أصدقائى ... للأزهر الشريف قصة ظريفة ... وقصة لذيذة ... فلم يكن هذا المعلم الحضارى موجودا قبل الدولة الفاطمية فلقد أقام الفاطميون دولتهم الفاطمية بالمغرب وفى عهد رابع خلفائهم السلطان المعز لدين الله أمر جوهر الصقلى ( قائد قواته ) بدخول مصر ... فدخلها جوهر الصقلى بدون قتال شديد عام 358هـ الموافق 969 م , وانتزع الحكم من الاخشيدين .. فلقد كان يحكم مصر إبن كا فور الاخشيدى وكان عمره لا يتجاوز عدة سنوات ولما استقرت الأمور لجوهر الصقلى قرر تأسيس عاصمة لحكم الفاطميين وأسس مدينة القاهرة فنصب الجيش الفاطمى خيامه على منطقة جنوب الفسطاط وبدأ العمل فى بناء مدينة جديدة فى نفس العام 969م , وعنى الصقلى باختيار موقع المدينة بين خليج أمير المؤمنين والمقطم فشيد المدينة على الأرض الرملية الجافة وعندما أكمل جوهر الصقلى بناء القاهرة أصبحت عاصمة الفاطميين ومقرا لخلافتهم , فانتقل اليها المعز لدين الله الخليفة الفاطمى فى موكب ضخم وكبير من المغرب للقاهرة عام 973 م وفى نفس الوقت .. وضع جوهر الصقلى أساس مسجد كبير فى القاهرة فى اليوم الرابع عشر من رمضان 359 هـ الموافق لعام 971 م واستغرق بناؤه عامين , حيث أقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى السابع عشر من شهر رمضان عام 360 هـ الموافق 972 م وسمى بالأزهر الشريف لعدة أسباب , بسبب أن الفاطميين ينتسبون إلى إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة فاطمة الزهراء , ويقال إنه سمى بالأزهر لأنه كان محاطا بقصور فخمة التى كانت تسمى القصور الزهراء , أو أنه سمى كذلك تفاؤلا لأن يكون أعظم المساجد ضياء ونورا .. كما يقال ان سبب هذه التسمية نسبة الى كوكب الزهرة .. وكل هذه الأسباب صحيحة ... ولقد عرف الجامع الأزهر أول الأمر بجامع القاهرة ثم باسمه الحالى .. وبالطبع نعرف جميعا أز اسم القاهرة كان الخليفة لا يرغب فيه وكان يريد تسمية المدينة باسم } المدينة الزهراء { وشيد الأزهر الشريف فى المنطقة المجاورة لقصر المعز ملك الفاطميين , وكان المبنى الأول للأزهر حوالى نصف المبنى الحالى ... وتوجه إليه فى سنة 362 هـ فى عيد الفطر الخليفة المعز لدين الله ليشهد أول صلاة رسمية له فى الجامع الأزهر وكان الغرض من إنشاء الجامع الجامع الأزهر أن يكون رمزا للسيادة الروحية للدولة الفاطمية ومنبرا للدعوة التى حملتها هذه الدولة تطور إنشاء الجامع الأزهر كان الأزهر أول ما أقيم يتكون من صحن المسجد الحالى المكشوف , والذى تحف به العقود المدببة من كل جانب وبيت الصلاة المسقوف الذى كان يقع الى شمال الصحن الحالى وكان له جانبان : أيمن وأيسر , فيهما مبان , فكان فى كل من الجانبين الايمن والايسر ثلاثة أروقة ( الرواق منطقة تجمع بين عدة أعمدة ) ثم توالت الاضافات والزيادات , حتى أصبح الجامع الاساسى فى قلب الجامع الزصلى , وأضيف للمبنى أروقة جديدة - مدارس - محاريب - مآذن - ميضات ( أماكن للوضوء ) . حتى أصبح الأزهر اليوم عصر فنونا وتوسعات وبصمات جعلت من الأزهر منارة فنية رائعة ويصف لنا أحد المؤرخين الجامع الأزهر .. فندخل معه : فإذا وصلت لميدان الأزهر الحالى ودخلت من الباب الرئيسى للأزهر واسمه باب المزينين تسير فى ممر طويل , فعلى يمينه مبنى المدرسة الأقبغاوية , التى بناها الأمير المملوكى علاء الدين أقبغا عبد الواحد عام 740 هـ / 1339 م , فى جزء من ساحة الأزهر وجعلها ملحقة به , وهذا الأمير كان من أكبر من اهتموا بعمارة الأزهر الشريف , فلقد أنشأ لمدرسته تلك بيت صلاة وقبلة ومنارة , وقد استعملت هذه المدرسة إلى عهد قريب مكتبة للأزهر وعلى يسار الممر يقوم مبنى المدرسة الطيبرسية القديمة , نسبة إلى الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار نقيب الجيوش بمصر فى دولة الناصرمحمد بن قلاوون عام 719 / 1319 , وقد تبنى هذه المدرسة وجعلها مسجدا فى نفس الوقت , وتأنق فى بناؤها وأنفق عليها بسخاء فى الزخرفة والاتقان فكانت قطعة من الفن الاسلامى فى أحسن صورة ولكنها اتخذت عام 1896 م ملحقا لمكتبة الأأهر فضاع كثير من أعمالها الفنية فإذا فرغت من السير فى المرر وصلت إلى صحن الجامع الأزهر , وهو صحن فسيح تحيط بك البوائك من كل الجهات وهذا الصحن قبل الجامع القديم , ويليه بيت الصلاة الذى ينتهى بجدار القبلة القديمة ... يليه بعد ذلك زيادة عبد الرحمن كتخدا ( وهومن كبار أمراء المماليك وأكبر من اهتم ببناء وتعمير مبنى الجامع الأأهر فى العصور الماضية ) , فلقد قام هذا الرجل فى سنة 1167 هـ / 1753 بترميم شامل للأزهر وأضاف إليه زيادة كبيرة شمال من نصف حجم الجامع الأصلى وأقام بيت الصلاة بالقبلة والمحراب علىخمسين عمودا أقيم عليها خمسون عقدا من نفس طراز عقود الجامع الأزهر الأصلية وأنشاء فى جدار القبلة الجديد محرابا بديعا وأقام قبة جميلة فوق بلاطة المحراب , وصنع لهذه الزيادة منبرا بديع الصنع , وأقام بجوار المحراب محرابا صغيرا يسمى بمحراب الدردير , وبهذه الزيادة أصبح الأأهر من أكبر المساجد فى مصر كما أنشأ شمال هذه الزيادة مبنى واسعا له باب كبير يؤدى إلى حارة كتانة ويسمى باب الصعايدة حاليا وهو باب فخم وجميل وأقام بأعلاه غرفة تقوم على أعمدة رخامية خصصها لتحفيظ الصبية القرآن الكريم وداخل الرحبة أقام ضريحه وصهريجا وسبيل للمياه العذبة , وأنشأ إلى جانب باب الصعايدة كما أنشأ باب المزينين وهو الباب الرئيسى للأزهر فالأزهر اليوم له خمس مآذن مختلفة الطراز لأنها بنيت فى عصور متفاوتة منها اثنان لعبد الرحمن كتخدا , وواحدة تنسب للسلطان قايتباى وواحدة تنسب للسلطان الغورى , ومئذنة قايتباى هى التى تميز الأزهر لأنها ذات جوسقين وعمامتين وهى أكبر مآذن الأزهر وهناك ستة محاريب جمع محارب أقدمها محراب أيوان القبلة القديمة عند جدار المسجد الأول وهذه المحاريب تتفاوت فى الجمال والاتقان ... وللأزهر أيضا ثلاث قبات أجملها وأكبرها تلك التى تقوم فوق المدرسة الجوهرية الملحق بالأزهر لأنها تقوم على رقبة ذات شماسات ثم عقود مدببة مزينة من الخارج بنقوش عربية غاية فى الجمال . وهناك على يمين الأزهر أروقة مختلفة وهى عبارة عن الشئون الإدارية لطلابالأزهر وسنتحدث عنها عند الحديث عن التعليم فى الأزهر ويزين الجامع الأزهر 380 عمودا , ويتميز شكل صحنه باحتفاظه بالشكل المربع الذى أقيم عليه حتى الآن
تطور التعليم الأزهرى2010-10-14 20:13:03
[color="darkgreen"][size="5"][font="arial"] بدأ الأزهر منذ اليوم الأول لإنشائه , تعليم الناس , فبدأ تعليم وتدريس المذهب الفاطمى فى الفقه وتعاليم الشيعة فى الدين والفلسفة والتوحيد وجلب للأزهر للتدريس فيه فطاحل العلماء فى ذلك العصر , وأجزل لهم العطاء , وبنى لهم منازل فخمة ألحقت بالأزهر , وأخذوا يدرسون ويتفقهون فى مذاهب الفاطميين وتعاليمهم , مما جعل للأزهر صيتا فى أفاق العالم الاسلامى وكان أول كتاب قرىء فى الأزهر هو كتاب الاقتصاد فى فقه آل البيت لأبى حنيفة النعمان ابن عبد الله قاضى المعز , وظل الجامع الأزهر يقيم حلقات للدروس يلقيها بنو النعمان حتى سنة 369 هـ , عندها بدأت تتحول الدراسة الى دراسة منظمة ومستقرة , حيث قام يعقوب بن كلس بتأليف كتابا فى الفقه الفاطمى وهو الرسالة الوزيرية فى الفقة الشيعى وكان يقوم بقراءاته على الناس بانتظام كل يوم جمعة ثم تم فى عام 378 هـ تعيين 37 فقيها وعالما بالأزهر وأنشأ لهم دارا للسكن بوار الأزهر , وفى عام 380 هـ تم تنظيم العملية التعليمية وقبول أول دفعة بالأزهر وعندما تخرجت تم تعيينها للتدريس به , وكان هناك مجلسا خاس بالنساء فى الأزهر وظلت العملية التعليمية بالأزهر فى ازدهار , وعالج الأزهر علوم الدنيا واهتم بشئون اللغة العربية وازدهرت فيه العلوم والفنون , ولم يقتصر على النشاط الدينى , بل ينوع ليشمل العلم والأدب والفن فى مصر والشام وكذلك الفلسفة والرياضة واللغة كما كان الأزهر جامعا رسميا للدولة الفاطمية ومركزا لكثير من المناسبات والإحتفالات الدينية حتى جاءت نهاية الدولة الفاطمية 567 هـ , وعندها بدأت الدولة الإيوبية فى القضاء على الفكر الشيعى , زقامت المدارس المنافسة للأزهر وتقلص دور الأزهر التعليمى طوال ثلاثة قرون , وإن كانت سلطة الأزهر كمسجد هامظلت باهتة وجاء عصر المماليك , فكان بمثابة عودة الروح للأزهر , وتعاظمت مسئوليته التعليمية والثقافية خصوصا بعد زحف المغول على بغداد وتدميرهم لمكتبة بغداد وكذلك بعد تقلص نفوذ الحكم الإسلامى فى الأندلس واستعاد الأزهر مكانته العلمية ولكن فى السنة بعيدا عن المذهب الشيعى , واهتم سلاطين المماليك بعمليات تجديد الأزهر وانتشرت أروقة الأزهر مثل رواق العباسين - العثمانيين - الشراقوة - الصعايدة ( والرواق : هو المسافة الواقعة بين صفى أعمدة وكانت تدرس فى الأزهر مواد وكتبا عن علوم القرآن والحديث والكلام والفقة والأصول وعلوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والتاريخ واختفى فقه الشيعة.. وفى القرن السادس الهجرى درست العلوم الطبيعية الى جانب العلوم الدينية والعربية , فعبد اللطيف البغدادى ( أول شيخ للأزهر ) قام بتدريس الطب والفلسفة والمنطق وكان بعض الشيوخ يدرسون العثمانى على العلوم الطبيعية التى كانت تدرس بالأزهر إلا أن الأزهر استمر فى دراسة العلوم الدينية حتى أن العثمانيين قاموا بإرسال ذخائر الكتب والعلماء والزعماء وقادة الفكر وشيوخ الحرفيين إلى تركيا , ولذلك فقد انطوى الأزهر على نفسه فى ذلك العهد , واستطاع الأزهر فى فترة حكم العثمانيين الحفاظ على اللغة العربية كلغة لكل المصريين واستطاع كذلك الحفاظ على الثقافة العربية الاسلامية فى مصر على مدى قرون ثلاثة وبعد أن دخل نابليون مصر عام 1798 م , استدعى علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوى وقرر تأليف ديوان من علماء الأزهر يشرف على الحكم ويدير شئون مصر وأغلق الشيخ الشرقاوى الأزهر فى يونيو 1800 م احتجاجا على دخول الانجليز للأزهر , وأعاد افتتاحه فى أكتوبر عام 1801 بعد خروج الفرنسيين من مصر وفى اوائل عهد محمد على كانت العلوم الدينية والعربية تدرس فى الأزهر وبعد عودة المبعوثين , الذين أرسلهم محمد على إلى أوروبا لتلقى العلم , بدأ بعضهم يعمل بدراسة العلوم الطبيعية والفكرية وظل الاسهام العلمى للأزهر يتزايد فى مصر حتى إنه فى عام 1864 م صدر أول تقرير رسمى لمشيخة الأزهر تناول العلوم التى تدرس بالأزهر على النحو التالى : الفقه - الأصول - التفسير - الحديث - التوحيد - النحو - الصرف - المعانى - البيان - البديع - متن اللغة - العروض - القافية - الحكمة - الفلسفة - التوصف - المنطق - الحساب - الجبر - الفلك - الهيئة علوم الهندسة - التاريخ - الموسيقى- رسم المصحف .. ثم صدر العديد من القوانين والقرارات لتنظيم الأزهر الشريف ولتنظيم الدراسة به , وأكدت معظم هذه القرارات أن لايتصدى أحد لمهنة التدريس فى الجامع الأزهر إلا من انتهى من دراسة أمهات الكتب فى أحد عشر فنا ويجتاز إمتحانا فيها على يد لجنة مكونة من ستة أعضاء يرأسهم شيخ الأزهر وظل نظام الأزهر يتطور , وتتألف لجان لاصلاح الأزهر وإدخال بعض المواد والمناهج الرياضية من هنسة عملية وحساب ومبادىء علوم وتدبير صحة ورسم , وجغرافيا وتاريخ ومنطق . وغير ذلك وتطورات الشهادات التى يمنحها الأزهر بنفسه , ففى البداية لم تكن هناك أية شهادات ثم جاء الشيخ محمد مهدى العباسى عام 1287هـ ومنح شهادات درجة أولى وثانية وثالثة للذين يتم امتحانهم بالأزهر , ثم بدأ عام 1896 م منح شهادة العالمية والشهادة الاهلية بدرجات ثلاث مثل التقديرات الآن ثم استقرت شهادة الأزهر على إسم العالمية للأزهر وكذلك الثانوية بعد ذلك , كما فتح الأزهر شهادات تخصصية مثل العالمية فى الدعوة والإرشاد وكانت هناك شهادات للغرباء منها الشهادة الأهلية للغرباء أو الشهادة العالمية للغرباء وأخذ نظام الأزهر يتطور .. وبدأت المعاهد الأزهرية تنتشر فى المحافظات من معاهد ابتدائية وإعدادية وثانوية .. بالاضافة إلى الكليات .. وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 ... فأعطت الأزهر الشريف اهتمام خاصا نظرا لمكانته العلمية .. ونظرا لمكانته الدينية .. ولم لا فمن على منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس جمال عبد الناصر الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثى ... وهب الشعب معه ومن الأزهرتخرج أغلب عباقرة مصر .. ولذلك .. صدر قانون تطوير الأزهر .. صدر القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن اعادة تنظيم الأزهر الشريف والهيئات التى يشملها حتى يتم اصلاح جذرى شامل للأزهر وكان هدف القانون ... أن يبقى الأزهر أكبر جامعة اسلامية وأقدم جامعة فى الشرق الاوسط والغرب ... وأن يظل الأأهر حصنا للدين والعروبة وأن يخرج علماء يجمعون بين علوم الدين وعلوم الدنيا كلها .. وأن يتحقق قدر من المعرفة والخبرة وأن يتم منح جميع خريجى الأزهر شهادات فينص قانون تطوير الأزهر على أن : الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الاسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب... كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمى والفكرى للأمة العربية ... وتخريج علماء عاملين متفقين فى الدين يجمعون إلى الايمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة وبذلك أصبح الأزهر تابعا لرئاسة الجمهورية وشيخ الأزهر يرأس المجلس الأعلى للأزهر ويختار من بين هيئة مجمع البحوث الاسلامية أوممن تتوافر فيه شروط العضوية فى الهيئة وأكد على أن للأزهر شخصية معنوية عربية الجنس ... وحدد هيئات الأزهر وتكوينه ...[/font][/size][/color]
[color="darkgreen"][size="5"][font="arial"] بدأ الأزهر منذ اليوم الأول لإنشائه , تعليم الناس , فبدأ تعليم وتدريس المذهب الفاطمى فى الفقه وتعاليم الشيعة فى الدين والفلسفة والتوحيد وجلب للأزهر للتدريس فيه فطاحل العلماء فى ذلك العصر , وأجزل لهم العطاء , وبنى لهم منازل فخمة ألحقت بالأزهر , وأخذوا يدرسون ويتفقهون فى مذاهب الفاطميين وتعاليمهم , مما جعل للأزهر صيتا فى أفاق العالم الاسلامى وكان أول كتاب قرىء فى الأزهر هو كتاب الاقتصاد فى فقه آل البيت لأبى حنيفة النعمان ابن عبد الله قاضى المعز , وظل الجامع الأزهر يقيم حلقات للدروس يلقيها بنو النعمان حتى سنة 369 هـ , عندها بدأت تتحول الدراسة الى دراسة منظمة ومستقرة , حيث قام يعقوب بن كلس بتأليف كتابا فى الفقه الفاطمى وهو الرسالة الوزيرية فى الفقة الشيعى وكان يقوم بقراءاته على الناس بانتظام كل يوم جمعة ثم تم فى عام 378 هـ تعيين 37 فقيها وعالما بالأزهر وأنشأ لهم دارا للسكن بوار الأزهر , وفى عام 380 هـ تم تنظيم العملية التعليمية وقبول أول دفعة بالأزهر وعندما تخرجت تم تعيينها للتدريس به , وكان هناك مجلسا خاس بالنساء فى الأزهر وظلت العملية التعليمية بالأزهر فى ازدهار , وعالج الأزهر علوم الدنيا واهتم بشئون اللغة العربية وازدهرت فيه العلوم والفنون , ولم يقتصر على النشاط الدينى , بل ينوع ليشمل العلم والأدب والفن فى مصر والشام وكذلك الفلسفة والرياضة واللغة كما كان الأزهر جامعا رسميا للدولة الفاطمية ومركزا لكثير من المناسبات والإحتفالات الدينية حتى جاءت نهاية الدولة الفاطمية 567 هـ , وعندها بدأت الدولة الإيوبية فى القضاء على الفكر الشيعى , زقامت المدارس المنافسة للأزهر وتقلص دور الأزهر التعليمى طوال ثلاثة قرون , وإن كانت سلطة الأزهر كمسجد هامظلت باهتة وجاء عصر المماليك , فكان بمثابة عودة الروح للأزهر , وتعاظمت مسئوليته التعليمية والثقافية خصوصا بعد زحف المغول على بغداد وتدميرهم لمكتبة بغداد وكذلك بعد تقلص نفوذ الحكم الإسلامى فى الأندلس واستعاد الأزهر مكانته العلمية ولكن فى السنة بعيدا عن المذهب الشيعى , واهتم سلاطين المماليك بعمليات تجديد الأزهر وانتشرت أروقة الأزهر مثل رواق العباسين - العثمانيين - الشراقوة - الصعايدة ( والرواق : هو المسافة الواقعة بين صفى أعمدة وكانت تدرس فى الأزهر مواد وكتبا عن علوم القرآن والحديث والكلام والفقة والأصول وعلوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والتاريخ واختفى فقه الشيعة.. وفى القرن السادس الهجرى درست العلوم الطبيعية الى جانب العلوم الدينية والعربية , فعبد اللطيف البغدادى ( أول شيخ للأزهر ) قام بتدريس الطب والفلسفة والمنطق وكان بعض الشيوخ يدرسون العثمانى على العلوم الطبيعية التى كانت تدرس بالأزهر إلا أن الأزهر استمر فى دراسة العلوم الدينية حتى أن العثمانيين قاموا بإرسال ذخائر الكتب والعلماء والزعماء وقادة الفكر وشيوخ الحرفيين إلى تركيا , ولذلك فقد انطوى الأزهر على نفسه فى ذلك العهد , واستطاع الأزهر فى فترة حكم العثمانيين الحفاظ على اللغة العربية كلغة لكل المصريين واستطاع كذلك الحفاظ على الثقافة العربية الاسلامية فى مصر على مدى قرون ثلاثة وبعد أن دخل نابليون مصر عام 1798 م , استدعى علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوى وقرر تأليف ديوان من علماء الأزهر يشرف على الحكم ويدير شئون مصر وأغلق الشيخ الشرقاوى الأزهر فى يونيو 1800 م احتجاجا على دخول الانجليز للأزهر , وأعاد افتتاحه فى أكتوبر عام 1801 بعد خروج الفرنسيين من مصر وفى اوائل عهد محمد على كانت العلوم الدينية والعربية تدرس فى الأزهر وبعد عودة المبعوثين , الذين أرسلهم محمد على إلى أوروبا لتلقى العلم , بدأ بعضهم يعمل بدراسة العلوم الطبيعية والفكرية وظل الاسهام العلمى للأزهر يتزايد فى مصر حتى إنه فى عام 1864 م صدر أول تقرير رسمى لمشيخة الأزهر تناول العلوم التى تدرس بالأزهر على النحو التالى : الفقه - الأصول - التفسير - الحديث - التوحيد - النحو - الصرف - المعانى - البيان - البديع - متن اللغة - العروض - القافية - الحكمة - الفلسفة - التوصف - المنطق - الحساب - الجبر - الفلك - الهيئة علوم الهندسة - التاريخ - الموسيقى- رسم المصحف .. ثم صدر العديد من القوانين والقرارات لتنظيم الأزهر الشريف ولتنظيم الدراسة به , وأكدت معظم هذه القرارات أن لايتصدى أحد لمهنة التدريس فى الجامع الأزهر إلا من انتهى من دراسة أمهات الكتب فى أحد عشر فنا ويجتاز إمتحانا فيها على يد لجنة مكونة من ستة أعضاء يرأسهم شيخ الأزهر وظل نظام الأزهر يتطور , وتتألف لجان لاصلاح الأزهر وإدخال بعض المواد والمناهج الرياضية من هنسة عملية وحساب ومبادىء علوم وتدبير صحة ورسم , وجغرافيا وتاريخ ومنطق . وغير ذلك وتطورات الشهادات التى يمنحها الأزهر بنفسه , ففى البداية لم تكن هناك أية شهادات ثم جاء الشيخ محمد مهدى العباسى عام 1287هـ ومنح شهادات درجة أولى وثانية وثالثة للذين يتم امتحانهم بالأزهر , ثم بدأ عام 1896 م منح شهادة العالمية والشهادة الاهلية بدرجات ثلاث مثل التقديرات الآن ثم استقرت شهادة الأزهر على إسم العالمية للأزهر وكذلك الثانوية بعد ذلك , كما فتح الأزهر شهادات تخصصية مثل العالمية فى الدعوة والإرشاد وكانت هناك شهادات للغرباء منها الشهادة الأهلية للغرباء أو الشهادة العالمية للغرباء وأخذ نظام الأزهر يتطور .. وبدأت المعاهد الأزهرية تنتشر فى المحافظات من معاهد ابتدائية وإعدادية وثانوية .. بالاضافة إلى الكليات .. وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 ... فأعطت الأزهر الشريف اهتمام خاصا نظرا لمكانته العلمية .. ونظرا لمكانته الدينية .. ولم لا فمن على منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس جمال عبد الناصر الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثى ... وهب الشعب معه ومن الأزهرتخرج أغلب عباقرة مصر .. ولذلك .. صدر قانون تطوير الأزهر .. صدر القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن اعادة تنظيم الأزهر الشريف والهيئات التى يشملها حتى يتم اصلاح جذرى شامل للأزهر وكان هدف القانون ... أن يبقى الأزهر أكبر جامعة اسلامية وأقدم جامعة فى الشرق الاوسط والغرب ... وأن يظل الأأهر حصنا للدين والعروبة وأن يخرج علماء يجمعون بين علوم الدين وعلوم الدنيا كلها .. وأن يتحقق قدر من المعرفة والخبرة وأن يتم منح جميع خريجى الأزهر شهادات فينص قانون تطوير الأزهر على أن : الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الاسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب... كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمى والفكرى للأمة العربية ... وتخريج علماء عاملين متفقين فى الدين يجمعون إلى الايمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة وبذلك أصبح الأزهر تابعا لرئاسة الجمهورية وشيخ الأزهر يرأس المجلس الأعلى للأزهر ويختار من بين هيئة مجمع البحوث الاسلامية أوممن تتوافر فيه شروط العضوية فى الهيئة وأكد على أن للأزهر شخصية معنوية عربية الجنس ... وحدد هيئات الأزهر وتكوينه ...[/font][/size][/color]
الأزهر الآن2010-10-14 20:14:24
[color="darkred"][size="5"][font="arial"] يتكون الأزهر الشريف من عدة هيئات فلم يعد مجرد جامع الأزهر , أو مجرد جامعة الأزهر ... ولكنه مؤسسة ضخمة لخدمة الاسلام والمسلمين ... ويضم جهات متعددة ... وهى - المجلس الاعلى للأزهر : برئاسة شيخ الأزهر وعضوية وكيل الأزهر وبعض الأعضاء ويختص بتخطيط ورسم السياسة العامة للأزهر ورسم السياسة التعليمية لجامعة الأزهر والمعاهد التابعة له , والنظر فى الميزانية واقتراح انشاء الكليات والمعاهد مجمع البحوث الإسلامية : هو الهيئة العليا للبحوث الاسلامية ويعمل على تجديد الثقافة الاسلامية وتجريدها من الفضول والشوائ وآثار التعصب السياسى والمذهبى وتوسيع نطاق العلم بها .. ويضم هيئة كبار العلماء بالأزهر ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضوا بينهم عدد لا يزيد على عشرين عضوا من غير المصريين , ويرأسه شيخ الأزهر - الثقافة والبعوث الإسلامية : تختص بكل ما يتصل بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية من البعوث والدعاة واستقبال طلاب المنح وغيرهم من ذوى العلاقة فى نطاق أغراض الأزهر جامعة الأزهر : تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى فى الأزهر وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه , وتتكون الجامعة من عدد من الكليات للبنات وعدد من الكليات للبنين بالقاهرة والمحافظات ومن أهم الكليات : الدراسات الاسلامية من الدراسات العربية والدعوة - اللغة العربية والتاريخ - المعاملات والادارة - الهندسة والصناعات - الزراعة - الصيدية - الطب -- اللغات والترجمة .. معاهد تعليم القراءات وتجويد القرآن , وكلية الشريعة والقانون وهى لاتقبل حاليا سوى خريجى المدارس الثانوية الأزهرية وتمنح الجامعة الدرجات العلمية الآتية : ودرجة الإجازة العالية للكليات والمعاهد ( ليسانس أو بكالريوس ) , ودرجة التخصص ( الماجستير ) ودرة العالمية ( الدكتوراة ) - المعاهد الأزهرية : وتنتشر فى كل قرى ومدن مصر وهى ثلاثة أنواع : المعاهد الابتدائية ومدة الدراسة بها ست سنوات , والمعاهد الاعدادية ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات , والمعاهد الثانوية ومدة الدراسة بها أربع سنوات , ومنها معاهد بنين ومعاهد فتيات وتقعتحت رئاسة المعاهد الأزهرية بالقاهرة التابعة للأزهر الشريف وهكذا تحول الازهر الشريف الى قلعة علمية ضخمة للتعليم الإسلامى فى مختلف مجالات الدين والحياة فهى رمز دائم لروح الايمان والتدين فى مصر والعالم. [/font][/size][/color]
[color="darkred"][size="5"][font="arial"] يتكون الأزهر الشريف من عدة هيئات فلم يعد مجرد جامع الأزهر , أو مجرد جامعة الأزهر ... ولكنه مؤسسة ضخمة لخدمة الاسلام والمسلمين ... ويضم جهات متعددة ... وهى - المجلس الاعلى للأزهر : برئاسة شيخ الأزهر وعضوية وكيل الأزهر وبعض الأعضاء ويختص بتخطيط ورسم السياسة العامة للأزهر ورسم السياسة التعليمية لجامعة الأزهر والمعاهد التابعة له , والنظر فى الميزانية واقتراح انشاء الكليات والمعاهد مجمع البحوث الإسلامية : هو الهيئة العليا للبحوث الاسلامية ويعمل على تجديد الثقافة الاسلامية وتجريدها من الفضول والشوائ وآثار التعصب السياسى والمذهبى وتوسيع نطاق العلم بها .. ويضم هيئة كبار العلماء بالأزهر ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضوا بينهم عدد لا يزيد على عشرين عضوا من غير المصريين , ويرأسه شيخ الأزهر - الثقافة والبعوث الإسلامية : تختص بكل ما يتصل بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية من البعوث والدعاة واستقبال طلاب المنح وغيرهم من ذوى العلاقة فى نطاق أغراض الأزهر جامعة الأزهر : تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى فى الأزهر وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه , وتتكون الجامعة من عدد من الكليات للبنات وعدد من الكليات للبنين بالقاهرة والمحافظات ومن أهم الكليات : الدراسات الاسلامية من الدراسات العربية والدعوة - اللغة العربية والتاريخ - المعاملات والادارة - الهندسة والصناعات - الزراعة - الصيدية - الطب -- اللغات والترجمة .. معاهد تعليم القراءات وتجويد القرآن , وكلية الشريعة والقانون وهى لاتقبل حاليا سوى خريجى المدارس الثانوية الأزهرية وتمنح الجامعة الدرجات العلمية الآتية : ودرجة الإجازة العالية للكليات والمعاهد ( ليسانس أو بكالريوس ) , ودرجة التخصص ( الماجستير ) ودرة العالمية ( الدكتوراة ) - المعاهد الأزهرية : وتنتشر فى كل قرى ومدن مصر وهى ثلاثة أنواع : المعاهد الابتدائية ومدة الدراسة بها ست سنوات , والمعاهد الاعدادية ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات , والمعاهد الثانوية ومدة الدراسة بها أربع سنوات , ومنها معاهد بنين ومعاهد فتيات وتقعتحت رئاسة المعاهد الأزهرية بالقاهرة التابعة للأزهر الشريف وهكذا تحول الازهر الشريف الى قلعة علمية ضخمة للتعليم الإسلامى فى مختلف مجالات الدين والحياة فهى رمز دائم لروح الايمان والتدين فى مصر والعالم. [/font][/size][/color]
الأزهــــــــــــــــر ومقاومة المعتدين2010-10-14 20:15:47
[color="red"][size="5"][font="arial"]الأزهــــــــــــــــر ومقاومة المعتدين فى العصر الحديث , كان للأزهر الشريف دور بارز في مقاومة المعتدين والمحتلين الذين حاولوا اغتصاب اراضى مصر ونستعرض موقف المقاومة البطولية للأزهر ورجاله منذ حملة نابليون بونابرت على مصر ومحاولته احتلال مصر وقبل ذلك , قاد علماد الأزهر وشيوخه ثورة عارمة ضد الأيوبيين وضد المماليك وضد العثمانيين ... وقاد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى المقاومة ضد نابليون بونابرت حيث الف الأزهر لجنة لتنظيم الثورة ضد الفرنسيين وقامت هذه الثورة بالقاهرة فى اكتوبر عام 1798م , واحتشدت الجموع فى الأزهر ينادون بالجهاد ضد الفرنسيين , وهاجموا الفرنسيين ومعسكراتهم وقتلوا الجنرال ديبوى حاكم القاهرة فأخذ الفرنسيون يطلقون النار على الثوار فى الشوارع وتدفقت الجماهير الى الأأهر واحتشد فيه مايزيد على الف مواطن , وأقاموا المتاريس فى الطرق والأزقة , وأمر نابلوين بضرب الأزهر والقاهرة من على المقطم وانهالت آلاف القنابل على الأزهر والقاهرة , ودخل جنود فرنسا الجامع الأزهر وعسكروا فيه بخيلم ومنعوا الطلاب والعلماء من دخوله .. وقاد الأزهر حركات عديدة ضد الحملة الفرنسية كما تقل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية بعد نابليون على يد أزهرى زى طالب بالأزهر عام 1800 م وأعدم الأزهرى وهو بطل يسمى سليمان الحلبى فلقد قاد الأزهر ثورة مصر والمصريين ضد الفرنسيين فى ثورة القاهرة الأولى بقيادة الشيخ السادات , وثورة القاهرة الثانية برئاسة عمر مكرم .. وبعد خروج الفرنسيين قاد الأزهر وعلماؤه رغبة الشعب فى حكم أنفسهم بأنفسهم , واختار علماء الأزهر محمد على واليا على مصروطالبوا بخلع خورشيد باشا الوالى العثمانى فاستجاب لهم السلطان العثمانى , ووقفوا بعد ذلك ضد محمد على عندما اغتصب الأوقاف وأرهق الشعب بالضرائب .. ووقف الأزهر ضد الحملة الانجليزية على مصر عام 1807 وأفتى علماؤه بوجوب الجهاد ... وقاد الأزهر وعلماء الأزهر الثورة العرابية حتى أن عرابى زعيم الثورة أزهرى , وأغلب رجال الثورة العرابية من الأزهر مثل عبد الله النديم والشيخ محمد عبده وسبقهم رفاعة رافع الطهطاوى حتى أن علماء الأزهر عزلوا الخديوى توفيق الذى شردهم ونفاهم وصادر أملاكهم عقب فشل الثورة العرابية ... ووقف الأزهر وعلماؤه وقفة شجاعة ضد الانجليز وساندوا الحركة الوطنية المصرية وثورة 1919م وقاد الأزهر حركة الشعب بقيادة علماء الأزهر مثل الشيخ القاياتى والشيخ أبو العيون والشيخ الزنكلونى والشيخ عبد الباقى سرور , كما أن قائد الثورة سعد زغلول من رجال الأزهر , وقامت النساء من الأزهر بمسيرتهن وقاوموا الانجليز من الأزهر أيضا ... وظل الأزهر يقود مصر ومقاومة مصر للمحتلين والطغاة حتى بارك ثورة 23 يوليو عام 1952 التى أنهت الاحتلال ثم من على منبر الأزهر بدأت مقاومة الشعب المصرى للعدوان الثلاثى على مصر 1956 م ... حقا ... إن الأزهر الشريف رمز من رموز مصر وقلعة من قلاع النضال الوطنى ... فهو رمز لمصر والمصريين فى مقاومة المعتدين [/font][/size][/color]
[color="red"][size="5"][font="arial"]الأزهــــــــــــــــر ومقاومة المعتدين فى العصر الحديث , كان للأزهر الشريف دور بارز في مقاومة المعتدين والمحتلين الذين حاولوا اغتصاب اراضى مصر ونستعرض موقف المقاومة البطولية للأزهر ورجاله منذ حملة نابليون بونابرت على مصر ومحاولته احتلال مصر وقبل ذلك , قاد علماد الأزهر وشيوخه ثورة عارمة ضد الأيوبيين وضد المماليك وضد العثمانيين ... وقاد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى المقاومة ضد نابليون بونابرت حيث الف الأزهر لجنة لتنظيم الثورة ضد الفرنسيين وقامت هذه الثورة بالقاهرة فى اكتوبر عام 1798م , واحتشدت الجموع فى الأزهر ينادون بالجهاد ضد الفرنسيين , وهاجموا الفرنسيين ومعسكراتهم وقتلوا الجنرال ديبوى حاكم القاهرة فأخذ الفرنسيون يطلقون النار على الثوار فى الشوارع وتدفقت الجماهير الى الأأهر واحتشد فيه مايزيد على الف مواطن , وأقاموا المتاريس فى الطرق والأزقة , وأمر نابلوين بضرب الأزهر والقاهرة من على المقطم وانهالت آلاف القنابل على الأزهر والقاهرة , ودخل جنود فرنسا الجامع الأزهر وعسكروا فيه بخيلم ومنعوا الطلاب والعلماء من دخوله .. وقاد الأزهر حركات عديدة ضد الحملة الفرنسية كما تقل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية بعد نابليون على يد أزهرى زى طالب بالأزهر عام 1800 م وأعدم الأزهرى وهو بطل يسمى سليمان الحلبى فلقد قاد الأزهر ثورة مصر والمصريين ضد الفرنسيين فى ثورة القاهرة الأولى بقيادة الشيخ السادات , وثورة القاهرة الثانية برئاسة عمر مكرم .. وبعد خروج الفرنسيين قاد الأزهر وعلماؤه رغبة الشعب فى حكم أنفسهم بأنفسهم , واختار علماء الأزهر محمد على واليا على مصروطالبوا بخلع خورشيد باشا الوالى العثمانى فاستجاب لهم السلطان العثمانى , ووقفوا بعد ذلك ضد محمد على عندما اغتصب الأوقاف وأرهق الشعب بالضرائب .. ووقف الأزهر ضد الحملة الانجليزية على مصر عام 1807 وأفتى علماؤه بوجوب الجهاد ... وقاد الأزهر وعلماء الأزهر الثورة العرابية حتى أن عرابى زعيم الثورة أزهرى , وأغلب رجال الثورة العرابية من الأزهر مثل عبد الله النديم والشيخ محمد عبده وسبقهم رفاعة رافع الطهطاوى حتى أن علماء الأزهر عزلوا الخديوى توفيق الذى شردهم ونفاهم وصادر أملاكهم عقب فشل الثورة العرابية ... ووقف الأزهر وعلماؤه وقفة شجاعة ضد الانجليز وساندوا الحركة الوطنية المصرية وثورة 1919م وقاد الأزهر حركة الشعب بقيادة علماء الأزهر مثل الشيخ القاياتى والشيخ أبو العيون والشيخ الزنكلونى والشيخ عبد الباقى سرور , كما أن قائد الثورة سعد زغلول من رجال الأزهر , وقامت النساء من الأزهر بمسيرتهن وقاوموا الانجليز من الأزهر أيضا ... وظل الأزهر يقود مصر ومقاومة مصر للمحتلين والطغاة حتى بارك ثورة 23 يوليو عام 1952 التى أنهت الاحتلال ثم من على منبر الأزهر بدأت مقاومة الشعب المصرى للعدوان الثلاثى على مصر 1956 م ... حقا ... إن الأزهر الشريف رمز من رموز مصر وقلعة من قلاع النضال الوطنى ... فهو رمز لمصر والمصريين فى مقاومة المعتدين [/font][/size][/color]
الأزهــــــــــر رمز مصر والمصريين2010-10-14 20:17:59
[color="blue"][size="5"][font="arial"] ظل الأزهر رمزا لمصر وللمصريين فهو مسجد جامع تقام فيه الصلوات وتلقى على منبره الخطب والدروس الجامعة وهو قلعة علمية متميزة لتعليم علوم الدين واللغة وعلوم الدنيا وهو حصن أمين لمصر والمصريين يقود نضالهم الوطنى ضد الطغاة والمتسعمرين وهو جامعة عريقة تحفل بمختلف وهو جامعة العلوم تخرج العلماء والدعاة الذين يجربون أنحاء العالم يمثلون مصر فى محافلها وجامعاتها ومدارسها ... وهو مقصد عشرات الآلات سنويا من طلاب العالم الذين يلتمسون التعلم فى أزهر مصر وهو جامعة لتخريج أجيال جديدة تنكب على التعليم الأزهرى الفريد فالأزهر ليس مجرد جامع وجامعة .. بل هو مؤسسة تنطلق بمصريتها العربية الإسلامية ومنارة تهدى العالم كله لعلوم الدين والدنيا من المنظور الاسلامى ..ومشيخة الازهر .. القابعة أمام الجامع الأزهر والتى ستنشأ فى منطقة الدراسة على أعلى المستويات الانشائية على الطراز الإسلامى مقرا جديدا لها والأزهر انتشر فى جميع أنحاء مصر .. بدءا من جامعة الأزهر التى أنشئت داخل أعمدة الأزهر , منذ أن كان كل أستاذ عالم له عمود يجلس إلى جانبه وحوله تلامذته , ثم أروقة الأزهر , ثم إنشاء الكليات الأزهرية فى المنطقة التى تلى بيت الصلاة بالجامع الأزهر ثم إنشاء جامعة الأأهر الحديثة بمدينة نصر والتى تجمع كليات البنات بمفردها وكليات البنين العلمية والدينية بمفردها ثم إلى الكليات الأزهرية بمحافظات مصر المختلفة وانتهاء بالمعاهد الأزهرية الابتدائية والاعدادية والثانوية التى تقع فى مختلف قرى ومدن مصر فى كافة المحافظات ... فالأزهر ليس جامعا وجامعة بل هو رمز مصر والمصريين رمز مصر والمصريين فى تاريخهم التليد ورمز مصر والمصريين فى حاضرهم المجيد ورمز مصر والمصريين فى مستقبلهم السعيد وسيظل دوما.. رمز مصر والمصريين[/font][/size][/color]
[color="blue"][size="5"][font="arial"] ظل الأزهر رمزا لمصر وللمصريين فهو مسجد جامع تقام فيه الصلوات وتلقى على منبره الخطب والدروس الجامعة وهو قلعة علمية متميزة لتعليم علوم الدين واللغة وعلوم الدنيا وهو حصن أمين لمصر والمصريين يقود نضالهم الوطنى ضد الطغاة والمتسعمرين وهو جامعة عريقة تحفل بمختلف وهو جامعة العلوم تخرج العلماء والدعاة الذين يجربون أنحاء العالم يمثلون مصر فى محافلها وجامعاتها ومدارسها ... وهو مقصد عشرات الآلات سنويا من طلاب العالم الذين يلتمسون التعلم فى أزهر مصر وهو جامعة لتخريج أجيال جديدة تنكب على التعليم الأزهرى الفريد فالأزهر ليس مجرد جامع وجامعة .. بل هو مؤسسة تنطلق بمصريتها العربية الإسلامية ومنارة تهدى العالم كله لعلوم الدين والدنيا من المنظور الاسلامى ..ومشيخة الازهر .. القابعة أمام الجامع الأزهر والتى ستنشأ فى منطقة الدراسة على أعلى المستويات الانشائية على الطراز الإسلامى مقرا جديدا لها والأزهر انتشر فى جميع أنحاء مصر .. بدءا من جامعة الأزهر التى أنشئت داخل أعمدة الأزهر , منذ أن كان كل أستاذ عالم له عمود يجلس إلى جانبه وحوله تلامذته , ثم أروقة الأزهر , ثم إنشاء الكليات الأزهرية فى المنطقة التى تلى بيت الصلاة بالجامع الأزهر ثم إنشاء جامعة الأأهر الحديثة بمدينة نصر والتى تجمع كليات البنات بمفردها وكليات البنين العلمية والدينية بمفردها ثم إلى الكليات الأزهرية بمحافظات مصر المختلفة وانتهاء بالمعاهد الأزهرية الابتدائية والاعدادية والثانوية التى تقع فى مختلف قرى ومدن مصر فى كافة المحافظات ... فالأزهر ليس جامعا وجامعة بل هو رمز مصر والمصريين رمز مصر والمصريين فى تاريخهم التليد ورمز مصر والمصريين فى حاضرهم المجيد ورمز مصر والمصريين فى مستقبلهم السعيد وسيظل دوما.. رمز مصر والمصريين[/font][/size][/color]
2010-10-14 20:21:25
[color="darkorange"][size="5"][font="arial"]فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم والجور وأقر العدل ونشر الأمان، فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات. ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات، وكان العامة إذا وقع عليهم ظلم أو اغتصب الأمراء المستبدون حقوقهم، هرعوا جماعات إلى الجامع الأزهر في هتاف وصياح، فيفض العلماء حلقات الدراسة ويغلقون أبواب الأزهر ويستمعون إلى شكاية المستغيثين، ونضرب لهذا مثلا ماذكره الجبرتي المؤرخ المشهور أن حسين بك المعروف بـ "شفت" أحد أمراء المماليك، وكان طاغية جباراً يصادر أموال الرعية ويتهجم على البيوت ، وأنه ذهب إلى بيت أحمد سالم الجزار، شيخ دراويش البيومي، فنهب مافيه حتى الفرش وحلي النساء، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر، ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبأيديهم العصيّ ، وتفرقوا في أنحاء الأزهر وأغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلى مآذنه يصيحون ويضربون الطبول.. .. وقابلوا الشيخ الدردير وذكروا له ما حدث، فغضب لحرمات الله وقال لهم :"في غد نجمع الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا، ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فارتاع المماليك وأوفدوا رسلهم إل الشيخ الدردير نادمين طالبين إليه أن يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه إليه، وفعلا ردوا إليه جميع ما أغتصبوه". وكثيرا ما كانوا يلفتون نظر الحكام إلى أن طاعة الحاكم واجبة إذا لم يخالف الشرع، وأن قاعدة الحكومة الإسلامية أنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وفي أحد المواقف صب الشيخ "علي الصعيدي" غضبه على الأمير يوسف بك الكبير -في وجهه- ، ولعن من باعه، ومن اشتراه، ومن جعله أميراً، فاسترضاه الأمير ونزل على مشورته وأخذ بآرائه. وكان الشيخ الدردير شجاعاً مقداماً لايخشى في الحق لومة لائم. وقد حدث يوماً وهو في مولد السيد البدوي أن صادر أحد الحكام أموال بعض الرعية، فطلب من بعض أتباعه أن يذهبوا إلى هذا الحاكم ليطلبوا إليه رد الأموال المغصوبة، ولكنهم خشوا أن يذهبوا إليه فركب الشيخ بنفسه وتبعه كثير من العامة حتى دخل خيمة هذا الحاكم وهو راكب بغلته، وأغلظ له القول، فاضطر إلى إرضائه وإرجاع ما اغتصبه من أموال . وفي سنة 1209هـ /سنة 1795م، حدث عدوان من أمراء المماليك على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي، فغضب وتوجه إلى الأزهر فجمع شيوخه، وأغلقوا أبوابه، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر، وركب الشيوخ في اليوم التالي وتبعهم كثير من الناس إلى بيت الشيخ محمد السادات، واحتشدت جموع عديدة من الشعب، فأرسل إليهم الأمراء أحدهم، وهو أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا : نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (أي الضرائب)، وخشى إبراهيم بك زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى العلماء، وكانوا يقضون ليلتهم داخل الأزهر، قائلاً لهم : إنه يؤيدهم في غضبهم ويبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك، وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. ولكن العلماء لم يقنعوا بهذا، بل أصروا على وضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، فاجتمع الأمراء وأرسلوا إلى العلماء فحضر منهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير، وكان هؤلاء رسل الثورة وقوادها، وطال الجدل بين الشيوخ والأمراء، ثم انتهى بأن أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا ما اشترطه عليهم العلماء، وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب المحدثة، ويأمرون اتباعهم بالكف عن سلب أموال الناس، ويرسلون أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهما، ويسيرون في الناس سيرة حسنة. وكان قاضي القضاة حاضراً هذا المجلس فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد، وانصرف العلماء من هذا المجلس وسط جموع الشعب التي أعلنت بهجتها بهذه الوثيقة الخالدة التي هي أشبه بوثيقة حقوق الإنسان. كما استطاع الشعب بقيادة علماء الأزهر عزل الوالي المستبد خورشيد باشا حينما ثاروا عليه وطلبوا من السلطان العثماني عزله، فنزل السلطان العثماني على رغبتهم وعزله. وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم، فانبعثت من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى والثانية، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه، ورحل الفرنسيون عن مصر. وكذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فريزر. واستطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي الذي ارتضوه، وهو محمد على باشا، بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بالعدل بين الرعية، إلا أنه نقض ما أبرمه من عهد وخان ما بذله من وعد واستبد بالحكم، فثار عليه علماء الأزهر بقيادة عمر مكرم، فلاينهم محمد علي حتى استطاع أن ينفي عمر مكرم ويشرد باقي العلماء. وكذلك كان علماء الأزهر في عهد خلفاء محمد علي، يشعلون الثورة ضد هذه الأسر الباغية كلما انتهكت الحرمات، وواصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء. ومن فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فكانت صيحة مدوية في أسماع العاملين، وانتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب. وهكذا كان موقف الأزهر الشريف وعلمائه من الحياة العامة والسياسية جهادا ً في سبيل الله وفي سبيل الوطن ودفعا للظلم والعدوان، ولا غرو فالإسلام دين ودولة. كما كان للأزهر أيضاً دور علمي وثقافي عظيم بَثَّ إشعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور و الانحطاط، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية. ولم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية واللغوية -كما يظن الكثيرون- ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام، التي لا تفرق بين شتى المعارف والعلوم التي تخدم البشرية في شتى المجالات، كما أوضح الشارع الحكيم، ولهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم الفقيه والطبيب والمهندس والفلكي والكيميائي والجغرافي والرحالة.... إلخ. ولهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعا إلا في رحاب الأزهر الشريف، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين، من أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وغيرهما. كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر. وعلى الرغم من ذلك استطاع الاستعمار، مع أمده الطويل وأساليبه الملتوية، أن يعوق حركة الأزهر في النمو والازدهار، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الاصلاح والتجديد فتقلّصت علوم الأزهر -لفترة ما- لتقتصر على العلوم الدينية واللغوية. ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وغيرهم، حتى قامت ثورة يوليو 1952م، فأزالت العقبات في طريق تطوير الأزهر الشريف ليكون منارة علم وإشعاع في كل علوم وفنون الحياة، وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها. وبهذا عادت للأزهر مكانته وعاد إليه دوره في نشر الثقافة الإسلامية والعربية وجميع فروع المعرفة. كما ولا يزال للأزهر دور روحي خالد في مقاومة شتى تيارات الإلحاد والانحرافات والمذاهب الهدامة، والحملات التنصيرية المسمومة، ودعاة الفوضى والانحلال والإباحية. وهاهو الآن يقف كالطود الشامخ إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة ضد الإرهاب الأسود ودعاة الانحراف والإباحية، ويمثل غطاءً روحيّاً للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ويبين الوجه المشرق والوسطية السمحة لهذا الدين الحنيف. ولهذا كان الأزهر الشريف -ولايزال- مقصد طلاب العلوم والثقافة الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وهو مصدر الدعوة الإسلامية إلى مختلف الأمم والشعوب، وباعث مئات العلماء [/font][/size][/color]
[color="darkorange"][size="5"][font="arial"]فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم والجور وأقر العدل ونشر الأمان، فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات. ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات، وكان العامة إذا وقع عليهم ظلم أو اغتصب الأمراء المستبدون حقوقهم، هرعوا جماعات إلى الجامع الأزهر في هتاف وصياح، فيفض العلماء حلقات الدراسة ويغلقون أبواب الأزهر ويستمعون إلى شكاية المستغيثين، ونضرب لهذا مثلا ماذكره الجبرتي المؤرخ المشهور أن حسين بك المعروف بـ "شفت" أحد أمراء المماليك، وكان طاغية جباراً يصادر أموال الرعية ويتهجم على البيوت ، وأنه ذهب إلى بيت أحمد سالم الجزار، شيخ دراويش البيومي، فنهب مافيه حتى الفرش وحلي النساء، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر، ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبأيديهم العصيّ ، وتفرقوا في أنحاء الأزهر وأغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلى مآذنه يصيحون ويضربون الطبول.. .. وقابلوا الشيخ الدردير وذكروا له ما حدث، فغضب لحرمات الله وقال لهم :"في غد نجمع الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا، ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فارتاع المماليك وأوفدوا رسلهم إل الشيخ الدردير نادمين طالبين إليه أن يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه إليه، وفعلا ردوا إليه جميع ما أغتصبوه". وكثيرا ما كانوا يلفتون نظر الحكام إلى أن طاعة الحاكم واجبة إذا لم يخالف الشرع، وأن قاعدة الحكومة الإسلامية أنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وفي أحد المواقف صب الشيخ "علي الصعيدي" غضبه على الأمير يوسف بك الكبير -في وجهه- ، ولعن من باعه، ومن اشتراه، ومن جعله أميراً، فاسترضاه الأمير ونزل على مشورته وأخذ بآرائه. وكان الشيخ الدردير شجاعاً مقداماً لايخشى في الحق لومة لائم. وقد حدث يوماً وهو في مولد السيد البدوي أن صادر أحد الحكام أموال بعض الرعية، فطلب من بعض أتباعه أن يذهبوا إلى هذا الحاكم ليطلبوا إليه رد الأموال المغصوبة، ولكنهم خشوا أن يذهبوا إليه فركب الشيخ بنفسه وتبعه كثير من العامة حتى دخل خيمة هذا الحاكم وهو راكب بغلته، وأغلظ له القول، فاضطر إلى إرضائه وإرجاع ما اغتصبه من أموال . وفي سنة 1209هـ /سنة 1795م، حدث عدوان من أمراء المماليك على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي، فغضب وتوجه إلى الأزهر فجمع شيوخه، وأغلقوا أبوابه، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر، وركب الشيوخ في اليوم التالي وتبعهم كثير من الناس إلى بيت الشيخ محمد السادات، واحتشدت جموع عديدة من الشعب، فأرسل إليهم الأمراء أحدهم، وهو أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا : نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (أي الضرائب)، وخشى إبراهيم بك زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى العلماء، وكانوا يقضون ليلتهم داخل الأزهر، قائلاً لهم : إنه يؤيدهم في غضبهم ويبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك، وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. ولكن العلماء لم يقنعوا بهذا، بل أصروا على وضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، فاجتمع الأمراء وأرسلوا إلى العلماء فحضر منهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير، وكان هؤلاء رسل الثورة وقوادها، وطال الجدل بين الشيوخ والأمراء، ثم انتهى بأن أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا ما اشترطه عليهم العلماء، وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب المحدثة، ويأمرون اتباعهم بالكف عن سلب أموال الناس، ويرسلون أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهما، ويسيرون في الناس سيرة حسنة. وكان قاضي القضاة حاضراً هذا المجلس فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد، وانصرف العلماء من هذا المجلس وسط جموع الشعب التي أعلنت بهجتها بهذه الوثيقة الخالدة التي هي أشبه بوثيقة حقوق الإنسان. كما استطاع الشعب بقيادة علماء الأزهر عزل الوالي المستبد خورشيد باشا حينما ثاروا عليه وطلبوا من السلطان العثماني عزله، فنزل السلطان العثماني على رغبتهم وعزله. وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم، فانبعثت من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى والثانية، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه، ورحل الفرنسيون عن مصر. وكذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فريزر. واستطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي الذي ارتضوه، وهو محمد على باشا، بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بالعدل بين الرعية، إلا أنه نقض ما أبرمه من عهد وخان ما بذله من وعد واستبد بالحكم، فثار عليه علماء الأزهر بقيادة عمر مكرم، فلاينهم محمد علي حتى استطاع أن ينفي عمر مكرم ويشرد باقي العلماء. وكذلك كان علماء الأزهر في عهد خلفاء محمد علي، يشعلون الثورة ضد هذه الأسر الباغية كلما انتهكت الحرمات، وواصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء. ومن فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فكانت صيحة مدوية في أسماع العاملين، وانتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب. وهكذا كان موقف الأزهر الشريف وعلمائه من الحياة العامة والسياسية جهادا ً في سبيل الله وفي سبيل الوطن ودفعا للظلم والعدوان، ولا غرو فالإسلام دين ودولة. كما كان للأزهر أيضاً دور علمي وثقافي عظيم بَثَّ إشعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور و الانحطاط، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية. ولم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية واللغوية -كما يظن الكثيرون- ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام، التي لا تفرق بين شتى المعارف والعلوم التي تخدم البشرية في شتى المجالات، كما أوضح الشارع الحكيم، ولهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم الفقيه والطبيب والمهندس والفلكي والكيميائي والجغرافي والرحالة.... إلخ. ولهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعا إلا في رحاب الأزهر الشريف، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين، من أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وغيرهما. كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر. وعلى الرغم من ذلك استطاع الاستعمار، مع أمده الطويل وأساليبه الملتوية، أن يعوق حركة الأزهر في النمو والازدهار، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الاصلاح والتجديد فتقلّصت علوم الأزهر -لفترة ما- لتقتصر على العلوم الدينية واللغوية. ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وغيرهم، حتى قامت ثورة يوليو 1952م، فأزالت العقبات في طريق تطوير الأزهر الشريف ليكون منارة علم وإشعاع في كل علوم وفنون الحياة، وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها. وبهذا عادت للأزهر مكانته وعاد إليه دوره في نشر الثقافة الإسلامية والعربية وجميع فروع المعرفة. كما ولا يزال للأزهر دور روحي خالد في مقاومة شتى تيارات الإلحاد والانحرافات والمذاهب الهدامة، والحملات التنصيرية المسمومة، ودعاة الفوضى والانحلال والإباحية. وهاهو الآن يقف كالطود الشامخ إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة ضد الإرهاب الأسود ودعاة الانحراف والإباحية، ويمثل غطاءً روحيّاً للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ويبين الوجه المشرق والوسطية السمحة لهذا الدين الحنيف. ولهذا كان الأزهر الشريف -ولايزال- مقصد طلاب العلوم والثقافة الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وهو مصدر الدعوة الإسلامية إلى مختلف الأمم والشعوب، وباعث مئات العلماء [/font][/size][/color]
2010-10-14 20:23:08
[color="magenta"][size="5"][font="arial"] رسالة الأزهر الشريف لقد كان الأزهر، قبل صدور القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، يسير وفقاً للمرسوم رقم 26 لسنة 1936م، وهذا المرسوم يعتبر أسمى ماعرفه الأزهر من وسائل إصلاح قبل قيام ثورة يوليه 1952م، التي أدخلت التعديلات على هذا المرسوم حتى صدر القانون رقم 103 لسنة 1961م. ولقد حدد هذا المرسوم بقانون الغرض من الجامع الأزهر تحديداً ضيقاً لا يتفق والرسالة التي يضطلع بها الأزهر الشريف في العالم الإسلامي، إذ حدد الغرض منه بالآتي : .1 القيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها. 2. تخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. كما حدد هذا المرسوم أيضا اختصاص هيئة كبار العلماء تحديداً جعل مهمتها جوفاء، لا حياة فيها. كما قصر هذا المرسوم كليات الأزهر على ثلاث، هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها. وهكذا كان حال الأزهر إبان فترة الاحتلال البغيض حتى قيام ثورة يوليو 1952م التي أدخلت كثيراً من التعديلات على المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، ثم أصدرت القانون الحالي رقم 103 لسنة 1961م، الذي نص على إلغاء المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م والقوانين المعدلة له، وإبطال جميع مايخالف القانون الجديد من قوانين. ولقد أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، إذ نصت على : "الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربطبين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية". ويرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي: "شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر". ثالثاً : الهيئات التي يشملها الأزهر الشريف ودور كل منها في إطار تحقيق الرسالة الشاملة له لكي يؤدي الأزهرالشريف هذه الرسالة الشاملة، كان لابد من تنظيم الهيئات التي يشملها، وتحديد الجزء المنوط تنفيذه بكل منها من هذه الرسالة الشاملة، بما يحدث التفاعل والتناغم فيما بينها، من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، ولهذا حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م في مادته الثامنة هيئات الأزهر على النحو الآتي : * المجلس الأعلى للأزهر وقد بينت المادة التاسعة من القانون رقم 103 لسنة 1961م تكوين المجلس الأعلى للأزهر، على النحو التالي: - فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وله رئاسة المجلس - فضيل وكيل الأزهر - فضيلة رئيس جامعة الأزهر - نواب رئيس جامعة الأزهر - أقدم العمداء في كل فرع من فروع جامعة الأزهر بالمحافظات - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية - المستشار القانوني لشيخ الأزهر - الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر - أربعة أعضاء من مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم أعضاء المجمع لمدة سنتين، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر - أحد وكلاء الوزارة من كل من وزارات: الأوقاف، والعدل، والتربية والتعليم، وشؤون الأزهر، والمالية، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر بناء على ترشيح الوزراء الممثلة وزاراتهم في المجلس. ويختص المجلس الأعلى بالنظر في الأمور الآتية : 1) التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة القضايا الإسلامية الشاملة. 2) رسم السياسة التعليمية التي تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية، في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية واقتراح المواد والمقررات التي تدرس لتحقيق أغراض الأزهر. 3) النظر في مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامي. 4) اقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية. 5) قبول الأوقاف والوصايا والهبات، مع مراعاة أحكام المادة (6) من هذا القانون. 6) النظر في كل مشروع قانون أو قرار جمهوري يتعلق بأي شأن من شؤون الأزهر. 7) النظر في منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها بناء على اقتراح الكلية أو الجامعة. 8)تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه، أو غيرهم من المتخصصين، لبحث الموضوعات التي تدخل في اختصاصه. 9) تدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها. 10) النظرفيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح، وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفي كل ما يرى المجلس فائدة في بحثه من المسائل التي تدخل في اختصاصه. * مجمع البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية هو نافذة الأزهر الشريف على العالم الخارجي من حوله، وهو امتداد لهيئة كبار العلماء السابق الإشارة إليها عند الحديث عن المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، إذ نصت المادة "10" من القانون رقم 103 لسنة 1961م على الآتي: "مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة في كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وتجليتها في جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة، وبيان الرأي فيما يَجِدُّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وتعاون جامعة الأزهر في توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتي التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها. وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذي يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه. ومجمع البحوث الإسلامية يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة على النحو الآتي: أ) مجلس مجمع البحوث الإسلامية: ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على العشرين، من غير مواطني جمهورية مصر العربية، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التي تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية. ويرأس مجلس المجمع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. ومجلس المجمع يؤلف من بين أعضائه لجانا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية.. .. .. إلخ. ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية ولجانه متابعة ودراسة القضايا والموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية ، والأحداث التي تموج بها، ويصدر بياناته المشتملة على رأي الشريعة الإسلامية فيها، هذا فضلا عن تتبع ما ينشر من بحوث عن الإسلام الحنيف وبها مغالطات وافتراءات، ومواجهتها بالرد والتصحيح. ومن هذا القبيل تشكيل لجنة دائمة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لحجز موقع على شبكة النيل الفضائية لشرح مبادىء الإسلام الصحيحة السمحة، والرد على ما ينشر ضد الإسلام على الشبكات الأخرى. ب) أجهزة وإدارات مجمع البحوث الإسلامية : الإدارة العامة للطلاب الوافدين : يفتح الأزهر الشريف أبواب معاهده وجامعته لطلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة به، سواء على منح الأزهر، أو على منح الجهات المانحة الأخرى، أو على حسابهم الخاص. وتتولى الإدارة العامة للطلاب الوافدين استقبال الطلاب الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجيه كل منهم للدراسة المناسبة لمستواه في المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث، أو بجامعة الأزهر. وقد بلغ عدد الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر عام 99 / 2000م أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة، منهم مايقرب من خمسة آلاف طالب وطالبة على منح الأزهر الشريف، والباقي إما على منح جهات أخرى غير الأزهر الشريف أو على حسابه الخاص. مدينة البعوث الإسلامية : مع تزايد عدد الطلاب الوافدين، ضاقت بهم أروقة الأزهر، الأمر الذي جعل إقامة مدينة للبعوث الإسلامية تخصص لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر أمراً ضرورياً، لذلك سارعت الدولة بإقامة مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة وأخرى بالإسكندرية، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم. ويقيم بمدينتي البعوث بالقاهرة والإسكندرية أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا لزيادة أعداد أبنائنا الطلاب الوافدين المستفيدين من أنواع الرعاية المشار إليها، فضلاً عن إعادة بناء بعض العمارات بمدينة البعوث بالقاهرة، لزيادة سعتها، وبناء عمارات إضافية بها. المعاهد الأزهرية الخارجية : ينشىء الأزهر الشريف بعض المعاهد الأزهرية في بعض الدول التي لا يستطيع الأزهر استقدام جميع الطلاب من أبنائها الراغبين في الدراسة بالأزهر، ولا تسمح إمكانات هذه الدول المادية بتحمل نفقات إيفادهم للدراسة بالأزهر. وتسير هذه المعاهد الأزهرية الخارجية على نظام التعليم بالأزهر الشريف، خطة ومنهجاً وكتاباً، وتخضع للإشراف الفني للأزهر، ويقوم مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية بإمداد هذه المعاهد بالمدرسين والكتب والمناهج الدراسية، وقد بلغ عدد هذه المعاهد الأزهرية الخارجية خمسة عشر معهداً منها ثلاثة عشر معهداً بإفريقيا، وواحد بكندا،وواحد بباكستان. الإدارة العامة للبعوث الإسلامية : يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامي، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبنائنا المسلمين في الخارج مبادىء الدين الإسلامي الحنيف وفرائضه وقيمه وتعاليمه السمحة، وذلك، سواء على نفقة الأزهر الشريف أو على نفقة الدول المستعيرة. وقد بلغ عدد الدول التي يوجد للأزهر علماء معارون إليها سبعة وثمانين دولة، وبلغ عدد العلماء المعارين على نفقة الأزهر - أي الذين يتحمل الأزهر مرتباتهم ونفقات سفرهم وبدل السكن والعلاج لهم - في العام الدراسي 99 / 2000م "902" مبعوثاً، وبلغ عدد المعارين والمتعاقدين على نفقة الدول المستعيرة "1600" معاراً ومتعاقداً تقريباً. وتتولى الإدارة العامة للبعوث الإسلامية الإشراف على هؤلاء المبعوثين والمعارين وتحويل مرتباتهم وتنظيم شؤونهم .. .. .. إلخ. الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة : يتولى مجمع البحوث الإسلامية من خلال هذه الإدارة الإشراف على طبع مصحف الأزهر الشريف ومصحف المطابع الأميرية، وكذلك إصدار تصاريح طبع وتداول المصحف الشريف لدور النشر المختلفة بعد مراجعة الأصول >الأكليشيهات< وكذلك مراجعة الشرائط القرآنية للتأكد من خلوها من الأخطاء. كما تتولى هذه الإدارة فحص المؤلفات الدينية، سواء كانت باللغة العربية أو الأجنبية، وسواء كانت بحثا أو كتابا أو شريطا أو فيلما أو لوحة .. .. إلخ، وذلك للتأكد من صلاحيتها وخلوها مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية. الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني >الوعظ والوعاظ<: 116.133="" 40.000="" :="">جمع الجوامع للإمام السيوطي< صدر منها مطبوعاً سنن الأقوال، ويجري الآن تخريج بقية أحاديث الأفعال والمسانيد تمهيداً لطبعها. كما تتولى هذه الإدارة إصدار سلسلة البحوث الإسلامية ، حيث يتم اختيار أفضل الكتب والأبحاث، وطبعها، وإصدار كتاب كل شهر. مجلة الأزهر : يصدر مجمع البحوث الإسلامية في مطلع كل شهر هجري مجلة الأزهر، حاملة رسالة الأزهر إلى جماهير المسلمين في الداخل والخارج، ومتابعة لمجريات الأحداث الإسلامية والعربية بدراسات موضوعية وتحليلات علمية لنخبة من العلماء الأجلاء. اللجنة العليا للدعوة الإسلامية : ينظم الأزهر الشريف دورات تدريبية للائمة والدعاة والوعاظ من دول العالم الإسلامي، مدة كل دورة ثلاث أشهر، يتم خلالها تدريب هؤلاء الدعاة على طرق الدعوة إلى سبيل الله تعالى وأساليبها، وما يجب أن يتحلى به الداعية من صفات وأخلاق حتى يستطيع تأدية الأمانة الملقاة على عاتقه على أكمل وجه، وليستطيع التأثير في الجماهير. كما يتم تنظيم محاضرات يلقيها عليهم أساتذة وعلماء الأزهر الشريف في كافة القضايا المعاصرة، وكيفية تعامل الداعية معها، ورأي الشريعة الإسلامية في هذه القضايا، حتى يجمع الداعية إلى القدوة الحسنة الإلمام بقضايا العصر، وكيفية معالجتها في ضوء تعاليم ومبادىء الشريعة الإسلامية الغراء، التي تذخر بالحلول الشافية والعلاج الناجع لكل مايهم الإنسان، أو يعترض طريق تقدم البشرية ورفاهيتها. وهذا ويتحمل الأزهر الشريف نفقات استقدام هؤلاء الأئمة والدعاة وعودتهم إلى بلادهم، فضلا عن إقامتهم والإعاشة الكاملة لهم، وتوفير العلاج اللازم لهم في مستشفيات جامعة الأزهر، وتخصيص مبلغ "100 جنيه" كمصروف شهري لكل منهم خلال مدة الدورة، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم ليتعرفوا على معالم مصر الحضارية، وإهداء كل داعية أتم مدة الدورة مكتبة إسلامية شاملة من أمهات الكتب، لتعين الداعية على عمله بعد عودته إلى بلده، ويتم شحنها إلى بلادهم على نفقة الأزهر الشريف. وقد تدرب في هذه الدورات آلاف الأئمة والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي، منذ بدء إقامة هذه الدورات في عام 1985م. * قطاع المعاهد الأزهرية ويتولى قطاع المعاهد الأزهرية الإشراف على العملية التعليمية بالمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، سواء كانت معاهد ابتدائية أو إعدادية، أو ثانوية، أو معلمين، أو قراءات، أي يختص بكل ما يتصل بالتعليم قبل الجامعي بالأزهر الشريف. ولقد حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م أن الغرض من المعاهد الأزهرية هو تزويد تلاميذها بالقدر الكافي من الثقافة الإسلامية، والمعارف والخبرات التي يتزود بها نظراؤهم في المدارس الأخرى المماثلة، ليخرجوا إلى الحياة مزودين بوسائلها، وإعدادهم الإعداد الكامل لدخول كليات جامعة الأزهر، أو كليات الجامعات الأخرى في جمهورية مصر العربية. ولهذا تم تقسيم المعاهد إلى مراحل دراسية ثلاث، هي: المعاهد الابتدائية والمعاهد الإعدادية والمعاهد الثانوية، على النحو التالي : أ) المعاهد الإبتدائية : ومدة الدراسة بها ست سنوات، ويدرس فيها التلميذ، بالإضافة إلى علوم الدين واللغة العربية، الحساب والهندسة والدراسات الاجتماعية، والعلوم والصحة والتربية الفنية، والتربية الزراعية (للبنين) والتربية النسوية (للبنات) والتربية الرياضية، واللغة الأجنبية. بالإضافة إلى حفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن الكريم. ب) المعاهد الإعدادية : ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح الطالب بعدها الشهادة الإعدادية الأزهرية، ويدرس فيها الطال : الفقه، والتوحيد، والحديث، والتفسير، والإنشاء والمطالعة، والنصوص، والنحو والصرف، والسيرة، والخط والإملاء، وتجويد القرآن الكريم، واللغة الأجنبية، والمواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) والرياضيات (الجبر والهندسة) والعلوم والصحة، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، والأشغال اليدوية (للبنين) والعلوم العملية (للبنات). بالإضافة إلى حفظ تسعة أجزاء من القرآن الكريم، مع مراعاة امتحان الطالب كل عام في المقرر عليه وما سبق حفظه. جـ) المعاهد الثانوية : ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح بعدها الطالب الشهادة الثانوية الأزهرية، وتنقسم إلى قسمين : أدبي وعلمي. ويدرس طالب القسم الأدبي : الفقه والتفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والتوحيد، والنحو والصرف، والبلاغة والإنشاء والأدب، والعروض والقافية، والمطالعة، والمنطق، والفلسفة، واللغة الأجنبية، والتاريخ والجغرافيا، والتربية الفنية، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ ما بقى من القرآن الكريم وأداء الاختبار في القرآن الكريم كله. ويدرس طالب القسم العلمي : الفقه، التوحيد، التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، والأدب والنصوص، والمطالعة والقراءة الحرة، والإنشاء، واللغة الأجنبية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والتاريخ الطبيعي، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم. د) معاهد القراءات : وهي معاهد أزهرية تُعِدُّ حفاظ القرآن الكريم لإجادة أدائه، وتعلم أحكامه ووجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، وغير ذلك من الدراسات المتعلقة بذات القرآن الكريم وحفظه ولا تتسع لها مناهج الدراسة بالمعاهد الأزهرية الأخرى. وهذه المعاهد تعد خريجها لتدريس مواد التجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية، ولشغل وظائف المقارىء وإقامة الشعائر بوزارة الأوقاف. هـ) معهد البعوث الإسلامية : ويتولى هذا المعهد استقبال الطلا ب الوافدين من كافة أقطار العالم لتلقي العلوم الدينية والعربية بالأزهر الشريف، وإعدادهم لإتمام دراستهم بجامعة الأزهر. و) معهد الدراسات الخاصة : وهذا المعهد يدرس العلوم العربية والدينية للطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية الذين لا يريدون الحصول على مؤهل دراسي، وإنما يرغبون في تلقي دراسات في الدين واللغة العربية دون ارتباط بمناهج المعاهد الأزهرية الأخرى وخطتها. وكذلك الطلاب الوافدين الحاصلين علي مؤهلات دراسية تنقصها العلوم الدينية والعربية أو لتأهيل غير الناطقين بالعربية لدخول المعاهد الأزهرية الأخرى (الإعدادية والثانوية) بعد إجادتهم لنطق اللغة العربية. هذا وقد بلغت المعاهد الأزهرية بأنواعها المختلفة أكثر من ستة ألاف معهد، يدرس فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب وطالبة. * جامعة الأزهر وتختص جامعة الأزهر الشريف بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر الشريف، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه، كما تهتم ببعث التراث العلمي والفكري والروحي للشعوب العربية والإسلامية، وتعمل على تزويد العالم الإسلامي، والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى التفقه في علوم العقيدة والشريعة ولغة القرآن الكريم، كفاية علمية وعملية تؤهلهم للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والقدوة الطيبة، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما تعنى بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية والإسلامية العربية والأجنبية. ولقد رأى القائمون على إعداد القانون رقم 103 لسنة 1961م ضرورة تنويع الدراسة بالأزهر الشريف، لتشمل إلى جانب علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، سائر العلوم والمعارف الأخرى، وذلك لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين للمشاركة في أنواع الإنتاج والنشاط الإنساني، وتأهيل عالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعود الأزهر كما كان يُخَرِّجُ علماء في مختلف العلوم والفنون في اللغة والشريعة، والطب والهندسة والفلك .. .. .. إلخ. ولهذا تضمن القانون 103 لسنة 1961م إنشاء كليات للطب والهندسة والصيد لة، والزراعة والتجارة، واللغات والترجمة، والعلوم، والتربية، وطب الأسنان. بالإضافة إلى الكليات الأزهرية الأصلية، وهي : كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية، كلية الدراسات العربية والإسلامية، كلية الدعوة الإسلامية. وقد ظلت فروع وكليات جامعة الأزهر -أنواعها المتعددة- تتزايد بمحافظات جمهورية مصر العربية، حتى تتستوعب خريجي المعاهد الأزهرية، حتى بلغت ما يقرب من ستين كلية.
[color="magenta"][size="5"][font="arial"] رسالة الأزهر الشريف لقد كان الأزهر، قبل صدور القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، يسير وفقاً للمرسوم رقم 26 لسنة 1936م، وهذا المرسوم يعتبر أسمى ماعرفه الأزهر من وسائل إصلاح قبل قيام ثورة يوليه 1952م، التي أدخلت التعديلات على هذا المرسوم حتى صدر القانون رقم 103 لسنة 1961م. ولقد حدد هذا المرسوم بقانون الغرض من الجامع الأزهر تحديداً ضيقاً لا يتفق والرسالة التي يضطلع بها الأزهر الشريف في العالم الإسلامي، إذ حدد الغرض منه بالآتي : .1 القيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها. 2. تخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. كما حدد هذا المرسوم أيضا اختصاص هيئة كبار العلماء تحديداً جعل مهمتها جوفاء، لا حياة فيها. كما قصر هذا المرسوم كليات الأزهر على ثلاث، هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها. وهكذا كان حال الأزهر إبان فترة الاحتلال البغيض حتى قيام ثورة يوليو 1952م التي أدخلت كثيراً من التعديلات على المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، ثم أصدرت القانون الحالي رقم 103 لسنة 1961م، الذي نص على إلغاء المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م والقوانين المعدلة له، وإبطال جميع مايخالف القانون الجديد من قوانين. ولقد أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، إذ نصت على : "الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربطبين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية". ويرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي: "شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر". ثالثاً : الهيئات التي يشملها الأزهر الشريف ودور كل منها في إطار تحقيق الرسالة الشاملة له لكي يؤدي الأزهرالشريف هذه الرسالة الشاملة، كان لابد من تنظيم الهيئات التي يشملها، وتحديد الجزء المنوط تنفيذه بكل منها من هذه الرسالة الشاملة، بما يحدث التفاعل والتناغم فيما بينها، من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، ولهذا حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م في مادته الثامنة هيئات الأزهر على النحو الآتي : * المجلس الأعلى للأزهر وقد بينت المادة التاسعة من القانون رقم 103 لسنة 1961م تكوين المجلس الأعلى للأزهر، على النحو التالي: - فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وله رئاسة المجلس - فضيل وكيل الأزهر - فضيلة رئيس جامعة الأزهر - نواب رئيس جامعة الأزهر - أقدم العمداء في كل فرع من فروع جامعة الأزهر بالمحافظات - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية - المستشار القانوني لشيخ الأزهر - الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر - أربعة أعضاء من مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم أعضاء المجمع لمدة سنتين، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر - أحد وكلاء الوزارة من كل من وزارات: الأوقاف، والعدل، والتربية والتعليم، وشؤون الأزهر، والمالية، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر بناء على ترشيح الوزراء الممثلة وزاراتهم في المجلس. ويختص المجلس الأعلى بالنظر في الأمور الآتية : 1) التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة القضايا الإسلامية الشاملة. 2) رسم السياسة التعليمية التي تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية، في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية واقتراح المواد والمقررات التي تدرس لتحقيق أغراض الأزهر. 3) النظر في مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامي. 4) اقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية. 5) قبول الأوقاف والوصايا والهبات، مع مراعاة أحكام المادة (6) من هذا القانون. 6) النظر في كل مشروع قانون أو قرار جمهوري يتعلق بأي شأن من شؤون الأزهر. 7) النظر في منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها بناء على اقتراح الكلية أو الجامعة. 8)تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه، أو غيرهم من المتخصصين، لبحث الموضوعات التي تدخل في اختصاصه. 9) تدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها. 10) النظرفيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح، وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفي كل ما يرى المجلس فائدة في بحثه من المسائل التي تدخل في اختصاصه. * مجمع البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية هو نافذة الأزهر الشريف على العالم الخارجي من حوله، وهو امتداد لهيئة كبار العلماء السابق الإشارة إليها عند الحديث عن المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، إذ نصت المادة "10" من القانون رقم 103 لسنة 1961م على الآتي: "مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة في كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وتجليتها في جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة، وبيان الرأي فيما يَجِدُّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وتعاون جامعة الأزهر في توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتي التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها. وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذي يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه. ومجمع البحوث الإسلامية يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة على النحو الآتي: أ) مجلس مجمع البحوث الإسلامية: ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على العشرين، من غير مواطني جمهورية مصر العربية، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التي تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية. ويرأس مجلس المجمع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. ومجلس المجمع يؤلف من بين أعضائه لجانا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية.. .. .. إلخ. ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية ولجانه متابعة ودراسة القضايا والموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية ، والأحداث التي تموج بها، ويصدر بياناته المشتملة على رأي الشريعة الإسلامية فيها، هذا فضلا عن تتبع ما ينشر من بحوث عن الإسلام الحنيف وبها مغالطات وافتراءات، ومواجهتها بالرد والتصحيح. ومن هذا القبيل تشكيل لجنة دائمة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لحجز موقع على شبكة النيل الفضائية لشرح مبادىء الإسلام الصحيحة السمحة، والرد على ما ينشر ضد الإسلام على الشبكات الأخرى. ب) أجهزة وإدارات مجمع البحوث الإسلامية : الإدارة العامة للطلاب الوافدين : يفتح الأزهر الشريف أبواب معاهده وجامعته لطلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة به، سواء على منح الأزهر، أو على منح الجهات المانحة الأخرى، أو على حسابهم الخاص. وتتولى الإدارة العامة للطلاب الوافدين استقبال الطلاب الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجيه كل منهم للدراسة المناسبة لمستواه في المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث، أو بجامعة الأزهر. وقد بلغ عدد الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر عام 99 / 2000م أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة، منهم مايقرب من خمسة آلاف طالب وطالبة على منح الأزهر الشريف، والباقي إما على منح جهات أخرى غير الأزهر الشريف أو على حسابه الخاص. مدينة البعوث الإسلامية : مع تزايد عدد الطلاب الوافدين، ضاقت بهم أروقة الأزهر، الأمر الذي جعل إقامة مدينة للبعوث الإسلامية تخصص لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر أمراً ضرورياً، لذلك سارعت الدولة بإقامة مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة وأخرى بالإسكندرية، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم. ويقيم بمدينتي البعوث بالقاهرة والإسكندرية أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا لزيادة أعداد أبنائنا الطلاب الوافدين المستفيدين من أنواع الرعاية المشار إليها، فضلاً عن إعادة بناء بعض العمارات بمدينة البعوث بالقاهرة، لزيادة سعتها، وبناء عمارات إضافية بها. المعاهد الأزهرية الخارجية : ينشىء الأزهر الشريف بعض المعاهد الأزهرية في بعض الدول التي لا يستطيع الأزهر استقدام جميع الطلاب من أبنائها الراغبين في الدراسة بالأزهر، ولا تسمح إمكانات هذه الدول المادية بتحمل نفقات إيفادهم للدراسة بالأزهر. وتسير هذه المعاهد الأزهرية الخارجية على نظام التعليم بالأزهر الشريف، خطة ومنهجاً وكتاباً، وتخضع للإشراف الفني للأزهر، ويقوم مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية بإمداد هذه المعاهد بالمدرسين والكتب والمناهج الدراسية، وقد بلغ عدد هذه المعاهد الأزهرية الخارجية خمسة عشر معهداً منها ثلاثة عشر معهداً بإفريقيا، وواحد بكندا،وواحد بباكستان. الإدارة العامة للبعوث الإسلامية : يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامي، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبنائنا المسلمين في الخارج مبادىء الدين الإسلامي الحنيف وفرائضه وقيمه وتعاليمه السمحة، وذلك، سواء على نفقة الأزهر الشريف أو على نفقة الدول المستعيرة. وقد بلغ عدد الدول التي يوجد للأزهر علماء معارون إليها سبعة وثمانين دولة، وبلغ عدد العلماء المعارين على نفقة الأزهر - أي الذين يتحمل الأزهر مرتباتهم ونفقات سفرهم وبدل السكن والعلاج لهم - في العام الدراسي 99 / 2000م "902" مبعوثاً، وبلغ عدد المعارين والمتعاقدين على نفقة الدول المستعيرة "1600" معاراً ومتعاقداً تقريباً. وتتولى الإدارة العامة للبعوث الإسلامية الإشراف على هؤلاء المبعوثين والمعارين وتحويل مرتباتهم وتنظيم شؤونهم .. .. .. إلخ. الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة : يتولى مجمع البحوث الإسلامية من خلال هذه الإدارة الإشراف على طبع مصحف الأزهر الشريف ومصحف المطابع الأميرية، وكذلك إصدار تصاريح طبع وتداول المصحف الشريف لدور النشر المختلفة بعد مراجعة الأصول >الأكليشيهات< وكذلك مراجعة الشرائط القرآنية للتأكد من خلوها من الأخطاء. كما تتولى هذه الإدارة فحص المؤلفات الدينية، سواء كانت باللغة العربية أو الأجنبية، وسواء كانت بحثا أو كتابا أو شريطا أو فيلما أو لوحة .. .. إلخ، وذلك للتأكد من صلاحيتها وخلوها مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية. الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني >الوعظ والوعاظ<: 116.133="" 40.000="" :="">جمع الجوامع للإمام السيوطي< صدر منها مطبوعاً سنن الأقوال، ويجري الآن تخريج بقية أحاديث الأفعال والمسانيد تمهيداً لطبعها. كما تتولى هذه الإدارة إصدار سلسلة البحوث الإسلامية ، حيث يتم اختيار أفضل الكتب والأبحاث، وطبعها، وإصدار كتاب كل شهر. مجلة الأزهر : يصدر مجمع البحوث الإسلامية في مطلع كل شهر هجري مجلة الأزهر، حاملة رسالة الأزهر إلى جماهير المسلمين في الداخل والخارج، ومتابعة لمجريات الأحداث الإسلامية والعربية بدراسات موضوعية وتحليلات علمية لنخبة من العلماء الأجلاء. اللجنة العليا للدعوة الإسلامية : ينظم الأزهر الشريف دورات تدريبية للائمة والدعاة والوعاظ من دول العالم الإسلامي، مدة كل دورة ثلاث أشهر، يتم خلالها تدريب هؤلاء الدعاة على طرق الدعوة إلى سبيل الله تعالى وأساليبها، وما يجب أن يتحلى به الداعية من صفات وأخلاق حتى يستطيع تأدية الأمانة الملقاة على عاتقه على أكمل وجه، وليستطيع التأثير في الجماهير. كما يتم تنظيم محاضرات يلقيها عليهم أساتذة وعلماء الأزهر الشريف في كافة القضايا المعاصرة، وكيفية تعامل الداعية معها، ورأي الشريعة الإسلامية في هذه القضايا، حتى يجمع الداعية إلى القدوة الحسنة الإلمام بقضايا العصر، وكيفية معالجتها في ضوء تعاليم ومبادىء الشريعة الإسلامية الغراء، التي تذخر بالحلول الشافية والعلاج الناجع لكل مايهم الإنسان، أو يعترض طريق تقدم البشرية ورفاهيتها. وهذا ويتحمل الأزهر الشريف نفقات استقدام هؤلاء الأئمة والدعاة وعودتهم إلى بلادهم، فضلا عن إقامتهم والإعاشة الكاملة لهم، وتوفير العلاج اللازم لهم في مستشفيات جامعة الأزهر، وتخصيص مبلغ "100 جنيه" كمصروف شهري لكل منهم خلال مدة الدورة، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم ليتعرفوا على معالم مصر الحضارية، وإهداء كل داعية أتم مدة الدورة مكتبة إسلامية شاملة من أمهات الكتب، لتعين الداعية على عمله بعد عودته إلى بلده، ويتم شحنها إلى بلادهم على نفقة الأزهر الشريف. وقد تدرب في هذه الدورات آلاف الأئمة والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي، منذ بدء إقامة هذه الدورات في عام 1985م. * قطاع المعاهد الأزهرية ويتولى قطاع المعاهد الأزهرية الإشراف على العملية التعليمية بالمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، سواء كانت معاهد ابتدائية أو إعدادية، أو ثانوية، أو معلمين، أو قراءات، أي يختص بكل ما يتصل بالتعليم قبل الجامعي بالأزهر الشريف. ولقد حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م أن الغرض من المعاهد الأزهرية هو تزويد تلاميذها بالقدر الكافي من الثقافة الإسلامية، والمعارف والخبرات التي يتزود بها نظراؤهم في المدارس الأخرى المماثلة، ليخرجوا إلى الحياة مزودين بوسائلها، وإعدادهم الإعداد الكامل لدخول كليات جامعة الأزهر، أو كليات الجامعات الأخرى في جمهورية مصر العربية. ولهذا تم تقسيم المعاهد إلى مراحل دراسية ثلاث، هي: المعاهد الابتدائية والمعاهد الإعدادية والمعاهد الثانوية، على النحو التالي : أ) المعاهد الإبتدائية : ومدة الدراسة بها ست سنوات، ويدرس فيها التلميذ، بالإضافة إلى علوم الدين واللغة العربية، الحساب والهندسة والدراسات الاجتماعية، والعلوم والصحة والتربية الفنية، والتربية الزراعية (للبنين) والتربية النسوية (للبنات) والتربية الرياضية، واللغة الأجنبية. بالإضافة إلى حفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن الكريم. ب) المعاهد الإعدادية : ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح الطالب بعدها الشهادة الإعدادية الأزهرية، ويدرس فيها الطال : الفقه، والتوحيد، والحديث، والتفسير، والإنشاء والمطالعة، والنصوص، والنحو والصرف، والسيرة، والخط والإملاء، وتجويد القرآن الكريم، واللغة الأجنبية، والمواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) والرياضيات (الجبر والهندسة) والعلوم والصحة، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، والأشغال اليدوية (للبنين) والعلوم العملية (للبنات). بالإضافة إلى حفظ تسعة أجزاء من القرآن الكريم، مع مراعاة امتحان الطالب كل عام في المقرر عليه وما سبق حفظه. جـ) المعاهد الثانوية : ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح بعدها الطالب الشهادة الثانوية الأزهرية، وتنقسم إلى قسمين : أدبي وعلمي. ويدرس طالب القسم الأدبي : الفقه والتفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والتوحيد، والنحو والصرف، والبلاغة والإنشاء والأدب، والعروض والقافية، والمطالعة، والمنطق، والفلسفة، واللغة الأجنبية، والتاريخ والجغرافيا، والتربية الفنية، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ ما بقى من القرآن الكريم وأداء الاختبار في القرآن الكريم كله. ويدرس طالب القسم العلمي : الفقه، التوحيد، التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، والأدب والنصوص، والمطالعة والقراءة الحرة، والإنشاء، واللغة الأجنبية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والتاريخ الطبيعي، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم. د) معاهد القراءات : وهي معاهد أزهرية تُعِدُّ حفاظ القرآن الكريم لإجادة أدائه، وتعلم أحكامه ووجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، وغير ذلك من الدراسات المتعلقة بذات القرآن الكريم وحفظه ولا تتسع لها مناهج الدراسة بالمعاهد الأزهرية الأخرى. وهذه المعاهد تعد خريجها لتدريس مواد التجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية، ولشغل وظائف المقارىء وإقامة الشعائر بوزارة الأوقاف. هـ) معهد البعوث الإسلامية : ويتولى هذا المعهد استقبال الطلا ب الوافدين من كافة أقطار العالم لتلقي العلوم الدينية والعربية بالأزهر الشريف، وإعدادهم لإتمام دراستهم بجامعة الأزهر. و) معهد الدراسات الخاصة : وهذا المعهد يدرس العلوم العربية والدينية للطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية الذين لا يريدون الحصول على مؤهل دراسي، وإنما يرغبون في تلقي دراسات في الدين واللغة العربية دون ارتباط بمناهج المعاهد الأزهرية الأخرى وخطتها. وكذلك الطلاب الوافدين الحاصلين علي مؤهلات دراسية تنقصها العلوم الدينية والعربية أو لتأهيل غير الناطقين بالعربية لدخول المعاهد الأزهرية الأخرى (الإعدادية والثانوية) بعد إجادتهم لنطق اللغة العربية. هذا وقد بلغت المعاهد الأزهرية بأنواعها المختلفة أكثر من ستة ألاف معهد، يدرس فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب وطالبة. * جامعة الأزهر وتختص جامعة الأزهر الشريف بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر الشريف، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه، كما تهتم ببعث التراث العلمي والفكري والروحي للشعوب العربية والإسلامية، وتعمل على تزويد العالم الإسلامي، والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى التفقه في علوم العقيدة والشريعة ولغة القرآن الكريم، كفاية علمية وعملية تؤهلهم للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والقدوة الطيبة، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما تعنى بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية والإسلامية العربية والأجنبية. ولقد رأى القائمون على إعداد القانون رقم 103 لسنة 1961م ضرورة تنويع الدراسة بالأزهر الشريف، لتشمل إلى جانب علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، سائر العلوم والمعارف الأخرى، وذلك لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين للمشاركة في أنواع الإنتاج والنشاط الإنساني، وتأهيل عالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعود الأزهر كما كان يُخَرِّجُ علماء في مختلف العلوم والفنون في اللغة والشريعة، والطب والهندسة والفلك .. .. .. إلخ. ولهذا تضمن القانون 103 لسنة 1961م إنشاء كليات للطب والهندسة والصيد لة، والزراعة والتجارة، واللغات والترجمة، والعلوم، والتربية، وطب الأسنان. بالإضافة إلى الكليات الأزهرية الأصلية، وهي : كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية، كلية الدراسات العربية والإسلامية، كلية الدعوة الإسلامية. وقد ظلت فروع وكليات جامعة الأزهر -أنواعها المتعددة- تتزايد بمحافظات جمهورية مصر العربية، حتى تتستوعب خريجي المعاهد الأزهرية، حتى بلغت ما يقرب من ستين كلية.