والمقص نفس الكلام هينطبق فى العفشة الامامية على العفشة الخلفية وتم شرحها مسبقا فى الاعلى

فى النهاية اشياء مهمة عشان تظبط العفشة :

1: تغير كاوتش الميزان كل سنة او كل 15000 كيلو

2: الكشف على الكبالن

3: تغير مايلزم من كاوتشات او جلب لضمان صلاحية باقى الاجزاء

للحفاظ على الكبالن :

1: بالنسبة للناقل المانيوال يتم الضغط على بدال الدبرياج عند الدخول فى المنعطفات الحادة ( الاتوماتيك يجيب الوضع على الN ثم الرجوع للD4 مرة اخرى

2: الاهتمام بابقاء كاوتشة التراب الخاصة بالكبالن سليمة والكشف عليها دائما

3: عدم الضغط على البنزين بشدة فى المنعطفات , او الانعطاف بسرعة

4: طبعا الامركة , والخمسات بيدمروا عفشة السيارة